"راديو" و"ملف 12" على طاولة الجلسات النقدية لمهرجان المسرح العراقي
مجلة الفنون المسرحية"راديو" و"ملف 12" على طاولة الجلسات النقدية لمهرجان المسرح العراقي
علي عبد الخالق
تناول اليوم الأول من الجلسات النقدية لمهرجان المسرح العراقي عرضان مسرحيان على خشبة مسرح آشور في العاصمة بغداد.
وقالت الناقدة د.منتهى طارق في بداية الجلسة التي أدارها د.جبار حسين صبري، "كنت من المصرين بأن عروض البارحة أعطت صورة جمالية قصدية في "راديو" للمخرج محمد حسين حبيب ضمن رؤية مرسومة بحرفية، إذ وصف لنا مخرج العمل مفصل مهم من مفاصل الحياة وهو الإعلام ليصف لنا من خلاله مجتمع متهالك ومدمر ليعلن لنا من خلال المايك التي ترمز وبشكل واضح الى الإعلام والتي تقف من خلفها شخصيات تنطق بلسان حال الوضع الذي يعيشه المجتمع".
وأضافت طارق في الجلسة النقدية التي أقيمت في مسرح آشور، "أؤكد على القصدية في المعنى، إذ تتشابك الأصوات لتصدر أصوات غير واضحة تصف لنا الهم في صورة تتداخل وتعلو على خشبة المسرح بتكوين جمالي بصري لتبحث عن موقعها في جهاز الراديو بقنوات متغيرة ومتداخلة في شخصية صامتة وناطقة بنفس الوقت".
وقالت الناقدة ان "العرض جاء بشكله السردي التقليدي بخطة اخراجية مدروسة جمعت الرؤية الاخراجية والأداء التمثيلي بدور تكنيكي منضبط متنقل بين الواقعي والملحمي والعبثي وهي اضافت للعرض صوراً جمالية متنوعة والمتجسدة من خلال الأداء الرصين، وهذا ينسحب على الممثل احمد عباس الذي تنقل باحكام ايقاعي مدروس بتشكيلة حوارية متنقلة بين الكوميديا والجدية تصف حالنا لما يعترينا من ألم"
.بدوره، قدم الناقد د.مظفر الطيب ورقته النقدية حول العرض "ملف 12" للمخرج مرتضى علي التي أشاد فيها بحسن تنظيم الدائرة السينما والمسرح لمهرجان المسرح العراقي وجهد المدير العام أحمد حسن موسى ورئيس قسم المسارح علي السوداني وأشار الى تقدم الحركة النقدية وتنوع الآراء في الأداء التمثيلي والأخراجي وقال ان "مسرحية ملف 12 تناولت مسرح الكونوغراف السائد في المنطقة العربية والإقليمية وهي مسألة يتجه لها جميع مخرجينا الشباب، وهو مسرح له مجموعة من السمات ليست بمثابة قواعد وأنما الشكل ومعنى المصطلح هو فن تصميم الرقصات، والسياق العام هو ان هناك حكاية تُحكى عن طريق جسد الممثل مع الموسيقى المصاحبة كعناصر خمسة يتصف بها هذا المسرح وهي جسم الممثل ومكان تنفيذ الرقصة بمعنى انه فضاء التقديم للمتلقي، وايضاً زمن تقديم الرقصة وحركاتها، بالإضافة الى الأهداف المتوخاة من الرقصة بمعنى انه لابد من وجود صراع معين تقدمها الرقصة للحصول على التواصل والتعاطف من المتلقي".
وأشار الطيب الى ان "العرض المسرحي "ملف 12" فرض على المتلقي تلقي العرض من البداية، من فكرة عنوان العرض أي الملف، وبالتالي فأن كسر الممثل للتلفاز في نهاية العرض أتضح وجود معنى واضح لأسم العرض، وأتضح على العمل 12 ملف أو حالة مع الموسيقى التي كانت عوضاً عن الحوار والتي فرضت على المتلقي الاستماع، فقد كان زمن المشهد الأول أثر على المشاهد الأخرى لما قبل وما بعد"، مبيناً ان "العرض المسرحي اتفاق مسبق بين مقدم العرض ومتلقيه، ولأنه اتفاق فهناك حقوق وواجبات يؤديها الاثنان، والأهم هو ضمان عدم ملل المشاهد، فالمسرح خلق لصنع المتعة".
وتطرق الناقد في سياق ورقته الى مشاهد العرض المتتالية التي قدم فيها المخرج مرتضى نومي أسلوبه في عرض مضامين العرض المسرحي.
وفي ختام الجلسة فتحت باب المداخلات للحضور من ممثلين ومخرجين ونقاد ومهتمين بالفن المسرحي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق