أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأحد، 24 مايو 2020

الاسكافي عصفور Shoemaker’s Asfour مسرحية للأطفال تأليف مجدي مرعي

مجلة الفنون المسرحية

الكاتب مجدي مرعي 

الاسكافي عصفور

Shoemaker’s Asfo




مسرحية للأطفال

 


 تأليف


مجدي مرعي




الشخصيات


عصفور

:

إسكافي ثم منجم

جرادة 

:

زوجة عصفور 

معروف 

صديق عصفور

زنهارة 

:

رئيس المنجمين في السلطنة  

لبلابة 

:

مساعد رئيس المنجمين 

السلطان 

:

يدعى الهمام 

السلطانة 

:

تدعى قمر الزمان 

مرجانة 

:

جارية السلطانة 

الحارس 

:


مسرور 

:

خادم بالقصر 

منجمون 

:


منجمات

:


جواري

:


خدم 

:

من رجال ونساء

 

الفصل الأول

(( المشهد الأول ))



( المنظر .. ميدان قديم في إحدى عصور السلاطين القديمة ، تبدو منه المحلات مغلقة إلا محلاً واحداً وهو محل عصفور الإسكافي ، وقد علق على إحدى دلفتي بابه بعض النعال ، ويتصدر المحل منضدة عليها أدوات الإسكافي .. الوقت  بداية فجر يوم جديد)  

عصفور

:

( من الخارج وحيث يسمع أصوات أقدام كلاب تهرول نحوه ويزداد نباحها) انصرفوا .. انصرفوا عني أيتها الكلاب .. لا تدفعوني للهجوم عليكم  (يصرخ .. ويظهر جزءاً منه) أترك قميصي أيها الأحمق .. أنه يتمزق .. يتمزق (يندفع إلى المسرح ساقطاً وقد تمزقت ملابسه) أنا لا أملك قطعاً من اللحم أو حتى العظم أعطيها لكم ولا أقدر على دعوتكم لاحتساء بعض الشراب .. ما رأيكم في أن أعطيكم بعض النعال القديمة لتأكلوها (يزداد نباح الكلاب) ترفضون ؟ إذن خذوا هذا الحذاء الجديد الجديد وتقاسموه فيما بينكم هنيئاً مريئاً (يزداد النباح أكثر)  اعتقد أنكم لا ترفضون تلك العصا الغليظة التي سوف أهشم بها رءوسكم  (يجري نحو الكلاب فتمضي مسرعة ويختفي نباحها تماماً ثم يعود)   

الحارس 

:

(وقد ارتدى الزي المناسب لعصره .. داخلاًَ) ما هذه الضوضاء التي تكدر سكون الليل .. من ؟ عصفور ! 

عصفور 

:

نعم عصفور .. عصفور بلا جناحين استطاعت جرادة أن تمزقهما .. ولكني وضعت بدلاً منهما نعلين حتى أطير بهما هكذا (يقلد حركة الطيران) ووجدت نفس أحط على تلك الأرض وان أتسمر هكذا في هذا المحل لأعمل إسكافياً كما ترى ..  

الحارس 

:

وهل زبائنك كثيرون حتى تفتح محلك قبل شروق الشمس ؟ 

عصفور 

:

من ناحية الزبائن فهم كثيرون جداً والحمد لله  ومن ناحية المحل فأنا لم أغلقه كي افتحه 

الحارس 

:

وهل تترك بيتك هكذا ؟ 

عصفور

:

لقد أقسمت زوجتي جرادة .. إن لم أعد إليها بالمال فستغلق باب المنزل في وجهي إلى الأبد  

الحارس 

:

حالك محير يارجل ! 

جرادة 

:

(من الخارج) يا عصفور .. يا عصفور 

الحارس 

:

ما هذا النعيق ؟ 

عصفور 

:

أنها جرادة (بخوف) فلتخبئني داخل ثيابك 

جرادة 

:

( داخلة ) أنت هنا يا عصفور الظلام وأولادك بيصرخون جوعاً .. أين المال الذي وعدتني به ؟ 

الحارس 

:

(مستهزءاًً) أما من ناحية الزبائن فهم كثيرون جداً لدرجة أنهم يصطفون صفاً .. صفاً  

جرادة 

:

وما الذي مزق قميصك هكذا ؟ 

الحارس 

:

(بلغة التحقيق) هل تعرف الجاني ؟ هل بينك وبينه ثأر أو دين ؟ أرجوك حدد ملامح الجاني بالضبط 

جرادة 

:

لم لا ترد ؟ 

الحارس 

:

سأذهب لآخذ بصمات المشتبه فيهم (يخرج

عصفور 

:

حسناً ما فعلت .. اذهب وخذ بصمات الكلاب 

جرادة 

:

(تنهره) عصفور (الظلام ينقشع تدريجياً ويحل محله ضوء الصباح)

عصفور 

:

لقد ذهبت لأصلي الفجر واصطادتني الكلاب وكادت تقطعني إرباً .. إرباً (للاتجاه الذي خرج منه الحارس) فلتحقق مع الكلاب أيها الحارس .. أما أنا سأتفرغ لعملي 

جرادة 

:

عمل ! .. أي عمل بالله عليك ما الذي جعلك تختار هذه المهنة التافهة التي لا تجلب عليك أي عائد 

عصفور 

:

اتركيني وشأني .. لقد بزغت الشمس وسوف يتوافد الناس على أما بشراء أحذية أو بإصلاح نعالهم  (يبدأ أصحاب المحلات المغلقة بالدخول وفتح محلاتهم وتجهيزها .. وتوافد الناس للميدان تدريجياً وهم ما بين ذهاب وإياب على المحلات)

جرادة 

:

لك أكثر من شهر .. تردد ذلك دون أن يدخل جيبك درهم واحد هكذا أنت يا عصفور خالي الوفاض   

الحارس 

:

(يعود) قبضت عليهم جميعاً  

عصفور 

:

(ناسياً) من ؟ 

الحارس 

:

المتهمون

عصفور 

:

الكلاب ؟! 

الحارس

:

المشتبه فيهم .. وحالاً سيدلون باعترافاتهم (يخرج) ، ( تتقدم سيدة ترتدي رداءاً فاخراً وتحلي أصابعها بخواتم الماس وتعلق على صدرها عقود اللؤلؤ ويتدلى من أذنيها أقراط الذهب وتسير حولها مجموعة من الخادمات الجميلات

جرادة 

:

من هذه ؟ 

عصفور

:

أنها الفرج .. الفرج يا جرادة ألم أقل لك إن الفرج قريب (يأخذ بعض الأحذية ويجري خلف السيدة) اسمعي أيتها السيدة لدي حذاء جميل يتناسب مع مقامك الرفيع .. ألم يعجبك ؟ إذن ما رأيك في هذا لونه فضي لامع يتناسب مع لون ثيابك .. ألم يعجبك أيضاً ؟ .. أنظري في هذا .. أنه إنسيابي ومريح وشكله ظريف فهو لا أبيعه إلا ....... (السيدة تنظر إليه شذراً وفي كل مرة ولا تعيره أية اهتمام

الحارس

:

(داخلاً ثم ينهره) صه يا رجل .. ألم تعرف هذه السيدة أنها لبلابة مساعد السيدة زنهارة رئيس المنجمين عند مولاي السلطان (بلغة أمره) أذهب لعملك يا عصفور ووفر ما يحتاج إليه دارك من طعام وشراب (ينصرف عصفور)  

الحارس

:

(للسيدة) لم لم تخبريني بأنك قادمة للسوق .. كي أقوم على حراستك ؟ 

لبلابة

:

شكراً أيها الشرطي المخلص .. (يضحكان .. ويستمران في حديثهما حتى يخفت صوتهما)

جرادة

:

(لنفسها) مساعد رئيسة المنجمين ! إذا كان حالها هكذا فما بالك حال زنهارة رئيس المنجمين ؟

الحارس

:

(للسيدة) لو كان الأمر بيدي .. لجعلت جميع أفراد الشرطة تقوم على رعايتك  

لبلابة

:

أنت تبالغ 

الحارس

:

أنه لمن العدل ... بأن يقوم رئيس الشرطة نفسه بحمايتك  

لبلابة

:

يالك من شرطي ظريف 

الحارس

:

وأنت يالك من لبلابة ظريفة (يضحكان .. ويستمران في حديثهما حتى يخفت صوتهما

جرادة 

:

(لنفسها) لم لا يعمل زوجي منجماً ؟ وماذا يفعل المنجم ؟ 

لبلابة 

:

(يرتفع صوتها رويداً) فالمنجم يا حارس يتطلع إلى النجوم في السماء ، ثم يتنبأ بما سيحدث في المستقبل ويقرأ أفكار الناس ، ويعرف أماكن الأشياء المفقودة (للحارس) هل تتبعني الآن ؟   

الحارس 

:

نعم .. نعم (يذهب لعصفور) سأذهب لأشنف أذني باعترافات المتهمين (ينصرف خلف السيدة)

عصفور 

:

ليس هناك متهمون .. أنها الكلاب .. الكلاب  

جرادة 

:

(مقاطعة) لم لا أصبح غنية كهذه السيدة .. يا لها من فكرة رائعة (جرادة تنهال على محل عصفور وتلقى بكل ما فيه) 

عصفور 

:

هل جننت ؟ ماذا تفعلين ؟ 

جرادة 

لابد أن ينتهي فقرنا وجوعنا ونصبح من الأثرياء   

عصفور 

:

كيف ؟ 

جرادة

:

لابد أن تعمل منجماً .. لتربح مالاً وفيراً  

عصفور

:

أرجوك .. كفى عن إلقاء عدتي وأدواتي 

جرادة 

:

لن أكف .. لقد قررت أن تعمل منجماً      

عصفور 

هل أصابك مساً من الجنون ؟ أم الجنون كله ؟ كيف أصبح منجماً وأنا لا أعرف شيئاً عن النجوم ؟  

جرادة 

:

كفى يا عصفور .. لا تحدثني ولا تقرب مني .. إذا لم تبدأ في عملك الجديد في التو فسأعود إلى منزل أسرتي ولن أعيش معك بعد اليوم (تخرج

عصفور 

:

جرادة .. جـ ر د .. رد (يجري خلفها

عصفور 

:

(يعود بجرادة) أوافق يا جرادة .. ولكن كيف تجبريني على عمل شئ لا أعرفه ؟ .. سيسخر الناس مني ويضحكون علي 

جرادة 

:

لا تخف يا عصفور .. فأنا معك .. مزوجتك رجل 

عصفور 

:

هذا هو الشئ الوحيد الذي أعرفه .. أنت رجل يا جرادة 

جرادة 

:

حسناً .. عليك أن تتخلص من مخلفات مهنتك الحقيرة يا عصفور .. حتى أعود إليك  (تخرج)

عصفور 

:

كما وما تشائين يا زوجتي (باكياً) حتى مهنتي التي ورثتها عن آبائي وأجدادي أتخلص منها (عصفور يلم حاجاته)  

معروف 

:

(يدخل منادياً .. مرتدياً رداء من يقوم على شراب الناس ويبدو مستخدماً أدواته وهو النادل) صباح الخير يا عصفور .. ماذا تفعل ؟ 

عصفور 

:

لقد قررت زوجتي أن أهجر مهنتي إلى الأبد 

معروف 

:

وكيف تطيعها يا عصفور ؟ 

عصفور 

:

أخذت تهددني بالافتراق وأنا كما تعلم  

معروف 

:

(مقاطعاً) تحبها ولا تريد أن تفقدها  

عصفور 

:

ولكنها تحلم بالثراء  

معروف 

:

ولهذا تظل دائماً مسلوب الإرادة أمامها  

عصفور 

:

لها حق يا معروف فأنا لم أدر عليها مالاً يكفي للإنفاق على أولادنا 

معروف 

:

لقد كنت أعمل إسكافياً مثلك .. فتركت لك مهنتي حتى لا نتقاسم زباءنا ويصبحون لك وحدك .. أصبر تنل يا عصفور    

عصفور 

:

كلا يا معروف .. لقد اختارت زوجتي أن أعمل منجماً 

معروف 

:

(منفجراً في الضحك) منجماً .. أنه لأمر مضحك يدعو للسخرية .. منجماً .. تعمل منجماً يا عصفور ؟  

جرادة

عصفور 

:

:

(داخلة وقد حملت سجادة وبعض الكراسات القديمة

لقد بدأت السخرية 

جرادة 

معروف 

:

:

(لمعروف) أتسخر من مهنة عصفور الجديدة ؟ ألم تعلم أنه مطلع على هذا العلم ؟

علم آية علم ؟ 

جرادة 

:

علم التنجيم ولديه كتب كثيرة عن ذلك 

معروف 

:

(لعصفور) أهذا صحيح ؟

عصفور 

:

هي أدرى مني يا معروف 

معروف 

:

أنت تلق بنفسك إلى التهلكة يا أخي .. أنه لمن الشرف أن تحيا فقيراً شريفاً لا غنياً مذموماً  

عصفور 

جرادة

معروف

عصفور 

:

:

:

:

معروف

لتصنع معروفاً وتسكت يا معروف 

 سأنصرف لعملي .. ولا تنس كذب المنجمون ولو ... 

(مستكملاً) صدفوا 

جرادة 

:

(لعصفور) دعك منه يا عصفور .. وتعال لتمسك معي هذه السجادة التي استعرتها من منزل والدي ونفرشها على الأرض (يكونا قد افترشا السجادة) ونضع حولك هذه الكراسات (تقوم بوضع الكراسات على شكل دائري) وتمارس عملك الجديد .. بعدها ستدعو لي بالخير  

معروف 

:

لتمارس عملك يا عصفور  

جرادة 

:

دعك منه .. فهو حاقد عليك .. أنصحك يا أخ معروف أن تترك عملك أنت أيضاً  وتعمل قرداتي 

معروف


معروف 



عصفور 

معروف 

جرادة 

معروف 

:


:



:

:

:

:

اتركي نصائحك القيمة لعصفور (معروف يذهب لعمله بينما عصفور يتوسط المسرح وقد جلس على السجادة وحوله الكراسات القديمة . ويقلب صفحاتها)

(يعود) لدى العرقسوس والخروب ولدي القهوة المنعشة ولدي أيضاً الشاي .. شاي بالقرنفل وشاي بالنعناع .. شاي ساخن وشاي بارد .. ماذا تطلب يا سيدي الشيخ عصفور المنجم ؟


أن تغرب عن وجهي وتمارس عملك بعيداً عني

(بإستهزاء ) ألم ينهل عليك المال بعد ؟ 

وكيف يأتينا المال ونظرنا لا يقع إلا عليك 

شكراً لكما .. (منادياً) هنا تباع المشروبات ولا تباع إلا بالمال الحلال .. (ينصرف معروف) 

(يسمع صوت قدوم موكب السلطانة قمر الزمان وينتشر الحراس في المكان)  

الحارس 

:

(داخلاً) مولاتي قمر الزمان .. زوجة سلطاننا الهمام قادمة حالاً إلى المكان افسحوا الطريق وافرشوه بالورود والياسمين (ينتحي جمهور المارة جانباً من المسرح متابعين دخول السلطانة .. تدخل السلطانة وبصحبتها جاريتها مرجانة والست لبلابة .. يجلس عصفور على سجادته وحوله الكراسات القديمة ويقلب صفحاتها)  

مرجانة 

:

(للسلطانة) مولاتي لقد اشترينا كل احتياجات ولي العهد الذي ننتظر مولده .. طفلك الأول يا مولاتي ولقد انتهى السوق عند هذا المكان 

السلطانة 

:

ما هذه المحلات ؟ 

لبلابة 

:

(تشير إلى محل عصفور) هذا محل الاسكافي

جرادة 

:

لم يعد إسكافياً 

لبلابة 

:

كيف ؟ لقد كان في الصباح الباكر إسكافياً ! 

جرادة 

:

أما الآن فهو مكان شيخنا الجليل المنجم عصفور المنجم الذي عاد من جديد

لبلابة 

:

الذي عاد من جديد ! 

جرادة


لبلابة 

الجارية 

:


:

:

نعم (تتقدم نحو السلطانة) فالشيخ عصفور يا مولاتي كان يعمل منجماً (معروف يدخل المسرح ويتابع ما يحدث)

متى ؟ وأين ؟ وكيف ؟

 الاسكافي يصبح منجماً ؟ أهي مهنة من لا عمل له ؟ 

السلطانة 

:

أكملي حديثك يا .. 

جرادة 

:

جرادة .. خادمتك يا مولاتي 

السلطانة 

:

حسنا أكملي يا خرابة 

جرادة 


لبلابة 

السلطانة

لبلابة

:


:

:

:

ولأن زنهارة رئيس المنجمين التي تعمل عندها هذه السيدة (تشير للبلابة) يا مولاتي كانت دائماً تخشى من عصفور لأن له صولات وجولات في هذا المجال

(بدهشة) زنهارة رئيس المنجمين تخشى من هذا ! (تشير لعصفور) 


(بغضب) لبلابة 


مولاتي .. أنا أعمل في مجال التنجيم منذ نعومة أظفاري وأعرف كل المنجمين .. أحياءاً وأمواتاً    

معروف 

:

بغضب شديد) هذا كذب ومحض إفتراء .. عصفور إسكافي بن إسكافي 

السلطانة 

:

انتظر ..أكملي يا ذبابة .. 

جرادة 

:

جرادة .. خادمتك يا مولاتي 

السلطانة 

:

حسناً أكملي يا قمامة

جرادة 



لبلابة 

:



:

(مقاطعة)  مولاتي لقد خافت رئيس المنجمين .. أن يشيع صيت عصفور ويشير إليه الناس .. فهددته وأمرته بالإقلاع عن مهنته الأصلية مهنة التنجيم .. وزوجي مسكين يخشى التعرض للنساء 

(بذهول) ربما كان منجماً في سلطنة أخرى .. وربما سكون زنهارة أخرى أيضاً .. ربما خانتني الذاكرة ..   

معروف 

:

يا عالم يا ناس .. كيف يصبح الكذب حقيقة ؟

عصفور 

:

أنا أكذب يا معروف .. لك حق فأنت صديق .. حديث العهد بي ولا تعرف كثيراً عني (ينصرف عصفور لقراءة الطالع) 

معروف 

:

حديث العهد بك .. (يربت على كتفيه) أمضي في طريقك يا عصفور .. فلن تنفعك ألاعيب زوجتك  

جرادة

:

( بمسكنة ومذلة ) سامحك الله يا معروف 

لبلابة 

:

(للسلطانة) لا يا مولاتي .. هذا الرجل لم يكن أبداً منجماً في يوم ما ..

جرادة 

:

(تشير إلى عصفور) ها هو عصفور يا مولاتي يعود إلى عمله من جديد .. يطلب منكم الحماية والأمن  

السلطانة 

:

هو في حمايتنا وأمننا .. إذا صدق كلامه يا بعوضة  

جرادة 

:

جرادة .. يا مولاتي جرادة .. زوجة الشيخ المظلوم عصفور 

لبلابة 

:

وإذا لم يصدق كلامه 

السلطانة 

:

لا تسبقي الأحداث ( للجارية ) أذهبي إليه يا مرجانة وأعطيه هذا الدينار واسأليه : هل المولود الذ أنتظره ذكراً أم أنثى  

معروف 

:

هكذا وقعت في الفخ يا عصفور 

الجارية 

:

(تمضي لعصفور) مولاتي قمر الزمان زوجة سلطاننا الهمام .. تسألك أيها المدعو .. عصفور .. هل المولود الذي تنتظره ذكراً أم أنثى .. خذ (تعطيه ديناراً) وحالاً ينكشف الأمر  

معروف 

:

(لعصفور) لم أوقعت نفسك في الفخ يا صديقي ؟!

عصفور 

:

(يقذف بالدينار لجرادة) خذي 

جرادة 

:

(تلتقط الدينار) هذه أول مرة أمسك في يدي تلك العملة الغالية (تتجه إلى عصفور) ماذا تقول يا عصفور .. ولد أم بنت ؟ 

عصفور 

:

(هامساً) تسأليني وكأني أعرف يا جرادة (عصفور يقلب كراساته ورقة بعد ورقة ثم يعض شفته وهو ساكت لا يتكلم)

لبلابة 

:

ماذا تقول يا عصفور .. ولد أم بنت ؟  

معروف 

:

(يقدم إليه كوباً) تفضل قهوة سادة .. عادمة 

عصفور 

:

(لا ينشغل بأمر معروف)

عصفور 

:

(بخوف وهو يحدق فيمن حوله ويفرك لحيته ونسمع صوته مسجلاً) إذا قلت أنها ستلد ولداً فقد تلد بنتاً وإذا قلت بنتاً فقد تلد ولداً ماذا أفعل ؟ (مستدركاً) إن أسلم الإجابات هي الإجابات التي يخطئ نصفها ولا تخطئ كلها .. حسناً فإذا قلت ولداً وبنتاً فإن نصف إجابتي فقط ستكون مخطئة سواء ولدت ولداً فقط أو بنتاً فقط (يبتسم فرحاً وتنفرح أساريره) أو ولدين أو بنتين وستكون إجابتي صحيحة إذا ولدت ولداً وبنتاً .. الله أكبر .. الله أكبر    

لبلابة 

:

(بحزم) ولد أم بنت ؟

عصفور 

:

(وقد ارتعد لأنه كان غارقاً في التفكير – وقد رفع وجهه على السماء وهز رأسه) ولد وبنت ليس لهما مثيل 

السلطانة 

:

سنرى يا عصفور (ينصرف موكب السلطانة – وينتشر جمهور المارة في الميدان)

الحارس

:

(قبل خروجه ولعصفور) علقنا المتهمين من أرجلهم وألهبنا ظهورهم بالسياط .. أتستطيع أن تتعرف على ملامحهم ؟ 

عصفور 

:

من ؟

الحارس 

:

الذين مزقوا قميصك ؟ 

عصفور 

:

أنهم الكلاب 

الحارس

:

حقاً أنهم كلاب .. وسيعترفون حتماً (ينصرف)

معروف 

:

قهوتك يا عصفور 

عصفور

:

(باكياً) اتركني وشأني يا معروف فغداً ينكشف كذبي ويشنقوني 

عصفور 

:

(يهم بالخروج – لجرادة) إذا جاء أحد يطلبني قولي أنني لست هنا .. وأعطيهم دينارهم ليذهبوا عنا 

معروف 

:

اشرب .. اشرب يا عصفور 

عصفور 

:

قلت دعني وشأني يا معروف .. لقد أخذت اليوم ديناراً بالكذب والغش والاحتيال .. سأهرب واختفي 

معروف 

:

وهل يتخفى الملح في الماء ؟ 

عصفور 

:

لا وقت للمزاح يا معروف (لجرادة) هذه نتيجة مشورتك .. تقولين لي أن اعمل منجماً ولا تتدبرين العواقب ؟ وتسأليني وكأني أعرف (مقلداً إياها) هل المولود ذكراً أم أنثى يا عصفور ؟ أذهبي يا جرادة قابليهم إذن وخذي أنت الصفع والركل قولي لهم أنني رجل مجنون لا يدري ما يقول 


( إظـــــــــــلام )





( المشهد الثاني )

(نفس المنظر السابق بعد نقلة زمانية ..في وقت الظهيرة ..يسمع صوت نهيق الحمار وأصوات الحراس مختلطة .. ويتجمع المارة في مكان ما متابعين لما يحدث.. عصفور يمارس التنجيم حيث يتجمع حوله بعض الناس وتساعده جرادة كذلك يمارس معروف عمله أيضاً

الحراس 

:

( من الخارج ) يا عصفور .. يا عصفور 

عصفور 

:

( وقد امتلأ قلبه رعباً ) هذه أصوات الحراس  

معروف 

:

أنصحك بعدم الهرب .. وانتظر هنا مصيرك المحتوم 

عصفور 

:

نعم يا معروف .. واقرأ الفاتحة عندما أموت (صوت الحارس – ثم صوت نهيق الحمار)

عصفور 

:

هذا صوت الحارس 

معروف 

:

اسمع يا عصفور .. خذ هذا المفتاح – مفتاح محلي خذه وأغلق عليك الباب .. وانتظر

(يدفع عصفور لخارج المسرح حيث يكون محله)  

الحارس 

:

( يدخل وهو يسحب بغلة - لجرادة ) مولاتي السلطانة .. تطلب المنجم عصفور 

جرادة 

:

( تتظاهر بالمسكنة والمذلة ) أنه رجل مسكين .. لم يكن يدري ما يقول .. خذوا هذا الدينار وسامحوه .. أنه رجل مجنون .. لم يكن يدري ما يقول 

الحارس 

:

( وهو لا يفهم معنى قولها ) إنك أنت المجنونة 

معروف 

:

عصفور رجل طيب لا يجب أن تأذوه  

الحارس 

:

السلطانة أرسلت معي للشيخ عصفور ألف دينار وبغلة وملابس غالية 

معروف 

:

ماذا تقول ؟ 

جرادة 

:

( انطلقت إلى محل معروف ) الثروة وصلت يا عصفور السعد والسرور يا عصفور .. السلطانة أرسلت إليك ألف دينار وبغلة وملابس غالية يا عصفور  

عصفور 

:

( من الداخل ) سأكون أنا البغل إذا صدقت كلامك يا جرادة 

الحارس

:

السلطانة أمرت بإعطائك هذا المال وأن ترتدي هذه الثياب الجميلة .. وتركب تلك البغلة لتحضر إلى باب القصر وتشكرك لأنك بشرتها بهذا الميلاد ميلاد .. ولي العهد 

جرادة 

:

ابن السلطان !

الحارس

:

والأميرة 

جرادة 

:

بنت السلطان !

عصفور

:

( خارجاً بثقة وافتخار ) من يريدني ؟ من يبحث عني ؟

جرادة 

:

( تمسك به بفرح وتقدمه للحارس ) هذا هو المنجم الشيخ عصفور 

الحارس

:

لقد قررت السلطانة أن يصبح الشيخ عصفور منجماً للسلطانة ... تصفيق حاد 

جرادة 

:

( تصفق بشدة ويشاركها جمهور المارة المتابعين

معروف 

:

منجماً للسلطانة !

الحارس

:

هذا وقد اعترف أكبر المتهمين عن فعلته النكراء بتمزيق قميص الشيخ عصفور 

عصفور

:

كبير الكلاب اعترف ! 

الحارس

:

حقاً – أنهم كلاب وسيعترف الواحد تلو الآخر والآن إلى قصر السلطان .. لتنتظر هناك الخير الأكبر 

معروف

:

( خائفاً – ومحاولاً الهرب ) الخير الأكبر  

الحارس 

:

الطريق من هنا .. يا عصفور .. إلى الإمام سر ( يخرجون جميعاً

معروف 

:

ليست في كل مرة تؤمن العواقب .. مع السلامة يا عصفور 


(إظــــــــــــــــــلام)










( الفصل الثاني )

 ( المشهد الأول ) 

( في قاعة من قاعات قصر السلطان .. حيث باب القاعة الأمامي في عمق المسرح والمؤدي للبستان ويستغل أيضاً كخيال للظل وعلى جانبيه ستائر من حرير منقوش عليها رسوم لبعض الحيوانات والطيور من غزلان وأرانب وحمام وبط وغيرها .. وفي القاعة وسائد ضخمة للجلوس عليها وإلى اليمين مقعداً للعرش وآخر للسلطانة وإلى اليمين أيضاً باباً يؤدي لداخل القصر وإلى اليسار باباً يؤدي إلى خارج القصر ويسمع أصوات ضحكات وجلبة ويفتح الستار .. لنر السلطان الهمام والسلطانة قمر الزمان والجارية مرجانة وزنهارة رئيس المنجمين ومساعدتها لبلابة ولفيفاً من المنجمين والمنجمات وبعض الجواري والخدم وذلك بعد الانتهاء من الاحتفال باليوم السابع لمولد الأمير والأميرة..الوقت مساءاً )  

السلطان 

:

عظيم .. عظيم ( بفرح للسلطانة ) فمن الغد  يا سلطانة يبدأ الاحتفال الرسمي للبلاد ولمدة شهر من الزمان 

السلطانة 

:

( بفرح أكثر ) تعلق الزينات وتقام الأفراح وتعم البهجة كل أرجاء البلاد   

السلطان 

:

تستقبل الوفود من سلاطين وملوك وأمراء ومهنئين .. وزراء وقواد وكبار أعيان 

مرجانة 

:

سيكون احتفالاً مهيباً .. لم تشهده البلاد 

زنهارة 

:

ميلاد سعيد .. وعمر مديد يا مولاي 

منجم 1

:

( بخطابية ) لم يكن ميلاد فحسب .. بل هو امتداد لعصر الرخاء والازدهار   

منجم 2

:

هما الوريثان بالطبع ( مشيراً للسلطان والسلطانة ) لمنابع الحكمة والعقل والذكاء 

منجمة 1

:

(موجهة حديثها لمنجم 1 ، 2 ) لا يضاهيهما القمر في جماله ولا الحسن في دلاله 

منجم 3 

:

فسبحان من خلق !

منجمة 2

:

وسبحان من صور !

منجم 4  

:

وسبحان من أبدع !

مرجانة 

:

نعم يا مولاي .. فهما خير خلف لخير سلف 

زنهارة 

:

باسمي أنا زنهارة رئيس المنجمين وبالنيابة عن كل المنجمين والمنجمات ( تشير تارة للمنجمين وتارة للمنجمات ) نؤيد ونبارك 

المنجمين 

:

نؤيد ونبارك 

زنهارة 

:

ونباع ونعاهد 

المنجمات 

:

ونباع ونعاهد 

زنهارة

:

الأمير ابن السلطان .. ولياً لعهد البلاد

الجميع

:

الأمير ابن السلطان .. ولياً لعهد البلاد

زنهارة

:

الأميرة بنت السلطان .. أميرة الأميرات

الجميع 

:

الأميرة بنت السلطان .. أميرة الأميرات

منجم 1 

:

( يهتف بقوة ) يعيش الأمير ابن السلطان 

الجميع 

:

( يهتفون ) يعيش .. يعيش 

لبلابة 

:

( تهتف ) تعيش الأميرة بنت السلطان 

الجميع 

:

( يهتفون ) تعيش .. تعيش

السلطان 

:

والآن كل منكم .. يقترح علي باسمين .. نطلقها على ولي عهد البلاد .. وأميرة الأميرات 

السلطانة 

:

ومن يدل بأحسن اسمين .. يحصل على ألف دينار ( كل واحد منهم يتقدم ليدل باقتراحه بينما يبدي السلطان امتعاضه

منجم  2

( بقوة ) أسد ( يرتعد منجم 3 ) الأمير أسد الأسود 

منجمة 1

:

( تنظر خلسة لمنجم 2 ) الأمير مقدام

منجمة 3

:

الأميرة قوت القلوب 

منجم 3

:

الأمير محب

منجمة 4

:

( بدلال ) والأميرة محبات 

منجم 4

:

الأمير شهاب والأميرة زينات 

السلطان 

:

( بغضب ) أسماء تقليدية .. أين الجديد ؟ أمن تاجر يبيع كل ما جد من الأسماء ؟ 

مرجانة 

:

ولم الحيرة يا مولاي ؟ فالخبر اليقين عند زنهارة شيخ المنجمين 

زنهارة 

:

( بتلعثم ) الأمير فرط الرمان والأميرة طرح النوى 

السلطانة 

:

( بتعجب ) الأمير طفح الرمان والأميرة ....... ( كمن تتذكر )  

زنهارة 

:

الأمير فرط الرمان والأميرة طرح النوى

السلطانة 

:

( تضحك بسخرية

زنهارة 

:

( تنفخ في النار وتضع البخور ) أشتاتاً .. أشتوت .. أشتاتاً .. أشاتيت 

لبلابة

:

تيت .. تيت 

زنهارة 

:

يامليح .. يامليح .. يا وجه مليح 

لبلابة

:

ميح .. ميح

زنهارة

:

يا مليح .. يامليح .. ياحكيم وفصيح 

لبلابة

:

إيح .. إيح 

السلطان 

:

( بغيظ ) اقترحي بأسمائك يا زنهارة .. ( يتركها لتمارس طقوسها

زنهارة 

:

( تمسك لبلابة من شعرها ) شمهورة يا شمهورة اخرجي من كهفك المهجور .. اعبري وديان وجسور أنهار وبحور .. جبال وتلال ( تترك لبلابة ) استقري في عقل زنهارة .. وحركي لسانها باسمين من أجمل الأسماء لولي عهد البلاد .. وأميرة الأميرات .. اخرجي من كهف المهجور ياشمهورة يا بنت شمهور ( ممسكة بلبلابة ) بتقولي بكره آخر النهار (تدفع لبلابة ) طب روحي وأنا في انتظار  

زنهارة 

:

( ممسكة بلبلابة ) تكلمي يا شمهورة 

لبلابة 

:

(بخلسة لزنهارة تصدر إيماءات توحي أنها لا تعرف أسماء جديدة بل لا جدوى في البحث عنها) 

زنهارة 

:

( لبلابة ) تقولين غداً آخر النهار إذن انصرفي وأنا في انتظار (تدفع لبلابة بعيداً عنها)

السلطان 

:

وأنا مللت الانتظار 



( يسمع من الخارج غناء وترديد جماعي ) 

عصفور يا عصفور   ..   يا شاطر يا شطور .

عصفور يا عصفور   ..   يا راجل يا مبروك 

عصفور يا عصفور   ..   يا منجم القصور

عصفور يا عصفور   ..   بالهناء والسرور

منصور والنصر في جبينك .. المولى يحمينا ويحميك .. يسعد أيامنا وأيامك .. والمولى ينجينا وينجيك .. رفرف بجناحك يا عصفور .. عصفور يا عصفور يا شاطر يا شطور .. تنجيمك هل علينا   

مسرور 

:

( يدخل ) مولاي السلطان الهمام .. بناء على دعوة السلطانة قمر الزمان يطلب المنجم عصفور ومعه زوجته المصون الاستئذان بالدخول 

السلطان 

:

قدم لها ما يشتهيان .. ثم دعهما يدخلان 

مسرور 

:

سمعاً وطاعة يا مولاي ( يخرج ) 

زنهارة 

:

( بحدة .. حيث تقوم من جلستها وبأداء آخر ) مولاي السلطان .. السيد عصفور في الأصل إسكافي أدعى كذباً أنه منجم .. وأدعى أني أعرفه وأخشى صولاته    

السلطان 

:

وكيف يدعي التنجيم ؟ وقد حمل إلينا بالخبر العظيم 

السلطانة 

:

عصفور خبير في أمور التنجيم .. وها قد عينته منجمي الخاص 

زنهارة 

:

كما تشاءين يا مولاتي ( زنهارة تتجه إلى مكان النار ) 

مرجانة 

:

( لزنهارة ) أنه منجم بالفعل يا زنهارة لا مداعياً ولا كذاباً 

السلطان 

:

( للسلطانة ) وإلى أن نصل لاختيار الأسماء .. دعينا نفكر في شأن الاحتفال الرسمي للبلاد 

مرجانة

:

ولا يحلو التفكير .. إلا في ظل النغمات والرقصات ( تصفق مرجانة فتدخل الجاريات وتشترك معهن في الرقص ويتابعهم المنجمون والمنجمات بداية بالتصفيق لكنهم راحوا ينشغلون بأمر اختيار الأسماء بينما السلطان والسلطانة يتبادلان حديثهما بصوت غير مسموع.. وفي جهة أخرى من المسرح حيث زنهارة ولبلابة )

زنهارة 

:

شمهورة .. يا شمهورة .. يا ملكة القوقعة المسحورة ( تقترب منها لبلابة

لبلابة 

:

( همساً ) عندي الأسماء المطلوبة 

زنهارة 

:

( بفرح وهي تنفخ في النار ) قولي يا شمهورة 

لبلابة

:

( همساً ) الأجر يزاد .. يزاد 

زنهارة 

:

( تصيح بدروشة ) الأجر والثواب عند الله ( همساً للبلابة ) يبدو أن الطرد لكي بالذات بالذات 

لبلابة 

:

عندي أسماء تنم عن الجمال والجلال والكمال 

زنهارة 

:

( تصيح بدروشة أيضاً ) الجمال لله وحده والجلال لله وحده والكمال لله وحده (تنفخ في النار) قولي   يا شمهورة 

لبلابة 

:

( همساً ) كله بالاتفاق 

زنهارة 

:

قولي يا شمهورة 

لبلابة 

:

( همساً ) نصف ما تأخذيه من السلطان 

زنهارة 

:

شمهورة يا شمهورة يا مستغلة يا مسعورة 

زنهارة 

:

( وبغضب ) إسمعي يا شمهورة ( تغير من طريقة الأداء وهمساً ) لا زيادة في المرتبات .. لا علاوات .. ولا حتى مكافآت 

لبلابة 

:

( همساً ) ولا حتى إتاوات ؟ 

زنهارة 

:

( مهددة ) قولي يا شمهورة 

لبلابة 

:

( همساً ) الدفع مقدماً بلا زيادة ولا نقصان 



( تبدو ثمة إشارات وإيماءات بينهما تعبر عن مساومات ومشاجرات بينهما )

منجم 1

:

لقد تنبأ عصفور بالخبر السار 

منجم 4 

:

أيكون بالفعل خبيراً في أمور التنجيم ؟ 

زنهارة 

:

( لبلابة ) شمهورة يا شمهورة يا مستغلة يا مسعورة 

منجمة 2

:

( لبلابة ) ألم تقولي أن عصفوراً كان إسكافياً ؟ 

لبلابة 

:

نعم .. نعم 

منجمة 3 

:

ربما كان صادقاً 

زنهارة

:

كيف ؟ ولا لا نقول أن الحظ أصابه بالتخمين 

لبلابة 

:

( لنفسها ) ربما وربما كان صادقاً 

مسرور

:

( من الخارج ) الشيخ عصفور وجرادة زوجته المصون ( يشير السلطان بأن تكف مرجانة والجواري عن الرقص .. حيث تنصرف الجواري عدا مرجانة

عصفور

:

( يدخل وخلفه جرادة والحارس ) مولاي السلطان الهمام .. مولاتي السلطانة قمر الزمان 

السلطانة

:

جئت في الوقت المناسب يا عصفور

عصفور

:

( بإرتباك ) وأنا طوع الأمر .. ورهن الإشارة يا مولاي 

السلطان 

:

فلتقترح علينا يا عصفور .. باسمين للأمير وأخته الأميرة 

عصفور

:

( هامساً لجرادة ) بدأت الخيرات (يتحرك عصفور ذهاباً وإياباً ليفكر في طريقة للخلاص

زنهارة

:

( تنفخ في النار ) يا واحة يا سواحة لا أنت نائمة ولا مرتاحة 

عصفور 

:

(كمن اكتشف الحيلة المناسبة فيتقدم نحو السلطان والسلطانة) فلتمد يدك اليمنى يا مولاي وأنت يا مولاتي وانظرا غلى الأفق البعيد واحلما لهما بالمجد العريق  (السلطان والسلطانة يمدا يديهما وأنظارهما معلقة في السماء كأنهما في مالا نهاية وعصفور يتأمل ويتفحص راحتيهما وكأنه اكتشف شيئاً مروعاً

عصفور

:

مكتوب .. مكتوب بالنقط والحروف اسم الأمير نور الدين والأميرة نور الهدى 

السلطان 

:

يا لهما من اسمين جميلين 

السلطانة

:

بل أكثر من جميلين  

السلطان 

:

لك ألف دينار .. بل ألفي دينار .. ثلاثة آلاف دينار 

عصفور 

:

( بذهول ) ثلاثة آلاف دينار !

السلطان

:

وتقيمان في القصر عندي 

جرادة

:

( لعصفور ) ألم أقل لك أنك ستدعو لي بالخير 

عصفور 

:

( همساً ) المهم ما هو آت

لبلابة

:

( لنفسها ) هل اختار عصفور الاسمين بالتخمين أيضاً ؟ ( وقد أختل توازنها ) أشعر بأن قدوم عصفور سيحمل علينا شراً مستطيراً 

زنهارة 

:

( تنفخ في النار ) زنهار يا زنهار .. يا زائر الليل والنهار  

الحارس 

:

( مقاطعاً .. فجأة ..حيث يقرأ من خلال ورقة والجميع ينظرون إليه ) هذا وقد اعترف باقي المتهمين بتمزيق قميص السيد عصفور وبتشديد الضغط عليهم اعترف أحدهم بمسئوليته التامة عن تهريب الآثار خارج البلاد محدثكم شمروخ الماسخ .. موفد قطاع الأخبار من خارج قصر السلطان 

عصفور

:

في الحقيقة يا كبير الحراس …… 

السلطان 

:

( مقاطعاً ) لا شأن لك بهذا يا عصفور .. انصرف الآن يا كبير الحراس .. وتابع الأخبار  

الحارس 

:

أمر مولاي ( يخرج ) 

السلطان

:

( للسلطانة ) يبدو أن هناك تسيب في البلاد 

السلطانة

:

المسألة بسيطة مدام هناك ضغط واعتراف تعال نطل على الأمير والأميرة لنشعر معهما بالارتياح 

السلطان

:

( مستكملاً ) والانشراح 

السلطانة 

:

والراحة 

السلطان 

:

( مستكملاً ) والسرور ( يخرج السلطان والسلطانة وخلفهما مرجانة ) 

زنهارة 

:

( تمارس التنجيم بينما المنجمون بعيدون عنها ) حبهان يا حبهان .. اظهر عليك الأمان 

لبلابة 

:

( لزنهارة همساً ) لو قبلت القسمة مناصفة لأخبرتك باسمين أجمل مما أقترحهما عصفور وكسبنا ما كسبه المذكور 

زنهارة 

:

وبعد ؟

لبلابة 

:

كان بإمكاني الإفصاح ولأنك دوماً تأخذين كل ما هو متاح وكل ما يقع في أيدينا قوة وعنوة .. ولا تتركي لنا سوى الفتات  

زنهارة 

:

وبعد ؟

لبلابة 

:

وكان بإمكاني أنا بالذات أن أبادر بالأسماء لأضع نفسي في مركز الصدارة أمام مولاي السلطان وأثبت لهم عجزك ويأسك لكني لزمت الصمت لأني أعرف ردك الذي ينسف كل الأشياء 

زنهارة

:

وقتها سأقول أن الجني مشهور – تابعي المخلص الأمين أمرته بإخبار لبلابة بالأسماء الخلابة – وسيصدقون .. لأنهم اعتادوا التصديق ( تضحك ضحكاً شيطانياً ) شمهور يا شمهور .. بقبضة من حديد اقبضي زمام الأمور  

منجم 2

:

( هامساً لمنجم 3 ) عصفور .. يلغي وجودنا 

منجم 3

:

يسحب البساط من تحتنا رويداً .. رويداً 

منجمة 4 

:

لنتصرف يا زنهارة .. وألا رحنا في خبر كان 

زنهارة 

:

( وهي تتأمل النار ) يجب أن نحسن التفكير لاتخاذ قرار حكيم 

لبلابة 

:

( لنفسها ) آه .. لو نجحت خطتي لاستغنيت عن التنجيم وصار معي مال وفير يحميني من السؤال وسوء الحال 

السلطان 

:

( داخلاً وخلفه السلطانة ويتبعهما مرجانة – للمنجمين ) بماذا تتهامسون ؟ 

لبلابة 

:

( هي والمنجمون بافتخار ينطوي على غيظ كظيم ) عصفور منجم خطير يحمل البشرى للسلطان 

منجمة 1

:

ويحصل على ألف دينار 

منجمة 2

:

نعجز عن اختيار الأسماء 

لبلابة 

:

ثم هو .. يدقق .. ويفحص .. ويمحص .. ويختار أحسن الاختيار 

منجمة 3 

:

ويحصل على ثلاثة آلاف دينار 

عصفور 

:

( بتواضع ) هذا توفيق من عالم الأسرار 

السلطان 

:

( لعصفور ) ولكن كيف يكون الاسم مكتوب على الكفوف (يصمت وهو ينظر لكف يده اليمنى)

السلطان 

:

( يلحظ عدم وجود الخاتم في إصبعه .. السلطان يصيح ثائراً ) أين خاتم السلطنة ؟

الجميع 

:

( بدهشة ) خاتم السلطنة ! 

السلطان 

:

( بغضب ) الخاتم الذي ورثته عن أبي وجدي .. أنه خاتم عزيز عندي وبه ماسة لا تقدر بمال 

السلطانة 

:

ربما تكون نسيته .. على حافة بركة الماء بعد أن غسلت يديك بعد تناول الطعام  

مرجانة 

:

أنه خطب جسيم ومروع يا مولاي  

السلطان

:

( ينادي ) مسرور 

مسرور 

:

( داخلاً ) أمر مولاي 

السلطان 

:

ابحثوا عن خاتم السلطنة في كل مكان 

مسرور 

:

أمر مولاي ( يخرج ) 

السلطانة 

:

وهل تبحث عن الخاتم المفقود والشيخ عصفور موجود ؟ 

عصفور 

:

( بارتباك ) وهل يخفى الأمر على كل هؤلاء العباقرة الأذكياء ( بثقة .. مشيراً لزنهارة ) فأنا لا أعمل إلا إذا تعقدت الأمور  

السلطان 

:

حسناً يا عصفور .. انتظر .. ( للمنجمين ) علهم يهتدون إلى الخاتم المفقود .. فمن يرشدني منكم إلى مكانه له مني ألف دينار 

السلطانة 

:

( لزنهارة .. باستهزاء ) هيا يا زنهارة استدعي زنهار والسيد شنهار .. ( يخرج السلطان والسلطانة وخلفهما مرجانة )  

(المنجمون في حالة حركة دؤوبة .. كل يمارس التنجيم بطريقته والجميع في حالة بحث مستمرة)

زنهارة 

:

( وهي تنفخ في النار ) شمهورة .. يا شمهورة يا ملكة القوقعة الـ ... (تتحول إلى حالة أخرى) يجب أن أسبقهم جميعاً في العثور على الخاتم المفقود وإلا ساءت سمعتي وضاعت هيبتي وفقدت وظيفتي (تتجه نحو لبلابة ولبلابة شاردة تماماً إلا أنها صنعت معها إشارات كلامية صامتة .. تنصرف زنهارة في حالة أقرب إلى الجنون في البحث عن الخاتم)  

عصفور 

:

( لجرادة ) ماذا أفعل ؟ حين يعجز هؤلاء عن الوصول للخاتم المفقود ؟ إذا كانت الصدفة أنقذتني من السلطانة في المرة السابقة وأصبت في اختيار الأسماء المرة اللاحقة .. فهذا لن ينقذني من السلطان هذه المرة ، وسيشنقني إذا ظهر كذبي وخداعي  

جرادة

:

كن شجاعاً يا رجل ، استخدم الحيلة والذكاء ، فقد تخدمك الصدفة هذه المرة أيضاً 

عصفور

:

وإذا خانتني الحيلة والذكاء ، سأقول لهم أنت السبب في تظاهري بالحكمة والمعرفة  

جرادة

:

وتجعلهم يعطونني النصيب الأكبر وما استحقه من الصفع والركل .. أعرف ذلك جيداً .. ولكن لا تنس أن زنهارة قد تصل لمكان الخاتم المفقود وتوفر عليك هذا المجهود 

عصفور

:

اتركيني الآن .. كي أفكر في طريقة للخلاص (تنصرف بعيداً عنه .. أما عصفور استغرقته الهواجس والهموم فأخذ يحدق في الستائر ويهز رأسه

لبلابة 

:

( وقد اضطرب قلبها عندما شاهدت عصفوراً يحدق في الستائر ) لقد صح ظني .. إن عصفور بارع يحدق في رسم البطة فوق الستار .. لقد عرف أنها هي التي بلعت الخاتم ، وسيعرف أيضاً أنني شاهدتها وأخفيت ذلك وسيخبر السلطان فيشنقني .. يا لسوء حظي لقد فشلت خطتي  

لبلابة 

:

( تقترب من عصفور – وهي مضطربة ) أرجوك وأستحلفك بالله ، لا تقل عني شيئاً للسلطان ..لقد خشيت أن أذكر للسلطان أن البطة العرجاء هي التي بلعت الخاتم الذي نسيه السلطان فوق حافة البركة ، عندما كان يغسل يديه في البستان (تقترب جرادة وتلحظ ما يدور من حوار)  

عصفور

:

( يشعر بهزة شديدة تعتريه ) لقد عرفت الحقيقة كلها من النجوم 

جرادة

:

وبالطبع كنت ستنتظرين بضعة أيام حتى تهدأ ضجة البحث عن الخاتم وتذبحين البطة وتأخذين الخاتم 

لبلابة 

:

كنت  سأتخلص من البطة بطريقة غير ملفتة للأنظار لأنها هي البطة التي يحبها مولاي السلطان 

جرادة

:

المهم في النهاية تأخذين الخاتم 

لبلابة 

:

كما تقولين بالضبط

عصفور

:

ولو لم تعترفي الآن .. لأخبرت السلطان بالحقيقة فيقتلك .. لكن مادمت قد اعترفت .. فلن أخبر السلطان بشئ وإياك أن تقولي لأحد شيئاً عن هذا الموضوع وإلا جعلت السلطان يقطع رقبتك 

جرادة 

:

يجب أن تحاسبها حساباً عسيراً .. لأنها لوثت شرف مهنتك العظيمة يا عصفور 

عصفور 

:

سيحدث ذلك يا زوجتي .. يا قرة عيني ومهجتي 

مسرور

:

( يدخل ) مولاي السلطان الهمام .. ومولاتي السلطانة قمر الزمان ( يدخل السلطان والسلطانة ومرجانة

السلطان 

:

ماذا فعلتم يا مسرور ؟ 

مسرور 

:

مولاي تفقدنا كل مكان وسألنا كل إنسان ولم نعثر على خاتمك يا مولاي السلطان 

السلطان 

:

( للمنجمين ) هل وصلتم لمكان الخاتم المفقود ؟ (المنجمون صاروا مطأطأى الرؤوس ولا يردون) أين خبراتك يا زنهارة ؟ ( بتودد وعتاب ) لم لا تأخذين برأي النجوم يا زنهارة يا شيخ المنجمين ؟  

لبلابة 

:

مولاي .. زنهارة ما عادت تراقب النجوم 

السلطانة 

:

( بسخرية ) لربما اكتشف أن النجوم هي التي تراقبها 

زنهارة 

:

مولاي .. ليس بالإمكان الوصول للخاتم الآن ؟ 

السلطان 

:

( بغضب ) ليس بالإمكان أن أتحمل وجودكم أيها الأغبياء 

السلطان

:

( لعصفور ) والآن جاء دورك يا عصفور

عصفور

:

خدامك المطيع يا مولاتي .. أريد أن يمر أمامي كل من في البستان من إنسان ( يشير لنفسه ) وطير ( يشير للسماء ) وحيوان ( يشير للمنجمين

منجم 1 

:

هذا تخريف في تخريف 

منجم 2

:

نعم هذا تخريف 

منجمة 4

:

بل أبعد ما يكون عن التنجيم 

زنهارة 

:

هو السفه .. والعته .. والجنون بعينه 

جرادة 

:

( لزنهارة ) وحديثك مع زنهار و شنهار وشمهورة الشملولة .. أليس هو ضرب من الجنون أيضاً ؟ 

زنهارة 

:

( بأدائية  التنجيم ) السماح.. السماح .. السماح .. يا أهل السماح .. السماح .. السماح 

السلطان 

:

يا مسرور 

مسرور 

:

أمر مولاي 

السلطان 

:

نفذ ما يقوله عصفور 

مسرور 

:

في التو والحال ( يخرج ) و ( يمر في الخلفية ومن خلال السلويت موكب به كل الخدم والغلمان ثم الغزلان والأرانب من خلال رسومات ثم أنواع الطير من الوز والنعام والطواويس ثم جاء دور البطة العرجاء في النهاية حتى تمر أمامهم .. والجميع جلسوا يحدقون تحديقاً شديداً

عصفور

:

( عند رؤيته البطة العرجاء .. صاح مشيراً إليها ) امسكوا البطة دي ( انطلق بقية المنجمين يضحكون منه ويسخرون ) قلت .. امسكوا هذه البطة  

السلطان 

:

هذه البطة أتفاءل بها ولا أسمح لأحد أن يؤذيها 

عصفور

:

إن كنت تريد الخاتم فهو في بطنها ؟ 

السلطان

:

وإن لم تجد شيئاً في بطنها ؟ 

عصفور

:

أفعل بي ما تشاء   

السلطان 

:

مسرور 

مسرور 

:

( يدخل ) مولاي 

السلطان 

:

قم بذبح هذه البطة .. وأبحث عن خاتم السلطنة بداخلها 

مسرور 

:

أمر مولاي ( يخرج ) 

مرجانة

:

وا حزناه .. هذه البطة كلما رآها مولاي السلطان ضحك عليها و على طريقة سيرها 

السلطان 

:

( لعصفور ) والله إذا لم نجد بها الخاتم .. لأقتلك يا عصفور في التو والساعة 

عصفور 

:

أنا واثق مما أقول يا مولاي 

منجمة 1 

:

يا لك من رجل مغرور .. يا عصفور 

مسرور

:

( يدخل ) مولاي .. وجدنا الخاتم في حوصلة البطة ( يتقدم ليعطي الخاتم للسلطان ) تفضل يا مولاي 

السلطان 

:

( وقد جن من الفرح ) والله لا يوجد مثلك في الدنيا .. يا عصفور .. أنت تستحق ألفين من الدنانير لا ألفاً 

السلطانة 

:

وألفين أخرى من عندي 

( يتجه السلطان والسلطانة لمقعد العرش ويبديان الإعجاب بعصفور حتى يصير صوتهما همساً غير مسموع )

السلطان 

:

كاد الخاتم أن يضيع ( يبدأ خفوت الصوت حتى ينعدم ) 

السلطانة 

:

لولا براعة عصفور في التنجيم 

السلطان 

:

حقاً أنه منجم خطير ( يصير صوتهما همساً – وفي موضع أخر ) 

مرجانة

:

( بإعجاب ودلال نحو عصفور ) عصفور منجم بارع

لبلابة 

:

(بإعجاب ودلال أيضاً) عصفور منجم خطير ..خطير

جرادة 

:

يبدو إنني سأطير .. سأطير من الفرح 

عصفور 

:

وأنا سأطير عما قريب .. في الفضاء الرحيب  

لبلابة 

:

يشرفني أن أكون مساعداً للسيد عصفور وسأكون له خير معين في قضاء بعض الأمور .. وسأعرض الأمر على السلطانة  

زنهارة 

:

( بغضب ) لبلابة 

جرادة 

:

لبلابة ( تشير إلى خاتم في إصبعها مهددة ) لا تنسي إنك الخادم المطيع لزنهارة رئيس المنجمين 

لبلابة 

:

بل أنا في خدم الجميع – أسعى لتحقيق الخير وأدفع الشر (مشيرة إلى خاتم في أصبعها أيضاً) عن الجميع .. فالشر إن بدأ بإحدانا فإنه ينتهي بالجميع 

مرجانة

:

وحيث أن عصفور هو منجم السلطانة .. وأنا مرجانة جارية السلطانة .. أي أن عصفور سيكون من واقع اختصاصاتي .. أقوم على خدمته أنسق  هندامه وأنظم أوقاته  

جرادة 

:

(بغيرة ) ولم يعد شئ من مهام زوجته سوى أن تطالع هيئته 

السلطان

:

عظيم .. عظيم .. الكل يتسابق في خدمته 

منجم 3

:

( يتقدم نحو عصفور ) وأنا أصفف لحيته

( جميع المنجمين يضحكون ويتغامزون على عصفور )

السلطان

:

( وقد استنتج ما يدور بداخل المنجمين .. ثم بغضب شديد ) ما لكم تسخرون من عصفور ؟ تضحكون منه وتتغامزون عليه أنسيتم إنكم في حضرة السلطان ؟

زنهارة

:

( تتقدم نحو السلطان ) العفو يا مولاي 

السلطانة

:

لقد بدأ المنجمون يا مولاي يشعرون بالغيرة والحقد على السيد عصفور 

لبلابة 

:

( مكملة ) لأن عصفور ينال كل احترام وتقدير بل ويحظى على المال الوفير 

عصفور

:

نعم يا مولاي .. فتلك هي ضريبة المجد والشهرة 

مرجانة

:

سر في طريقك يا عصفور .. فالكلاب تعوي والقافلة تسير  

عصفور 

:

كلاب مرة أخرى !

مرجانة

:

ماذا تقول ؟

عصفور 

:

أقول الحارس يعوي والقافلة تسير .. أقصد القافلة تعوي والكلاب تسير ( بتلعثم ) أقصد هناك من يعوي وهناك من يسير  

مرجانة

:

وليكن النجاح حليفك والتوفيق سندك ومعينك

جرادة 

:

( باستهزاء مستور ) هكذا أصبح لك ألف لسان يدافع عنك ويقويك يا عصفور  

زنهارة 

:

مولاي .. نحن لا نشعر بالغيرة والحقد تجاه عصفور لكن لنا أن نسأل يا مولاي .. كيف تقدم علينا عصفوراً ؟ وهو جاهل لا يفهم شيئاً ؟ 

عصفور

:

ها هي زنهارة يا مولاي تتعمد إهانتي كسابق عهدها وتضطرني أن أترك مهنة التنجيم وأعود كما كنت إسكافياً وأهمل خبرتي ومهارتي لتظل زنهارة دون منازع أو منافس شريف مثلي 

زنهارة 

:

( تثور ) يا لك من مدع كذاب وأفاق 

عصفور 

:

( متباكياً ) الشكر لك يا سيدة زنهارة .. ليتني سمعت نصيحة معروف 

جرادة 

:

دعك منها يا عصفور 

عصفور 

:

لا .. يا جرادة فالإنسان ما هو إلا كرامة .. ربما كان ذلك إنذار بالرحيل .. فليس بالإمكان أكثر مما كان .. ولا تدرين ماذا تحمل الأقدار ؟ 

السلطانة 

:

كل الخير يا عصفور 

عصفور 

:

( للسلطان ) فليأذن لي مولاي بالرحيل 

مرجانة 

:

لا يا عصفور 

لبلابة

:

( للسلطان ) لا تدعه يرحل يا مولاي 

السلطان 

:

قدمي اعتزازك يا زنهارة للسيد عصفور 

زنهارة 

:

( لعصفور ) أقدم اعتزازي يا سيد عصفور 

عصفور 

:

لولا جناب مولاي السلطان ومولاتي السلطانة ما قبلت اعتزازك يا زنهارة 

زنهارة 

:

إني لفي عجب شديد .. كيف أصبحت ؟ بل كيف صارت لك هذه المكانة يا عصفور؟

السلطان 

:

لأنه عرف ما عجزتم عن معرفته ؟ 

منجم 4

:

لقد خدمته الصدفة  

منجمة 2

:

لابد أنه كان يقرأ الطالع في نعل حذائه المقطوع .. من أي رقعة أتيت يا عصفور ؟

منجمة 3

:

ربما يأتي إلينا حمالاً أو حماراً يدعي التنجيم 

عصفور

:

لقد نفذ صبري يا مولاي 

زنهارة 

:

وخلاصة ما يقال 

السلطانة 

:

( مقاطعة ) خلاصة ما يقال أن عصفور أثبت كفاءته كأحسن من رئيس المنجمين 

زنهارة 

:

( بعتاب ) مولاتي 

السلطان 

:

إذن أقيم تجربة لأحكم بينكم وبينه .. سأذهب إلى البستان وأخفي شيئاً فإن عرفتموه حكمت لكم وأن غلبكم حكمت له ولن أسمع منكم كلمة ضده بعد اليوم فالويل كل الويل للمغلوب والجائزة للغالب ( كل من المنجمين ينظر إلى الآخر بالترتيب حتى الوصول لزنهارة )   

زنهارة 

:

قبلنا حكمك يا مولاي السلطان (يسود الجميع حالة من الوجوم والتفكير العميق) (ثم يقوم السلطان ويدخل إلى الباب المؤدي للبستان .. وتنصرف السلطانة ومرجانة إلى داخل القصر

عصفور 

:

( ممسكاً جرادة ومنتحياً جانباً .. وببكاء هامس ) اذهبي يا جرادة إلى الأقارب والأصحاب والجيران وأخبريهم أن عصفور قد مات .. وأخبريهم أيضاً أن عصفور سيعرف من يبكي عليه بحرقة ومن يبكي عليه .. بتصنع ورياء اخبريهم أيضاً أن عصفور ضحية جرادة 

جرادة

:

(تهزه) عصفور .. ( يلتفت إليه الجميع )   

جرادة 

:

( بخطابية ) هذا هو الموقف الصعب .. الذي لا يجتازه سوى الواثق من قدراته .. مثلك يا عصفور .. 

عصفور 

:

( بدهشة ) أنا !


(إظــــــــــــــــــلام)



































( المشهد الثاني )

( نفس المنظر السابق .... الجميع في ترقب وانتظار )

زنهارة

:

( تتجه لتنفخ في النار ) شمهورة .. يا شمهورة  

لبلابة 

:

( تتجه نحو زنهارة ) لبلابة ما عادت شمهورة .. لبلابة ماعادت تتجسس .. تتلصص كي تسرق خبراً تفتش سراً .. تصب المعلومة إثر المعلومة في أذنيك ثم تنفخين في النار وتدعين أن زنهارة أو زنهار يأتيان بالأخبار وعندما أتوقف عن إمدادك بالأسرار تنفخين في النار .. وتقولين شمهورة .. يا شمهورة يا مستغلة يا مسعورة 

زنهارة 

:

من زنهارة .. لزنهار 

لبلابة 

:

( تخلع القبقاب وتحدثه ) كلب يناديكم 

لبلابة

:

(لزنهارة حيث تمد يدها لتعطيها القبقاب) السيد زنهار  

زنهارة 

:

يا صوت السمان في الهيش .. يا غراب مقطوع الريش 

لبلابة 

:

( بسخرية ) يا شيش على بيش يا سفرة من غير نيش 

زنهارة 

:

( تنفخ في النار ) زنهار يا زنهور يا ملك البحور بسرعة البرق والريح .. تعال واسعف قلب زنهارة الجريح ( تبكي منهارة )  

لبلابة

:

( تمد يدها بالقبقاب لزنهارة ) رصيدكم أوشك على النفاذ .. رجاء إعادة الشحن (تضع القبقاب في قدمها

لبلابة 

:

( تضحك بسخرية ويشاركها المنجمون والمنجمات .. وفي موضع أخر )

عصفور 

:

( لجرادة ) تلك هي القاضية – هذه المرة سيشنقني السلطان ويأخذ منا ما أخذناه 

جرادة

:

ثق بالله وتوكل عليه 

الحارس

:

( يدخل .. يجد الجميع في حالة ترقب وقلق ) أبشروا جميعاً .. سيخرج السلطان عليكم وبين يديه .. ( يلتفت الجميع من حوله )  

الجميع 

:

( بتلهف ) ماذا ؟

الحارس

:

المتهمون !

الجميع 

:

( باستنكار ) المتهمون ! 

عصفور

:

الكلاب !

مسرور

:

( يدخل ) السلطان يأمركم الانتظار بالخارج ( ينصرفون ويخرج مسرور – السلطانة ومرجانة تأتيان من داخل القصر

السلطانة

:

لقد تأخرالسلطان .. تعالي يا مرجانة لنر ماذا يفعل السلطان داخل البستان ؟ (السلطانة ومرجانة تدخلان البستان )  

( إظلام تام .. خيال ظل السلطان وهو يتابع أحد العصافير الصغيرة .. يطارد جرادة 

ص.السلطانة

:

( تضحك ) وهذا عصفور .. يطارد جرادة 

ص. مرجانة 

:

يريد أن يلحق بها 

ص. السلطانة 

:

العصفور يسرع 

ص. مرجانة 

:

والجرادة تسرع والعصفور يسرع .. الجرادة تدخل تحت ذيل ملابس مولاي السلطان 

ص. السلطانة

:

العصفور يندفع خلف الجرادة .. يدخل وراءها 

ص.مرجانة 

:

مولاي يمسكهما تحت ملابسه .. يخبأهما بين يديه ( هل يدرك عصفور ما بين يدي مولاي السلطان ؟ )  ( يضاء المسرح ويدخل السلطان والسلطانة وخلفهما مرجانة

السلطان 

:

( حيث يجلس على مقعد العرش ) يا مسرور 

مسرور 

:

( داخلاً ) أمر مولاي 

السلطان 

:

دعهم يدخلون 

مسرور 

:

أمر مولاي ( يخرج .. ثم يدخل المنجمون

السلطان 

:

كل منكم يخبرني .. ماذا أحمل بين يدي ؟ 

منجم 1

:

في يدك يا مولاي زهر ريحان 

السلطان

:

غير صحيح 

منجمة 4

:

لا .. ورق شجر أخضر 

السلطان

:

غير سليم

منجم 2

:

بل ثمار ليمون

(يستمر استجواب السلطان للمنجمين في صورة همس وإشارات ولا تسمع سوى – غير صحيح – غير سليم – من قبل السلطان ) 

مرجانة 

:

( للسلطانة وبخوف ) هل ينجح عصفور في هذا الاختبار ؟

السلطانة 

:

( بثقة ) ولم لا ؟ 

لبلابة 

:

( لنفسها ) ما أصعب هذا الاختبار يا عصفور ! 

جرادة 

:

( تربت على كتفي عصفور ) 

عصفور 

:

( يهمس لجرادة ) أشعر بأني سألفظ أنفاسي الأخيرة بعد حين 

السلطان

:

أما زنهارة لابد أن يكون لديها الجواب الصحيح 

زنهارة 

:

مولاي .. زنهار الذي يحمل إلى الأسرار .. أنتظره منذ الصباح 

السلطان 

:

ربما دهسه حمار .. ( بغضب ) ماذا أحمل بين يدي يا زنهارة ؟ 

زنهارة 

:

لا أدري يا مولاي 

السلطان

:

وأنت يا لبلابة ؟ 

لبلابة

:

وهل تعرف لبلابة ما تعجز عنه زنهارة رئيس المنجمين  

السلطان 

:

لماذا لا تتكلم يا شيخ عصفور ؟ لقد جاء دورك ولم يبق إلا أنت  

عصفور 

:

( كأنه يحدث نفسه وقد ازداد همه وبصوت خافت ) ماذا أقول ؟ لولا جرادة ما وقع عصفور اليوم في يد السلطان !! 

السلطان 

:

أصبت يا عصفور في يدي فعلاً جرادة وعصفور 

السلطانة 

:

ليس في العالم مثلك يا شيخ عصفور 

السلطان

:

( لعصفور ) أنت سلطان الحكمة والمعرفة يا عصفور 

لبلابة 

:

يعيش السلطان عصفور 

الجميع

:

يعيش السلطان عصفور

السلطان

:

( بغضب ) سلطان !

لبلابة 

:

( بدلال ) سلطان الحكمة والمعرفة يا مولاي 

السلطان

:

باسمي أنا سلطان البلاد قررنا ما هو آت : أولاً : تعزل السيدة زنهارة من عملها كرئيس للمنجمين ويتولى مهام وظيفتها الشيخ عصفور 

الجميع 

:

الله أكبر .. الله أكبر 

زنهارة

:

وأنا يا مولاي 

السلطان 

:

( بتوعد لزنهارة ) دورك آت يا زنهارة ( زنهارة تنتحي جانباً ) 

عصفور

:

( يتقدم نحو السلطان ) مولاي السلطان 

السلطان 

:

تكلم يا عصفور 

جرادة 

:

مولاي .. إن عصفور من فرط سعادته .. يشعر بأن الكلمات تتزاحم على شفتيه 

عصفور 

:

مولاي .. أود أن أقول 

السلطان 

:

قل ما عندك يا عصفور 

جرادة 

:

مولاي إن علامات الفرحة والسرور ترتسم على وجهه ولا يجد كلمات تعبر عن عميق شكره وامتنانه 

السلطان 

:

عصفور يستحق كل احترام وتقدير 

عصفور 

:

شكراً يا مولاي 

جرادة 

:

( تشد عصفور بعيداً عن السلطان .. أثناء ذلك يتبادل الجميع علامات الإعجاب بعصفور ) 

مرجانة 

:

أنه لرجل عظيم حقاً 

لبلابة 

:

كيف يصل لكل ما خفي من الأمور ( يتهامسان .. معاً ) 

السلطانة 

:

( للسلطان ) لقد صح اختياري لعصفور بأن يكون منجمي الخاص 

السلطان 

:

( وهو يضحك ) وها هو قد صار منجم السلطنة كلها 

السلطانة

:

ولكن يا مولاي ما مصير زنهارة ( يتهامسان .. معاً )  

جرادة 

:

( تجذب عصفور بعيداً ) ما الذي كنت تريد أن تقوله للسلطان ؟ 

عصفور 

:

الحقيقة 

جرادة 

:

وهل بادرت زنهارة بالحقيقة .. حتى تبادر بها 

عصفور 

:

كلانا مدع آثم .. فلا يعلم السرائر إلا الله 

جرادة 

:

ألم يعجبك ما نحن فيه من مال وعز وسلطان 

عصفور 

:

السلطان .. أيرحمني بعد ؟ إذا كشف أمري 

جرادة 

:

لن يكتشف أمرك طالما تستخدم الحيلة والذكاء 

عصفور 

:

تقصدين الكذب والخداع 

جرادة 

:

( باستعطاف ) أنها الفرصة يا عصفور .. لا تدعها تضع منا لا تجعلنا نترك ما نحن فيه .. أنك لم تجلب من صنع النعال ورتق الأحذية سوى الفقر والجوع ( تبكي ) أرجوك يا عصفور دعك من هذه الأوهام 

عصفور 

:

كم اشتقت لمهنتي القديمة .. كم اشتقت لراحة البال ( ينتحي بعيداً ) أين أنت يا معروف ؟ 

جرادة 

:

( مهددة ) عصفور 

جرادة 

:

( تحاول أن تلطف من موقعها وبنعومة ) عصفور 

عصفور 

:

( ينهرها ) عصفور .. عصفور .. ماذا تريدين لعصفور ؟ حان الوقت لعصفور ليحطم قفصه الذي صنعتيه .. حان الوقت لعصفور أن ينبت ريشه .. حان الوقت لعصفور لأن ينطلق ويقول الحقيقة ، حتى لو كان مصيره الموت قبل زنهارة 

جرادة 

:

لا تصدقه يا مولاي .. أنه يهذي .. أنا أعرفه يا مولاي 

السلطان 

:

فيم تقول يا عصفور ؟ 

عصفور 

:

أقول وتعطيني الأمان 

السلطان 

:

( ينهره ) قل يا رجل 

عصفور 

:

في الحقيقة يا مولاي .. أن التنجيم كله كذب وإدعاء 

السلطانة

:

كذب وإدعاء ؟!

جرادة 

:

أنه يهزي .. لا تصدقوه 

السلطان 

:

أكمل يا عصفور 

عصفور

:

أن زوجتي هذه هي التي دفعتني إلى أن أصبح منجماً وقد خدمتني الصدفة والحيلة في أحيان أخرى ولكني أرفض أن استمر في هذا الدجل والعبث .. تلك هي الحقيقة يا مولاي  

جرادة 

:

لا تصدقه يا مولاي 

عصفور 

:

نعم هي تلك الحقيقة يا مولاي فمنذ أن تقدمت لي السيدة مرجانة وتسألني ما إذا كان ولي العهد أم بنت ساعتها (يتخافت صوته تدريجياً حتى يتلاشى تماماً حتى نرى إشارات يديه أحياناً للبلابة فترتعد خوفاً )

السلطان 

:

أنت تستحق على صراحتك مكافأة أكبر مما أخذت مقابل اعترافك هذا .. أمرنا بمنح عصفور خمسة ألاف دينار 

جرادة

:

عصفور لم يكن يهذي .. عصفور حكيم وعاقل وأنا أطلب منك العفو يا مولاي 

السلطان 

:

وعفونا عنك بشرط أن تدفعي زوجك للخير 

جرادة

:

للخير يا مولاي 

السلطان

:

يا مسرور ....

مسرور 

:

( داخلاً ) أمر مولاي 

السلطان 

:

وحيث أن لبلابة كانت تنوي سرقة الخاتم ولأن النية على فعل الشئ تساوي الفعل نفسه وعليه فقد قررنا نحن السلطان أن تعاقب لبلابة بعقوبة السرقة ثم توضع في المغارة لتأخذ في النهاية نفس مصير زنهارة 

لبلابة 

:

( وهي منهارة ) لتعاقبني يا مولاي على فعلتي أشد العقاب ولكن لا تحكم على بالإعدام 

السلطان 

:

خذها يا مسرور 

مسرور 

:

( وهو يسحبها ) أمر مولاي 

الحارس 

:

( يدخل من الجانب الآخر ) هذا وقد استطاع أحد المتهمين .. الهرب خارج البلاد وقد ورد أنه معه ملايين من العملات الرسمية للبلاد  .. حصل عليها كقرض من بنك شد حيلك وتوكل على الله .. موفد قطاع الأخبار فله آخر تمام من السلك الشائك عبر حدود البلاد 

السلطان 

:

انصرف على الفور واحضر المتهمين في التو والحال 

الحارس 

:

سمعاً وطاعة ( يخرج

عصفور 

مولاي أتأمره بإحضار الكلاب 

السلطان 

المتهمين يا عصفور 

عصفور 

( مندهشاً ) ليس هناك متهمون يا مولاي أنهم كلاب 

السلطان 

بالفعل أنهم كلاب 

عصفور 

:

لا بأس .. ولكن لي طلب واحد يا مولاي 

السلطان 

:

أتريد مزيد من المال ؟ 

عصفور 

:

لا .. مولاي فأنا مستعد بأن أرد ما أخذته من أموال ؟ 

جرادة 

:

( تنهره ) عصفور 

عصفور 

هو طلب واحد يا مولاي 

السلطان 

:

بل اثنين يا عصفور 

عصفور 

:

أن يسقط مولاي عقوبة الإعدام عن زنهارة ولبلابة 

السلطان 

:

طلبك مجاب 

السلطانة 

:

والثاني ؟ 

عصفور 

:

أن يخصص لي مولاي السلطان مكاناً أجمع الناس فيه وأقص عليهم القصص والنوادر والحكايات 

جرادة 

:

والطرف والأمثال .. فزوجي يأتي إليه من كل اتجاه يستمعون له .. ويستمتعون به 

السلطان 

:

لك ما تريد يا عصفور 

عصفور 

:

وسأعلمهم القراءة والكتابة 

مرجانة 

:

ما أجملك يا عصفور ! 

عصفور 

:

والحساب 

جرادة 

:

( بتهكم على مرجانة ) ما أقبحك يا عصفور ! 

عصفور 

:

( ينهرها ) جرادة 

جرادة 

:

هو بالفعل مشروع عظيم ويا حبذاً لو أخذنا من كل واحد منهم درهم واحد 

عصفور 

:

( مهدداً ) جرادة 

مسرور 

:

( داخلاً للسلطان ) مولاي هناك رجل بالباب يستأذنك الدخول 

السلطان 

:

( لمسرور ) دعه يدخل 

مسرور 

:

أمر مولاي ( ينصرف ) 

معروف 

:

( يدخل ) مولاي السلطان 

السلطان 

:

ماذا بك يا رجل ؟

معروف 

:

حضرت لكي اعترف أمام الله وأمامك 

السلطان 

:

لابد أنك أحد المتهمين 

عصفور

:

هو ليس كلباً .. أنه معروف صديقي ( يتجه نحو معروف يحاول أن يعانقه ) .. كيف حالك يا معروف ؟ 

معروف 

:

( ينصرف عن عصفور ) هذا الرجل ( مشيراً إلى عصفور ) لا يعرف التنجيم 

عصفور 

:

لقد اعترفت يا معروف ( يتعانقان ) والآن سأعود معك .. لأعمل كما كنت إسكافياً

السلطان 

:

بشرط 

الجميع 

:

بشرط 

السلطان 

:

أن تقوم من آن لأخر بزيارتي .. تقص على أطرف النوادر والحكايات 

عصفور 

:

أمر مولاي 

الحارس 

:

( يدخل بهلع شديد ) المتهمون ... المتهمون يا مولاي  

السلطان 

:

ماذا بهم ؟ 

الحارس 

:

هربوا 

عصفور 

:

الكلاب !!

( ستـــــــــــــــــار )


0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption