مسرحية " المعجزة " تأليف: حيدر حسين
مجلة الفنون المسرحيةالكاتب حيدر حسين |
مسرحية " المعجزة " تأليف: حيدر حسين
(النص فائز بالمركز الثاني في مسابقة اتحاد الادباء والكتاب في العراق )
الشخصيات:
الزوج
الزوجة
الجار
العارف .
المكان : بيت
في وسطه ساحة صغيرة فيها كراسي موزعة وإلى الجهة اليمنى حديقة صغيرة .
الإستهلال
: الإضاءة تنفتح بصورة بطيئة ثم تنطفئ، ثم تنفتح
بقعة ضوء حتى تظهر شخصيتة الزوج بصورة واضحة وهو نائم على الأرض، تنفتح بقعة ثانية
على شخصية جالسة على كرسي هزاز يتحرك ويصدر أصواتاً في كلّ مرة يتحرك فيها .
الزوجة (بفرح ) : الموعد..... الموعد.... انه الموعد
.
الزوج ( بتكاسل ) : ماذا هناك يا امرأة ؟
الزوجة : قلت لك انه الموعد الموعد يا رجل .
الزوج (يحاول الرجوع إلى النوم ) : موعد أي موعد ؟ .
الزوجة : ماذا افعل معك يا رجل قلت لك انه الموعد وأنت
همك النوم فقط.
الزوج : يا إلهي لقد صدعتي راسي أي موعد هذا؟ ثم ان
النوم هروب مسموح به .
الزوجة : قضيت عمرك هاربا و......... .
الزوج(وهو جالس) : كلمة
هارب الف مرة ولا كلمة رحمه الله ، يا زوجتي
ان الهروب نصف الشجاعة .
الزوجة : يبدو ان قائل هذه المقولة يشبهك أيضاً
الزوج : لا ضير ان يعيش الإنسان بنصف شجاعة، فأنا
اعرف أُناساً لا يملكون حتى ربع شجاعة وفي صدورهم عشرات أوسمة الشجاعة .
الزوجة (حوار جانبي): كلما حاولت ان أنسى تلك الأيام المرعبة، التي
اخذت نصف عقلي بل عقلي بالكامل، دائما يُرجعني لتلك الحقبة عجيب امرهم الرجال اما قتلىٰ
او مجانين يعيشون معا.
الزوجة : ان اليوم هو احلى ايام حياتنا .
الزوج : بماذا يختلف اليوم، هل سنفطر مرتين .
الزوجة : هذا هو ديدنكم يا معشر الرجال الأكل فقط .
الزوج(حوار جانبي) : أنا أعلم جيداً كيف ستنتهي هذه المحاضرة التي
بدايتها ايها الرجال، ونهايتها معروفة .
الزوجة : انظر إلى كلامك أنت دائما هكذا تسخر من كلّ
شيء ، هذا هو اسلوبكم الذي حفظناه عن ظهر قلب .
الزوج : حتى الفطور الذي هو من الوجبات الرئيسة سأتنازل
عنه اليوم هل هذا يرضيكِ ايتها الزوجة الرائعة .
الزوجة : هذا كان كلامك بالأمس.
الزوج : صبر جميل والله المستعان .
الزوجة : منذ ان استيقظت وأنا أقول لك انه الموعد
..... الموعد يا رجل.
الزوج : وها أنا جالس امامك قولي أي موعد .
الزوجة : انه الموعد .... الموعد .
الزوج : هل هو موعد لمناسبة مهمة وأنا نسيت ؟
الزوجة: نعم ؛ يا زوجي العزيز انه موعد مهم .
الزوج : هل هو عيد زواجنا ؟
الزوجة: كلا، ومنذ متى وأنت تذكر عيد زواجنا !!!!!
الزوج (حوار جانبي) : يا اللهي لقد تغير وجهها إلى اللون الأحمر
عندما ذكرت عيد زواجنا، يجب ان اجد خياراً أخر قبل ان تمسك بهذا الموضوع ، وساعتها
ينقلب البيت راساً على عقب .
الزوجة : عيد زواجنا فاتت عليه شهور، لابد انك تفكر
بشيء اخر ؟.
الزوج : كلا .... كلا يا زوجتي الحبيبة أنا اقصد هل
هذا الموعد، موعد ضيف قد يأتي الينا ؟
الزوجة : واخيرا بدأ عقلك يعمل بعد سبات طويل، احسنت انه
ضيف .
الزوج: من هذا الضيف، هل هو صديق لنا، أم أحد
اقاربنا ؟
الزوجة : انه أكثر من ذلك .
الزوج (حوار جانبي ) : وهل ابقيتِ لنا اصدقاء او اقارب، كلهم قطعوا
علاقتهم بي بسببكِ ايتها الزوجة المتوحشة، صاحبة الكلمة المشهورة: لا اعرف لماذا
الكل يكرهني .... .
الزوجة : موعد ضيف طالما تمنينا ان يزورنا .
الزوج: لقد
تعبت من التفكير قولي أي موعد هذا؟.
الزوجة : انه موعود مجيء طفلنا .
الزوج (بصدمة) ماذا .... أي طفل .
الزوجة : طفلنا .
الزوج : يا زوجتي الحبيبة والعزيزة آلاف المرات تكلمنا
بهذا الموضوع و..... .
الزوجة (بحزن ) : أنا اعلم جيداً ماذا ستقول يا رجل، ولكن أنا
اقصد.... .
الزوج : اعلم ما تقصدينه وأنا كذلك ارغب ان اكون أباً،
ولكن كلّ الأطباء اجمعوا على جواب واحد ان عملية الإنجاب اصبحت مستحيلة .
الزوجة : لا داعي لان تذكرني بكلام هؤلاء الذين همهم
الأول والأخير المال فقط .
الزوج : يا زوجتي لا داعي لهذا الكلام الذي يهز البدن
والروح، وأنا قلتها لكِ انتِ عندي حبيبتي وزوجتي وأمي وأبي انتِ كل شيء بالنسبة لي .
الزوجة : وانت يا زوجي العزيز تحملت وصبرت، واخر
المطاف قررت ان تبقيني زوجتك حتى وان كنت
لا انجب .
الزوج : هذا قليل بحقك يا زوجتي الحبيبة.
الزوجة : لا انسى عندما قررت ان تذهب معي إلى احدى
المشعوذات، على الرغم من اني اعرف رأيك في هذه الأشياء ، ولكن على الرغم من ذلك
ذهبت معي .
الزوج : واتذكر طلباتها السخيفة، وعلى الرغم من هذا
فعلنا ما طلبت ، ولكن هل أفدنا شيئاً ؟
الزوجة : كلا .
الزوج : المهم الآن أنتِ لدي وهذا يكفيني، ولا تنسي
يا عزيزتي اننا في الوقت الاضافي من العمر .
الزوجة (بحزن) : لقد وصلت لعمر الشيخوخة وهذه الأثداء لم ينزل
منها قطرة حليب واحدة.
الزوج (بحزن) : أي ذنب اقترفته لكي اعيش هكذا مقطوع النسل .
الزوجة( بحزم وثقة) : ليس بعد الآن يا زوجي العزيز .
الزوج : هل رجعتِ لموضوع تبني طفل ؟
الزوجة ( وهي تمشي للحديقة ) : كلا ليس هذا ما اقصده .
الزوج (بغرابة) : ماذا أذن ؟ .
الزوجة: انها المعجزة يا زوجي العزيز .
الزوج : أي معجزة هذه ؟ .
الزوجة : المعجزة هنا في هذه الحديقة .
الزوج ( باستهزاء) : أي معجزة ..... وما علاقة المعجزة بالحديقة.
الزوجة : ابننا هنا .
الزوج : ها قد رجعنا إلى الموضوع ذاته يا
عزيزتي........ .
الزوجة : يا زوجي العزيز ان ابننا هنا في هذه الحديقة.
الزوج : لا بد ان الجنون قد اخذ من عقلك الكثير يا
زوجتي، تعالي لترتاحي لقد أجهدتِ نفسك اليوم .
الزوجة : الجنون ان يكون حضنك من دون طفل، لذلك لا
اريد ان أُجن، وها أنا ذا أقف أمام حلمي .
الزوج (بصدمة ) : ماذا فعلتِ ايتها المجنونة ؟
الزوجة : الذي فعلته كان لا بد ان افعله منذ سنين،
ولكن ها قد جاء الوقت المناسب، هل تذكر عندما اتيت اليك بقارورة وقلت لك ضع سائلك
المنوي فيها من اجل تحليل مختبري .
الزوج : نعم اذكر هذا .
الزوجة : اخذته ووضعته مع بيضة مني، وقمت بمزج الخليط
مع بعضه البعض ووضعته في تربة هذه الحديقة وكنت كلّ يوم اقوم بسقيها وبعض الأيام أُظلل
لها، حتى مرت أياماً وشهوراً وبدأت افقد الأمل بهذه الفكرة المجنونة والأخيرة، إلى
أن جاءت البشارة .
الزوج(بصدمة ) : هاااااااااااااااااا ...... ماذااااااااااااا
.
الزوجة : رأيت المكان اليوم وقد بدأ يرتفع شيئاً فشئاً
عن مستواه الطبيعي، ان ولدنا بدأ يكبر، ولكن ؟
الزوج : ولكن ماذا ايتها المجنونة ؟
الزوجة : ان نموه سريع جداً.
الزوج : لا بد انك تمزحين معي أليس كذلك ، من
المستحيل ان يحدث هذا.
الزوجة : اقسم لك يا زوجي العزيز أن ما قلته لك حدث
فعلا .
الزوج : كيف لكِ ان تفعلي هذا بنا .
الزوجة : وهل تريدني ان أموت من دون أن اصبح أماً ؟
الزوج : لا بد أن عقلك أصابه شيء ما .
الزوجة : وهل اصبحت مجنونة بنظرك فقط لأني أريد أن أُصبح
أماً .
الزوج : وبهذا الجنون تصبحين أُماً أي أم انتِ؟ ولكن أنا
متأكد بأن كلّ الذي فعلتيه سوف يذهب هواء في شبك.
الزوجة : ماذا تقصد بكلامك هذا ؟
الزوج : اقصد أن من المستحيل أن تنجح هذه التجربة
المجنونة .
الزوجة : حسناً يبدو أنك لا تصدقني تعال معي .
( تأخذ الزوجة بيد الزوج وتضعه أمام الحديقة
ويبقى الزوج في حالة من الدهشة، يبدأ يتحسس تراب الحديقة بيده كأنه يناغي طفلاً في
داخل الأرض )
الزوج (بصدمة) : هذا مستحيل كأني اسمع نبضات قلب تحت التراب .
الزوجة (بفرح) : انها دقات قلبه، كأنها موسيقى من عالم آخر .
الزوج : وهل هذا ممكن ؟
الزوجة : كلّ شيء أصبح حقيقة الآن ، ستُصبح أباً .
الزوج: ما اجمل هذه الكلمة اتوسل اليك قوليها مرة
أخرى.
الزوجة : ستصبح أباً.
الزوج : كلمة واحدة قادرة على ان تُعيد فيكَ الأمل .
الزوجة : واخيراً ايها الأثداء الجلدي الخاوية ها قد أتت
نبوءة الحليب، ها قد جاء اليكِ صاحب الحق وهو يطالب بحقه، سيصعد اليكِ بشفتيه فكُنّ
كريماتٍ معه .
الزوج : قد يأتي في أية لحظة، ولكن هل سينام معنا أم
في الحديقة .
الزوجة : أين ما يشاء أنا رهن اشارته، دعه يأتي فقط .
الزوج: هل اخبرتِ أحداْ عن هذا الموضوع يا زوجتي
الكتومة ؟
الزوجة : لم اخبر أي أحد ... .
الزوج : نعم للبيوت اسرار .
الزوجة : فقط جارتنا
لأنها بئر اسراري ، وسوف تزعل اذ سمعت .
الزوج : يا للفضيحة تلك المرأة عبارة عن قناة اخبارية متنقلة، لابد اننا خبر
عاجل عندها الآن.
الزوجة : لا تتكلم هكذا عن صديقتي التي تشاطرني البكاء
واللطم .
الزوج : ولمِ هي تبكي وتلطم معكِ ؟ .
الزوجة : لأنها أيضاً لا تُنجب .
الزوج : هذا يعني أنه في أي دقيقة يمكن أن نراها هنا،
حسنا... والطفل ؟
الزوجة : ماذا به ؟
الزوج : ما ذنبه أول نظرة له تقع على صديقتك هذه، لن أستغرب
منه اذا قال لي ارجعني من أين ما أتيت .
الزوجة : كيف يرجع وأنا إنتظرته ..... إنتظرته طويلاً
جداً ، حتى أني صنعت له قماطاً من شعر رأسي الذي صار لونه ابيض، وأنت تقول يرجع.
الزوج : يا ترى هل هو ذكر ام أنثى ؟.
الزوجة : المهم صحته .
الزوج : ذكر ... .
الزوجة (بعصبية) : انثى ؟
الزوج : ربّما يكون ذكراً ليحمل أسمي .
الزوجة : أنثى لتعيد الحنان إلى قلبي .
الزوج : ذكر لا شك في ذلك ؟
الزوجة : انثى قلب الأم لا يخطأ .
الزوج : متأكد بأنه ذكر .
الزوجة : أنثى إحساسي يقول هذا.
الزوج : ذكر ... ذكر ... ذكر .
الزوجة: أنثى ... أنثى ... أنثى .
( شخص ما يبدأ يطرق الباب بطرقات متتالية )
الزوج : الباب .
الزوجة : أنثى .
الزوج : الباب أصبح أنثى!! .
الزوجة : قلت لك أنثى .
الزوج : الباب ال....... .
الزوجة : أنثىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى .
( تدخل الزوجة إلى إحدى الغرف )
الزوج : حسناً..... حسنا أنا قادم .
( تدخل شخصية الجار وهو يبحث عن شيء ما يبدأ
بتفتيش كل مكان في ساحة البيت، حتى يصل إلى الشجرة يبدأ ينظر اليها ويتمعن بها ) .
الزوج : من أنت ..... وكيف تدخل بيتي هكذا ؟ .
الجار (حوار جانبي): لقد وعدتكِ أن أعود وأنا أحمل البشرى لكِ،
ها أنا أقف أمامه وكأن هنالك قوة خفية تسحبني إليه، إنها العشبة التي ستُشفي حسرتنا وألمنا وتبرّد حرارة قلبينا .
الجار : ألم تعرفني ؟ .
الزوج : لا... ومن تكون ؟
الجار : أنا الذي كنت أُشبهك .
الزوج : انا لا أعرفك أصلا ولا أتذكر أني رأيتك من قبل،
فكيف تُشبهني؟
الجار : أنا مُخلّصك .
الزوج : من ماذا تخلصني ؟
الجار : مما أنت واقع فيه .
الزوج : يبدو أنك قد أخطأت العنوان ؟ .
الجار : كلا، أنا في المكان المطلوب .
الزوج : لا أعتقد هذا .
الجار : أنا متأكد بأني في المكان المطلوب والدليل
على كلامي أنت وهذه الحديقة .( ينظر للزوج بطرف عينه)
الزوج : وهل اصبحت الحديقة جريمة !! .
الجار : سنعرف إن كانت هناك جريمة ام لا .
الزوج ( يحاول ان يُنسيه موضوع الحديقة): هيا أخرج من بيتي وإلا... .
الجار : أتهددني .
الزوج : نعم أهددك ، واذا لم تخرج سأتصل بالشرطة .
الجار : ههههههههههههههههه، حسنا إتصل بهم، قل لهم أنا
في الإنتظار .
الزوج : إنسىَ أمر الاتصال، وقل لي من أنت ؟
الجار : أنا جارك .
الزوج : كيف جاري وأنا لا أعرفك ؟
الجار : هذا لأن الحرب جعلتك جليس البيت لا تخرج قط،
حتى أصبحت تشبه كلّ الاشياء غير المتحركة في هذا البيت .
الزوج : أنا لا أسمح بهذا الكلام .
الجار : لا أرى أني تجاوزت في كلامي ، هذه هي الحقيقة
.
الزوج : لقد تجاوزت حدك بالفعل .
الجار : أنت تجتهد بمجال عملي .
الزوج : وهل تعمل في قسم انزال التجاوزات على الناس .
الجار: أنا متحرٍ ، أيها اللطيف .
الزوج : وماذا يفعل المتحري داخل بيتي .
الجار : أنا هنا من أجل موضوع ما .
الزوج : وما هو الموضوع لننهي ذلك بسرعة .
الجار : أنت متهم يا سيد .
الزوج : أنا متهم ؟
الجار : لست وحدك، وزوجتك أيضاً .
الزوج : ماذا زوجتي .
الجار : نعم زوجتك متهمة هي الأخرى.
الزوج : وما هي التهمة يا سيدي ؟ .
الجار : أنت وزوجتك متهمان بأنكما تقومان بتجارب خارج
الإطر العلمية والمختبرات التحليلية، وهنالك مصادر تقول أن هذه التجارب مشتبه بها،
فما هو قولك الآن .
الزوج (مع نفسه): لقد فعلتها بئر الأسرار .
الجار : ما هو ردك الآن ؟
الزوج : هذا إدعاء كاذب .
الجار : وهل تشك في تحرياتي ؟
الزوج : لا أقصد هذا أيها السيد، ولكن ... .
الجار : ولكن ماذا، هيا قل الحقيقة .
الزوج : وأين الدليل على كلامك أيها المتحرّي ؟
الجار(يضحك) حسناً..... حسناً، الدليل هنا (يذهب نحو
الحديقة ) .
الزوج (بتحايل) : إنها مجرد حديقة .
الجار : ليست حديقة، وانما رحم أم .
الزوج : نعم انها أمنا جميعاً أتينا منها وسوف نرجع إليها
.
الجار : أنت تراوغ في الكلام .
الزوج : ليست مراوغة هذه حقيقة .
الجار : الحقيقة أن في بطن هذه الحديقة طفل .
الزوج : أي طفل يا سيدي .
الجار : هل نسيت ؟
الزوج : هذا إتهام لا أقبل به، هل تقصد أني قتلت طفلاً
ودفنته في هذه الحديقة .
الجار : يا لك من مراوغ كبير، أنا اقصد الطفل الذي
سيخرج من بطن هذه الحديقة .
الزوج : هذا مستحيل، لابد أنك تمزح معي .
الجار : أنت تعرف الحقيقة لذلك لا تتستر عليها .
الزوج : أي حقيقة أقسم لك....... .
الجار : تكلم ربّما سيتعاطف معك القانون .
الزوج : ماذا ..
الجار : اذا تكلمت سوف أكتب في التقرير أنك كنت متعاوناً
معي، وسوف يكون هناك حكماً مخففاً .
الزوج : تقصد أني سوف أُسجن ؟
الجار : أنت وزوجتك، لذلك كن متعاوناً معي .
الزوج: كلّ ما قلته صحيح أيها المتحرّي، هذه كانت آخر
فرصة لنا والآن ذهبت أدراج الرياح .
الجار : كان يجب عليك أن تستشير قبل أن تفعل هذه
الجريمة .
الزوج : لم أكن موافقاً منذ البداية ، ولكن هي من أصرّت
.
الجار : وأين هي الآن؟
(تدخل الزوجة وهي تغني وترقص ولم تنتبه إلى
الجار تذهب نحو الحديقة تمسح على التراب وكأنها تناغي طفلاً وتلعب معه، تلتفت نحو
الزوج، تتفاجأ بوجود الجار)
الزوجة : من أين اتيت أيها الرجل ؟
الجار : من الباب .
الزوجة : أقصد لم أنتبه لوجودك .
الزوج : إنه
جارنا .
الزوجة : أعرفه جيداً، ماذا يريد ؟
الزوج : جاء للزيارة و ..... .
الجار : لقد أتيت لكشف الجريمة .
الزوجة: عن أي جريمة تتكلم ؟ .
الجار : الجريمة التي تخفيانها .
الزوجة : ليست هناك جريمة في هذا البيت، انه بيت طاهر .
الزوج: يا زوجتي ... .
الجار : لن يبقى طاهراً بعد الآن، لقد دنستم البيت بل
كلّ الحي .
الزوجة : وما هي الجريمة التي إقترفناها ؟
الزوج : اللعنة ... اللعنة .. .
الجار : عائلة مراوغة .
الزوجة : سأشتكي عليك عند الأمن، هذا اتهام سافر .
الزوج: توقفي ارجوكِ، انه يعرف كلّ شيء.
الزوجة : ماذا.. ألم أقل لك أنه سرّ، تباً لك لقد كشفت أمرنا
.
الزوج : أُقسم لكِ لست أنا، إنه البئر .
الزوجة(بحزن عميق) : لماذا يا بئر أسراري .
الزوج : لقد فاض البئر وكشف كلّ شيء.
الزوجة (بحزن ) : هل هي من فضحت الأمر.
الجار : نعم إنها البئر .
الزوجة : حسناً وماذا تريد الآن ؟ .
الزوج : يقول بأنه سوف يكتب في التقرير أننا كنا مطيعين،
وسوف يُخفف عنا الحكم .
الزوجة : السجن ؟
الجار : نعم السجن، أيتها العقل المدبر .
الزوجة : وأبننا ؟
الجار : ماذا به ؟
الزوجة : من الذي يقصّ له حبله السري.
الزوج: طفل رضيع كيف يتحمل صدمة الفقدان .
الزوجة : فاقد للأب ولحضن أمه .
الزوج : والأمان كذلك .
الزوجة : ستنهشه القطط والكلاب السائبة .
الزوج : سيبكي ويبكي حتى يظن أن البكاء كلاماً .
الزوجة : لقد ضاع الحلم .
الزوج: ضاع كلّ شيء.
(يبدأ الجار بالمشي في ساحة البيت وهو يفكر
حتى يصل إلى الحديقة ينظر اليها ثم ينظر للزوجين ) .
الجار : ربّما هناك طريقة لحل المشكلة .
الزوج : كيف وقد قُبِض علينا بالجُرم المشهود .
الزوجة : سأعطيك كلّ ذهبي وأموالي وكلّ شيء أملكه .
الجار : رشوة ؟
الزوج : أنها لا تقصد هذا بالتحديد، أليس كذلك يا إمرأة
؟
الزوجة : أنا اقصد هدية لك .
الجار : وما مناسبة الهدية، أيها المتهمان ؟ .
الزوج : تقديراً
لجهودك الثمينة .
الزوجة : نعم .. نعم انه تكريماً لك .
الجار : تكريم لأني كشفت جريمتكم هذه ؟
الزوج: نعم هذا لأنك أفضل وأذكى متحرٍ عرفته .
الزوجة : انه الأفضل على الإطلاق، متى يكون موعد فيلمك
الجديد ؟
الجار : فيلم.. أي فيلم ؟ .
الزوجة : ألست المحقق الشهير شارك هولمز .
الجار : ههههههههههههه، كلا لست هو، لكني سوف أُصبح أشهر
منه عندما آخذكم الآن للسجن .
الزوج : أرجوك أتوسل إليك سامحنا هذه المرة .
الزوجة : نقسم لك أيها المتحري أننا لن نكرر هذه
الفعلة مرة اخرى .
الجار : ومن قال لكم أن هناك مرة أخرى ههههههههههه .
الزوج : نتوسل إليك يا سيدي إفعل بنا ما تشاء إلا
السجن .
الزوجة : نحن إلى قير، ولكن ما ذنب هذا الطفل .
الجار : كيف تريدون مني ان اتغاضىٰ عن جريمة .
الزوجة : نحن نتوسل بالإنسانية التي في قلبك، أن تصفح عنا.
الزوج : أليس هناك ما يسمى بروح القانون، نحن نتوسل
اليك بهذه الروح.
الجار : حسناً سا......... .
الزوجة (بفرح) : كنت أعلم
أنه يملك قلباً كبيراً وطيباً .
الزوج : إي والله إن قلبه يتسع لهذا العالم كله .
الزوجة : كلّ ركوع وسجود سأذكرك وأدعو لك .
الجار : إسكتوا قليلاً ....... .
الزوج : كلّ يوم سأُرسل لك كلّ انواع الطبخ والأطعمة،
لان زوجتي طباخة ماهرة .
الزوجة : حتى إبننا سوف نسميه على إسمك .
الجار : اللعنة على هذه الأفواه التي لا تسكت، لم أُعطِ
قراري الأخير في هذه الجريمة .
الزوج : تحدث يا سيدي ما هو قرارك نحن بخدمتك .
الزوجة : قبل ان تتكلم فكر بالطفل، وبعدها إعطِ قرارك المحترم
.
الجار : حسناً، ولكن هناك شرط واحد، اذا وافقتما عليه،
فسأكون انا من لم يسمع ولم ير أي شيء.
الزوج والزوجة معا : موافقان من الآن.
الجار : اسمعا الشرط أول الأمر .
الزوج والزوج (ينظران اليه بترقب )
الجار : أريد معرفة مكونات هذه التجربة .
الزوجة(حوار جانبي) : ها قد وقعتِ في شراكي أيتها الداهية، اما
انتَ ايها المحقق الفاشل فقد كشفت أمرك منذ البدء، لقد لعبتُ عليك دور الخائفة
المسكينة حتى تخرج ما لديك، وأخيراً يا بئر اسراري ستقعين أمامي راكعة متوسلة، كنتِ
تفكرين بصوت عالٍ وانا اسمع كلامك عني، الخرفة.. المجنونة.. مقطوعة النسل.
الزوج
: ماذا .
الجار : هذا هو شرطي الوحيد ما هو رأيكما ؟ .
الزوج : شرط بسيط أليس كذلك يا زوجتي الحبيبة ؟ .
الجار : لماذا أنتِ ساكتة، هل تريدين ان تذهبي للسجن
؟
الزوج(بخوف وقلق) : ههههههههههه، لا يا سيدي أي سجن، لابد أنها
تحاول ان تتذكر المواد ؟.
الزوجة : لا أوافق .
الزوج : هل جننتِ ماذا تقولين، إنه سجن يا آمرأة.
الزوجة : وليكن .
الجار : فكري بنفسك أو زوجك، فكري بطفلك، لديك وقت .
الزوج: أتوسل إليكِ لا تُعاندي .
الزوجة :أنت لا تعرف شيئاً يا زوجي العزيز، هذه خطة .
الزوج : خطة ؟ .
الزوجة : خطة بين الداهية بئر أسراري وزوجها هذا .
الزوج : وماذا يريدان منا ؟
الزوجة : مكونات التجربة، أليس كذلك أيها المحقق .
الجار : النساء تفهم النساء، ولكن أنا اريد.... .
الزوجة: هل ثمة شيئا بعد هذه المسرحية السخيفة ؟
الجار(بحزن وبكاء) : أريد أن أكون أباً، هل تذكر عندما قلت لك
بأني كنت اشبهك، نعم اشبهك واشبه حسرتك وألمك وحرارة قلبك وهو يتفطر على طفل، كومة
من اللحم لا يتعدى طولها نصف متر ولكن كأن الأوطان جمعت بهذا الطفل، لقد تعبت أقسم
لكم بأني تعبت .
الزوج : أعانك الله على حزنك أيها العقيم .
الزوجة : ولماذا لم تأتِ معك بئر أسراري ؟ .
الجار : ظننت بأني قادر على إقناعكم .
الزوجة : ههههههههههههه أنت تحلم أيها العقيم .
الزوج : كيف للمرء ان يعيش من دون طفل، أتمنى ان لا تنزعج
هههههه.
الجار
: أتوسل إليكما أن تنقذانا من وحدتنا القاتلة،
لقد أصبح ديننا البكاء واللطم، اقسم أننا نذرنا كل أنواع النذور، حتى جدران البيت
نسينا لونها لكثرة الحناء، أرضة صار الحزن وأخذ يأكلنا مثل الأشجار اليابسة .
الزوج : كن قنوعاً بما عندك .
الجار : ولماذا لم تقنع أنت ؟ .
الزوجة : لأننا عائلة مباركة .
الجار : ولماذا حلّت عليكم البركة الآن ؟
الزوج : انه القدر يا هذا .
الجار : وقدرنا ؟ .
الزوجة : انه بين يدي .
الجار : اتوسل اليكِ أُقبل يديكِ حرري قدري .
الزوجة : ههههههههههههه كلا لن افعل .
الزوج : هههههه توسل بقوة أيها العقيم.
الجار : وحشان سيصبحان ابوين .
الزوج : حتى الوحوش صارت اباء ،اما أنت فلازلت عقيماً
هههههه .
الجار :أين الكتب الرسمية التي أعطتكم تصريحاً في
عمل مثل هكذا تجارب .
الزوج : وهل هذه لعبة جديدة ؟
الجار : إخرس... أنا أُمثل الدولة هنا .
الزوجة : لا توجد هناك أي تجربة، إنها الطبيعة .
الجار : تقصدين أنكما لم تتدخلا بزرع هذا الطفل ؟
الزوج والزوجة معا : نعم لم نفعل أي شيء .
الجار : حسنا إذن، بما أن هذا البيت ضمن حدود البلد، فللدولة
الحرية بالسيطرة على كلّ شيء، لذلك من الآن فصاعداً تُعتبر هذه الحديقة منتجاً طبيعياً
ووطنياً مباحاً للجميع .
الزوج والزوجة معا : ماذا !!!!! .
الجار : هذه هي الحقيقة ايها العقيمان .
الزوج : لست عقيماً، هذا الطفل إبني أهذا مفهوم ؟
الزوجة : وأنا أمه .
الجار : إذن أنتما تعترفان بالجريمة ؟
الزوج : ليست جريمة بل حق رجع لأهله .
الزوجة : حبيب جاء لحضن حبيبه .
الجار : السجن يلوح في الافق، إلا اذا .
الزوج : ماذا تقصد ؟ .
الجار : أقصد أن شَرْطِي لازال متوافراً .
الزوجة : أتلذذ بتعذيبك .
الجار : إذن السجن يرحب بكما .
الزوج : أخرج ...... أخرج من بيتي حالا وآفعل ما تريد
.
الجار : حسناً سأذهب ولكن ليس طويلا، لذلك احذروا
القادم .
( يخرج الجار من البيت ويذهب الزوج والزوجة
نحو الحديقة تارة يمسحان التراب وتارة يقبلانه، حتى يناما قرب الحديقة ) .
( يُطرق الباب بقوة طرقات متتالية، يستيقظ
الزوج والزوجة مفزوعين وهما يركضان في كل إتجاه ثم يتجهان نحو الباب ) .
العارف( يدخل إلى البيت وهو ممتعضاً ) : ساعة حتى تُفتح الباب .
الزوج : أنا اعتذر، لقد كنت نائماً .
العارف : نوم في هذا الوقت ؟
الزوج : وهل هناك مشكلة في النوم ؟
العارف : نوم الظالم عبادة .
الزوجة : توقف من أنت حتى تتحدث معي هكذا ؟ .
العارف : ركزي جيداً وستعرفي من أنا .
الزوجة : العارف في بيتنا يا للعجب !! .
الزوج : شرف عظيم لنا أن تزور بيتنا المتواضع .
العارف : لست هنا للزيارة بل للتكفير عن خطيئتكم .
الزوج : أية خطيئة هذه ؟
العارف : الكذب حرام .
الزوجة : اننا عائلة متدينة، لا نعرف للشيطان طريقاً،
فكيف تكون هناك خطيئة، اشك أنك قد أخطأت العنوان .
العارف : إن الشك طريق ملغوم فكوني حذرة .
الزوجة : عفوك أيها المُبارك ولكن بماذا أحطأنا ؟
الزوج : وهل أتينا شيئاً عظيماً حتى أتيت بنفسك إلينا
؟
العرف : السماء والأرض ستنطبقان على بعضهما البعض
بسبب هذه الخطيئة .
الزوجة : أنقذنا من خطيئتنا ارجوك .
الزوج : دع بركتك تنزل على هذا البيت .
العارف : وهل تعرفا الخطيئة ؟
الزوج والزوجة معا : كلا .
العارف ( يذهب نحو الحديقة) : هنا مكان الخطيئة .
الزوجة : إنها مجرد حديقة .
العارف : لقد صار في حسابك سيئتين .
الزوج : ولكن كيف عرفت ؟.
العارف(حوار جانبي) : اي مُبارك هذا بلا أنتما المباركان كأني
وجدت كنزاً لا ينفد إلى يوم يبعثون ، تباً لحياتي البائسة التي قضيتها في التسبيح
والغفران وهؤلاء الأغبياء تخرج لهم كنوز الارض، إنها الفرصة الأخيرة.
العارف : السؤال المناسب عليه حسنة، ولكنك حصلت على
سيئة .
الزوج : إدعو لي ايها المبارك .
الزوجة : يا إلهي بدأت أغرق في السيئات .
العارف : الكلام بصوت مرتفع مكروه، التغامز والتلامز
مشبوه، لذلك انا أسال وأنتما تُجيبان فقط .
الزوج والزوجة معا: في خدمتك ايها المُبارك .
العارف : لقد أتيتم شيئاً تهتز له الجبال، كيف سوّلت لكم
أنفسكم الأماّرة بالتفكير هذه الفكرة الشيطانية، يجب ان تتوبا .
الزوج: هيا إمسح على قلبي .
الزوجة : إننا عطاشا إسقنا رشفة من ماء غفرانك أيها المبارك
.
العارف : كم العمر؟ .
الزوج : تقصد عمري أم عمرها ؟ .
العارف : أقصد عمر من في التراب .
الزوجة : تسعة أشهر ويومان وخمس ساعات .
العارف : تذكر الخطيئة من دون توبة كما العامل بها .
الزوجة : رحماك أيها المبارك .
العارف : حسناً، تسعة أشهر ويومان وخمس ساعات ، اذن يكون
الناتج لدينا، الف وتسعمائة جلدة كل يوم، زائداً صيام تسع سنوات متتالية .
الزوج(بصدمة) : هذا مستحيل .
العارف : إذن أنت لا تريد الغفران ؟ .
الزوج (بخوف) : أقصد أني أستحق أكثر وأكثر.
الزوجة : أيها المبارك لدي إستفسار بسيط، وأتمنى أن لا
أحصل على ذنب بسببه لأن رصيدي قد إمتلأ ؟ .
العارف : تعوّذي من أفكارك وقولي ما عندك .
الزوجة : ألا يوجد حلاً آخر لطلب الغفران .
الزوج : إي والله أيها المبارك حاول، اننا كبيرين في
السن ولا نتحمل الجلد .
العارف : تقصدان حيلة شرعية ؟ .
الزوج والزوجة معا ( يهزان رأسيهما بالموافقة
)
( العارف يفكر وهو يمشي في ساحة
البيت حتى يصل إلى الحديقة يطيل النظر إليها وبعدها يلتفت إلى الزوج وهو يضحك
بطريق غريبة ) .
العارف : لقد وجدتها .
الزوج والزوجة معا: ماذا وجدت أيها المبارك.
العارف (يشير إلى الزوج ) : ستكون نبياً، وأنا الباب إليك .
الزوج ( يضحك) : ههههههههههه نبي، وكيف هذا ؟
العارف : من الآن فصاعداً أنت نبي .
الزوج : نبي في هذا الوقت ؟ .
العارف : نقول بأنك نبي نستك الرسل .
الزوجة : وأنا أصبح زوجة النبي ههههههههههه .
العارف : ان الضحك بصوت مرتفع عليه سيئة .
الزوج : كيف تجرؤ وتتكلم مع زوجة النبي هكذا .
العارف : ماذا ؟
الزوج : بدأت أُصدق نفسي نبياً .
العارف : اذا لم توافق على ما أقوله لك، سنرجع للجلد .
الزوجة : ليست من صفة الأنبياء الرجوع بكلامهم أليس
كذلك أيها النبي ؟
الزوج : مع من تتكلم؟ .
الزوجة : أتكلم معك أيها النبي .
العارف : ها ما هو قرارك ؟
الزوج : نعم أنا نبي، نبي في الوقت البدل الضائع
هههههه ، ولكن لابد للأنبياء من معجزات
اين معجزتي أنا .
العارف : ما في داخل الحديقة هي معجزتك .
الزوجة : لقد أصبح لطفلنا غطاءً شرعياً .
الكل (يضحكون )
الزوج : ولكن لماذا تريد أن تصبح الباب إليَّ ؟ .
العارف : سنجني ثروة طائلة .
الزوج : ومن أين نحصل على المال أيها الباب .
العارف : سيجيئون إليك محملين بالذهب والفضة والأموال،
سيكون بيتك هذا مزاراً ومرقداً للتبرك به، لن يكتفوا بذلك بل سيعبدونك .
الزوج : إذن سأعطيك الربع .
العارف : أُريد النصف .
الزوج : وهل تريد أن تأخذ مثل حق الأنبياء؟ .
العارف : وهل صدقت نفسك نبياً ؟ .
الزوجة : نعم نبي وأنا أشهد على هذا .
العارف : نصف ما نجنيه لي، وإلا ؟
الزوج : أتهدد النبي !! .
العارف : أُقسم اذا لم آخذ النصف سأجعلك عبرة لمن لا
يعتبر .
الزوج : اللعنة عليك وعلى افكارك الشيطانية بل أنت
الشيطان نفسه .
الزوجة : نسيت أن أسالك كيف عرفت بموضوع الحديقة ؟ .
العارف : امرأة صالحة جاءت اليَّ وأخبرتني .
الزوج : ومن هذه يا زوجتي الكتومة ؟
العارف : قالت لي عندما تلتقي بها فقط قل لها بئر الأسرار
.
الزوجة : تبا لك وللبئر .
الزوج (يدفعان العارف حتى يصلا به إلى باب
البيت) : هيا أخرج من بيتي
أنت وجنونك .
العارف : ستندمان على هذا أيها المذنبان .
(يخرج العارف من البيت، يذهب الزوج والزوجة
نحو الحديقة يجلسان عندها )
الزوج : هل أنتِ متأكدة أنه الموعد .
الزوجة : نعم إنه الموعد قد يحدث في أي لحظة .
الزوج : هيا تعال وكحل نظر والدك .
الزوجة : ترى هل تشبهينني أم تشبهي جدتكِ صاحبة العيون
الزرق .
الزوج : اياك وان تأخذ أنف امك، لأنه ليس لديَّ أموالاً
لعملية تجميل .
الزوجة : وهل أنتبه له الآن ؟
الزوج (يضحك) : انه اكثر شيء انتبه اليه .
الزوجة : المهم تشبهني .
الزوج : بل يُشبهني .
الزوجة : قلت تُشبهني .
الزوج : يُشبهني بالتأكيد.
الزوجة : أنا .
الزوج : أنا
الزوجة : أنا ... أنا ...أنا .
الزوج : أنا ... أنا ... أنا .
( نسمع أصواتاً لمجموعة من الناس وكذلك أصواتاً
لسيارات الشرطة وهي تحاول ان تدخل البيت ) .
الزوج والزوج معا : واخيراً.
( تقتحم الشرطة والناس البيت ويتوجهون نحو
الزوجين )
( بقعة ضوء على المكان المنتفخ في الحديقة
ونسمع صوت نبضات قلب قوية ) .
ستار
للتواصل مع الكاتب
الايميل : aleitabihaider@gmail.com
واتساب 9647816621161+
0 التعليقات:
إرسال تعليق