«العميان».. توليفة مسرحية رمزية على خشبة «الأيام»
مجلة الفنون المسرحية
«العميان».. توليفة مسرحية رمزية على خشبة «الأيام»
وفاء السويدي - البيان
تأتي الدورة الثامنة والعشرون من أيام الشارقة المسرحية وسط تظاهرة فنية ثقافية واجتماعية، يشارك الجميع في عروضها وأنشطتها، لتجدد التأكيد على أصالة وعمق هذا المشروع الثقافي الذي احتضنته الشارقة منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي، واعتبرته دعامة أساسية لنهضتها الثقافية.
واستكمالاً للأيام تم أول من أمس عرض مسرحية «العميان» للمخرج يوسف القصاب، وعرض آخر بعنوان «تداعيات» من تأليف أحمد الماجد والمخرج مرتضى جمعة.
متعة بصرية
وقدم العرض المسرحي «العميان» توليفة بصرية ثرية، مشكلة من الألوان والأضواء والأزياء، على درجة عالية من الشاعرية، وتشكل العرض بمجموعة من العميان فقدت سبيلها إلى الملجأ وتاهت في غابة كثيفة في يوم شديد البرودة، أين الطريق إلى العودة، وإلى أين يمكن أن يأخذ هذا المسار، إلى الأمام أم إلى الخلف، ومن يمكن أن يأتي، ومن أين تصدر هذه الأصوات وفي أي وقت يحصل هذا؟ هذه هي الأسئلة التي تطرحها المجموعة التائهة من فاقدي البصر، في يأس وقلق وخوف.
ونجح المخرج القصاب في عكس الحالة الرمزية المعقدة عبر ما اقترحه من مناظر تعبيرية دالة، يتداخل فيها الضوء مع الظلال والعتمات ولمعات الأقمشة والاكسسوارات، مع خلفية موسيقية مرهفة أضفت على الملمح العام للعرض حالة شجية شديدة الوقع والتأثير.
الحدس والبصيرة
كما اختتمت أمس فعاليات ملتقى الشارقة السابع لأوائل المسرح العربي، بندوة للمخرج المسرحي المصري، الدكتور ناصر عبدالمنعم بعنوان «التمثيل المسرحي.. الإلهام الفطري»، حيث قال فيها : نحن نستخدم كلمة الحدس كثيراً في حياتنا، للتعبير عن إحساس داخلي أو باطني تجاه شيء معين أو ظاهرة من الظواهر أو موقف حياتي، وهذا الإحساس ليس له مبرر واضح، هو توجس لا ينتمي لعالم العقل، وإنما لعالم الباطن الشعوري. وهنا يجب أن ينتبه الممثل إلى هذا الحدس ويعمل على تنميته، حتى يصبح جزءاً من أدواته».
0 التعليقات:
إرسال تعليق