أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات أصدارات مسرحية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أصدارات مسرحية. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 20 فبراير 2017

كتاب "مدخل الى مسرح عادل كاظم".

مجلة الفنون المسرحية

كتاب  "مدخل الى مسرح عادل كاظم"

الأحد، 19 فبراير 2017

كتاب "المسرح والتواصل " السرد يعود بقوة إلى المسرح المعاصر

الاثنين، 13 فبراير 2017

المسرح السوري صوّر المثقف ابن الطبقة البرجوازية … د.غنيم: المسرح السوري عالج قضايا المجتمع وأولها «هموم الوطن»

مجلة الفنون المسرحية

المسرح السوري صوّر المثقف ابن الطبقة البرجوازية … د.غنيم: المسرح السوري عالج قضايا المجتمع وأولها «هموم الوطن»

إنّ الفن المسرحي فن متكامل، تجتمع فيه فعاليات كثيرة لتؤمّن له النجاح، فالمخرج المتميز، والممثل القادر، والديكور المعبّر والإضاءة، والملابس والموسيقا، وغير هذا مما يتطلبه الفن المسرحي. ولكن النص، يبقى في طليعة هذه الفعاليات جميعا.. فهو المنطلق الحقيقي والعصب الرئيسي الذي يحرّك أغلبية الأشياء في هذه العملية المرّكبة الصعبة. ولا يمكن أن تقوم نهضة مسرحية حقيقية إلا على أكتاف كتّاب مسرحيين أولا، وكتابة مسرحية واعية.. هذا ما جاء ضمن مقدمة كتاب «المسرح السياسي في سورية» للدكتور غسان غنيم، والذي صدر عن وزارة الثقافة/ الهيئة العامة للكتاب، بواقع 421 ورقة.

تهرّب المسرح من السياسة
كان المسرح قبل عام 1967 يتهرّب من القضايا السياسية- إلا في الجانب القومي- فغرق في الاهتمام بمعالجة القضايا الاجتماعية والتاريخية، وشاعت المسرحية الاجتماعية، والمسرحية التاريخية التي تعالج شخصيات من التاريخ العربي، أو مواقف معيّنة، لأخذ العبرة والعظة، ولإظهار الجوانب المشرّفة في تاريخنا. ولكنه بعد هزيمة حزيران، وجد المسرح أن لا خيار أمامه ولابدّ له من الخوض في بحر السياسة حتى أذنيه، ويقول د. غنيم في مقدمة الكتاب «الأجواء حوله تموج بالسياسة التي أصبحت خبز الجماهير اليومي. فاستجاب المسرح بطواعية تامة، وأقبل على المضمونات السياسية بنهم، فعالج أخطرها، ليواجه المجتمع، وليواجه الهزيمة. عرّى المجتمع، والحكومات، وألقى المسؤوليات على أصحابها وعلّم.. وحرّض.. فتثبّت حضوره، ما ألجأ رجال المسرح العرب المجتمعين في الندوة الختامية لمهرجان دمشق الرابع 1972 إلى إدخال مصطلح «المسرح السياسي» لمناقشته»… ويتابع «ولكن المسرح السياسي شاع، وثبت في الوطن العربي كلّه، فعرفه الباحثون مصطلحاً بدأ يشيع بينهم، وعلى ألسنتهم في الندوات والمهرجانات وفي كتاباتهم، في الكتب والدوريات المختصة. كما ظهرت بعض الدراسات التي خُصصت له».

للمسرح السياسي.. أبواب
تضمن كتاب «المسرح السياسي في سورية» ثلاثة أبواب تضمت عدة فصول، فكان الباب الأول «المسرح السياسي مقدمات نظرية» يتحدث بفصوله الثلاثة عن القضايا النظرية التي تتعلق بهذا المصطلح، مثل نشأة المسرح السياسي وتجلياته المختلفة في العالم، حتى وصل إلى منطقتنا العربية. أما الباب الثاني فقد عالج فيه المؤلف هموم المسرح السياسي السوري المعاصر، فقسّمه إلى ثلاثة فصول تتحدث جميعها عن الهموم التي عالجها المسرح السياسي فاكتسب بذلك مشروعية تسميته، حيث تناول الفصل الأول «هموم المواطن» كالهم الديمقراطي وقضية الحرية وقضية المثقف وموقف المثقفين من الأحداث السياسية التي مرّت بالوطن والذي حسب المؤلف بدا موقفاً سلبياً يحمل الكثير من بذور الشك والريبة في أخلاق المثقفين وطبائعهم كما قال د. غنيم «وجدت في هذا مفارقة تتجسد في أن هؤلاء المسرحيين، ما هم إلا مثقفون ولكنهم، حين تحدّثوا عن المثقفين، وقفوا منهم موقفاً سلبياً. وقد أعدت ذلك إلى أن المسرح السوري، قد صّور نموذج المثقف ابن الطبقة البرجوازية الصغيرة الصاعدة والذي يحمل أخلاق طبقته، ولم يصوّر النموذج الثوري الذي يحمل هموم مجتمعه، ويحاول أن يطرح آفاق الحل أمام الجماهير التي تحتاج إلى من ينير لها الدرب دائما».
أما الفصل الثاني فدرس «هموم الوطن» وهي كثيرة، مثل الهم القومي المتمثل بالوحدة العربية همّاً أساسياً، وبالقضية الفلسطينية همّاً آخر، واحتل حيزاً كبيراً في خارطة المسرح السياسي السوري المعاصر، يقول د. غنيم «تناولت الحرب، وعرضت لحرب حزيران، ثم لحرب تشرين، ثم لموقف المسرح السوري من الحرب بشكل عام، ثم درست «الثورة» كموضوع رئيسي من موضوعات المسرح السياسي، في المسرح السوري المعاصر، الذي فرّق في معالجة الثورة بين ثورة مثالية وأخرى منظمة، وأخرى مجهضة».
أما الفصل الثالث فقد خصصه المؤلف للتحدث عن هموم السلطة عارضاً للأساليب التي ذكرها المسرح السوري، التي تثّبت السلطة أركانها من خلالها، ولأساليبها في القضاء على المعارضة من قمع وإصلاح أو إجراءات أخرى تمتص من خلالها نقمة الناس، مبيناً بأن المسرح السوري قد أطنب في الحديث عن الهموم السلبية للسلطة وأغفل أو تغافل عن ذكر الهموم الإيجابية لها، فلم يكن بذلك يتوخى الدقة الموضوعية.
أما الباب الثالث فقد خصه المؤلف للحديث عن تقنيات المسرح السياسي التي تميّز بها، من خلال كثرة استعماله إياها وذلك من خلال ثلاثة فصول، مبتعداً عن التقنيات الفنية التي تقوم عليها المسرحيات بالعموم من لغة أو حوار أو حبكة… إلخ لأنها تقنيات رئيسية لا تقوم المسرحية من دونها.
تحدّث الفصل الأول من هذا الباب عن تقنية «الإبعاد الزماني والمكاني» وعن استعمال الرموز، وهذه التقنية شائعة في المسرح السياسي السوري المعاصر كما أنها ليست مقصورة عليه، وقد يسّرت الكثير من الحرية والجرأة للمسرحيين السوريين في تناول موضوعات وقضايا مهمة جدا، ومعالجتها بكثير من الحرية.
في حين تناول الفصل الثاني تقنية «التغريب» التي اشتط المسرح السياسي في اللجوء إليها تأثراً «ببريشت» وبمسرحه أولا ولقدرة هذه التقنية ثانياً على إغناء المضمون السياسي، وخدمة هدف المسرح السياسي في إيقاظ المتلقي وعدم السماح له بالغرق في الوهم.
أما الفصل الثالث فقد جاء بالحديث عن التجريب الذي شاع في المسرح السوري على الرغم من التأصيل، لأن التأصيل الذي يبحث عنه التجريبيون لن يتسنّى للمسرح العربي، ما لم تتأصل شخصية الإنسان العربي التي ما تزال ضائعة تبحث عن نفسها بين التراث والغيبات، والحضارة المعاصرة والفلسفات المختلفة، والتقنية الحديثة، ما لم يصبح المسرح ركناً أساسياً في حياة الإنسان العربي وفي تكوينه الشخصي.

في الخاتمة
أنهى الدكتور غنيم بحثه بالخاتمة التي عرض فيها أهم النتائج التي توصّلت إليها الدراسة، والتي اعتمد فيها على المنهج الاجتماعي بدلالاته العامة، محاولاً تبيان أهمية العلاقة التي تربط الأدب بالمجتمع، كما تناولت الخاتمة الجزئيات بشكل إذا جمع القارئ بين هذه الجزئيات تشكلّت لديه صورة متكاملة عن فكر كل مسرحي سوري وعن أدبه وفنه، وتشكلّت لديه صورة متكاملة عن المسرح السوري المعاصر.

---------------------------------------
المصدر : سوسن صيداوي - الوطن 

“نجيب حبيقة الحلقة الموؤودة في تاريخ المسرح العربي” د. محمد المديوني

مجلة الفنون المسرحية

“نجيب حبيقة الحلقة الموؤودة في تاريخ المسرح العربي” د. محمد المديوني 

صدر للاستاذ الباحث والناقد الدكتور محمد المديوني، كتاب “نجيب حبيقة الحلقة الموؤودة في تاريخ المسرح العربي”، عن الهيئة العربية للمسرح في الشارقة، ضمن سلسلة دراسات. ويتألف من 237 صفحة، يسلط فيه الضوء المديوني، على مدى أهمية الثغرات المنسية والعميقة التي تركها خلفه تاريخ المسرح في الوطن العربي، دون اشارة، وإن كانت موجودة هذه الأخيرة، فبشكل خجول، ولا تشفي الغليل العلمي. حلقات فارغة، ثاغرة، ناقصة، لم يبال بها أو تم تجاهلها، ربما عن قصد أو غير قصد، رغم اهميتها الكبيرة، ورسوخها القوي في تمفصلات تاريخنا المسرحي.
إن هذا الكتاب يجعلنا نشكك بالمسلمات التي اصبحت مع مرور الزمن مثل ثوابت مقدسة، يصعب لمسها أو الاقتراب منها، ولكن يوما بعد آخر، نكتشف ان هناك مغالطات كبيرة ارتكبت، واسماء عديدة حذفت او فرضت علينا وهي خالية من الوجود (مثل، قصة ريادة يعقوب صنوع للمسرح المصري الكاذبة، التي اكتشفت مؤخرا من قبل الدكتور سيد علي اسماعيل). وهذا الامر لا يشمل مسرحنا العربي فقط وإنما الغربي أيضا، الذي ظل موهوما ولفترة طويلة بالنظرية الشعرية لأرسطو، التي تم تفكيكها مؤخرا من قبل الاستاذة والباحثة المتخصة بالمسرح اللاتيني ” فلورانس دوبون “، في كتابها الموسوم (ارسطو أو مصاص دماء المسرح الغربي)، الذي تقول من خلاله بما معناه، إن أرسطو، قد اخترع مسرحا بلا خشبة، دون آلهة، دون موسيقى، وموجه للقراء فقط، ولم يبق من التراجيدية سوى النص الموجه في المقام الأول للقراء. في حين ان المأساة اليونانية كانت اولا وقبل كل شيء، أداءً طقسيا وجزء لا يتجزأ من سياق مسابقة موسيقية، وليس نوعا أدبيا.
ابتدأ مشروع المديوني هذا من الدرس الأكاديمي مع طلبته، ليصبح في النهاية كتابا يحمل حقائق تاريخية جديدة ومفاجئة، لا تقل أهمية عن غيرها من الحقائق المعروفة، ولكن للاسف قد تم تجاهلها. ولكن على الرغم من تقادم الزمن، ها هي تنبثق اليوم وتخرج إلى الضوء، في صورة كتاب يطعن بشكل مباشر بكل ما هو مسلم به من تاريخ مسرحي وافتراضي علمي في مسرحنا العربي. لا سيما ان كتابات محمد يوسف نجم ويعقوب لانداو، قد اطرت ونظمت عملية تفكيرنا بالمسرح العربي بالطريقة التي شاء لهما ان تكون، وجعلت الاكاديميين والممارسين للمسرح ، ينغمرون فيها، دون فحص ومساءلة ولا تشكيك لما جاء فيها من معلومات.
بدأت رحلة البحث والتقصي عند الدكتور محمد المديوني، انطلاقا من مقالة حول (فن التمثيل) صدرت في مجلة المشرق سنة 1899، أراد من خلالها أن يقف وطلبته على (المفاصل التي قامت على أساسها الممارسة العربية لهذا الفن وارتسمت من خلالها التنويعات التي عرفتها نتاجاته(صفحة 5)، وهذا ما قاده منهجيا، بدعوة طلبته بالعودة الى الوراء حيث المصادر، وإلى كتابي محمد يوسف نجم ويعقوب لانداو(المسرحية في الادب العربي الحديث ،studies in the Arab theatre et cinema)، اللذان أرخا للمسرح العربي ونشأته.
وفي سياق ما اعتمده هذان الباحثان، اكتشفت، يقول المديوني، مقال نجيب حبيقة في قائمة المراجع المذيلة لكتاب محمد يوسف نجم، وفي البيبليوغرافيا التي اوردها يعقوب لاندوا في احد مقالاته، وبعد ذلك في كتابه (صفحة 9). إن تضارب واختلاف احالات الباحثين في اشارتهما لطبيعة نص نجيب حبيقة ( إن كان مقالا واحدا أو مجموعة مقالات) قد لفت انتباه المديوني وأثار لديه العديد من الأسئلة المحيرة، التي لا يمكن أن يجيب عليها سوى العثور على النص الأصلي. ولكن كيف السبيل إلى ذلك، والنص صادر في بيروت عام 1899؟. إذن، لا بد من ابتداء رحلة بحث وتنقيب في اروقة الارشيف وجرارات ذاكرته القديمة، وهذا الأمر كما نعلم، لم يكن سهلا او هينا كما هو الحال الآن بفضل المكتبات والمواقع الرقمية. وبعد العثور على مقال نجيب حبيقة (فن التمثيل)، والإطلاع عليه اكتشف المديوني سر الالتباس والغموض، في بحثي محمد يوسف نجم ويعقوب لاندوا، الكامن في عدم اطلاع هاذين الباحثين المعتمدين في كتابة تاريخ مسرحنا العربي، على المقال بحلقاته الستة، وهذا بحد ذاته، ما احدث للمديوني صدمتين معرفيتين، يمكن اختصارهما هنا: ( في تقصير الباحثين الجامعين معا واشتراكهما في التمويه المعرفي وإعطائهما معلومات تقريرية توهم بإطلاعهما عليه التي لا تترك للقارئ مجالا لاحتمالات خارجة عما أثبتاه). (صفحة 108). بالإضافة الى أن كلما ذكر اسم المؤلف (غالبا ما يكون في اطار كلام عام لا يعكس معرفة فعلية بما أنجز؛ وإن أشير إلى المقال فكثيرا ما يكون ذلك بصورة لا تدل على اطلاع فعلي على ما قام عليه؛ وإن عول على ما ورد فيه ضُمن شيءً من متنه في هذا المقال او ذاك فلا يذكر عنوان المقال ولا صاحبه)(صفحة 35). إن مظاهر الجهل والتجاهل لما ورد في مقال (فن الممثل) الذي تتوفر فيه كل سمات الريادة، استوقف المديوني وجعلته يطرح العديد من الاسئلة التي اثارت في شكلها ومضمونها، اكثر من اشكال حول مصداقية استنتاجاتهما، وزعت في نفسه اليقين (بأن حلقة اساسية من حلقات التاريخ للمسرح العربي قد طمس طمسا ليس غريبا عن الوأد)(9). بحيث صار يتعامل الدكتور المديوني مع هذا المقال عند حديثه عن مسارات المسرح العربي، باعتباره نصا من بين النصوص المؤسسة للمسرح العربي لا يقل (اهمية عن موقع نص الخطبة التي قام بها مارون النقاش عند عرض مسرحية البخيل سنة 1847، مؤكدا من خلال ذلك على ريادة مسرحية ثانية تلي ريادة النقاش) (10). وهذا بحد ذاته، خطب رائع وانتصار للأمانة العلمية التي كادت ان تطمر وتغيب لو لا رحلة البحث والتقصي عن الحقائق التي كان مسكوتا عنها. لا سيما أن الناظر(في هذا النص يقف على استيعاب لأهم مقومات الدراماتورجيا بمعناها الفرنسي وعلى معرفة بالأسس التي قامت عليها إنشائية التأليف المسرحي معرفةً لا يجد لها ما يضاهيها في عصره وفي عقود كثيرة لحقت به) (صفحة 11 ).
انطلاقا من مقال (فن التمثيل) استطاع الدكتور محمد المديوني، أن يلملمّ اشلاء قطعة (البزل) المبعثرة الاوصال والمموهة التي اخفى ترتيبها واحد من اهم التمفصلات التاريخية التي يمكن ان تستقرأ الصلة السوية بين اللغة العربية وأهلها وبين مقولات فن الشعر لأرسطو، و(امتداداتها لا في المستوى المعرفي فحسب، وإنما على صعيد الفعل المسرحي ذاته، خاصة وأن الشروط التي كانت غائبة في عهد الاسلاف قد أضحت حاضرة، بين الناطقين بهذا اللسان في العصر الذي كان يعيش فيه) (ص 11). من خلال عملية التدقيق الرصين والحثيث، في الاحالات وعناوين الآثار والجداول، والشواهد المقتبسة في مقال نجيب حبيقة، استطاع المديوني أن يحدد تواريخ نشرها وضبط ارقام الصفحات التي وردت فيها تلك الفقرات، لتثبيتها في هوامش تصاحب المقال المنشور في فصل (تحقيق فن التمثيل) من هذا الكتاب ابتداء من صفحة 105 وما يليها.
ولم يتوقف محمد المديوني عند هذا التحقق، وانما اضاف مباحث اخرى ركز فيها على أهمية النص نفسه بالنسبة للمسرح العربي والعاملين في حقوله، ومدى سلبية عملية تجاهله وانعكاساها على الحقيقة العلمية والفنية، من خلال موقعة حبيقة ونصه في الدراسات المعنية بالمسرح (ص34)، وبنية (فن التمثيل) والوعي بالريادة (ص59)، الذي ضمنه ابواب، تحدث فيها في موضوع تأليف الرواية التمثيلية، وادارة التمثيل، والجهاز المصطلحي في مقال (فن التمثيل) (ص72)، والوعي بالمصطلح ومسالك ابتداعه (ص75) ثم تناول المنجز المصطلحي الحبيقي وذهول الباحثين والمؤرخين (ص82)، وإلى اخره من المباحث التي اعاد من خلالها المديوني الامور إلى نصابها، بعد ان اخذ بحق نجيب حبيقة ومقاله الذي تجاهله البحث العلمي!. ثم يختم محمد المديوني مقدمة كتابه قائلا: ( أنشر “فن التمثيل”، في كتابـي هذا، وأُوجِّهه ـــ بالدرجة الأولى ـــ إلى الباحثين في المسرح العربي، مؤرّخين ومنظِّرين ونُقَّــادًا، ولا أقْصِــد من ذلك، أنَّ ما ورَد فيه لا يعني مُجْمَلَ المُثقّفيـن والقُـرّاء؛ وإنّما أَذهب إلى أنّ البَاحثين في المسرح العربي معنِيُّـون بالنظر فيه والتفاعل معه التفاعلَ الذي يَروْنَـه، فلا سبيل إلى تجاهله، بعد اليوم، وقد أضحى في متناولهم وعلى أحسن حال).

محمد سيف
كاتب ومخرج مسرحي عراقي، باريس
muhamadsef@hotmail.com

الأحد، 12 فبراير 2017

الهيئة العربية للمسرح تنشر كتاب: “المفارقة في المسرح” لأثير الهاشمي

مجلة الفنون المسرحية


الهيئة العربية للمسرح تنشر كتاب: “المفارقة في المسرح” لأثير الهاشمي 

ضمن مطبوعات الهيئة العربية للمسرح، تم إصدار كتاب ” المفارقة في المسرح للناقد أقير الهاشمي ويتناول الكتاب مجموعة من النصوص بالدراسة والتحليل مقدمة الكتاب: إن المفارقة تقنية مهمة، أصبحت أسلوباً رئيساً في الأدب العالمي بشكل عام، والأدب العربي بشكل خاص، إذ إن ما تؤديه هذه التقنية من أساليب ترتفع بالنص وتطوّره كالابتعاد عن المباشرة اللغوية، أو تكثيف اللفظ لتعميق المعنى أو كسر الرتابة اللغوية (الموضوعية والفنية)، أو لاستعمال ما هو غير مألوف ومختلف، ومن ثم إن هذه الخصائص وغيرها من شأنها أن تكسر أفق انتظار المتلقي، وعلى هذا الأساس فإن المتلقي يبحث عما هو مشوّق دائماً، ولذلك أصبحت للمفارقة أهمية كبرى في مجال الدراسات الأدبية، ونظراً لـِما تشكله تقنية المفارقة من مميزات عديدة ومما تتطلبه من خصائص جمة، فإن المسرح يأتي أوّل الأجناس قبولاً وتناسباً لها ولأنواعها، لما يمثله من مميزات يمكن أن يتسع للمفارقة بكل تجلياتها، ومن ذلك نقول إن السبب وراء اختيارنا لهذا الموضوع هو عدة أسباب أهمها: إن المفارقة تقنية مهمة في المسرح كما هي في الأجناس الأخر. إن المفارقة في الأدب المسرحي العراقي المعاصر أخذت أبعاداً أخرى كونها تأثرت بالأبعاد السياسية للعراق وما مرَ به من ظروف اجتماعية وثقافية متأزمة خلال سنوات متعاقبة، ولذلك أصبحت المفارقة جزءاً من حياتنا اليومية مما عـُكست بشكل قصدي أو لا قصدي في النص المسرحي العراقي. وعلى الرغم من العناية في الآونة الأخيرة بتقنية المفارقة في الوطن العربي و العراق من خلال عدد من الدراسات (الشعر، القصة، الرواية، المقامات) فإنها لم تدرس في المسرح – بشكل عام -، ولا المسرح العراقي – بشكل خاص -، فكان ذلك السبب الرئيس وراء اختيارنا  لهذا الموضوع. أما الدراسات التي استفدنا منها في دراستنا، فإنها كثيرة، لكن الأهمية تتفاوت من دراسة الى أخرى، ومن هذه الدراسات (المفارقة، والمفارقة وصفاتها) لـ د.سي ميويك، ترجمة د.عبد الواحد لؤلؤة، وكذلك بحث كل من د.سيزا قاسم (المفارقة في القصص العربي) وبحث د.نبيلة إبراهيم (المفارقة)، ودراسة (المفارقة في شعر الرواد) للدكتور قيس الخفاجي، و (المفارقة والأدب) لخالد سليمان، ومن بين الكتب المهمة التي تناولت المفارقة واستفدنا منها، كتاب (المفارقة في الشعر العربي الحديث) للدكتور ناصر شبانة، علاوة على عدد كبير من الدراسات التي لا تقل أهميتها عن الدراسات التي ذكرناها أعلاه. أما المنهج الذي سرنا عليه في هذا البحث، فهو المنهج الوصفي التحليلي، وبحسب مقتضيات البحث. تناولنا في هذا البحث، مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة مرفقة بملخص باللغة الإنجليزية. أما الفصل الأول، فكان إشكالية المصطلح ووظيفته الأدبية، تضمن مبحثين، الأول دراسة (إشكالية المصطلح)  حيث تطرقنا إلى إشكالية ترجمة المصطلح من خلال اختلاف المترجمين والنقاد حول مصطلح المفارقة، ومن ثم تعريفها في المعاجم اللغوية القديمة والحديثة، وبعد ذلك عرضنا لإشكالية المفارقة في التعريف الاصطلاحي، حيث لم تستقر المفارقة على تعريف محدد، بل تنوعت التعريفات والآراء حولها، لكننا حاولنا أن نضع التعريفات في بوتقة واحدة من أجل الخروج بنتيجة متقاربة إزاء تعريف المصطلح سواء في النقد الغربي أو العربي، وكذلك تناولنا  في هذا المبحث أنواع المفارقة، ووقفنا على أهم الأنواع، وحاولنا من خلال دراستنا وضع تحديدات مناسبة لكل نوع، كما درسنا طريقة صناعة المفارقة وبنائها في ضوء أسئلة طرحناها: كيف تـُبنى المفارقة ؟ وما طريقة بنائها ؟ فوجدنا أن طريقة بناء المفارقة تحتاج إلى مهارة لغوية خاصة، كما أنها تعتمد على مبدأ الاقتصاد كما يوضح ميويك، وفي المبحث الآخر (وظيفة المصطلح الأدبية)، تناولنا فيه وظيفة المفارقة بشكل عام، ومن ثم عرضنا لوظائف المفارقة في الأنواع الأدبية، كالشعر والقصة والرواية والمسرح، ودرسنا نماذج من المسرح العالمي كنموذج تطبيقي قبل الدخول إلى مرحلة النقد التطبيقي على المسرح العراقي. وتناولنا في الفصل الثاني (المفارقة في المسرح النثري) تضمن ثلاثة مباحث، المبحث الأول درسنا فيه (المفارقة وأنواعها في النص المسرحي النثري)، درسنا فيه ما تعرضنا له في الفصل الأول في الجانب النظري الخاص بالمفارقة وأنواعها، وحاولنا تطبيق المفارقة وأنواعها على المسرح العراقي النثري، و في المبحث الثاني (بناء المفارقة ووظائفها في المسرح النثري)،كذلك حاولنا تطبيق ما تعرضنا له في الجانب النظري من الفصل الأول الخاص ببناء المفارقة ووظائفها، فدرسنا النصوص بالتحليل النقدي من خلال آلية بناء المفارقة ووظائفها الأدبية في النص،  أما المبحث الثالث، فكان (المفارقة في مسرح الطفل)، وفيه حاولنا دراسة المفارقة في نصوص مسرح الطفل، لأنه أحد أعمدة المسرح العراقي، درسناه من خلال الأسئلة الآتية: أين تكمن المفارقة في مسرح الطفل ؟ وما مدى هيمنتها في مسرح الطفل ؟ ما أنواعها ؟ ما طريقة بنائها ؟ وظائفها ؟ أسلوب الكاتب فيها ؟ أما الفصل الثالث، (المفارقة في المسرح الشعري)، فتضمن مبحثين، المبحث الأول (المفارقة وأنواعها في النص المسرحي الشعري)، حاولنا في هذا المبحث أيضاً تطبيق ما تعرضنا له في الجانب النظري في الفصل الأول وتطبيقه ودراسته على المسرح الشعري، من خلال المفارقة وأنواعها، أما المبحث الثاني (بناء المفارقة ووظائفها في النص المسرحي الشعري)، فتناولنا بالتطبيق النقدي بناء المفارقة في المسرح الشعري والوظيفة الأدبية المتأتية من المفارقة لدى كل نص. وأوردنا خاتمة، لخصنا فيها أهم ما خرج به البحث من نتائج. أما الصعوبات التي واجهت الكتاب، فنعتقد أن لذة البحث وكتابته تتأتى من تلك الصعوبات، وأهم هذه الصعوبات:- قلة ما كـُتب من الدراسات حول المفارقة في المسرح، بخاصة المسرح العراقي، مما اعتمدنا في كثير من الأحيان على تحليلنا النقدي أو رؤيتنا النقدية المتواضعة، مع ملاحظة مهمة أننا لم نختر النصوص المسرحية العراقية بشكل تعييني، بل حاولنا قراءة أكثر النصوص العراقية إن لم نقل جميعها، فكانت حصيلة ما درسناه  في هذا البحث هي بحسب ورود المفارقة فيها، وهيمنتها بها. إن هذا الجهد، ما هو إلا جهد بسيط نأمل من خلاله أن يكون ثمرة متواضعة من ثمرات النقد المسرحي المعاصر. 

---------------------------------------
المصدر : المسرح نيوز  -  هبة جاد 

الجمعة، 10 فبراير 2017

«مغامرة التأصيل في مسرح الطيب الصديقي» لرشيد بناني: رحلة إمتاع ومؤانسة تجمع بين المنهجين التاريخي والتجريبي

مجلة الفنون المسرحية

«مغامرة التأصيل في مسرح الطيب الصديقي» لرشيد بناني: رحلة إمتاع ومؤانسة تجمع بين المنهجين التاريخي والتجريبي

الطاهر الطويل

يأتي كتاب «مغامرة التأصيل في مسرح الطيب الصديقي» استمرارا لمشروع نقدي كرسه الباحث المسرحي المغربي رشيد بناني للتأريخ لتجربة بعض أعلام المسرح المغربي، تجلّى في الكتب التالية: «حفريات في ذاكرة المسرح المغربي: محمد القري»، «تجارب وأعلام»، «المسرح المغربي قبل الاستقلال: دراسة دراماتورجية».
في هذا الكتاب الجديد، الصادر ضمن منشورات «أمنية» في الدار البيضاء، يتناول بناني مسار الطيب الصديقي، عبر بابين، يحمل أولهما عنوان: «الطيب الصديقي حياة فنان»، ويضم فصولا متعاقبة للشخصية موضوع الدراسة من الميلاد والطفولة، مرورا بمرحلة التكوين، والبدايات أو البحث عن مسرح شعبي، وصولا إلى مرحلة النضج والإبداع الفني، سواء خلال إدارة المسرح البلدي في الدار البيضاء أو خارج هذه المؤسسة. أما الباب الثاني المخصص لتطور الكتابة المسرحية عند الطيب الصديقي فيتضمن مقاربات دراماتورجية للأعمال المبكرة المنجزة في إطار الاقتباس والترجمة وكذلك للنصوص المؤلفة.
ومثلما جاء في مقدمة الكتاب التي تحمل توقيع الباحث والناقد المسرحي عبد الرحمن بن زيدان، فإن رشيد بناني في هذه الدراسة النقدية يريد أن يوثق للتجربة بتتبع حياة الصديقي، من دون إغفال كل اللحظات المؤثرة في تكوينه، وفي تكوين التجربة الحياتية والفنية لهذا المبدع الذي أوصله إبداعه المسرحي إلى المديات المغربية والعربية والعالمية.
أول إجراء منهجي تبناه الباحث رشيد بناني للتأريخ لتجربة الصديقي، هو تحديد زمن البحث في الفترة الممتدة ما بين 1965 و1980، مبررا تبني هذا الإجراء بأنه اختيار دقيق ومقنع بالفترة الخصبة التي وسمت العطاء المسرحي عند الطيب الصديقي، الذي أثبت فيها قوة التجربة المسرحية الباحثة عن إرساء مسالك البحث عن مسرح عربي أساسه الأصالة في التجربة على مستوى الرؤية وعلى مستوى الإخراج وعلى مستوى الاختلاف، من دون التخلي عن ربط كل تجربة بمرجعياتها، حتى لو كانت خطاباتها تتناقض مع الدعوة إلى هذا التأصيل، لأن الأساس عنده هو تحريك الاهتمام بالجديد المسرحي لتحرير المسرح من كل كلام لا يصل إلى بناء الفرجة المسرحية الممتعة.
ويرى بن زيدان أنه مع كل تحول في تجارب الطيب الصديقي الكتابية، فإن موضوع قراءة العالم المسرحي لهذا الفنان يزيد استشكالاً، لأن هذا الموضوع لا يبقى محصورا في كتابة نص المؤلف وكتابة زمن الفرجة بهذا النص، لأن الصديقي معروف بتعدد المواهب والكفاءات والثقافات، بها يصرف وجوده في الميدان الفني ليبني نتاجه المسرحي، فهو أثناء تفكيره في منجزه المسرحي يفكر ككاتب ومخرج وممثل، وفنان تشكيلي وخطاط، ورئيس فرقة ومدير مسرح ومنظم جولات فنية وكاتب سيناريو الفيلم، وهذه المكونات هي التي وثقت صلات ذاكرته الثقافية بالممارسة المسرحية التي وسمت حضوره بالجرأة والإقدام على التجريب المسرحي، وهو ما جعل عنوان الدراسة التي يقدمها رشيد بناني موسومة بـ»مغامرة التأصيل في مسرح الطيب الصديقي».
ومن هذه المغامرة في الاقتباس والتأليف المسرحي، والتوجه بها نحو تأصيل المسرح العربي، تحددت منهجية الكتاب باللجوء إلى تبني المنهج الكرونولوجي لكتابة حياة الصديقي، اعتمادا على اختيارين اثنين هما: تجميع كل المعلومات حول السيرة الخاصة للصديقي، وتحديد المتون المسرحية كنصوص أو كعروض كتبت خصوصيات التجربة المسرحية الصديقية بتناقض الزمن الذي عاش فيه، أو تأثر به أو تفاعل معه.
هذه المغامرة البحثية حول التجربة المسرحية للطيب الصديقي هي التي توخى بها الباحث رشيد بناني الإحاطة بمجمل تجربة الصديقي، والتعريف بتوجهاتها الفنية، والتعريف بالبنيات العميقة لدلالاتها إيديولوجيا ـ من جهة ـ والكشف عن خطاباتها التي كثيرا ما كان ينفي بعض النقاد أي دور لها في التواصل مع المتلقي المفترض ـ من جهة ثانية ـ لأن ما يهم الصديقي هو المتعة البصرية والإمتاع والمؤانسة، بعيدا عن السياسة والسياسيين؛ لكن وعلى الرغم من هذا الابتعاد ـ المُفترض ـ فإن الصديقي كان يوظف بلاغة السخرية في مسرحياته، منتقدا خلل المجتمع، وخلل العلاقات بين الطبقات الاجتماعية، وكان لا يتوانى في اختيار النصوص التي تصير عنده قناعا مجازيا لتمرير هذا النقد وهذه السخرية اللتين تبنيان لحظات الفرجة عنده، مرة بفن الارتجال، ومرة بالحوار المكتوب في النص الأصلي، ومرات بالذاكرة التراثية الشعبية والعالمية.
عندما أراد الباحث رشيد بناني أن يجعل من الطيب الصديقي موضوع اشتغال مصنفه النقدي ليقدمه في هذا الكتاب، فإنه وضع استراتيجية بها أراد أن يتتبع السيرة الغيرية للصديقي، ويعود إلى أقوال الصديقي نفسه، ويعتمدا على جل المتابعات النقدية التي واكبت التجربة، وهو ما كان قد دشن به أول بحث جامعي عن الطيب الصديقي. وهذا المنطلق الذي أسس به علاقته مع عالم الصديقي جعله مفتونا بهذه التجربة التي ترجمها ترجمة خاصة في هذا المصنف، وكأنه يعيد قراءة ما قدمه في جامعة «إكس مارسيليا» كي يضيف ما يراه مناسبا لتقديم التجربة بشكل متكامل يستوفي فيه شروط البحث في عمق مسرح الصديقي.
وفي هذا الكتاب «مغامرة التأصيل في مسرح الطيب الصديقي» يضع الباحث رشيد بناني في سياق بحثه أهم ما يشغل فكره، ويأخذ باهتمامه وهو يروم مقاربة تجربة الطيب الصديقي والتأريخ لها. ومن بين هذه المواضيع ذات العلاقة بالتأريخ للسيرة الصديقية: البدايات أو البحث عن مسرح شعبي (1957 ـ 1965)، «مركز الفن المسرحي» بالمعمورة (1958 ـ 1960)، في المسرح البلدي في الدار البيضاء ( 1960 ـ 1962)، مرحلة النضج والإبداع الفني (1962 ـ 1965).
إن تناول مكونات تجربة الصديقي معناه في هذا الكتاب ذكر كل ما يتعلق بالسيرة الفنية للصديقي، واستحضار علاقاته مع أعلام التأسيس المسرحي المغربي اقتباسا وتأليفا فرديا، أو تأليفا جماعيا، أو إخراجا مسرحيا، أو تأسيسا للفرقة المسرحية. وهو في هذه العملية التأريخية كان وكأنه يكتب مدخلا عاما نظريا لما سيقدمه لاحقا في هذا المصنّف والمتعلق بموضوع له أهمية بالغة في الممارسة المسرحية عند الطيب الصديقي، وهو فعل الكتابة المسرحية وتطورها.
لقد اختار رشيد بناني، بعد المنهج التاريخي في الكتابة عن الصديقي، منهجا تجريبيا أراد به تفكيك وقراءة وتجميع، كل أشكال الكتابة المسرحية وصنّفها حسب تجربة الاقتباس والترجمة مع (المسرح العمالي ـ 1965 ـ 1959 ) ونموذجه مسرحية «المفتش» التي وصفها بالمغربة العصرية، ومسرحية «فولبون» أو الترجمة إلى الدارجة المغربية، أو العودة التدريجية إلى المغربة، ومسرحية «مومو بوخرصة».
وتتمظهر الدراسة التطبيقية في هذا الكتاب في مقاربة النصوص التي ألّفها الصديقي، حيث أبرز الباحث رشيد بناني أهمّ المحاور التي أثث بها عملية قراءة العديد من المسرحيات الصديقية، وقام بكشف التركيب التاريخي لهذه المسرحيات ليمزج ما بين التحليل الدراماتورجي والكشف عن البنيات العميلة للرؤية السياسية عند الصديقي، مؤكدا أن هذا المخرج وظف «المسرح في خدمة النظام السياسي». وأثناء الكشف عن الوظيفة السياسية التي كانت تحدد اختيارات الطيب الصديقي لبناء فرجاته المسرحية بالشكل الإخراجي الجديد المُبهر، كان الباحث رشيد بناني يتناول بُعدا آخر من بين الأبعاد الاجتماعية التي ابتعد بها الصديقي عن السياسي ليلامس قضايا اجتماعية تتناول موضوع البادية، وهو ما حققه في ورش تجريبي قدمته مسرحية «في الطريق».
وفي سياق التحليل الدراماتورجي الذي كان يستعين به الباحث في تحليل نصوص الطيب الصديقي ويستعين به في القراءة السياسية لمضامين بعض النصوص، فإنه كان لا ينسى أن استخلاص خصوصيات الكتابة عند الصديقي لا يمكن أن تتحقق إلا بالقراءات المتعددة التي تمتلك أدوات التحليل للوقوف على تداخل دلالات الخطابات المسرحية في النص المسرحي المكتوب بالمواقف المتناقضة، والسائرة نحو الغاية الأساس من الكتابة المسرحية والإخراج المسرحي، وهي تأصيل المسرح فرجة وموضوعا وسخرية وإبهارا، وهو ما حققه الصديقي في المسرحية التي أثارت جدلا قويا بين المسرحيين العرب وهي مسرحية «مقامات بديع الزمان الهمذاني» القائمة على المونتاج الأدبي التراثي، والقائمة ـ أيضا ـ على تأثيث فنون الفرجة الشعبية بالحلقة والبساط، فجعلته يُخرج المسرحية إخراجا مُبهرا احتفاليا، فصيحا تداخلت فيه جمالية التمثيل، بجمالية الغناء الشعبي، أثناء توظيف التقنيات السينمائية في تحريك الكتل، وتوظيف الخط العربي لإنجاز الديكور الذي هو زمن الكتابة المكانية للعرض.
وفي مسرحية «ديوان سيدي عبد الرحمن المجدوب» يصف الباحث هذه التجربة بعد معاينة خصوصية كتابتها بـ:»التركيب الأدبي التراثي» لأنه عاين كيفية صياغتها الأدبية، ورصد كيف وظف الصديقي الحلقة لبعث الحيوية في حركية الفرجة، ومن هذا الوصف ركّز رشيد بناني قراءته على شكل الفرجة موظفا في ذلك كل أدوات التحليل، ويستعين بمناهج أخرى لفتح مجالات القراءة على ما هو موجود في كلامها.
وهكذا، يتبين من خلال كتاب «مغامرة التأصيل في مسرح الطيب الصديقي» ـ كما يسجل عبد الرحمن بن زيدان ـ أن رشيد بناني، بكل ما قدمه من تناول عميق وهادئ ومتأمل للتجربة المسرحية للصديقي، يبرهن من جديد على كونه باحثا متمكنا من أدواته النقدية، وعارفا بموضوعه، وأنه قام بجهد كبير في تجميع المراجع، وترجمة العديد منها وجلها ينتمي إلى موضوع النقد الجديد، وأنّه استحضر المتون الصديقية المترجمة منها والمقتبسة والمؤلفة، وكلّ سعيه هو الوصول بقراءته إلى تحقيق قراءة عاشقة لمسرح مغربي، كان فيه الطيب الصديقي أحد الرواد الحقيقيين الذين رسخوا الفعل المسرحي في المغرب.

------------------------------------------
المصدر : القدس العربي 

الخميس، 9 فبراير 2017

صدور كتاب " فن الكوريوغراف – المبادئ والأسس الجمالية " تأليف رامي سامح

الأربعاء، 8 فبراير 2017

كتاب "من مسرح المثاقفة الى تناسج ثقافات الفرجة)، للباحثة اريكا فيشر ليشته "

الثلاثاء، 7 فبراير 2017

«المسرح القصير».. من ثوابت أرسطو إلى شريحة الحياة

مجلة الفنون المسرحية

زينب أبو سيدو

هل يمكن عرض مسرحية مدتها ربع ساعة أو أقل؟ خصوصا في عصر السرعة والمدونات القصيرة «تويتر» واللقطات العابرة المعبرة، كثيرا ما تترك الفواصل الساخرة التي تقدم في البارات والمقاهي، أثرا كبيرا، فالهزل يتحول الى فرصة في غاية الأهمية لهدم شيء كبير، والضحك أصبح السلاح الوحيد في مواجهة الضغوط التي يعاني منها الجميع، ولا مجال للحديث عنها بجدية وبإسهاب، فالوقت في غاية الضيق، ولا بد من التركيز الشديد على الكلمات والفعل، حيث يتحول المشهد الى قنبلة في غفلة من الجميع، فيتفاعلون معها بعمق.
وكيف يستقبل المشاهد المسرحية القصيرة؟ بهذا السؤال وغيره من الاسئلة المهمة، يفتتح الكاتب السوري، منتخب صقر، دراسته حول «المسرح القصير» وهو عنوان الكتاب الصادر حديثا عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، سلسلة المسرح العالمية، عدد (سبتمبر - نوفمبر 2015) في 259 صفحة، موردا اربعة امثلة من مسرحيات اوروبية ترجمها، اثنتين للفرنسي فيليب منيانا، واخرى للسويسري هيرفي بلوتش والرابعة لجان لوك لاغارس.
يستعرض الكاتب افكار وبدايات هذا الشكل المسرحي والظروف التي اوجدته كطريقة مغايرة للتعبير المسرحي، فمع نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين دخلت اوروبا مرحلة ازمة الانسانية الاوروبية، كما اطلق عليها بعض الفلاسفة، وراح المشتغلون في الفن يبحثون عن روح جديدة للاشكال الفنية، ومنها المسرح الذي كان عليه ان يتبع «ذوق وحاجات روح العصر الحديث»، بحسب تعبير الكاتب المسرحي السويدي اوغست ستريندبرغ.
وهنا بدأ البحث كالعادة بتراث المسرح، والاشكال الغريبة فيه، فاسترعت الانتباه الاشكال المسرحية القصيرة التي ظهرت احيانا في اوروبا، كالكوميديا الهزلية التي كانت تعرض في المهرجانات والاسواق الشعبية في القرون الوسطى، والمسرحيات القصيرة في نصوص الاديب الروسي انطون تشيخوف الذي حول العديد من نصوصه القصصية القصيرة الى نصوص مسرحية.
هذا النوع من المسرحيات القصيرة بدأ يعرض على الخشبة، ثم سرعان ما تأكد حضوره تحت مسمى المسرح القصير او مسرح الحبكة الواحدة، ليتطور الى تشكيلات اخرى منها السكيتش، اضافة الى تركيزه على التكثيف والابتعاد عن الذهنية، مهتما بالتشويق والاثارة تماشيا مع روح العصر.
في هذا النوع من المسرح لا يوجد حدث محدد بل هو مشاهد منفصلة ومأخوذة من الحياة الواقعية، وخروج كامل على قواعد المسرح الكلاسيكي.

يؤكد الكاتب انه قبل نهاية القرن العشرين بدأ الكتاب الشباب بالاهتمام بالمسرح القصير، وباتت المسرحية القصيرة، تماما كالفيلم القصير لا بد من المرور بها قبل كتابة المسرحيات الطويلة.
على مستوى المسرح العربي يعتبر الكاتب ان الفضل في كتابة المسرح القصير يعود الى توفيق الحكيم ويحيى حقي وخليل هنداوي، ثم سعد الله ونوس، والفريد فرج ووليد اخلاصي، والعديد من الاسماء الاخرى مثل عصام محفوظ، وعبدالغفار مكاوي، وشاكر السماوي، وعبدالكريم المناع وآخرين.

-------------------------------------------

المصدر : الأنباء 

الاثنين، 6 فبراير 2017

كتاب " فلاسفة ومسرحيون " تأليف د. عقيل مهدي بوسف

عرض لصباح الأنباري لكتاب "سيميولوجيا الممثل " تأليف أحمد شرجي

السبت، 4 فبراير 2017

كتاب "المخيّلة الخلّاقة في تجربة محيي الدين زنكنة"

الجمعة، 27 يناير 2017

طبعات جديدة من أعمال رائد المسرح العربي «توفيق الحكيم»

مجلة الفنون المسرحية

طبعات جديدة من أعمال رائد المسرح العربي «توفيق الحكيم»

في سعيها لتوفير طبعات جديدة من أعمال رواد الفكر والثقافة والأدب في مصر والعالم العربي، أعادت دار الشروق طرح طبعات جديدة من خمسة أعمال لرائد فن المسرحية ومؤصلها الأول في الثقافة العربية؛ توفيق الحكيم (1898 - 1987)
الكتب الخمسة (بترتيب نشرها زمنيا): «أهل الكهف» (مسرحية 1933)، «يوميات نائب في الأرياف» (رواية 1937)، «عصفور من الشرق» (رواية 1938)، «الملك أوديب» (مسرحية 1949)، «عصا الحكيم» (مقالات 1953).

مسرحية «أهل الكهف» (أول مسرحية يكتبها توفيق الحكيم) من أروع ما كتب، وهي بإجماع مؤرخي الأدب ونقاده، أول مسرحية عربية في العصر الحديث بالمعنى الفني الكامل لمفهوم "المسرحية"، عنها يقول الكاتب الكبير بهاء طاهر: "كانت «أهل الكهف» مدخل جيل بأكمله إلى الفن الدرامي ـ جيل عرف الدراما عن طريق القراءة قبل أن يعرفها علي خشبة المسرح. ففي الأربعينيات وأوائل الخمسينيات لم يكن للحياة المسرحية وجود حقيقي. وكانت هذه القطع الأدبية الجميلة تلهب خيالنا باعتبارها نماذج سامية لفن مفقود".

أما روايته «يوميات نائب في الأرياف»، فواحدة من أشهر روايات الأدب العربي الحديث، عالجت واقع الريف وحياة الفلاحين، في النصف الأول من القرن العشرين، وما يتعرضون له من ظلم وإهمال في ظل الجهل والفقر والمرض. عقب صدورها بوقت وجيز للغاية، ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية، وبسببها أطلق على توفيق الحكيم لقب "ديكنز النيل".

وبصدور «عصفور من الشرق» عام 38، أضاف توفيق الحكيم ريادة جديدة إلى رياداته السابقة، بعد أن رسخ دوره كأحد آباء الرواية العربية والأب المؤسس لفن المسرحية، بأسلوبه السهل الممتنع، وقدرته المذهلة على الوصف والتصوير، فضلا عن الحوارات التأملية الشائقة التي برع في إنشائها.

ثم تأتي مسرحية «الملك أوديب» التي استعاد فيها توفيق الحكيم الأسطورة اليونانية الشهيرة؛ "أوديب" الباحث عن حقيقته، فكُتب عليه أن يخوض مسارًا مقدورًا يقتل فيه أباه ويتزوج أمه، وحينما يدرك مأساته يفقأ عينيه!

أما «عصا الحكيم» فمجموعة مقالات أدبية شائقة، نشرت متفرقة فيما بين 1946 و1951، رصد خلالها الحكيم بعينه الراصدة وأسلوبه السهل الرشيق، وصياغته الدقيقة، بعضا من المشكلات الاجتماعية والسياسية والإنسانية التي عاناها مجتمعنا المصري والشرقي في منتصف القرن الماضي. المدهش أن بعد ما يقرب من 65 عاما على نشر هذه المقالات تبدو المشكلات التي رصدها الحكيم وكتب عنها قائمة بذاتها كما هي تنظر إلينا وتبتسم في سخرية!

---------------------------------------
المصدر : الشروق 

الثلاثاء، 24 يناير 2017

كتاب "الكوميديا السوداء في المسرح المغربي " تأليف جميل حمداوي

السبت، 14 يناير 2017

االعدد الرابع للنشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة التاسعة – الجزائر – 2017

الخميس، 12 يناير 2017

السبت، 7 يناير 2017

صدور العدد الجديد من مجلة كواليس المسرحية

مجلة الفنون المسرحية

صدور العدد الجديد من مجلة كواليس المسرحية

أصدرت جمعية المسرحيين في الإمارات، العدد الجديد من مجلة كواليس المسرحية، واشتمل على العديد من المقالات والدراسات والتغطيات لأهم المهرجانات والأحداث والفعاليات المسرحية محلياً وعربياً.
وقد صدر العدد الجديد من مجلة كواليس المسرحية، التي تصدر بصورة فصلية عن جمعية المسرحيين في الإمارات، حيث حوى العدد 40 الذي رأى النور قبل أيام، العديد من المقالات والدراسات والتغطيات لأهم المهرجانات والأحداث والفعاليات المسرحية، في الإمارات والعالم العربي.

واحتفى العدد الجديد بالمهرجانات المسرحية الإماراتية والعربية المتميزة، حيث خصص ملفاً كاملاً للعديد من التغطيات والقراءات المتنوعة في عروض مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي في دورته الأولى، ومهرجان المسرح العربي الذي أقيم في الكويت في دورته الثامنة، ومهرجان الفجيرة الدولي الأول للفنون، ومهرجان أيام الشارقة المسرحية في دورتها 26، ومهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة ومهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي وكذلك مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي والمعاصر ومهرجان أيام قرطاج المسرحية.

وكتب رئيس جمعية المسرحيين إسماعيل عبد الله مقالاً افتتاحياً للمجلة حمل عنوان "المعاصر والتجريبي"، منوهاً بأن عودة المهرجان هي من أهم الاحداث المسرحية العربية التي شهدها العام 2016، ومؤكداً على أهمية هذا المهرجان وحضوره الكبير في نفوس المسرحيين العرب وجاء فيه: "القاهرة التجريبي له مكانة خاصة في نفوس عشاق الخشبة، فيه الخطوات المسرحية الأولى، وواحد من أهم المنازل العربية التي سارت إليها قوافل المسرحيين".

 وكتب الدكتور مصطفى رمضاني من المغرب مقالاً تحت عنوان "بحثاً عن الحداثة المسرحية"، مشيراً فيه إلى أن الحداثة المسرحية ليست حداثة مضامين وأشكال، بقدر ما هي حداثة رؤية عالمية متناغمة".

 كذلك كتب المسرحيّ الأردني غنام غنام مقالاً تحت عنوان: "لماذا لم يدقوا جدران الخزان" معتبراً فيه أن المسرح تلخيص وتكثيف لما يعيشه الانسان وما يمر به من أحداث، مؤكداً على أن طرق الخزان وتحريك الراكد واجب كل مسرحي"، ومن الإمارات اختار عبد الله مسعود مقالاً حمل عنوان "ليس إلا" متطرقاً إلى موضوع الجوائز باعتبارها ليست مقياساً حقيقياً للإبداع.

كما تضمن العدد تغطيات وبحوث ودراسات مسرحية مهمة، واختار العدد صورة مميزة من العرض المسرحي الكويتي "صدى الصمت" الفائز بجائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لأفضل عرض في مهرجان المسرحي العربي 2016 غلافاً للعدد.

-----------------------------------------
الشارقة 24

الخميس، 5 يناير 2017

البيت الثقافي البابلي ونادي المسرح في بابل يحتفي بالفنان د. جبار جودي لمناسبة صدور كتابه الجديد "السينوغرافيا – المفهوم، العناصر، الجماليات"

الخميس، 29 ديسمبر 2016

دائرة الثقافة بالشارقة تصدر العدد الجديد من فصلية المسرح

مجلة الفنون المسرحية

دائرة الثقافة بالشارقة تصدر العدد الجديد من فصلية المسرح

أصدرت إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة العدد الجديد من فصلية المسرح (ديسمبر 2016).

في العدد الجديد من فصلية المسرح (ديسمبر 2016) التي تصدرها إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، وبمناسبة نهاية السنة يكتب رئيس التحرير، أحمد بورحيمة، عن الحراك الذي شهدته الساحة المسرحية العربية خلال الفترة الماضية، وخصوصاً في الشارقة، مشيراً إلى أن المسارح العربية بدت أكثر حضوراً ودينامية قياساً إلى سنوات سابقة؛ فهي تنتج المزيد من العروض وتتوسع في تغطية أقاليمها بالمناسبات المسرحية، وسط اهتمام رسمي وأهلي ملحوظ. حتى في بعض البلدان التي عانت مشكلات وتحولات سياسية عاصفة أثبت المسرح أن في مقدوره أن يكون حاضراً، فظهر كوسيط للاحتفال والترفيه والتسلية، كما ظهر وسيلة لمجابهة العوائق والصعوبات والتحديات.

في باب " رسالة" كتب حسين قهواجي عن "تحولات الموسيقى في المسرح التونسي 1909ـ 2000"، مستحضراً ذكرى العديد من الموسيقيين الذين أثروا عروض المسرح التونسي بمقترحاتهم اللحنية والإيقاعية الثرية. 

وفي وقت يشهد نقصاً ملحوظاً في الدراسات المتعلقة بـالنصوص المسرحية، تخصص الفصلية ملفها لإضاءة واستعراض خصائص وتوجهات الكتابة المسرحية في السنوات الأخيرة. نقرأ في بداية الملف دراسة للناقدة وطفاء حمادي تحت عنوان "الرؤية النسوية في الكتابة المسرحية العربية"، مستندة إلى نصوص للقطري حسن رشيد والمصرية فتحية العسال والسعودي عباس الحايك واللبنانية زينة دكاش، فيما قرأ أحمد بلخيري تجربة الكاتب المغربي رضـوان أحــدادو بوصفها دالة على " الالتزام بالقضية". من جانبه، استعرض عادل القريب مرتكزات البنية الدرامية في نص " امرأة تجيد اعداد القهوة " لأحمد السبياع، وعن "نصوص سعد الله ونوس: مصادرها وموضوعاتها وتقنياتها" كتب رضا عطية، وتحت عنوان " كيف تفكر ككاتب مسرحي" استعرض هاني حجاج جملة من الآراء والنماذج التي طرحت في سنوات ماضية حول كيفية التدرب على انجاز النصوص المسرحية، فيما ترجمت سوسن عزام مجموعة من المقالات لتبرز الطابع الشعري المتفرد في نصوص الكاتبة المسرحية البريطانية الراحلة سارة كاين، وتطرق محمد جلال اعراب إلى اللعبة التأليفية المستندة إلى تقنية الكولاج في نص "موت المؤلف" للسعودي سامي الجمعان. 

وفي باب "دراسات" ترجمت لمى عمار، الدراسة التي كتبها نيفيل باربور في نشرة مدرسة الدراسات الشرقية في جامعة لندن، تحت عنوان المسرح العربي في مصر، سنة 1935. وتناولت فاطمة الزهراء الصغير تجربة الفنانة المسرحية التونسية جليلة بكار من منظور علاقتها بالحاضر.

في باب "تجارب وشهادات" كتب بوسرحان الزيتوني عن مسار ومحطات المسرح المغربي منذ 1975، مستنداً إلى تجربته الشخصية. فيما كتب عبيدو باشا عن المشروع المسرحي للراحل فؤاد الشطي، وعن الشطي الذي كرس مسرحه لـ "القومية العربية" كتب فيصل القحطاني. وجاءت مساهمة عبد الرحمن بن زيدان في هذا الباب تحت عنوان "الطيب الصديقي صانع الفرجة المسرحية المغربية"، وتحت عنوان " الطيب الصديقي: مسرح الامتاع والمؤانسة" كتب لعزيز محمد. 

في باب "متابعات" قدمت الفصلية صورة موسعة للنشاط المسرحي في الشارقة خلال السنة المنصرمة بداية من "أيام الشارقة المسرحية" مروراً بـ "مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي" و "جائزة الشارقة للتأليف المسرحي" و"مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي" و"مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة" وسواها من الأنشطة التي عرفتها الإمارة. 

وحوى الباب أيضاً قراءات لعروض مسرحية قدمت في عدد من الاقطار العربية، فكتب عبد الكريم قادري عن مسرحية "اللاز" التي أخرجها يحيى بن عمار في الجزائر؛ وكتب محمد أبو العلا عن مسرحية "باي باي جيلو" للمخرج إبراهيم الهنائي الذي قدم في المملكة المغربية، وتناولت  الزهراء بنبراهيم عرض "صدى الصحراء" للأردني عبد الكريم الجراح الذي قدم في مهرجان عمان للمسرح، وغطى إبراهيم الحسيني الدورة الأخيرة من مهرجان الكويت الدولي للمونودراما، فيما كتب ألجي حسين عن مسرحية "سفينة الحب" التي أخرجها السوري نوار بلبل وقدمت في العاصمة الأردنية، وعن شواغل وعروض وتحديات المسرح العراقي خلال السنة المنقضية كتب أحمد الشرجي، فيما تناول هيثم الخواجة "السينوغرافيا في مسرح الطفل".  

أما باب " كتب"، فحوى مقالات حول عناوين مسرحية صدرت في مواقيت مختلفة، فكتب محمد سيف الإسلام بوفلاقة عن كتاب "المسرح ورهاناته" لحسن المنيعى وخالد الأمين، تطرق محمود كحيلة إلى مسرحية "الورقة الأخيرة" لبهيجة مصري، وتناول محمود سعيد كتاب "فن الدراما" لمارتن اسلن، فيما كتب أحمد حميدان عن "المسرح والمرايا" لحسن يوسفي. 

وفي باب "نصوص" نشرت الفصلية العمل الفائز بالمركز الأول في مسابقة الشارقة للتأليف المسرحي الخليجي والموسوم "غصة عبور" وهو للكاتبة الكويتية تغريد الداوود. 

صورة الغلاف مشهد من مسرحية "حالات تحولات الاحياء والأشياء" للكاتب العراقي الراحل قاسم محمد وإخراج الإماراتي محمد العامري، وكانت توجت بالجائزة الكبرى لأيام الشارقة المسرحية في دورتها السادسة والعشرين.
------------------------------------------------------
المصدر : الشارقة 24


تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption