" مسرح العرائس في مصر " أصدار جديد من تأليف أ.د.سيد علي
مجلة الفنون المسرحية
صدر كتاب جديد بعنوان "مسرح العرائس في مصر" عن المركز القومي لثقافة الطفل برعاية رئيسه الأستاذ محمد ناصف .. وجاء في مقدمة الكتاب كما ذكره أ.د.سيد علي :
في عام 2015، كتبتُ بحثاً بعنوان «البدايات المجهولة لمسرح العرائس في مصر»، اشتركت به في «المُلتقى العربي لفنون العرائس والفرجة الشعبية»، التي أقامته الهيئة العربية للمسرح في القاهرة، بالاشتراك مع وزارة الثقافة المصرية .. والحق يُقال إن هذا المُلتقى أحدث نقلة كبيرة في نشاط مسرح العرائس، حيث وجدنا اهتماماً كبيراً بهذا المسرح في عموم العالم العربي؛ وكأن المُلتقى أعطى حياة جديدة لهذا الفن!!
وفي البحث – الذي شاركت به في هذا الملتقى - أتيت بمعلومات توثيقية جديدة، تثبت أن مصر شهدت العرائس على مسارحها من قبل الفرق الأجنبية منذ القرن التاسع عشر. وبدأت أشجع طلابي على البحث في مجال «مسرح العرائس» و«الأراجوز» أيضاً! فقامت إحدى طالباتي وسجلت بالفعل رسالة ماجستير في كلية الآداب جامعة حلوان - تحت إشرافي - بعنوان «مسرح العرائس في مصر .. دراسة في التاريخ والتشكيل»، وللأسف الشديد تعثرت الطالبة – بسبب أعباء الحياة الاجتماعية – مما اضطرها إلى وقف التسجيل لمدة عام أو أكثر! وما زلت أنتظر عودتها إلى الدراسة مرة أخرى لاستكمال رسالتها!
ومنذ عدة أشهر قامت طالبة أخرى بتسجيل رسالة ماجستير في كلية التربية النوعية بجامعة طنطا تحت إشرافي أيضاً بعنوان «دور فن الأراجوز في التوعية السلوكية .. فرقة الأراجوز المصري والعرائس نموذجاً»، وهي الفرقة التي يرأسها الفنان ناصر سالم!! ورغم متابعتي للباحثة إلا أنني أشعر بأنها متعثرة بعض الشيء!
أخيراً وضعت يدي على سبب تعثر الباحثتين، وربما أغلب الباحثين ممن يبحثون حول مسرح العرائس والأراجوز والدمى .. إلخ! وهذا السبب تمثل في عدم وجود دراسات نظرية تاريخية حول هذه الفنون!! لذلك قررت أن يكون «مسرح العرائس» ضمن مشروعي التأريخي للمسرح المصري والعربي، وذلك وفقاً لأسلوبي أو منهجي في الكتابة والقائم على اكتشاف الجديد والمجهول!
وبناء على ذلك، سيقرأ القارئ في هذا الكتاب عن اكتشاف بعض العرائس منذ أيام الجاهلية في شبه الجزيرة العربية! مع احتمال وجودها في مصر أيام المماليك والحملة الفرنسية، حيث كانت تُستخدم ضمن ألعاب أصحاب الملاعيب والمحبظاتية والمهرجين والراقصين .. كما جاء في كتاب «تاريخ الجبرتي»، عندما وصف الجبرتي الأفراح والموالد والاحتفالات الشعبية.
أما «الأراجوز» فله نصيب كبير في هذا الكتاب، منذ أن استخدمته وزارة المعارف في المدارس المصرية، وصولاً إلى «محمود شكوكو» الذي سنقرأ جديداً غير مسبوق عنه من خلال ريادته لمسرح الأراجوز، وافتتاحه لمسرحه الخاص للتمثيل بالعرائس!
ويُعد الحديث عن «أحمد عامر» - بوصفه رائداً مصرياً مجهولاً لمسرح العرائس – أحد الاكتشافات المهمة في هذا الكتاب، هذا بالإضافة إلى اكتشافات أخرى، تمثلت في الحديث عن فرق مسرح العرائس الأجنبية التي زارت مصر في أواخر القرن التاسع عشر وحتى النصف الأول من القرن العشرين، مثل: فرقة هولدن الأمريكية، وفرقة إخوان براندي، والجوق السيموغرافي، وفرقة الجران جينيول، وفرقة بتشولي، وفرقة بودريكا.
أما «مسرح القاهرة للعرائس» فكان الحديث – التوثيقي والتاريخي – عنه من خلال بداياته وحتى نهاية ستينيات القرن الماضي، أي الحديث عنه طوال عشر سنوات تقريباً، وتحديداً من بداية عرض «الشاطر حسن» وحتى عرض «بحر ورجالة»، مروراً بعروض: الليلة الكبيرة، حمار شهاب الدين، قيراط حورية، مدينة الأحلام، حكاية سقا، دقي يا مزيكة، صحصح، الأوكازيون!
كما تطرقت في هذا الكتاب إلى أهم الزيارات التي قامت بها الفرق الأجنبية للعرائس، وكذلك أهم الخبراء منذ بناء مبنى «مسرح القاهرة للعرائس» بالأزبكية وحتى نهاية الستينيات، ومنها على سبيل المثال: فرقة العرائس الصينية، والمسرح الأسود، وفرقة عرائس ألمانيا، وفرقة العرائس التشيكوسلوفاكية.
والله ولي التوفيق .. ،
0 التعليقات:
إرسال تعليق