مسرحية «كلمتين وبس».. الفن يمرض لكن لا يموت
مجلة الفنون المسرحية
مسرحية «كلمتين وبس».. الفن يمرض لكن لا يموت
حافظ الشمري - القبس
تكريما للفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، واحتفاء بيوم المسرح العالمي، قدمت أكاديمية لوياك للفنون الأدائية (لابا) يوم أمس الأول عرضا مسرحيا هادفا ممتعا بعنوان «كلمتين وبس» على خشبة المسرح الوطني في مركز جابر الأحمد الثقافي بحضور جماهيري، حيث استمر العرض لساعة ونصف الساعة، وتم تخصيص جزء من الريع لجميعات النفع العام.
في البداية، ألقى مشرف العمل رسول الصغير كلمة بمناسبة يوم المسرح العالمي، ثم تحدثت رئيسة مجلس إدارة أكاديمية لوياك للفنون الأدائية (لابا) كاتبة العمل فارعة السقاف في كلمتها واصفة الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا بأنه صوت لن يغيب، ولافتة إلى مصادفة أن رحيله كان في الشهر نفسه والأسبوع عينه الذي رحل فيه والدها الشاعر أحمد السقاف، طيب الله ثراه، ومن ثم قامت السقاف بمشاركة ممثل عن مجموعة الخليج للتأمين بتكريم نجلة الراحل د. منى عبدالحسين عبدالرضا.
معاناة كاتبة
تبدأ أحداث العمل بمشهد للكاتبة «هيلة» وهي تحضر لكتابة عمل درامي يتناول مسيرة الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، حيث تعمل في صياغة العمل تحت وطأة الاستعجال لتقديمه في الدورة الرمضانية المرتقبة، وسط ضغوط شديدة من قبل المنتج «دينار بونوط» الممثل إبراهيم الشطي الذي أبرم عقد اتفاق معها، وتحاول عبر المحامي «زعفران» (عبدالله البلوشي) منحها الوقت الكافي، لكن المنتج يصر على الانتهاء منه، ويحاول إغراءها في المزيد من المال.
وفي هذه الأثناء، وخلال تلك الأزمة في معاناة الضغط والإسراع في كتابة العمل، يتراءى لها الفنان عبدالرضا في شخصياته وأدواره المسرحية والدرامية التي اشتهر بها، وتدخل معه في نقاش مستمر وحوارات متواصلة نحو سلوك طريق الفن الهادف، مما يدفعها في نهاية المطاف إلى فسخ العقد مع المنتج والعودة لتقديم العمل الهادف.
الضمير الحي
الفكرة جديرة بالاحترام، وتؤكد أن «لوياك» قادمة بقوة للمنافسة في المسرح الجماهيري والنوعي، وتضمنت القيم الإيجابية ونقد الممارسات السلبية في المجتمع، وسلطت الضوء على صوت الضمير الحي المتمثل في شخصيات الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، حيث طرحت العديد من الرسائل المهمة التي تحاكي الواقع الفني السائد، ومحاكاة أعماله المسرحية والدرامية التي شكلت نقلة بارزة في مسيرة الفن الكويتي والعربي.
وتناول العمل عبر سياقه المسرحي الأدوار الشهيرة التي جسدها الراحل في أعمال متعددة مثل «سيف العرب»، «الحيالة»، «درب الزلق»، «درس خصوصي»، «مراهق في الخمسين»، اسكتش «شهر العسل»، وكانت رسائل الراحل في حب الكويت، الامتعاض من الرقابة، محاربة الفتنة والفساد، وأن الفن قد يمرض لكنه لا يموت.
إيراج نجح
«كلمتين وبس» تجربة مسرحية امتزجت بين التراجيديا والكوميديا الساخرة، مع عناصر الإبهار المسرحي، حضر فيها التوثيق والدراما، إلى جانب العزف الموسيقي والغناء الحي من قبل المطرب عبدالعزيز المسباح مع فرقة موسيقية وعدة أغان، وعلى صعيد التمثيل، جسد الفنان أحمد إيراج باقتدار أدوار الراحل في الصوت والحركة والإيماء والضحكة، فأبهر الحضور بأدائه المسرحي المتجانس المتوازن، فكان مقنعا في تجسيد شخصيات الراحل الواحدة تلو الأخرى.
أيضا جسدت الممثلة شيرين حجي بحرفية أكاديمية دور الكاتبة «هيلة» بمعايشة الضغوط التي تعرضت لها من قبل المنتج ومعاناة صياغة النص الدرامي، وشكلت مع إيراج ثنائيا منسجما في الأداء التمثيلي باستعراض أعمال الراحل عبدالحسين عبدالرضا، كذلك تميز الأداء التمثيلي للواعدين إبراهيم الشطي وعبدالله البلوشي، ولعبت عناصر العرض المسرحي الإضاءة والديكور والماكياج والأزياء دورا في توصيل الفكرة للمتلقي ببساطة.
العمل من تأليف فارعة السقاف، إخراج رازي الشطي، بطولة أحمد إيراج، شيرين حجي، إبراهيم الشطي، عبدالله البلوشي، بمشاركة المطرب عبدالعزيز المسباح، الإشراف رسول الصغير، الأزياء ابتسام الحمادي، الديكور نصار النصار، الإضاءة رازي الشطي ورسول الصغير، ماكياج خالد الشطي، وعناصر استعراضية وموسيقية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق