مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يحتفي بمبدعي المسرح العراقي ثلاث ندوات وعرض مسرحي مهم تعكس تقدم وتطور المسرح العراقي الشامل
مجلة الفنون المسرحية
مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يحتفي بمبدعي المسرح العراقي
ثلاث ندوات وعرض مسرحي مهم تعكس تقدم وتطور المسرح العراقي الشامل
نقيب الفنانين يؤكد أهمية توقيع وتفعيل بروتوكولات التعاون مع مهرجان شرم الشيخ ويكرم ثلة من المبدعين المتميزين
المهرجان ازدان بحضور فاعل لمبدعي المسرح العراقي كتاباً ومخرجين ونجوماً وباحثين ودارسين واعلاميين
مصر – شرم الشيخ – عبد العليم البناء
كان يوم الإثنين 28/11/2022، وهو اليوم الرابع من أيام الدورة السابعة لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، بحق يوماً عراقياً خالصاً مفعماً بالجمال والأبداع والعمق والتأثير، زانه حضور نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي على رأس كوكبة الابداع من أعضاء الوفد المسرحي العراقي، الذين قدموا برنامجاً متنوعاً من الفعاليات الثقافية المسرحية الرصينة.
عقدت إدارة مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي ندوة للاحتفاء بدولة العراق كضيف شرف المهرجان فى دورته السابعة، وأدار الندوة الناقد باسم صادق وتحدث على المنصة كلا من المخرج مازن الغرباوي رئيس ومؤسس المهرجان والدكتور جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين، ود. صميم حسب الله ، و د. حيدر منعثر.
واستهل الكلمة الافتتاحية للندوة الاحتفالية الناقد باسم صادق موضحا أن مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يحتفي في دورته السابعة بالعراق مشيرا إلى أهمية وتاريخ المسرح العراقي، وإلقاء الضوء عليه موضحا أن منصة الحديث تضم أسماء قوية ولامعة.
وأعرب المخرج مازن الغرباوي رئيس مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي عن سعادته باختيار دولة العراق كدولة ضيف شرف المهرجان فى دورته السابعة مؤكدا علاقة البلدين الشقيقين ومد أواصر التعاون بينهما وكذلك لما للمسرح العراقي من أيادى بيض موضحا انه تم ابرام بروتوكول تعاون مع مهرجان شرم الشيخ ونقابة الفنانين العراقيين بقيادة د. جبار جودي منذ ثلاث سنوات وتكلل الأمر فى الدورة السابعة لتكون العراق دولة ضيف شرف المهرجان وذلك حتى يكون مهرجان شرم الشيخ منصة الأجيال الحالية لنتعرف على تاريخ مسرح العراق ورموزه واختتم حديثه بتحية كل الفنانين العراقيين.
فيما رحب د. جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين بالحضور موضحا أن فكرة إقامة بروتكولات تعاون دولي بين نقابة الفنانين العراقيين والمهرجانات الدولية كان أحد الأشياء الهامة،التي تم الترسيخ لها منذ تأسيس نقابة الفنانين العراقيين فكان أول بروتوكول تعاون مع الهيئة العربية للمسرح، وكان البروتوكول الثاني مع مهرجان قرطاج ،ثم البروتوكول الثالث مع مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي،وذلك ايمانا من نقابة الفنانين العراقيين بأهمية الانتشار الإقليمي والاطلاع على ما يقدم فى المسارح العربية الأخرى فحرصت النقابة أن يكون هناك انتاج مشترك مع سوريا عرض في بغداد وسيعرض قريبا في دمشق فتحاول نقابة الفنانين العراقيين التواصل مع مختلف البلدان، واختتم حديثه قائلا: دائما ابوابنا مفتوحة لتشجيع واستثمار كل المشاريع الفنية التي تصب في رفعة الفنون .
وتحدث المخرج والممثل حيدر منعثر فى اطلاله سريعة على تاريخ المسرح العراقي وفي بداية حديثه قدم الشكر لإدارة مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برئاسة المخرج مازن الغرباوي وتوفير هذه الفرصة للمشاركة فى مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي الذي له حضور فعال فى حركة المسرح العربي مشيرا إلى أن الاحتفاء بالمسرح العراقي فى هذا التوقيت خاص جداً ؛ وذلك لما يمر به العراق والمجتمع العراقي من ظرف صعب ثم بدأ فى الحديث عن تاريخ المسرح العراقي الذي بدأ من الكنيسة او بالتحديد من أحد الكنائس بمدينة الموصل التي كان بها قسا ترجم بعض النصوص وكان ذلك فى عام ١٨٨٠ م وبهذا تكون اول ظاهرة مسرحية بدأت فى العراق كانت من الموصل ولم تكن من بغداد العاصمة موضحا مرور المسرح العراقي بالعديد من الانتكاسات وصعوبات ونقطة التحول الخاصة بالمسرح العراقي بدأت بعد قدوم الفرق المسرحية المصرية فى بداية القرن العشرين وبالتحديد فرقة جورج ابيض وقد تأثر بها الكثير من محبي المسرح وعندما أسس كلية الفنون الجميلة والتي أسس بها الفنان حقي شلبي فرع التمثيل بمعهد الفنون الجميلة . وكانت اولى المراحل فى المسرح العراقي هي مرحلة التقليد والتأثر ثم اوفدت بعض الشخصيات لتلقي علوم المسرح ومنهم المخرج ابراهيم جلال والذي اتي بالمدرسة البرختية والفنان حقي الشبلي بالواقعية والفنان سامي عبد الحميد والذين حققوا تنوع داخل المسرح العراقي وذهبوا إلى معقل الأكاديمية ونقلوا ما تعلموه الي تلاميذهم واساتذتهم وعن نوعيات العروض ومراحلها بدأت بعروض تعبر عن المواطن العراقي والاحتلال واحلام الشعب العراقي وواقع المجتمع العراقي .
ثم أشار إلى المراحل الثلاث التي مر بها المسرح العراقي وتياراتها ومضامينها موضحا أن المسرحيين المبتعثين الى الخارج جاءوا بأشكال تسند هذه المضامين فهناك مرحلة مسرح الصورة ومن أبرز تجارب المخرجين العراقيين بها تجارب المخرج صلاح القصب ثم جاءت مرحلة أخرى شائكة وهي مرحلة الحرب العراقية الإيرانية وهي ظروف صعبة وخلالها تم التوازن بين الشكل والمضمون.
ثم تحدث عن جيل ما بعد الحرب والجيل المسرحي الجديد وضرب مثلا لعرض (مخدة) والذين يقدمه مجموعة من الشباب فى الديوانية يذهبون لمنطقة جديدة ومختلفة والجيل الجديد من المسرحيين يقدمون أشكال مختلفة ويذهبون للحداثة فى عروضهم وهو يعد امتداد للأجيال السابقة فلكل جيل هويته موضحا أن الجيل الجديد متأثر بالحركة العالمية والسوشيال ميديا.
واوضح د. صميم حسب الله خلال حديثه أن المسرح العراقي مر بتحولات مختلفة وبه ثنائيات مشتركة على مر العقود ومنها ثنائية المسرح والهجرة والمسرح والجنة..
وطرح د. صميم سؤالاً هاما وهو إلي أى جيل ينتمي المسرح العراقي وموضحاً مدى تأثر المسرح العراقي بالتغييرات السياسية والاجتماعية وتعاقب ذلك على الأجيال المختلفة للمسرح وانعكس ذلك على مضمون ما يقدمه المسرح العراقي ومرحلة الحروب الدولية والطائفية التي أثرت فى المسرح العراقي وهو ما أعطى انطباعا عاما بأن المسرح العراقي خشن وعنيف ومن هنا انتهت مرحلة التاثر وأصبح لدى المسرحيين العراقيين مسرحا يشبههم.
فيما تحدث الكاتب على عبد النبي الزيدي عن النص المسرحي العراقي موضحا مرور ١٥٠ عاما على المسرح العراقي مشيرا إلى بداية النص العراقي الذي بدأ بالترجمة ثم الاقتباس ثم الاعداد ثم النص المسرحي المحلي موضحا أن البدايات الحقيقة للنص المسرحي العراقي جاءت من الكاتب المسرحي يوسف العاني فقد نقل البطل العالمي من كونه بطل عالمي الي بطل شعبي وجاء بشخصيات موجودة فى الواقع والمجتمع العراقي وعدد بعض التجارب المسرحيين العراقيين فى هذا الصدد ومنهم الفنان والكاتب عادل كاظم وهو أحد الدراميين المهمين فى التأليف المسرحي والدرامي ونور الدين فارس والفنان قاسم محمد والذي له تجربة مهمة فى مسرحة التراث والحكايات العراقية .
وانتقل للحديث عن جيل ما بعد الثمانينيات والتسعينيات والذي ارتكز على كتابة نصوص محلية عراقية بامتياز ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر فلاح شاكر، وعوطف نعيم ويوسف الصائغ وغيرهم وهو يعد جيل مختلف فى الكتابة من حيث الشكل والمضمون والذي تأثر وكما وصف الكاتب على عبد النبي الزيدي بزلازل مختلفة ومنها حرب ايران والعراق والتي كانت ماثلة فى نصوص المسرحية العراقية او نصوص مابعد ١٩٩٠ او كما يطلق عليها دستوبيا الحرب ثم حرب الكويت والعراق والتي أحدثت زلزلاً كبيراً وتغيراً فى كتاب المسرح العراقي وانقلاب الكثير من الموازين والقيم وجميعها أسئلة تواجدت فى النص العراقي، والكارثة الكبرى وهو الحصار الاقتصادي الذي امتد ١٣ عاما وكثير من الكتاب كتبوا عن هذه التيمة وعكسوا أثرها.
فيما تحدث الفنان والمخرج جبار المشهدانى عن العروض المسرحية والجمهور موضحاً وجود حالة من حالات الشبابية فى كل أجيال المسرح العراقي بداية من جيل الرواد وضرب مثالاً بمهرجان شرم الشيخ الذي وصفه بأنه حالة من متواجدة فى كل مكان بالعراق وأوضح أن الجمهور العراقي هو جمهور مسرحي من الدرجة الأولى ومحب للمسرح ويواكب ويتابع المسرح ونادى بضرورة أن تلعب نقابة الفنانين العراقيين دوراً فى إعادة الجمهور العراقي مرة أخرى إلى المسرح على أن يطبق ذلك فى جميع الدول العربية وضرورة إقامة محور يخصص للجمهور .
وعقد حفل توقيع كتاب للمخرج والناقد الدكتور حليم هاتف (هجنة الأداء التمثيلي فى عروض ما بعد الحداثة)، ومسرحية (شكسبير فى جبل الاوليمب) للكاتب المسرحي منير راضي وأدار حفل التوقيع الكاتب الصحفي جمال عبد الناصر وكان على المنصة كل من الكاتب المسرحي منير راضي، ود.حليم هاتف د. صميم حسب الله ، د. حيدر منعثر وفى البداية أثني الكاتب الصحفي والناقد جمال عبد الناصر على الاصدارين موضحا قيمتهما الكبيرة واضافتهما للمكتبة العربية المسرحية.ثم ترك الكلمة للدكتور حيدر منعثر والذي أوضح خلال كلمته أن الكاتب منير راضي يدخل فى مغامرة كبيرة وتحدي كبير وخاصة انه يتصدي لكاتب عالمي كبير ففى الوقت الذي نرى الأثر الشكسبيرى العظيم يأتي كاتب ويبحث فى النص الشكسبيرى فيما لم يكتب ولم يسلط عليه الضوء فى مسألة "خلود النص" التي تأخد مساراً آخر فى عمر التاريخ والنص الشكسبيرى الخالد عبر التاريخ
موضحاً أن الكاتب المسرحي منير راضي هو ابن المسرح ممثلاً ومخرجاً وله خبرة واسعة به ولم يأت إلي التأليف المسرحي من منطقة الأدب وهنا تأتي المراهنة على الأدب موضحاً تخلص الكاتب منير راضي من هيمنة وبراثن شكسبير داخل ميدان المغامرة موضحاً أن نص (شكسبير فى جبل الاوليمب) يحيلنا الي الكتابة الجديدة فى النص المسرحي فيأتي بشخصيات شكسبير ويضعها فى قالب جديد "وعاء يغلي" مشيراً إلى أنه قد لايحب الجميع هذا النص فهي محاكاة جديدة لنصوص شكسبير تخرج من رداء منير راضي.
ودعا الكاتب المسرحي منير راضي الحضور لقراءة هذا الكتاب موضحاً تدقيقه وقراءته المتأنية لنصوص شكسبير التي بدأت معه وهو فى عمر ١٢ عاماً موضحاً دخوله لعالم شكسبير من اتجاه مختلف وانه سبق وأن كتب مسرحية بعنوان (أنا مكبث) والمسرحية الثانية (شكسبير فى جبل الاولميب) لتوضع هذه الكتابات فى مجموعة مسرحية واختتم حديثه متمنياً أن يكون لهذا الكتاب رصيد كبير فى المكتبة العربية داعياً الحضور لقراءة النص.
فيما عقب د. صميم حسب الله على كتاب الدكتور حليم هاتف متمنياً أن يطلق عليه (هجنة الأداء التمثيلي في عروض المسرح العراقي) وخاصة أن عنوان هذا الكتاب يشبه المسرح العراقي وطرح سؤالاً هاماً على الدكتور حليم هاتف وهو" هل هو هجنة الأداء ام تداخل الأساليب؟"
فيما أشار الدكتور حليم هاتف إلى أن الكتاب يعرض الأساليب الإخراجية المرتبطة بالأداء فى عروض الكلمة المنطوقة ويتناول عروض حقبة عام ٢٠٠٣ كما يلقي الضوء على العروض فى المسرح العراقي وان هناك تداخلاً وتمازجاً وتناسجاً تدعو جميعها إلي الهجنة وذلك فى عروض المسرح العراقي فنجد الأداء متعدد ومتداخل، وضرب مثالاً هاما بتجربة (سجادة حمراء) للدكتور جبار جودي وهي مثال للهجنة على أصولها وكذلك ١١ مسرحية أخرى تتنوع ما بين الكلمة المنطوقة والجسد وكثير من التجارب التي تعبر عن الحالة المؤثرة فى التداخل والتمازج من خلال السوشيال ميديا الذي أصبح مفتوحا على كل الاتجاهات والهويات فلم تعد هناك هوية واحدة للعرض المسرحي.
وفي تمام الساعة الخامسة والنصف وفي مسرح قصر الثقافة في شرم الشيخ، وضمن المسابقة الكبرى للمهرجان، تم عرض المسرحية العراقية (مخدة) وهي من انتاج نقابة الفنانين العراقيين وتوليف ودراما تورج واخراج وسينوغرافيا الفنان الشاب منتظر سعدون نعمة، من محافظة الديوانية وسط العراق في عرضها العالمي الأولالتي لعب أدوارها الفنانون: مصطفى الهلالي، نوفل خالد، علي نوري، حسن كريم، وإضاءة جعفر بشير، وتنفيذ الموسيقى حيدر حليم.
وتنالت مسرحية (مخدة) أعجاب وتقدير الحاضرين والمشاركين في المهرجان الذي شهد العرض وفي مقدمتهم نقيب الفنانين الدكتور جبار جودي الذي قدم باقة من الورود لفريق المسرحية التي كانت عبارة عن " متواليات زمكانية لأحلام تداخلت مع القلق عبر تمرحلات حياة إنسان يسكن رأسه الاغتراب منذ الطفولة وحتى عندما تقدم به العمر، ومابين الظل والضوء ترقص مرايا الروح التي لاتستكين وهي تبحث عن خلاصها بعيداً عن قرين الألم الذي لاينفك يلازمها، ويملي عليها خارطة هذا القيد الذي عاش معه الفرد العراقي في سباق مستمر مع الوجع, و(مخدة) هي مجموعة كوابيس تناولت صرخة مخلوق فرانكشتايني قادم من عالم غريب، يدخل في مختبر غير تقليدي يتم خلقه من جديد عن طريق راقص يمثل العالم المثالي، فيصطدم في الأخير ليرى ذلك العالم الغريب الذي أتى منه أفضل بكثير من هذه الفوضى التي شحن من أجلها.حيث" لم تختلف هذه التجربة حسب المخرج عن العروض التي أنتجتها في السابق كونها كلها دخلت في مضمار التجربة الحديثة، التي حاولت الوصول إليها عن طريق بث مقترحات وفرضيات تتماشى مع المتغيرات التكنولوجية الخطيرة التي أسقطت كل المفاهيم الأخرى, ومواكبة المتغيرات الآيديولوجية التي يعيشها الفرد العراقي من الأنظمة (السياسية, الدينية, الاجتماعية)، التي عصفت بذاكرة شاب عراقي واكب هذه المتحولات بطريقة مباشرة."
وقام الدكتور جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين بتقديم باقة ورود لفريق المسرحيةاحتفاء بالعرض وبمبدعيه الذين تلقوا تهاني اعضاء الوفد المسرحي العراقي والوفود المشاركة والجمهور العريض
وكان للتغطية الاعلامية والبث الالكتروني المباشر لجميع فعاليات الوفد العراقي التي قام بها الاعلامي ماجد لفتة دورها في جعلها في قلب الحدث المسرحي داخل وخارج العراق الذي تابع مسرحيوه وناشطوه هذه المشاركة العراقية الفاعلة والمهمةبوضوح تام.
0 التعليقات:
إرسال تعليق