«الذاكرة والخوف» و«ليلة بعمر» في «الشارقة المسرحية».. إسقاطات ذكية ورسائل هادفة
مجلة الفنون المسرحية
«الذاكرة والخوف» و«ليلة بعمر» في «الشارقة المسرحية».. إسقاطات ذكية ورسائل هادفة
وفاء السويدي - البيان
تواصلت لليوم الخامس فعاليات أيام الشارقة المسرحية في دورتها 28، والتي تتنوع بين عروض مسرحية وندوات وسهرات فكرية ونقاشية حول قضايا المسرح، وقد تم عرض في الأول من أمس مسرحية «الذاكرة والخوف» للمخرج سعيد الهرش، وهو نص معد من مسرحية «الملك لير» للكاتب الإنجليزي وليم شكسبير، وعرض آخر بعنوان «ليلة بعمر» للمخرج حمد الحمادي والمؤلف جاسم الخراز ويتناول قضية المساواة بين الرجل والمرأة وإشكالات النظرة التي تغلب الرجل على المرأة، وذلك على خشبة المعهد المسرحي.واشتمل علاملان، على إسقاطات ذكية ورسائل هادفة.
شكل مميز
تحكي مسرحية «الذاكرة والخوف» قصة ملك يقرر بعد أن تقدم في العمر وأصبح في حدود الثمانين أن يقسم مملكته بين بناته الثلاث، وأن يعطي لكل واحدة منهن بمقدار حبها له، يسأل الملك لير بناته الثلاث عن مقدار حب كل واحدة منهن له، أجابته ابنتاه الكبرى والمتوسطة بإجابات ظاهرها الحب وباطنها النفاق والخبث والمجاملة، فأعطى لكل واحدة منهن ثلثاً من مملكته، بينما قررت الصغرى «كورديليا» أن تجيبه بوضوح واستقامة بأنها تحبه كما تحب أية ابنة مخلصة أباها، وبسبب تقدم الملك في السن ، لم يستطع أن يميز الصدق في كلام ابنته الصغرى، فقرر حرمانها من كل شيء والتبرؤ منها، وأعطى الثلث الباقي لأختيها، لتتفاعل أحداث المسرحية بعد ذلك وتتحول إلى نموذج لعقوق البنات لأبيهن بعد أن أعطاهن كل ما يملكه، وقد نجح المخرج في توظيف السينوغرافيا بشكل جيد، واشتغل على الإضاءة وعلى تحريك ممثليه بشكل مميز، وحظي العرض بتفاعل كبير من قبل الجمهور.
تميز وتألق
أما مسرحية «ليلة بعمر» والتي تحمل رسالة هادفة وتتناول قضية المساواة بين الرجل والمرأة وإشكالات النظرة التي تغلب الرجل على المرأة، فهي من المسرحيات الثنائية وقد تميز وتألق الممثلان فيها وهما إبراهيم الاستادي وبدور، وتميز أداؤهما بالإيقاع المتوازن مع بعض ليكمل الآخر، كما وضعوا الجمهور في حالة من الإنصات والترقب والانتباه لهم، وقد علق أحد النقاد بأن العرض يعتبر من خارج المسابقة ولكن لا بد من أن يكون يدخل التاريخ المسرحي حيث القضية تمس المجتمع وتهم فئات كثيرة.
ملتقى الأوائل
كما أقيمت بملتقى الشارقة السابع لأوائل المسرح العربي المصاحب للدورة، محاضرة بعنوان «جماليات الإخراج المسرحي» قدمها المخرج المسرحي المغربي د.عبد المجيد شاكير، والورشة هي مخصصة لطلاب المعاهد المسرحية التي يتم استضافتهم في كل عام، وتناولت مفهوم الإخراج المسرحي وتطوره التاريخي، حيث ارتبط الإخراج في بداية الأمر بالمؤلف المسرحي، الذي كان يبدع النص ويرفقه بمجموعة من الإرشادات والنصائح والتوجيهات الإخراجيَّة، كما أقيمت ندوة بعنوان «الفن يورث؟ عرض تاريخي للعائلات المسرح العربيَّة»، حيث تم طرح عدة أسئلة أولها هل يورث الفن؟ حيث ناقشته الندوة من خلال كتاب وممثلين ومخرجين، وأدار الندوة الفنان الجزائري عبد الناصر خلاف، وتحدث فيها الباحث والكاتب المسرحي المغربي فهد الكغاط، والمخرج والمؤرخ المسرحي المصري عمرو دوارة، والكاتب والمخرج الإماراتي عبد الله صالح.
0 التعليقات:
إرسال تعليق