بانوراما التحدي والإبداع' يوثق مهرجان العراق الوطني للمسرح
مجلة الفنون المسرحية
'بانوراما التحدي والإبداع' يوثق مهرجان العراق الوطني للمسرح
بغداد – أصدرت نقابة الفنانين العراقيين في بغداد الكتاب التوثيقي الجديد الموسوم "بانوراما التحدي والإبداع" عن مهرجان العراق الوطني للمسرح "دورة المعلم سامي عبدالحميد" للكاتب والإعلامي والناقد الفني عبدالعليم البناء،
الذي أقامته النقابة برعاية رئيس جمهورية العراق الدكتور برهم صالح تحت شعار "المسرح حياة" للمدة من 1-7/8/2021 بالشراكة مع الهيئة العربية للمسرح ذات الأيادي البيضاء على المسرح العربي عامة والمسرح العراقي خاصة، حيث كان للكاتب شرف حضور توقيع أمين عام الهيئة العربية للمسرح الكاتب الإماراتي إسماعيل عبدالله، على هامش الدورة الحادية عشرة لمهرجان المسرح العربي في القاهرة، اتفاقية مع نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي، لتنظيم هذا المهرجان في العاصمة بغداد ضمن قرارها لتنظيم ودعم سلسلة من مهرجانت مسرحية وطنية في العديد من البلدان العربية التي لاتوجد فيها مهرجانات مسرحية لأسباب عدة.
المهرجان واجه كماً من التحديات الذاتية والموضوعية المتنوعة التي أدت الى تأجيله مرات عدة، ومن ضمنها "احتجاجات تشرين" و"جائحة كورونا" وأجراءات إدارية ذات طبيعة بيروقراطية متكلسة، فمثل حراكاً ابداعياً فاعلاً في المشهد المسرحي العراقي والعربي منح المسرحيين العراقيين فرصة تقديم أعمالهم التي طال انتظارها.
كتاب "بانوراما التحدي والإبداع" قدم له نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي، مؤكداً أن "إقامة المهرجان في هذا التاريخ يعد انتصاراً للنقابة من أجل تثبيت كيانها، لكونها نقابة مستقلة معنية بالحركة المسرحية العراقية، ومن حقها أن تعقد اتفاقيات مع جهات تنظيمية عربية من أجل الارتقاء بالحركة الفنية في العراق".
جاء هذا الكتاب التوثيقي الشامل ليكون معادلاً موضوعياً وإحاطة شاملة لكل برامج وأنشطة وفعاليات المهرجان الأساسية والمصاحبة وكل تفاصيل هذا المنجز الاستثنائي والنادر شكلاً ومضموناً، إذ حاول المؤلف أن لا يترك أي شاردة أو ورادة ، حيث أكد البناء أنه "يحصل للمرة الأولى في تأريخ المهرجانات المسرحية العراقية على حد علمي ، وإذا كان بعض الإصدارات النظيرة قد توقف عند جوانب محددة من هذا المهرجان أو ذاك، فإن هذا الكتاب قد توقف عند أدق التفاصيل النوعية التي كانت بمثابة الرافعة الأساسية التي تضيء وتجوهر جماليات الخطاب الإبداعي للمهرجان، ليشكل علامة فارقة في عملية التوثيق التي لا غنى عنها لدى المعنيين والمهتمين من باحثين ودارسين وإعلاميين وغيرهم."
توزع الكتاب على ثمانية فصول وملحقين أحدهما مصور لفعاليات وكواليس المهرجان مع السيرة الذاتية للمؤلف .
تناول الفصل الأول كلمات حفل الإفتتاح التي شملت: كلمة ممثل رئيس جمهورية العراق، وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور حسن ناظم، وكلمة رئيس اللجنة العليا للمهرجان المخرج المسرحي الكبير "عراب مسرح الصورة في العراق" الدكتور صلاح القصب، وكلمة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الأستاذ اسماعيل عبد الله، وكلمة رئيس المهرجان الدكتور جبار جودي.
في حين تناول الفصل الثاني "الجلسات والأوراق النقدية" لعروض المهرجان داخل وخارج المسابقة التي بلغ مجموعها سبعة عشر عرضاً، والتي أدارها عدد من النقاد البارزين والفنانين المعروفين، وشارك في تقديم أوراقها النقدية نخبة من أبرز نقاد المسرح العراقي، الذين سلطوا الضوء عليها شكلاً ومضمونا بقراءات نقدية رصينة.
تم تكريس الفصل الثالث لـ"المحاور الفكرية" التي شكلت أحد مرتكزات النجاح المدوي للمهرجان، وشملت: "الملتقى الفكري .. المسرح والمدينة"، "العيادة المسرحية وبناء الذات"، "الإضاءة المسرحية البديلة"، "خصائص في المسرح البديل"، "تجليات النص المسرحي الإحتجاجي"، فضلاً عن حفلات لتوقيع أربعة كتب مسرحية بمضامين متنوعة، أصدرها المهرجان بدعم مباشر من الهيئة العربية للمسرح.
الفصل الرابع خصص لبيان لجنة التحكبم وإعلان الفائزين بجوائز المهرجان فضلاً عن جائزة نقاد المسرح، في حين خصص الفصل الخامس الذي حمل عنوان "قالوا في المهرجان" لعديد المقالات التي كتبها نخبة من الفاعلين المسرحيين العراقيين والعرب، تضمنت انطباعاتهم الإيجابية عن المهرجان، والتي حاول المؤلف حصر معظمها قدر ما يستطيع ويسمح به المجال.
عرض الفصل السادس الذي حمل عنوان "في المتن المسرحي" الدراسات المسرحية التي عالجت الظواهر والرؤى المسرحية بتجلياتها المختلفة، والتي جرى نشرها بعد تكليف خاص كتابها من أساتذة الأكاديميين والنقاد والفنانين، في "يومية المهرجان" التي كانت متميزة ومغايرة في شكلها ومضمونها ورسالتها حيث تم إصدار تسعة أعداد يومية منها وكانت ملونة من الغلاف الى الغلاف لتصبح بمثابة (ميني مكازين)، ترأس هيئة تحريرها المؤلف عبد العليم البناء الذي تولى في الوقت ذاته رئاسة اللجنة الإعلامية للمهرجان.
أما الفصل السابع فقد تم تكريسه لـ"الفعاليات المصاحبة" التي تميزت بنوعيتها وتنوعها وشملت : المعرض التشكيلي الشخصي "لا أحد يأتي.. لأ أحد هناك" للمصورالمسرحي الفنان الكبير صلاح القصب، حسبما كتب في دليل المعرض، ليمثل وجها آخر من مظاهر ابداعه حيث عرف عراقياً وعربياً بأنه "عراب مسرح الصورة في العراق"، فضلاً عن معرض "أفق" للفنان التشكيلي الرائد محمد حياوي، وكذلك مسرح النقابة الصيفي الذي تم انشاؤه وافتتاحه بالتزامن مع انعقاد المهرجان ، ونصب "شهداء تشرين" للفنان المبدع فاضل وتوت ، ومعرض الكتاب الذي نظمته دار الفنون والآداب للطباعة والنشر والتوزيع، مع إضاءة لـ"يومية المهرجان" ووظيفتها الإعلامية والثقافية في ترسيخ الخطاب الإبداعي والجمالي للمهرجان، كما تناول دور الإعلام الألكتروني الذي وضع المهرجان في قلب الحدث المسرحي داخل وخارج العراق.
الفصل الثامن تضمن "الرسائل الإعلامية للمهرجان" التي أنجزتها اللجنة الإعلامية لتقدم صورة شاملة عن كل فعاليات المهرجان الأساسية والمصاحبة، والتي تم تزويد وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية بها.
كما احتوى الكتاب على ملحق حمل رقم واحد ضم تفاصيل "دليل المهرجان"، وملحق آخر ضم صوراً عن أبرز فعاليات المهرجان، والسيرة الذاتية للكاتب والإعلامي عبد العليم البناء الذي يمثل هذا الكتاب حلقة في سلسة إصدارته ومن ضمنها كتابه المعروف "أوراق فنية" والذي كان بمثابة انطولوجيا فنية للمشهد الإبداعي بكل تمظهراته وتجلياته في العراق.
وكانت أول ردود الأفعال والانطباعات الإيجابية حول الكتاب جاءت على لسان الصحفي العراقي المخضرم زيد الحلي الذي كتب على صفحته الشخصية في الفيسبوك قائلاً:
"الذي لم تسمح له ظروفه متابعة عروض مهرجان العراق الوطني للمسرح، دورة الكبير سامي عبد الحميد، يكفيه قراءة كتاب الزميل العزيز عبدالعليم البناء "بانوراما التحدي والإبداع" الذي صدر مؤخرا، فهو ملف كامل، جامع عن المهرجان، كُتب بأسلوب ورؤى راقية، وبمتعة ذهنية عميقة منبعثة عن فهم سليم للفن المسرحي ، فتشعر انك تعيش دقائق المهرجان الكبير".
مضيفاً:" لقد أسدى العزيز عبدالعليم ، معروفاً للتاريخ المسرحي العراقي بنشر هذا الكتاب الجميل بتصميمه وطباعته، فالرجل دقيقٌ يُحِبُّ دائمًا أن يتثبت في كل ما يقول أو يفعل، فقد امتلأت صفحات الكتاب بمعلومات ثرة عن هذه الفعالية الكبيرة، وحيثيات انبثاقها وتحديات ظهورها في الظروف المعروفة، وبما كُتب من نقود اكاديمية عن العروض بأقلام بيضاء."
كتاب، جاء في 218 صفحة من الحجم الوزيري وبأربعة ألوان، وقد قام بتصميمه الفنان المبدع محمد عبد الحميد موسى، وتمت طباعته في الدار الجامعية للطباعة والنشر والترجمة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في بغداد.، وجرى حفل توقيعه بالتزامن مع الاحتفال بيوم المسرح العالمي مع كتابين آخرين أصدرتها نقابة الفنانين العراقيين مؤخراً، في أمسية ثقافية أدارها الناقد المسرحي المتألق الدكتور رياض موسى سكران وسط حضور نوعي لعدد من المعنيين والمهتمين بالمسرح فنانين ونقاداً واعلاميين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق