أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات سيرة ذاتية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سيرة ذاتية. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 13 أكتوبر 2016

يوسف العاني.. "فنان الشعب" العراقي

مجلة الفنون المسرحية

يوسف العاني.. "فنان الشعب" العراقي   

أحد أبرز فناني المسرح والسينما في العراق منذ أربعينيات القرن الماضي، يكنى بـ "فنان الشعب"، أعد ومثل العديد من المسرحيات، وهو مؤسس فرقة "الفن الحديث" عام 1952.

المولد والنشأة
ولد يوسف العاني يوم 1 يوليو/تموز 1927 في منطقة عانه بمحافظة الأنبار غربي العراق، وجاء في الموقع الرسمي لدار السينما والمسرح التابع لوزارة الثقافة في العراق أن العاني ولد في الفلوجة.

انتقل للإقامة في العاصمة الأردنية عمان منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003.

الدراسة والتكوين
درس في معهد الفنون الجميلة فرع التمثيل لمدة أربع سنوات، وفصل في السنة الأخيرة عام 1952 لمواقفه الوطنية.

تخرج العاني في كلية الإدارة والاقتصاد بـبغداد، وقد شهدت دراسته الجامعية بدايات انطلاقته الفنية عندما أسس أول فرقة مسرحية إبان حياته الطلابية.
الوظائف والمسؤوليات
شغل منصب معيد في كلية الإدارة والاقتصاد في بغداد (1950ـ1951) للإشراف على النشاط الفني في الكلية، ثم عين مديرا للبرامج في مديرية الإذاعة والتلفزيون بعد ثورة يوليو/ تموز 1958 .

قضى عاما كاملا (1957 و1958) في عدد من مسارح الاتحاد السوفياتي سابقا وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا الديمقراطية وقتها، وهناك تعرف العاني على مسرح بريخت، وقضى أيضا أشهرا في مسارح فيينا.

كما شغل منصب أول مدير عام لمصلحة السينما والمسرح عام 1960، فرئيس فرقة المسرح الفني الحديث، والسكرتير العام للمركز العراقي للمسرح التابع للمركز العالمي. وكان أيضا عضوا في اللجنة التنفيذية للمركز العالمي للمسرح للفترة من 1983-1985.

ونظرا لخبرته الطويلة، تولى رئاسة هيئة تحكيم مسابقة الدراما في المهرجان العالمي للتلفزيون ببغداد 1988، ورئيسا لهيئة تحكيم مهرجان التمثيلية التلفزيونية الأول في تونس 1981، وعضو لجنة تحكيم مهرجان الشباب السينمائي في دمشق 1972.

ومارس العاني أيضا النقد السينمائي والمسرحي منذ عام 1952، وكتب في مجالات النقد والمتابعات الفنية لا سيما المسرحية السينمائية، داخل العراق وخارجه. 

التجربة الفنية
عرف عن العاني أنه كان يتبع منهجية واقعية في أعماله المسرحية والسينمائية والتلفزيونية، حيث كان يعالج هموم ومعاناة الفئات المسحوقة من المجتمع العراقي، إضافة إلى أسلوبه النقدي والساخر في تناول الموضوعات.

والعاني هو الذي أسس فرقة "الفن الحديث" مع الفنان الراحل إبراهيم جلال وعدد من الفنانين المثقفين الشباب العراقيين يوم 3 أبريل/نيسان 1952.
وكتب خلال مسيرته الفنية أكثر من خمسين مسرحية، منها مسرحيات اجتماعية قصيرة قدمها في سياق المسرح السياسي في الخمسينيات مثل "رأس الشليلة" 1951 و"حرمل وحبّه سودة" عام 1952 و"آني أمك يا شاكر" عام 1955.

كما ظهر تأثره بالمسرح الملحمي لدى بريخت في بعض أعماله مثل "المفتاح" و"الخرابة"  و"الشريعة" و"الخان".
وزيادة على الكتابة المسرحية، مثّل العاني في العديد من المسرحيات من بينها "مسمار جحا" عام 1952 و"الليلة البغدادية مع الملا عبود الكرخي" عام 1983 وغيرهما. كما كانت له إسهامات كبيرة في السينما العراقية، ومن أبرز أفلامه "سعيد أفندي" عام 1958 و"وداعا لبنان" عام 1967 و"بابل حبيبتي" 1987.

شارك أيضا في العشرات من المسلسلات العراقية أبرزها "يوميات محلة" و"الحضارة الإسلامية" و"الجراح"، وشارك عربيا في فيلم "اليوم السادس" للمخرج يوسف شاهين عام 1986، إضافة إلى مشاركته في العديد من المهرجانات العربية والدولية.

ونظرا لرصيده الواسع، وصفه الناقد المصري علي الراعي في كتابه "السينما والمسرح في الوطن العربي" بأنه "ضمن لنفسه شرطي توفيق الحكيم: الموهبة والاستمرار، وزاد عليهما شيئا آخر مهما وهو التمثيل، فهو أقرب من غيره إلى رجل المسرح".

المؤلفات
ترك العاني مؤلفات عديدة عن المسرح والسينما منها: "المسرح بين الحديث والحدث" عام 1990 و"بين المسرح والسينما" عام 1967و"التجربة المسرحية معايشة وحكايات" عام 1979 و"سيناريو لم أكتبه بعد" عام 1987 و"شخوص في ذاكرتي" عام 2002.

الجوائز
حصل العاني على تكريمات عدة منها جائزة رائد المسرح ورائد في التأليف المسرحي، أفضل ممثل للأعوام 1981 و1983و1984، وأفضل كاتب سيناريو، ورائد مسرحي للمسرح العربي والأفريقي في مهرجان قرطاج بتونس عام 1985.

وبراءة تقدير من نقابة الفنانين السوريين 1979، وتقدير خاص من دائرة الإذاعة والتلفزيون في العراق لمناسبة مرور عشرين عاما على تأسيس التلفزيون العراقي عام 1976.

الوفاة
توفي العاني يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول 2016 في مستشفى بالعاصمة الأردنية عمان عن عمر ناهز 89 عاما بعد صراع مع المرض.

ووصف الرئيس العراقي فؤاد معصوم الفنان الراحل في برقية تعزية لعائلته بعميد المسرح العراقي والشخصية الديمقراطية الوطنية والفنان الكبير الذي نال لقب "فنان الشعب" باستحقاق كبير بفضل الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية الرائعة التي قدمها طوال سبعة عقود.

---------------------------------------------
المصدر : الجزيرة نت 

الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

محسن العزاوي يمسرح سيرته الذاتية

مجلة الفنون المسرحية

عبد العليم البناء

أصدر  الفنان القدير محسن العزاوي الذي عرف مخرجا مسرحيا لا يشق له غبار مذكراته  (الرهان على الزمان) مع عنوان فرعي دال (سيرة ذاتية بفصول ومشاهد عن حياة  الفنان محسن العزاوي) ليمسرح سيرته الذاتية في ما يشبه مسرحيته الأخيرة عبر  الصورة والوثيقة مقسما إياها إلى فصول ومشاهد كما هو الحال في أية مسرحية  تقليدية

 وهو ما لم نألفه في السير الذاتية التي سردها أقرانه من مبدعي المسرح العراقي والعربي واضعاً على الغلاف صورتين له إحداهما وهو لما يزل في منتصف العمر ورمز لها (زمن الشباب) والثانية وقد تجاوز السبعين ورمز لها (زمن الشيخوخة) ليكتب في الصفحة الثانية من الغلاف كلاماً يقترب من حكمة الشيوخ وربما الشعر
 « عشقت الشباب..وأحببت الشيخوخة.. أحببت الناس فأحبوني لأن عبير الحياة هو هو..».

الجمعة، 3 يونيو 2016

د.كريم عبود يستذكر المسرح العراقي وجمالياته بقصر الثقافة في البصرة

مجلة الفنون المسرحية

احتضن قصر الثقافة والفنون في البصرة، التابع لدائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، محاضرة بعنوان (المسرح وجمالياته)، والمحاضرة التي ألقاها الفنان الدكتور كريم عبود المبارك، بالتعاون مع ملتقى جيكور الثقافي .
وأدار الجلسة، الدكتور ماهر الكتيباني، وحضرها مبدعون ومثقفون من البصرة، تضمنت حديثا جماليا حافلا بالوقائع والتاريخ الكبير لمسرح البصرة والعراق، حيث استذكر الفنان كريم المبارك عطاءات المسرح العراقي، والذي يعدّ هو واحد من مبدعيه من خلال مشاركاته التي بدأها منذ فتوته الأولى ومازال واحد من عشاق المسرح.

وقال د.كريم : “لابد لي من أن استذكر طفولتي وأنا أتحدث عن المسرح، فذكريات الطفولة التلقائية تسحبني إلى عالم الطيبة والأهل والصدق والجيران، ومازالت بذاكرتي الأيام التي ربطتني بالطين والميناء وبيوت القصب، فقد عشت أيام الطفولة الأولى ضمن بيئة بصرية تحكي للناس قصص الحب والاحتفال والفرح الدائم، وأبي عامل من عمال شركة نفط البصرة، واحترمه لأنه يمثل سلطة البيت التي ما تجاوزنا عليها لأنها سلطة تربوية تأخذ من الأجداد مقوماتها، ثم انتقلنا إلى

الجمعة، 20 مايو 2016

وفاة الفنانة أمل طه بعد صراع طويل مع المرض

مجلة الفنون المسرحية

توفيت امس الفنانة أمل طه، عن عمر يناهز الستين عاماً، بعد صراع طويل مع المرض. والفنانة أمل طه ممثلة كوميدية من مواليد 1956، محافظة ذي قار، وقد التحقت بكلية الفنون الجميلة، قسم الفنون المسرحية، عام 1974، و تخرجت منها سنة 1978.
وهي فنانة كوميدية هدفها الضحك وامتاع الناس من خلال ما تقدمه من أعمال كوميدية رائعة أدت عدة شخصيات بشكل متميز  واسلوب متقن وهذا ما أشاد به الكثير من الفنانين منهم ( محمد حسين عبد الرحيم ـ عزيز كريم ـ ناهي مهدي وآخرون ) وعرفت من خلال تمثيلها ( قلبي نارك ) وملكية تجارية  و عرفت وشتهرت من  خلال هذه المسرحية  وكنت أجسد شخصية امرأة مستبدة وكانت هذا سنة 1996 .تعرضت إلى جلطة دماغية عام 2009 أصيبت على أثرها بالشلل النصفي في الجهة اليسرى من جسدها تسببت بانقطاعها عن الوسط الفني. وذكرت قبل وفاتها أنها تحلم بالمشي على قدميها ولو بضعة أمتار، لكن الأمر كان صعبا في ظل امكانية العلاج البدائي في دار المسنين التي كانت تقيم فيه بمنطقة الكاظمية، مناشدة الحكومة بمعالجتها خارج البلاد، لكن لم في يستجيب لندائها أحد توفيت في مساء يوم الخميس الموافق 19 مايو 2016 مستشفى الكوت العاصمة المحلية لمحافظة واسط. عن عمر يناهز الـستين عاماً بعد صراع طويل مع المرض. ومن ابرز المسرحيات التي قامت بتمثيلها :
النجمة البرتقالية 1977، على خشبة المسرح الوطني
الخيط والعصفور 1983
صايرة ودايرة 1985
فناتك 1989، عرضت في مصر و الكويت، تمثيل داود حسين، وحيد سيف، محمد حسين عبد الرحيم، سمير القلاف، علي جمعة.
الخيط والعصفور، تمثيل محمد حسين عبد الرحيم، مطشر السوداني، قحطان زغير، خليل الرفاعي، إخراج حسين علي هارف، بمشاركة فرقة المربعات البغدادية.

الأحد، 15 مايو 2016

الفنان المسرحي هاني هاني قديس المسرح العراقي / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية

ممثل ومخرج مسرحي راحل عراقي.ولد الفنان هاني محمد محمد حسين في مدينة الموصل شمال العراق عام 1943من عائله مكونه من اربعة اخوات واربع اخوان كان هو الأكبر ومنذ صغره كان يهوا الكتابة والرسم ولديه لوحات عديده تعبر عن هوايته التي كان محترفا بها كان والده ينوي أدخاله إلى كلية الطيران لكن هاني كان ينوي الذهاب إلى بغداد ليدخل كلية الفنون ودخلها عام 1964 قسم المسرح وحصل على شهادة البكلوريوس عام 1968و مثل في عدد من المسرحيات نذكر منها: مسرحية (الكاع) تأليف عادل كاظم، اخراج الراحل جاسم العبودي، ومسرحية (رسالة الطير) و(كان ياما كان) لمخرجهما الراحل قاسم محمد، وغيرها الكثير.
بعدها أنظم إلى كادر وزارة الشباب والرياضه وأيضا كان يعمل مخرجا في أذاعة صوت الجماهير ان ذاك بعدها انظم مع مجموعة من الفنانين إلى الفرقة القومية للتمثيل التابعة إلى مؤسسة الدائرة السينما والمسرح عام 1970 وقام من ذالك العام  في التمثيل والإخراج وكانت اعماله كثيره منها من إخراجه(انشودة العمل "وانا لاستطيع تصور الغد"و"والف امنيه وامنيه ""واناس والحجاره "و"حكايه من الخندق الخلفي" و"قصة حب معاصره "و في مجال السينما مثل في  فيلم يوم اخر للمخرج صاحب حداد

الأحد، 1 مايو 2016

 الفنان المسرحي د.عبدالمطلب السنيد أبداع مسرحي متميز

مجلة الفنون المسرحية

 درس في الولايات المتحدة الامريكية تعامل مع المسرح الأمريكي وخاصة في جامعة كاليفورنيا حيث أخرج  مسرحية (الخراتيت) من أدب اللامعقول ليوجين يونسكو،وحصل  1988- على شهادة الدكتوراه في الفنون المسرحية \ جامعة كولورادو- بولدر \ الولايات المتحدة الأمريكية.
1984- ماجستير في الفنون المسرحية\ جامعة كاليفورنيا الرسمية\ لوس أنجلوس\ الولايات المتحدة   الأمريكية.1974- وحاصل على بكالوريوس في الفنون المسرحية\كلية الفنون المسرحية- جامعة بغداد – العراق.

كتب عددمن المقالات و البحوث  والدراسات المنشورة:
الربيع العربي وربيع الفضائيات "بحث منشور في مجلة آداب ذي قار/جامعة ذي قار , المؤتمر العلمي الدولي الخامس- كلية الآداب ,  2012

الأحد، 13 مارس 2016

روناك شوقي تبحث عن المسرح العراقي الجديد .. في المهجر

مجلة الفنون المسرحية

تحتل المخرجة والممثلة المسرحية العراقية روناك شوقي (من مواليد بغداد عام 1953) مكانة خاصة بين الفنانين المسرحيين العراقيين  حيث تواصل بدأب وبنكران ذات العمل المسرحي في خارج وطنها وأسست استديو الممثل في لندن لهذا الغرض.

تحتل المخرجة والممثلة المسرحية العراقية روناك شوقي (من مواليد بغداد عام 1953) مكانة خاصة بين الفنانين المسرحيين العراقيين  حيث تواصل بدأب وبنكران ذات العمل المسرحي في خارج وطنها وأسست استديو الممثل في لندن لهذا الغرض.

الخميس، 10 مارس 2016

من تاريخ المسرح اللعراقي :حقي الشبلي

مجلة الفنون المسرحية
       
     
حقي الشبلي (1913 - 1985 ) يعتبرمن رواد  المسرح العراقي الحديث  ، والذي أحب  المسرح منذ الطفولة بعدما مثل لاول مرة في فرقة جورج ابيض المصرية اثناء زيارتها العراق عام 1926. صعد على خشبة المسرح وهو في عمر ال12سنه ، حدث هذا بالصدفة بعد ان اختاره جورج ابيض ضمن كومبارس مسرحية ( الملك اوديب ) التي قدمت من على مسرح سينما الوطني
            
                                                              جورج ابيض
تعلق الشبلي في المسرح بعد ذلك إلى حد الهوس ، وساهم في كل النشاطات المسرحية اللاحقة التي كانت تقوم بها مدرسته ( ثانوية التفيض) ، وبرز في المسرحيات التي قدمتها وهي ( صلاح الدين الايوبي ) و ( فتح الأندلس) و ( في سبيل التاج ) و( هارون الرشيد ) ، وكان يشرف على هذه النشاطات آنذاك سيد حسين الصافي ، والمقريء محمود عبدالوهاب ، والحاج رؤوف الكرخي ، والدكتور سامي شوكت ، والدكتور فائق شاكر ، وعبدالوهاب العاني .. وآخرون عمل هذا الرعيل المربي والمتنور على غرس نبتة المسرح في نفوس طلبتهم الصغار ، تأثرا ومسايرة للنهضة الفكرية والثقافية التي كانت قائمة في مصر وبلاد الشام ‘ وكان من بين ابرز هؤلاء الطلاب الفتية حقي الشبلي ، الذي اقدم فيما بعدعلى اقناع عدد من رفاقه من الذين برزوا في هذه النشاطات على تشكيل ( الفرقة التمثيلية الوطنية ) ، وتقدموا في نيسان 1927 بطلب الاجازه إلى الجهات المختصه 
                     
جاء في عريضة حقي الشبلي الموجهة إلى وزارة الداخلية مايلي ((نحن الموقعين ادناه ، نخبة من الشبيبة العراقية ، قد اتفقنا على تشكيل فرقة تمثيلية تدعى ( الفرقة التمثيلية الوطنية ) وغايتها تعضيد المنافع الخيرة ورقي هذا الفن الجميل في العراق ، فالمرجو من معاليكم ان تتلطفوا علينا وتجيزوا لناتشكيلها ، وتعاضدونا على رقي هذا الفن الخيري النافع ، وسنستمر بعونه تعالى على هذا المشروع بصورة دائمة ، على اننا شكلنا في العراق فرقة تمثيلية حقيقية تعرض للشعب العراقي الكريم أجمل الروايات الاخلاقية والادبية والتي تبث فيهم روح الاخلاص )) 
 وفي النظام الداخلي للفرقة المرفق مع الطلب ، يعلن في المادة السادسة منها برائة الفرقة من أي نشاط سياسي . وبهذا حدد الشبلي نهج الفرقة اللاحق في طلب التأسيس ، والذي بقي وفيا له حتى مماته ، وهو بناء مسرح فني خالص ينأى تماما عن السياسة ، الصفة التي ارتبطت بالمسرح العراقي الرسمي في فترة ولادته الاولى مفتتحا ما سمى بالعصر الذهبي لمسرح الثلاثينات في العراق..
لم يكن حقي الشبلي وهو ابن أسرة بغدادية ميسورة يرى في المسرح غير هذا ‘ أي المعبد والطقس المقدس الذي نشاء عليه المسرح الاول عند البشرية ، نذر نفسه لهذا المقدس يتعبد الفن فيه لذات الفن
ويعتقد ان المسرح ذورسالة روحية وجمالية جليلة للناس يستحق منه كل تضحية ‘ ولم تكن تضحية الشبلي من اجل المسرح قليلة ، سيما مايتعلق بسمعته الاجتماعية آنذاك في ظرف اجتماعي كان لا يحرم على الشباب ارتياد الملاهي فقط ، بل حتى الجلوس أو التقرب من المقاهي ، فما بالك الصعود على التياترو كما كان يسمى انذاك
        
ولم تكن ضغوط اسرته عليه قليلة ليكف عن ممارسة غواية المسرح بعدما سمح له والده في البداية عندما كان مايزال صغيرا في السن لمشاركة جورج ابيض التمثيل ككومبارس، على اعتبار انها ستكون مشاركة وحيدة و عابرة لطفل يلعب سرعان ماسيكف عنها عندما يكبر ، الا ان الشاب حقي الشبلي تمادى في سلوك طريق المسرح ، ومثل مختلف الادوار الرئيسية والثانوية ، حتى انه قام من باب التحدي ، وبدون الأحساس بالحرج ، باداء أدوار نسائية في بدايات حياته ، وتعاظمت ضغوط اسرته عليه ، إلى درجة كادت ان تصل إلى حد نبذه والتبرؤ من انتمائه للأسرة ، وهي اقسى عقوبة يتعرض لها الفرد في المجتمع العشائري الآسري الذي كان متحكما آنذاك . كرس الشبلي برومانسية كل حياته للمسرح ‘( لم يتزوج الشبلي حتى وفاته) ، وكان يمتلك شخصية متميزة كما يقولون عنها ( لها كرازما ) ، تصلح حسب مواصفات ذالك الزمان لاداء ادوارالبطولة في المسرحيات ، فهو وسيم وله حضور قوي على خشبة المسرح ، جعلت منه مركز جذب ، واعطته قدرة على لم شمل زملائه واقرانه حوله والتأثير عليهم ، ومكنته من قيادتهم في فرقة كبيرة مرموقة رغم صغر سنه( كان هو اكبراعضاء الفرقة سنا او بعضهم بعمره ، البالغ آنذاك خمسة عشره عاما ، والذين تحولوا جميعا فيما بعد إلى أهم بناة المسرح الاوائل وشاركوه مسيرته الاولى الصعبة ، لقد مثل الشبلي كل الادوار الرئيسية التي قدمتها الفرقة الوطنية اضافة إلى قيامه بمهمة الاخراج والادارة الفنية للفرقة ، وكعادة رؤساء الفرق المسرحية آنذاك كان يحتكر ادوار البطولة لنفسه ان كانت ملائمة هذه الشخصية له ام غير ذلك المهم كان لابد على رئيس الفرقة ان يقوم في المسرحية بدور البطل ، فيظهر مره شابا ومرة عجوز طاعن في السن ومره متوسط العمر ، وكان أيضا من عادة الشبلي الارتجال على المسرح ، واطالة الحوار الذي يلقيه ، وكثيرا ما كان يلقي ضمن المسرحية مقاطع
     

                                فاطمه رشدي
شهيرة مفضلة لديه من حوار مسرحية اخرى لاعلاقة لها بحوار وجو المسرحية التي كان يؤديها وعند زيارة فرقة فاطمه رشدي وزوجها عزيز عيد لتقديم عروض مسرحية في بغداد عام 1929 ، تعرفت الفنانة المصرية على حقي الشبلي الذي سمعت عن مواهبه وفرقته ، تقرب اليها الفتى حقي الشبلي ، ويقال انها كانت تستلطفه مما شجعه على ان يطلب رعايتها له ، وفعلا توسطت له فاطمه رشدي لدى الملك فيصل الاول ، واستحصلت منه الموافقة على ايفاد الفنان الشاب حقي الشلبي إلى مصر للآطلاع على النشاط الفني فيها ، وعلى ضوء توصية فاطمه رشدي ، التي كانت تكنى ( بفنانة البلاطات والقصور ) اعطيت للشبلي منحة لمرافقة فرقة فاطمه رشدي خلال الموسم 1929 - 1930 
     
لم يكن صدفة ان تتوجه حكومة الدولة الناشئة حديثا ، ضمن خطة تهدف إلى أعداد الكوادر العلمية المختلفة لادارة مفاصل الدولة ، في بلد يفتقر فيه موظفيه إلى المؤهلات العلمية حتى البسيطة منها ،(جلهم درسوا على يد الكتاتيب والملالي القراءة والكتابة فقط وبعض علوم القرآن والتجويد، وقسم قليل منهم ممن اتيحت له فرصة انهاء الدراسة الابتدائية في المدارس الحديثة ، اما حفنة خريجي مدرسة الحقوق والحربية في الاستانة فأحتفظوا بالوظائف الادارية العليا ) عن طريق ارسال الشباب من المتميزين، او بعض من الموظفين القدامى إلى مصر و اوربا ببعثات دراسية في مختلف العلوم ، ولم يكن ضمن خطتها حتى ذلك التاريخ او في اولوياتهاارسال من يدرس المسرح كأختصاص ، لقلة الوعي الرسمي بأهمية ودور المسرح اجتماعيا واعتقادها بأنه لم يحن الاوان اجتماعيا لتقبل هذا الفن ، لذا كانت وساطة فاطمه رشدي احراجا للملك فيصل الاول ، البدوي الكريم الذي لايرد طلبا لاحد ، واستجابته لهذه الوساطة كان على اكثر تقدير من باب المجاملة ، فتم ايفاد الشبلي لمدة سنة للمشاهدة والتدريب إلى مصر ، ولم ترق إلى مستوى المنحة الاكاديمية الطويلة . أي ان دافعها لم يكن في أي حال من الاحوال تشجيع بناء المسرح في هذا الوقت بالذات، لاسيما ان المسرح كفن كان في نظر التقاليد المتعارف عليها ، دخيلا غير مقبول من عامة الناس لارتباط قدومه بدخول المحتلين الكفره للبلد . وبعد ان لاحظت الحكومة ان الحلقات والخلايا اليسارية والماركسية ( التي تشكلت في العشرينات من القرن الماضي ، اي قبل ان تتوحد فيما بينها وتشكل الحزب الشيوعي)، لها نشاط واضح في الحفلات التمثيلية التي يقيمها الطلبة في المدارس ، وعندما ازدادت نشاطات المسرح المدرسي بهذاالشكل , بدون ضابط او اشراف‘لاسيما التطورات التي تمت في فترة وجود حقي الشبلي في مصر ، بدأت الحكومة تفتح عينها على مايدور حولها ، وتفكر مليا في سبل احتواء الحركة المسرحية الناشطة في المدارس التي اخذت زمام توجيهها قوى المعارضة بمعزل عنها ، فقوت من الرقابة على العروض هذه ، كانت اجازة عرض النصوص المسرحية موكلة إلى شعبة الرقابة التابعة لمديرية الدعاية احدى اجهزة وزارة المعارف بالتعاون مع وزارة الداخلية ، وكانت بأشراف ضابط سياسي بريطاني في البداية ، ثم احيلت المهمة إلى ضابط شرطة عراقي من التحقيقات الجنائية ، و في الخمسينات ، احيلت مهمة الرقابة و اجازة الفرق المسرحية ، واجازة النصوص المنوى عرضها على الجمهورالى وزارة الشؤون الاجتماعية ، وبعد عام 1958 اصبحت وزارة الثقافة والاعلام هي الجهة المسؤولة عن ذلك . وقد تعرضت فرقة حقي الشبلي في هذه الفترة اثناء غيابه في مصر ،إلى انشطارات ، كل شطر شكل فرقة ومجموعة ، أخذت تتبارى فيما بينها ، اغنت نشاطات هذه الفرق المتشظية عن الفرقة الام والمجاميع المتنوعة الاخرى ، الحركة المسرحية ودفعتها إلى الامام ، كاسرة بذلك بعض الشيء الحاجز القائم بينها وبين تقاليد المجتمع ، مدشنة ما سمى بعصر المسرح العراقي الذهبي الاول عاد حقي الشبيلي إلى بغداد ، وشكل مع محي الدين محمد موسى الذي كان يقود ( الفرقة العصرية التمثيلية ) فرقة جديدة له تحمل اسمه ( فرقة حقي الشبلي التمثيليه ) واصطحب معه للعمل بها من مصر واقطار عربية اخرى نجوم مشهورين من ممثلي المسرح العربي في ذلك الزمان من امثال بشاره واكيم وعبالحميد البدوي ونورالدين المصري ، سرعان ماتحولت فرقته إلى أشهر الفرق المسرحية المشكلة في الثلاثينات
      
نجح الشبلي في تشكيل فرقة مسرحية جذابة من أفضل الموهوبين من الرعيل الاول ، وجمع شمل البعض من الفرق المسرحية التي انشطرت عن فرقته الاولى في فترة غيابه في مصر ، وابتدأ نشاطه بجولة واسعة لتقديم العروض في المحافظات بمصاحبة ( فرقة فاطمه رشدي ) التي جائت معه للعراق في زيارة ثانية لها لدعم فرقة حقي الشبلي ، وقامت الفرقتان بنشاط مشترك في بغداد والألوية الجنوبية ، وبخاصة مدينة البصرة 
 دعمت الدولة مسرح حقي الشبلي الذي كان يلائمها توجهاته الحرفية الفنية الخالصة من نمط المسرح المصري ومنسوخ منها ، وابتعاده عن السياسة ( في الواقع ابتعاده عن المشكلات الاجتماعية الحقيقية ) كمسرح جورج ابيض ومسرح يوسف وهبي ومسر ح فاطمه رشدي وعزيز عيد ، وابرزته وجعلت منه ظاهرة فنية طاغية ، وقامت بفتح ابواب الزيارات لهذا النمط من الفرق المسرحية المصرية ، فزارت العراق على التوالي ( فرقة عطاالله سنة 1931) و ( فرقة يوسف وهبي 1933). في شباط من عام 1935 ، اختارت وزارة المعارف حقي الشبلي هذا المهوس بالمسرح ، موفدا منها في بعثة لدراسة المسرح إلى باريس ، ولمدة اربع سنوات

                   
وحول ملابسات حصول الشبلي لهذه الدراسة ذكر المفرجي من عروض فرقة حقي الشبلي مسرحية ( الحاكم بأمر الله ) التي قدمت على مسرح ( الثانوية المركزية عام 1934) وكان من مشاهدي هذه المسرحية السيد ياسين الهاشمي رئيس الوزراء في ذلك الوقت الذي اعجب بالعرض وأشاد بجهد الشبلي ، وتعبيرا عن تقديره هذا أكد الهاشمي على وزير المعارف الاسراع في ارسال الشبلي في البعثة العراقية القادمة لدراسة التمثيل خارج العراق
في الفترة التي غاب فيها الشبلي عن العراق ( 1935 - 1939 ) شهد ت تطورات عميقة وخطيرة في المجتمع والسياسة ووعي المواطن ، وبدأت المعارك في الشارع من اجل الاستقلال والتحرر تأخذ وجها سافرا وجادا ضد الاستعمار البريطاني واذنابه والاحلاف الجائرة ، فقامت الحكومة بشن هجوم لم يسبق له مثيل على هذا النشاط ، ((منعت التنظيمات النقابية في بغداد وفي المدن العراقية الاخرى وانتزعت من العمال حقهم في التنظيم النقابي بذريعة انهم يتدخلون في السياسة ، وقد ولدت هذه الوقائع كافة الاستياء في صفوف القبائل البدوية والفلاحين مما دفعها إلى تنظيم الانتفاضات ضد الحكومة الوطنية )) ، فقامت حكومة ياسين الهاشمي بتشديد حملتها الشهيرة ضد فصائل المعارضة الوطنية ، حيث تم ايقاف عدد كبير من القوميين والعمال وممثلي الحركة النقاببه ، وزج بهم في السجون بتهمة الشيوعية، كما وجرت تصفية بقايا الحريات الديمقراطية ، ومنعت كافة الصحف ونوادي وجمعيات ومنظمات المعارضة ، واحتل مكان البرلمان المنحل مجلس نيابي جديد تشكل من انصار الهاشمي وحكومته ، وتردت الاضاع كثيرا بسبب مسلك الحكومة، فاندلعت الانتفاضات مجددا ، سحقت جميعها بوحشيةعلى ايدي الجيش ..
           
فأزداد استياء الشعب وحصل تقارب بين العناصر التقدمية والقومين و ضباط الجيش وأزيحت حكومة ياسين الهاشمي في 12 تشرين الاول 1936 في انقلاب بكر صدقي العسكري ، وتشكلت حكومة حكمت سليمان . عاد الشبلي إلى العراق عام 1939 ، بعد ان انهى دراسته في ظل اوضاع جديده في العراق غير ماكانت عليه قبل مغادرته لها ، ان ياسين الهاشمي الذي ارسل الشبلي إلى الدراسة قد اطيح به ، ولم تعد لفرقة حقي الشبلي ذاك البريق السابق ، ولم يعد لنمط مسرحه نفس التأثير السابق ازاء نشاط الشارع السياسي ومزاجه المعادي لكل مايرتبط بأخلاق وذوق السادة ازلام النظام من الذين صنعتهم قوى الاحتلال و نصبتهم على رقاب الناس ، وقد حدثت تطورات عميقة في وعي فناني المسرح انذاك من الشباب المعادي للآستعمار المتأثرين بألافكارالديمقراطية ، على سبيل المثال بروز فرقة يحيى فائقوعروضها التي كان يخرج منها المتفرج مشحونا غاضبا ويندفع ليشارك في تظاهرات المعارضة ، كما حدث عند عرض مسرحية ( بيدبا ) فيما بعد 
 لم يعد مسرحه يهم غير ارستقراطية البيوتات البغدادية والبلاط الملكي ، فأنكفاءالشبلي ولم يتواصل، واصيب بخيبة لزوال بريقه سريعا ، فتفرغ بشكل اساسي للمسرح المدرسي الذي عمل مشرفا عليه ، ومن ثم اسس بعد سنة من عودته قسم التمثيل في معهد الفنون الجميلة (1940 )، الذي كان قبل هذا التاريخ موجودا ( كمعهد للموسيقى) منذ عام 1936 ، وتخرج من على يديه أجيالا لامعة من الفنانين المهمين في المسرح العراقي . استمرنشاط الشبلي التربوي للمسرح في معهد الفنون الجميلة حتى ثورة 14 تموز1958 ، اخرج خلالها للمعهد مسرحيات عالمية وعربية ومحلية هامة قسم منها معد ، نذكر ( معرض الجثث) و( الطاحونة الحمراء) و( فتح بيت المقدس ) لفرح انطوان و( عقول في الميزان) التي اعدها حقي الشبلي ، كما واعد في وقت سابق مسرحية ( محاسن الصدف ) و ( الوطن ) لفكتوريان ساردو و( يوليوس قيصر) لوليم شكسبير و( شهرزاد) لتوفيق الحكيم.

                               
بعد ثورة 14 تموز 1958 أزيح حقي الشبلي عن عمادة معهد الفنون الجميلة وحل محله ذنون أيوب ، فالمرحلة الجديدة التي شاعت فيها روح الثورة في الشارع و في كل مفاصل المجتمع وارتفع صوت السياسي المغالي في التقييم في كل مكان ، وحلت النقمة الغاشمة على كل مايمت إلى النظام القديم والملكية بدون تمحيص اوروية ، وراح ضحية هذا الجو الغير طبيعي عن غير وجه حق ، حقي الشبلي الذي صنف مسرحه بخانة الفن المجرد الذي يهتم بالفن لذاته ، التي كانت في تلك الفترة سبة سيئة وعد من فناني البلاط ، لاسيما ان الشبلي بقي يبتعد عن السياسة ومشاكلها ، فأنكفأ على نفسه، وترك معهد الفنون الجميلة والنشاط المسرحي المباشر ، عدا فترات قصيرة لاحقة تقلد فيها بعض الوظائف الادارية في وزارة الثقافة وشغل منصب عميد لنقابة الفنانيين التي لعب فيها باعتباره الرائد الاول في المسرح دورا شرفيا ، وأشترك قبيل وفاته في أحد الافلام السينمائية .
ان الدولة نفسها في مرحلة انتقال المجتمع من طورها القديم في العلاقات ‘ إلى طور اعلى في العلاقات ، كانت تغير من خطط عملها وبرامجها ومشاريعها بسرعة لتتناسب مع سرعة التطور ، والتي تأخذ في كثير من الاحيان شكل الفوضى في تدبير امور الدولة ، وعدم الاستقرار على نمط واحد في عملها ، ومشاريعها وبرامجها تتعرض للتغيير والتقلب وعدم الثبات أيضا في مجال دعم المسرح ، إذ خذلت جهودالشبلي ومشاريعه اكثر من مرة ، لاسيما عندما ارادت ان تمتلك فرقة قومية للمسرح ، على غرار ما موجود في البلدان الحديثة المتطورة ، فكلفت الشبلي بتأسيس هذه الفرقة على نمط وبرامج الفرقة القومية المصرية ، لكنها سرعان ماخذلته وتراجعت عن قرارها هذا كما يذكر الشبلي نفسه في هذا الموضوع إذ يقول ((... اقترحت على الحكومة ان نشكل فرقة وطنية رسمية ، وفي حينه اتصلنا بالفرقة القومية المصرية ، ومديرها الاستاذ زكي طليمات بغية دراسة نظام هذه الفرقة ، واقتباس مايتلائم منه وظروفنا في العراق ، وبعد ان وضعنا مسودة النظام ، تقدمنا بطلب إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ، وكان وزيرها محمد حسن كبه ، الذي وافق على الطلب فورا ، وفاتح وزارة المالية لرصد تخصيصات مالية للفرقة ، وعلى ان يتم تحويل احدى دور العرض السينمائي إلى صالة لعروض الفرقة المسرحية المقترحة ، وسارت كل الاجراءات بشكل مرضي الا ان الوزارة قد تغيرت ، وما اكثر ما كانت تتغير بين ليلة وضحاها ، فجاء وزير جديد الغى الموافقة السابقة وقلب للفرقة ظهر المجن ، لربما من اسباب تراجع الحكومة عن فكرة تشكيل الفرقة القومية العراقية ، هو التباين في النظر إلى اهمية المسرح من رجل سياسه إلى رجل سياسة آخر ، سيما ان برنامج الحكومة الجديدة أتسم بقصر النظر ومتخلفة عن سابقتها ، فقد كانت تعتقد بعدم جدوى دعم المسرح الذي لن يكون له تأثيره المفيد القريب في ظل تسارع التطورات الحاصلة في الوعي السياسي العام ، بما فيهم رجال المسرح نفسه ، وقدرت بسبب طبيعتها المتخلفة ‘ انه بالامكان تأجيل موضوع دعم المسرح كمشروع إلى وقت آخر ، ففي رأيها ان الاهمية يجب ان تتوجه إلى الشارع المنفلت الذي يحتاج إلى قبضة قمع قوية اكثر من احتياجه إلى مسرح غير مضمون التوجه في الوقت الراهن . ان أكبر مساهمة تحسب للرائد الاول حقي الشبلي في بناء اسس المسرح العراقي المعاصر ، هو تلك الاجيال من الفنانين المثقفين الكبار الذين رباهم على اسس اكاديمية ، تعلمت منه حرفة المسرح وتقديسه والاخلاص له ، وواصلوا من بعده مسيرتهم في شق طريق المسرح العراقي بأفق اوسع .
 وفي الكويت كرم عام 1984 من فرقة مسرحية كويتية رشحته كنقيب لفناني اقطار الخليج.
 ان مسيرة حياة وفن حقي الشبلي لسعتها واهميتها وكبر حجم انجازاتها تدعونا إلى تذكير الاجيال الشبابية من فناني المسرح العراقي والعربي بانجازاته الكبيرة , وقد وتوفي حقي الشبلي في 20 آب 1985
                               انجازاته
   
كما أسس شركة سومر للسينما المحدودة وانتجت فيلمين في عهده.. كما أصبح أول مدير عام لمصلحة السينما والمسرح وانتجت في عهده العديد من الأفلام السينمائية منها الفن والجابي وشايف خير.. ثم أصبح نقيباً للفنانين وفي عهده أصبح عدد منتسبي النقابة يربو على ثلاثة آلاف فنان وفنانة.. على مدى مسيرته الفنية حاز الفنان حقي الشبلي على العديد من الجوائز الفنية العراقية والعربية لعل ابرزها تكريمه في تونس عام 1983 كرائد عربي من رواد فن المسرح.. وفي الكويت كرم عام 1984 من فرقة مسرحية كويتية رشحته كنقيب لفناني اقطار الخليج

                              بعثاته
        
                  
وهول أول فنان عراقي يرحل إلى مصر ضمن إيفاد حكومي للأطلاع على الحركة الفنية في مصر وأستلهام التجربة بما يغني الحركة الفنية في العراق.. فذهب لعام كامل إلى مصر اكتشف فيها أصول ومبادئ الفن في مصر الذي كان مزدهراً آنذاك.. وقد جاء الأيفاد بمساعدة الفنانة المصرية فاطمه رشدي التي أنتهزت وجود الملك فيصل الأول في حفل لها قدمت فيه مسرحية من مسرحياتها وطلبت منه أن يسهل أمر الشبلي في الذهاب معهم إلى مصر ليطلع على النهضة المسرحية هناك وقد أوفد الشبلي فعلاً بعد لقاء فاطمة بالملك فيصل.. وبذلك يكون أول فنان عراقي يوفد إلى مصر وقيل عن علاقته بفاطمه رشدي أن هناك وداً جمع بينهما.

             
كماأرسل إلى فرنسا أواسط الثلاثينيات من القرن الماضي ليدرس فن المسرح لأربع سنوات وعند عودته قدم طلباً إلى وزير المعارف ليؤسس قسم المسرح في معهد الفنون وبذلك حول معهد الموسيقى إلى معهد لكل الفنون فجاء جواد سليم وأسس قسم النحت وفائق حسن وأسس قسم الرسم.. وقد دخلت أول مجموعة إلى معهد الفنون الجميلة في عام 1945 وكان من أبرز طلابها الفنان الراحل جعفر السعدي والراحل إبراهيم جلال والراحل جاسم العبودي والشاعرة نازك الملائكة والروائية ديزي الأمير والفنان اسعد عبد الرزاق وغيرهم

                              اعماله السينمائية
                        
فيلم (القاهرة بغداد) عام 1947 - القصة : حقي الشبلي ويوسف جوهر - إخراج : أحمد بدرخان - بطولة : حقي الشبلي - ومديحة يسري - وعفيفة اسكندر - سلمان الجوهر - إبراهيم جلال - بشارة واكيم واخرون، بحيث كان هذا الفيلم إنتاج عراقي - مصري مشترك، مثل فيه عدد كبير من الفنانين العراقيين والمصريين، وصورت أغلبية مشاهده في العراق ومصر
                              
فيلم (النهر) عام 1977 - القصة : محمد شاكر السبع - إخراج : فيصل الياسري، تمثيل :حقي الشبلي - سامي قفطان - سوسن شكري - قائد النعماني - حاتم سلمان
لم يكن حقي الشبلي فنانا كبيرا في المشهد العراقي حسب بل كان أستاذا مربيا ومعلما وبانيا لنهضة الفن  العراقي في المسرح  والسينما  والإذاعة.

-------------------------------------
المصدر - الموسوعة الحرة

الأحد، 6 سبتمبر 2015

تجربتـــي في جمهورية بلغاريـــا / ا.د. عقيل مهدي يوسف

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

من المفيد ، ان يذهب الباحث على مستوى الدكتوراه الى دولة متقدمة علميا في مجال تخصصه المعرفي الدقيق ، وهو متسلح بخبرة ميدانيـــة في هذا الحقل حين وصلت ( صوفيا) دخلت معهد ( جمال عبد الناصر) لتعلم اللغة البلغارية ، للطلبة الاجانب ، وكنت حينها معيداً في اكاديمية الفنون الجميلة في عام (1977 ) .
كنت متحمساً لاكتشاف" المسـرح " في بلغاريا .. فوجدت " مدرسة " حقيقية للشعب ، يؤمها الناس ، يوميا ، وبكثافة لافتة للنظر ! وحتى اقرب الصورة الخاصة بفعالية المسرح هناك .. وحسب تجربتي في مشاهدة العروض ، كنت ( بهويتي 9 الخاصة بمعهد ( V. T. S )   ادخل بلا تذكرة وهي خطوة نادرة – لاي مسرح اشاء ..
ابتدأت بالمسرح الخاص بالمعهد ، الذي يقدم عروضه طوال العام الدراسي ، تتنوع فيه العروض اسبوعيا ، وهي من اخراج اساتذة ( الفيتــس ) المعهد العالي ، للسينما والمسرح في ( صوفيا) الذي اكملت اطروحتي فيه.
تضم عروضه مسرحيات من المسرح القديم ( اليونان ، الرومان)  الى المسرح الحديث ، وعلى وجه الخصوص المسرح السوفيتي ، والبلغاري المعاصر ، والعالمي وادهشني الحضور ، والسعر الرمزي لتذكرة الدخول ، ومرونة العاملين ومدراء المسرح ، وبراعة الطلبة من" الممثبين " ، حيث ينتقي من بينهم الاكثر موهبة وابداعا للانخراط في مسرح الدولة القومي ، الاحترافي وكانت محطتي الاخرى ، في مشاهدة العروض هي المسرح القومي ( او الوطني ) المسمى باسم الشاعر البلغاري ( ايفان فازوف) .
وكان يديره البروفسور ( فيليب فيلبوف) وهو استاذ في المعهد – ايضا- ويقدم عروضه هنا ، وهناك ن وتستقطب عروضه اهتماما استثنائياً ، حين تعرفت عليه ن ابلغني بصوته الجهير ، انه يعرف ( يوسف العاني) وانه منهمك – الان- باخراج مسرحية جديدة ، بعنوان : ( بلغاريا تحت عصور من الاحتلال ) كان يتدفق حماساً وفرحاً
وتعزيز موقفه الوطني من قضايا الشعب
هذا المسرح الوطني ........ او
مسرح ( ايفان فازوف ) تحفة ، تحاكي ، الهندسة المعمارية للمسرح ( البولستوي ) في موسكو .. تعجب لعربة اثنا ، فوق واجهته ، وهي من روائع النحت ! وحين تدخل الى باحته ترى سلالم تقودك الى ( طوابق عليا) وبعضها الى( الاسفل) لمختبرات تجريبية في المسرح الرئيسي ، يقدم ( ريبورتوار ) يضم كبار المخرجين والممثلين ، والفنيين ، وكذلك يستعين بخبرات ( عالمية) واغلبها من( السوفيت) في بعض العروض التي تتطلب تكنولوجيا خاصة ، ومتقدمة ، كان تحلق امراة عجوز في الفضاء بين الغيوم ، او يهبط منطاد ، يحمل مجموعة من الناس ، او ترى امتدادات غير معقولة ، لغابات ومنازل ومنتجعات ، كانت السينوغرافيا ، والمناظر المسرحية متقنة الصنع ، ومتلاءمة مع الخطط الاخراجية ، باشكالها الابداعية المبهرة ، والمتفردة ! وما زلت اتمنى ان تتحقق في مسرحنا العراقي وحين ينتهي العرض ، بامكانك ان تقتني النص ، وفيه اسماء العاملين بالعرض ، ويزدان بصور فوتوغرافية للممثلين وللمخرج ، وصور تخطيطية للمناظر المسرحية في العرض .. كان البعض يتابع قراءة النص ، والمشاهدة ، اما – انا- فكنت حريصا منذ البداية على مشاهدة العرض ، وتفهم لغته المسرحية حتى لاانشغل عن جمالياته المبهرة ن وان لم اكن افهم – حينها-  جملة مفيدة من اللغة البلغارية !! وكنت اجاري القاعة في ردود الافعال ، في الدهشة ، اوالضحك ، حين يلتفت عليّ الجالسون في المقاعد القريبة ن ليشعروا بلذة " المشاهدة ط والمشاركة ويمارسوا عدواها على الاخرين!! وغالبا ما تراهم شجعوا الممثل ، وهو يؤدي عمله الابداعي ، لاسيما بعد انتهاء العرض بكلمة : ( برافو ) والتصفيق الحاد ، وظهور الممثل عند التحية لاكثر من مرة .
كما قلنا ، ان مدير المسرح القومي ، هو استاذ في معهد ( V.T.S)  بالمناسبة ، كان هذا المخرج الكبير – فيليب فيلبوف – من الذين صوتوا بكلمة ( نعم ) على اطروحتي للدكتوراه ، وهو نفسه الذي اشرف على اطروحة الدكتوراه لزميلي المبدع( جواد الاسدي ) وكان الاستاذ البروفسور ( ستيانوف) من اكثر الاساتذة حباً بالتجريب المسرحي المعاصر ، وهو استاذ لزملائي المبدعين وهم ( فاضل السوداني) و( فاضل خليل ) ومن بعدهم!! الزميل ( محمد عبد الرحمن) والمخرج( عادل كريم) الذي اشرفت عليه البروفسورة ( لودميلا) والفنان الممثل والمخرج( حميد الجمالي) والزميل ( نصيف الدليمي) اما الكاتب المسرحي المعروف ( نوري الدين فارس) فقد كان سبقني الى قسم( علوم المسرح ) مع البروفسور الدكترو ( فلادمير تنف) والتحق بعد تخرجي ، الفنان والمخرج التلفزيوني ( طيف المدرس ) للدراسة. وكان المشرف عليّ البروفسور ( كانوشف) وهو من كبار اساتذة النقد في بلغاريا ، وهو الذي انتدب لاختيار العروض العالمية التي قدمت في( مسرح الامم) في صوفيا عام ( 1982 ) وكانت فرصة نادرة لي لمشاهدة عروض من اصقاع عالمية مختلفة واهمها (مسرح النو) الياباني .
لايمكن اختصار التجربة الخلاقة للمسرح القومي( ايفان فازوف) فكلهم من اساطين المسرح ، وفي الغالب ، حاصلين على لقب ( فنان الشعب) وهو لقب لايناله ، الا من قدم ابداعا حقيقيا في المسرح البلغاري ،  سواء في التمثيل او الاخراج كانت موازنة عجيبة في اختيار المؤلفين العالميين والبلغار وتقدم على مدار الاسبوع الواحد ، اكثر من " مسرحيــة " ومن المدهش ان ترى في المساء " غابـة " ومنتجعات مثل عرض مسرحية " غوركي " ( ابناء الشمس ) لترى في اليوم التالي مساءً عرضا لكاتب بلغاري يحلق منطاد في فضاءه او نجوم ساطعة في قبة فلكية !! وسوى ذلك كثير .
تعلمت في مساح صوفيا ، سلوكا ابداعيا واخلاقيا عند مشاهدة العروض ومن آداب المشاهدة ، ان تبقى صامتا ، بلا صوت مسموع ، والا لاقترفت ذنبا ، لايمحى ، ولانصّب عليك ، نظرات الاستهجان والتقريع ، والازدراء ، فالقوم هناك يتهامسون عند الضرورة القصوى وحالما ينتهي العرض ، ترى عاملات التنظيف ، ينظفن الصالة ويضعن ( شرشفا) كبيرا على صفوف الكراسي ، والعجب كل العجب ، ان خشبة المسرح ، لامعة ، نظيفة ، وان الزخارف في الشرفات الداخلية للمسرح ، والاطار الذهبي الذي يحيط الخشبة ( اطار المسرح) تبقى مزدهية مشعة ومتألقة على مدى العام!!  أي جهد نبيل ، وحرص وطني على تقديس " الكلمة " الابداعية ، والمشهد المسرحي المسئول ، والبناء ، حجرا بعد حجر ، ورقعة بعد رقعة ، وباليد البشرية المباركة ويأتي المسرح ( العسكري) الحافل بالاسماء المسرحية العالمية ، واذكر ان مديره استقبلني ليدخلني على المسرح نفسه في عرض مسرحية ( موت دانتون) ومن اخراج البولوني والمخرج السينمائي العالمي المعروف ( فايدا)
وكان من المعجبين هذا المدير للمسرح العسكري – بالجنرال ( عبد الكريم قاسم) على حّد قوله ، واكراما له ، ادخلني من بين زحام المتفرجين وجلّهم من كبار قادة الجيش البلغاري ، وجنرالاته ، والسلك الدبلوماسي ، وسواهم من الاهالي ، وهم يتكدسون خارج الصالة .
وهناك – ايضا – المسرح الكوميدي ( دموع وضحك) ، والمسرح ( الساتيري) هذان المسرحان الكوميديان يقدمان ارقى النصوص البلغارية والعالمية بلا اسفاف ، ويستضيفان فرق ( سوفيتية) وسواها ، واذكر مسرحية( روسية) كوميدية ، قدمت برشاقة موسيقية نادرة ، وظهر على الخشبة جسم ( قطار) وسكّته ، وكانه في محطة للقاطرات وبعد انتهاء هذا العرض المتكامل فناً ، وفكراً ، واداءاً ، قام مخرجه ، بتحيّة الجمهور ، بهيبة ونظافة في الملبس والسلوك وهو من تلاميذة ستانسلافسكي ، كما فهمت في حينها.
وشاهدت على مسرح ( الساتيـرا) الكوميـدي ، اروع عرض مسرحي عالمي يخص ( شانيه) لاسطورة ( دانتي) يظهر فيها " الشيطان " في البداية واقفاً مثل تمثال لاستقبال الجمهور على منصة ، ومصبوغ باللون الازرق ، وهو عار تماماً الا من الصبغ ، بجسد تماسك وقدوة فائقة على التحمل وعند العرض ، يقدم هذا الممثل ، مهارات عالية ، لاسيما حين يتدلى بسلاسل من عمق المسرح الى جنبات الصالة ، ويتخذ " وضعيات " متميزة مسرحياً ، العرض كان رائعاً ، بهارمونية التمثيل ، والتشكيلات الحركية ، واللون ، والضوء ، والموسيقى ، وحسن اختيار مكونات العرض المسرحي التجريبي ، المدروس بدقة وعمق .
وهناك مسرح  ( تجريبي ) ينحو منحى    المسارح الاخرى في اعتماد ( ريبورتورا ) او منهج عروض تتوازن فيه المسرحيات البلغارية ، والعالمية وبالرغم من صغره ، فكان يقدم عروضاً متميزة ، وباساليب اخراجية جديدة ، مبتكرة.
ومسرح ( الدمى ) ، وكذلك مسرح ( الشباب) ، ومسرح ( الاطفال) ومسرح( العروض الصامتة ) ، و( بيت) لقراءة القصص باداء فنـي متقن ومسرح ( الاوبرا) ، والمسرح ( الغنائي ) ... ومسرح ( الباليـه ) .
واجتهدت طيلة وجودي ان اشاهد عروض مسرحية مختلفة في هذه المسارح ، ولكني لم افلح طيلة السنوات الخمس ، ان اغطي الكثير منها ، فما بالك بان لكل مسرح من هذه المسارح فضاءات جانبية داخلية ، تقدم فيها عروض خاصة ايضا!! في الوقت نفسه ، مساءاً ، او عند الصباح ، او عصراً !
اما الكتب المسرحية ، والمجلات الفنية المتخصصة ، فكثيرة ورصينة في الغالب وباسعار مغرية ، ويسجّل على بعضها ، قبل صدورها بفترة طويلة ن قد تستغرق العام، او اكثر من عام ، للحصول عليها وهي ذات الطريقة المتبعة في شراء التذاكر ، قبل فترة ، والا فانه الحظ هو الذي يسعفك في مشاهدة ، أي عرض ، كان يتاخر حاجز التذكرة المسرحية ، لاي سبب ، فيسمح لك بالدخول قبل " دقائق " من بدء العرض المسرحي ، اما بالنسبة لي فالامر يختلف . 
وجعلت جوادا ، يعلو في " برجه " البابلي الى ذرى الحضارة الرافدينية ( السومرية والبابلية والاشورية) ، وهو يتقطع الما على الضحايا في حين يبدو الطاغية هذا ، انسانا عاديا ، لايفرق عن سواه من البشر : يقول جواد لزوجته ( لورنا) الانجليزية :
جواد:      كيف يمكن لهؤلاء ( أي الجلادين) ان يقبلوا اطفالهم ،
            او ان ياكلوا كما ياكل الناس !!
ذلك " الحوار " يؤكد على ان قيمة ( الحداثة) هي قيمة حضارية وانسانية ، تتجاوز التخلف والتقوقع ، والرجعية، والجمود وان اشكال الصراع ، حين تخص الفن الحديث مع القديم ، تشبه العلاقات المعاصرة في صراعها مع العادات والتقاليد القديمة ، الميتة ، فالفن يصنع الحياة ، بمثل ماتصنع الحياة الفن... ولايمكن لاحدهما ان يبتلع الاخر ، لانهما يحوزان على صفات( نوعية) متفردة ، تخص كل منهما .
كانت مسرحية( جواد سليم) " رؤيـا " تخص ابداعات جواد التشكيلية يصغي لمعزوفة على" البيانو" تؤديها عازفة مبدعة ، او حين تداعب انامله " الجيتار" ، بمثل ايقاعها العذب وبروزات قطعه النحتية الفذة ، او حواراته مع الاخرين وليس عبثا ،حين وضعت عنوانا عريضا ، اشبه بجملة موسيقية ، او لوحة حداثوية ، تحاكي روج جواد المتعالية ، لهذه المسرحية وهو : " جواد سليم يرتقي برج بابل"
هذا البرج كنتية عن" الحريـــة" الشاسعة ، التي كان يحلم بها جواد للعراقيين اجمعين.


الاثنين، 22 يونيو 2015

الفنان المسرحي ابراهيم جلال

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
إبراهيم جلال
ابراهيم جلال 

فنان عراقي ولد في الأعظمية في العام 1924. برز في المدرسة بتفوقه على أقرانه في درس المحادثة والخطابة، وأجاد تقليد اصوات الحيوانات والطيور، كان والده اكبر المعجبين بمواهبه المبكرة. وفي العام 1930 تعرف بشكل مباشر على المسرح عند زيارة فرقة (حقي الشبلي) مدينة الحلة، وعرضت فيها مسرحية (مجنون ليلى) لأحمد شوقي.
في العام 1939 عندما كان طالبا في السنة الاخيره من الثانوية، اشترك في مسرحية (فتح الأندلس) بدور العاشق، وقد مثل أمامه دور المعشوقة كما يذكر إبراهيم جلال، طالب آخر في صفه، كما كان شائعا بسبب التحريم الاجتماعي الصارم آنذاك على صعود المرأة لخشبة المسرح، لاسيما في المدارس.
دخل قسم التمثيل في معهد الفنون الجميلة في العام 1940 في أول دوره افتتحت لها، بدفع وتشجيع من حقي الشبلي الذي أشركه معه منذ أن كان طفلا في مسرحية (قيس وليلى) وبعدها بفعاليات مسرحيه مدرسية عديدة قام بإخراجها الشبلي.
تعرف في العام 1950 بيوسف العاني كطالب متميز في معهد الفنون الجميلة، وكان يوسف العاني يقود جماعة (جبر الخواطر)، فنشأت بينهما من يومها علاقة صداقه وتعاون حميمة أثمرت عن تأسيس (فرقة المسرح الحديث) 1952 التي كان لها دورها المميز لاحقا في الانفتاح على كل التيارات والتجارب المسرحية العالمية المعاصرة والحديثة.
درس السينما في إيطاليا 1952، ودرس المسرح في شيكاغو – الولايات المتحدة 1958 – 1963.
أسس الفرقة الشعبية للتمثيل 1947، له العديد من المسرحيات تمثيلا وإخراجا منها (شهداء الوطنية)، (مقامات أبي الورد)، (الطوفان)، (البيك والسايق)، (كاليغولا)، (دائرة الطباشير القوقازية)، (الحصار)، (ست دراهم)، (الملحمة الشعبية)، (الشيخ والغانية).
أما أهم المواقع التي شغلها فهي شغل منصب رئيس قسم التمثيل للمسرح في قسم الفنون المسرحية ببغداد عام 1950م. عمل في السعودية أستاذا في وزارة التربية عام 1967. أسس معهد بغداد للمسرح التجريبي 1969. عمل نقيبا لأكثر من دورة في نقابة الفنانين العراقيين.
كان آخر عمل اشترك فيه الراحل إبراهيم جلال فيلم (الوداع الأخير) 1991 وهي السنة نفسها التي رحل فيها وكانت كذلك مسرحية (الشيخ والغانية) اخر مسرحية اخرجها الراحل.


الصباح الجديد 

الأحد، 14 يونيو 2015

الفنانة المسرحية داريا شتوكر

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثان

ولدت داريا شتوكر في 1983 في زيورخ. وحضرت برنامج ورشة المعالجة الدرامية للكتاب الشباب في زيوريخ والتي كتبت فيها مسرحيتها الطويلة الأولى “عشى ليلى”. وفازت مسرحية “عشى ليلى” بالجائزة الأولى في مسرح هايدلبرجر ستوكيماركت في 2005 وتمت دعوتها لمهرجان المسرح  بمويلهايمر في 2007.  درست كتابة المشاهد في جامعة الفنون ببرلين. بعد دراستها، اشتركت في برنامج الاقامة الدولية لمسرح رويال كورت بلندن  عام 2011.  وكمخرجة وكاتبة مسرحية عملت في مسرح ماكسيم جوركي في برلين ومسرح الدولة بفرايبورج ومسرح شاوسبيلهاوس بزيورخ وغيرهم. تُرجِمت مسرحياتها لأكثر من 12 لغة وتم تمثيلها على أكثر من 30 خشبة مسرح حول العالم. وتنخرط منذ بضعة سنوات في بحث طويل المدى حول حركات الاقامة في ألمانيا الشرقية وسويسرا وكوبا ومؤخرا في مصر وتونس. وحاليا،  تكتب مسرحية لمسرح بازل.

المؤسسة الثقافية السويسرية 

الجمعة، 12 يونيو 2015

الفنانة المسرحية سابين هاربيكي

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
 الفنانة المسرحية سابين هاربيكي

ولدت عام 1965 وهي مؤلفة ومخرجة مسرحية وسينمائية.
درست الاتصال البصري في لوسيرن بسويسرا والإخراج السينمائي في نيويورك. من 2000 إلى 2003، أخرجت هاربيكي أربعة عروض أولى عالمية لمسرحياتها في مسرح نيوماركت بزيورخ: طلب العون والثلج في أبريل والسماء بيضاء ومبتهجة.
في 2004، أخرجت مسرحيتها الألمانية الانجليزية “والآن” بمسرح ثاليا في هامبورج. وحصلت مسرحيتها “الأمر مختلف ليلا” التي تمت كتابتها لمهرجان فرانكفورتر بوزيشنمن على ثلاثة فرص إنتاج في موسم 2006/2007 في المسرح الوطني بماينهايم ومسارح برن وبازل في سويسرا. وكُلِفت بكتابة مسرحيتين في المواسم التالية: (أداة الحماية) وتم عرضها لأول مرة في أبريل 2008، و(الآن وكل شيء) في أبريل 2009. ومنذ 2009 رأست فصل المخرجين في أكاديمية زيورخ للفنون.
المؤسسة الثقافية السويسرية 

الأحد، 4 يناير 2015

ما يشبه التجربة.. عن حياة كاتبة مسرحية / صفاء البيلي

مدونة مجلة الفنون المسرحية


(1)

لم أكن أعلم إننى منذورة منذ طفولتى الغضة لخلق حيوات متعددة كتلك التى عبرت عليها ثنايا ذاكرتى المكتنزة بحكايات جدى الشهية والتى كانت كثيرًا ما تنسينى لذة النوم فى ليالى الشتاء الطويلة  تحت الغطاء الوثير.  (1)القرية!   لم أكن أتصور وأنا الطفلة الأولى لعائلة ريفية ميسورة الحال نعمت بالتدلل وعشت فى بيت يجمع بين دفتيه ترمح بقدميها على جسر القرية المؤدى إلى المدرسة أننى سوف أمرر عليه شخصياتى الحية التى من لحم ودم . فى قريتى منية سمنود إحدى قرى الدقهلية العظيمة .. تلك الرابضة فى حضن النيل والتى تزخرف أحد اتجاهاتها الجغرافية جزر الموز وأشجار الكافور والجميز العتيقة كانت بداياتي.. بدايات مفعمة بدراما غنية ما تكاد تنطفئ إحداها حتى تشتعل آلاف غيرها مرة أخرى عبر شخصية رأيتها فأدهشنى سمتها فحفرت فى مخيلتى أو عبر موقف عايشته فظل مخزونًا فى دولاب ذكرياتى أو أشخاص تخيلتهم فصنعت معهم الحكايات وعشتها فى خيال لا تنقصه سذاجة الأطفال. جدى لأمى كان رجلاً صوفيًا لا يعرف من الدنيا سوى غيطه وأبقاره و"ليالى الحضرة" التى كانت أجمل الليالى فى مخيلتي.. حيث "المندرة" الكبيرة  والرجال ذوى الجلابيب الكالحة وكوفياتهم الصوفية التى يتلفعون بها من صقيع الشتاء وشعرهم الأشيب الذى تبدو ذوائبه عبر الطواقى العالية كأنها طود شامخ. تركت ليالى الحضرة فى أعماقى دفء الثرثرة ودهشة محاولاتى المستميتة فى فك طلاسم ما تبوح به أفواه الرجال الذين علا الشيب رءوسهم  وتهشمت أسنان بعضهم الأمامية فى وجوه لم تخلُ من الإرهاق والرضا! وما بين خاتمة إنشادهم الرقراق والأخرى تطوف علينا أكواب القرفة الساخنة فتعبق رائحتها جو المكان وتترك فى روحى لمساتها الشجية التى تطفو على السطح كلما سمعت زخات المطر أو هبت نسمات الشتاء الباردة. كانت جدتى تحتفظ بأكوابها المصونة فى دولاب الفضة  خصيصًا لليالى الحضرة المباركة، والتى كانت تقول متفاخرة فى كل مرة تخرجها فيها: أن أباها الشيخ الأزهرى أحضرها لها من عند النبى صلى الله عليه وسلم حين كان يؤدى فريضة الحج لذا كانت تأبى أن يشرب فيها غير ضيوف جدى الذاكرين، الساجدين المهللين المسبحين حتى تحصل على أكبر قدر من الحسنات!! تعلمت من جدى لأمى الصفاء الروحى والإيمان العميق بالقضاء والقدر والعطف والشفقة على الآخرين . 

(2)
تعلمت من جدي لأمي الصفاء الروحي والإيمان العميق بالقضاء والقدر والعطف والشفقة على الآخرين. أما جدي لأبي فقد كان رجلًا متأنقًا يحب الجمال ويعشق التنسيق في كل شيء فكنت أحب اصطحابه في كل جولاته خارج البيت، وكان محافظًا يشتري طلبات البيت لجدتي، وكان المشوار اليومي للسوق وعبور الكوبري ومن تحته النيل يجري والذي يفصل بين قريتي منية سمنود ومدينة سمنود \بلد النحاس باشا.. كان بمثابة جرعة من العلم أتشربها منه ذوقا وحنانا ودقة وعطفا على الفقراء الذين اعتادوا قطع الطريق عليه لتقبيل يديه فكان يردهم بيد وبالأخرى يعطيهم مما أعطاه الله.   ذات يوم ونحن نتسوق شهقت وقلت: الله  يا جدي على هذه الطماطم ! إنها حمراء كالدم! فامتعض وجه جدي وضغط بحنان على يدي التي كان يمسكها قائلا: لا تقولي هذا بل قولي حمراء كالورد، فالورد جميل والدم مقزز ومن يومها بدأت عندي ملكة انتقاء التعبيرات والتدقيق في ألفاظي قبل النطق بها وهو ما أثر عليَّ فيما بعد.   أما الأحداث التي كوَنت بدايات الذاكرة فكانت كثير من العادات التي أدهشت عقلي الصغير ـ والتي أعدت النظر فيها بعد أن نضجت فكريًا ـ  تحكم القرية  كحفلات الزار والموالد، تسيطر عليَّ وأتلمس إليها ما تيسر من سبل الفرجة عليها  ففي كل عام تقام في القرية عدة موالد وللحق كان أحدها يقام بجانب بيتنا على قارعة القرية وكنت في المرحلة الإعدادية وكنت أنتظر ليالي المولد بفارغ الصبر.   وأحرص على متابعة الرجل الذي يعتلي منصة صنعوها له من ألواح الخشب وزينوها بالقماش الأحمر المزركش فيكركر الرجل ويتغنى بحكايات الشاطر حسن وأبي زيد الهلالي، وكنت أتلهف إلى سماع الحكايات التي حينما قرأت عرفت كيف كان الرجل يمزجها بخيالاته ويؤطرها بأطر من الميثولوجيا التي لا تمت لها بصلة والتي تبهر المستمعين البسطاء وتحظى بانتباههم وإثارة خيالهم.   ويا كم كنت أغالب النعاس وأنا أستمع إلى هذا الرجل وأتذكر أنني ذات مرة كنت سأسقط من فوق السطوح الذي تزاحمتُ فوقه مع أولاد الجيران بعد ألححت على أبي الذي كان يرى أن الذهاب للمولد عيب.. ولكن أمي كانت تلح عليه فيوافق أن ألتحق بكتيبة السطوح من الجيران الذين ينخرط بعضهم في بكاء ونواح حينما يأتي المداح على ذكر موت أحد أبطاله ومن هنا بدأت الدراما تأخذ مكانها الأثير في ذاكرتي وإن لم تظهر مسرحيًا ولكنها ظهرت من خلال قصائد البدايات الأولى. 

(3)
سيد الإبداع! الشعر عندى هو سيد الإبداع ولما كنت أؤمن بالمقولة التراثية "الشعر ديوان العرب"، فقد ظللت مخلصة له حتى الآن وسأظل إن شاء الله فكتبت القصيدة العمودية والتفعيلة ثم قصيدة النثر، بالرغم من اللغط الشديد الذى يُثار حولها بالرفض والقبول. فى قصائدى الأولى كنت أجنح إلى استخدام تقنية قال وقلت وأزيد من استخدام الشرح والالتفات والوصف فنبَّه هذا كثير من المبدعين الكبار الذين تربيت بينهم فى نادى أدب جامعة المنصورة وقصر ثقافة المنصورة وقصر ثقافة المحلة الكبرى وقصر ثقافة غزل المحلة، وفيها كان يجتمع كبار المبدعين، ففى المنصورة الكاتب الكبير فؤاد حجازي، والقاص والروائى الأستاذ محمد خليل، والشاعر إبراهيم رضوان، والشاعر محمد رمضان، ومن زملائى الذين كانوا يكبروننى بسنوات الشعراء محمود الزيات أحمد الخضرى وحسنى الزرقاوى وكريم عبد السلام وكثيرون من نفس عمري، كضاحى عبد السلام وكثيرين لا تسعفنى بهم الذاكرة، ومن الغربية الراحلان الشاعر الكبير عبد الله سيد شرف، الذى كان بيته مؤسسة ثقافية وحده، والكاتب المسرحى المحلاوى الكبير فتحى فضل، الذى أدين له بالفضل فى كتابة أول مشروع مسرحي، وكانت مسرحية للطفل بعنوان "العش الذهبي" نعم هى الآن تعتبر كتابة بدائية وساذجة.. لكننى لما عدت إليها هذه الأيام أحسست بطزاجة البدايات وهلت وعطرت روحى ذكرى الأحباب الذين مروا عبر بوابة الحياة.   خطوة أولى فى عشق المسرح العجيب أن ما دفعنى لكتابة المسرح هو حدث غزو العراق للكويت فى بداية التسعينيات وكنت قد بدأت فى كتابة قصيدة طويلة امتدت لأكثر من عشر صفحات مليئة بالدراما وأسميتها نوبة رجوع لجليلة بنت مرة، فلما قرأتها فى إحدى الندوات اقترح البعض على كتابة مسرحية تعبر عن هذا المضمون، معللين لهذا أن قصيدتى مليئة بالدراما وفيها ما يسمى بتصاعد الحوار والحبكة الدرامية وغيرها.. وحينها لم أكن قد قرأت مسرحا بشكل منظم ولا كنت أدرى كيف أكتب مسرحية فبدأت فى مرحلة جديدة وهى مرحلة البحث.. وأخذت أبحث عن كل ما يساعدنى فى ذلك.. نصحنى البعض بالقراءة والبعض الآخر نصحنى بقراءة كتب النقد التى تتحدث عن المسرح ومنها كتاب ما زلت أدين له بالفضل وهو "كيف تكتب مسرحية" لمؤلفه لاجوس أجرى وترجمة الناقد الراحل الكبير درينى خشبة، الذى بدأت معه أولى خطواتى فى الكتابة المسرحية. وكأنما أراد الله أن يكون للوالد وابنه دوران متشابهان معى فى حياتى الإبداعية.. فكما استفدت من كتاب درينى خشبة استفدت من الناقد الراحل الكبير سامى خشبة، الذى فتح لى أبواب مجلة الثقافة الجديدة لأنشر فيها مقالاتى النقدية عن العروض المسرحية ولم يكن يتأخر فى توجيه النصح لى وأتذكر أنه لم يختلف معى إلا مرة واحدة فى توضيح الفرق الجوهرى بين الأوبرا.. والليبرتو ويبدو أن الأمر كان قد اختلط على ولكنه رغم ذلك رفض أن يبدل كلمة واحدة فى المقال ومنه تعلمت كيف يكون احترام الكلمة ولو مع مبدع مبتدئ ينشر له للمرة الأولى مثلا.. وظللت أنشر مقالاتى النقدية وحواراتى مع المسرحيين الكبار حتى صدرت مجلة مسرحنا التى سلطت الضوء على الحياة المسرحية المصرية والعربية على حد السواء وغطت معظم الأحداث بجدارة وقدرة تفوقت فيها على نفسها أيما تفوُق.
(4)
ما بين القراءة الحرة والدراسة الأكاديمية، طحنتنى الحياة، فاستبعدت  فكرة دراسة المسرح بشكل أكاديمى وركنت إلى النصيحة التى وضعتنى على طريق القراءة.. وكانت القراءة المنظمة فأخذت أقرأ لمعظم كتاب كل المدارس وفق الترتيب الزمنى لمؤلفاتهم لأدرك وأكتشف الفروق  بين أعمال المؤلف الواحد وتكونت لدى ركيزة نقدية بدأت أعتمد عليها فى كتاباتى النقدية فيما بعد، فالبدايات البكر الأولى تختلف بالطبع عن آخر أعمال المبدعين والتى كانت كثيرًا ما تبلغ ذروة سنام إبداعهم.. فقرأت معظم أعمال الكتاب الكبار (يسرى الجندى، أبو العلا السلامونى، ألفريد فرج، ومحمد سلماوى، وميخائيل رومان، ومحمود دياب، وسعد الدين وهبة ونعمان عاشور ومحفوظ عيد الرحمن وكثيرين من كتاب المغرب العربى الكبار كالكاتب الكبير عبد الكريم برشيد.. وسعد الله ونوس، كما التهمت نصوص ابسن وبرندلو بروتلد بريخت ويونسكو ويوجين أونيل وغيرهم).   إضافة لذلك قراءاتي لزملائى من كتاب جيلى والجيل السابق على دمث الخلق الذى فقده المسرح العام الماضى الراحل محمد الشربينى ومن قبله د. محسن مصيلحى وجميع الإخوة والأبناء والأساتذة الذين فقدناهم فى محرقة بنى سويف التى لن تمحى ذكراها من ذاكرتنا، فتشبعت بهم جميعا وأنتجت نفسي!   وكتبت أولى مسرحياتى وأسميتها نوبة رجوع لجليلة بنت مرة أو باروكة للصحراء وفيها فتحت الجرح العربى الذى لم يندمل بين الإخوة العرب وحاولت تقديم نموذج للعدل الذى نريد وزاوجت فيها كعادتى بين التراث والحاضر. لماذا التراث؟ ولماذا الشعر؟ ولماذا اللغة العربية؟ وأين أنا من مدارس التجريب وآلياته؟ هذه أسئلة بالتأكيد يطرحها الكثيرون علىّ حينما يجدوننى مصرة على الكتابة بهذه الطريقة وقد يظن البعض أن هذا يكمن فى إمكانات الكاتب المحدودة ولكننى أراها العكس تماما فلا يستطيع الاقتراب من التراث.. شعرًا وباللغة العربية الفصحى فى سلة واحدة إلا كاتب مجيد نافذ القريحة. لماذا الشعر؟! فى اعتقادى أن المسرح لا يُكتب إلا شعرًا كما كان فى نشأته الأولى، ولا أقصد بالشعر هنا الكلام الموزون المقفى ولكننى أقصد الحالة الشعرية التى تسيطر على النص وتتلبس شخصياته، فالنص المسرحى عندى لا يعدو أن يكون نصًا شعريًا لكن أكثر درامية يمتلئ بحيوات أكثر تعددية ورسوخا وتشعبا، ومع هذا فنصى له بنيان رشيق غير مثقل بالترهلات.. تعبيراته موحية ومكتنزة وبعيدة عن التطويل بالرغم من أن عمله الحقيقى هو الحكى والبوح والتحليل والتفسير فى أوقات كثيرة، ولكنه مع هذا أيضا حكى مدبرٌ بقوة ووعى يمتلك رؤية ثاقبة للجوهر ويساعد كل ذلك المقدرة على الإمساك بمقود الأحداث حتى لا يتوه النص!

(5)
المسرح الشعري وعمالقته الكبار! أبهرني المسرح الشعري واستهواني بعد قراءة أعمال شكسبير التي أتيت عليها كاملة تقريبًا، على الرغم من أن الترجمة قد تفقد النص بعض شاعريته التي تبدو متدفقة عبر لغته الأم، كما التهمت نصوص صلاح عبد الصبور نصًا.. نصًا، وأعمال عبد الرحمن الشرقاوي، كما قرأت ما كتبه الشاعر الكبير أحمد سويلم ومحمد إبراهيم أبو سنة وفاروق جويدة، وكلهم تقريبًا اعتمدوا على التراث في بناء أعمالهم المسرحية التي التزموا فيها روح الشاعرية. نوبة رجوع: فكتبت نوبة رجوع لجليلة بنت مرة مستلهمة حرب البسوس وموقف جليلة بنت مرة الحائر بين أخيها وزوجها، وهي حيرة طبيعية، حتى أن القارئ يظل حائرًا طوال قراءته للنص غير قادر على استنباط إلى أيهما تنتصر! تمامًا كما تلبست الحيرة الإنسان العربي مع أيهما يقف ويحارب؟ مع العراق أم الكويت؟ وفي كلتا الحالتين سيجد المنتصر نفسه خاسرًا، إذ أنه في حالة الانتصار لأيهما يكون قد أخزى الآخر الذي هو أخاه، وتلك هي المشكلة!   المصير؛ عشر نبضات في الحب والموت: ثم كان نص المصير بعد ذلك، مستلهمة فيه حياة شاعرين جاهليين كبيرين، هما النابغة الذبياني والمنخل اليشكري والملك النعمان بن المنذر والمتجردة، مستخدمة تقنية المسرح داخل المسرح، محاولة من خلالها التركيز على العدو الداخلي والعدو الخارجي الذي ينفث سمه في جسد وحدتنا العربية وقد جعلت فيها الشاعرين، كلٌ منهما على نقيض الآخر، فالنابغة نفعي برجماتي لا يؤمن إلا بسيفه الذي في يده ومدى ما يحققه أيُّ شيء له من منفعة مباشرة "كاش فاليو"، والآخر المنخل اليشكري إنسان مثالي يرى ضرورة توحيد الأمة، وأن لدينا القدرة على تجميل الحياة بقليل من الجهد والعمل ويفكر دائمًا أن هناك شيئًا ما ينتظره في البعيد.. شيئًا جميلاً ورائعًا ومثاليًا يستحق من حوله أن ينعموا بالحياة فيه بقليل من جهاد الروح وكثير من الانتماء والحب.   الخروج من اللوحة: ثم جاء نص الخروج من اللوحة وهو يعتمد أيضًا في بنيته الأساسية على استلهام التراث ومكتوب بلغة شاعرية متخذة من "عريب"، وهي جارية أثرت أيما تأثير في حياة خمسة من خلفاء الدولة العباسية، وعاشت معهم جميعًا أثرت وتأثرت بهم وهم "المأمون والأمين والمعتصم والمتوكل حتى عصر ابن المعتز الذي اعترفت أنها لم تحب غيره من الخلفاء لرقته وطيبته، وقد بلغ من حب هؤلاء الخلفاء لهذه الجارية، ما دفع المأمون لأن يقبل قدميها على رؤوس الأشهاد، كما أثرت في سير الحياة السياسية بسبب عقدة الاضطهاد التي كانت تطاردها منذ طفولتها، وهي ابنة جعفر البرمكي الذي تزوج أمها رائعة الجمال وفرق بينهما يحيى أخوه، فظل حقد "عريب" مشتعلاً، ما أهلها في عيون الأعداء أعداء العرب للقيام بدور جاسوسي مخابراتي، لكنها رفضت بسبب الحب أيضًا! 

(6)
وتتوالى النصوص الطويلة التى كان لها حظ من القراءة منها نص: الخروج من اللوحة: ثم جاء نص الخروج من اللوحة وهو يعتمد أيضًا فى بنيته الأساسية على استلهام التراث ومكتوب بلغة شاعرية متخذة من "عريب" وهى جارية أثرت أيما تأثير فى حياة خمسة من خلفاء الدولة العباسية وعاشت معهم جميعًا أثرت وتأثرت بهم، وهم "المأمون والأمين والمعتصم والمتوكل"، حتى عصر ابن المعتز الذى اعترفت أنها لم تحب غيره من الخلفاء لرقته وطيبته، وقد بلغ من حب هؤلاء الخلفاء لهذه الجارية، ما دفع المأمون لأن يقبل قدميها على رؤوس الأشهاد، كما أثرت فى سير الحياة السياسية بسبب عقدة الاضطهاد التى كانت تطاردها منذ طفولتها، وهى ابنة جعفر البرمكى الذى تزوج أمها رائعة الجمال وفرق بينهما يحيى أخوه، فظل حقد "عريب" مشتعلا مما أهلها فى عيون الأعداء أعداء العرب للقيام بدور جاسوسى مخابراتى لكنها رفضت بسبب الحب أيضا!   الشراك "مأساة ديك الجن" وبعد ذلك جاء نص "الشراك" الذى يتماس وعطيل شكسبير عن طريق استدعاء شخصية ديك الجن "عبد السلام بن رغبان" الشاعر الحمصى الكبير، الذى قتل وردا حبيبته بسبب شكوكه التى لا مجال للحقيقة فيها، كما قتل عطيل ديدمونة بعد شكه فيها، وحاولت من خلاله التأكيد على فكرة الشك والغيرة القاتلة وأنه مهما امتلكنا المقدمات التى من الممكن أن توصلنا لنتائج مرضية، إلا أننا نسعى إلى حتفنا لنقع فى شراك الشك والغيرة دونما أى تحقق.   احتفال خاص على شرف المتنبي أما نص "احتفال خاص على شرف المتنبي"، فقد كتبته حبًا فى شاعر العربية الأول الذى تربع على عرش الشعر، ومع ذلك كانت عيونه على عرش الملك، فكان يتمنى أن يصبح أميرًا على إحدى المقاطعات، ولم يكفه أن يكون ملكًا على مملكة الشعر وقلوب الجميع، وفيها استحضرت المتنبى لحمًا ودمًا، فعاش حياتنا وتعرض لبعض ما نتعرض له، فخاض الانتخابات وخطب فى العالم وحوكم ودافع عن نفسه، وفى النهاية يئس من حياتنا بالشكل الراهن واعترف بعجزه فرفض الحياة بعصرنا وترك عالمنا وعاد إلى عالمه مرة أخرى.   الجنرال: ويأتى نص الجنرال وهو أحدث نصوصى وهو تحت الطبع لأثير فيه قضية الوحدة الوطنية والمواطنة ومن خلال المزاوجة بين شخصيتى المعلم يعقوب وسليمان الحلبي، فسليمان لم يكن مصريًا، ولكنه قتل الجنرال كليبر محققا لما يعتقده من صواب أن هذا من معانى الجهاد فى سبيل الله وأنه يخلص مصر من رأس أفعى المحتل، فى حين أن يعقوب فى ذات العصر هو أول قبطى يحاول القيام بمحاولة انفصال للأقباط عن الدولة، وفى النص تقوم محاكمة كلتا الشخصيتين وتتاح لهما الفرصة ليعبر كل منهما عما جعله يقدم على ما قدم عليه.   زمن الخوف: هو أحدث نصوصى الطويلة وكتبته فيما بعد ثورة 25 يناير ونال اهتمام العديد من النقاد.

(7)
سيدة المونودراما .. هو اللقب الذى أعتز به كثيرًا والذى أطلقه على المؤرخ والناقد المسرحى أ. د. سيد على و‏‏أستاذ الأدب العربى الحديث ونقده بكلية الآداب جامعة حلوان. فى المونودراما، أجد الفرصة سانحة للبوح والتحرر وبالرغم من ذلك فقد كتبت عدة نصوص منها "المطبعى" فى أوائل التسعينيات و"ما قاله السيد للسيدة" عام 2009م "وامرأة عنيفة" 2010م وفوق الشوك.. ولجوء اضطرارى / بهنس، ومحطة عين شمس، الدفّان، وجوليا وغيرها الكثير وهو ما دعا د. سيد على وعدد من النقاد إطلاق لقب: سيدة المونودراما عليّ.. ..كما أن لدى تجربة وحيدة فى الديو دراما وهى نص "جنة وهنا" 2008م  وهذه النصوص لم أكتبها شعرا ولكننى كتبتها بلغة شاعرية كما أحب أن أسميها. الفصحى والعامية واللغة البيضاء! أحب الكتابة باللغة العربية وأميل لها وحينما كتبت نصوصًا نثرية "كتبتها بلغة بيضاء بين الفصحى والعامية فلم أستطع الانغماس فى العامية وطالما ضبطت نفسى وأنا أكتب بالعامية أسطر تعبيرات فصيحة فأبقى عليها خاصة مع مناسبتها لوضعيتها، ولعلمى أن اللغة العربية هى الأبقى حيث ترسخ فى ذهنى منذ قديم أن العامية لا تصلح للتدوين بل مكانها الأصيل الشفاهة. وسيأتى أحد القائلين متنمرًا ليقول: الفصحى غير مناسبة لعوام الجمهور وهنا أقول:  وجِّه جمهورك كما تريد وحيث تريد لا كما يريد هو وحتماً سيصبح بعد ذلك طوع يمينك، فصناع المسرح لو قدموا مسرحًا ملتزمًا ناضجًا نسبة منه باللغة العربية لصار طبيعيًا وجود عروض بالفصحى يقبل عليها الجمهور ويجدون لذتهم فيها مثل تلك العروض الموجودة بالعامية. التجريب وآلياته: أما عن التجريب وآلياته.. وسؤال هل يتوافق التجريب مع التراث الذى يمثل الثبات؟ فالتجريب عندى ليس الخروج عن المألوف ولكنه البحث عن أعماق جديدة فيما هو موجود وليكن هذا الموجود هو التراث.. فالغوص فى مناطق عميقة حساسة تكسبنى خبرة أكبر فى الكتابة تجعلنى أمتلك القدرة على معالجة الأفكار بشكل جديد، فالمسرح عندى ليس طرحًا لمجموع الأسئلة ولكنه يسعى لتقديم إجابات أو يفتح أبواب الإجابات على مصراعيها، وليس ضروريًا أن تكون تلك الإجابات نموذجية بقدر ما تكون محتملة التحقق. التجريب عند البعض يعنى الدخول فى عوالم الممنوع والمسكوت عنه، ففى المسرح لا مسكوت عنه حين أضع شخصياتى على خشبة المسرح، دائمًا ما أتركها حرة تفعل ما تشاء وكثيرًا لا أقوم  بوضع نهايات لأعمالى المسرحية أو حتى أخطط لها كيف تسير، بل أمسك بالفكرة فقط وأشرع فى الكتابة وتظل الفكرة هى المسيطرة على حتى أنتهي، ثم أترك النص عدة أيام وأعود إليه لأعاود قراءته مرة ثانية فثالثة وفى أثناء الكتابة وإعادة الكتابة أترك لكل شخصية الحرية فى تحديد مسارها ومصيرها وتتضافر الشخوص عندى فى خلق نهاية العمل ككل.. فالتجريب عندى يكون أحيانًا فى استخدام لغة بعينها أو ترتيب للمشاهد بشكل مختلف أو فى بناء النص نفسه.
(8)

علمتنى تجربتى فى النقد معنى ممارسة القسوة مع كتاباتى أولا.. ثم مع الآخرين ثانيا. فحاسة النقد تعمل عندى عملها فى نصوصى المسرحية وقد استفدت من مقولة الشاعر الكبير أحمد سويلم لى حين كان عمرى 18 عامًا فى السنة الأولى بكلية الآداب بجامعة المنصورة، وكنت قد نُشرت لى عدة قصائد فى جريدة الجمهورية وأشعر أننى شاعرة كبيرة لا يدانينى أحد وناولته قصيدة كتبتها عن القدس ولما قرأها طلب منى حذف جزء كبير منها فلم أستطع، فقال لي: لا يوجد نص مقدس إلا القرآن الكريم فتعاملى مع نصوصك بقسوة حتى يحترمها الآخرون ولا تجعلى غيرك يتعامل معها بقسوة فيؤذيكِ هذا نفسيا، ومن حينها وأنا أتعامل مع نصوصى بشيء من الحزم مع إننى أحيانا أضبط نفسى وأنا متلبسة وواقعة فى إغراء مقطع فى قصيدة أو حوار لأحد شخوص مسرحياتى بما لا يجعلنى أستطيع الفكاك منه.   استفدت من رؤيتى الخاصة للإبداع المسرحى فى كتابة النقد التطبيقى للعروض التى كنت أراها وأخرج فى معظم الوقت وأنا حانقة على مؤلفيها ومخرجيها وممثليها فدفعنى ذلك لكتابة سلسلة مقالات نقدية عن العروض المسرحية فى عام 2004م نشرت فى جريدة القاهرة التى تصدر عن وزارة الثقافة المصرية، ثم قدمت فى جريدة المحيط الثقافى التى كانت تصدر عن وزارة الثقافة باباً شهريا تحت عنوان: "مسرح المحيط" كنت أقدم من خلاله قراءة لبعض العروض وبعض الشخصيات والأماكن والمصطلحات المسرحية. كذلك قدمت عدة مقالات وحوارات مسرحية فى مجلة الثقافة الجديدة، حيث كان يرأس تحريرها الناقد الأستاذ سامى خشبة رحمه الله، وكتبت مقالات كثيرة فى جريدة مسرحنا عن عروض مصرية وعربية عبر المهرجانات العربية التى شاركت فيها كناقدة وإعلامية مصرية.   قدريون أم أغبياء؟!   فى كتاباتى أؤمن بمقولة أكررها دائما ومازلت مصرة عليها فى مقدمة نصوصى وهي: هل نحن قدريون أم أغبياء؟ ذلك لأن التاريخ العربى والإسلامى بخاصة.. مليء  بالمواقف المشابهة والمتكررة لمواقف نعيشها ونحياها الآن وبالرغم من ذلك لا نستفيد منها كماضٍ عاشه الأجداد والآباء، ولا ننظر بعين الفاهم الناقد لنتائجها، فنفهمها ونعيها، بل دائما نتجاهلها أو نتلقاها بشيء من التهاون فنقع فى نفس أخطاء الماضى دون أن نتعلم منه شيئا.. أى شيء!! 

(9)

معاناة جيل من المسرحيين؛ حينما أتحدث عن تجربتى المسرحية لا يمكننى أن أزعم بقيمتها العظيمة ولكننى موقنة على أقل تقدير بأنها على قدر من الجدة والالتزام بقواعد الفن الإنسانى الراقى الذى يحترم عقلية القارئ أولاً  والمشاهد إن قدر الله وتم عرض هذه الأعمال يومًا على خشبة المسرح!! وحينما أتحدث عن معاناتى ومعاناة جيلى من المسرحيين فى مصر، أخشى أن يأتى كلامى تقليديًا وربمًا يستشعر فيه من يقرأه السخط أو الشكوى نظرًا للحالة المتردية لأجنحة التلقى الأخرى.. وأقصد بها: النقد والإخراج.. النقد الذى يتجاهل أصحاب الكتابات الجدد ـ بالرغم من أننا لم نعد جددًا فأحدثنا تجربة تجاوز العشر سنوات، ومنا من زاد على العشرين وهى عمر معظمنا فى الكتابة. كما إن المخرجين لا ينفذون إلا الأعمال القديمة أو المشهور أصحابها لأسباب عديدة لا أريد ذكرها لأن المخرجين الأعزاء أنفسهم يعرفونها والمعنى هنا .. فى بطن المخرج!!   وذلك لأن نصوصى المسرحية لا تزال كسيحة حبيسة دفتى الكتب، شخوصها ميتة بين السطور وأحداثها متوقفة .. كل هذا بسبب المخرجين الشهماء الذين يملأون الجو صراخًا لعدم وجود نصوص جيدة ترتقى لعبقريتهم السمحة وقدراتهم الإخراجية العظيمة فتراهم إما يلجئون لنصوص أجنبية أو يؤلفون هم نصوصًا كما يتراءى لهم ثم يقومون بإخراجها والتمثيل فيها أحيانًا فينالون الحسنيين وأحيانًا الثلاث حسنيات!! والمؤلفون الشباب وغير الشباب من الذين حصدوا الجوائز .. فليذهبوا إلى حيث يشاءون!! يتعجب البعض حينما يعرفون أننى حصلت على أكثر من أحد عشر جائزة فى المسرح غير الشعر والدراسات الأدبية! وما يثير دهشتهم عدم تجسيد أى من مسرحياتى على خشبة المسرح.. والغريب أننى كدت أدمن تقديم أعمالى للمسابقات من كثرة يأسى من النقاد ولربما قام أحدهم بتقديم  أحد أعمالي، ولكى يشرع فى تنفيذها يطلب منى أن أذهب لمدير المسرح أو رئيس الهيئة  حتى يتمكن من تنفيذها .. وفى نهاية الأمر.. يصمتون كأنما انقطعت ألسنتهم التى كانت تصدح بالمديح والثناء فأشعر بالغصة تملأ قلبى وأوقن باللاجدوى!! كما لا يمكننى ـ حفاظًا على ماء وجهى الإبداعى ـ أن أمضى طارقة أبواب النقاد وأنتظر من يفتح لى بابه ويبتسم فى زيف وهو يأخذ منى النصوص ثم يلقى بها فى أدراجه حتى يأكل عليها الدهر ويشرب أومن لا يقابلنى من الأساس أو يقول لى إن الصحف لا تنشر نقدًا إلا عن المشهورين وكأننى مدعية إبداع!! الحق أقول: لقد أورثنى هؤلاء النقاد كثيرًا من الزهد فيما بين أيديهم وكثيرًا من الحزن! هذا الزهد كما قلت فيما فى أيدى النقاد علاوة على ما فى أيدى مخرجى مسارح الدولة الذين ينفرون من تقديم النوعية التى أكتبها والذين يحرضون الكتاب على الكتابة بالعامية حتى يقدموا أعمالهم!

المصريون

ما يشبه التجربة: عن حياة كاتبة مسرحية ( 9)

مدونة مجلة الفنون المسرحية
ما يشبه التجربة: عن حياة كاتبة مسرحية ( 9)
صفاء البيلي كاتبة مسرحية من مصر


معاناة جيل من المسرحيين؛ حينما أتحدث عن تجربتى المسرحية لا يمكننى أن أزعم بقيمتها العظيمة ولكننى موقنة على أقل تقدير بأنها على قدر من الجدة والالتزام بقواعد الفن الإنسانى الراقى الذى يحترم عقلية القارئ أولاً  والمشاهد إن قدر الله وتم عرض هذه الأعمال يومًا على خشبة المسرح!!

وحينما أتحدث عن معاناتى ومعاناة جيلى من المسرحيين فى مصر، أخشى أن يأتى كلامى تقليديًا وربمًا يستشعر فيه من يقرأه السخط أو الشكوى نظرًا للحالة المتردية لأجنحة التلقى الأخرى.. وأقصد بها: النقد والإخراج.. النقد الذى يتجاهل أصحاب الكتابات الجدد ـ بالرغم من أننا لم نعد جددًا فأحدثنا تجربة تجاوز العشر سنوات، ومنا من زاد على العشرين وهى عمر معظمنا فى الكتابة.
كما إن المخرجين لا ينفذون إلا الأعمال القديمة أو المشهور أصحابها لأسباب عديدة لا أريد ذكرها لأن المخرجين الأعزاء أنفسهم يعرفونها والمعنى هنا .. فى بطن المخرج!!

وذلك لأن نصوصى المسرحية لا تزال كسيحة حبيسة دفتى الكتب، شخوصها ميتة بين السطور وأحداثها متوقفة .. كل هذا بسبب المخرجين الشهماء الذين يملأون الجو صراخًا لعدم وجود نصوص جيدة ترتقى لعبقريتهم السمحة وقدراتهم الإخراجية العظيمة فتراهم إما يلجئون لنصوص أجنبية أو يؤلفون هم نصوصًا كما يتراءى لهم ثم يقومون بإخراجها والتمثيل فيها أحيانًا فينالون الحسنيين وأحيانًا الثلاث حسنيات!! والمؤلفون الشباب وغير الشباب من الذين حصدوا الجوائز .. فليذهبوا إلى حيث يشاءون!!
يتعجب البعض حينما يعرفون أننى حصلت على أكثر من أحد عشر جائزة فى المسرح غير الشعر والدراسات الأدبية! وما يثير دهشتهم عدم تجسيد أى من مسرحياتى على خشبة المسرح.. والغريب أننى كدت أدمن تقديم أعمالى للمسابقات من كثرة يأسى من النقاد ولربما قام أحدهم بتقديم  أحد أعمالي، ولكى يشرع فى تنفيذها يطلب منى أن أذهب لمدير المسرح أو رئيس الهيئة  حتى يتمكن من تنفيذها .. وفى نهاية الأمر.. يصمتون كأنما انقطعت ألسنتهم التى كانت تصدح بالمديح والثناء فأشعر بالغصة تملأ قلبى وأوقن باللاجدوى!!
كما لا يمكننى ـ حفاظًا على ماء وجهى الإبداعى ـ أن أمضى طارقة أبواب النقاد وأنتظر من يفتح لى بابه ويبتسم فى زيف وهو يأخذ منى النصوص ثم يلقى بها فى أدراجه حتى يأكل عليها الدهر ويشرب أومن لا يقابلنى من الأساس أو يقول لى إن الصحف لا تنشر نقدًا إلا عن المشهورين وكأننى مدعية إبداع!!
الحق أقول: لقد أورثنى هؤلاء النقاد كثيرًا من الزهد فيما بين أيديهم وكثيرًا من الحزن!


هذا الزهد كما قلت فيما فى أيدى النقاد علاوة على ما فى أيدى مخرجى مسارح الدولة الذين ينفرون من تقديم النوعية التى أكتبها والذين يحرضون الكتاب على الكتابة بالعامية حتى يقدموا أعمالهم!

المصريون 

الاثنين، 17 نوفمبر 2014

نضال الأشقر سيرة ذاتية

مدونة مجلة الفنون المسرحية


















فنانة مسرحية لبنانية لعبت في الستينات والسبعينات دوراً أساسياً في تحريك الفن المسرحي
ا
للبناني والعربي محاولة تحديثها وتجديد تعبيراتها ولغتها وأدواتها .

أسست مع مجموعة من الفنانين اللبنانيين محترف بيروت للمسرح ومع فنانين عرب أسست فرقة الممثلون العرب التي جالت في عروضها مختلف البلاد العربية والاوروبية .
 أعمالها :

تمثيل مسرحي
"السرير الرباعي الأعمدة" إخراج شكيب خوري.
"رومولوس الكبير" إخراج ريمون جبارة.
"الآنسة".
"طبعة خاصة".
"المفتش العام"، 1966.
"مجدلون 1" و"مجدلون 2".
"كارت بلانش".
"إضراب الحرامية".
"إزار".
"مرجان ياقوت والتفاحة".
"البكرة" اخراج فؤاد نعيم، تاليف بول شاوول، 1973.
"المتمردة" اخراج فؤاد نعيم وتعريب بول شاوول، 1975.
"ألف ليلة وليلة في سوق عكاظ" (تأسيس فرقة الممثلون العرب -اخراج الطيب الصديقي، فكرة نضال الأشقر وكتابة د.وليد سيف.
"الحلبة إخراج فؤاد نعيم وكتابة بول شاوول، 1992.
كما مثلت ادواراً عديدة في اللغتين الفرنسية والإنكليزية في فرنسا ولبنان.

إخراج مسرحي:
إخراج مسرحية " طقوس الإشارات والتحولات" تأليف سعدالله ونوس ، 1996.
إخراج مسرحية "3 نسوان طوال" لـ إدوارد ألبي، 1999.
إخراج مسرحية "منمنمات تاريخية" تأليف سعدالله ونوس ، 2000.
أعمال تلفزيونية
"جارية من نيسبور"،
"نساء عاشقات"،
"تمارا"،
"زنوبيا ملكة تدمر"،
"صبح والمنصور"،
"شجرة الدر"،
"المعتمد بن عباد"،
"حرب البسوس"،
"الأنيس والجليس"،
"رماد وملح"
الأعمال السينمائية
"الأجنحة المتكسرة" لجبران خليل جبران
"السيد التقدمي" إخراج نبيل المالح،
"سيدة فرنسية" باللغة الفرنسية للمخرج فارنييه
"ساحة فاندوم" للمخرجة الفرنسية نيكول غار 1999
التحكيم
مهرجان الكويت المسرحي الثالث، 1999
المهرجان المسرحي السادس لدول مجلس التعاون الخليجي - سلطنة عمان 1999
مهرجان بيروت السينمائي 1999
مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي - الدورة التاسعة 1997
مهرجان الفيلم العربي - باريس 1997
"أستديو الفن" - 2001
الاوسمة
"الوسام الوطني للفنون والآداب برتبة فارس" الفرنسي
"وسام الثقافة العالي" من قبل فخامة رئيس الجمهورية التونسية
جائزة مهرجان القاهرة للمسرح التراثي 1994
جائزة مهرجان قرطاج 1984 و 1986
كرمت في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عام 1999
المناصب
رئيسة تجمع النهضة النسائية 1998*
عضو في اللجنة الإعلامية للمجلس النسائي اللبناني 1999
عضو فخري في جمعية مركز خليل السكاكيني الثقافي 1998
مؤسسة ورئيسة مجلس إدارة مسرح المدينة 1994
مدير عام ونائب رئيس مهرجانات بيروت 1994
عضو في جمعية صيدا التراث والبيئة 1994
عضو في "مجلس أمناء منظمة الطفل العربي".العزيز 19 
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption