التعييد الاحتفالي في الكتابة وبالكتابة (25) / د.عبد الكريم برشيد
مجلة الفنون المسرحية
فاتحة الكلام
بالأمس فقط كان العيد، وما أجمل أن نعيد اكتشاف أنفسنا في العيد، وأن نعيد اختبار طاقتنا الحيوية في الحياة من جديد، وما أجمل أن ننتبه إلى أجسادنا وأرواحنا في يوم العيد، وأن نتذكر أصدق وأجمل ونبل ما فينا في العيد، وأن نجدد ونتجدد، جسدا وفكرا وأخلاقا وروحا بالعيد، وأن نستعيد الضائع والمضيع، وأن نحرر حواسنا وملكاتنا من سلطة العادي والمألوف ومن سلطان المعروف والمتكرر، وأن تكون هذه الحياة، في وعينا الجديد كاملة ومكتملة، وأن تكون بكل ألوان وأصباغ العيد وبطعم العيد وبظلال وأصداء وأنغام العيد
ولأن التاريخ لا يقف عند حد ها اليوم، فإننا نقول لمن يهوى التحول ولمن يعشق جماليات التجديد، فإن غدا أيضا سيحضر يوم العيد، وفي كل يوم نلتقي فيه، ونفرح فيه، ونتجدد فيه، ونحلم فيه، ونبدع فيه، ونتحدى فيه الواقع والوقائع، فإنه يوم مختلس من بنك الأيام والليالي، ومن حقنا أن نسميه عيدا من الأعياد، وأن نعتبره غنيمة جرب، وأن نعطيه اسما من الأسماء، ألم تقل الاحتفالية بأن يوم العيد هو سلطان كل الأيام؟ وفعلا هو كذلك
والشعر أيضا، أليس هو هو سلطان كل الكلام؟ تماما كما هو فعل الرقص، والذي هو سيد كل أنواع المشي والحركة، والأصل في هذا العيد - السيد، هو أنه يوم من الأيام، ولكن الجديد فيه هو أنه لا يكون في كل الأيام، وهو بهذا مجرد لحظة استثنائية نادرة، لحظة هو في مناخ استثنائي وفي زمن استثنائي وفي فضاء استثنائي وفي تاريخ استثنائي، وهو ساعة عابرة وطائرة في جسد الأيام والليالي التي فرضت علينا، والتي لا تمشي على الأرض، ولا تطير في السماء، ولا تسبح في الماء، ولكنها تزحف على بطنها مثل كل الزواحف، والتي هي أساسا أيام متشابهة وبطيئة وكئيبة وثقيلة كاذبة ومزيفة، والمسرح في هذه الحياة هو العيد بالتأكيد، هكذا هو في حقيقته، وبغير عيديته واحتفاليته فإنه يفقد معناه، ويضيع منه مغزاه، ويصبح فقط حدثا بلا روح، والمسرح أساسا هو ساعة جديدة في ليلة جديدة، وأن تكون هذه الساعة الجديدة محملة بالحالات الجديدة وبالمشاهدات الجديدة وبالعلاقات الإنسانية الجديدة
وأجمل وأنبل ما في هذا المسرح هو السيد الممثل، وكلنا في مسرح الوجود ممثلون، وأسوأ كل الممثلين هم الذين لا يعرفون بأنهم في هذا المسرح مجرد ممثلين، ولهذا الممثل عنوان ثابت، والذي هو اللباس، أو هو الزي المسرحي، وهل هناك عيد وتعييد بغير اللباس الجديد، وبغير الإحساس الجديد، وبغير الفعل الجديد، وبغير العلاقات الإنسانية الجديدة؟
عينان اثنتان هل تكفيان؟
يفتتح جان جاك روسو كتاب ( إميل) بالكلمات الشعرية التالية:
( كل شيء حسن عندما يخرج من أيدي خالق الأشياء، وكل شيء يفسد في أيدي الناس)
ولأن كثيرا من الكلمات الجميلة قد أفسدها كلام بعض المتكلمين المفسدين، ولأن بعض العبارات الجميلة والنبيلة قد مسخها كثير من الكاتبين المزيفين، فإنني أقول الكلمة التالية:
يا هذا القارئ المستمع.. يا من يعيش في دنيا الناس والكلمات والأشياء والعبارات، انتبه جيدا لمكر الكلمات والأشياء، وانتبه لمكر الصور، واحذر مكر الكلمات والعبارات، إن الحواس وحدها لإدراك الحقائق لا تكفي، لأن بعض هذه الحقائق هي أدق وأرق وأحد من أن تدركها عين حسية عادية، عين متورطة في مستنقع الواقع والوقائع، ومتورطة في زيف الأيام والليالي، وفي أوهامه وأشباحه، ولهذا فإنني ـ مرة أخرى ـ أقول مع أبي منصور الحلاج :
(فاسمـع بقلبـك ما يأتيك عن ثـقة
وانظـر بفهمـك فالتمييـز مـوهوب)
نعم، هو التمييز موهبة موهوبة من الوهاب لبعض الناس وليس لكل الناس، وليست كل النساء هي زرقاء اليمامة، وليس كل الرجال بعيني أبي العلاء المعري، والذي استطاع بعبونه السحربة والخفية أن يرى ما سوف يقع ويكون يوم القيامة، ولهذا يكون من حقي أن أقول، إنه لا يكفي أن يسمع السامع بأذنيه فقط، وأن يرى الرائي بعينه دون سواهما، وأن يقنع بهذه الحواس الخمس وحدها، لأن طلب الحقيقة ليس سهلا، والوصول إليها ليس سهلا، وهي دقيقة ورقيقة وحارقة، وهي أدق من شعرة، وأدق من موسى الحلاقة، وهي أخف من ذرة، وألطف من شعلة نار، ومن قبضة نور، وهي أسرع من رصاصة مجنونة
إن الحركة هي أساس الوجود والموجودات الحية في هذا الوجود الحي، في حين أن بعض العيون تصر على أن تشهد المشاهدات، وأن تقرأ الكلمات والعبارات وهي في حال الجمود والسكون والثبات، أو في حال الموت، أو وهي محنطة في المعاجم اللغوية المحنطة، أو وهي مجندة في جيش من الشعارات الحزبية والسياسية، وهي بهذا لا تحاول أن تفهم الكلمات وهي في حال الحياة والحيوية، وهي في درجة الخلق والتشكل، وهي في درجة الفعل والفاعلية والانفعال والتفاعل، ولا تقدر أن تحسها وتعيشها وهي في حال الوجود والحياة والحيوية، وهذا ما يجعلها تحول كثيرا من الكلمات الحية إلى كائنات ميتة ومحنطة وإلى كليشيهات باردة وإلى قوالب جامدة وإلى أحكام جاهزة، ولا تقدر أن تجد لها حياة أخرى خارج مقبرة المعاجم والقواميس اللغوية، وبهذا (تعيش) كثير من الكلمات بيننا شبه حياة، وتحيا بين الناس وهي يتيمة الأب والأم، أو وهي غريبة جدا عن معانيها الحقيقية، وبعيدة كل البعد عن سياقاتها الحقيقية الحية، وبذلك تكون مجرد أحكام جاهزة ومعلبة ولا شيء أكثر من ذلك.. أحكام للذم أو للمدح ولا شيء سوى ذلك، في حين أن الكلمات ـ في أصلها وجوهرها الحقيقي ـ قد ولدت متحركة وشفافة ومتحررة ومحايدة ونظيفة وجميلة ونبيلة وحارة وصادقة و ..حية، ولكن هذا الزمن اليوم، بجنوده وبعسسه وبعساكره وبزبانيته، قد أفق بعض تلك الكلمات والعبارات الجميلة معناها الحقيقي، وجعلها تتحول إلى تركيبات حروفية، وإلى مجرد أصوات، ليس لها أي معنى
وفي كلام كثير من المتكلمين اليوم كثير من الزيف، ومن غريب الأشياء أن القانون يجرم التزييف، ويعاقب مزيفي النقود، ولا يعاقب مزيفي الكلمات ومزيفي العبارات ومزيفي الأسماء والمسميات، سواء في النقد أو في الإبداع، مع أن هذا الفعل الأخير هو الأخطر، لأنه البوابة التي يدخل منها كل أنواع الزيف والخداع، وذلك إلى حياة الناس وحياة أفكار ومعاني الناس، وبهذا يكون فعلا عدوانيا يضر بالأمن الوجداني، وبالأمن العقلي وبالأمن الروحي، وبالأمن النفسي وبالأمن الثقافي والإبداعي والحضاري، ونحن نمارس اليوم كل هذه العدوانية، بالكلام وفي الكلام فقط، ونحن لا ندري، أو لا نريد أن ندري، ولهذا يكون مطلوبا منا جميعا أن نعيد للكلمة عيديتها، وأن نعيد لها شعريّتها، وأن نعيد لها سحريّتها، وأن نعيد لها كل معانيها المهربة
والأصل في فعل الكتابة الحقيقي، هو أنه فعل احتفالي وتعييدي، والكتابة أساسا هي فن من الفنون الجميلة والنبيلة، وليس هناك فن حقيقي لا يجمل لغته وأدواته أولا، قبل أن يجمل الواقع والوقائع، ويؤكد الاحتفالي دائما على الحقيقة البسيطة التالية، وهي أن أول درجات الاحتفالية هو فعل الاحتفال بالكلمة، وهو فعل الاحتفاء في عالم وكون ومناخ هذه الكلمة، وفي كل كلمة يكتبها الكاتب الاحتفالي الشاعر والساحر، هي احتفاء مضمر وخفي بالحرف وبالكلمة، وفيها يمكن أن نجد غنائية الوجود وغنى الموجودات، وأن نجد فيها موسيقى الطبيعة، وأن نجد فيها فعل وفاعلية وعبقرية الإنسان العبقري
وفي جسد هذه الكتابة العيدية والاحتفالية، وبلغتها الفردوسية أيضا، يحاول الاحتفالي أن يبحث دائما عن لحظة فرح، وأن يقبض على لحظة انشراح، وعلى لحظة وجد صوفي، وهو يسعى دائما، من أجل أن يقتنص لحظة حق ولحظة صدق، وأن يلقى في يومه لحظة صفاء، وأن يصل في هذه اللحظة الاستثنائية إلى نقطة عليا شفافة، نقطة لا مكان فيها ولا زمان ولا جاذبية، وأن تجد الأجساد وزنها في هذه النقطة ينقص ويخف بشكل تدريجي، وتجده ينسلخ عن كثافته وعن شكله وعن هيئته وعن ملامحه، ويصبح شفافا كالماء والنور والضياء والهباء
وبحسل الاحتفالي، العاشق للجديد والتجديد، فإن كل يوم، يكرر سائر الأيام، ويعيد ساعاتها بشكل سطحي وبراني وآلي، فهو بالتأكيد ليس يوم عيد، وكل كتابة لا حياة فيها ولا حيوية، ولا موسيقى فيها ولا شعرية، ولا خيال فيها ولا صوفية، فـإنه لا علاقة لها بساعة العيد ولا بفعل التعييد
علمتني الكتابة أن أكون احتفاليا
وفي حال التّعييد في الكتابة وبالكتابة، أجد كل الأشياء في عيني وسمعي وحسي، وقد أصبحت أكثر إشراقا ووضوحا وشفافية وأكثر إقناعا وإمتاعا، ويكون بإمكاني أن أهرب من ظلي، وأن أخلع عني جلد جسدي، وأن أرتدي ثياب روحي التي لا شكل لها ولا حجم لها ولا وزن لها ولا لون لها، وأن يكون بإمكاني ـ ساعتها ـ أن أقول ما قاله الباحث عن دوره في مسرحية ( سالف لونجة) لقد قال وهو في (جلد ) رجل من التاريخ وأصبح اسمه الحلاج، يقول:
(إنني أدخل من عين الإبرة وأقول ما أوسع الإبرة
وأمسك بالجمرة الحمراء وأقول ما أبرد الجمرة )
إنني أنا الكاتب الاحتفالي، قد قلت وكتبت دائما، بأن مأساتي أو ملهاتي في مسرحية الوجود، تكمن في أنني أنتمي إلى هذا الجسد الموجود، وأن هذا الجسد ينتمي إلى هذا الوجود، وأن هذا الوجود ضائع في متاهات الأبدية، وأنني فيه ذرة ضائعة بين أكوان الذرات، لقد علمتني الكتابة أن أكون احتفاليا، وأن أبحث عني في أكوان الكتابة وفي عوالمها، ولأنني لم أجد فيها إلا الناس، فقد قلت لنفسي، أنا واحد من هؤلاء الناس، ولذلك أصبحت حكواتيا كما تعرفون، وأصبحت مهمتي أن أحكي بالكتابة للناس عن هموم واهتمامات بعض الناس، ولقد أصبح كل همي اليوم هو أن أجد من يسمعني ومن يفهمني، ومن يعرف أن حياة هذه الكتابة موجودة في روح القارئ الحقيقي، وأين هو هذا القارئ الحقيقي؟ دلوني عليه، وأنا أمنحكم كل مملكتي في عالم الكتابة
ولقد اقتنعت اليوم، أنا الاحتفالي العاشق لسحر الجمال والبهاء اقتنعت، أن الجمال الحق موجود فعلا.. موجود في الأرواح الجميلة وفي العيون الجميلة وفي النفوس الجميلة، وفي التصورات الجميلة وفي العلاقات الإنسانية الجميلة، ولذلك فقد خاصمت المرآة الكاذبة والمزيفة والمخادعة، والتفت إلى أعماق نفسي، وحاولت أن أتزين من داخلي، وأن أغسل بماء الحياة قلبي وروحي حتى تبدو كل الكائنات في عيني وروحي طاهرة ونقية وجميلة ونبيلة، وبغير هذا، فهل يمكن أن أكون احتفاليا، وأن أكون مواطنا في عالم أسعى لأن يكون احتفالي الروح، قبل أن يكون احتفالي الجلد وما فوق الجلد
ولقد عرفت أيضا، أن الكتابات الشاعرة والعالمة والساحرة والمدهشة موجودة فعلا، ولكن فقط في العيون العاشقة، وفي العقول الفاهمة، وفي القراءات الحكمية والعليمة، ولهذا فلم يأخذ مني النقد الكاره والحاقد أي شيء، ولم تزدني المطولات الهجائية إلا إصرارا على الاجتهاد والتحدي، وإنني لا أتوقف لحظة عن ترديد قول الحلاج:
اقتلوني يا ثقاتـي إن في موتي حياتي
واقتنعت كذلك بأن المدينة الفاضلة لها وجود حقا، ليس في دنيا الأشياء الحسية، ولكن في دنيا المعاني الرمزية، وليس على هذه الأرض الدانية، ولكن في السماوات العالية، وليس في اليقظة المرعبة، ولكن في الأحلام السعيدة.. أي في أحلام الشعراء، وفي أحلام العشاق والكتاب، وفي أحلام الحكماء والفلاسفة، وفي أحلام المصلحين والمرشدين، واقتنعت بأن هذه المدينة الممكنة الوجود، يمكن أن تتأسس خارج فضاء المنام وخارج دنيا الأوهام، أي في اليقظة الحالمة والعالمة والحكيمة
هناك قارئ حقيقي بكل تأكيد، قارئ حقيقي، له وجود حقيقي، في الزمن الحقيقي، ولذلك القارئ الآخر، في ذلك الزمن الآخر، وفي تلك المدينة الأخرى، وفي ذلك العالم الآخر، فإنني أنا الكاتب الاحتفالي قد كتبت كل كتاباتي الفكرية والإبداعية، ولقد كتبت بالأمس، وأكتب اليوم، وسوف أكتب غدا.. وسأسعى دائما من أجل أن تكون تلك الكتابة الجديدة كتابة أخرى، وأن تكون مختلفة ومخالفة في كل شيء، وإذا كانت وقحة أحيانا، وكانت ردا على هذا الواقع الوقح، فسأكون سعيدا جدا بذلك ..
شيء مؤكد أن هذا الواقع التاريخي اليوم، مطالب بأن ينتج لغته الحقيقية الخاصة، والتي لا يمكن أن تكون إلا لغة عيدية واحتفالية بالضرورة، ولأن هذا الواقع ـ كما نعرف جميعا ـ هو واقع فقير ومتخلف، وأنه حربائي ومزيف ومشوه وملتبس، وأنه حديدي وخشبي، وأنه فاسد وماكر، وأنه غير إنساني وغير حقيقي، فقد جاءت لغته على صورته تماما، وكانت بذلك لغة متخلفة وكانت لغة فقيرة وحربائية وملتبسة وحديدية وخشبية وفاسدة وماكرة، ولعل دور الإبداع الفكري والجمالي اليوم ـ تماما كما كان بالأمس ـ هو أن يحرر الكلام من سماسرة الكلام، وأن يعيد لهذه اللغة روحها الضائع والمضيّع، وأن يحاول أن يتعامل معها دائما ـ وهي في أحوالها المزيفة الواقعية هذه ـ بحذر شديد، وأن يعيد قراءة كل الكلمات والمصطلحات المروجة والمسوقة في الأسواق البيضاء والسوداء.. يعيد قراءتها في ضوء العقل والمنطق، وفي ضوء الحق والحقيقة، وأن يعيد للحرف بهاءه، وأن يعيد للكلمة احتفاليتها، وأن يعيد للعبارة عيديتها الضائعة والمضيعة
اما بخصوص شرف وقدسية الحرف فقد قال الاحتفالي الذي يسكنني ما يلي لقد قال
(اما عندما اكتب، فإنني لا أكتب إلا بحروف من أبجدية النار والنور، اما تلك الحروف الأخرى، والتي هي حروف منطفئة ومظلمة وفاترة، فإنني لا أعرفها، ولا هي تعرفني، والأصل في كل حرف حي، في هذه الأبجدية الحية، ان يكون جمرة مشتعلة، وأن يكون حالة متدفقة، وأن يكون صورة متحركة، والا يكون صوتا او رسما جامدا ومحنطا، وما اكثر الحروف المحنطة في الكتابات المحنطة، وما اتفه حروف الرياء في مجتمع النفاق والرياء، وما أحقر الحروف التي لا تنفع البلاد والعباد، والتي لا تكشف ، ولا تكتشف، ولا تضيف، ولا تدين، ولا تتهم، ولا تنتقد، ولا تعري، ولا تشير، ولا تقدم، ولا تؤخر، ولا تجدد، ولا تسمى الأجساد والأشياء والأفعال بأسمائها الحقيقية، ولا تكون في خدمة الحياة والاحياء، ولاتكون في صف المستضعفين في الأرض، ولا تمشي في نفس الاتجاه الذي تمشي فيه الحقيقة، ولا تسير في نفس النهج الذي يسير فيه التاريخ، وما ابلد حروف المداحين المتكسبين، وما ابشع عبارات المنافقين والنخاسين وتجار الحرف والعبارة، وما أفقر كل الذين يمارسون العهارة بالحرف والكلمة، ويخونون نبلها وقدسيتها، وينسبون أنفسهم إلى الشعر وما هم بشعراء، ويقحمون اسماءهم في لائحة الصحافيين. وما هم بصحافيين، وقد يكونون مجرد مخبرين او مجرد معلنين او مجرد هتافين او مجرد صباغين وممكيجين، وذلك للوجوه والجهات التي ضيعت الجمال الطبيعي، وخانها الجمال الطبيعي، وخانها الكمال المعرفي والاخلاقي)
وللحديث بقية دائما، مادام في العمر بقية وفي مجتمع القراء الصادقين بقية
0 التعليقات:
إرسال تعليق