أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح في تونس. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح في تونس. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 3 ديسمبر 2017

حاتم دربال: الدورة الجديدة لأيام قرطاج المسرحية استثنائية ومتفردة

مجلة الفنون المسرحية
   

حاتم دربال: الدورة الجديدة لأيام قرطاج المسرحية استثنائية ومتفردة 


جمال عبد الناصر - اليوم السابع 


أيام قليلة وتنطلق الدورة التاسعة عشر من مهرجان "أيام قرطاج المسرحية" يوم 8 ديسمبر، وتستمر الفعاليات حتى 16 من نفس الشهر.

وصرح مدير الدورة الجديدة للمهرجان الفنان والمخرج حاتم دربال، قائلا :مهرجان أيام قرطاج المسرحية تجمع لأهل الفنّ ومحبيه في مشهد احتفالي متنوع وتتراوح عروضه بين أشكال المسرح الكلاسيكية والانفتاح على أوجه المسرح المعاصر، والمهرجان ليس موعدا للمسرح فقط وإنّما حاضنة سخيّة تجمّع ثقافات وخبرات مختلفة تنفتح على جمهور شعوف وحريص على الفرجة الراقية.

وأضاف دربال: تتميز الدورة التاسعة عشرة لأيام قرطاج المسرحية بطابع استثنائي ومتفرّدة بما أنّها تشهد عودة الحسّ التنافسي من خلال العودة إلى المسابقة وتحفيز الفنّانين المسرحيين إلى تقديم الأفضل، وتقدّم أيام قرطاج المسرحية " زبدة "  الأعمال المسرحية والفرجوية لهذا العام وما يربو عن التسعين عرضا مسرحيا وفرجويا سيشاهدها الجمهور في بانوراما عربية وافريقية وعروض تونسية متنوعة وانفتاح على المسرح العالمي ومسرح الراقص والتجارب الحديثة.

واشار المخرج التونسي : أيام قرطاج المسرحية هي فرصة ذهبية لنقول شكرا للمعلّمين الذين أناروا بحضورهم ووهبتهم طريق الابداع، وطريقتنا في هذه الدورة لتكريمهم وتبجيلهم هي إدراج عروضهم ضمن محور خاص أطلقنا عليه إسم "مسارات" في انتظار تسليط الضوء النقدي والفعلي على تجاربهم وعمق وحجم عطاءاتهم في محطات قريبة قادمة.

وأكد علي ان أيام قرطاج المسرحية هي أيضا إشعاع في الجهات من خلال استقبال لبعض عروض الدورة من قبل شركائنا في مراكز الفنون الدرامية .

لوما نيوز محرك بحث اخبارى و تخلي لوما نيوز مسئوليتها الكاملة عن محتوي الخبر او الصور وانما تقع المسئولية علي الناشر الاصلي للخبر و المصدر كما يتحمل الناشر الاصلى حقوق النشر و وحقوق الملكية الفكرية للخبر .تم نقل هذا الخبر اوتوماتيكيا وليس عن طريق احد محرري الموقع من مصدره الاصلي وتقع مسئولية صحة الخبر من عدمة علي عاتقهم, وفي حالة امتلاكك للخبر وتريد حذفة او تكذيبة يرجي الرجوع الي المصدر الاصلي للخبر اولا ثم مراسلتنا لحذف الخبر، ونحن نرحب باي اتصال بخصوص الاخبار المنشورة تبعنا, لاننا موقع محايد ونرحب بكل الاراء

                                                         حاتم دربال خلال المؤتمر الصحفي لايام قرطاج المسرحية

الاثنين، 13 نوفمبر 2017

المخرج المسرحي التونسي صالح الفالح يطلق صرخة معاصرة في 'حين رأيتك'

مجلة الفنون المسرحية


المخرج المسرحي التونسي صالح الفالح يطلق صرخة معاصرة في 'حين رأيتك'


*محمد ناصر المولهي  -  العرب


حكايات رغم تباعدها واختلاف تفاصيلها وانفصالها عن بعضها، تندرج تحت ثيمة واحدة، هي ثيمة التحقيق، وموضوعه الحب والعلاقات العاطفية.

عندما اجتهدت المخيلة البشرية في خلق أسطورة للكون كانت بدايتها الحب، الحب بين الآلهة التي كانت تذكّر وتؤنّث، الحب بين آدم وحواء، فالحب والتقاء الذكوري بالأنثوي هو ما يخلق الحياة وجوهرها الأول. لذا تبقى قضايا الحب حية ومؤثرة لا تموت أبدا. والحب كان محور العمل المسرحي الجديد للمخرج التونسي صالح الفالح بعنوان “حين رأيتك”. من إنتاج المسرح الوطني التونسي.

تبدأ المسرحية بدخول فتاة بتنورة سوداء، حاملة سيجارة، تعبر الركح لتنتحي مكانا قصيا، تدخن صامتة فيما يدخل يوسف، الأستاذ الجامعي متوجها إلى الجمهور بخطاب مباشر يبدأ بجملة “إيمان مرتي” (أي إيمان زوجتي)، هنا لا يعدد يوسف خصال إيمان، بل يعدد صفاتها ما بعد الزواج وإنجاب ابنهما. زوجة رتيبة لم تعد تعتني بمظهرها ولا تجديد في علاقتهما التي باتت مجرد واجب، وحركات مصطنعة.

تدخل إيمان إلى الركح، لتفنّد ما قاله زوجها بكلمة واحدة “يكذب”، هنا يشتد الجدال بينهما حتى يأتي طلبة يوسف ليكملوا التحقيق الذي بدأوه رفقته حول الحب والعلاقات العاطفية، حيث يتحول من يقود التحقيق إلى موضوع درس هو بدوره.


تحقيق عن الحب

يجلس يوسف وإيمان على كنبة، وأمامهما على كرسيين شاب وشابة بصدد طرح الأسئلة عليهما، فيما يصوّر شاب آخر الحوار، أسئلة كثيرة يطرحها الطالبان على الزوج والزوجة، حول ممارسة الحب وتفاصيل الممارسة، حول متعة ذلك، حول الحياة اليومية وتأثير الوضع العام الاجتماعي والمادي على علاقتهما، حول كثير من التفاصيل التي تبدأ من علاقتهما لتتناول العلاقات بصفة عامة، ومن خلفها الروابط المتآكلة التي تربط أفراد المجتمع بخيط العادات المهترئ، لتلمس أسئلتهم حتى الواقع السياسي والاقتصادي. حيث تتحول الأسئلة إلى إضاءات على مناطق مختلفة، تلمسها المسرحية بذكاء.

مشاهد مقطعة وحكايات منفصلة تتكامل مع بعضها لتعطينا صورة كلية، ينظمها التحقيق الذي قامت عليه المسرحية، وموضوعه الحب والعلاقات العاطفية
ينتهي المشهد بخصام بين الزوجين اللذين لا يمكننا أن ننحاز إلى واحد منهما على حساب الآخر، ونحمّله مسؤولية فشل العلاقة. يدخل طالب وطالبة، في مشهد انزواء عاطفي، يتلامسان، يتعانقان، فيما تطالب الفتاة بالحرية الجسدية وبحرمة الجسد، تطالب بالتحرر والانعتاق من العادات التي تدّعي حماية المرأة فيما هي تجعل منها شيئا يُمتلك، يقبلان بعضهما في مشهد حميمي، ويرافقها الشاب في آرائها، مطالبا بحرية العلاقات الجنسية والعاطفية، وبعتق الجسد من المحرمات التي يفرضها المجتمع والتحريمات والممنوعات، بينما ينتهك أفراده حرمات الجسد في الخفاء.

شابة أخرى تدخل لتقدم اعترافاتها أمام الكاميرا، التي تسجل تفاصيل التحقيق، تروي حكايتها مع شاب أوهمها بالحياة والحب وكسر روحها، ليتركها وحيدة، بلا تفسير أو تبرير، وكأنها مجرد شهوة انتهت بنهاية شهوته، وكأنها ليست ذاتا لها أحلامها وفكرها وشخصيتها، بل هي وعاء رغبة فحسب، هذه النظرة الذكورية المتكلسة التي لم يغير المستوى التعليمي والثقافي منها شيئا.

تدخل فتاة أخرى لتعبّر بدورها أمام الكاميرا في ما يشبه كرسي الاعتراف عن علاقتها بشاب استمرت طيلة سنوات الجامعة، اقتسما خلالها الجوع والفقر والفراش والأحلام، ليتخلى عنها مباشرة بعد التخرج، معتبرا أنهما لا يليقان ببعضهما، وكأنه يلقي خلف ظهره سنوات “الحب” التي لم تكن سوى سنوات تفريغ للكبت.

كما تحكي عن فساد ينخر الجامعة من قبل بعض الأساتذة الذين يستغلون علويتهم لاستغلال الطالبات جنسيا، مقابل الأعداد والنجاح، حيث المرأة، في نظر الرجل مهما كان مستواه الثقافي والاجتماعي، هي فقط وسيلة جنسية وجسد ولا ينظَرُ إلى كفاءتها أو ما يمكن أن تقدمه في اختصاصها التعليمي والعلمي. قضايا كثيرة تناولتها الفتاة لتخلص إلى أنها ستلتجئ للزواج بأيّ رجل، فلا داعي للحب في علاقات الارتباط التي يشرعها المجتمع.

بعد الفتاتين اللتين قدمتا عينة عن الذكورية التي مزقت حيوات كثيرة لشابات يافعات يدخل شاب لنسمع وجهة نظره حول الحب، فيما هو طالب يعمل في جمع القوارير البلاستيكية، ويعبر بصراحة أن مشكلته هي الكبت، هي العلاقات العاطفية، رغم حالته الاجتماعية المتردية، إلا أنه يقر أن الإشكال الكبير ليس اقتصاديا أو سياسيا، كما تعتقد الحكومة أو الشعب، بل هناك مشكل عميق اجتماعي بالأساس، هو العلاقات العاطفية.

يدخل هذا الشاب في علاقة مع الفتاة التي تخلّى عنها حبيبها، ولكنه يفشل في أن ينسى ماضيها العاطفي، وخاصة الجسدي.


لا منقذ سوى الحب
هنا يطرق صالح الفالح قضية الوقوع بين قطبين، بين المجتمع المتكلس وتأثيره على ثقافة ونظرة الفرد، وبين الانفتاح والتحرر الجسدي الذي نتبناه كحصيلة لمستوى ثقافي وفكري لنا. التناقض الذي نجده فعلا في نسبة كبيرة من الطبقة المتعلمة، حيث ينادون بالحرية الجسدية ولكنها غير متجذرة فيهم، بل أحيانا ينادي أحدهم بالحرية طمعا في الإيقاع بفتاة ما إلى سريره. إنه التضاد بين الفكرة والواقع الذي مزق مجتمعاتنا في أعمق أبعادها، حيث دائما ما يظهر ليس ما هو مستبطن، ولنا أن نقيس هذا حتى على الفعل السياسي الذي يظهر الإصلاح ويستبطن الانتهازية.

مشهد آخر يتخاصم فيه شابان أحبا فتاة واحدة، وهي قضية غالبا ما تحصل، هنا تتحول الفتاة وهي غائبة عن الركح إلى موضوع، بين نظريّتين، واحدة تحترمها والحب عندها تحرر وأخرى تحب امتلاكها وترفض تحررها. وكأن مصير الفتاة رهين ما سيفضي إليه الشابان.

نعود إلى الشخصيتين المحوريتين في المسرحية، التي تحول فيها الطلاب وأستاذهم إلى باحثين في تحقيقهم عن الحب، تحقيق رفض أغلب المتدخلون فيه التصريح بالحقائق خجلا أو رفضا للغوص فيما يعتبر محرّما، هنا يتحول المحققون إلى مادة درس بدورهم، نطالع كيف تعرف يوسف وإيمان على بعضهما، في اجتماع نقابي، هي صحافية أخرجت من عملها لاحقا، وهو أستاذ جامعي ونقابي.

تطورت علاقتهما، لتكلل بالزواج، وهنا يستحضران لقاءاتهما الأولى كيف كانت مشحونة بالعواطف المجنونة، وبشاعرية غابت الآن، من بداية على الشاطئ في الغروب حتى الليل، إلى علاقة خلف جدران بيت في عمارة. حتى أن ممارسة الحب تحولت بينهما من الشغف إلى موعد أسبوعي، هو السبت، علاقة كما يصفانها مليئة بالألم البارد والصامت.

هي تشك أن له علاقات أخرى وتتهمه بذلك، وهو يفضح أن اعتناءها بابنها أنساها فيه وفي نفسها، أنساها الحرارة التي فقداها.

في مشهد آخر تقرأ إيمان من كراس المذكرات التي تركها يوسف على الطاولة، تقرأ نظرته إليها، وإلى علاقتهما التي انهارت رغم الحب. دون أن يكون هناك مذنب منهما، فلا يمكننا أن نقف في صف الرجل أو المرأة، بل كلاهما ضحية، ضحية العلاقة التي جعلت منها رتابة الحياة وتكلس العادات علاقة مفرغة من الروح، بلا معنى.


قضايا عميقة

يتوسل صالح الفالح، ثيمة الحب، لا كعاطفة فحسب، بل يدخل من خلالها إلى أكثر المناطق الاجتماعية تشابكا، فيلمس قضية البطالة والعمال المهمشين في جمع البلاستيك، قضية التمايز بين الطبقات، وتهميش الطبقة الفقيرة بل و”المسحوقة” كما ورد على لسان أحد الشخصيات. ويلمس القضايا الاجتماعية المختلفة في عالم سيطرت عليه المادة حتى باتت العلاقات العاطفية والزواج يحددان بالقيمة المادية والأرقام لا الشخصيات، فالزواج “راتب يتزوج من راتب” ما جعل الروابط الإنسانية تغيب تماما عن هذه العلاقات.

                            مشهدان من العر ض: الانكشاف أمام الكاميرا

من خلال العلاقة الأساسية بين الزوج والزوجة، ومن خلال العلاقات الشابة الأخرى بين الطلاب، يبيّن الفالح أن هناك خللا فادحا في نظرتنا إلى الحب، نظرة خالية من الاتزان، وبعيدة عن أن تكون سوية، حيث الحب لم يتطور في مجتمعاتنا إلى قيم تحررية لها جذورها في التربية والتنشئة ولها انفتاحها.

لا تقترح الشخصيات على اختلافها حلولا، بل تطرح الظواهر كما هي، بكل تجرد وصدق، ينطلق كل واحد منها في سرد مناطق وأحداث من حياته وعلاقاته، يعرّي ما يستطيع تعريته، وكأننا به يعرّي المناطق المخفية من جسد المجتمع، الذي يرفض إقرارها. ما يجعل الكثير من المتفرجين وكأنهم يسمعون أصواتهم التي كبتوها داخلهم، وكأنهم يسمعون قصصهم أو جزءا منها، وكأنهم يرون ما أخفوه متجسدا على الخشبة.

تنتهي المسرحية بمشهد راقص بين كل اثنين إلا شخصية واحدة ظلت بينهم وحيدة، وتنتهي الرقصة بأن يترك يوسف يد زوجته، في إيحاء ربما بأن نهاية العلاقة باتت وشيكة.

نلاحظ في مسرحية “حين رأيتك” بصمة المخرج والكاتب المسرحي صالح الفالح جلية، وهذا هو عمله المسرحي الخامس، سواء في النص المشحون بالشاعرية، أو في تصوره الركحي، حيث لا تسير المسرحية في خيط نمطي، بل هي أقرب إلى “الكولاج” في مشاهد مقطعة، وحكايات منفصلة، تتكامل مع بعضها لتعطينا صورة كلية، صورة ينظمها التحقيق الذي قامت عليه المسرحية، حيث الحكايات رغم تباعدها واختلاف تفاصيلها وانفصالها عن بعضها، هي تندرج تحت ثيمة واحدة، هي ثيمة التحقيق، وموضوعه الحب والعلاقات العاطفية. هذه الثيمة التي لمس من خلالها الفالح مناطق اجتماعية وسياسية واقتصادية ودينية، حيث موضوع الحب في ذاته كليّ. وهو رابط المجتمع الأساسي، إذا غاب، تفكك المجتمع وتفكك كل ما يتعلق به.

لكن في النهاية نتساءل مع ما قدمه لنا العمل المسرحي الذي كرر جملة “الوقت غروب” الوقت ليل، الوقت متأخر، في دلالة واضحة على أن حالة مجتمعاتنا المتأخرة والتي تكاد تنهار يلزمها الحب، “ألم يحن الوقت لنراجع مسألة الحب؟”.

نذكر أن العمل المسرحي من إنتاج مؤسسة المسرح الوطني التونسي، نص وإخراج صالح الفالح وتمثيل كل من بسمة العشّي، بشير الغرياني، رحمة فالح، أيمن السّلّيطي، رامي زعتور، طلال أيّوب، غسان الغضاب، بسمة البعزاوي وهبة الطرابلسي.


*كاتب من تونس


السبت، 21 أكتوبر 2017

عرض مسرحية “بين حياة و موت ” في التياترو

مجلة الفنون المسرحية

عرض مسرحية “بين حياة و موت ” في التياترو

أنباء تونس


يحتضن فضاء التياترو يومي 27 و 28 اكوتبر الجاري مسرحية “بين حياة و موت” للمخرجة هالة عياد .
و تدور  احداث المسرحية في بلد يعيش مرحلة انتقال إلى الديموقراطية… تعتقد امرأة انها تعرفت على صوت جلادها ورائحته وهو الطبيب المعتدي… الرجل الغريب الذي اتت به الصدفة ذات ليلة الى بيتها. فقررت اعتقاله وإخضاعه إلى محاكمة شخصية، وتطلب من زوجها مساعدتها والذي يجد نفسه في موقف محرج باعتباره سياسيا وعضوا في لجنة تحقيق للفترة الانتقالية.
و عن الممثليين في هذه المسرحية  نذكر كل من عبد الحميد بوشناق و محمد الزرامي و هالة عياد مع الاشارة ان النص لاريال دروفمان .

الثلاثاء، 3 أكتوبر 2017

"مهرجان المونودراما": أسئلة البدايات

الخميس، 14 سبتمبر 2017

الفرقة الجهوية القارة بالكاف تحتفل بخمسينيتها: إطلاق مهرجان لمسرح الهواة ودورة أولى في العاصمة بصفة استثنائية

مجلة الفنون المسرحية

الفرقة الجهوية القارة بالكاف تحتفل بخمسينيتها: إطلاق مهرجان لمسرح الهواة ودورة أولى في العاصمة بصفة استثنائية 

تزامن الخمسينية مع الذكرى الأولى لرحيل المؤسس المنصف السويسي

الصباح التونسية :


تحتفل الفرقة المسرحية القارة بالكاف بمرور خمسين سنة على تأسيسها في12 نوفمبر 1967 على يد فقيد المسرح التونسي الفنان المنصف السويسي وبهذه المناسبة وكذلك استعدادا لافتتاح الموسم الثقافي (2017/2018) سيتم إطلاق مهرجان لمسرح الهواة بالكاف (مهرجان محمد بن عثمان لمسرح الهواة). وقد تم هذا الاختيار على أساس أن فرقة الكاف التي أفرزت أجيالا من المسرحيين تعاقبت على نحت مسار حافل بالانتاجات والأعمال الفنية والمسرحية الرّائدة نشأت هاوية في بدايتها إلى أن أصبحت منارة وخلية إنتاج وإبداع ذاع صيتها جهويا ووطنيا وعربيا. 

وفي بعث هذا المهرجان اعتراف من اصحاب المبادرة بأهمية مسرح  الهواية وسيكون موعده شهر نوفمبر من كل سنة (وهو تاريخ تأسيس الفرقة وذكرى رحيل مؤسسها) ليكون نوفمبر القادم الموعد التأسيسي والدورة الأولى لهذا المهرجان الذي ينطلق هذه السنة بالعاصمة بصفة استثنائية احتفالا بالخمسينية من خلال برمجة أحدث انتاجات مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف بقاعة «الريو» بتونس تأكيدا على تواصل الانتاجات الفنية واستمرارية المسرح في الحضور بالكاف وهو متأصل ومتجدد وحي بالجهة وسيكون ذلك على مدى يومين، مصحوبة بمعارض صور ومقالات صحفية ومطويات توثيقية للفرقة المسرحية القارة بالكاف بهدف التعريف بتاريخها وبإنجازاتها وترسيخ ذلك لدى محبّي الفن الرابع. 

 العودة إلى الكاف

 واثر ذلك تتم العودة إلى الكاف لتنطلق مسابقة المهرجان على مدى ثلاثة أيام متتالية تتخلّلها عروض مسرحية وورشات ومعارض ومائدة مستديرة وأشرطة وثائقية.

جدير بالذكر ان  هذه التظاهرة ستكون مناسبة لتوثيق تاريخ الحركة المسرحية بالكاف في محامل متنوعة حماية للذاكرة من جهة وفرصة لتأسيس تظاهرة مسرحية جديدة تعنى بأهمية مسرح الهواة وإعطائه المكانة التي يستحقها .

وفيما يخص تفاصيل المولود الثقافي الجديد نشير إلى أنه يهدف إلى الرقي بالفعل المسرحي تأليفا وإخراجا وأداء ونقدا وجمهورا من خلال العروض والنقاشات والندوات والمعارض. 

كما أنه سيعمل على  فسح المجال أمام المواهب الشابة  حتى تعبر في مناخ من الحرية عن قدراتها الإبداعية وتبرز إمكاناتها لتجديد مجالات المسرح وفنون العرض. 

هذا إلى جانب توفير الفرص لتبادل الخبرات والاستفادة من مختلف التجارب المسرحية. 

ونشير إلى المهرجان  ينتظم من 07 إلى 12 نوفمبر من كل سنة وينظمه مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية.  

ويتم انتقاء الأعمال المشاركة في المهرجان من قبل لجنة تتكون في الغرض مع  التنصيص على ضرورة  أن يكون العرض المسرحي المشارك من إنتاج نفس السنة المقام فيها المهرجان كما تلتزم الفرقة المشاركة في المسابقة بإرسال ملف فني متكامل عن العرض المشارك (فيديو كامل للعمل، ملف فني، ونسخة من ملاحظة لجنة انتقاء الأعمال المسرحية المحترفة والهاوية...).

وقد حدد عدد الأعمال المشاركة ضمن المسابقة بـ07 أعمال مسرحية.

ورصدت جوائز للأعمال الفائزة هي على التوالي: 

- جائزة أفضل عمل متكامل

- جائزة أحسن إخراج

- جائزة أحسن ممثل

جدير بالذكر أنه لا تقبل الأعمال المسرحية من صنف المونودرام أو المونولوغ أو الأعمال الموجهة للأطفال في المسابقة.

وعلى الراغبين في المشاركة تعمير استمارة   وإرسالها عبر البريد الإلكتروني لإدارة المهرجان على العنوان التالي :

 cnads.kef@gmail.com 



تزامن الخمسينية مع الذكرى الأولى لرحيل المؤسس المنصف السويسي 

غادرنا منذ حوالي سنة المسرحي الكبير المنصف السويسي (جانفي 1944 - 6 نوفمبر 2016) وقد شاءت الأحداث أن تتزامن الاحتفالات بمرور خمسين سنة على تاسيس الفرفة القارة بالكاف مع  الذكرى الأولى لرحيل المؤسس. ويجدر التذكير بهذه المناسبة أنه برحيل المنصف السويسي خسرت تونس واحدا   من أبرز رجالات الثقافة وكانت مسيرة الراحل قد   امتدت  على أكثر من نصف قرن، وأدار عدة فرق مسرحية من بينها الفرقة القارة للمسرح بالكاف وفرقة مسرح مدينة تونس كما أدار المسرح الوطني التونسي بين 1984 و1988  ودرّس بمعهد الفنون المسرحية بالكويت.

والمنصف السويسي أسّس ايضا عدة تظاهرات مسرحية في تونس وفي الخارج أبرزها أيام قرطاج المسرحية. وأسس كذلك عدة فرق واعمال مسرحية في الدول العربية منها قطر والامارات العربية المتحدة والكويت، وفي فترة التدريس تتلمذ على يديه عدد من المسرحيين المعروفين منهم المصرية: فائزة كمال وداوود حسين وسعاد العبدالله من الكويت، حيث عمل كمكوّن للممثلين ومخرج فضلا عن تدريس المسرح.

اعتمد الراحل  في مسيرته على كتاب مسرحيين غربيين وعرب، وتناول أفضل ما كتبوا في المسرح القديم والمعاصر.وقد ترك المنصف السويسي   ما يزيد عن 60 عملا مسرحيا من بينها: 

عطشان يا صبايا .

ديوان ثورة الزنج.

مولاي الحسن الحفصي.

الهاني بودربالة،.

باي باي لندن،  

مدير أيام قرطاج المسرحية : واثق من قدرة المسرحيين على النجاح

مجلة الفنون المسرحية

مدير أيام قرطاج المسرحية : واثق من قدرة المسرحيين على النجاح


 حاورته: نزيهة الغضباني - الصباح التونسية 


عودة المسابقات الرسمية.. ومراجعة القانون الأساسي شروط تطوير المهرجان ونجاحه - الأسبوع القادم الإعلان عن «خيارات» وفلسفة المهرجان

«المهرجان يعني وقت وإمكانيات، ولكن بعض الصعوبات عطلت انطلاقتنا في العمل والتحضير لدورة هذا العام. لذلك انطلقت تحضيراتنا بصفة متأخرة».  هذا ما بدأ به المسرحي حاتم دربال مدير الدورة التاسعة عشرة لمهرجان أيام قرطاج المسرحية، حديثه عن هذا المهرجان الذي سيدور من 8 إلى غاية 16 نوفمبر القادم. وبدا متفائلا وواثقا من قدرته والفريق المرافق له، من كسب التحدي وإنجاح المهرجان، وذلك خلال تطرقه لجملة من المسائل الأخرى المتعلقة بهذا الموعد الدولي الهام الذي يتزامن مع احتضان تونس للدورة القادمة لمهرجان الهيئة العربية للمسرح في نفس العام بعد أسابيع قليلة من موعد «الأيام». وكشف عن بعض المقترحات والمشاريع التي ينكب و»هيئته» على هندسة ورسم الخطوط والخيارات الخاصة بدورة هذا العام والخاصة بـ»فلسفتها. كما تحدث عن تفاصيل و»متعلقات» أخرى لأيام قرطاج المسرحية 19 نتابعها في الحوار التالي:

- بم تفسر «الولادة العسيرة» للدورة 19 لأيام قرطاج المسرحية؟ 

فعلا هذه الدورة مرت بعديد المحطات والمراحل الصعبة وكان لأهل الفن الرابع والغيورين على المسرح في تونس دور كبير في «بعثها» والمحافظة على «كينونة» وسنوية المهرجان العريق. 

-  وهل تعتقد أنكم كهيئة قادرون على قطع كل مراحل التنظيم في هذا الظرف الزمني الوجيز دون القفز على مستلزمات إنجاح الدورة؟

صحيح أننا تعرضنا لعديد التعطيلات مما جعل التحضيرات تنطلق بصفة متأخرة. ولكن أنا على يقين بأننا نسير على الطريق الصحيح في التحضير لدورة نعد بأنها ستكون هامة، رغم ضيق الوقت. فالهيئة التنفيذية قد باشرت مهامها خلال الأيام الأخيرة ومثلما قلت المهرجان يعني وقت وإمكانيات ونحن حريصون على حسن التعاطي مع العاملين في التحضير وفق نسق ماراطوني. لأن المهرجان رائد على مستويين عربي وإفريقي  وبالنسبة لمسارح العالم لذلك رهاننا هو العمل من أجل النجاح لا غير من خلال عقد اللقاءات والمشاورات والاجتماعات بصفة يومية. فليس أمامنا خيار غير ذلك خاصة أننا بصدد تكوين الهيئة المديرة والمنظمة الموسعة. 

-  ما هي خصوصية هذه الدورة أم أنها ستحافظ على توجه «الأيام» في الدورات الأخيرة من ذلك حجب المسابقات؟

نحن لا نزال بصدد التشاور وتقييم المقترحات التي تم «خطها» بشأن دورة هذا العام وكل ما يتعلق بفلسفتها بما يرتقي بمستوى المهرجان العريق من ناحية ويعكس مستوى أفضل للمسرح التونسي بشكل خاص. ولكن ما هو مؤكد هو عودة المسابقات الرسمية وبعث أقسام جديدة وورشات  وتنظيم ندوة ولقاءات وهي كلها ستكون موجهة لاستيعاب وتشريك المسرح التونسي والعربي والإفريقي مع الانفتاح على التجارب العالمية المتطورة بما يطور مستوى المهرجان. لذلك لم نحسم بعد في هذه الدورة في مستوى عدد المشاركات والعروض وغيرها باعتبار أن آخر أجل لغلق باب الترشحات للمهرجان هو يوم 16 أكتوبر القادم.

-  البعض عاب على «الأيام»، «غرابتها» عن الواقع المسرحي اليوم وعدّ ذلك جزءا من «مشاكل» المهرجان، فهل تشاطر هذا الرأي؟

ما يهمني هو الحديث عن الدورة التاسعة عشرة للمهرجان باعتبارها مشغلي الأساسي اليوم. 

ولكن أعتقد أنه آن الأوان لمراجعة القانون والنظام الداخلي للمهرجان الذي  انبنى عليه منذ سنة 1983  وكان مستمدا من أهداف وطموحات وواقع المسرح في تلك المرحلة، ولم يتغير. لأن اليوم هناك تغيير شبه كلي تقريبا في «الظروف» من حيث المقاربات الفنية والجمالية وخارطة موازين القوى وغيرها من العوامل الأخرى. 

لذا أرى أن مراجعة المهرجان على جميع المستويات من أجل ضمان اضطلاعه بدوره على جميع الأصعدة وحتى يكون رجع صدى للمسرح التونسي في تعدده وتنوعه واختلافه.

 -  أنت تعلم أن من «إرث» الدورة 16 القطيعة الحاصلة بين عدد من مكونات القطاع وهي من الأسباب التي أثرت سلبيا على المهرجان والقطاع، فما هي «خطة هيئتك» لتوحيد الصفوف ولم شمل الفرقاء المسرحيين؟

الأمر لا يتطلب خطة لأن المهرجان هو عرس كل المسرحيين التونسيين المحترفين منهم والهواة وهو ما سنعمل على طرحه في لقاء خاص بهذه المسألة بالاستفادة من ذلك؟

-  كيف ستستفيد من هذا «الإرث»؟

في الحقيقة نحاول الاستفادة في دورة هذا العام من الدورات الماضية بالعمل على تطوير المهرجان وتجاوز الهنات والمزالق السابقة وإصلاح ما يجب إصلاحه بتحقيق قفزة  بامتياز على أكثر من صعيد، وذلك بالوقوف على ما تحقق ونال الاستحسان وقدم الإضافة أما ما لم يتحقق فيجب تفاديه. وذلك مع الانفتاح على الأفكار الحديثة والحداثية وأكرر ذكر القانون الأساسي وهي كلها عوامل وشروط يجب أن تواكب العصر ومتغيراته وما عرفه من تحولات ثقافية واجتماعية. وسنعمل على استثمار ذلك على أحسن وجه رغم ضيق الوقت لأني واثق من قدرة مسرحيينا على كسب الرهان.

-  تتزامن دورة هذا العام مع احتضان تونس للدورة القادمة لمهرجان الهيئة العربية للمسرح، التي تعد بدورها شريكا في «الأيام» فكيف تعاطت هيئتكم مع الأمر؟

صحيح ان الهيئة العربية للمسرح حاضرة في تنظيم أيام قرطاج المسرحية ثم أنه يهمنا نجاح مهرجانها السنوي الذي سيحمل اسم تونس. فنحن نتعاون في المناسبتين الهامتين.  ونحن بصدد التواصل والتباحث حول استدامة التعاون وبالإمكان أن تنطلق الاحتفالية الخاصة بمهرجانها مع أيام قرطاج المسرحية وهذا مجرد مقترح قد يجد التفاعل وصيغ التفعيل من الهيئة العربية للمسرح. فيكفي أن تونس ستكون عاصمة للمسرح. 


ظافر غريسة.. موسيقى مع السجناء

مجلة الفنون المسرحية

ظافر غريسة.. موسيقى مع السجناء 

تونس - العربي الجديد

كان آخر أعمال المسرحي التونسي ظافر غريسة بعنوان "المتاهة" (أوّل عرض في آذار/ مارس 2017)، وفيه تطرّق إلى ثيمة السجن والسجناء. في سهرة الليلة ضمن "مهرجان بنزرت الدولي"، يقدّم غريسة عرضاً جديداً، موسيقياً بالأساس، يتطرّق إلى نفس الثيمة، هذه المرّة مؤدّوه من سجناء "برج الرومي".
لا يزال اسم هذا السجن مرتبطاً في المخيال الجمعي بشهادات حول قسوة ظروفه، من زمن الاستعمار إلى ممارسات الدكتاتورية ضدّ المعارضين، رغم أن الوضع تغيّر إلى حدّ كبير، لكن يبقى السجين موضوعاً إشكالياً يريد صاحب "فوضى" العودة إليه مجدّداً.
يقول المخرج التونسي في حديث لـ "العربي الجديد": "أتت فكرته من خلال زيارات لمختلف السجون التونسية، باعتباري منتمياً إلى "المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب". كثيراً ما سمعت غناء السجناء في مقابل نقص في الأنشطة الثقافية. من هنا حاولت إقناع المشرفين على السجن بإنشاء نشاط موسيقي داخله، ثم طرحت فكرة تقديم عرض خارج أسواره، وقد وجدت تعاوناً من الإدارة".
عن إعداد العرض، يقول "تمّ الاتفاق على تمكين هؤلاء الفنانين السجناء كما أسميهم من تقديم العرض، ومنذ شهرين شرعنا في التمارين داخل السجن بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع حسب الظروف".
ويضيف "اختيار المساجين لتقديم عرض ضمن مهرجان دولي هو عمل إنساني بالأساس، كما أن له بعداً مواطنياً، إذ إنني أؤمن بنظرية المواطن السجين، أي أن السجين يظلّ مواطناً حتى وهو مسلوب الحرية، وأعتقد أن إخراج فرقة كاملة تحتوي على 11 سجيناً لتأثيث عرض موسيقي خارج أسوار السجن تعبير عن ذلك، وهي بادرة لم تحدث من قبل".
يشير غريسة إلى أن هذا العرض "هو استمرارية لطرح كان مضمّناً في مسرحية "المتاهة"، من خلال التأكيد على ضرورة مراجعة المنظومة السجنية وتوعية المواطن الحر بقضية المواطن السجين"، ويختم بالقول "هي محاولات متتالية تارة بالمسرح وطوراً بالموسيقى أو بالسينما لتغيير نظرة مجتمع يرفض إعادة إدماج السجناء داخله، فيعودون إلى انحرافهم ونظلّ جميعاً في نفس الدائرة المفرغة".

الاثنين، 11 سبتمبر 2017

رهين الأسوار… بين تجربة الديودرام ، والبحث عن الذات

مجلة الفنون المسرحية

رهين الأسوار… بين تجربة الديودرام ، والبحث عن الذات

منـــاضــل التميمي


على هامش المهرجان الدولي للأبداع العربي للشعر في القيروان التونسية بدورته الثانية ، أتحفنا المخرج المسرحي القيرواني المبدع صدوق صدام بعرضه المسرحي النخبوي ( رهين الأسوار) بتجربته الجديدة التي أسماها ب(الديودرام) وهي تجربة فريدة ومتفردة تنتمي لأروقة المسرح المونودرامي العراقي حسب ماأدلى به لنا قبل بداية العرض ،فكان عرضاً يسردُ قصة شاب غائص بالوعي والقراءات ويتعرضُ للأنتهاك والقمع والتعذيب خلال أحداث الثورة التونسية ، ويحتدم بجملٍ من أسئلة الضياع والجنون العقلي والدهشة ، وفي بقعة ضوء أخرى نشاهد أمه التي أصابها العمى والضرر والحسرة وهي تقاسم أبنها تلك الأوجاع جراء البحث المضني عن ولدها الضائع في النار والحديد ،
فالعرض المسرحي كان بلا شك ظاهرة تستوقف بالدقة الدارين والمختصين في المسرح ، فضلاً عن المتلقين النخبة من المثقفين والأدباء والاعلاميين ، والأهم في الفرجة كان في تقنيات الممثل عبد الجليل طالبي في شخصية الشاب عبد الكريم الذي شغل مساحات شاسعة من النص المؤدى ، حوارياً ، وحسياً ، وحركياً على صحراء الخشبة بغض النظر عن الأستعانة بالتقنيات الأخرى، وهنا لابد أن نثني بنجاح هذة التجربة بأجتهادات مخرج المسرحية الفنان صدوق صدام الذي أضفى لنجاح العرض لمسات تجربته الديودرامية وكحلها بنكهات وجماليات ومنولوجات درامية أستقاها من تعاريف ومصطلحات وخيال خصب ورصين بخلطة ألوان فردية مميزة أتاحت لهُ الهروب من الأشكال والقوالب المستهلكة والمتنوعة لمسرح المونودراما ليستقر بمعطف أنجازه وأبتكاره المشذب الرشيق طامحاً في تخليص عرضه المثابر من قواعد الدراما التقليدية دون الأخلال بثوابت الشكل العام لمسرح المونودراما ،هذا بالأضافة الى أن العرض المسرحي في (رهين الاسوار) مرانا على مشاهدة وفرجة الكثير من اللوحات التشكيلية المكثفة ، أي بمعنى أن العرض كان متخماً بالصور وبكل عناصر النص المسرحي والتقنيات الأخراجية المتكاملة ، حتى حدت بنا الفرجة لدرجة التركيز العالية بالوصول الى المعنى الترميزي ، فكان العرض عبارة عن بوستر سياسي حقق فيه ماأراد أن يقولهُ بمنتهى الدقة والأبداع ، ومثل تلك العروض المسرحية الحديثة تحتاج أكثر من وقفة كونها عروضاً خرجت عن المألوف السائد المتراكم، كعروض نصوص الممثل الواحد، ولعل المنطق العام ، والدراية بجماليات العرض المسرحي يدعونا للتقصي عن هذا التوجه خاصةً وأن التحولات الفكرية والفلسفية والنفسية في المجتمعات العربية التي احتدمت بما يسمى (بربيع الثورات الاخيرة) أتاح للكثير من الكتاب والمخرجين وحتى الممثليين أن يغوصوا بعيداً عن الموضوعات المتكررة ، وأن يجتهدوا بأبتكار وصناعة بدائل تعصف وتتخطى حتى المسارح المحترفة في أسباغ تعاريف وتجارب وخلق بنى مسرحية جديدة ، وتقديم الواناً وتعابيراً تفضي بالساكن الى ماهو متحرك ومجدي ويبتعد عن العروض السابقة بأجمل وكثير في الجودة اللغوية والأفعال الادائية ، كتشكل أدبي ،ودرامي مسرحي جديد ، ليتخذ المسرح شكلاً أخراً بعيداً عن الشكل التقليدي كما ذكرنا أنفاً ، وهذا ماكنا نطمحُ اليه

في عرض مسرحية (رهين الأسوار) المتنامي في السرد ، والصراع ،والأداء ، والحبكة ، والتجربة ، وبقي أن أقول يحتاج هذا التوجه الى ورشٍ وتطبيقاتٍ عملية لدعم تجاربه ، وفي كتابة نصوصاً خاصة (بالديودرام)، ومن ثم التنفيذ والأعلان عنه أعلامياً وترسيخه وتطبيقه ليؤسس مساراً جمالياً وأبداعياً خاصاً ….


الخميس، 7 سبتمبر 2017

فتح باب الترشح للمشاركة في الدورة “19”من ايام قرطاج المسرحية

مجلة الفنون المسرحية

فتح باب الترشح للمشاركة في الدورة “19”من  ايام قرطاج المسرحية 

دعت لجنة تنظيم أيام قرطاج المسرحية تنظيم الدورة التاسعة عشرة “19”، وذلك من 08 إلى 16 ديسمبر 2017، وتدعو الهياكل والفرق المحترفة للإنتاج المسرحي، التونسية والعربية والإفريقية، الراغبة في المشاركة ضمن مسابقتها الرسمية وعروضها الموازية إلى توجيه ملفات ترشحها إلى إدارة أيّام قرطاج المسرحيّة بالوثائق التالية:

– مطلب ترشح (يسحب من موقع الالكتروني  : www.jtc.tn)،

–  السيرة الذاتية للمؤلف والمخرج والممثلين والتقنيين مرفقة بصورهم وملخص العمل المسرحي المقترح والتصور الفني والرؤية الإخراجية،

–  البطاقة التقنية للعمل المسرحي متضمنة للمتطلبات الركحية وتحديد احتياجات الإضاءة والصوت،

–  شهادة في تاريخ ومكان تقديم العرض الأول من العمل مع صور فوتوغرافية للعرض المسرحي،

–  ملف صحفي يتضمن المتابعة النقدية والإعلامية للعمل المسرحي والملصقة الإشهارية،

–  تسجيل سمعي بصري لكامل العرض المسرحي بجودة عالية.

هذا وتعلم إدارة أيام قرطاج المسرحية أنه على الأعمال المرشحة أن تكون قد عرضت لأول مرة بعد انعقاد الدورة الثامنة عشرة (18) لأيام قرطاج المسرحية لسنة 2016. وأن لجنة انتقاء العروض وحدها المخولة لاختيار عروض المسابقة الرسمية والعروض الموازية ولها الحق في رفض أي عمل لا يتماشى مع أهداف المهرجان، كما تتكفل إدارة أيّام قرطاج المسرحيّة بالإقامة والتنقل الداخلي.

ترسل ملفات الترشح عبر البريد الإلكتروني أو عن طريق البريد   باسم إدارة أيّام قرطاج المسرحيّة في أجل أقصاه 16 أكتوبر 2017 على العنوان: 16 مكرّر نهج النمسا، البلفدير، تونس 1002.

وللمزيد من الاستفسار يمكنكم التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني: contact@jtc.tn

أو عبر الفاكس: 0021671786829

أو الهاتف: 0021671280678

------------------------------------------------------
المصدر : وزارة الشؤون الثقافية التونسية


الثلاثاء، 15 أغسطس 2017

المسرح التونسى لا يعرف التابوهات

مجلة الفنون المسرحية

20863967_10155050296607326_1216116929_n
المسرح التونسى لا يعرف التابوهات

جمال عبد الناصر - الأفق نيوز 

لا يعرف المسرح التونسى التابوهات، ولدى صناعه دائما مساحات من الحرية تجعلهم يعبرون عما بداخلهم بحرية ولا يضعون أمامهم أى اعتبارات دينية أو سياسية، وهذا ما شاهدته فى أكثر من عمل مسرحى كان آخرها مسرحية "حورية" التى تجمع كلاً من الفنانة المسرحية ليلى طوبال وعازف البيانو مهدى الطرابلسى وعرضت بالأمس ضمن عروض مهرجان الحمامات الدولى الذى يجمع كل الفنون متجاورة فيوم يمتع ويغذى جمهوره بالغناء ويوم آخر يدعوه للتفكير فى عرض مسرحى.
مسرحية "حورية" عبارة عن لقاء مؤثر بين صحفية وعازف بيانو على أنقاض مبنى دمرته عملية إرهابية ولكنها لم تمنع مواصلة العمل وتقديم البرنامج للمستمعين ليحكيا قصة حب بين آدم وحورية التى ترمز إلى الحرية التى تمتد إليها يوميًا الأيادى لافتكاكها وإلى حورية الجنة التى أغر بها المنظرون للإرهاب الشباب.
العرض المسرحى يجمع كل عناصر الإبهار والفرجة ويبكى ويضحك الجمهور منتقدًا الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية بطريقة مباشرة أحيانًا وغير مباشرة أحيانا أخرى وبكثير من الفكاهة والسخرية والألم.
بطلة العرض الفنانة التونسية ليلى طوبال استطاعت خلال ساعة ونصف هى مدة العمل المسرحى ان تحكى وتعبر عن آلام ومعاناة البشرية وبجرأة شديدة مخلوطة بسخرية لاذعة ناقشت ويلات وأسباب ودوافع الإرهاب على مستوى عالمى وخلال هذا العرض تطرح وجهة نظرها بحرية شديدة فى موضوعات كثيرة وتفتح محاور متعددة عن الجهاد والدين والحب والجنس والحرية والخيال والأمل واللاجئون والمهمّشون والمظلومون والسياسيون ويتماهى معها عازف البيانو مهدى الطرابلسى ويعبر بموسيقاه عن أوجاعها وأوجاع وطنها ووطننا العربى.


الأحد، 6 أغسطس 2017

مسرحية "سابينس": صناعة الأكاذيب البشرية وتصديقها

السبت، 8 يوليو 2017

المسرح فضاء الأصوات وأرض جميع الفنون

مجلة الفنون المسرحية

المسرح فضاء الأصوات وأرض جميع الفنون

عماد المي

قد يغيب المبدعون جسدا، لكن أعمالهم وآراءهم ورؤاهم لا تغيب، تبقى حاضرة كالنجوم التي ينتظر بعضها الظلام ليشع أكثر. منذ ثلاثة أشهر تقريبا فارقتنا الفنانة المسرحية التونسية رجاء بن عمار، لكنها لم تفارقنا في ما تركته من أعمال مؤثرة في المشهد المسرحي والثقافي التونسي والعربي. “العرب” تنشر آخر حوار خاص أجرته الفنانة قبل رحيلها.


أنا مواطنة تونسية الأرض والتراب والموطن، معاصرة محيطها العالم اليوم الآن وهنا، مواكبة لأنها تحب الناس والحياة والفن، تعيش بالحب وللحب ومن أجل الحب وزرع الأمل والفرح في قلوب الناس. مهنتي ممثلة وهي كذلك طريقة حياة ورؤية للعالم. هكذا قدمت رجاء بن عمار نفسها.

وتضيف “أنا حواس خمس وجسد وعقل وروح. مركزي هو حواسي الخمس أين تتجمع الطاقة وأستمد طاقتي من الأرض. لتنظر مثلا نحن دوما منجذبون إلى القاعة أحببنا أم كرهنا وما علينا إلا معرفة أسباب انجذابنا إلى القاعة وتجاوزها والتحلي بالشجاعة والإرادة والمسؤولية التامة والواعية لندفع بأنفسنا إلى الرقي والتقدم وفتح نوافذ للجيل الجديد من المبدعين والمبدعات وتسليمهم مفاتيحنا التي تعلمناها لأنهم هم مستقبلنا وضمان ديمومتنا الحقيقية وهم طريقنا إلى الخلود وحمايتنا من النسيان”.

كما تقر ضيفتنا بأن معرفة قواعد اللعبة وتحلينا بالمسؤولية تجاه ذواتنا وتجاه الآخر المحيط بنا أمر حتمي لا يقبل النقاش والمساومة فـ”أن تؤمن بشيء هو أن تكون على درجة عليا من الصفاء والنقاء والوضوح”.

على المبدعين التحلي بالشجاعة والإرادة والمسؤولية ليدفعوا بأنفسهم إلى الرقي والتقدم وفتح نوافذ للجيل الجديد

الإنسان المرعب

حول رأيها في العالم اليوم، تقول الفنانة لـ“العرب” “عالم اليوم على قدر ما فيه من طاقة للتحرر تتحلى تقنيات هذه الطاقة وآلياتها في الآن نفسه بالروعة والخطورة، مثلا اليوم بمقدور أي مواطن أن يحصل على المعلومة مهما كان نوعها ومهما اختلف مجالها وهذا ما تسبب في تراجع السلطة والحكم لأن المعلومة كانت محتكرة من قبل السلطة أو الحاكم وهي سر قوته حيث يمتلك معلومات سرية عن طريق أجهزته السرية من مخابرات وأمن دولة أو أمن قومي إلى غير ذلك من الأجهزة التي كانت تحتكر المعلومة”.

تلفت بن عمار إلى أن كل شيء أصبح معلوما اليوم، ومن ثمة نجد أن نفس الآلة تعطينا الإمكانية بأن نقول آراءنا بأي لغة كانت وبأي أسلوب ممكن، تستشهد هنا بالأحرف التي تكتب بها الرسائل الجوالة، حيث أصبحت تسمح باستعمال أرقام كأحرف مثلا الحاء 7 والعين 3 والقاف 9 إلى غير ذلك، فمن كان يتخيل في زمن مضى أن الأحرف العربية ستصبح على هذه الشاكلة؟ نحن نظن أننا أحرار بهذا الشكل، ولكن العولمة سمحت لنا بهذا.

تقول الفنانة “رأس المال بشكله الحاضر لم يترك لنا المجال للصدفة والعفوية، فالرأسمالية الجديدة التي تبعث على القرف هي التي خلقت كل شيء. لذا تغول المال في العالم وارتفعت قيمته أكثر من البشر، وبالتالي أصبح أجمل ما لدينا ضدنا، فهم يسوقون لنا نظرة إلى العالم ويسوقونها لأنفسهم، فالتعليم الفعلي مثلا لا يصل إلا إلى من لديه المال أي إلى من يشتري المعرفة. التعليم أصبح للأغنياء والصحة كذلك. ويبقى كل ما هو إنساني من نصيب الفقراء. ما أقوله معلوم بشكل كبير، اُنظر إلى الغليان في العالم اليوم، ولكنه مازال لم يفرز قوة تبدل وتغير حقيقية”.

نسأل ضيفتنا كيف ترى كفنانة ومثقفة إنسان اليوم، لتجيبنا بأن إنسان اليوم إنسان مخيف جدا، وقد يكون من أروع الحيوانات، لكنه ليس من أروعها بشكل مطلق، فعندما ننظر إلى نحلة صغيرة أو عنكبوت كيف يصنع جماله ننبهر ونحس أحيانا بالعجز. الإنسان مرعب ولكن له طاقة غريبة وشجاعة للتحمل والإبداع، فهو يخلق من اللاشيء أشياء، كما يخلق من الأشياء الصغيرة والبسيطة أشياء رائعة ومفزعة، إنه مبدع بامتياز”.


رجاء بن عمار: المبدع الحقيقي هو من يتحلى بالصدق والبساطة والوعي الحاد ويتسلح بالمعرفة والذكاء حتى يضمن النجاعة
نتطرق مع ضيفتنا إلى الحديث حول دور المبدع، إذ ترى أن على المبدع أن يتحلى بالصدق والبساطة والوعي الحاد ويتسلح بالمعرفة والذكاء حتى يضمن النجاعة. وتقول “أنا مثلا حتى في الحالات التي تبدو صعبة جدا، تضعني مهنتي في المحيط وتمنحني إمكانية العيش الآن وهنا ودون تردد وبحب، وأن أتواضع وأدخل في الإبداع لأن الإبداع والتفاؤل هما الحل. بالنسبة إلي الإبداع هو شيء خاص لا أستطيع أن أتخلى عنه حتى وأنا في المطبخ وهو طريقة عيش ورؤية، فالإبداع تقديم رؤية أخرى ممكنة للناس مقابل ما هو كائن، رؤية حالمة ثائرة وصادقة ونزيهة، مقابل زيف العالم، ببساطة كيف يمكنك خلق عالم آخر جميل في تفاصيله البسيطة مقابل هذا العالم، هو أن أدلك على الطريق”.


ليس حكرا على أحد

يقودنا الحديث مع الفنانة إلى رأيها في المسرح اليوم، لتقول “الأجدر أن نقول ‘الفنون الحية‘، عندما تسألني أرى غازي الفريني مع ‘دريم سيتي‘ يقدم بث فيديو ومداخلة رقص، أرى عماد جمعة ماذا يفعل، أرى فن السيرك وملاك السباعي ونجيب خلف الله، كل هؤلاء يقدمون أشياء جميلة. وأرى نفسي في فضاء مدار، وأنا أقاوم لتأسيس فضاء مفتوح لكل نفس مبدع، وأضمن الحفاظ عليه، وهناك من يعرفون المتاعب ولكنهم فتحوا فضاءات للإبداع مثل غازي الزغباني وصالح حمودة وفضاء ‘الأنغار‘ للبحري بن يحمد، وهذا جميل في حد ذاته”.

تتابع “هنالك من كانوا يتمرنون في كهوف وتجاويف جبل سمامة، لكنه عندما امتلأ بالإرهابيين أعداء الفن غادروا. هنالك من أسس مهرجانا في جبل الشعانبي، وغير ذلك من الطرق الجديدة للفن. فعندما ترى مثلا حافلات ومجموعة من الشباب في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة التونسية أمام مقر وزارة السياحة يذهبون في ‘روندوني‘ إلى الطبيعة، إلى الجمال، إلى الحياة، فهم وجدوا حلا لم تجده وزارة السياحة للسياحة، هم فهموا أن سياحة النزل انتهت”.

لذا ترى بن عمار أن المسرح في تونس لم يعد مسرحا فقط بل هو كل الفنون الحية، مثلا تجربة “دريم سيتي” فتحت مجالا جديدا للباحثين. “ثم لسنا نحن فقط كمسرحيين نبدع في المسرح، نحن مازلنا بين جدران المسرح”. كما تقول الفنانة “المسرح اليوم مفتوح حيث ثمة من قدموا عرضا عن التعذيب بموقف السيارات في ساحة القصبة، وغيرهم حاولوا تقديم مقترحات فنية في الشارع، وهذا مميز، هنالك عدة اقتراحات ولكن لم تشاهد حيث بقي الصراع في أدنى مستوياته”.

تختم بن عمار حديثها مع “العرب” قائلة “الإبداع اليوم ليس حكرا على المبدعين المختصين وليس حكرا لي ففي اللحظة التي أتمرن خلالها على مشروع فني وأقدم عروضا، هنالك أناس آخرون يبدعون، وهنالك مفاجاءات فنية في كل مكان. لست وحدي مبدعة البشر، كثيرون يبدعون في كل لحظة وليست السوق محددة للقيمة، فللسوق قانون آخر وأنت عليك الاختيار. بكل بساطة أنا الآن هنا أواكب ما يحدث وأعيشه وأتفاعل معه، أنا حية”.

--------------------------------------------
المصدر : جريدة العرب 

السبت، 24 يونيو 2017

27 عرضا على خشبة مسرح قرطاج الأثري و12 بالمتحف ضمن الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي

مجلة الفنون المسرحية

27 عرضا على خشبة مسرح قرطاج الأثري و12 بالمتحف ضمن الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي


تتضمن الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي الذي تلتئم فعالياته من 13 جويلية الى 19 أوت المقبل 27 عرضا فنيا (28 سهرة) ستقام على ركح المسرح الروماني بقرطاج، فضلا عن 13 عرضا آخر خارج الأسوار ستقام من 16 جويلية الى 4 أوت بمتحف قرطاج الأثري.
وفي ما يلي برنامج الدورة 53 الذي تم الكشف عنه خلال ندوة صحفية عقدتها الهيئة المديرة للمهرجان مساء الخميس بقمرت الضاحية الشمالية للعاصمة :
//على ركح المسرح الأثري بقرطاج:
الخميس 13 جويلية : الافتتاح عرض « ستون سنة من الموسيقى التونسية » للموسيقار الشاذلي القرفي
الجمعة 14 جويلية: عرض صوفي بعنوان « المدحة »
السبت 15 جويلية: عرض الفنانة السورية فايا يونان
الأحد 16 جويلية: عرض فني راقص « اوبيرات المدينة » لنافع العلاني /إخراج آمال علوان
الثلاثاء 18 جويلية: عرض معني الراب الفرنسي « بلاك ام »
الأربعاء 19 جويلية: عرض الفنان اللبناني راغب علامة
السبت والأحد 22 و23 جويلية : عرضان للأطفال la reine des neiges l’aventure continue
الخميس 27 جويلية: عرض مشترك لكل من مغنيي الراب « اكرم ماغ » و » و »كلاي بي بي جي »
الجمعة 28 جويلية : عرض الفنانة المصرية شرين عبد الوهاب
السبت 29 جويلية :عرض « آخر سنة » للفنان لطفي العبدلي
الاحد 30 جويلية: عرض لمغني الراي الجزائري « قادر جابوني »
الثلاثاء 1 أوت: عرض ارجنتينا تانغو
الخميس 3 أوت: عرض لفنان الروك الايطالي « زوكيرو »
الجمعة 4 أوت: عرض أميمة الخليل وعبد الرحمان محمد
السبت 5 أوت: عرض اماني السويسي وايمن لسيق
الاحد 6 أوت: عرض « إرهابي غير ربع » لرؤوف بن يغلان
الاثنين 7 أوت: عرض ناصيف زيتون
الثلاثاء 8 أوت : عرض الفنان وليد التونسي
الأربعاء 9 أوت : عرض الفنانة اللبنانية نانسي عجرم
الخميس 10 أوت : عرض « للحب والسلام » للفنان مقداد السهيلي
الجمعة 11 أوت : عرض مغني الراب الفرنسي « بوبا »
السبت 12 أوت :عرض للفنانة آمال المثلوثي
الأحد 13 اوت: عرض للفنانة السورية لينا شامميان
الثلاثاء 15 اوت: عرض مسرحية « دراما/عائشة والسلطان » نص محمد المنصف بن مراد وإخراج محمد كوكة
الأربعاء 16 أوت : عرض للفنانة صوفية صادق
الخميس 17 اوت : عرض بعنوان « مذهل » لياسمين عزيز
الاختتام السبت 19 اوت : عرض من الهند بعنوان « بهاراتي 2 في قصر الأوهام »
// عروض بمتحف قرطاج الأثري (خارج أسوار المسرح الأثري)
الأحد 16 جويلية : عرض مسرحية « حورية » ليلى طوبال ومهدي الطرابلسي
الأربعاء 19 جويلية : عرض الفنان الكوميدي الفرنسي ميشال بوجناح
الجمعة 21 جويلية : عرض « سكرات » للفنانة التونسية درصاف الحمداني والفنانة الايرانية عايدة نوسرات.
الاحد 23 جويلية : عرض « قصيدة » للفنانة الاسبانية روزاريو فلوريس والفنان الايراني محمد متاميدي
الاثنين 24 جويلية : عرض AGATHE JAZZ QUARTET
الثلاثاء 25 جويلية : عرض « صنعة اليدين » للطاهر القيزاني ومرتضى فتيتي
الاربعاء 26 جويلية : عرض « غني للحياة » للفنانة أسماء بن أحمد
الجمعة 28 جويلية : عرض أجراس « مسارات » لعادل بوعلاق
الاثنين 31 جويلية : عرض ديوان عجم (اسطمبالي – قناوة- ديوان)
الاربعاء 2 أوت : عرض كارمن سوزا كوارتات- كرينولوجي
الخميس 3 أوت : عرض منير الطرودي وسندة العاطري
الجمعة 4 أوت : عرض صبري مصباح

-----------------------------------------------------
المصدر : بوابة الأذاعة التونسية 

السبت، 10 يونيو 2017

جحيم بول سارتر في مشرحة المسرح التونسي

مجلة الفنون المسرحية

جحيم بول سارتر في مشرحة المسرح التونسي

مصدق عبدالنبي


مسرحية 'بورقة' تتمرد على المعهود بنص موغل في التراجيديا حيث تعالج ثلاث قضايا تتلخص في العلاقة مع الآخرين والانغلاق على الذات والحرية.

تجرأ المخرج التونسي جمال ساسي وسط مشهد مسرحي سمته الأبرز الكوميديا و”الوان مان شو”، على نفض الغبار عن نص قديم لجون بول سارتر موغل في التراجيديا، وتقديمه على شكل عمل مسرحي عالج من خلاله جملة من القضايا الملحة، وفي ذلك مغامرة غير مضمونة العواقب ضمن السياق الثقافي التونسي الراهن.

في فضاء موحش مكوناته كراس ثلاثة وتمثال برونزي وباب موصد وأضواء خافتة وممثلون ثلاثة رابعهم سجان، تنتابهم جميعا موجات من الخشية والتوجس، تبدأ أحداث مسرحية “بورقة” (فوضى) لمخرجها الممثل التونسي جمال ساسي.

“بورقة” اقتباس تونسي من المسرحية الأصل “ويكلو” أو “الأبواب المغلقة” لصاحبها جون بول سارتر، وقد كتبت في العام 1943 إبان ظرف عالمي يتسم بالنزاعات والحروب، مما انعكس على طبيعة الكتابات آنذاك.

اختار جمال ساسي لتمثيل الشخصيات الأربع في مسرحيته كلا من جمال مداني، وليلى الشابي، وإيناس عبدالسلام، ولسعد الجلاصي، وتختلف كل الشخصيات عن بعضها البعض اختلافا جذريا، فالأول صحافي خرّب جسده برصاصات عشر أطلقت عليه، والثانية موظفة بالبريد، والثالثة شابة بورجوازية متمرّدة، والرابع سجان في شكل خادم بغيض.

استطاعت المسرحية جمع كل هذه المفارقات في فضاء واحد وهو الجحيم، فهذا مصيرهم جميعا بعد ترجلهم عن أعباء الحياة. ويتحتم عليهم البقاء في نفس المكان والزمــان معا إلى ما لا نهاية له، رغم اختلافهم.

المخرج جمال ساسي يحاول في “بورقة” أن يؤكد على ثنائية العلاقات الإنسانية، فقد تتسم بالانغلاق ورفض الآخر المختلف، أو أنها تنحو باتجاه الانفتاح على الغرباء
تبدأ المشاهد المتسارعة للمسرحية بلقاء جاف بين ثلاثة من سكان للجحيم، يقودهم خادم عبوس يكتفي فقط بالرد على أسئلة الوافدين الجدد باقتضاب، ثم ينسحب بهدوء وراء باب موصد بإحكام. يجد غسان الصحافي نفسه وجها لوجه مع إسمهان الشابة البورجوازية، وإيناس موظفة البريد، يجمعهم رابط وحيد هو الجحيم، أي الإطار المكاني.

وتبدأ قصة تعارف الشخصيات على بعضها البعض، فيميل كل طرف لتبرئة نفسه من التهم التي أدّت به إلى هذا المكان السحيق، محاولا الذود عن براءته، إلاّ أن طول الزمن والجو المشحون يؤدّيان بهم في نهاية المطاف إلى سرد اعترافاتهم دون إخفاء عناصرها المؤلمة.

أثناء العرض تتكون تحالفات وبعض التفاهم بين الشخصيات الثلاث، ويكون محور الصراع دائما موظفة البريد سليطة اللسان، التي تخطط باستمرار لإرباك أيّة محاولة للتقارب بينها وبين الطرفين الآخرين، أو بين الطرفين الآخرين بعيدا عنها، وفي هذا إشارات إلى عمق الصراعات وتداخل المصالح بين مختلف الفاعلين في المجتمع، والممثلون الثلاثة عينة مصغرة منه.

يحاول المخرج جمال ساسي في “بورقة” أن يؤكد على ثنائية العلاقات الإنسانية، فقد تتسم بالانغلاق ورفض الآخر المختلف، أو أنها تنحو باتجاه الانفتاح على الغرباء، والقبول بهم والتعايش معهم، أو التجلد أمام سيل انتقاداتهم ومواقف عدم رضاهم. تعالج المسرحية ثلاث قضايا على غاية من الأهمية، وتتلخص في العلاقة مع الآخرين والانغلاق على الذات والحرية.

النص الأصلي لمسرحية “بورقة” لكاتبه جون بول سارتر موغل في الوجودية، وينجز هذا النص لأول مرة في تاريخ المسرح التونسي، وبالرغم من ذلك حاول جمال ساسي إضفاء بعض المشاهد، التي نجحت في منحه بعضا من الإيحاءات على الواقع اليومي المعيش في تونس.

المسرحية استطاعت جمع كل هذه المفارقات في فضاء واحد وهو الجحيم، فهذا مصيرهم جميعا بعد ترجلهم عن أعباء الحياة
وينسحب جزء كبير من النص الأول لجون بول سارتر على واقع التونسيين، بكل ما يكتنفه من غموض وصراعات بين التيارات المجتمعية والسياسية على اختلاف مشاربها.

ولئن كانت أحداث العنف الجسدي أبرز سمات الأعمال المسرحية العالمية التي اقتبست نص سارتر، فإن المخرج جمال ساسي اختار العنف اللفظي مطية له، ليكشف المنسوب العالي من التجريح وعنف الكلمة، اللذين ميزا الحراك السياسي والاجتماعي في تونس بعد ثورة الرابع عشر من يناير، وطيلة المسار الانتقالي وفترة المخاض العسيرة التي عاشتها البلاد.

نجح ساسي في إيصال رسائل عديدة لجمهور تونسي يميل أكثر نحو العروض الكوميدية، أو إلى تلك الجدية الملتصقة كثيرا بالواقع السياسي والاجتماعي المحليين، حيث صفق الجمهور بحرارة خلال عدد من المشاهد التي أدّاها الممثلون الثلاثة بحرفية عالية.

رسائل جمال ساسي في المسرحية تلخصت في ضرورة إنهاء الاعتماد على نظرة الآخر لنا معيارا أساسيا لتقييم ذواتنا، ووجوب الانفتاح على الآخر مهما اختلف عنا، وتقبّل قناعاته على تنوّعها وتعدّدها.

------------------------------------------------------
المصدر : جريدة العرب 

الجمعة، 21 أبريل 2017

"سابينس": خروج تونسي على النص الفرنكفوني

الاثنين، 17 أبريل 2017

"أيام المسرح الوطني": تظاهرة لثلاثة مواسم

الاثنين، 10 أبريل 2017

"العرائس في تونس": كتابة تاريخية للمسرح

'الخوف' مسرحية تعيد الإنسان إلى وحشيته الأولى

مجلة الفنون المسرحية

'الخوف' مسرحية تعيد الإنسان إلى وحشيته الأولى

مسرحية المخرج التونسي الفاضل الجعايبي تحكي عن عواصف رملية هوجاء تهب من عمق الصحراء فتغزو البلاد وتدفن الناس تحت كثبان الرّمال، وتُهلك الكثيرين.

بعد عمله المسرحي “العنف” الذي لاقى نجاحا كبيرا في تونس وخارجها، يقدم المخرج التونسي الفاضل الجعايبي عمله المسرحي الجديد بعنوان “الخوف".

"الخوف” عمل مسرحي من إنتاج مؤسسة المسرح الوطني التونسي، وهو نص جليلة بكار التي تشارك أيضا في الأداء الركحي رفقة الممثلين فاطمة بن سعيدا ونعمان حمدة ولبنى مليكة وأيمن الماجري ونسرين المولهي وأحمد طه حمروني ومعين مومني ومروى المنّاعي.

وسيكون العرض الأول للمسرحية مساء الجمعة 21 أبريل الجاري بمسرح أندروهر في ألمانيا قبل أن يقدم لاحقا للجمهور التونسي.

تحكي المسرحية عن عواصف رملية هوجاء تهب من عمق الصحراء فتغزو البلاد وتدفن الناس تحت كثبان الرّمال، وتُهلك الكثيرين.

في طريق إحدى هذه العواصف التي اندلعت فجأة، كان هناك مخيّم لكشّافة صغار، يرافقهم البعض من القدماء. ينجو منهم اثنا عشر شخصا فقط من الموت، فيحتمون بأطلال حطام بناية لا يعرفون إن كانت مدرسة أو مستشفى مهجور، فارّين من خطر الهلاك تحت الكثبان.

وسط الغبار وبين الحقول وأطلال القرى يتدفّق الناجون إلى هذا المكان تحت العاصفة التي لم تترك مكانا ثابتا، وبوصولهم يكتشفون أنهم فقدوا اثنين منهم كانا متهوّرين فغامرا بانفصالهما عن المجموعة.

يرجع الأول خائبا ويضيع الثّاني في رياح العاصفة الهوجاء.

يبيت الناجون تحت الرّمال والبرد القارس. كلّ ما لديهم ينفد: الماء والحطب والطعام إلّا المزاح الذي لم يغادرهم رغم شدّة الكرب وقسوة الخوف وانهيار الأمل في الخروج من هذا المكان إلى عالم الأحياء.

حينها تستيقظ داخلهم شياطينهم الدّفينة، وتعيدهم إلى طور الوحشيّة، فيتفشّى فيهم جنون العظمة ومنطق التّسلّط مع قانون الغاب فيتواجهون كل فرد ضد الآخر، ثم ينقسمون إلى مجموعات تواجه بعضها البعض، ويتصدّع بنيانهم وتكاتفهم مثلما تصدّعت المباني والجسور والطرقات ويتهاوى بدوره.

بعد تلاشي المثل والمعايير التّضامنية والإنسانيّة، واشتداد عذاب الجوع، نتتبع مصير هؤلاء المتناحرين في منطقة قصية، منتظرين إن كانوا سيتآكلون أو سيبتكرون منافذ للعودة إلى الحياة.

----------------------------------------------
المصدر : جريدة العرب 

الأحد، 9 أبريل 2017

رجاء بن عمار مدرسة في المسرح التونسي

مجلة الفنون المسرحية

رجاء بن عمار مدرسة في المسرح التونسي


فقد المسرح التونسي الحديث برحيل رجاء بن عمار واحداً من نجومه الكبار الذين ساهموا مساهمة فاعلة في صياغة خطابه الدراميّ الجديد، وابتكروا طرائق أدائه الحديثة، وأسسوا، بصبر وأناة وجمالية لا عهد للمسرح التونسي، وربّما العربيّ، بها من قبل.
قدمت إلى المسرح مزوّدة بثقافة جامعية رافداها الأدبان العربيّ والفرنسيّ إذ انتسبت رجاء، بعد حصولها على البكالوريا، إلى مدرسة المعلمين العليا التونسية التي كانت نسخة من نظيرتها الفرنسية في جودة البرامج وتميز الطلاب.
لا شكّ في أنّ رجاء بن عمّار قد شغفت بالمسرح منذ طفولتها وأنّ دراستها الجامعية لم تفعل سوى تأجيج هذا الشغف ولهذا أقدمت على الانخراط في بعض الفرق المسرحية الجامعية ذات النبرة المتمردة. منذ البداية امتزج المسرح لديها بمعاني الرفض، الرفض في أوسع معانيه، رفض الواقع / رفض الفن السائد / رفض النصوص المتهافتة / رفض أساليب الفرجة القديمة... فالمسرح، في نظرها، فنّ ناقد، لا يفتأ يهجم على العالم بالأسئلة تلو الأسئلة.
بهذا الفهم للمسرح تشبثت رجاء بن عمار على امتداد حياتها وإن تنوّعت طرائق الرفض وأساليب التمرّد.
قدمت رجاء بن عمار أعمالاً كثيرة نذكر منها على سبيل المثال: «ساكن في حيّ السيدة»، «بيّاع الهوى»، «فاوست»، «الباب إلى الجحيم».
جنحت رجاء بن عمار، في معظم أعمالها الأخيرة، إلى التجريب أسلوباً في الإخراج والكتابة والتمثيل، والتجريب، بالنسبة إلى هذه الفنانة الكبيرة بحث مستمرّ عن آفاق تعبيرية وجمالية. لا شيء، في نظرها، قد استتبّ ولا شيء استقرّ، كل شيء إلى تغيّر وتحوّل مستمرّين. لهذا وجب على المسرح أن يبحث باستمرار عن لغات بصرية جديدة، أن يختبر وسائل جديدة في الكتابة الإخراجية. ويتجلّى هذا التجريب أقوى ما يتجلّى في مسرحيتها الشهيرة «نافذة على ...» التي هي نافذة يطلّ من خلالها المشاهد على اللحظة الراهنة بكل ماتنطوي من حروب وأوجاع وصراعات. هذه المسرحيّة هي مسرحية الجسد في المقام الأوّل، الجسد بوصفه اللوح الذي تكتب عليه الثقافة أحلامها وقيمها. والمسرح في نظر هذه الممثلة هو في المقام الأول مجال الجسد يملأ الخشبة بحضوره القويّ. وهذا ما قاد رجاء بن عمّار إلى الاهتمام بالكوريغرافيا بوصفها شكلاً راقياً من أشكال الرقص المسرحي وعلمته للكثير من المهتمين بالمسرح والرقص.
كل هذا جعل من مسرح رجاء بن عمار مسرحاً مثقفاً يستدعي التأمل والمشاركة الواعية...أي يستدعي المساهمة في تأسيس رموزه ودلالاته. هذا المسرح يستخدم أكثر من لغة : لغة الكلام / لغة الصور/ لغة الموسيقى/ لغة الرقص / ...هذه اللغات تتمازج داخل المسرحية الواحدة لتحول العمل الفني إلى عيد من أعياد العين والسمع والخيال.
رحلت رجاء بن عمار تاركة وراءها إرثاً مسرحياً مهماً ومدرسة فنية ستبقى تلهم الكثير من رجال المسرح في تونس. هذه المدرسة التي تمكنت من استيعاب تيارات فنية كثيرة وجعلتها، تعيش، على اختلافها، في مسرح رجاء في كنف العافية.

-----------------------------------------------

المصدر : محمد الغزي - الحياة 

الأربعاء، 29 مارس 2017

المسرح التونسي: أوهام الحرية.. والقمع أيضاً

مجلة الفنون المسرحية

المسرح التونسي: أوهام الحرية.. والقمع أيضاً

 شوقي بن حسن


"هل غيّر هذا الوضع (ما بعد 2001) من النمط الفكري والفنّي للمسرح التونسي أم أن الرقابة الذاتية على الفكر تمادت برغم الشعارات المرفوعة أمام التهديدات المعلنة أو الضمنية التي تمارسها فئات من المجتمع بفكرها المتعصّب دينياً أو أيديولوجياً؟". هكذا تضعنا ورقة عمل ندوة "أوهام الحرية في واقع منفصم ورقابة متخفية" في الإشكالية التي تداول على مقاربتها مجموعة من المتحدّثين من زوايا مختلفة ضمن فعاليات "لقاء العرض الأول" في قاعة "مربّع الفن" في تونس العاصمة الخميس الماضي.
كانت المداخلة الأولى نصاً ساخراً للكاتبة المسرحية زهرة الزموري، وبعدها حاضر المخرج منجي بن إبراهيم عن علاقة المسرح بالتوترات السياسية، ليتطرّق إلى انعكاسات "ممارسة الديمقراطية المشوّهة" أو "الحرية السياسية الاعتباطية" على الفن، معتبراً أن "الديمقراطية هي الجانب الآخر من ديكتاتوريةٍ على النفس". يشبّه بن إبراهيم الحريات في المرحلة الأخيرة بانتشار الباعة المتجوّلين حيث يمكن أن تكون الحرية مُربحة ولكنها مُضرّة مثل بضائع السوق السوداء.

لم تجر مراجعة الترسانة القانونية للتضييق على الفن

في المداخلة الثانية، تحدّث الناشط السياسي محمد الخنيسي عن الفضاء العمومي الذي جرى تحريره بعد الثورة ما أفسح المجال أمام الفنانين للتعبير بحرية، وأتاح خروج المسرح والفن عموماً إلى الشارع وهو ما تبعه إنشاء فضاءات جديدة كالمقاهي الثقافية أو فنون الشارع، ولكن ذلك تزامن أيضاً مع هيمنة محتويات فنية ذات جودة سيئة فرضتها البرامج التلفزيونية.
ثمة مفارقة يرصدها الخنيسي، وهي أنه رغم هذا الانفتاح "لم نجد مسرحاً واحداً يُبعث بعد الثورة". يشير إلى أدوار كثيرة ساهمت في ذلك منها نُخب الفن القديمة والتي عليها أن تعترف بأنها في سياق الثورة التونسية قد أخذت القطار وهو يسير، وأن الثورة أفرزت هي الأخرى عوامل هيمنة جديدة (الحجم السياسي للقوى المحافظة)، وأن التجربة أتاحت للبعض أن يكتشف أن "ثمة خوفاً من الحرية ونحن نمارسها" وضمن كل ذلك لم يجر مراجعة الترسانة القانونية للتضييق على الفن.

من جهته، يتساءل الناشط الثقافي الطاهر العجرودي، هل كان "التحرّر مطلباً شعبياً أم نخبوياً؟" مستشهداً بعبارة عالم الاجتماع التونسي الطاهر لبيب بأننا عشنا "غلافاً براقاً من الحريات" وهذا الوضع وضع الفنانين أمام حقيقة مهاراتهم الإبداعية.
يلفت العجرودي إلى أن الكثير من المناطق في تونس شبه محرّمة فنياً، لأسباب متعلقة بالفقر والتعطيلات الإدارية وترسّبات اجتماعية وعقائدية، معتبراً أن عدم الاقتراب من بعض المناطق (بالمعنى الجغرافي والفني) هو "الخيار الأسلم لأكثر القطيع الفني"، وفي غياب هذه الخطوة سيظل التحرّر في هذه البلاد موهوماً؛ أي إنه ليس سوى "وهمٍ نسوقه لنرتاح قليلاً".
في كلمة لاحقة، تحدّث الكاتب محمد الطاهر الضيفاوي منطلقاً من إشارة إلى كتاب "كلاب الحراسة" لـ بول نيزان والذي يفضّل ترجمته بالعامية التونسية "كلاب العسّة"، وهو الدور الذي لعبته وزارة الثقافة في تونس، والتي أُنشئت في رأيه للحدّ من سلطة المضادين للسلطة. بناء على هذه المقاربة، يفسّر الضيفاوي أن المسرح التونسي استفاد أساساً من بعض التجارب الخاصة التي نأت بنفسها عن سياسات الدولة الثقافية وأوجدت هامشاً للحريات، وهو ما يعبّر عنه بالقول "المبدع يظلّ فخوراً بيُتمه".
فضّل الفنان المسرحي توفيق الجبالي أن تكون كلمته مجموعة من الشهادات المتفرّقة. وانطلاقاً من فكرة متغيّرات الرقابة المنظمة، تحدّث عن الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة الذي أظهر علاقة تماهٍ مع المسرح، بسبب ممارسته والذي يظهر في خطاب معروف له، جرى تجسيده لاحقاً في "لجنة التوجيه المسرحي".
تتضمّن اللجنة 15 عضواً من منظمات هيئات مختلفة مثل وزارة الثقافة ووزارة الشؤون الاجتماعية والشؤون الدينية ووزارة الداخلية. يلفت الجبالي هنا إلى مفارقة وهي أن أكثر أعضاء هذه اللجنة انفتاحاً كانوا ممثّلي وزارة الداخلية وأكثرهم تشدّداً ممثّلو وزارة الثقافة.

لا تزال الكثير من المناطق في تونس شبه محرّمة فنياً

يعتبر صاحب "كلام الليل" أن قصص المنع لم تكن متعلقة بأفكار كبرى وإنما بتخوّفات المسؤولين من عبارات متفرّقة في النصوص، أي إنها كانت من التفاهة بمكان، وانتهى الأمر بأن أصبح المسرحيون ينجحون في تمرير مضامينهم مع مراعاة متطلّبات اللجنة، وهي حوادث يرى الجبالي أنه يمكن استرجاعها اليوم من زاوية "نكتوية"، مقدّماً أمثلة من قبيل رفض اللجنة نصاً جاء فيه "رائحة فمك كالخرا"، ثم قبلته حين جرى تحويره إلى "رائحة فمك أبخرا"، أو رفض استعمال كلمة "القصبة" حتى بمعناها الحَرفي لأن مكاتب الحكومة تقع في "القصبة" في مدينة تونس.
هذه التفاهات كانت جوهر العلاقة بين المسرح والرقابة في تونس بحسب الجبالي، وبالتالي فهي بالنسبة إليه "رقابة مُمتعة" و"ليست أكثر من رقابة تقارير بوليسية". يتابع المسرحي التونسي شهادته بالحديث عن نهاية حكم ورقيبة، فمع صعود بن علي في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 1987 جرى الإعلان بأن "لجنة التوجيه المسرحي" قد ألغيت.
رحّب معظم المسرحيين بذلك، لكن الجبالي اعترض ما جلب له تهماً كثيرة وقتها. يبرّر صاحب "هنا تونس" بأنه اعتبر أن تفاهماً ضمنياً قد تحقّق بين الرقباء والفنانين، وأن اللجنة كانت في الأخير تسلّم العروض وثيقة فتفتح لها أبواب العرض في مسارح البلاد، وبإلغاء هذه الوثيقة أصبح أصغر مسؤول في الجهات الداخلية يمكنه وقف عرض، ما يفتح الطريق أمام رقابة أخطر، ومن ورائها رقابات أخرى.
ضمن الحوار المفتوح الذي تلا المداخلات، تفاعل الناقد المسرحي عبد الحليم المسعودي مع شهادة الجبالي، واعتبر أنه يمكن قلب عنوان الندوة من "أوهام الحرية" إلى "أوهام القمع"، إذ لم تكن هناك رقابة حقيقية، ليحصر المسعودي الخلل بأن هذه الرقابة قد اختلقها عدم القدرة على الإبداع فلما باتت الحريات مبذولة لم يجد المسرح نفسه فاعلاً ضمن السياق الجديد، ليشير إلى أنه بات يخشى من أن يكون حرصنا على المسرح سبباً في الدفاع على أكذوبة تقول بازدهاره.
الحوار المفتوح تضمّن أيضاً إشارات أخرى إلى مسألة الرقابة كما في شهادة المخرجة سميرة بوعمود التي لفتت الانتباه إلى رقابة يمارسها الفنانون ضدّ بعضهم، ومنها رقابة الممثلين على النص ورؤية المخرج.
وأشارت الإعلامية عواطف المزوغي إلى أننا في تونس فقدنا لذة الاستمتاع بالجرأة، ولذة فك الرسائل المشفرة التي تتضمّنها المسرحيات كما كان الحال قبل الثورة، وعاد الخنيسي بإشارة إلى "رقابة التشاؤم" التي تهيمن اليوم في الحياة الثقافية التونسية، أو استعمال وسائل أخرى مثل منظومة التمويل أو "المواطن الرقيب" كما في حديث المخرج أيوب الجوادي.

---------------------------------------
المصدر : العربي الجديد 
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption