أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأربعاء، 21 ديسمبر 2022

مسرحية " عاقر " تأليف محمود احمد عوض

مجلة الفنون المسرحية


الشخصيات :
  1. ع ـ عانس ــ تحمل شهادة الدكتوراة في علم الاجتماع .. حرصت أشد الحرص على العلم و نسيت أن تتزوج و تنجب .. 

  2.  أ ـ أرملة  ـ 30 سنة من الزواج من رجل عقيم ، و ضحَّت بعاطفة الامومة وبحقها في الأمومة

  3.  ق ـ قاصر ـ تزوجت سنة  ـ ثم  تركها زوجها بعد أن اخذ منها طفلهما و سافر إلى المجهول

  4.  ر ـ راقصة ـ اعتدى عليها ابن عمها ،  قرر والدها قتلها غسلاً للعار ، ثم يتخلى عن ذلك  بعد أن يصله أول

                مبلع مالي من ابنته التي  تعمل في الملاهي 

  1. الرجل الأول

  2. الرجل الثاني 



في محطة قديمة للحافلات ، لم تعد صالحة للاستعمال و ممنوع وقوف الحافلات فيها ..  نشاهد اربع نساء يجلسن بانتظار قدوم حافلة لن تأتي .. ملابسهن متشابهة تقريباً ، و كذلك حقائب سفرهن متشابهة أيضاً .. اعمارهن متفاوتة وجوههن بلا ملامح .. نسمع أصوات مرور الحافلات المسرعة من أمام المحطة و أبواقها تنخفض و ترتفع حسب ما يحتاجه المشهد .. 


لقد تأخرت الحافلة 

الأرملة

يبدو أنها تأخرت

العانس

لقد تأخرت حقاً .. لكنها تسير عكس الجهة التي نريده 

القاصر

( تضحك ) و قد نكون نحن من نجلس عكس اتجاه الحافلات 

الراقصة

لا فرق ...  لم يتبقَ أمامنا  سوى ربع ساعة  ..  و بعدها نفقد حقنا في السفر 

الأرملة

ربع ساعة ( تنظر في ساعتها ) أخاف أن ينقطع الطريق ، دون أن اتمكن من الوصول  

العانس

ربع ساع ، ربع شهر.. أو حتى ربع عمر ، لم أعد أهتم 

الراقصة

يجب أن اهتم ..  يجب علينا جميعاً أن نهتم .. خمس عشرة دقيقة . أو خمس عشرة سنة لم يتبق سوى ربع ساعة ، أو ربع شهر .. أو ربع عمر ( تم حافلة  تقف لتمي بنفسها أمامها .. تصرخ النساء و يقفن للامساك بها و ارجاعها 

القاصر

لا  .. 

النسوة 

( تجلس في المنتصف بينما تعود كل واحدة إلى مكانها ) أمي .. لا زواج قبل أن أنهي تعليمي .. ألم نتفق أنه لا زواج قبل الانتهاء من الجامعة . 

( تتقدم الأرملة لتمثل دور الأم )

القاصر 

أبوكِ أعطى كلمة للجماعة ، و يجب ألا تنزل كلمة أبوكِ الأرض 

الأرملة 

أي جماعة و أية كلمة يا أمي  .. انا أريد أن انهي تعليمي الجامعي ، لا رغبة لي بالزواج 

القاصر

المرأة مهما تعلمت .. ليس لها في النهاية إلا بيت زوجها . 

الأرملة

( تضاء شاشتا الظل ، يظهر ظل لرجلين هما الخاطب و الأب )

مليون مقدم و مليون مؤخر 

الأب 

بالعامية ) جاهزين  ) 

الخاطب 

و العرس الاسبوع القادم 

الاب 


تحت امرك يا عمي 

الخاطب

( يقرؤون الفاتحة , صوت حفل عرس .. و هلاهيل .. تنضم النساء إلى حفل الزفاف تخرج الام طرحة العروس من أحدى الحقائب ، تلبسها للعروس و تزفها إلى عريسها برفقة النسوة ، اللاتي  يعدن إلى أماكنهن بعد انتهاء العرس ، تتراجع موسيقى العرس .. ينطلق صوت بكاء طفل رضيع ... يخرج الزوج و هو يحمل حقيبة و الزوجة تتبعه و في حضنها طفل رضيع ) 


قلت لك لا بد من السفر 

الزوج 

و أنا .. و طفلنا لمن تتركنا ؟ 

القاصر

هنا أهلك و أهلي .. 

الزوج

المرأة ليس لها إلا بيت زوجها .. أليس هذا ما حفظتمونا إياه ؟

القاصر

كلام من التراث القديم ، لا يسمن و لا يغني من جوع ، نحن الآن في زمن السفر ، هذا زمن المال .. هذا زمن النجاة بالنفس يا امرأة .

الزوج

و الحب الذي بيننا  .. وهذا  الطفل لمن تتركه ؟؟ 

القاصر

لن ابقى هنا لنموت  جوعاً .. أنا و انت و الطفل .. أفهمت 

( برجاء ) حسناً .. خذنا معك 

الطريق طويلة و شاقة .. و النقود لا تكفي 

( يتنازعان الطفل  يتمكن من تخليصها الطفل ،  يغادر مسرعاً ، تسقط  على الأرض ، تبكي .. تقترب منها الأم ـ الأرملة )) 

الزوج

أما آن لك أن تنهي هذا الحزن يا ابنتي ؟؟ 

الأرملة 

انه في السادسة من عمره الأن ، منذ ست سنوات سرقته الغربة مني .. ست سنوات و لم أكحل نظري به  لم أر ظهور سنه الأول ، و لم أر خطوته الأولى ، و لم اسمع كلمته الأولى .. لم اسمعه يقول لي  ماما .. ماما .. أهذا هو الزواج يا ( ساخرة ) يا ماما .. أهذا هو الزواج الأفضل من الجامعة و الشهادة . أهذه هو زواج المودة و الرحمة . أهذا هو الزواج يا امة الله ( تصرخ ثم تسقط و تنهار تمر حافلات مسرعة .. تبتعدان عن طريق الحافلات .. لتعودا إلى مكانيهما .. ثم تتقدم الراقصة لتؤشر لحافلة بالوقوف  )  

القاصر

توقف ( الحافلة تمضي .. فتصرخ عليه  )  توقف يا ابن الكلب .. 

الراقصة

الحافل مليئة بالركاب  .. لذلك لن يتوقف 

العانس 



بل يجب أن يتوقف .. لأنه أصلع ... إنه يشبه أبي ( تضحك ) أصلع .. لذا.. فهو إبن كلب .. لا .. لا ... إنه أبي .. لا هو يشبه أبي .. إنه  أصلع ( تنظر النسوة إلى بعضهن ) ثم .... هل رأيتن الذي في الخلف .. ذلك الشاب ذو اللحية المشذبة الأنيقة .. انه ابن عمي .. إنه يشبه إبن عمي .. إبن عمي وأبي .. إبن عمي وأبي ( تهذي وتضحك ، تقترب منها الممثلة التي تمثل دور الأرملة ، لتمثل مع الراقصة دور الأم )

الراقصة

إن أباكِ  يغار عليك ، لذلك فهو لا يحب أن تخرجي و أنت مكشوفة الشعر 

الأرملة 

( بسخرية ) يغار علي؟! فعلاً .. معك حق . أبي يغار علي . و لأنه يغار علي . فهو لا يحب أن أخرج مكشوفة الشعر ... ولكنه يحب أن يراني مكشوفة الجسد .. ( تضحك ) 

الراقصة 

اخرسي ..

الأرملة

وأبن عمي أيضاً.. قال ماذا .. تمت قراءة فاتحتنا على بعض منذ الطفولة .. لكنه لم يستطع أن ينتظر حفل الزفاف .. فخطف فرحتي و قصف عمرها .. 

الراقصة 

  انت تهذين و لا شك  .. انت مجنونة 

الأم

تمشط شعرها مستذكرة مشهد الاعتداء عليها .. لقد خرجت تواً من الحمّام .. و هي تدندن بأغنية ))  

ياسمين الشام على خدك ، و حلاوة العسل من شهدك .. اسم الله قمر ... يا قمر و منور 

الراقصة 

( يتأملها بشهوة ) فعلاً .. اسم الله قمر .. قمر 

ابن العم 

( مندهشة ) ماذا تفعل هنا ؟ كيف دخلت إلى هنا ؟ 

الراقصة 

جئت لأزورك .. ألا يزور الحبيب حبيبته ؟

ابن العم 

نحن لسنا حبيبين ، أنت تعرف أني لا أريدك ، و لا أحبك 

الراقصة 

( بتوحش ) أعرف ، و لكنك بعد اليوم ستحبيني رغماً عنك ( يتجه نحوها بتوحش و شهوة تهرب منه . يدوران في المسرح ، يدخل كل منهما خلف شاشة ظل ، يمثلان مشهد الاعتداء 

تظهر الراقصة مكشوفة الكتف ، ثم يظهر ابن العم يهندم ثيابه منتشياً ، يتركها و يغادر ) 

ابن العم 

و هل تظني أن أحد سيصدق هذه القصة أيتها الوقحة 

الأم

نعم .. يجب أن يصدقوها لأنها الحقيقة ( فجأة ) أبي سيصدقها .. ( تركض إلى الزاوية التي يقف فيها والدها ) أبي ... اقسم لك يا أبي ... أن ابن عمي هو من اعتدى علي ... دخل إلى البيت .. ثم ....

الراقصة 

( ينظر إلى جسد ابنته بدهشة و شهوة ) معه حق .. أقصد معك حق .. أنت صبية  جميلة ، و ,,, و مثيرة .. 

الأب

تستغرب من نظرات ابيها المليئة بالرغبة .. تقف لتغادر .. يركض والدها خلفها ليعتدي عليها .. يشدها تفلت منه .. ثم يحاول .. ثم تفلت منه .. 

أبي ... ماذا تفعل .. أبي .. أنت مجنون .. اتركني .. أتركني ( يمسك بيدها .. تصفعه  .. ثم يتركها و تهرب باتجاه أمها ) 

الراقصة 

و هل تظني أن أحداً سيصدق هذا التخريف الذي تهذي به 

الأم 

لكنها الحقيقة   .. 

الراقصة

الحقيقة أنك أمرأة .. و ما يقوله رجال العائلة فقط هو الحقيقة .. لقد لوثت شرف العائلة .. 

الأم 

و لكن من لوث شرف العائلة هم رجال العائلة و لست أنا 

الراقصة

في زاوية أخرى من المسرح يقف الأب و ابن العم

أؤمرني  يا عمي

إبن العم 

لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى    حتى يراق على جوانبه الدم

الأب

ابشر يا عم ستشرب سكيني من دمها حتى ترتوي

ابن العم

في بقعة ضوئية في الزاوية اليمنى من المسرح

فلم يكن أمامي سوى الهرب 

الراقصة 

أين ستهربين يا مسكينة .. سيأتون بك و لو كنت في آخر العالم 

الأم 

سأذهب خارج هذا العالم ... عالم لا يصدق إلا الرجل لا حاجة لبقائي فيه   ... خرجت .. في مكان ما ..عثرت على رجل يشبه أبي / يحضر الرجل ويقف أمامها وهو الشخص الذي لعب دور الأب / يا الله كم تشبه أبي  

الراقصة

وسأكون أقرب إليك من أبيك .. تعالي معي 

الرجل

لا.. لن أذهب إلى أي مكان ... أقصد ... هل أجد عندك عمل .. أنا بحاجة للعمل كي اعيش  

الراقصة 

عمل (يضحك) يوجد لك عندي أعمال ... وأنا متأكد أنك تستطيعين أن تقومي بها كلها . هيا تعالي معي 

الرجل

ولكني مهددة بالقتل .. رجال العائلة سيقتلوني 

الراقصة

المال و الرجال الذين ستتعرفين عليه سيحمونك ، و سيجعلون رجال العائلة يفخرون بك .. ثقي بي أيتها الجميلة .. لن يجرؤ أي رجل من الاقتراب منك بعد اليوم .. ثقي بي 

الرجل

انا لا اثق بالرجال  .. و لكني أريد أن أعيش .. أنا أحب الحياة .. 

الراقصة 



( يخرجان .. تنطلق رقصة على شاشة خيال الظل وصوت موسيقى وأغاني ورقص وتطاير أموال  في فضاء المسرح .. في زاوية مضيئة الأب والأم يمسكان مبالغ مالية )

أحقاً أن ابنتنا أرسلت كل هذه الاموال ؟

الأب 

لقد قالت أن هذا جزء بسيط من حقنا عليها 

الأم 

كنت أعرف أنك ربيت ابنتك  وأحسنت التربية يا امرأة. فعلاً صدق من قال هناك بنات بعشر رجال ( تخرج من خلف خيال الظل ضاحكة . وتقترب من حيث تقعد النساء )

الأب

( تضحك ) وكلما زادت النقود .. زاد عدد الرجال الذين أصبحت أفضل منهم .. حتى صاروا ألف رجل . ألف رجل . نصفهم أصلع ونصفهم ذو لحية مشذبة ( تضحك تمر حافلة مسرعة يشددنها لتجلس بجانبهن كأول مرة) أرأيتن ما رأيت ..  كل سائق في هذه المدينة يجب أن يكون أصلع وكل معاون يجب أن يكون له لحية مشذبة  ( تضحك وتجلس بجانبهن ـــ على شاشة خيال الظل في الجهة اليمنى يظهر شاب وفي الجهة اليسرى يظهر شاب الآخر وهو يمثل دور الأب )

الراقصة

يشرفني أن أتقدم لخطبة أبنتك يا عمي 

الشاب 

( تقف وتتقدم لوسط المسرح )     لا

العانس 

و الله يا بني .. الرأي رأيها .. و الحقيقة ابنتي لا ترغب بالزواج ..  تريد أن تكمل تعليمها 

الأب

( تقف إلى يسار العانس ) نحن طالبين القرب منكم 

الأرملة

( تتقدم خطوتين ) لا 

العانس

عدم المؤاخذة أبنتي طبيبة وأبنك مجرد أستاذ والزواج لازم يكون متكافل 

القاصر 

أي... خللوها لكان 

الأرملة

( بغضب ) لا.. لا زواج قبل الشهادة . الشهادة أولاً . الشهادة اولاً.. اولاً.. و أولاً  ( تبكي ) 

دكتورة . أفنيت عمري من أجل لقب دكتورة . من جامعة إلى جامعة ومن مؤتمر إلى مؤتمر من عاصمة إلى عاصمة .. وفي النهاية ... لا شيء( على شاشة خيال الظل اليمنى 

العانس

فلتتفضل السيدة ... رئيس مجلس حماية الطفل لإلقاء كلمة أفتتاح المؤتمر 

شاب 1

( تتقدم من الميكرفون .. تمثل أنها تلقي كلمة بتحريك شفتيها ثم ينطلق التصفيق .. ثم تقدم التحية وتتراجع ..  على شاشة خيال الظل اليسرى )

العانس

نرحب بالسيدة ... رئيس هيئة الأسرة... وندعوها لافتتاح اللقاء 

( تتقدم السيدة ...وتمثل أنها تلقي كلمة ... ثم صوت تصفيق )

شاب 2

تتشرف رئاسة  المجلس بمنح السيدة... درع المؤتمر

شاب 1

تتشرف هيئتنا بمنح السيدة ... شهادة تقدير على جهودها المبذولة 

شاب 2

... فإن مؤسسة الطفل تمنح السيدة..

شاب1

إن مركزنا يتقدم 

شاب 2 

(تصرخ)  لا لا لا ... خذوا كل المناصب والصفات والشهادات وامنحوني طفل يقول لي ماما طفل أناغية .. الاعبه امرجحه ...طفل اعلمه كيف يكتب ب ا ب ا..م ا م ا ماما طفل يغني لي ماما ماما... يا انغاما... تملأ قلبي بندى الحب ( تسقط وتبكي)

/ تمر حافلة من امام الموقف تركض إليها النساء ليسحبنها من يدها ويرجعنها إلى الموقف لتجلس بينهن 

العانس 

أنها الحافلة الخمسون التي تمر دون ان تتوقف 

الأرملة

لو أنها توقفت لما وجدنا لنا فيها مكان 

العانس

أنها الحافلة ذاتها ... لكنها مرت من امامنا خمسون مرة 

القاصر 

انه الأصلع الخمسون الذي يقود الحافلة لا اعرف لماذا كل سائق حافلة هو اصلع بالضرورة (تضحك)

الراقصة 

(بغضب) قلت انها الحافلة الخمسون .. الخمسون .. نصف قرن .. ثلاثون منها كنت  زوجة  زوجة فقط .. أو لنقل ممرضة مرت سنة ثم سنتان .. خمسة .. تسعة .. ثم ( تقف و تتقدم ) تحركت في قلبي عاطفة الأمومة  .. ( تمشي و كأنها تدخل إلى عيادة الطبيبة ) مساء الخير يا دكتورة 

الأرملة

اهلاً وسهلاً يا بنتي 

العانس

لو سمحت... زوجي يقول أني عاقر... ممكن تفحصيني 

الأرملة

طبعاً احتاج لتحاليل لك ولزوجك 

العانس 

زوجي يرفض إجراء أي تحليل ( من خلف شاشة خيال الظل ، نرى ظل رجل )

الأرملة

لك انا رجل اكثر من أهلك ... روحي تأكدي من حالك 

الشاب

انا زوجتك الثالثة ... وأنت أكبر مني ب20 عام 

الأرملة

الاثنتان اللتان قبلك كانتا أيضاً عاقرتين .... انا رجل وسأثبت لك ذلك 

الشاب



و من عيادة .. إلى مشفى .. إلى تحليل .. إلى .. .. إلى .. حتى مرت 30 سنة ..  و قبل أن يرحل المرحوم  .. ناداني و قال لي :   

الأرملة 

لقد ظلمتك يا أمرأة ... علي ان اعترف لك بسر اخفيته عنك 30 سنة

الشاب 

سر .. سر ماذا؟

الأرملة

انت أمرأة ... أمرأة حقيقية ... ولقد حرمتك من الأمومة 

الرجل

لا عليك يا زوجي العزيز لقد مضى العمر و تعودت على حياتي معك  ،، انت زوجي 

الأرملة 

لا لست زوجك ... ولست عزيزك ... انا رجل لا أستحقك .. أنا عقيم .. عقيم 

الرجل 

ماذا ؟؟

الأرملة

كنت أعرف أني غير قادر على الأنجاب ...لكنني كنت أحبك ... أحبك .. سامحيني ( يموت ) 

الرجل 

( تقف .. تمشي في المسرح و كأنها تهذي ) تحبني . أسامحك .. و هل لأنك تحبني تحرمني من الطفل .. كل ما كنت اريده من هذه الدنيا هو طفل . طفل فقط .. هل كثير علي أن يكون لي طفل .. هل كثير علي .. ( تحدث الشاشة ) لماذا تأخرت بالاعتراف ، لماذا تأخرت .. ؟؟

الأرملة

تأخرت و كفى .. الحافلة تأخرت كثيراً .. أما لماذا تأخرت فهذا الذي لا اعرفه 

العانس 

لا .. الحافلة لم تتأخر .. انما نحن من وصلنا إلى المحطة متأخرات 

القاصر 

لا يهم .. الحافلة وصلت قبلنا . أم نحن وصلنا قبلها .. المهم أننا في المحطة .. و ننتظر  .. نرقص و ننتظر .. لا بد أن تأتي حافلة سائقها ليس أصلعاً .. ( تضحك ) 

الراقصة 

خلف شاشة خيال الظل في اليمين و في اليسار .. يظهر ظل الرجال بالتناوب 

المهر مليون مقدم و مليون مؤخر 

رجل 1

هذا زمن السفر و المال و النجاة بالنفس أيتها المجنونة 

رجل 2 

سأجعل سكيني تشرب متن دمائك .. لقد لوثت شرف العائلة 

رجل 1

هذه دكتورة .. لن تتنازل لتتزوج باستاذ مدرسة .. ابعد عنها أحسن لك 

رجل 2 

أنا رجل أكثر من كل رجال أهلك .. روحي افحصي حالك .. يا ... عاقر 

رجل 1 

صوت رياح و صراصير و عواء ذئاب ... ثم رعد و برق .. ثم صوت حادث سير 

السادة المستمعون جاءنا هذا الخبر العاجل .. وقع حادث سير في أقصى المدينة حيث ارتطمت حافلة بمحطة مهجورة للركاب و اقتصرت الأضرار على الماديات ( صوت ريح ) 

المذيع 

( تضاء الخشبة .. نشاهد أربعة هياكل عظمية تجلس داخل محطة الانتظار متكئة على بعضها  و امام الهياكل  اربع حقائب سفر  ( صوت رياح و موسيقى النهاية )  


0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption