هل يحسم معهد الكويت المسرحي قضية ريادة يعقوب صنوع / د.سيد علي اسماعيل
مجلة الفنون المسرحيةهل يحسم معهد الكويت المسرحي قضية ريادة يعقوب صنوع؟ / د. سيد علي اسماعيل
منذ اثنتين وعشرين سنة وأنا أنتظر «الباحث الجاد» الذي يقرأ بفهم ووعي ما كتبته عن ريادة صنوع للمسرح، ويكتب بحثاً علمياً يناقش فيه الرأي والرأي الآخر، ويخرج برأي علمي وموضوعي، دون أن يكون هدفه «الشخصنة» والرد على الدكتور سيد علي والانتصار عليه، وكأننا في معركة شخصية لا علاقة لها بالبحث العلمي!! وللأسف الشديد كل من حاول فعل هذا فشل ولم يقدم جديداً! ورغم ذلك فأنا أشكره لأنه أسهم - بغير قصد – في جعل قضية ريادة صنوع للمسرح المصري القضية المسرحية الأولى طوال عام 2020.
كنت دائماً أقول منذ عشرين سنة لأن القضية نشرتها في كتابي «محاكمة مسرح يعقوب صنوع» منذ عشرين سنة!! والآن أقول منذ «اثنتين وعشرين سنة»؛ لأنني لم أذكر أهم سنتين في تاريخ القضية، عندما نشرت في الكويت فكرتي الأولى عن ريادة صنوع في بحث من ستين صفحة بعنوان «يعقوب صنوع والحقيقة الغائبة»، وذلك إثناء عملي في «المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت» عام 1998، وقمت بتدريس هذا البحث في مقرر «المسرح العربي»، مما يعني أن فكرتي الأولى عن ريادة صنوع كتبتها في الكويت، ودرّستها على طلاب المعهد في الكويت قبل التوسع فيها لتصبح كتاب المحاكمة المنشور في مصر!!
واليوم تجدد الأمل في إيجاد «الباحث الجاد»، عندما تلقيت من الكويت إيميلاً من تلميذتي النجيبة الدكتورة «سعداء الدعاس»، التي درست – وهي طالبة عندي عام 1998 – بحث «يعقوب صنوع والحقيقة الغائبة» ضمن مقرر «المسرح العربي»! والدكتورة سعداء أصبحت الآن زميلتي بعد أن حصلت على الدكتوراه وأصبحت رئيسة قسم النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت. وقالت لي في إيميلها إن قضية ريادة صنوع أصبحت الشغل الشاغل للفرقة الثالثة بقسم النقد بمعهد الكويت في مقرر «المسرح العربي»، وأن الطلاب والطالبات ينهلون من كتاباتي والكتابات المضادة، ويشاهدون الفيديوهات والمناظرات، ويقرأون في كل اتجاه حول هذه القضية! فطلبت منها أن تكتب لي عن فكرتها في مناقشة الموضوع مع طلابها، فكتبت الآتي:
هذا النقاش حدث ويحدث من خلال المحاضرات بصورة عملية في مادة «المسرح العربي» للفرقة الثالثة، وهو الأمر الذي شجع بعض الطلاب على قراءة شغل حضرتك وبعضهم الآخر اتجه لليوتيوب؛ ولكن الجميع أصبح لديه علم بالموضوع كاملاً، سواء من ناحية حضرتك أو من ناحية نجوى عانوس أيضاً. ومن هنا تأتي أهمية أن يقوم الأستاذ بفتح الآفاق لطلبته من خلال طرح كل ما هو جديد ومغاير، متحرراً من قيود الاعتبارات الشخصية أو العامة، معتمداً على أسس البحث العلمي فحسب".
وعندما قلت لها أريد الفكرة المطروحة على الطلاب، كتبت الآتي: "إنها تجربتي الشخصية مع د.سيد علي إسماعيل حين كنت طالبة في المعهد العالي للفنون المسرحية. ومن ثم تجربتي مع طلبتي في مادة مسرح عربي، وإيماني بأهمية تعريفهم على الحقائق التي توصل لها د.إسماعيل فيما يتعلق بعلاقة يعقوب صنوع بالريادة المسرحية خاصة، وعلاقته بالمسرح بصورة عامة، كما أعرض لهم الآراء المضادة، رغبة في فتح المجال للطالب بأن يقرأ بنفسه ويحدد قناعاته."
بعد قراءة هذا الكلام، تجدد الأمل عندي في ظهور «الباحث الجاد»، الذي أنتظره منذ اثنتين وعشرين سنة، فهل الكويت التي شهدت بداية قضية ريادة يعقوب صنوع، ستكون نهاية المطاف، ويخرج منها الباحث الجاد المنتظر؟! هذا أملي .. وبمشيئة الله سأسهم في هذا الحراك العلمي قريباً .. فانتظروني!!
0 التعليقات:
إرسال تعليق