أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الثلاثاء، 3 أغسطس 2021

مونودراما " ترانيم تشرينية " تأليف حسين عبد الخضر

مجلة الفنون المسرحية



     مكان مجهول الهوية، ربما كان غرفة في مستشفى أو زنزانة أو قبر.
     متظاهر شاب يفترض أن يكون طالبا جامعيا، يرتدي بنطلون جينس ممزق وبدي أبيض يحمل عبارة ( I Love Iraq) يجلس في إحدى زوايا المكان، ميت أو غارق في التفكير. يمد ساقيه على الأرض، ظهره متكئ على الجدار، ويده على صدره الملطخ بالدماء.
    ينهض ببطء ويدور بنظره في أرجاء المكان. يتلمس الجدران بحثا عن مخرج أو علامة تدله على هويته.

الشاب: لا أدري إن كنت في مكان أو لا مكان. من الصعب أن تحدد هوية شيء ما دون أن يمنحك إشارة واحدة. ما أنت أيها اللا شيء؟ تكلم كي أعرفك. فلتعطني جدرانك أية إشارة. هل مر بك أحد قبلي؟ لماذا جدرانك صامتة هكذا ولا تحمل بصمة أو خدش؟ هل أنا رهين حبس انفرادي؟ مكان صامت في كابوس طويل، لعنة، عقاب، عبث، وسيلة جديدة لكبح جماح المتمردين، آلة جديدة لصنع المترددين؟ امنحني إشارة تقودني لاحتمال وسأكون شاكرا، فالاحتمالات تصاب بالعمى في كواكب الصمت.
يدور حول نفسه ويصرخ:
الشاب: أين أنا؟ هل هناك من يسمعني؟ يا سكان هذا الكوكب، ألا يصلكم ندائي، هل تجهلون لغتي؟ . . صمت، مجرد صمت، وكل صمت عن الجواب عقاب. .أين ذهب كل الضجيج؟! أصدقائي، يا أصدقائي، يا شركائي في خرق قانون الصمت، أين اختفى ضجيجكم؟ لماذا تركتموني هنا، أختنق في زنزانة كأنها قبر أو قبر كأنه زنزانة؟ 

يدور على الجدران يحاول دفعها، لكنه يعجز. ينظر فلا يرى أثرا لبصماته.
الشاب: صمت إلى هذا الحد! لا شيء إلى هذا الحد! 

يمشي ببطء وهو يفكر. يقف في وسط المكان.

الشاب: آخر ما أذكره أني كنت وسط حشد من المتظاهرين، طيف واحد جمع كل الأطياف وصهرهم بكلمة ( لا). نجري ونهتف أنا وأصدقائي وكل الغاضبين من العيش في الفراغ. . كنا. . كنا نطالب بوطن، أذكر هذا جيدا، مجرد وطن يحتوينا كباقي البشر، فالسادة استولوا على الوطن، احتكروا لأنفسهم كل أسباب العيش والسعادة، وتركوا لنا كل أسباب الموت والغضب. . بعبارة واحدة، سرقوا الوطن، وعندما يفقد الإنسان وطنه يفقد معه كل شيء. نعم، فقدت كل شيء ولم يعد هناك أي معنى لوجودي، فليس بعد الوطن سوى الفراغ. أمشي في الفراغ، أنام في الفراغ، أحلم في الفراغ. كلنا كنا نشعر بضغط الفراغ على حياتنا، فخرجنا نطالب بتلك المساحة المشروعة التي نحارب بها الفراغ، موطئ لأقدامنا على درب نعرفه. . خرجنا لنهتف لعل هناك من يسمعنا. وحتى لو لم يكن هناك من يسمعنا، فلا يهم. إننا نريد فقط أن نؤكد حقنا في العيش الكريم على أرض وطن كما تفعل كل الكائنات. 

يركض لكنه لا يتقدم، وكأنه يركض في مكانه. ويهتف:

الشاب: ذيل، لوكي، أنعل أبو ايران لابو امريكا. . الشعب يريد إسقاط النظام. . الشعب يريد.

يعلو صوت الرصاص ويمتلئ المكان بالدخان.

الشاب: ارجع علاوي، علي ارجع. . محمد، محمد وين صرت؟! 

يلتفت إلى الوراء ويتخيل أنه يشاهد محمد ساقطا على الأرض بعد أن أصيب برصاصة.

الشاب: علي، علي، محمد هناك، ملقى وسط الشارع كجثة! 

يعود إلى جثة محمد، ينحني عليها ويهزها بعنف.

الشاب: محمد، انهض يا محمد، ليس هذا وقتا للموت. مازالت الشوارع تفتح ذراعيها، مازال الطريق أمامنا طويلا، مازال الفقراء ينتظرونا، وكرامة الوطن لم تسترد بعد. . محمد، الوطن بلا كرامة كيتيمة بين أنذال، هذا يصفعها من هناك، وذاك يحاول اغتيال طفولتها. . محمد، أسكتتك رصاصة في الرأس يا صديقي! رصاصة واحدة!

يهز الجثة بقوة.
ظلام

ينهض الشاب ليؤدي دور محمد.
محمد في وسط معركة شرسة مع العدو. صوت رصاص كثيف وانفجار. يرى عربة مفخخة تقترب من بعيد بسرعة.
محمد: ( يلقي الرشاش من يده ويحمل قاذفة R.B.G) سأرديه وأعود لكم، لن يفلت مني ابن البهائم هذا. لا تقلقوا دقيقة واحدة وأعود إليكم. ( يتقدم إلى الهدف بسرعة. يطلق قذيفته الأولى فتخطئ الهدف. يركب القذيفة الثانية، فيصبح الهدف قريب منه) لقد اقتربت أكثر مما ينبغي يا غبي. مت الآن. ( يدوي انفجار كبير، فيظلم المكان).
محمد على سرير في المستشفى وقد فقد إحدى ساقيه.
محمد: ساقي العزيزة أنا آسف جدا. تركتك هناك ولم أصحبك معي، تعرفين أنك عزيزة عليّ جدا كباقي أجزاء جسدي، كم حملتني في مشاويري وتحملت نزقي. كنت أركل بك الكرة وحتى الحجارة الصغيرة، كبرت معي وعقلت كما عقلت أنا، فلم نعد نركل الحجارة الصغيرة، وصار عيبا أن نركل الكرة، فاكتفيت بالجري في ساحة العرضات والمشاوير. آسف جدا لأن مشاويري كانت كثيرة، فلم أمنحك إلا القليل من الراحة. تعرفين أني لا أميل إلى الراحة. ألف ساق معدنية لن تعوضني عنك. . ساق معدنية! يبدو أنني لن أحصل حتى على ساق معدنية بدلا عنك، فالحكومة مشغولة بأمور أخرى أهم مني! لم يزرني سياسي واحد، كل أولئك الذين كانوا يصفقون لي وأنا على الجبهة، اختفوا تماما، وكأنهم اقتلعوني من ذاكرتهم. 

ينهض من على السرير، يقف على ساق واحدة. يتكئ على الجدار، يسير بضع خطوات متعثرة، ثم يقف.
محمد: لم يعوضوني حتى بعكاز. أبي من سيتكفل بشراء العكاز، وأمي من ستتولى رعايتي. آسف جدا لكما، لقد حملتماني طوال حياتكما. . آسف جدا يا أبي، أنا دودة العث التي تقرض ما في جيبك من مصروف. . آسف يا أمي، أنا الولد الخائب الذي كلفك الكثير من الانتظار والبكاء. لم أدخل إلى البيت مرة وفي يدي ما يفرحك. كنت حليف العجز دائما أمام البطالة، حتى الشهادة لم تفلح في ملء يدي، واكتفت بدورها كاعتراف معلق على الجدار بأني بذلت كل ما في وسعي لأصبح إنسانا في هذا الوطن. . هذا الوطن الذي سرق منا في غفلة من الزمن.
يصيح:
        هي، أيها السياسيون، أيها الجبناء، أنا الجندي الذي أوقف العدو بعيدا عن كراسيكم، كيف ألقى هنا دون ساق؟!

يعود إلى السرير.

محمد: العدو! من  هو العدو؟ هناك الكثير من الأعداء في الداخل والخارج. . من هو العدو؟
يطرق قليلا ويغط في التفكير، ثم يمد يده إلى هاتف على الطاولة. يطلب رقما.

محمد: سليم، العدو ليس الذي كنت أواجهه على الجبهة فقط، في  الداخل هناك عدو أخطر، عدو يسرق الكحل من عيون الحبيبة والعافية من وجوه الأمهات والآباء. . لقد عرفت العدو يا سليم. صدقني، وعرفت كيف يجب أن نواجهه. أخبر كل الأصدقاء بأن موعد خروجي من المستشفى سيكون موعد تواجدي في الساحة.
يمد يده إلى زر الكهرباء ويطفئ النور.

الشاب: ( مخاطبا جثة محمد) كيف تموت من رصاصة واحدة؟! كيف لرأسك الصلب يا صديقي أن تخترقه رصاصة حمقاء واحدة، وأنت الذي كنت تفلت دائما من الرصاص والشظايا؟! حتى عندما وقفت وسط الانفجار لم يفلح سوى في اقتطاف ساقا واحدة منك. ألم تقل أنك خالد لا تموت؟!


الشاب يواصل الركض والهتاف:
الشاب: عاش محمد، عاش الوطن. الشعب يريد إسقاط النظام. 

