مسرحية " خطيّة " تأليف : د.فاتن حسين ناجي
مجلة الفنون المسرحية
الكاتبة د. فاتن حسين |
الشخصيات :
هي: الزوجة
هو: الزوج
رجل كبير السن
امرأة عجوز
مجموعة نسوة
هي : (تصرخ بألم) الموت اهون من خطيه**
ولماذا انا خطيه
قابل اني شبيه ويكولون عليه خطيه
اي الموت اهون من خطيه (تدور حول جدران
الغرفة )
انها المرة الرابعة التي ادور فيها حول
نفسي ,,اقرأ فيها كلمة خطيه في عيونهم , هل هي لي
ام لهن . ام له
ذلك المتربص خلف باب النتيجة الذي يصبو ان
انطق بحرف الواو وان تنشق الارض لتبلعني
وانا انطق بحرف الباء للمرة الرابعة
(ظلام في كل المسرح ضوء في وسط المسرح )
هو: بشري
هي : باء
هو : الحمد لله
اضاءة في كل المسرح
_اصوات خطيه
(ظلام وبقعة ضوء حولهم)
باب تفتح هو يقف خلف الباب
هي : هم باء
الاصوات
خطيه
هو : نحمده
(ظلام وبقعة ضوء حولهم)
هي : ايضاً باء
هو : استغفر الله
_الاصوات : خطيه
هي تنظر في وجهه اني مو خطيه
هو : انا خطيه
هي : لاتتفوه بها انت لست بضحية
هو : بل انا مستنقع من الخطايا والضحايا
هي : ارحل ولاتنظر نحونا
هو: ليتني استطع
ظلام
ومضات ضوء حول فتيات صغيرات
اصوات الفتيات
_واحد
_اثنان
_ثلاثة
هو : غريب انا حافٍ نصف عاري
هي :نحن وطنك
هو : كلنا خائنون للوطن
هي : ان خنت معنى ان تكون .. فكيف يمكن ان
تكون
هو : الصواب لابد له ان يكون
اصوات واحد .. اثنان .. ثلاثة
هو: اربعة نعم اربعة هي الصواب
سالت امي وعمتي وخالتي
سالت ابي وسالت صاحبي
قالو في الرابعة الصواب
هي : وهل كانت الاسبق دون الصواب
هل كانت ثغرات من الالم والتكور حول الخوف
من النهي عن المنكر
هو : هم قالوا
هي : وماشأننا بهم هل سيحملون نعشنا على
اكفهم البيضاء الناصعة البياض
هو:
من سيحملنا اذن ,,اجيبي ياام الثلاث .من سيحملنا
...............
يخرج
تبقى هي وحدها تمسح الارض بخرقة باليه بصعوبة تستطيع لفظ انفاسها
هي :اليوم لالا
غداً , ربما بعد اسبوع ولماذا بعد اسبوع
بعد شهر نعم بعد شهر مازال الوقت امامنا
لتنفجر اذرع المصلين خلفنا تذرعاً وخشية
ولتنفجر بعدها ضحكات فرح بعيون شامته واصوات
فرح بدموع تختلط وضوء الشموع .
_اصوات نساء من بعيد
عشرة واكول قليلات
زغاريد من بعيد
اصوات تقترب وهي مازالت تنطق
_عشره واكول قليلات
تظهر امرأة طاعنة في السن بين اصبعها
سيجارة غليضة
المرأة: تلك كان لها الرابع وغيرها الخامس
وجارتنا كان لها مابعد السابع , الا تسمعين
بالواحد على سبعة
هي : لاتقبل القسمة
المرأة : او حتى ستة على واحد او اثنان
هي : لاتقبل الضرب .. اكتفت
المرأة: اذن انتظري قسمة الواحد على اثنان
هي : لم تعد تعني لي بعد ان اكتفت بالضرب
مع كل همسة خطية له
المرأة تضع حبات قمح في كف المرأة وفي الكف
الاخر تضع حبات شعير وتختفي في الظلام
تستمر هي بمسح الارض ومسح دموعها باكمام
ثوبها.. تبتسم وهي تنظر حولها
هي : واحد _اثنان _ثلاثة
زهور الشعر اشرقت وتمددت حولي وايقنت انها
تملئ الروح
زهور الشعر غالية الثمن ماان ترى النور
عيناها
زهور الشعر كانت رخيصة الثمن منذ ان كان
هنالك مجهول ينشطر بين الواو والباء
زهراء أنت .. أتذكرين
تنورنا الوهاج تزحمه أكف المصطلين ؟
وحديث عمتي الخفيض عن الملوك الغابرين ؟
ووراء باب كالقضاء
تدخل المرأة العجوز
تبحث في اركان المنزل
هي : عن ماذا تبحثين
المرأة: اين الحبوب
هل ازهرة
هل نبت لها فرع
هل مازالت احداهن خامدة من هي الخامدة
اخبريني وبسرعة فاض اناء الصبر
هي : افرعت في بطون الدجاج
المرأة : لم تفعليها اذن
هي : ولن افعلها
المرأة : تلاقفتها افواه الدجاج
هي: انا من اعطيتها لها.
المرأة: والده ينتظر الخبر خلف الباب .
هي: اي خبر .. ينتظر خبر القمح والشعير في
اي ظلمة تجثوا اجسادنا.
المرأة: انتي التي ترفضين الفرح منذ وجدتك
تطوقين العزلة وتختفين ان ظهرت الاضواء .. وسينحدر هو معكن الى هاوية العزلة
والعدم .
ساذهب الان وسأعود بحنطتي وشعيري.
هي: حنطتك وشعيرك سينبتون ظلام فوق حليب
الابل المختلط بالبول
(تخرج المراة . ظلام في المسرح ثم تطرق
الباب بقوة)
يد تمد
تقبل هي اليد
يدخل رجل كبير السن
الرجل : الحزن خيم امس حول منزل جارنا,,
حزن طويل انتشلته انا ومن معي من الجيران قدناه الى مثواه الاخير دون يد قريبة كل
الايادي الحاملة كانت ايادي غريبة لو كان بيننا قريب لما اطفأ الحزن والموت اسمه
الى ابد الآبدين
هي : وهل يحتاج الموت الى ذوي القربي
الرجل : الموت والحياة فى كفة ميزان الرجل
هي : ومن يجزم هذا انا ام هو
الرجل : انتي من يجزم ذلك
هي : نصف المجتمع انا لكن في الحقوق اجثو
خائفة من ردود الفعل . الفعل الذي لابد لها ان تقدمه عندما يكون فعل وتترجع مئات
الخطوات الى الوراء عندما يكون قول
ويخرجون هم سلاطين القول والقول والحديث
الرجل : تطيلين الحديث
هي: عذراً اني اطلت الحديث ووضعت الفعل فوق
كفة الخوف
الرجل : مااجملها لافتة اعلان الفاتحة
لفلان
والد كل من سين وصاد وشين وواو, ( يكررها )
ولاشيء سوى الواو , هل قرأتي يوماً باء تتصدر الاعلان
هي : هي لاتتصدر الخرقة السوداء
الرجل : تتلحفها فقط
هي: في القلب يغفو الحزن
الرجل : وفي الثياب السوداء.. لاشيء يحمل
اسمه سوى الثياب السوداء
لاسين ولاصاد تتصدر الخرقة السوداء
اخشى على ولدي ان ...
هي : لاتكملها ارجوك انا اخشى عليه من
القول لاتهمني الخرق بيضاء كانت ام سوداء
يخرج الرجل
الصورة الثانية
(هي نائمة على فراش فوق الارض مجموعة نسوة
حولها تدور هذه النسوة وتتمتم كلمات غير مفهومة واحدة تشير للاخرى ان لاتتكلم بصوت عالً حتى
لاتستيقظ هي
تاخذ احداهن اناء به ملح تبدأ برش الملح
فوق رأس النائمة
تأخذ الاخرى ملح من الاناء وترش فوق بطن
النائمة
تأخذ الثالثة ملح وترشه فوق وجه النائمة
تجثوا النساء حول النائمة متأملات في صحوتها
يمر الوقت والرعب يخيم حول وجوه النسوة
تصحو هي من النوم مرتعبة لتلك النسوة حولها
هي : ماذا تفعلون حولي
(تبدأ بازالة الملح فوق جسدها )
احدى النسوة :(تنتفض ) لاتزيلي الملح هكذا
هي : ولماذا هذا الملح كله فوق جسدي هل
تريدون ايذائي , اخرجوا من منزلي
اخبروا من بعثكم اني لم استشعر القمل حول
انفي ولاحول شعري ولاحول اذني
لم استشعر القمل في اي مكان .
اخبروهم اني اغتسلت كثيراً طوال سنوات عمري
وانا اغتسل واغسل فكري ولااشعر بدبيب القمل فوق جسدي ولن اشعر
اخرجوا جميعكم
تدخل في حالة هسيرية في ازالة الملح من فوق
شعرها وجسدها تصرخ بقوة
خذوا حنطتكم وشعيركم خذوا ملحكم ارموه فوق
جثتي بعد ان تهدأ تلك الاعاصير حولي(
تتناول مكنسة وتكنس الملح بعيداً في كل الاتجاهات ,تحمل الفراش وتضربه بقوة حتى
تزيل الملح
تجلس بتعب منهكة الجسد تضع يدها حول بطنها
تنام على الارض وتتكور )
هي : (تسال نفسها وتجيبها ) اكلتي اليوم
حلاوة
_لا مااكلت مااريد
_لعد تردين طرشي
_لا مااريد
_لعد شتردين
_اصوات من بعيد :عسل , عسل
هي : تصرخ لااريد لاريد
الاصوات: ليمون
ليمون
ليمون
هي: ارحلوا جميعكم لااريد شيء سوى السلام
ارحلوا بافواهكم بعيونكم المتربصة
ارحلوا ..
بخطاياكم ...
ارحلوا باصواتكم التي تعلوا بكلمة خطية...
فالموت اهون من خطيه..
الصمت اهون من خطيه.
ستار
** _ اسم المسرحية مستوحى من قصيدة غريب على الخليج للشاعر
العراقي بدر شاكر السياب والتي جاء فيها بقول
بين احتقار ، و انتهار ، و ازورار .. أو ( خطيّة)
و الموت أهون من خطّية
من ذلك الإشفاق تعصره العيون الأجنبية
* من قصدية غريب على
الخليج ل بدر شاكر السياب
بابل 2019
فاتن حسين ناجي
بابل 2019
فاتن حسين ناجي
0 التعليقات:
إرسال تعليق