(حياة سعيدة) تمثل المسرح العراقي في مهرجان ليالي المسرح الحر الدولي 19من إنتاج نقابة الفنانين العراقيين وعلي الزيدي مؤلفاً وكاظم النصار مخرجا

(حياة سعيدة) تمثل المسرح العراقي في مهرجان ليالي المسرح الحر الدولي 19

من إنتاج نقابة الفنانين العراقيين وعلي الزيدي مؤلفاً وكاظم النصار مخرجاً  

كتب – عبد العليم البناء

يتواصل الحضور الإبداعي الفاعل لمبدعي المسرح العراقي في المشهد المسرحي العربي والدولي دون توقف أو فتور مؤكدين قدراتهم وإمكاناتهم  وعكس الخطاب الجمالي والإبداعي الذين تميزوا به طوال الحقب السابقة سواء أكانوا كتاباً أم مخرجين أم ممثلين أم نقاداً مقدمين حفريات جمالية جديدة في مسارات المسرح العراقي والعربي والدولي في هذا المهرجان أو ذاك الملتقى وهذا المؤتمر أو هذه الورشة ..

ومن هنا يجيء اختيار مسرحية (حياة سعيدة) ضمن المسار الدولي لعروض (مهرجان ليالي المسرح الحر الدولي 19) الذي ينعقد في مسارح المركز الثقافي الملكي في العاصمة الأردنية عمان للمدة من التاسع والعشرين من حزيران الحالي ويستمر لغاية الرابع من تموز المقبل بمشاركة فرق عربية وأجنبية واسعة بما فيها الأردنية، والتي سوف تتنافس مع  العروض المشاركة على: ذهبية المسرح الحر لأفضل عرض والجائزة الفضية والبرونزية، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، والجائزة الذهبية لأفضل ممثل ولأفضل ممثلة، ولأفضل سينوغرافيا.

(حياة سعيدة) تأليف: علي عبد النبي الزيدي، إخراج: كاظم نصار، دراماتورجيا وتصميم الديكور: د . سعد عزيز عبد الصاحب، مدير المسرح عبد الأمير الصغير، تمثيل : حسن هادي، لبوة صلاح، علاء قحطان، هديل سعد. مصمم الإضاءة: عباس قاسم. مساعدو الإضاءة: محمد طاهر وجاسم محمد، الموسيقى والمؤثرات: محمد فؤاد، مساعد الصوت: همام حسن، تقنيات الخشبة: علاوي مسلم، تنفيذ الديكور: حسين علاوي، إدارة الإنتاج: سهيل البياتي.

يتلخص العرض في: عريس وعروس يهربان من تفجير ويدخلان في بيت قيد الانشاء من أجل اتمام عرسهما وهناك يظهر صاحب البيت الأصلي وهو أيضا يريد الزواج من عروسته ويمنحهما عشر دقائق لاتمام زواجهما وهنا يتحدثان عن مصائر أولادهما القادمين ونكتشف أنهما هربا من مشفى للأمراض النفسية.

مسرحية (حياة سعيدة) للكاتب المسرحي علي عبد النبي الزيدي صاحب النصوص المسرحية العراقية الأكثر حضوراً وتقديماً في المشهد المسرحي العربي  والتي حصدت الكثير من المراكز والجوائز المتقدمة في عديد المهرجانات المحلية والعربية والدولية لما  تنطوي عليه من الكثير الرؤى  والمعالجات  والأسئلة المعرفية والإشكالية التي تتماهى وتجسد هموم وتطلعات الإنسان أينما كان، حيث ينحو في هذا النص منحى الكوميديا السوداء الساخرة التي تتوافق وحالة  الواقع المعاش الذي خرج عن المألوف في كل تفصيلاته وبلا حدود، من خلال الاقترب من الهم الاجتماعي، وانعكاس التحول السياسي عليه عبر نص دال ومكثف.

ومن إخراج  الفنان كاظم نصارالذي عرف في أعمال مسرحية سابقة قدمها كمخرج يتميز بطرح ما هو ساخن بغطاء الكباريه السياسي الضاغط بأثره السياسي والإجتماعي والنفسي بفواعل الكوميديا السوداء وبساطة وتقشف لكنه لا يخلو من قوة القصد في المضمون والفعل الفني وقيمة فعل الإخراج المسرحي الذي ميزه عن بقية أقرانه في المسرح العراقي والعربي لاسيما من خلال خياراته على صعيد الممثلين الذين تميزوا بأداء رصين لا يعلى عليه، لمسناها في العروض التي قدمها من قبل في مهرجان بغداد للمسرح العربي الرابع عشر أو غيره.