ينظر يمينا وشمالا.

الشاب: لماذا لا تنزلون معنا؟ ألستم منا؟ أليست آلامكم آلامنا؟! البلد يناديكم. . لقد مات محمد، فلماذا مازلتم على الرصيف؟! انزلوا إلى الشارع. الشوارع عندما تكتظ بالمحتجين تتحول إلى ساحة معركة. . انزلوا، لقد مات محمد.

يجلس ليستريح.

الشاب: كأنهم لا يسمعون يا علي. . علي، لماذا أنت ساكت؟ اجبني. أقول لك أن لا أحد سوانا معنا. . علي، لماذا توقفت عن الهتاف؟! أبو حسين، ما سر هذه الابتسامة الغريبة؟! ولماذا ينبعث من رأسك الدخان؟! علي، قم، تقدم، ليس هذا وقتا للموت.
ظلام

الشاب يقف على منبر للخطابة مؤديا دور علي.

علي: لقد صبرنا كثيرا، وقبل هذا الصبر كنا نجتر الصبر على بلاء آخر أيضا. وعندما يطول عمر الصبر ويصبح هو كل ما لدينا يكون أشبه بالجبن، يتحول تدريجيا من صبر إلى خنوع. ليس هناك صبر بلا حدود، وقد تجاوزنا بصبرنا كل الحدود، كما تجاوزوا بوقاحتهم حتى حدود الخرافة واللا معقول. . أنتم تعرفوني تماما، كنت معلما لأبنائكم في المدرسة وخطيبا لكم في مجالس العزاء. كم مرة فاضت دموعنا لأن الألم كان أكبر مما نحتمل مع أنه ألم نتجرعه كل عام من أجل قصة سمعناها جميعا. لكننا نغضب، وعندما لا نجد ما نستطيع فعله لتغيير مجرى الأحداث نبكي، نبكي كرجال فاتهم فعل الرجولة.
يغادر المنبر ليخاطب الجمهور:
       أما اليوم فإننا أمام مساحة مفتوحة للتغيير، نحن من يتحكم بالأحداث إذا شئنا. إن الله تعالى يعطينا الفرصة لنثبت أن الدموع التي كنا نذرفها هنا كانت صادقة. نحن اليوم في وقت مناسب لنقول ( لا). ( لا) هي الكلمة المناسبة عندما تختنق الحقيقة ويسلب الوطن على يد اللصوص والقتلة. . ( لا) هي البذرة التي تنبت دائما حتى لو زرعت في الصخر لتثمر حقيقة تشق ظلام التاريخ. . ( لا) وحدها سيف لم يرفعها مظلوم إلا وكان النصر حليفه. 
يشير إلى بعض المستمعين.
      
     أراك تبكي بحرقة كلما مر ذكر الخِدر، فكم من حرة تراها اليوم تستجدي الناس في التقاطعات والمساجد والمقاهي. ألا يستحق هذا قول لا.
    وأنت أيها الشاحب الحزين دائما، ألم تفقد والدتك لأن الدواء الذي كان سيشفيها سرق من قبل اللصوص في صفقة فاسدة.
    أنت، وأنت أيضا، وأنتم جميعا، ألا تعانون كل يوم لأن حكامنا يتشبهون بيزيد وزبانيته فيقضمون أموال الرعية كما تقضم الإبل نبتة الربيع.
    آسف جدا، لن تروني هنا بعد اليوم. ( يمد يده ويمثل حركة نزع العمامة) تعرفون أني لست تاجر بكاء، ولا يمكن أن أستجيب لغير صوت ضميري. حان الوقت لنقول ( لا) ولا شيء آخر يمكن أن يحل محلها. . أنا ذاهب ومن أراد منكم فليتبعني.

ظلام

الشاب ينهض ويصيح بالمتفرجين.

الشاب: لقد مات علي! قتلوا عليا! لماذا مازلتم على الرصيف؟! انزلوا إلى الشارع. . يا أيها الواقفون على الرصيف، الوطن جميل جدا ويستحق النزول إلى الشارع من أجله. 
ينظر إلى الأمام ويتقدم.

الشاب: ( مخاطبا الجنود) وأنتم، ألستم أبناء هذا الوطن؟! فلماذا تطلقون النار علينا؟! أليس ما يصيبنا يصيبكم؟ ألستم منا سوى أن لباسكم على حسب ذوق الحكومة؟ خوذ هذه التي على رؤوسكم أم ممحاة للعقل وللذاكرة؟ ما الذي يوجد في رؤوسكم، ما الذي يوجد بين ضلوعكم؟ بأي لغة تفهمون؟ قولوا ( لا)، واتركوها تعيد إليكم نبض قلوبكم وذاكرتكم وتفتح عيونكم، فلا ترون سوى أننا أنتم.

الشاب يؤدي دور شرطي

الشرطي: نعم، نحن منكم، نحن انتم تماما. عندما نعود إلى بيوتنا نجدكم هناك. أمنا القلقة، أبونا الذي يأكله الهم، أختنا التي تنتظر نصيبها الذي لا يأتي، أخونا الذي يقضي نهاره سيرا في الطرقات بحثا عن حلم لا يتحقق. نحن أنتم، لكننا، عندما نرتدي هذا اللباس، ونرفع بأيدينا تلك الأسلحة نصبح الجزء المعطوب منكم، الجزء الذي تملكه الحكومة تماما فلا يستطيع أن يقول لها ( لا). تخطئون عندما تظنون أننا نقف حماة لمضطهدينا لمجرد الحصول على راتب في نهاية الشهر. لا، هناك شيء نجهله حتى نحن يجعلنا نحني رؤوسنا كلما صدر لنا أمر ولو كنا غير مقتنعين به. عملنا لا يخضع لقاعدة القناعة وعدمها. إننا نفعل ذلك لأننا لا نستطيع أن نفعل شيئا آخر مادام هذا اللباس يحتوينا. في رؤوسنا توجد أدمغة، لكنها معطلة، وبين ضلوعنا قلوب تنبض خوفا عليكم، لكن أصابعنا لا تطيع سوى الأوامر الصادرة من الجهات العليا. . من هي الجهات العليا؟ لا نعرف. لكننا نؤمن أنها عليا ويجب علينا أن نطيعها. . هكذا علمونا في معسكرات إعادة تصنيع البشر. . نعم، نحن انتم، لكننا خضعنا لإعادة التصنيع. ويبدو أنهم أتقنوا إعادة تصنيعي أنا بالذات، فلا شيء يمنعني من الانحناء. أعرف أنهم خونة. . أعرف أنهم ليسوا سوى واجهة قبيحة لقتلة ولصوص يعملون على تدميرنا بكل ما لديهم من حقد تاريخي. لكني لا أستطيع سوى الانحناء. حتى عندما باعوني وأفراد سريتي للإرهابيين، فقتلوا كل رفاقي، ورأيتهم كيف يُذبحون بعينيَّ، ولم أنج إلا لأني كنت سريعا في الهرب، لم أستطع أن أقول لا. حتى عندما أمرونا بالانسحاب من أرض المعركة بلا أسلحة، وأسلموا ثلثي الوطن للأعداء لم أستطع أن أقول لا. . نحن نعرف أكثر منكم، نتألم أكثر منكم، لأننا طبقهم الذي يقدمونه للموت فداءاً لأنفسهم، لكننا لا نستطيع أن نقول ( لا)، وكأننا نحمل لعنة الرضوخ. . ومن يفلح في تجاوز العطب ويفلت من مأساة إعادة التصنيع، فيقول ( لا)، تجدونه بينكم، يقف في مقدمة صفوفكم كالحر. ففي مثل هذه المواقف المكررة في التاريخ، أما أن تكون حرا أو غير حر.

ظلام

الشاب: جيد، هذا يعني أنك تفكر، أنت لست تحت سيطرتهم تماما. جزء منك مازال يعمل خارج سيطرتهم. . جزء مهم منك مازال ملكك. ليس عليك سوى أن تستجيب لهذا الجزء الذي يدعوك لقول ( لا)، وستجد نفسك تغرد خارج القفص.

يتلمس الشاب أن الشرطي بدأ يشعر بألم الانسلاخ، فيشجعه:
الشاب: نعم، التمرد، التمرد هو الخيار الصحيح. . الثورة يجب أن تبدأ من الداخل أولا. ( لا) كبيرة تنبع من الأعماق، تنهض كشجرة عملاقة سقيت بماء الضمير تمد أغصانها إلى الخارج لتغرد عليها طيور الحرية.

يخاطب الجمهور:
الشاب: نصف ( لا) لا تكفي. ( لا) مترددة لا تكفي أيضا، ولا مهموسة. الحجر الذي يشق جبين الظلام ( لا) كبيرة يصرخ بها الجميع. يجب أن لا نسمح لهم أبدا بتطبيق قاعدتهم المتوحشة " يمكنك استخدام نصف الفقراء لقتل النصف الآخر." لنقف جميعا، جميع الفقراء، كل الأغنياء، من يملك ومن لا يملك، كل الذين تؤلمهم أوجاع الوطن ويهمهم مصيره. . لنقف جميعا كشمس واحدة، ونصيح بأعلى صوتنا ( لا).    

يصاب برصاصة في صدره، يزحف إلى زاوية المكان ويغمض عينيه بهدوء.

لا يسدل الستار

الناصرية
14/ 7/ 2021
Husayn73@yahoo.com





0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption