مسرحية للأطفال " مؤتمر السلام الأول في الغابة " تأليف طلال حسن
مجلة الفنون المسرحيةالكاتب طلال حسن |
مسرحية للأطفال " مؤتمر السلام الأول في الغابة " تأليف طلال حسن
لكي ننتصر لا يكفي أن نكون على حق
غابة ، منصة ، شعارات الحياة
للجميع " " إخاء ، مساواة ، سلام
الحمار : " يدخل متوجساُ " لم يأت أحد بعد ،
يبدو أن الحمار أول من يأت دائماً ،
ومن يدري فلا يأتي بعده غير الأسد
والثعلب ، وعندئذ لن يكون ثمة
مؤتمر ، بل وليمة " يسمع دبيباً بين
الأشجار" لعل الأسد قادم " يتلفت
خائفاً " لقد نصحتني أمي بأن لا
أتعجل، لكني كالعادة ركبت رأسي
" يرتفع الدبيب ثانية " مؤتمر أم
وليمة؟
يدخل دب فتي
من بين الأشجار
الدب : وليمة ؟
الحمار : " فزعاً " أهذا أنت ؟ يا إلهي ، كدت
تقتلني .
الدب : أقترح أن يكون الافتتاح بالعسل .
الحمار : حسبت أنك الأسد .
الدب : ليس لك أن تخاف الأسد ، بعد الآن ،
أنت عضو في مؤتمر السلام .
الحمار : هذا يخيفني أكثر .
الدب : " يشير إلى الشعارات " أنظر ، الحياة
للجميع ، إخاء ، مساواة ، سلام ،
الموت لأكلة اللحوم ،أهنئك يا رفيقي ،
أهنئك من كلّ قلبي .
الحمار : هنيء نفسك أيضاً .
الدب : إن المؤتمر لصالحك .
الحمار : ولصالحك أيضاً .
الدب : لن تخسر أنت شيئاً ، فالمؤتمر لن يتخذ
قراراً بتحريم الحشائش .
الحمار : وأنت أيضاً لن تخسر شيئاً .
الدب : من يدري ، فقد يتخذ المؤتمر قراراً
بتحريم العسل .
الحمار : هذا قرار سيفرح له النحل .
الدب : وأنت ماذا سيكون موقفك ؟
الحمار : لن أصوت ضد ما يفرح النحل ، إخاء
..مساواة .. سلام .
الدب : إنه حلم .
الحمار : لا أجدر بالنضال كالحلم " دبيب بين
الأشجار" أصغ ِ.
الدب : مهلاً ، لا تخف .
الحمار : لو كنت حماراً مثلي لما قلت ، لا تخف .
الدب : اطمئن ، ليس في الأمر ما يخيف .
الحمار : لعله الأسد .
الدب : لكن الأسد رئيس المؤتمر .
الحمار : هذا ما يحيرني .
يطل الغزال بحذر ،
الأرنب يقف وراءه
الأرنب : ماذا ترى ؟
الغزال : أرى حماراً .
الأرنب : فقط ؟
الغزال : كلا .
الأرنب : ماذا أيضاً ؟ تكلم .
الغزال : دعني أسترد أنفاسي .
الأرنب : أنت .. تررررتعش .
الغزال : إنني أحضر مؤتمراً يرأسه أسد .
الحمار : " بخوف " إنني أسمع ..الأ..سد .
الدب : إنه غزال .
الحمار : و.. أ .. سد ؟
الدب : كلا ، أرنب .
الحمار : " بارتياح " حمداً لله .
الأرنب : أخبرني ، هل الحمار وحده ؟
الغزال : قلت لك كلا .
الأرنب : يبدو أن معه .. أ أ أ سد .
الغزال : معه دب ، دب فتي .
الأرنب : " بارتياح " حمداً لله .
الدب : أيها الرفيقان ، تفضلا .
الغزال : إن الدب ينادينا ، فلنذهب .
الأرنب : اذهب أنت أولاً .
الغزال : لا تخف ، إنهما كائنان مسالمان .
الأرنب : لعلهما عميلان للأسد .
الغزال : الحمار عميل ؟
الأرنب : من أدراك ؟ نحن في القرن العشرين .
الدب : ما الأمر تفضلا .
الأرنب : اذهب .
الغزال : لنذهب معاً .
الأرنب : الأفضل أن تذهب أنت أولاً .
الغزال : حسن ، إذا رأيت شيئاً مريباً نبهني .
الأرنب : اطمئن .
الغزال : وإذا مت ، أخبر أولادي ، بأني قاتلت
ببسالة ، و ..
الأرنب : ومتّ بشرف ، والآن امض ِ .
الحمار : ماذا يفعل الغزال ؟
الدب : يكتب وصيته .
الغزال : " هو يدخل " وداعاً .
الأرنب : وداعاً يا رفيقي .
الغزال : طبتما صباحاً .
الدب : أهلاً برفيقنا العزيز ، اهدأ لا داعي
للخوف .
الغزال : لست خا .. ا .. ا .. ئفاً " بشجاعة مفتعلة
"أين الأسد؟
الحمار : " بخوف " هش .
الدب : الأسد لم يأت بعد .
الغزال : هذا ليس مؤتمراً .
الحمار : لا ترفع صوتك .
الغزال : وقتي ضيق ، إنني بطل أولمبي ، وأريد
أن أحطم رقمي السابق في الركض .
الدب : انتظر لحظة الأسد لن يتأخر ، لأنه هو
أيضاً يريد أن يحطم رقمه السابق .
الغزال : لم أسمع من قبل ، أن الأسد بطل
أولمبي.
الدب : إنه بطل مشهور ، ورقمه السابق ،
حماران ، وثلاثة غزلان ، وست أرانب
و ..
الأرنب : " بخوف " آ آ آ .
الغزال : لقد أخفته .
الدب : " يمضي إلى الأرنب " عفواً إنني
أمزح .
الأرنب : دعني ، دعني .
الدب : لا تخف ، أنت بين أصدقاء .
الأرنب : أخشى أن يكون الأسد ..
الدب : تعال ، الأسد لم يأت بعد .
الأرنب : إنني أرنب عجوز ، وقد أغروني بخمس
جزرات طرية أصدقني .. من معك ؟
الدب : رفيقك الغزال .
الأرنب : والآخر ؟
الدب : رفيقي الحمار .
الأرنب : يبدو من بعيد كالأسد .
الدب : من بعيد فقط .
الأرنب : لعله أسد متنكر .
الدب : " يدخل مع الأرنب " يا رفيقي .
الأرنب : الحذر يمنع القدر .
الدب : هيا .
الأرنب : " للحمار " طبت صباحاً .
الحمار : أهلاً برفيقي الأرنب .
الأرنب : متى يبدأ المؤتمر ؟
الثعلب : " يدخل " الآن .
الأرنب : الثعلب ..
الحمار : هش .
الدب : إنه سكرتير الأسد .
الحمار : والناطق الرسمي باسم المؤتمر .
الغزال : الثعلب !
الأرنب : الثعلب !
الدب : وصاغ شعارات المؤتمر .
الحمار : إنه مفكر بارز ، وقد عمل مع الأسد في
خلية واحدة .
تدخل أثناء الحوار ،
مجموعات من الحيوانات
الثعلب : " خلف المنصة " أيها الرفاق ...
الدب : أصغوا .. أصغوا .
الثعلب : أيها الرفاق الأعزاء ..
تسمع ضجة ، فيتلفت
الجميع في هلع
الثعلب : " بصوت احتفالي " أيها الرفاق ،
يشرف مؤتمرنا الآن ، رفيقنا العزيز ،
ملك الإخاء ، الأسد .
يدخل الأسد ومعه أسدان هرمان ،
يضع أحدهما نظارة على عينيه
الثعلب يصفق ، فيصفق الجميع
الثعلب : أيها الرفاق ، باسمكم جميعاً ، أحيي
الرفيق العزيز ، ملك الإخاء ، الأسد .
الأسد : " يرفع يده محيياً ، ثم يجلس مع رفيقيه
" ...
الثعلب : وأحيي باسمكم أيضاً ، رفيقينا
العزيزين، أسد الملاحم ، وأسد الإخاء .
الثعلب يصفق فيصفق الجميع ، الملك
يصعد إلى المنصة ، صمت شامل
الملك : أيها الرفاق ، إننا نقف الآن على أعتاب
عصر جديد ، لقد انتهى إلى الأبد عصر
الصراع ، والبقاء للأقوى ، أيها
الرفاق، البقاء للجميع " يصفق الثعلب ،
فيصفق الجميع " .
الدب : كلمة مؤثرة .
الحمار : البقاء للجميع .
الأرنب : إنني أكاد أبكي .
الملك : أيها الرفاق الأعزاء .
الدب : صه ، صه ، الملك لم ينته من كلمته
بعد.
الملك : إننا على ثقة ، أن الأغلبية الساحقة معنا،
لكن علينا أن لا نستهين بأعدائنا ،
فالعالم الجديد ، الذي نناضل من أجل
إقامته ، يمثل نهاية العالم القائم على
الاستغلال والنهب والتذبيح .
الحمل : " يهتف من المؤخرة " تسقط شريعة
الغاب .
العنزة : " تهتف " الموت للقتلة .
الأرنب : " يهتف " البقاء للجميع .
الملك : أيها الرفاق .
الحمار : " يهتف " يعيش ملك الإخاء .
الجميع : " يصفقون " يعيش .. يعيش .. يعيش .
الملك : أيها الرفاق .
الدب : أصغوا رجاءاً ، أصغوا .
الملك : إن أعداءنا مازالوا أقوياء ، ولكننا أقوى
منهم ، فنحن نناضل من أجل قضية
عادلة وسوف ننتصر " تصفيق " شكراً.
تصفيق مستمر ، الملك يعود إلى
مكانه ، فيصافح الأسدان بحرارة
الحمار : رائع ، رائع .
الأرنب : كلمة قيمة ، نحن نقف على عتبة ..
الحمار : " يقاطعه " الملك لم يقل عتبة ، بل
أعتاب ..
الأرنب : وما الفرق ؟
الحمار : لا تقل ما الفرق ؟ هذا تحريف .
الغزال : هذا جمود عقائدي ، علينا أن نشجع .
الحمار : " يقاطعه " لا تجادل الملك قال أعتاب ،
ولم يقل عتبة .
الثعلب : " فوق المنصة " أيها الرفاق ، وردت
برقية من التنظيمات السرية للطيور ،
هذا نصها : الرفيق العزيز ملك
الإخاء ، نحن ممثلي التنظيمات السرية
للطيور ، نحيي مؤتمركم ، ونعلن وقوفنا
معكم في نضالكم العادل من أجل
الإخاء والمساواة والسلام "تصفيق "أيها
الرفاق يتفضل الرفيق العزيز ، مؤلف
الكتاب ، الإخاء لماذا ؟ لإلقاء كلمته .
الثعلب يصفق ، الجميع ينهضون،
الأسد ذو النظارة يصعد المنصة
الأسد ذو النظارة :أيها الرفاق الأعزاء ، كنت أود أن
أتقدم إلى مؤتمركم التاريخي هذا ،
بتقرير شامل عن منجزاتنا في حقلي
الثقافة والإعلام ، لكني مشغول
بوضع كتابي القيم " الإخاء لماذا ؟"
والحقيقة أنني لا أكتبه بنفسي ، وإنما
أمليه على رفيقنا الثعلب ، فأنا في
الحقيقة .. أمي .
الحمار : رائع ، رائع ، أبي أيضاً أميّ .
الغزال : لا أفضل من الحقيقة .
الأرنب : صحيح .
الأسد ذو النظارة : أيها الرفاق .
الدب : أصغوا رجاء ، أصغوا .
ذو النظارة : سأقص عليكم المأساة ، التي جعلت مني
مناضلاً من أجل الإخاء .
الأرنب : الله ، سمعت أنها مأساة رائعة .
الغزال : ملحمة .
الحمار : ما معنى ملحمة ؟
الأرنب : " باستنكار " ألا تعرف ؟
الحمار : كلا ، ما معناها ؟
الأرنب : معناها " بحرج " الحقيقة أنا أيضاً لا
أعرف .
ذو النظارة : منذ شهرين تقريباً ، خرجت مع رفيقي أسد الملاحم : كنا جائعين ، فرأينا قردة صغيرة ،
إنها ممتلئة ولذيذ .. عفواً ، كنا وقتها ما
نزال متوحشين ، تقدمنا منها بهدوء ،
فصرخت بها أمها أن تهرب ،لكن القردة
الصغيرة تحولت إلى مزق ،قبل أن تفهم
شيئاً من صراخ أمها .
الأرنب : " يتمتم " متوحش .
الحمار : هش .
الأرنب : تصور أمك بين مخالبه .
الحمار : ولماذا أتصور ؟ لقد أكل خالتي .
الغزال : لعل ما يقصه ملحمة .
الحمار : ملحمة !
الأرنب : لن أحبها حتى ولو كانت ملحمة .
ذو النظارة : وتحت أنظار الأم الباكية ، جلست أنا
وصديقي أسد الملاحم ، نلتهم القردة
الصغيرة الممتلئة .
الأرنب : " يتمتم " وحش قاتل .
الغزال : لا ترفع صوتك .
الأرنب : لم أعد أحتمل .
الدب : هش .
الأسد ذو النظارة : وكالسيف إنغرز شيء في حلقي ،
فأخذت أتلوى من الألم وسمعت هاتفاً
من السماء ،يصيح بي ، أيها المتوحش
، ماذا جنت هذه القردة
الصغيرة لتمزقها هكذا ؟
الأرنب : " متألماً " آه .
الأسد ذو النظارة : ولولا رفيقي ، أسد الملاحم ، لمت ،
فقد مد يده ، وأخرج العظم من حلقي .
الأرنب : " متمتماً " ليتك مت .
الغزال : أصغ ِ.. أصغ ِ .
الأسد ذو النظارة : وفجأة توهجت الحقيقة أمام عيني ،
فذرفت الدموع حارة ، وعدت ، كما
يقول رفيقنا الثعلب،نقياً كالمطر .
أسد الملاحم : هذا شعر منثور .
الثعلب : " يبتسم " تعلمت منك .
أسد الملاحم : أنت أستاذنا جميعاً .
الثعلب : عفواً ، عفواً .
الأسد ذو النظارة : أيها الرفاق ، لقد سقط العالم القديم ،
فلنناضل من أجل عالمنا الجديد ، عالم
الأخوة والمساواة والسلام " تصفيق "
شكراً .
الغزال : يا للأسد الطيب .
الحمار : كانت عيناه مليئتين بالدموع .
الأرنب : لم أكن أعرف ، أن الأسود تبكي مثلنا .
الدب : هش .
الأسد يعود إلى مكانه فيصافحه
الأسدان ، الثعلب يقف على المنصة
الثعلب : قال أسد الإخاء ، في خطابه التاريخي ،
إن أعداءنا مازالوا أقوياء ، لكننا أقوى
منهم ، أيها الرفاق ،أن جبهة الأعداء ،
عقدت مؤخراً اجتماعاً موسعاً فأعلن
ممثل الذئاب شجبه للمؤتمر ،واتهم النمر
الأرقط ملكنا بالجنون ونددت الأفعى
بمبادئنا ووصفتها بالهرطقة والضلال
أيها الرفاق ، نحن نعمل في ظروف
صعبة ، ولكننا واثقون من النصر .
الأرنب : " يرتجف " آ آ آ .
الحمار : ما الأمر ؟
الأرنب : لا شيء .
الحمار : أنت ترتجف .
الأرنب : الجو بارد .
الحمار : نحن في تموز .
الأرنب : إنني في شباط .
الحمار : لقد جنّ .
الأرنب : الملاعين ، لقد خدعوني ، لن يتسنى لي
أن آكل الجزرات الخمس .
الثعلب : يتفضل أسد الملاحم لإلقاء كلمته .
الثعلب يصفق ، فيصفق الجميع
بفتور ، الأسد يصعد المنصة
أسد الملاحم : أيها الرفاق الأعزاء ، سأتحدث بإيجاز عن
الأدب الجديد في الغابة ، ودوري البارز
فيه ، إنني لا أود أن أمتدح نفسي ، ولكني
واثق أن النقاد سيذكرون دائماً ، أن
ملحمتي الخالدة مأساة قردة ، علامة
مضيئة في تاريخ الأدب ، إنني
أضع الآن ملحمة جديدة ، أمجد فيها
نضالنا العادل " يرتفع بالتدريج صخب
في الخارج " من أجل الأخوة والمساواة
والسلام .
يسكت أسد الملاحم ، الهلع يسود
الجميع ، الملك يندفع إلى المنصة
الأرنب : يا إلهي .
الملك : أيها الرفاق .
الحمار : لقد نصحتني أمي ، لكني كالعادة ..
الأرنب : هذا شرك .
الغزال : لقد انتهينا .
الملك : أيها الرفاق ، أرجوكم .
الدب : " يصيح " أصغوا إلى الملك .
الملك : ابقوا في أماكنكم ، لا تخافوا ، إنني
معكم .
تفر معظم الحيوانات ، يدخل النمر
والذئب ، مع عدد من الفهود
النمر : " للملك " طبت صباحاً .
الملك : أبعد هؤلاء الغوغاء .
النمر : هؤلاء ليسوا غوغاء ، إنهم جند الملك .
الملك : أنا الملك .
النمر : لقد كلفت أن أبلغك ، بأنك لم تعد ملكاً .
الملك : كيف تجرؤ ؟
النمر : هذه هي الأوامر .
الملك : لن تفلتوا من العقاب .
النمر : عفواً ، لدي أمر صريح بفض
المؤتمر،وأخذك مخفورا ً " للفهود "
خذوه .
الدب : " منفعلاً " لا تلمسوه .
النمر : صه .
الدب : لن ..
النمر : " يقاطعه " قلت لك ، صه ، ما الذي
حشرك أنت بينهم ؟ إنني أعرف أباك ،
إنه دب ذواقة ، لم أكن أعرف أن ابنه
سيكون مناضلاً من أجل الحشائش .
الدب : نحن نناضل من أجل مثل عظيمة .
النمر : أسكت ، لست هنا لأسمع ثرثرتك .
الدب : " غاضباً " لن تجبرني على ..
النمر : " للفهود " أبعدوه .
فهدان : " يأخذان الدب بعيداً " تعال معنا .
النمر : " للملك " هؤلاء جندك ، يا مولاي ؟
الملك : ليس هؤلاء جندي ، وإنما رفاقي .
النمر : عندما كنت ملكاً ، كان لديك جند
ورعايا .
الملك : نحن نبني عالماً جديداً ، عالماً بلا جند ،
ولا رعايا، عالماً يسوده الإخاء و ..
النمر : والجوع .
الملك : لن نأكل بعضنا لنشبع .
النمر : هذه سنة الحياة .
الملك : بل سنة الهمجية ، نحن ندعو إلى الإخاء
و ..
النمر : نحن أيضاً ندعو إلى الإخاء .
الملك : نحن ندعو إلى الإخاء بين الجميع .
النمر : هنا نختلف ، الإخاء نعم ، بين الجميع
لا.
الملك : " يصمت " ....
النمر : " يحملق في الجميع " يوم غد سيقيم
الملك حفلاً ، سيكون بعضكم ضيوفاً ،
وسيكون بعضكم الآخر طعاماً ، أنتم
أحرار ، اختاروا " يبتسم ساخراً "
لنستعرض جند الإخاء " لأسد الملاحم
" ما رأيك في الإخاء ؟
أسد الملاحم : " يتمتم " كلنا مع الإخاء .
النمر : بين الجميع ؟
أسد الملاحم : " متمتماً " الحقيقة ..
النمر : لقد سمعنا الكثير عن قصتك المأساة .
أسد الملاحم : إنها ملحمة .
النمر : وملحمتك الجديدة ؟
أسد الملاحم : " يرمق الأسد ذا النظارة " ....
النمر : لنسمها ، الصياد .
أسد الملاحم : ماذا تعني ؟
النمر : اسأل رفيقك ذا النظارة .
ذو النظارة : أرجوك ، نحن ..
النمر : " للملك " اسألهما عن ملحمتهما
الجديدة.
أسد الملاحم : أية ملحمة ؟
النمر : الملحمة التي تخجلان من إذاعتها ، لأنه
تتناف مع مبدأ الإخاء بين الجميع .
ذو النظارة : هذا كذب .
النمر : من أين لك هذه النظارة ؟
ذو النظارة : " متلعثماً " آ آ آ .
النمر : تكلم ، أنت لم ترتكب جرماً .
ذو النظارة : لم يشبعنا الجزر ، ف ..
النمر : فرأيتما صياداً ، يضع على عينيه
نظارة.
أسد الملاحم : كان يحمل بندقية ، وكان على وشك أن
يقتل أحد رفاقنا .
النمر : فقتلتماه .
أسد الملاحم : طبعاً .
النمر : يا للشهامة ، وبعد ذلك ؟
أسد الملاحم : كنا جائعين .
النمر :باسم الملك أدعوكما إلى حفل التتويج ،
الذي سيقام غداً .
أسد الملاحم : " يتمتم " شكراً .
ذو النظارة : " يتمتم " شكراً .
النمر : تفضلا ، أنتما حران .
الأسدان يطأطئان ، ويخرجان ، النمر
ينظر إلى الثعلب ، ويبتسم
النمر : لقد قرأ الملك بعض كتاباتك .
الثعلب : الملك !
النمر : إن جلالته معجب جداً بك .
الثعلب : شكراً جزيلاً .
النمر : وقد كلفني جلالته أن أبلغك ، بأنه أنيط
بك شرف إعداد خطاب العرش .
الثعلب : هذا شرف كبير .
النمر : حول العهد الجديد ، والإخاء الدائم "
يبتسم " ليس بين الجميع طبعاً .
الثعلب : أرجو أن ترفعوا إلى جلالة الملك أنني
رهن إشارته.
النمر : " للذئب " قدموا له دجاجة " للثعلب "
هل تكفي دجاجة واحدة ؟
الثعلب : " يطأطىء رأسه " الأمر لكم .
النمر : لتكن دجاجتين،واخلوا منطقة البحيرات
ليتفرغ لإعداد خطاب العرش
"للثعلب" تفضل. .
الثعلب : " يخرج " ....
النمر : " يدنو من الدب " اذهب إلى أبيك،
وأخبره بأنه مدعو إلى حفل التتويج .
الدب : " يشيح بوجهه " ....
النمر : اذهب .
الدب : لن أذهب .
النمر : ماذا !
الدب : قلت لن أذهب .
النمر : أنت إذن مناضل عنيد .
الدب : عندما يتحكم أمثالك بالغابة، يجب أن
يقف كائن ما ويقول ، لا .
النمر : هكذا ؟
الدب : من أنت لتركع الآخرين ، وتشوههم ؟
النمر : سأريك إذن كيف يكون التشويه" للفهود
" روضوه .
الفهود : " يكيلون للدب ضربات موجعة " ....
الدب : " يقاوم دون أن يصرخ " ....
الملك : أيها الوحوش .
النمر : اضربوه .
الملك : دعوه ، دعوه .
النمر : اضربوه بشدة .
الملك : إنهم يقتلونه ، أوقفهم .
النمر : ليكن عبرة لغيره .
الدب : " ينهار " آه .
النمر : أرموه في النهر .
الفهود يخرجون بالدب ، النمر
يحدج الحمار والغزال والأرنب
النمر : قدموا أنفسكم غداً إلى نائب الملك .
الحمار : أنا يتيم .
الأرنب : لقد غرروا بنا .
الغزال : استغلوا براءتنا .
الأرنب : أتوسل إليك .
الغزال : ارحمنا ، وارحم أولادنا .
الحمار : أنت لا تعرف اليتم ، إنه مرّ .
النمر : كفى .
الجميع : " يصمتون " ....
النمر : قدموا التماساً بالعفو إلى جلالة الملك ،
وسيعفو عنكم .
الغزال : شكراً سيدي .
الحمار : الحمد لله .
الأرنب : شكراً ، لكن من سيكتب الالتماس ؟
الغزال : حقاً ، من سيكتبه ؟
الأرنب : إنني لا أجيد الكتابة .
الحمار : وأنا شخصياً .. حمار .
الغزال : وأنا بطل أولمبي ، لا أجيد غير
الركض.
النمر : اذهبوا إلى الثعلب ، واطلبوا منه أن
يكتب لكم الالتماس .
الجميع : " يضجون فرحين " شكراً ، شكراً يا
سيدي .
النمر : هيا الآن ، اذهبوا .
الجميع يخرجون ، الأسد والنمر
ينظر أحدهما إلى الآخر
النمر : مولاي .
الملك : لست مولاك .
النمر : أنت أسد .
الملك : دعني .
النمر : لم تفت الفرصة بعد ، إن جلالة الملك ..
الملك : لن أسهم في أكل رفاقي على مائدة الملك
المنتصر.
النمر : هذا مؤسف ، تفضل معي ، أنت معتقل .
الملك : " لا يتحرك " ....
النمر : أنت تضطرني لاستخدام العنف معك "
أصوات رصاص في الخارج " أيها
الذئب " ترتفع أصوات الرصاص "
أيها الذئب .
الذئب : " يدخل لاهثاً " سيدي .
النمر : ماذا يجري ؟
الذئب : الصيادون يهاجمون ..
النمر : الصيادون !
الذئب : إنهم كثيرون ، من الأفضل أن ..
النمر : " للملك " أتسمع ما يجري ؟ سيقتلك
الصيادون.
الملك : " لا يريم " ....
النمر : إنهم قريبون ، هيا ، هيا .
الملك : " يشيح عنه " ....
النمر : فلنهرب ، هيا ، هيا .
الجميع يهربن ، الملك
وحده ، أصوات رصاص
ستار
0 التعليقات:
إرسال تعليق