أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح في الجزائر. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح في الجزائر. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 25 فبراير 2021

الرواية... من عزلة القراءة إلى الفرجة المسرحية .. بداية المسرح الجزائري تعود لسان أوغسطين وليس لجورج أبيض

مجلة الفنون المسرحية

الرواية... من عزلة القراءة إلى الفرجة المسرحية
بداية المسرح الجزائري تعود لسان أوغسطين وليس لجورج أبيض


ربيعة جلطي

لا يزال الدرس التاريخي للمسرح في الجزائر يعج بالأسئلة الكثيرة، أسئلة تواجه الباحثين في هذا الحقل الذي ينتظر المزيد من الأسئلة عن البدايات والخواتم، فالبداية عريقة مثل عراقة المدن الشاهدة بقاياها بمسارحها الأثرية المدهشة «تيمقاد» و«جميلة» و«مداوروش» و«تيبازا» المتربعة على جغرافيا حضرية متعددة، من مدينة تيبازا إلى شرشال وسكيكدة وباتنة وسطيف وسوق أهراس وقالمة وغيرها، إنها مسارح لا تقل إدهاشاً وأسراراً عما تمنحه المسارح الإغريقية والرومانية الأثرية، من هنا تبدو ساذجة تلك الفكرة المتداولة والقائلة إن المسرح في الجزائر قد بدأ مع قدوم اللبناني المصري جورج أبيض (1880 - 1959) في زيارة للجزائر سنة 1921... ربما يكون قد انتعش بتأثير الزيارة تلك على بعض رموز مسرح تلك المرحلة من أمثال محيي الدين بشتارزي وعلالو ورشيد قسنطيني. إن المسرح في الجزائر أعرق من ذلك التاريخ ومن تلك الزيارة، لقد كان القديس والفيلسوف سان أوغسطين المولود في طاغاست (سوق أهراس حالياً شرق الجزائر) عام 354 والمتوفى في عنابة سنة 430 من ممارسي المسرح، ويسجل ذلك بوضوح في كتابه الشهير (الاعترافات) الذي يعتبر واحداً من الكتب الأولى في كتابة السيرة الذاتية في العالم.
إن علاقة المسرح بالأدب ظاهرة قديمة وليست وليدة العصر، قادمة من تاريخ عريق يعود إلى المسرح الإغريقي الذي كان يقتبس مسرحياته من الأساطير الملحمية ومن الحكايات الشعبية وغيرها. تظل الحكاية هي السحر الذي يشد به أهل المسرح من مخرجين وممثلين انتباه جمهور الخشبة على المسارح العالمية وجماهيرها باختلاف اللغات والثقافات، لقد دأبت أسرة المسرح في العالم على اقتباس مسرحيات من الأدب الروائي العالمي، مثل أوليفير تويست لشارل ديكنز وتعيد إنتاجها وعرضها جيلاً بعد جيل دون أن تسقط في التكرار أو الملل الجمالي، ورواية البؤساء لفيكتور هوغو التي ما زالت تصنف من أكثر الروايات في العالم اقتباساً وتمثيلاً مسرحياً وسينمائياً، وغيرهما...
لا يُستثنى المسرح الجزائري الحديث والمعاصر من هذه الظاهرة، إلا أنه قبل أن يشتغل على النص الروائي سواء المكتوب منه بالفرنسية أو بالعربية، فقد ارتبط في فترة معينة بفن الحكاية الشفوية، كشكل من أشكال المقاومة الثقافية والحضارية والسياسية، واستثماراً في كنوز الذاكرة الشعبية بجمالها اللغوي، ومتعتها السردية المدهشة، القادمة من التراث الأمازيغي والأفريقي والمتوسطي والعربي، وإن تجربة المسرحي «عبد الرحمن ولد كاكي» (1934 – 1995) من أكثر التجارب الناجحة والعميقة التي التصقت بالتراث الشعبي بأشكاله الجمالية المختلفة كـ«الحلقة والديوان والمداح والسوق...»، وقد اشتغل على ذلك أيضاً كل من الرواد: رشيد قسنطيني (1887 - 1944)، وبشطارزي (1897 - 1986)، وعلالو (1902 - 1992) في مسرحيته «جحا» على سبيل المثال.
في الجزائر مخرجون مسرحيون متميزون جمعوا بشكل مبدع وخلاق ما بين جماليات المسرح الأوروبي والمسرح الأفريقي والعربي، وفنانات وفنانون ذوو طاقات إبداعية مسرحية مدهشة، لا يقلون قيمة فنية عن غيرهم من أهل المسرح في العالم، وإن كنت أشعر بأن اختيار النصوص التي يلبسونها على الخشبة ضيقة على لغة أجسادهم، وغير قادرة على أن تساعدهم على صنع اللهفة والفضول وجذب الجمهور، ولا تساعد على اكتشاف قدرات الممثل والمخرج أيضاً.
نظراً لمستجدات المحيط الثقافي العالمي، وما يساقط يومياً من خيرات ثقافية مرئية عبر وسائل التواصل الاجتماعي على المهتم بالمسرح، فقد تغير جمهور المسرح الجزائري إلى حد ما، كما هو الجمهور في كل مكان، إذ نلمس ارتفاع الوعي الاجتماعي والسياسي والثقافي والجمالي الفني لديه، وهو بذلك يبدو أكثر طلباً ومطالبة بمشاهد نصوص مسرحية مدهشة، نصوص تمثل هذه المرحلة بكل أحلامها وانكساراتها، وتُسائل واقعه، وواقع عصره، مستقاة من فلسفة الوجود وأسئلتها التي تؤرقه، عمل على ذلك كاتب ياسين في تجربته المسرحية الطويلة، وهو الروائي الذي خلخل بروايته العظيمة (نجمة 1956) كل المفاصل العتيقة للفن الروائي في شكله القديم، إلا أنه اختار - لشرط تاريخي - أن يخاطب العامة بلغتهم ومرجعيتهم، فنجح فيما يسمى «المسرح الشعبي السياسي»!
إلا أن هذه المرحلة الجمالية، تم تجاوزها من خلال تجارب جديدة قدمتها مجموعة من المخرجين والمخرجات من الجيلين الثاني والثالث من أمثال عبد القادر علولة وامحمد بن قطاف، وعمر فطموش، وعز الدين مجوبي، وزياني شريف عياد، وسليمان بن عيسى، ومحمد أدار، ومخلوف بوكروح، وعلي جبارة، ومراد السنوسي، وملياني مولاي، وحميدة آيت الحاج، وفوزية آيت الحاج، وشوقي بوزيد، ومحمد شرشال، وأحمد رزاق وغيرهم. ومع هذا الجيل بدأ البحث عن نصوص داخل الرواية. وهي مرحلة جديدة في مقاربة النصوص الروائية والقصصية، فاشتغل بعضهم على نصوص للطاهر وطار، وعبد الحميد بن هدوقة، ورشيد بوجدرة، ومحمد ديب، والطاهر جاووت، ورشيد ميموني، وأمين الزاوي وغيرهم، وتحويلها إلى الخشبة. وجميع هذه الأعمال تركت أثراً طيباً لدى عشاق المسرح، وأخرجتهم من مسار تجربة إلى أخرى؛ ولكنها تجارب قليلة، ولا تعطي فن الرواية حقه.
حضرتُ منذ فترة عرضاً أنتجه المسرح الجهوي لـ«سوق أهراس» مدينة سان أوغسطين على ركح المسرح الوطني بالعاصمة، تجربة حديثة للمخرجين علي جبارة والمسرحي مولاي ملياني في اقتباس لرواية «الملكة» للروائي أمين الزاوي بعنوان (سكورا)، وشاهدت تفاعل وتجاوب الجمهور الكبير مع العرض من رفع الستار حتى إسداله، أمام هذا تأكد لي أن المسرح الجزائري فتح باباً جديداً نحو تاريخ جديد أتمنى ألا يغلق أبداً. فليهتم صناع المسرح ومهندسو مشاهده وعروضه بالنص السردي الجزائري كما يفعل الآخرون، فالمسارح في أوروبا، وفرنسا خاصة، تهتم كثيراً بالنصوص الروائية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية وتحولها إلى المسرح، أكثر من اهتمام المسرح الجزائري بها. كم من العروض شاهدنا مقتبسة من روايات كل من محمد ديب، وآسيا جبار، ورشيد بوجدرة، ومايسة باي، وكمال داود، وعبد القادر جمعي، وعزيز شواقي، وياسمينة خضرا، وأمين الزاوي وغيرهم...
فإذا كان المسرح يستفيد من جهته من النص الروائي الناجح في الانتشار فإن الرواية تستعيد كثيراً من ديناميكيتها بين القراء من جمهور المسرح من جهة ثانية. ثم إن ريبرتوار الرواية الجزائرية أصبح غنياً بالنصوص السردية الجميلة والمتنوعة والقوية، سواء بالعربية أو الفرنسية أو الأمازيغية، فقد تحقق تراكم كمي ونوعي مهم، بقي أن يتجاوز المثقفون والمبدعون الجزائريون من روائيين ومسرحيين وسينمائيين وتشكيليين وموسيقيين حالة الشتات التي عاشوها لسنوات، وذلك لغياب فضاءات مشتركة متاحة يلتقون على اختلاف حساسياتهم الجمالية والفكرية والسياسية. فضاءات للقاء حقيقي أو افتراضي تكون بمثابة منطقة (سوق إبداعية مشتركة)، يتم فيها تبادل الرأي والنقاش حول الإبداع من الأدب إلى المسرح إلى السينما إلى الفن التشكيلي إلى الموسيقى، حول الإخراج والسينوغرافيا والاقتباس وحول الإصدارات الروائية. سيجد المسرحيون، لا محالة، ما يبحثون عنه لخلق الفرجة المسرحية العالية في الجزائر مهد أول رواية في العالم (الحمار الذهبي) للجزائري أبوليوس، مروراً بروايات كاتب ياسين ومولود معمري وعبد الحميد بن هدوقة ونبيل فارس ونور الدين عبة والقائمة تطول، إلى أحدث نصوص بأقلام جديدة من الأدباء الجزائريين الذين تتعدد تجاربهم السردية بشكل لافت وإيجابي.
إنه أمر - لعمري - يدعو إلى التفاؤل رغم كل شيء. فارفعوا الستار باسم الرواية!
-------------------------
المصدر : الشرق الأوسط

الأربعاء، 17 فبراير 2021

جديد المسرح الوطني في الجزائر ليليات رمادة / علاوة وهبي

مجلة الفنون المسرحية

جديد المسرح الوطني في الجزائر ليليات رمادة / علاوة وهبي

ليليات رمادة هو عنوان الرواية الاخيرة للكاتب واسيني الاعرج التي كتبها من وحي الحجر الصحي  من وباء كورونا الذي اجتاح العالم وحصد الكثير من الارواح  وما زال.رواية واسيني ضخمة  باغ عدد صفحاتها ال500صفحة اذ من عادة واسيني كتابة الاعمال الضخمة 
 رواياته  بهذا العدد من الصفحات. تحكي ليليات رمادة .قصة البطلة راما والموسيقار شادي وهي قصة حب في زمن الجائحة في مدينة خيالية هي مدينة كوفيلاند وجاءت في جزأين .الجزء الاول بعنوان تراتيل كوفيلاند الجزء الثاني بعنوانرقصة شياطين كوفيلاند .هذه الرواية يعكف الكاتب عبد الرزاق بوكبة علي اقتباسها للمسرح لتكون .الانتاج الجديد للمسرح الوطني الجزائري في موسمه الجديد  وعبد الرزاق بوكبة له تجارب سابقة في الاقتباس المسرحي  يقول عن اقتباس رواية واسيني(هي متن واسع اخذت منه ست شخصيات واشتغلت عليها. حافظت علي المناخات العامة للرواية مع انزياحات توفير البعد الدرامي . اقتباس حر).العمل اختير لتجسيده اخراجا المخرج بوزيد شوقي .كيشوت المسر في الجزائر كما يلقبونه وهو صاحب تجربة طويلة مع الاخراج وفي حوزته الكثير من الاعمال  اخرها رهين عن نص لمحمد بويش وقد شارك به مع مسرح باتنة الجهوي في مهرجان المسرح  العربي بالاردن ونال تنويها من النقاد لانه شارك خارج المسابقة الرسمية يقول بوزيد عن الليليات انه( اختار ان يمزج فيها بين الركح وبين وسائل السمعي  البصري  لان العلبة  الايطالية لا تستوعب اللعبة الدرامية في المسرحية الرواية التي جاءت بهذا الحجم الكبير).الرواى واسيني سبق ان تم اقتباس واحدة من رواياته للمسرح من طرف المسرحي مراد سنوسي وهي انثي السراب والتي قدمت بعنوان امراة من ورق واخرجها لمسرح عنابة الجهوي سنة2012الراحلة صونيا والتي كانت سنتها مديرة لمسرح عنابة الجهوي.
ليليات رمادة .اذن هي قصة حب في زمن الجائحة كورونا اذ يلتقي شادي وهو الموسيقار براما .رمادة الطبيبة المطلقة وتنشأ بينهما قصة حب يسافر شادي الي الخارج ويصاب بداء الكورونا لكن حبه لراما يدفعه للمقاومة  وتقرر راما الحبيبة الكتابة لحبيبها شادي كل ليلة رسالة رغم كونها تعرف سلفا انه لن يقرأ رساله نظرا لوضعه الصحي. 
فيوهذا العمل الروائ الذي يحوله بوكبة الي عمل مسرحي يرصد واسيني  الصراعات الناتجة عن انتشار وباء كورونا الي جانب الصراعات السياسية السياسية في مدينة خيالية هي مدينة كوفيلاند .لكن للمدينة الخيالية تشابه مع الواقع وقد لا يخفي ذلك عن القارئ للرواية وقد يحافظ علي ذلك مقتبسها بوكبة.
العمل ينتظر ان يباشر التدريبات عليه المخرج مع الممثلين الذين وضع منذ الان تصورا لبعضهم  .كما .ينتظر ان يقدم العرض في هذا الموسم  بعد انتهاء المخرج من وضع لمساته الفينة وفق تصوره وذلك في ظرف شهر علي التقدير .. وذلك بالطبع بعد ان ينتهي صاحب الاقتباس من عمليته ووضع النقطة الاخيرة لاقتباسه.

الأحد، 3 يناير 2021

جديد مسرح قسنطينة / علاوة وهبي

مجلة الفنون المسرحية

جديد مسرح قسنطينة / علاوة وهبي

منذ ان استوطنت كورونا عالمنا  اصبحت العروض المسرحية تقدم اما افتراضيا واما في قاعات خالية من الجمهور او لا يحضرها الا بعض من الصحافة وعدد من النقاد واصدقاء منتج العرض  ظاهرة سادت وعمت في اغلب المسارح  ان لم تكن قد اغلقت ابوابها  في انتظار ان تخف الجائحة.
يوم السبت السادس والعشرين ديسمبر  كان يوما شديدة البرودة في مدينة قسنطينة .امطار وثلوج تتساقط في الولايات المجاورة وهبوب رياح شديدة البرودة .لكن ذلك لم يمنع عشاق الفن الرابع ممن تمت دعوتهم من الصحفيين واصدقاء من حضور العرض الشرفي لانتاج مسرح قسنطينة الجديد.
ماكياج نص واخراج كمال الدين فراد وتجسيد  عادل حملاوي وعتيقة بلزمة وصلاح الدين تركي وسيف الاسلام بوكرو  الي جانب الدمي المستخدمة في العرض التي صممها وحركها مصمم الدمي ياسين تونسي 
الحكاية .كاتب يعتقد انه العبقري الاول والمبدع الاوحد الكبير  كاتب الروايات والقصص المتطلع الي عالم ليس هو منه لانه باختصار شديد مختلس لافكار واعمال غيره من الكتاب والمبدعين .كاتب يعيش في عالم الوهم معتقدا انه الواقع .واقعه .ويدخل في صراع مع زوجته  التي يختلس حتي افكارها هي كما يدخل في صراع مع بطل روايته . الريح .واعتقد ان اعطاء تسمية الريح للبطل في الرواية له مغزاه فالريح تمحو  في هبوبها كل ما تجده في طريقها .تمحو الزيف وتطهر الارض من الشوائب والاوحال   الريح بطل العمل يخرج في النهاية من اوراق الرواية متمردا علي  الكاتب الذي جعل منه رجل كيمياء وصانع قنابل .يخرج مهددا الكاتب المختلس وتحت الضغط تجري محاكمة الكاتب  ويتولي محاكمته بطل الرواية الي جانب ارسطو جابر بن حيان .يحاكم علي اختلاساته لافكار غيره وادعائها لنفسه.
استخدم الكاتب والمخرج كمال فراد في عمله الجديد الدمي الكبيرة التي صممها المخرج ياسين تونسي المختص في مسرح العرائس ومصممها .وهو جانب جديد عند فراد وتجربة لم يسبق له استخدامها في اعماله السابقة .تجربة اشراك الدمي في العرض اعطت للعمل شيئ من الغرائبية  وشيئ من معقول اللامعقول .
العرض قدم في مسرح قسنطينة امام عدد قليل من عشاق الفن الرابع والصحافة . 
ماكياج تجربة جديدة للمخرج والكاتب جمال الدين فراد تضاف الي اعماله وتجاربه السابقة في الاخرج والكتابة .
من المنتظر ان يعاد تقديم العمل امام الجمهور بعد
 ان تخف حدة جائحة كورونا .في انتظار ذلك يبقي العمل حبيسا في كواليس المسرح.

الأحد، 1 نوفمبر 2020

ندوة الثورة الجزائرية وحضورها في المسرح الجزائري: “الثورة والمسرح ثنائية الحرية والانعتاق”

مجلة الفنون المسرحية


ندوة الثورة الجزائرية وحضورها في المسرح الجزائري: “الثورة والمسرح ثنائية الحرية والانعتاق”

في ندوة علمية حول المسرح الثوري بسكيكدة

احتضنت أمس قاعة المحاضرات للمكتبة البلدية خليفي ادراجي بسكيكدة بمبادرة من المسرح الجهوي سكيكدة أشغال الندوة العلمية حول المسرح الثوري بمشاركة نخبة من الأساتذة و الباحثين الذين قدموا مداخلات تعالج إشكالية الثورة الجزائرية و حضورها في المسرح الجزائري، العربي، و العالمي، خاصة و أن الندوة تعقد بمناسبة الاحتفال بذكرى أول نوفمبر 1954.
فبعد بروتوكولات الافتتاح الرسمي بكلمة مدير مسرح سكيكدة محمد بوتبان سليمان، و كلمة رئيس الندوة د.أحسن تليلاني، قام الشاعر الشعبي عبد الوهاب بوناب بإلقاء قصيدتين تفاعل معهما الجمهور الحاضر، الأولى حول المولد النبوي و الثانية في تمجيد الثورة التحريرية، ليفسح المجال لتكريم بعض الشخصيات الثقافية و المسرحية بولاية سكيكدة على رأسهم المرحوم فرحات غناي الذي يعد المؤسس الحقيقي لمهرجان المسرح الثوري بسكيكدة.


للإشارة فإن غناي فرحات من مواليد 19 مارس 1947 متحصل على شهادة البكلوريا شعبة آداب سنة 1971. درس في معهد تكوين أساتذة التعليم المتوسط بقسنطينة شعبة أدب عربي سنة 1975. عمل أستاذا بمتوسطة “البشير الإبراهيمي” و قد انتخب نائبا بالبرلمان عهدة 1982-1987، كما عين مديرا لديوان الرقية والتسيير العقاري لولاية سكيكدة سنة 1987، ثم  مديرا عاما للمؤسسة الولائية للكهرباء الريفية لولاية سكيكدة سنة 1989، و بعدما أحيل على التقاعد المسبق تم انتخابه رئيسا لبلدية سكيكدة 2008-2010 ولم يكمل العهدة لوفاته بسبب إصابته  بمرض في القلب فأجريت له عمليتين جراحيتين ثم توفي بعدها.

و كرمت الندوة محمد بوتبان محمد الذي يعد واحدا من أهم آباء الفعل الثقافي بسكيكدة و هو الذي شغل منصب مدير المسرح البلدي لسكيكدة قبل أن يتولى منصب مدير الثقافة بالولاية، ثم تم تكريم مغلاوي زيدان مدير دار الثقافة محمد سراج بسكيكدة نظير جهوده في النهوض بقطاع الثقافة و المسرح و هو الذي أنجز مذكرة حول الحركة المسرحية بسكيكدة.


أما المداخلات فقد تناوب عليها الأساتذة عبد المالك بن خلاف الذي عاد بالحاضرين إلى ذاكرة مهرجان المسرح الثوري لتوثيق فعالياته مطالبا بعودته و ترسيمه،  و من جهتها تناولت الأستاذة سلمى غنجيو من جامعة سكيكدة قضية تأثير الثورة الجزائرية في المسرح العربي متوقفة عند أهم النماذج في ذلك، كما قدم د.أحسن تليلاني مداخلة حول المسرح الجزائري و الثورة التحريرية أبرز فيها إسهامات المسرح الجزائري في التعريف بالقضية الجزائرية و التحريض على الثورة باستخدام اللهجة الشعبية عند الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني و باستخدام اللغة العربية الفصحى في التجارب المسرحية للطلبة الجزائريين بجامع الزيتونة و كذا المسرح الإذاعي عبر أمواج صوت الجزائر من القاهرة إضافة إلى اللغة الفرنسية في أعمال كاتب ياسين، ثم قدمت الباحثة قطر الندى بومعيزة مداخلة حول البعد الثوري في مسرح الكاتبة السكيكدية العالمية فطيمة قالير المعروفة بشخصيتها المتمردة على الطابوهات والأشكال المسرحية،  و قد اختتمت المداخلات بمناقشة عامة تناولت مختلف القضايا التي وردت في المحاضرات الأربع،  و قبل اختتام الندوة قرأت الشاعرة المتألقة مرابط منى قصائد بالعربية و الفرنسية اتحفت الحاضرين.


و قد ورد في توصيات الندوة ضرورة توثيق الأعمال المسرحية و العمل على إحياء مهرجان المسرح الثوري وترسيمه بالتنسيق مع وزارة الثقافة، و هي الدعوة التي تحمس لها مدير الثقافة بسكيكدة و وعد بالعمل على تجسيدها في الميدان من خلال كلمة ألقاها في ختام الندوة.

للإشارة، فإن هذه الندوة قد انعقدت بمساهمة المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية و بلدية سكيكدة و مكتبة خليفي الدراجي التي وفرت المكان فاستضافت و أكرمت زوارها.

مكتب الجزائر العاصمة: بوبكر. س

الخميس، 20 أغسطس 2020

فتحي كافي : مسرحية "عزيزي طرزان" تجربة أحدثت تغيير في مساري المسرحي كممثل وكاتب ، فهي شهادة ميلاد للكاتب المسرحي

مجلة الفنون المسرحية

الثلاثاء، 28 يوليو 2020

مدير المسرح الجهوي لبسكرة : مجهودات جبّـارة لجعـل المسـرح مركز إشعاع ثقافي وطنـي

مجلة الفنون المسرحية

مدير المسرح الجهوي لبسكرة :
مجهودات جبّـارة لجعـل المسـرح مركز إشعاع ثقافي وطنـي

بسكرة: حمزة لموشي

نجح مسرح بسكرة الجهوي في إنتاج العديد من الأعمال المسرحية التي تركت بصمتها الفنية في الساحة الثقافية بعروس الزيبان وعلى المستوى الوطني، رغم مشاكل يواجهها بسبب عدم استلامه المقر المخصص له والمنجز بمواصفات عصرية وبطاقة استيعاب كبيرة، يرتقب أن يكون إضافة ثقافية حقيقية وطنيا، خاصة بعد تعيين الأستاذ المبدع احمد خوصة مديرا له.

تسعى بسكرة لتتألّق ثقافيا وتودّع الظل الثقافي باستلام المسرح الجديد الذي يعتبر تحفة معمارية، أكّد بشأنه المدير أحمد خوصة في تصريح لجريدة “الشعب” أنّه سيجعل منه رفقة كل الفنانين والشركاء صرحا ثقافيا بامتياز وأيقونة مسرحية، تجمع كل عشّاق أبي الفنون.
وقد بادر المدير، في إطار تعزيز دور الإعلام في المؤسسات الثقافية وإيصال المعلومة إلى أبعد مدى بفتح موقع الكتروني للمؤسسة المسرحية يوم 08 جوان المنصرم، بمناسبة اليوم الوطني للفنان، حيث يتوقّع أن يكون الموقع الإلكتروني واجهة إعلامية هامة للتواصل بين الجميع من فنانين ومسؤولين ومحبي وعشاق هذا الفن العريق.

استــلام المســرح الجديد سيساهم في تفعيل الحركة المسرحيـة بالجنـوب

  أنتج المسرح الجهوي ببسكرة منذ إنشائه 4 عروض مسرحية ناجحة، عملين للكبار الأول بعنوان “المينة” سنة 2018 والثاني بعنوان “النخلة” سنة 2019، أما مسرحيات الأطفال فتم إنتاج عملين أيضا الأول بعنوان “القطة لؤلؤ” سنة 2018 والعمل الثاني “الكوكب العملاق” 2020، وهما عملين حقّقا نجاحا هاما على المستوى الفني وحتى إقبال الجمهور عليهما.
ورغم عدم وجود فضاءات أخرى للعمل الفني، ورغبة من مسؤولي المسرح في إثبات الذات والتواجد القوي فنيا والبقاء في الواجهة المسرحية، اهتدت إدارة المسرح إلى خلق فضاء وتجهيزه في مقر مركز المخطوطات الذي خصّص فيه جناح لإدارة المسرح، وهذا الفضاء قد تم تجهيزه للقيام بالتدريبات الخاصة بالأعمال المسرحية والتربصات التكوينية التي يقوم بها، وقد استغل هذا الفضاء في انتاج العمل المسرحي الاخير “الكوكب العملاق”، الذي أقيم عرضه الشرفي الأول في المسرح الوطني شأنه شأن الإنتاج الأخير للكبار “النخلة”، حيث كان العرض الشرفي بالمسرح الجهوي باتنة، وهذا ما يكلّف المسرح مصاريف إضافية وهو ما سينتهي بمجرد استلام بنايه المسرح الجهوي.
وأشار الأستاذ خوصة إلى أنّ مسرح بسكرة فتي أنشئ بمرسوم في شهر جانفي 2014، وبدأ العمل فعليا في 2017 لكن لم يتم استلام مقر المسرح الى يومنا هذا، حيث توشك عملية إتمام الأشغال وتجهيزه على نهايتها، غير أن مسرح بسكرة الجهوي يعتبر حسب محدثنا من أوائل المسارح على المستوى الوطني، التي دأبت الدولة الجزائرية على بنائها بعد الاستقلال في الجنوب الجزائري على غرار مسارح الجلفة، الاغواط والنعامة حيث اعتمد على هندسة معمارية جميلة جدا، فيعد بحق تحفة فنية بأتم معنى الكلمة حسب ما وقفنا عليه.
ويضيف خوصة أن بدايات مسرح بسكرة كانت صعبة نوعا ما خاصة في الظروف الراهنة وعدم استلام المسرح، لكن الإستراتيجية التي باشرتها إدارة المسرح تنفيذا لتوصيات وزارة الثقافة والقائمة على تعزيز فرص التكوين الفني كقاعدة أساسية لتحضير ممثلين وتقنيين، وهذا من أجل خلق قاعدة متينة للعمل الابداعي والفني، وهو الاساس الفعلي لأي انطلاقة جادة وتسطير اهداف قصيرة المدى ومتوسطة وطويلة يضف السيد المدير.

أسماء مسرحيّة عريقة صنعت مجد مسرح بسكرة

كما أن تاريخ بسكرة عريق وكبير، فمسرح بسكرة الجهوي هو مكمل لمسارها الطويل في مجال المسرح، والتي بدأها المجاهد الفنان المبدع مكي شباح والشيخ العلامة الطيب العقبي مرورا بالشهيد البطل العربي بن مهيدي الى الكاتب المسرحي احمد رضا حوحو وجمعية الامل التمثيلي بقيادة عمي سحية والفطناسي وبكوش الى المرحوم عمر البرناوي، الذي كان أول رئيس لجنة تحكيم في المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم سنة 1967، وأول فرقة مسرحية كان لها شرف المشاركة في المهرجان ذاته من الجنوب الجزائري سنة 1968 من بسكرة، كل هذا التاريخ يجعل من بسكرة عبر التاريخ ــ يضيف خوصة ــ منطقة فنية ساهمت بقسط كبير في إثراء المشهد الثقافي المسرحي بامتياز واستكمال مسيرة الاجداد.
ويعوّل خوصة كثيرا على التعريف بدور هذه المؤسسة الثقافية المسرحية، وإبراز مكانتها في المجتمع من خلال الاعمال التي تقوم بها الثقافية والفنية والاقتصادية، والأكيد أنّ هذا المحور يتطلّب جهودا كبيرة وجدية في العمل وكسب ثقة الكل للمضي قدما في البرامج المسطرة، التي اعتمدتها إدارة المسرح من خلال خلق شركاء فاعلين من مؤسسات ثقافية، والتوجه نحو الجنوب الشرقي من خلال إبرام عقود شراكة مع مديريات الثقافة ودور الثقافة في ولايات غرداية، ورقلة، الوادي، الاغواط وبسكرة في شطرها الأول.
وتعتمد هذه الشراكة الثقافية رابح – رابح في العمل سويا من أجل تفعيل العمل المسرحي في هذه الولايات، والتنسيق فيما بيننا في استقبال العروض الفنية وتنسيق البرامج المشتركة، وتفعيل التكوين الفني لتأطير تطير الفرق الفنية في تلك الولايات وتشجيع المواهب الشابة.
أما الشطر الثاني حسب خوصة، فيتمثل في برنامج عمل سيكون بتوسيع مشروع الاتفاقيات ليشمل بلديات ومديريات كالتربية والتكوين المهني والجامعة والإذاعة بدأنا المفاوضات معها وستكون جاهزة فور استلام المسرح الجهوي.

التّواصل الفنّي الافتراضي لمواجهة جائحة كورونا

 بخصوص مواجهة جائحة كورونا كوفيد 19، واستحالة تقديم برامج وعروض مباشرة للجمهور، فقد اعتمد المسرح على الفضاء الأزرق وقناة “اليوتوب” بعرض برامج كثيرة مكّنتهم من إيصال العروض لكل الجمهور، وتحقيق نسب مشاهدة عالية لكل الفئات العمرية كبرامج الأطفال التي نظّم مسرح بسكرة ومضات اشهارية لها للتحسيس بخطورة الوباء وكيفية انتقاله، كما تمّ تخصيص حصص ترفيهية متنوعة وحصة بعنوان “لنتحدث فقط مع الأطفال” تبث مباشرة على الصفحة الرسمية للفايس بوك يومي الخميس والثلاثاء، وقد حقّقت نسبة مشاهدة قياسية أكثر من 20 ألف مشاهدة، كما نظّم مسرح بسكرة مسابقة وطنية للطفل الموهوب وكانت على مراحل وشهدت مشاركة واسعة لكل الأطفال.
أما بالنسبة للكبار فقد أسّس مسرح بسكرة الجهوي منتدى أطلق عليه اسم “فضاء الركح”، بلغ عدد رواده أكثر من 3500 متابع من الجزائر وخارجها من المهتمين باب الفنون، وهو يناقش قضايا مسرحية يشرف عليه الدكتور رابح هوادف، والذي استضاف عددا كبيرا من رجالات المسرح وطنيا وعربيا وحتى من الدول الأوروبية.
كما تمّ برمجة تربصات تكوينية لفائدة شباب المنطقة في ظرف سنة واحدة، استفاد المهتمون بالمسرح من 5 ورشات فنية في مجالات التمثيل والإخراج والسينوغرافيا ومن تاطير أساتذة مختصين في المجال وحتى من خارج الجزائر، وهي الأولى من نوعها على مستوى مسرح بسكرة، وهذا بالشراكة مع محافظه المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم.
وهناك أيضا تربص طويل المدى يمتد لعامين ونصف يتوج بعمل فني، ويندرج هذا التربص في إطار عقد الشراكة بين المسرح الجهوي بسكرة والمؤسسات الثقافية بالجنوب الشرقي للوطن، ويكون التربص في اختصاصات الإخراج والتمثيل والكتابة الدرامية والسينوغرافيا، ويشرف عليه أساتذة مختصون من المعهد العالي لفنون العرض والسمعي البصري برج الكيفان، وكانت انطلاقته في فيفري ٢٠٢٠ ويختتم في شهر أكتوبر 2021، ويهدف التربص إلى اكتشاف وتأطير مواهب الجنوب لتكون خزان للأعمال الفنية للمسرح الجهوي بسكرة، يؤكد خوصة.
وحرص المدير على التأكيد على أهمية التعاون والتنسيق مع الجمعيات الثقافية والتعاونيات المسرحية في بسكرة، والتي تساهم في الحركة المسرحية المحلية والوطنية من خلال انتاجاتها ونشاطاتها، وقد قدّم مسرح بسكرة الجهوي بعض المساعدات الفنية لها فقد قام بتنظيم جولات فنية، وساهم أيضا في إنتاج عمل مسرحي للأطفال بعنوان “مريم والبهلوان”، رغم انه جاهز للعرض إلا أن الجائحة حالت دون عرضه الى حد الساعة، وفي انتظار استلام المسرح أكيد سيكون متنفسا لكل مسرحيي المنطقة لإقامة عروضهم في ظروف جيدة.
--------------------------------------------
المصدر : الشعب 

الخميس، 20 فبراير 2020

“جي بي أس” تفتح أيام الشارقة المسرحية

مجلة الفنون المسرحية 


“جي بي أس” تفتح أيام الشارقة المسرحية

صبرينة كركوبة - الجزائر 

يرتقب أن تفتتح مسرحية “جي بي أس” افتتاح تظاهرة  أيام الشارقة المسرحية في طبعته الثلاثين بالامارات العربية، المزمع تنظيمها ابتداء من 29 فيفري الجاري وإلى غاية 14 مارس المقبل، حيث ستعرض المسرحية يوم 29 فيفري الجاري، حسب ما كشفه المخرج محمد شرشال.

وقد كانت مسرحية “جي بي أس” خير سفير للمسرح الجزائري، حيث افتكت جائزة الكبرى سلطان بن محمد القاسمي لأحسن عرض مسرحي، وذلك في اختتام مهرجان المسرح العربي بالمملكة الأردنية الذي تنظمه كل عام الهيئة العربية للمسرح، كما حظي طاقمها بتكريم خاص من وزيرة الثقافة مليكة بن دودة مباشرة بعد العودة من الأردن.

ونال العرض الذي أنتجه المسرح الوطني الجزائري “محي الدين بشطارزي”، إعجاب النقاد والجمهور الحاضر في مهرجان المسرح العربي في طبعته الثانية عشرة، ذلك أنه يدخل ضمن المسرح الصامت، ويعالج مشكلات الإنسان المعاصر، وهو نوع جديد أبدع فيه شرشال في التظاهرة -حسب عديد المختصين-.

وتمزج “جي بي أس” بين تقنيات السينما والمسرح، والإيماءات والحركة لتمرير رسائل وأفكار تنتقد الانصياع والتيه، حيث عالجت ضياع الإنسان المعاصر بين الأفكار والمبادئ وموقفه من الوقت وإدمانه الانتظار دون الوصول ، بل يقدم صورة للإنسان المسخ الذي يتحول ويفقد حتى حقيقته، سواء بفعل فاعل أو بإرادته.

فالأبطال ينتظرون منذ مولده الخلاص دون جدوى، والقطار الذي هو رمز الخلاص يمر في كل مرة دون أن يستقله أي أحد ، وبينما هم ينتظرون ينشغلون ببعضهم، ولا ينتبهون إلى الوقت ولا إلى عبور القطار حتى بلوغهم الشيخوخة.

شارك في التمثيل مجموعة من الممثلين الذين حققوا بروزا في السنوات الخيرة على غرار محمد لحواس، عديلة سوالم، صبرينة بوقرية، سارة غربي، عبد النور يسعد، مراد مجرام، محمود بوحموم وياسين براهمي، واشتغل على موسيقى العرض عادل لعمامرة بينما أنجز السينوغرافيا عبد المالك يحي ونفذ الإضاءة شوقي المسافي..

يذكر أن أيام الشارقة المسرحية تأسست سنة 1984، وهي مكرسة لعروض الفرق المسرحية الإماراتية المشهرة رسميا، حيث تعد تظاهرة مسرحية ثقافية تقام سنويا برعاية من  الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تشارك فيها  فرق مسرحية. وتمنح الأيام جوائز فنية للفرق، الممثلين والفنيين باحتفال ختامي يتخلله تكريم  فنان عربي فائز بجائزة  الشارقة للإبداع المسرحي العربي، إضافة لتكريم  أحد رواد الحركة المسرحية المحلية. .

السبت، 15 فبراير 2020

كاكي زعيم المسرح الجزائري

مجلة الفنون المسرحية 
كاكي زعيم  المسرح الجزائري 

     علاوة وهبي

تجد في  الحي الشعبي الذي تفوح منه روائح الثقافة الشعبية والتراث بمدينة مستغانم التي تحتضن ومنذ الخمسين سنة اقدم مهرحانات المسرح في الوطن العربي .مهرجان مسرح الهواة .بهذاوالحي الشعبي كان ميلاد ولد عبد الرحمن عبد القادر والذي اشتهر فيما بعد باسم ولد عبد  كاكي .وبحيه السعبي ونمذ الصغر كان يخضر مع عمه حفلات المطرب الشعبي الشيخ حمادة ومن المدائح التي كان يؤديها الشيخ حمادة  نما حب الادب الشعبي في روح كاكي وعشق كل ما له صلة بالتقاليد والعادات السعبية وكذلك من الاسواقزالشعبية الاسبوعية تعرف علي القوال او الراوي او الحكواتي .والذي ما مان سوق بخلو منه ايام زمان ومن القصص التي يرويها القوال تعلم كاكي فن القول وفن الحكي   ..
ولد عبد الرمن كاكي سنة1934.. انضم الي الكشافة الاسلامية ومنها وفيها تعلم النظام وحب العمل والنضال سنة 1950 ينضم الي فرقة مصطفي بن عبد الله .مع المخرج الفرنسي هنري كوردان تعلم فن الاخراج وقبله الوقوف علي ركح المسرح .في سنة 1958يؤسس كاكي فرقته المسرحية الخاصة والتي اسماها القراقوز ومعها انتهج اسلوبا جديدا يخصه بالاشتغال علي التراث الشعبي ودمج العمل المسرحي بالواقع الثقافي 
لد عبد الرحمن كاكي الزعيم احب الكاتب برتولد بريخت واعجب  بمسرحه الملحمي وبمفهوم التغريب فيه  ومنه اخذ الكثير كما احب منهج ستانسلافكي في التكوين ومنهج ميرخولد في البيوميكانيك . ومن اروين بيسكاتور  اخذ مفهوم المسرح السياسي  ومن هولاء جميعا  ولد مسرحه واسلوبهوفي الكتابة المسرحية وعلي مناهجةهؤلاء جميعا درب من كانوا يعملون معهفي فرقته القراقوز.
ولد عبد الرحمن كاكي الذي اتكأ في اعمالهوالمسرحية بشكل ملفت علي التراث الشعبي المتشبعبه منذ الصغر فعمل علي توظيف القوال في اعماله. ويعد من اوائل المسرحيين في مطقة الشمال الافريقي الذي وظفوا هذه الشخصية مسرحية .لتاتي بعده اعمال اخري لمسرحيين اخرين وتجد فيه المستند الذي تستند اليه فيما تنتجه من مسرحيات وخاصة صنوهوعبد القادر علولة الذي كان هو الاخر متشبعا بالثقافة السعبية واشتغل علي شخصية القوال واسلوب الحلقة في مسرحه  سنة 1969 تعرض كاكي الي حادث مرور ابعده الي سنوات عن الحياة المسرحية .ولكنه عاد بعدان شفي جزأيا ...
كاكي ولد عبد الرحمن توفي  يوم الرابع فبراير1995.
هي اذن ذكري رحيله الخامسة والعشرون..
ترك ولد عبد الرحمن مجموعة من الاعمال المسرحية اهمها.
١. بني كلبون
٢..شعب الليل
٣  الشيوخ
٤..افريقيا قبل واحد
٥  القراب والصالحين.وهذه المسرحية ماخوذة عن مسرحية بريخت الانسان الطيب في ستشوان الا ان الذي لا يعرف مسرحية بريخت لا يمكنه ان يشك للحظة ان القراب والصالحين هي الانسان الطيب .وقد تحقق لكاكي ذلك كون مسرحية بريخت تستند الي اسطورة شعبية صينية ولان كاكي متشبع بالتراث الشعبي لبلده تمكن بسهولة من نقل احداث المسرحية من البيئة الصينية الي البيئة الجزائرية .
ه..كل واحد وحكمه .وهذا العمل دمج فيه كاكي عملين لكاتبين مختلفين ومن دولتين في عمل وحد اما الكاتبين فهما برتولد بريخت ولويجي بيرانديللو والاول من المانيا والثاني من ايطاليا واما العملين فهما لكل شيخ طريقة لبيرانديللو وبعل لبريخت .وتمكن كاكي من انتاج عمل مختلف منهما
٦..132 سنة 
هذه المسرحية تم عرضها في العيد الاول لاستقلال الجزائر وقد حضر عرضها العديد من الشخصيات السياسية التي جاءت تشارك الجزائر احتفاله باول عيد استقلال لها ومن بين من حضروا العرض المناضل الاميكولاتيني تشي غيفارا .والذي قال في تصريحشهير له بعد العرض.
( قيل لي انه لا يوجد مسرحوفي الجزائر ولكن ما شاهدته الليلة يفنذ ذلك اذ يوجد بالجزائر مسرح متطور ونضالي) 
ولد عبد الرحمن كاكي احرز عدة جوائز عن اعماله كما كرم مرات عديدة وهناك اليوم بمدينته مستغام  مسابقة لكتابة النص النص المسرحي تحمل اسمه ويشرف علي تنظيمه مهرجان مسرح الهواة بامدينة.

الخميس، 16 يناير 2020

عرض جي بي أس GPS من الجـزائــر منحوتات صاخبـة وفرجة جمالية

مجلة الفنون المسرحية 
عرض جي بي أس  GPS من الجـزائــر  منحوتات صاخبـة وفرجة جمالية 
بـقـلـم : عـبـاسيــة مـدونــي – الــمهرجانات العربية 

   في ظلّ فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته الثانية عشرة (‍‌12 ) بالأردن والمنظم من لدنّ الهيئة العربية للمسرح ، انفتح الجمهور على العرض المسرحي جي بي أس ( GPS) من المسرح الوطني الجـزائــري ، تصميم وإخراج " محمد شرشال" .
  العرض المسرحي من أول مشاهده إلى آخرها جاء ذا زخم دلالي وسيميائي مكثّف بالعلامات والأيقونات التي تحمل المتلقي على التفكّر والتأمل ، وإعادة طرح الأسئلة ، وسط تقنيات اعتمدها المخرج تمزج ما بين السينما والمسرح ، بإيماءات وحركات وإيقاعات مدروسة بدقّة هدفها كان إيصال  الأفكار وعديد الرسائل المشفّرة ، التي تجاوزت لغة الخطاب والحوار المكثّف المتداول ، فكان  " البونتومايم" حاضرا مع دلالات الجسد والأصوات وإيقاعات الموسيقى .
  جي بي أس صراع الأفكار ، صراع العلاقات ، صراع المبدئ وصراع الحريات ، صراع الزمن والوقت ، صراع المكان ، وصراع الغايات ، صراع الانتظار المضني دونما ملاحقة المحطة الأخيرة من عمر ضاع بين ، بين ، صراع .
  شخوص تنتظر منذ ولادتها ورؤيتها النور الخلاص ، خلاص تجسّد في قطار يفوتهم ، ويفوتنا كمتلقين ونحن نترقب الآتي لنستقل محطّة الطرح الجرئ بلغة الجسد ولغة الإيقاع ولغة تكاثف وزخم الأيقونات بالعرض ، لنستقل محطة الشيخوخة تلكم المرحلة الفارقة بالعمر ، لنعيد ترتيب الأولويات .
وفي تصميم العرض ، نحى المخرج منحى المشاهد المنفصلة لضرورة إبداعية  حملت المتلقي إلى عالم الفرجة والكوميديا الساخرة ، متّكئا على قدرات فريقه من الممثلين في الحركة ، والإيقاع وتمكّنهم من فيزياء الجسد وفضاء العرض .
  الممثلون كانوا على شاكلة  الدمى تارة ، وآليين تارة أخرى ، وفق التحولات التي اقتضاها مسار العرض في رؤيته الإخراجية وطرح الفكرة ،  والأقنعة التي رافقت كل شخصية بدلالاتها ، فالعمل المسرحي عكس زخما من الحركات والأصوات ، والشفرات ذات العلامات التي تحملنا على التأويل والطرح والتساؤل ، بخاصة وأن المخرج اعتمد تجارب عالمية بدت واضحة من خلال مشاهد العرض واشتغاله وتركيزه على الممثل الذي بدوره حمل فلسفة وطرحا وجوديا بأسلوب إبداعي ومبتكر ، فكل شخوص العرض تخوض حربا طابعها التمرد ، والانسلاخ من سطوة نحّاتها فهي أيضا تبحث عن الخلاص لتغدو طبيعية وتمارس كل طقوس الوجود بخيره وشره ، فكل العوالم هشّة إلى أن تقرّر أن تولد من جديد وتكشف عوالم أخرى دفينة في النفس البشرية .
   الفرجة الجمالية كانت حاضرة بعرض " جي بي أس"  للمسرح الوطني الجزائري ، اتّسمت بالإبهار والدقة في الطرح ، والصور الحية ناحتا من خلالها المخرج الحركة على الركح ، ضابطا الإيقاع العام لدى الممثلين .
  السينوغرافيا  من  الإضاءة ، الألوان ، الماكياج ، الأزياء والموسيقى كانت فسيفساء حيّة على الركح ، وكانت نوتة العرض التي يحتاجها أي متلقي للتناغم والانصهار ، مع الحفاظ أو بالأحرى ملامسة كل الوعي والإدراك لدى الممثلين ومدى حرصهم على التحكم بإيقاع العرض الذي جاء دليلا قاطعا على تمكّنهم وكمّ التدريبات التي تلقوها لإنجاز هذا العرض مع جمالية ونسق واعي ، إذ أن فيزياء الجسد في التشكيل الحركي كانت حاضرة بقوة لتشكيل صورة فكرية ووجودية ودلالية بإيماءات ورمزيات وظيفية .
فعرض " جيب ي أس" كان كتابة إخراجية من نوع آخر ، فقد أربكنا العرض واستفزّنا لنقف عند كل صورة مشهدية ونطرح الكثير من الأسئلة ، وذلكم هو المسرح الذي يتماشى والذائقة الجمالية والروحية والفكرية ، فالعرض لم يكن مجرّد عرض وإنما كان حياة أخرى عايشناها بكل تفاصيلها ، وحقائقها المغيّبة وجدلياتها .
وعليه ، فإن عرض جيب ي اس جاء عرضا ليحمل لنا أجوبة وجودية ما نزال نبحث عنها ، وملامسة الحقائق المرهونة بكثير من العلامات والدلالات والإيحاءات

السبت، 4 يناير 2020

رهين بين حبين

مجلة الفنون المسرحية


رهين بين حبين

         علاوة وهبي

يقول رولان بارت( ركح المسرح عبارة عن الة جهنمية ما ان يفتح الستار حتي تبدأ في ارسال رسائل عديدة نحو المتلقي في القاعة. )
وما ان تبدا هذه الرسائل حتي تبدا مراكز الاستقبال عند المتلقي. المتفرج في تحليل شيفرتها  والقبض علي دلالتها .تلك لعبة المسرح  .والمخرج الذكي من يعرف كيفية توظيف ذلك في العرض.ليشد المتفرج وايصال ما اراده اليه.او دفعه الي طرح الاسئلة حول ما يشاهده علي الركح.
رهين العرض الذي انتجه مسرك باتنة الجهوي واخرجه بوزيد شوقي 
تخليدا لروح الممثل الراحل محي الدين بوزيد الذي ابدع بشكل خاص في اداء دور هولاكو في مسرحية سلطان  القاسمي بنفس العنوان واخراج لطفي بن السبع .رهين جسد شخصياتها الممثل القدير محمد الطاهر زاوب والممثلة المبدعة نوال مسعودي الي جانب عناصر اخري .وكتب نصه الكاتب محمد بويش الذي اعلن ما مرة انه يشتغل علي المدهش في المسرح .اي انه يعمل علي خلق  الدهشة عند المتفرج  مما يشاهده علي الركح.
رهين اذن يمكن تصنيفه في هذه الخانة الادهاشية. و والاندهاش فيه ربما ياتي من عدم تحديد انتمائه.
فقد اراده الكاتب نصا يمكن ان تكون احداثه قد وقعت في اي دولة .دون تسميتها علي وقع خلفية اصوات متظاهرين في الشوارع طالبين تغيير سلطة الحكم القمعية.
ورهين كما تم عرضها يمكن القول انها قصة حب. ولكنه حب مزدوج. وهي اقرب الي المونودرام منها الي النص متعدد الشخصيات او ان شئنا قلنا انها ثريو درام علي اعتبار شخصيتين اخريتين الي جانب الشخصية الرئيسية.

وتبدا بمناجاة بين البطل . والحبيبة التي لا نشاهدها انما نسمع صوتها فقط ورهين الذي يوجد محبوسا في قبو بناية لا نعرف جريمة حبسه ولكننا نحضر تعرضه لعنف السلطة الممثلة في حراسه في القبو وفي استنطاقه .ثم الطلب الغريب الذي يطلب منه وهو وضع لفافتين من التبغ امامه والطلب منه تدخين واحدة منهما اللفافة الاولي هي لفافة الحبيبة واللفافة الثانية هي لفافة الوطن وعليه ان اراد حريته تدخين واحدة منهما  .عليه ان يضحي اما بالحبيبة او بالوطن .انه الاختيار الصعب بالنسبة له هو الذي يعيش حبين لا حب واحد .حب الحبيبة حورية وحب الوطن واي ما كانت التضحية فهي صعبة اذ تعني التضحية بالواحد تضحية بالاثنين معا..هل يضحي بالمرأة وهي تعني فيما تعنيه الوطن ام يضحي بالوطن وهو يعني فيما يعنيه المراة الحبيبة اي انه في كلتا الحالتين مضحي بالاثنين .وتلعب العصابة  علي الاعصاب معه محاولة ارغامه علي القيام بما تطلبه منه ومغرية اياه بالحرية التي سيحصل عليها ان هو نفذ طلبها ودن واحدة من تللفافتين ولكن اليس الحرية حي الحبيبة والتي تحمل اسم حورية. وان هو ضحي بالوطن الا يعني انه ضحي بالحبيبة فالعاشق حبيبته المراة والمناضل حبيبته الوطن .معادلة صعبة والاختيار اصعب منها  لكن مثلما يلعب السجان علي اعصاب السجين يلعب السجين كذلك علي اعصاب السجان والايهام بانه قد اختار التضحية باحدي الحبيبتين كما طلب منه ولكنه لا يفعل في نهاية الامر بل يدفع بالسجان الي الانهيار مسجلا انتصار العاشق والمناضل علي الطاغية المتسلط.
علي مستوي الخراج لجا شوقي الي اللعب علي الاسود وعلي ركح عاري تقريبا مع استخدام صور الممثلين بالحجم الطبيعي في الخلفية واعتماد الاسقاطات الضوئية مع حجب وجه الممثل في اغلب الاحيان وكاني به لا يريد من المتفرج معرفة هوية الشخصيات.الي جانب استخدامه الاشكال الهندسية في تقسيم الركح  باجساد الممثلين الذين تجدهم وقوفا احيانا في شكل مثلث واحيان اخري في خط مستقيم او في شكل نصف دائري يوحي بالتطويق للشخصية الرئيسية .الي جانب استخدم قطع متنقلة لتكون احيانا باب القبو واحيان اخري نافذة للقبو منها تطل رأس الحارس
ان اعتماد تلانارة العمودية له مدلوله في العرض الفوقية .اي نظرة الطاغية الي الشعب وانكسارها في نهاية الامر يعني انكسار شوكة وسلطة الطاغية.

ليصرخ البطل في نهاية العرض 
ايها الطن اننا نحتاجك فينا وتحتاجنا فيك لتنتصر.

رهين اذن الذي لا نعرف عنه اي شيئ هو رهين حبين حب الحبيبة حورية وحب الوطن الذي هو رهين في يد طغمة متسلطة..وقد تمكن شوقي بهذا الاسلوب مع الكاتب محمد بويش الي دفعنا فعلا الي طرح الكثير من الاسئلة حول ما يقصده الكاتب بنصه الذي كتب بلغة شاعرية جميلة وكذا عن مقاصد المخرج من استخدام ما استخدمه من التشكيل الهندسي في تقسيم ركح المسرح  واعتماده التجريد في لوحاته المشكلة علي الركح من اجساد الممثلين .والظاهر ان بوزيد الذي يحب التجريب والظهور في كل عرض له بما لم يظهر به من قبل يسعي في كل مرة الي خلق هالة من الانبهار عند المتفرج هو اختيار حاز به بوزيد الاعجاب واظهر قدرته علي استخدامه في جل اخراجاته السابقة
.تجدر الاشارة ان هذا العرض سيكون حاضرا في مهرجان المسرح العربي في الاردن.






الثلاثاء، 26 نوفمبر 2019

الممثلة نوال مسعودي: “رهين” حكاية وطن مغتصب يسكن في وشعب منتفض يبحث عن الحرية”

مجلة الفنون المسرحية 

الممثلة نوال مسعودي: “رهين” حكاية وطن مغتصب يسكن في وشعب منتفض يبحث عن الحرية”

صبرينة كركوبة - الجزائر

اعتبرت الفنانة نوال مسعودي مسرحية “رهين” للكاتب محمد بويش عن كتابه لفافة وطن و التي أخرجها شوقي بوزيد، والتي عرضت مؤخرا في المسرح الجهوي بباتنة وقد شاركها في الابداع التمثيل كل من مبروك فروجي، محمد الطاهر زاوي، تجربة مميزة، تضاف إلى مسارها الفني، كون أن هذا العمل يطرح قضية وطن مهمة فيما المطالبة بالحرية المرجوة دوما، ناقلا الحراك وصوت الشعب الى الركح بطرق فنية جميلة ….نوال المعروف عنها تمسكها بمبادئها ومواقفها الثابتة التي ترعرعت عليها في نضال ثقافي ووطني–تقول: -، خاصة وأن “رهين” تأتي في ظروف استثنائية تعيشها الجزائر في مرحلة جد حساسة ومهمة تمر بها البلاد منذ الاستقلال في مسارها السياسي.
وأثنت نوال مسعودي في سياق آخر، على كل من شاركها فرحتها بالمولود الجديد “رهين” ثمرة جهدها وتعبها ونضالها الركحي سواء عبر اتصال أو رسائل عبر الخاص أو تعليقات، وكل من حضر رهين، هنئ وتمنى لها التوفيق والنجاح، وشاركها فرحتها بنجاح العرض الذي حضره جمهور غفير ومن كل الولايات ملئ قاعة العروض للمسرح الجهوي باتنة عن آخرها ودوي صوته بآخر العرض بهتافات وتصفيقات حارة عرفانا بنجاح العرض وتألق الممثلين فيه من آداء محترف وتمكن راقي لللغة العرببة الفصحى…اللغة التي جاء بها العرض.
نوال مسعودي التي دخلت هذا العام أيضا بعمل مسرحي مونودراما قوية فجرت بها كل طاقتها بعنوان “وسخ.كوم”، وهو العمل الذي تكون فيه البطلة الوحيدة، أين تقمصت فيه عدة شخصيات في آن واحد والذي اعتبرته الفنانة في تصريح لــ “الجزئر” دورا صعبا للغاية كون العمل يتطلب لطاقة فظيعة وايضا كونه الأول بمسارها الفني في نوع المونودراما أو التمثيل من شخص واحد لمدة ساعة كاملة بمفردها بعد عرض ” أحبك أنت” الذي كان يتحدث عنها وعن حياة فنانة مسرحية وهبت حياتها للمسرح وقوبلت بالتهميش والحقرة فقط حين تعرضت الى حادث على الخشبة افقدها القدرة على الحركة مدة سنة ونص هذا العمل الذي كان من آدائها واخراجها ….تقول نوال لذلك على الفنان أن يضاعف مجهوداته ليقنع الجمهور الحاضر، مؤكدة بأنها المرة الأولى التي تؤدي مونودراما وكان لها بمثابة التحدي.
وتدور أحداث المونودراما التي جاءت في قالب كوميدي تراجيدي و التي أخرجها لحسن شيبة، في حمام شعبي وتروي قصة “همامة” الفتاة التي فتحت عينيها على العمل بمكان ليس ككل الأمكنة، وأصبحت عاملة فيه تقصده النسوة للنظافة ك”كياسة” وتساعد الوافدات من مختلف أطياف المجتمع على التخلص من الأوساخ….طبعا في اسقاط عن الحمام الكبير الوطن ومايحدث فيه من فساد اجتماعي وسياسي وثقافي واخلاقي أيضا …ويعد وسخ.كوم العمل الأول لها الذي تطرق للحراك في رفض للفساد ومساندة للشعب الذي يطالب بالحرية والتغيير قبل رهين .

وعن الانجازات التي حققتها في المجال الفني، قالت الفنانة المسرحية والسينمائية والتلفزيونية نوال مسعودي، تحصلت على جائزة رئيس الجمهورية علي معاشي للمبدعين الشباب كأفضل ممثلة مرتبة أولى، كما انها كرمت بوسام الذكرى الستينية لاندلاع الثورة التحريرية من طرف الرئاسة ووزارة المجاهدين تقديرا وعرفانا لأعمالها الجليلة المقدمة خدمة للوطن، ضف إلى ذلك كرمت بعدة دول عربية على غرار تونس، المغرب والأردن… وشاركت في العديد من المحافل الوطنية والدولية كممثلة بأعمال مسرحية مختلفة.

وأضافت نوال، شاركت في العديد من المهرجانات الوطنية المسرحية والسينمائية كعضو بلجنة التحكيم، ولي العديد من الأعمال المسرحية التي أديت بها جميعها الأدوار الرئيسية… و أبرزها: “يوغرطة” للمخرجة المرحومة صونيا/ “الحلاج” للمخرج حيدر بن حسين/ “فوضى الأبواب” للمخرج شوقي بوزيد/ “علاء الدين والمصباح السحري” للمخرج صابر عميور إنتاج مسرح سكيكدة الجهوي/ “الحشامين” للمخرج شوقي بوزيد/ “الصوت” للمخرج علي جبارة/ “مستنقع الذئاب” للمخرج فوزي بن ابراهيم/ “ملحمة ابطال القدر” للمايسترو اللبناني عبد الحليم كركلا/ بوزنزل / للمخرجة مريم علاق/ “الرهينة” للمخرجة نبيلة براهيم، العطب للمخرج فوزي بن إبراهيم وغيرها من الأعمال التي غابت عني اللحظة –تقول-، أما في السينما والتلفزيون فقد شاركت في أعمال: كلها ثورية تاريخية/ في الأفلام والدراما التلفزيونية: فيلم ( حورية الممرضة ) للمخرج محمد شرف الدين قطيطة/ “شلال العذراء” للمخرج محمد شرف الدين قطيطة/ المسلسل التاريخي التلفزيوني ( طوق النار) للمخرج الأردني بسام المصري….الخ، سينمائيا: فيلم “مصطفى بن بولعيد” للمخرج القدير أحمد راشدي/ “مسخرة” للمخرج المغترب الجزائري إلياس سالم./ “العقيد لطفي” للمخرج احمد راشدي/ “نقطة نهاية” للمخرج احمد راشدي/ الخ من الأعمال المسرحية والسينمائية والنشاطات الثقافية. كما سبق لها ان كتبت واخرجت نصوصا للمسرح وخاصة للأطفال

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption