التفهم لأدق التفاصيل والتماهي مع النص المسرحي وتكامل في الرؤى الفكرية
مجلة الفنون المسرحية
التفهم لأدق التفاصيل والتماهي مع النص المسرحي وتكامل في الرؤى الفكرية
عبد الحكيم مرزوق - العروبة
صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب مسرحيتا (نور العيون، وهوب... هوب)، تأليف: جوان جان رئيس تحرير مجلة الحياة المسرحية الفصلية ويتضمن نصين مسرحيين ويقع ب 206 صفحات من القطع المتوسط .
النصان هما تجربتان في الاقتباس حاول فيهما الكاتب إعادة صياغة نصين مسرحيين بشكل جذري بناء على معطيات مختلفة كلياً عن معطيات النصوص الأصلية وانسجاماً مع أفكار متعلقة بواقعنا ويومياتنا، وقد تم تقديم هذين العملين أكثر من مرة برؤى إخراجية مختلفة وهما يُضافان إلى سلسلة من المسرحيات المؤلفة والمقتبسة التي كتبها الكاتب منذ العام 1995 وقد قاربت العشرين .
بهدف التعريف بالكتاب والحديث عن بعض شجون الحركة المسرحية كان لنا لقاء مع الكاتب والناقد المسرحي جوان جان الذي حدثنا عن كتابه الجديد بالقول :
يتضمن الكتاب عملين مسرحيين الأول نور العيون الذي أخرجه د.عجاج سليم عام 2001 للمسرح القومي بدمشق عام 2001 وهو يتحدث عن الأساليب الملتوية التي يسلكها البعض للوصول حتى على حساب اقرب المقربين ضمن إطار تاريخي له علاقة بتاريخ سورية من 1918 حتى 1948ويتألف هذا النص من 32 مشهداً .
النص الثاني اسمه «هوب.. هوب» وقد أخرجه عجاج سليم أيضا للمسرح القومي بدمشق عام 2014 وهو يتحدث عن فرقة مسرحية هاوية تقدم مسرحية ناجحة فيرشحها أحد المتعهدين للسفر إلى أميركا للمشاركة في مهرجان مسرحي للهواة بشرط أن تجري الفرقة تعديلات على المسرحية بحيث يخلو مضمونها من أي انتقاد للسياسة الأميركية فينقسم أعضاء الفرقة بين مؤيد للتعديلات ومعارض لها إلى أن ينتصر في النهاية الطرف المعارض للفكرة ويقرر أعضاء الفرقة في النهاية رفض إجراء التعديلات والاحتفاظ بالمضمون كما هو . ويتألف هذا النص من 12 مشهداً .
- ماذا تقول عن هذين النصين بعد أن عرضا وأصبحا في كتاب؟
- اللغة الأصلية للنصين العامية لأنهما كتبا أصلا للعرض قبل التفكير بالنشر وهما من النوع الكوميدي وقد قيض لهما أن يقدما بأكثر من صيغة إخراجية فبالإضافة إلى إخراج المسرحي عجاج سليم لهما كإخراج أول أخرج نور العيون سهيل عقلة ونورس أبو علي وعلي عبد الحميد وأخرج هوب.. هوب فايز صبوح .
- الرؤى الإخراجية التي قدم فيها النص هل عمقت الهدف الذي وضعته أم ابتعدت عنه برأيك ؟
- لكل وجهة نظر إخراجية تناولت العملين نكهتها وميزاتها.. وبالمجمل كان تناول النصين إبداعياً ولكل مخرج لمساته .
- هل كنت تتفق مع وجهات النظر الأخرى ؟
ليس بالضرورة أن يكون الاتفاق مئة بالمائة ولكن كان هناك اتفاق على العديد من الأساسيات والجزئيات وأذكر هنا أنني حضرت جميع البروفات للنسختين اللتين أخرجهما عجاج سليم في دمشق وكان هناك تكامل في الرؤى الفنية والفكرية بيني وبينه .
- ألا تعتقد أن الكتابة باللهجة العامية تحد من انتشار النص عربياً ؟
- لغة المسرحية مثل لغة العمل التلفزيوني ينبغي أن تكون منسجمة مع المضمون فعندما أقدم عملا اجتماعياً معاصراً على سبيل المثال ينبغي أن يكون بالعامية.. وبكل الأحوال فان تحويلي للنصين إلى الفصحى ونشرهما قد يفسح المجال أمامهما على الصعيد العربي أو لا يفسح .
- مع الدكتور عجاج كان هناك تكامل كيف كان الوضع مع بقية المخرجين ؟
- كان التنسيق يتم بالمراسلات أو على الهاتف وكان الجميع حريصاً على مشاركتي أدق التفاصيل .
هل يمكن القول أن التنسيق يجب أن يكون حاضراً بين المخرج والكاتب حتى يخرج العرض متكاملاً ؟
- ليس بالضرورة.. فقد يكون التواصل بين الطرفين منعدماً كأن يكون الكاتب من بلد والمخرج من بلد آخر أو كأن يكون الكاتب متوفياً.. المهم بالموضوع هو تفهم المخرج لأدق تفاصيل النص وأن يكون متماهياً مع الرؤى الفكرية التي يطرحها؟
- أنت كاتب وناقد مسرحي معروف ، ما هو رأيك بما قدم وما يقدم من عروض مسرحية في السنوات الأخيرة ؟
يمكن القول أنها عروض مجتهدة حاولت الاستمرار في بث الحياة في الحركة المسرحية رغم كل الظروف وقد تفاوتت في مستوياتها فحقق بعضها نجاحاً ملحوظاً واخفق بعضها الآخر لظروف ربما كانت خارجة عن إرادتها.
وعروض المحافظات هل كانت بذات السوية التي كانت في العاصمة ؟
- تابعت في السنتين الأخيرتين عروض مهرجان السويداء المسرحي وكانت عروضاً جيدة بالعموم وظهرت فيها مواهب جديدة بالإضافة إلى المخضرمين في محافظة السويداء وكان مهرجاناً ناجحاً بامتياز كما حضرت الدورة قبل الأخيرة من مهرجان حمص المسرحي وأذكر أنني تابعت عروضاً عكست التنوع الفكري والفني عند مسرحيي حمص .
- هل تعتقد أن مسرح المحافظات مازال يحمل بذور نجاح مسرح الفرق الهاوية غير المحترفة ؟
- هذه البذرة ستبقى موجودة ما بقي المسرح موجوداً في بلادنا لأنها الأساس لأية حركة مسرحية حقيقية ولا ننسى أن العديد من الأسماء الهامة اليوم في عالم التلفزيون والسينما انطلقوا من مسارح الهواة .
0 التعليقات:
إرسال تعليق