أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 1 ديسمبر 2022

مسرحية " كوديا " بفصل واحد تأليف طلال حسن

مجلة الفنون المسرحية

 
الكاتب طلال حسن 



                           ظلام ، إضاءة متقطعة ، كوديا ،

                             ننكرسو ، جو حلم محموم


ننكرسو : " صوته مضخم " كوديا .

كوديا : " يتململ ، صوت لاهث ، تضاء الإلهة
نسابا " ....

ننكرسو : كوديا .. كوديا .

كوديا : " يتململ أكثر ، صوت لاهث ، تضاء
نسابا " ....

ننكرسو : قم ، يا كوديا ، وابن ِ معبدي .

كوديا : " صوت لاهث " نسابا .

ننكرسو : هيا يا كوديا ، قم وابن ِ معبدي إي ـ ننو
في لكش .

كوديا : " صوت لاهث " نسابا .

ننكرسو : اجمع الطين من مكان بالغ الطهر ،
ونظف أسس المعبد ، وأحطه بالنيران ،
وادهن المصطبة بعطر زكي .

كوديا : " صوت لاهث " آه .

ننكرسو : قم ، يا كوديا ، قم ، قم ، قم .

كوديا : " صوت لاهث " ....

الزوجة : " تضاء وسط لهاث كوديا " أبي كان
الملك ، ملك لكش المقدسة ، ومهما يكن ،
لابد أن تبقى المقدسة لكش .

الأم : " تضاء وسط لهاث كوديا " كوديا ،
بنيّ ، قم يا بنيّ ، قم .

الكاهن : " يضاء وسط لهاث كوديا " ننكرسو
اله ، إنه الإله الحامي للكش ..

كوديا : " صوت لهاث قلق " ....

الكاهن : وأنتَ ، يا مولاي ، الملك ..

كوديا : " صوت لهاث " لا .. 

الكاهن : الملك الإله .

كوديا : " صوت لاهث مستغيث " إنني إنسان .

الكاهن : " وسط لهاث كوديا " ملك .. ملك ..
ملك .

كوديا : " يخفت صوت لهاثه " نسابا .. نسابا
..
نسا.. با .

 

                            تضاء بالتدريج غرفة الأم 

                            الأم ، الكاهن ، الوصيفة


الكاهن : اطمئني ، يا مولاتي ، سيكون مولاي
بخير .

الأم : إنه لا يكاد يغفو ، حتى يهب فزعاً .

الكاهن : لتكن الآلهة في عونه ، فالإله فيه ،
مولاتي ، يصارع فيه الإنسان .

الأم : إنني قلقة .

الكاهن : لا داعي للقلق ، يا مولاتي ، إن الإله
سينتصر .

الأم : المجد للإله ننكرسو .

الكاهن : الوقت متأخر " يبتسم متردداً " وأنا
رجل عجوز " يتراجع " عن إذنك ، يا
مولاتي .

الأم : تصبح على خير .

الكاهن : " ينحني للأم " فلتحفظكِ الآلهة ، يا
مولاتي .


                                الكاهن يخرج ، الأم

                                تلتفت إلى الوصيفة


الأم : يبدو أن الأميرة ، زوجة ابني كوديا ، لن
                  تأتي الليلة .

الوصيفة : لعلها ، يا مولاتي ، عرفت أن سيدي
الكاهن هنا .

الأم : مسكينة زوجة ابني كوديا ، إنها تكاد
تكون ظله ، لكنه قلما يراها " ترتفع
ضجة خارج الغرفة " يا إلهي .

الوصيفة : " تقترب من الأم " مولاتي .  

 الأم : أنظري ما يجري في الخارج ، هيا أسرعي .

الوصيفة : " تسرع نحو الباب " أمر مولاتي .


                          يدخل كوديا مضطرباً ، 

                        الوصيفة تتوقف مذهولة 


الوصيفة : مولاتي .

الأم : " تسرع إلى كوديا " كوديا .

كوديا : أمي .

الأم : " للوصيفة " قليلاً من الماء .

الوصيفة : " تهم بالخروج " أمر مولاتي .

كوديا : لا .. لا .

الأم : " للوصيفة " اذهبي أنت الآن .

الوصيفة : " تخرج متمتمة " أمركِ مولاتي .

كوديا : آه .

الأم : أجلس ، يا بنيّ .

كوديا : آه .. آه .

الأم : أجلس ، أنت متعب .

كوديا : هذا الحلم يكاد يفقدني رشدي  .

الأم : هون عليك ، ليس في ما تراه إلا كلّ خير .

كوديا : " يحاول أن يتمالك نفسه " مازلتُ أرتجف .

الأم : لا عجب ، يا بنيّ ، إنه إلهنا الحامي .. ننكرسو .

كوديا : هتف بي ، مرة أخرى ، قم يا كوديا ، قم ، قم ، قم .

الأم : هذا شرف ، يا بنيّ .

كوديا : لم أفهم مراده .

الأم : مراده واضح ، يا بنيّ ، ابن ِ المعبد ، ابنِ إي ـ ننو ، هذا مراده .

كوديا : المرأة ، لقد رأيتها ثانية ، يا أمي .

الأم : المرأة !

كوديا : ما الذي كانت تمثله ؟ وما الذي كانت لا تمثله ؟ هذا ما يحيرني .

الأم : بنيّ .. ؟

كوديا : كانت تحمل مرقماً من المعدن الوهاج ، وتحمل رقيم الكتابة السماوية الجميلة ، وكانت كالعادة مندمجة في تفكيرها .

الأم : استقل زورقاً ، واذهب إلى معبد الإلهة نانشة .

كوديا : الإلهة نانشة !

الأم : اذهب عند الفجر .

كوديا : لا ، بل الآن .

الأم : الليل يكاد ينتصف .

كوديا : " يتجه إلى الخارج " لن أرتاح ، حتى تفسر لي ..

الأم : " تلحق به " كوديا .


                              تدخل زوجة كوديا 

                          مسرعة ، تتوقف مذهولة   


الزوجة : مولاي ..

كوديا : " يخرج كأنه لم يرها " ....

الزوجة : أيتها الآلهة .

الأم : سيذهب إلى معبد الإلهة نانشة .

الزوجة :  الإلهة نانشة ! يا ويلي ، إنه مريض " تهم بالخروج " لابد أن ألحق به .

الأم : بنيتي ، تمهلي ..

الزوجة : " تتوقف " ....

الأم : دعيه هذه المرة للإلهة نانشة .

الزوجة : هذا الحلم . .

الأم : بنيتي ، إنه إلهنا الحامي ، ننكرسو .

الزوجة : لا أعني إلهنا الحامي ..

الأم : أنت تذهبين بعيداً ، بعيداً جداً .

الوجة : المرأة .

الأم : إنها .. حلم .

الزوجة : وهذا ما يخيفني .

الأم : " تنظر إليها " ....

الزوجة : كوديا هو لكش .


                                        إظلام 


                                فترة صمت ، يرتفع

                            من العتمة صوت كوديا

 

كوديا : " صوت محموم متقطع " نانشة .. أيتها الإلهة .. نانشة .. أنت الضياء .. أنيري لي طريقي .. ودعيني .. أرَ الحقيقة " الصوت يخفت بالتدريج " آه .. نسابا " لهاث متقطع ، صمت "


                           ليل ، معبد الإلهة نانشة ، 

                            الفتاة تقف أمام الإلهة


الفتاة : نانشة ، أيتها الإلهة ، العليمة بكل شيء ، أنت يا
من تفسرين أكثر الأحلام غموضاً ،
فسريني ، فسريني ، يا إلهتي ، ماذا أنا ؟           حلم ؟

كوديا : من هناك ؟

الفتاة : " لا تجيب " ....

كوديا : من أنتِ ؟ تكلمي .

الفتاة : " تتأتيء " أأأ .. أنا ..

كوديا : " يقترب من الفتاة " من ! يا إلهي ،
نسابا ! 

الفتاة : نسابا! لا ، لا ، أنت واهم .

كوديا : لستُ واهماً ، لقد رأيتكِ .

الفتاة : لا ، إن مثلك لا يراني .

 كوديا : بل رأيتك أكثر من مرة ؟

الفتاة : من يدري ، أما أنا فقد رأيتك حقيقة .

كوديا : رأيتني !

الفتاة : ورأيتُ فيك الإنسان .

كوديا : لو كنتِ تعرفينني لأفرحني ما تقولين
أكثر .

الفتاة : إنني أعرفك .

كوديا : نسابا .

الفتاة : فلأكن ما تشاء ، فلأكن  مثلك .

كوديا : إنني إنسان ، لقد قلتها منذ قليل .

الفتاة : وقالها أيضاً بستاني معبد الإلهة نانشة
العجوز ، الذي رباني .

كوديا : " ينظر في عينيها " نسابا .

الفتاة : " تتأمل عينيه " إنني أراني في عينيك.

كوديا : ابقي فيهما .

الفتاة : آه .

كوديا : لقد انتظرتك طويلاً .

الفتاة : كم أخشى أن يكون هذا حلماً ..

كوديا : لا .

الفتاة : وأني أنا نفسي حلم .

كوديا : لا .. لا .

الفتاة : لقد جئتُ نانشة لعلها تفسرني .

كوديا : وأنا جئتها أبحث عنكِ ..

الفتاة : كوديا .

كوديا : وها إني قد وجدتكِ . 

الفتاة : ما أبعد كل هذا عن الحقيقة .

كوديا : نسابا .

الفتاة : " خائفة " أصغ ِ .

كوديا : لا تخافي .

الفتاة : لسنا هنا وحدنا .

كوديا : لعله الحارس .

الفتاة : " تبتعد " لا .

كوديا : نسابا .

الفتاة : " تتراجع " وداعاً .

كوديا : " يلحق بها " تمهلي ، أرجوكِ ، تمهلي
، تمهلي .

الفتاة : " تخرج مسرعة " .... 

كوديا : " يلحق بها متعثراً " نسابا .. انتظريني
.. انتظريني .

الحارس : " يدخل مسرعاً " مولاي .

كوديا : " يخرج متهاوياً " لا تذهبي ،
انتظريني ، انتظريني .

الحارس : يا للآلهة ، يبدو أنّ هذه الليلة لن تنتهي
على خير .


                                  الحارس يقف مذهولاً ،

                                 الزوجة تتقدم من العتمة  


الحارس : مولاتي !

الزوجة : صه " محذرة " أنت لم ترني .

الحارس : أمر مولاتي . 

الزوجة : الحق بالأمير ، وابقَ معه ، أخشى أنه
مريض جداً .

الحارس : اطمئني ، يا مولاتي " يتراجع "
سأسرع إلى مولاي ، وأبقى إلى جانبه .


                                الحارس يخرج مسرعاً ، 

                           الزوجة تتقدم من الإلهة نانشة


الزوجة : نانشة ، أيتها الإلهة العليمة ، إنني أميرة
، أميرة لكش المقدسة ، ولكش تنتظر
كوديا ، الملك الإله ، وهذا كما ترين ، لا
يحتمل وجود امرأة ، خاصة امرأة حلم .


                             تخرج الزوجة بعزم ،

                     إظلام ، يرتفع اللهاث من العتمة


كوديا : " صوت لاهث " نسابا .. نسابا .. "
الصوت يخفت شيئاً فشيئاً " نسابا .. نسابا
.. نسا .. با " لهاث محموم متقطع ،
صمت شامل " . 

                   

                         الظلام يشف ، كوديا راقد ،

                       وحوله الأم والزوجة والكاهن    


الكاهن : لقد أطل الفجر ، مولاتي ، ليتك ترتاحين
قليلاً .

الأم : لن أرتاح ، وابني الأمير كوديا على هذا
الحال .

الزوجة : " تتحسس جبهة كوديا "  حرارته
الآن أفضل .

الكاهن : حمداً للآلهة ، لم يعد هناك ما يقلق ، لقد
زال الخطر .

 الأم : منذ البارحة وهو في غيبوبة .

الكاهن : لتكن الآلهة في عونه ، يبدو أن صدمته
كانت كبيرة .

الزوجة : المهم أن يبقى كوديا ، أن يبقى للكش ،
فهو لكش .

كوديا : " بصوت خافت " آه .

الأم : " تنحني عليه " بنيّ .

كوديا : " يتململ " آه .

الكاهن : بدأ مولاي يفيق .

الأم : حمداً للآلهة .

كوديا : " يتململ " نسابا .

الأم : نسابا !

كوديا : " يتململ " نسابا .. نسابا .

الكاهن : نسابا .. إلهة .

الأم : تباركت الإلهة نسابا .

كوديا : " يعتدل " أريد نسابا .

الكاهن : مولاي ..

كوديا : أريدها الآن .

الكاهن : نسابا ، يا مولاي ، إلى جانب الإله
العظيم ننكرسو ، في السماء .

كوديا : لقد رأيتها البارحة في .. معبد الإلهة
نانشة .

الأم : أخشى أن ما رأيته في المعبد ، يا بنيّ ،
مجرد وهم .

كوديا : كلا .

الأم : بنيّ ..

كوديا : لقد رأيتها ، مثلما أراكم أنتم الآن .

الأم : نسابا !

كوديا : وحدثتها .. وحدثتني .

الكاهن : الإلهة !

كوديا : كلا ، إنها فتاة .

الأم : فتاة !

كوديا : لقد رباها بستاني المعبد ، ولابد أنه
يعرف الآن أين هي .

الكاهن : البستاني ، يا مولاي ، عاش في البستان
                  وحيداً . 

كوديا : أرسلوا في طلبه  .

الكاهن : مولاي ..

كوديا : أرسلوا في طلب البستاني .

الكاهن : لقد مات البستاني ، يا مولاي ، منذ أكثر
من ثلاثة أشهر .

كوديا : آه " يتمدد "  ..

الكاهن : مولاي ..

كوديا : لقد رأيتها ، رأيتها ليلة البارحة في
المعبد .

الكاهن : لا عجب ، يا مولاي ، فربما أرسلتها
الآلهة نانشة ، لتنقل إليك رسالة الإله
العظيم ننكرسو .

كوديا : " يغمض عينيه " ....


                              لهاث ، الأم والزوجة 

                         والكاهن ، يحيطون بكوديا

الزوجة : قم يا مولاي ، لكش تنتظرك .

الأم : قم يا بنيّ ، الإله العظيم ننكرسو يناديك .

الكاهن : قم يا مولاي ، أنت الملك الإله .

كوديا : " يعتدل " كلا . 

الزوجة : مولاي .

الأم : بنيّ .

الكاهن : مولاي .

كوديا : لن أكون الملك ، إنني كوديا ، حاكم
لكش " يتمدد منهاراً " سأبني المعبد .

الزوجة : " تتمتم بانتصار " لكش .

كوديا : سأبني إي ـ ننو . 

الكاهن : المجد للإله ننكرسو العظيم .

كوديا : " يغمض عينيه " دعوني الآن " يقفون
مترددين " إنني متعب .. دعو .. ني "
يتجهون إلى الخارج " دعوني " يتنفس
لاهثاً " أريد مثالي " صمت " مثالي " . 


                               الجميع يخرجون ، الضوء 

                                     يخفت ، لهاث

                                        إظلام


المثال : " صوته وسط اللهاث " مولاي .

كوديا : " صوت لهاث " تعال ، اقترب مني ،
إنني متعب كثيراً .

المثال : لقد أنجزتُ ، يا مولاي تمثالك " يظهر
تمثال كوديا بواسطة الفانوس السحر"
من حجر الديورات الأسود .

كوديا : دعك من تمثالي الآن " يختفي تمثال
كوديا " .

المثال : مولاي .

كوديا : انحت لي نصباً ، يمثل الإله ننكرسو "
يظهر الإله ننكرسو بواسطة الفانوس
السحري " وأريد أن تنحت في زاوية
النصب .. امرأة .

 المثال : امرأة !

كوديا : نعم ، امرأة ، تحمل مرقماً من المعدن
الوهاج " تظهر المرأة وتكبّر صورتها
بالتدريج حتى يختفي الإله ننكرسو "
سأشرح لك ملامحها بالتفصيل ، عندما
تبدأ العمل .

المثال : أمر مولاي .

كوديا : أريد أن يكون هذا النصب عمل عمرك
، فهو لو تدري ، عمري كله .

المثال : هذه المرأة ، يا مولاي ، ستحظى
بالخلود .

كوديا : " بصوت لاهث يخفت بالتدريج " نسابا
.. نسابا .. أنتِ .. الخلود .


                           لهاث محموم ، تختفي الصورة ،

                            المرأة ، ظلام ، صمت شامل 

                                          ستار


0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption