محمد العامري وأبداعه في الأخراج المسرحي / محسن النصار
مجلة الفنون المسرحية
محمد
العامري وأبداعه في الأخراج المسرحي / محسن النصار
يعتبر الفنان
المسرحي الإماراتي محمد العامري من المسرحيين الذين أسهموا في تطور المسرح
التجريبي في الأمارات
بأسهاماته
المتميزة على مستوى الأخراج المسرحي فكان يبحث عن كل ماهو جديد في
المسرح ليؤكد من خلاله حضوره المسرحي اللافت على المسرح الإماراتي من
خلال تجاربه المسرحية الجديدة التي حظيت بنجاح كبير في «أيام الشارقة
المسرحية» كون هذا المهرجان يعتبر
مكانا للأبداع والتألق المسرحي حيث يجمع المسرحيين الإماراتيين
ومن خلال هذا المهرجان برز وتميز بحضوره المسرحي الذي
أفرز أعمال مسرحية جعلت له أمكانية أبداعية في المسرح كمسرحيات (صهيل
الطين ، بالامس كانو اهنا ، اللوال ، حرب النعل , غصة عبور.
ومسرحية غصة عبور
أخر مسرحياته التي قام بأخراجها وعرضت في مهرجان المسرح العربي العاشر في
تونس والمسرحية من تأليف تغريد الداود, وكانت الرؤية الأخراجية لمحمد
العامري في مسرحية غصة عبور التأكيد على إيصال صورة مسرحية
مؤثرة في الجمع بين أربع شخوص لكل شخصية حكايتها و مأساتها واعتمد في
ذلك على جانب السينوغرافيا في أظهار ديكور وأضاءة ومؤثرات صوتية وأزياء متناسقة
جماليا مع حوار منسجم و اُسلوب سردي متوازن موظفة بشكل جميل لخلق الجو
النفسي العام كأجواء الخوف و الألم والقلق و مرارة الإنتظار التي
تعيشها الشخصيات .
وبذلك أثبت تميزه وحضوره الفني في
المشهد المسرحي الإماراتي والعربي وذلك في أضفاء وخلق الحس الجمالي ذو
الطابع النوعي ,الذي لا ينفي الواقع
المتداول , ولكنه يحيله الى واقع اخر بملامح وعناصر فكرية وجمالية
يتخذ منها واسطة للاظهار المسرحي مستعينا بالفكرة والحوار والشخصيات من خلال
أعتماده على المساحات الزمنية الفكرية الواسعة للنص المسرحي وعليه
فأنه يتعامل مع النصوص المسرحية التي يقوم بأخراجها وتجسيدها على خشبة
المسرح بلغة الواقع والرمز والتعبير ومن خلال تفكيك النص المسرحي
ومحاولة فك رمزه والغوص بين ثناياه ومساحاته وفضاءاته ,معتمدا على
النظام التوزيعي لهيكلية مضمون النص بدلا من النظام التتابعي فتكون بذلك رؤياه
الأخراجية أكثر انفتاحا في تعميق الفعل المسرحي للوصول الى أحاسيس مؤثرة
عند المتفرج وتكون بيسر مع اشتعال الروح لتاكيد الأفعال المسرحية من
خلال بواعث انهمار الضوء والضلام على سطوح أجساد الممثلين والتي
تضئ مرة اخرى كل شئ في طريقها ، فتصبح الأفكار والحوار كالقناديل
المتوهجة بآمالها ، أفراحها ، أحزانها ، تتزحزح بثقلها في ذلك الجو الجمالي
الممتلئ بأحاسيس البشر وشجونهم . . هذا كله انعكاس لحالات وجدانية عميقة عند
الفنان محمد العامري ، يحاول تجسيدها في العروض المسرحية التي قام بأخراجها
بحيث يتوق إلى معرفة ما ينبعث من إشراقات في نفس الممثل والمتفرج الذي يدهشه
المشهد البصري المتقن في مسرحياته المنجزة ومكامن الخلق
والأبداع المتأصل في ثنايا عروضه المسرحية وعالمها ذي وقع سحري يستمد قوته
التعبيرية كمخرج مسرحي قد ساهم في تطور المسرح االأماراتي
وقد ستمد ذلك من خلال دوافعه وسعيه الى تجسيد عروضه المسرحية برؤى
جديدة من خلال التصورات الجديدة لإستخدام السينوغرافيا في المسرح وتطويعها في
عروضه المسرحية الإبداعية.
كصفة جمالية مستوحاة من الأفكار
والصور المسرحية التي يقوم بأستنباطها من
النص المسرحي بعد ان يقوم بتفكيكه وصياغته بصورة جديدة ومؤثرة لذلك
لقب بمجنون المسرح لإبداعه وشغفه في المسرح .
0 التعليقات:
إرسال تعليق