"في أعالي البحر" و"حجي ليل" و"شماعية" في اليوم الثالث للجلسات الفكرية في مهرجان المسرح العراقي
مجلة الفنون المسرحيةعلي عبد الخالق
قدم النقاد المسرحيون ثلاثة أورقات تضمنت التركيز على اعمال اليوم الرابع من عروض مهرجان المسرح العراقي في دورته السادسة وتناولت عروض "حجي ليل" للمخرج فلاح حسن، و"شماعية" للمخرج أحمد نجم و"في أعالي البحر" للمخرج شوان حمه سعيد، خلال اليوم الثالث في من فعاليات الجلسات الفكرية التي استضافها مسرح آشور، يوم الاثنين 20 آذار في بغداد.
وقال الناقد د.عبد الرضا جاسم عن "حجي ليل"، خلال الجلسة التي قدمها د.محمد كاظم، ان "ورقتي عن حجي ليل تبدأ في الثابت والمتحول، والمسرح مجموعة ثوابت منها عملية اختيار النص والرؤية الاخراجية والتعامل مع التقنيات، والمتحول هو قراءة المخرج لهذه الثوابت وكيفية صياغة متحولاته على خشبة المسرح، شاهدنا ان هناك الكثير من الثوابت التي بقيت على حالها، والرؤية الاخراجية هي اقتراح من المخرج لما يمكن تغييره وتحويله على المسرح للقضاء على كل الثوابت التي وضعها النص المسرحي وفرضها على القراء، والمخرج من يحاول كشف المخبؤات فيه".
واضاف الناقد ان "كل ما موجود من حوارات داخل اجواء العرض لا تدل على انه مقهى، وإنما نادي ليلي، وهي ضرورات بحسب مكان العرض، فقد كان استعمال هذا الفضاء أي المقهى يجري ليلاً للبوح، وأراد له المخرج ان يكون مكان حوارات واغاني تستعرض تأريخ العراق وحروبه ومآسيه، وأنا هنا أحيي عازف العود الذي استمر بالعزف طوال العرض رغم تحفظي على ذلك وبعض الدخولات للغة العامية وصياغات اللغة النحوية".
وأوصى جاسم بأن "يركز المهرجان في عروضه على صياغات اللغة العربية الفصحى"، وقال ان "المسرح اليوم غادر المدرسية والمباشرة، فمن الضروري التفكير بتغييرات في مسار كتل الديكور التي كانت ثابتة على طول زمن العرض".
الناقد د.محمد المياحي تحدث عن عرض "شماعية"، ان "العرض يخوض بتجسيد الاعتلال الذهاني وجاء اسمها عتبة للتلقي، رغم ان العرض ينتمي الى متن حكائي من زمن الحصار والجوع والحرب للكاتب علي عبد النبي، وهنا يجب الحذر اثناء التعامل مع المتن الحكائي، فجاء العرض لحشر ثيمات النص دون الانتباه الى التحول والتغير في المجال الحيوي في اليوم المعاصر والمعاش، ما ادى الى تمزيق المتن الحكائي على خشبة المسرح".
وأوضح الناقد ان "إحداث الفوضى لم تكن خلاقة في صناعة الحدث الدرامي في فضاء التخييل المسرحي وهي محاولة لعبت الصدفة الجمالية دوراً فيها، يطالعنا المشهد الأول لإيقاض الجنرال في كوابيسه لأحداث انقلاب والثورة عليه والخوف من السحل في الشوارع على يد الجماهير، الا ان كل ذلك يجري في إطار لعبة مشهدية او ما تسمى المشهد الواصف، ويتأتى المشهد المسرحي على مستويين، مستوى لعب المجانين في المصحة وسعيهم لإتمام لعبتهم قبل مجيء مدير المصحة، والمستوى الثاني هو مستوى اللعب في المستوى الواصف".
أما الناقد حمه سوار فقد تناول على مسرحية "في أعالي البحر"، فقد عبر عن شكره لدعوة دائرة السينما والمسرح ثلاث فرق مسرحية كردية لأول مرة، مبيناً ان مصدر فرح للمسرحيين في كردستان.
واضاف ان "مسرحية في اعالي البحر وكما ترجمها د.فاضل الجاف بأسم الزوبعة قدمت في أربيل بأسم الاعصار وهي للكاتب البولندي سلافومير بوجيك والذي يلقب بشكسبير بولندا ويصنف بأنه عبثي تروتسكي، والمسرحية ذات بنية خادعة ومحمولة بفلسفة وفكر غرائبي، إذ ليس هناك بحر او اعصار حقيقي او شخصيات محجوزة في عرض البحر، هناك زوبعة واعصار داخل الفكر الانساني، لدينا ثلاث شخصيات نمطية بلا أسماء منها شخصية البدين التي تنتمي الى طبقة معينة وشخصية الطويل وشخصية القصير وهي صفات تعرفهم مع انتمائاتهم الطبقية".
وتابع الناقد المسرحي بالقول ان "المسرحية حوارية بحتة تفتقد الى الدراما تنتقد الفكرين الرأسمالي والاشتراكية سويةً من خلال سخرية عالية في النص، اذ نرى في المشهد الاخير ان القصير يقتنع بان يقدم نفسه طبقاً شهياً للطويل والسمين اللذان يتهيئأن لأكل انسان ويتحدثان عن تهيئة المائدة بطريقة الاتكيت التفصيلي بأعصاب باردة، أتمنى في هذا المجال على المسرحيين والمتلقين العرب في بغداد الصبر قليلاً على العروض الكردية برغم حاجز اللغة".
وأوضح ان "السينوغرافيا طاغية على العرض وشكل عبئاً كبيراً عليه، حتى اني أسميت ورقتي عزلة الممثل داخل فضاء غائب، لم تفد السينوغرافيا المنظومة الحركية للعرض، ولم تخدمه بأي تفاصيل وبقيت كلوحة تشكيلية في خلفية العرض، ولم تشارك في بناء الحدث، في حين تم استخدام الموسيقى بشكل قليل، رغم استخدامها بشكل رائع وبطريقة تروتسكية كما في مشهد معاناة الاشخاص من الجوع، أما الاضاءة لم تتدخل منذ بداية العرض وحتى نهايته".
وفي نهاية الجلسة فُسح المجال امام المداخلات وملاحظات بقية الجمهور والمتلقين والمتذوقين، بحضور مخرجي العروض الثلاثة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق