ندوة دولية عن ( المسرح الرقمي ) / د. محمد حسين حبيب
ندوة دولية عن
( المسرح الرقمي )
تتوجه الأنظار يوما بعد آخر نحو استثمار
التقنيات الرقمية في فضاء العرض المسرحي المعاصر ، لاسيما في السنوات الاخيرة على
الصعيدين العالمي والعربي ، برغم اختلاف هذا الاستثمار وتقاناته المتعددة هي
الاخرى بحكم القبض على ماهو تقليدي فيه وماهو متطور جدا برامجيا والكترونيا لكنه
يصب في النهاية في خانة التقنيات الرقمية واستثمارها في تفعيل وتنشيط جماليات
العرض المسرحي فكرا وشكلا ومضمونا ، الامر الذي يدفع بخطاب العرض نحو افاق بكر من
التجريب المسرحي المنفتح على الابهار ودهشة التلقي المنتظرة .
لم يأت هذا التوجه على صعيد العرض المسرحي فقط ،
بل تعدى الامر في فضاءات الدرس الاكاديمي العالمي والعربي ، فمثلا في العراق اليوم
وفي كلية الفنون الجميلة جامعة بابل تم استحداث مادة دراسية في الماجستير عنوانها
( تقنيات رقمية ) والحال نفسه مع جامعات عربية اخرى ، وتزايد هذا الاهتمام ايضا
على الاصعدة المهرجانية والمؤتمرات والندوات المسرحية العالمية منها او العربية ،
في وضع محور او محاور عدة تتعلق بالمسرح الرقمي والتقنيات الرقمية ، وهذا ما قام
به واستحدثه مؤخرا موقع :
Digital Theatre
المسرح الرقمي
الالكتروني في
الثامن عشر من مارس اذار الماضي 2021 بعقده ندوة الكترونية دولية اون لاين تحت
عنوان المسرح الرقمي ، أسهم فيها وتحدث خلالها ثلاث اساتذة من جامعات اميركية عن
ممارسات وتعليم المسرح الرقمي في الصف الدراسي . ولقد كان عونا لنا متفضلا علينا ،
في ترجمة جميع مادرار في هذه الندوة ومتابعتها الاستاذ الفاضل والمترجم الدكتور
صالح مهدي حميد ، وعبر الموقع نفسه ، واليكم النص الكامل لهذه الندوة ومادار فيها
.
تبدأ الندوة الموسومة ( التعددية والمسرح: ستراتيجيات التعليم
والتطبيق) بكلمة (ساندرا ادل)، رئيس جمعية ( المسرح في الدراسات العليا) ومدير موقع
(المسرح الرقمي )، وهي استاذ الأدب في قسم الدراسات الأفرو-أمريكية في جامعة
(وسكنسن/ ماديسون : ).
تناولت في كلمتها الترحيبية بداية الاهتمام
الجدي بمسرح (الملونين/السود) ودراسة موضوع هذا المسرح في الدراسات العليا، الذي
بدأ بشكل أولي عام 2018. تقول أن تلك السنة شهدت الاهتمام بالمسرح الرقمي، حيث
بدأت تشعر بالحاجة الى هذا الموضوع. تقول أيضا : أن فضاء موضوع (المسرح الرقمي) واسع جدا، ويتميز
بأنه يضم أيضا جوانب متعددة تقتضيها الضرورة في حقل الدراسات العليا، وتحتاجها
(التعددية) أيضا.
* المتحدث
الثاني هي: تاليا روجرز، وهي المدير الاعلامي لجمعية المسرح في الدراسات العليا.
تناولت المتحدثة في البدء أفضل الوسائل التي تسهل اقامة الاجتماعات واللقاءات
الحوارية، واهمية ازدياد حجم وعدد العروض المسرحية.
ركزت
المتحدثة بشكل مهم على موضوع المسرح
الافريقي/الامريكي (السود) وذكرت أن هذا النشاط لم يكن حصرا على فئة، وانما شارك
فيه آخرون أيضا. وافادت كذلك بأن المسرح الرقمي يعد عاملا مهما في عملية (التعليم
الذاتي) خصوصا في مثل ظروف الجائحة الحالية. تناولت في حديثها عرضا لأعمال مسرحية
تناولت موضوعة ( مسرح السود) و(المسرح الرقمي) فقالت بأن المسرح الرقمي أفاد كثيرا
من عملية ( مزج العناصر السينمائية/ الفلمية). وفي حقل الموضوعة، اهتم (لمسرح
الرقمي) بأهمية (المحتوى) او (المضمون) الاجتماعي في العروض المسرحية. عرّجت
المتحدثة عن بعض العروض، منها: ( خط الانابيب) لـ (دومنيك موريسو) والذي يتناول
التحديات التي تواجه الشباب السود في النظم التعليمية الامريكية. واشارت ايضا الى
مسرحية (الحاوية) التي تناولت حياة (اللاجئين) وظروفهم في معسكرات (الاحتجاز).
وأظهرت المتحدثة أيضا أن (المسرح الرقمي) وظّف بشكل واسع الافادة من اعادة اعمال
شكسبير؛ فتناول هذا المسرح مثلا أعمالا معدة عن انطولوجيا اعمال شكسبير من قبيل:
(عزيزي السيد شكسبير) و (حياة شكسبير) وشهدت مثل هذه الاعمال مشاركات مختلفة من
الهند ولبنان وامريكا. وعرّجت على المسرح الكلاسيكي حيث كانت هناك مسرحية (خمسة
عشر بطلة) معدة أصلا عن الاساطير اليونانية تناولت موضوعات القيادة والسلطة.
بعدها تحدث
كرس بيري* وهو رئيس الشبكة (المسرح الرقمي +) وقال من جديد أن هذه الشبكة ذات اهمية
في مثل هذا الظرف القائم حال
ا. وعرّج على
نشاطات الشبكة المستقبلية، فقال أنهم بصدد الاعداد لـ(اسبوع مسرح السود) وهو مسرح
كما وصفه (يقدم لنا، ومن قبلنا، ومن حولنا، وعنّا) وأنه أيضا المكان الذي يمكن أن
يلتقي به الجميع لتبادل الآراء، ويمكن من خلاله أن تجتمع المؤسسات التعليمية
المتنوعة على حد سواء.
ثم تحدثت بعده
الدكتورة كاثي بيركنز* وهي مصممة اضاءة
واكاديمية وباحثة واستاذ متمرس في جامعة ألينوي.
اهتمت
بيركنز في موضوعة توظيف الاضاءة في العروض المسرحية التي تتناول موضوعة (السود)، وتعرضت الى مجموعة من العروض
المسرحية التي عرضت في ولايات متنوعة. تقول المتحدثة أن الحضور المسرحي ليس وجها
فقط، لأنه لا يعبر عن حقيقة الثقافة كما هو الحال في بعض العروض التي أخفقت في
تجسيد الثقافة (الافرو-امريكية) وأضافت أن المسرحي الذي يهتم بتقديم صورة حقيقية
عن الموضوع، ينبغي عليه الالمام بثقافة المواطن الملوّن أو أي شخصية اخرى بالرجوع
الى مصادرها الموثوقة والمراكز المتخصصة. واعتبرت أن المهتم بالمسرح ( والمسرح
الرقمي أيضا) بحاجة العودة ايضا الى مصادر من قبيل: المتاحف ذات العلاقة، والصحف
المختصة، والصور ذات الاهتمام، والمراجع المعتمدة.
خلصت
الباحثة الى أن الصورة ليست معبرة عن الموضوع؛ لأن الموضوع ليس الصورة، والصورة هي
حصيلة اجتماع عناصر اخرى. ولتأكيد مصداقية طرحها، عرّجت الباحثة على اعمال مسرحية
تناولت من خلالها عرض طروحاتها بشكل عملي: فكانت هناك تعليقات على العروض ( مشكلة
في الفكر) و(سبع كيتارات) و(الخطو الساخنة لشرق تكساس). اضافة الى دور الازياء في
تجسيد الشخصية الافرو-امريكية في عرض (المسرح الرقمي)، ناقشت الباحثة ايضا استعمال
الاضاءة واللون في تحقيق ذلك ايضا، وذهبت حتى الى لون أرضية خشبة المسرح نفسها
ولون الأثاث المستعمل في العرض المسرحي. تقول الباحثة بالإحالة الى مسرحية (الآنسة
جولي) ومسرحية (الكتاب المقدس بالنسبة لجيمس) بأن تأثير هذه العناصر يوازي تأثير الوجه.
واخيرا
تحدثت الدكتورة شاَرل لوكيت* وهي مخرجة وممثلة واستاذ مشارك في جامعة سنسناتي.
تناولت
الباحثة في حديثها طرائق تمثيل شخصية الملوَن (الأسود) وتدريب الممثل على ذلك.
تستعرض الباحثة تاريخيا ان دور الشخصية الافرو-امريكية في المسرح الامريكي كان
يمنح للممثل الأسود لأن الدور غالبا ما يكون هامشيا وغير مؤثر. وتعزو الباحثة ذلك
الى طبيعة النظرة السائدة الى الشخصية في الاطار الاجتماعي/الثقافي آنذاك. وتؤسس
الباحثة ذلك بالإشارة الى الدور الذي مُنِح للمثل الأسود في مسرحية (كلهم أبنائي)
للكاتب الامريكي آرثر ميلر. وتعرض الباحثة صورا لممثلين في بداية القرن العشرين لم
يكن بينهم ولا ممثل ينتمي الى العرق (الافريقي) مما تعده دليلا على غياب دور
الممثل الأسود في المسرح والسينما الامريكية.
ثم تعرض
لوحة ثانية تستعرض صورا لممثلين امريكيين في تاريخ لاحق، يظهر بروز ممثلين سود
(ولو بعدد محدد) في قائمة صور الممثلين الامريكيين مما اعتبرته نقطة انطلاق لدور الممثل الاسود في تاريخ المسرح
(الافرو-امريكي).
تناولت
الباحثة المختصة اصلا بطرائق التمثيل أهم المطبوعات التي تسهم في عملية نجاح تجسيد
الشخصية (الافرو-افريقية)، فأفادت أنه على الممثل أن يهتم بهوية الشخصية (السوداء)
اثناء تدريباته على عناصر تجسيدها. ويمكن الالمام بتلك العناصر من خلال مراجع
كثيرة من قبيل: التركيز على (الافرو-امريكية)، واعادة توجيه الاهتمام والنظر الى
بعض الافكار الاتية:
الكتابة عمل
ثوري (بمعنى أنها تسعى الى التغيير.)
التعامل مع
النص على أنه ميّت.
التأكيد على
اهمية حضور عناصر ترابط بين الاجزاء.
انتهت الندوة بمنح فرصة لطرح الآسئلة
0 التعليقات:
إرسال تعليق