أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات عروض مسرحية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات عروض مسرحية. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 24 فبراير 2017

مسرحية "اليوم العاشر" : نحو المسرح التفاعلي

مسرح المضطهدين .. تجربة جديدة في منتدى المسرح

مجلة الفنون المسرحية

مسرح المضطهدين .. تجربة جديدة في منتدى المسرح

داخل البحراني : هناك طاقات كبيرة تستطيع المضي بهذا المشروع


عرض على باحة منتدى المسرح نوع جديد من تجربة حداثوية جديدة ، سميت بمسرح المضطهدين برعاية دائرة السينما والمسرح وكان للعرض شكلا مؤثراً لدى الحضور الشعبي والإعلامي .

العمل من اخراج الفنان داخل البحراني المدير الفني للمسرح العربي – الكندي ، واداء الفنانين سامي قفطان ،أزهار العسلي،جهاد جاسم، ليلى هادي، علي عباس، امل..وكانت للموقع الرسمي لدائرة السينما والمسرح وقفة مع مخرج العمل وراعي التجربة الجديدة حيث حدثنا عن تركيبة الفكرة :

هذا النوع من المسرح يستفز وعي المتلقي من خلال ثيمة الاسئلة التي تطرح ، ومن قانون هذا النوع ان المشهد لايتجاوز من (8) الى (15) دقيقة واضاف : عملت على هذه التجربة في كندا ودرست لمدة سنتين هناك على هذا النوع ، اما العرض الذي قدم على منتدى المسرح بالتعاون مع دائرة السينما والمسرح ، وكان تفاعل الجمهور لايقل عن تفاعل الجمهور الاوربي مشيرا الى انه سيتم ترجمة العمل الى اللغة الانكليزيةفي كندا ثم العودة الى بغداد بعد دعم الجهات الراعية  منجاز هذه التجربة الجديدة ومثمنا دور دائرة السينما والمسرح بتسهيل مهمته بوقت قياسي ,ولا انسى تعاون ادارة منتدى المسرح التجريبي ,كما لي امل كبير بأن تتطور هذه الرؤيا في العراق (مسرح المضطهدين) لوجود طاقات قادرة  على تفعيله منهم الفنانين سامي قفطان,هيثم عبد الرزاق,ذو الفقار خضر,طه المشهداني وغيرهم قد عرفوا طريقة اللعبة المسرحية.  


-------------------------------------------------------
المصدر : متابعة / حميد الناعس


مسرحية مغربية تعالج الفرق بين الاستعمار والاستحمار

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية مغربية تعالج الفرق بين الاستعمار والاستحمار

فيصل عبدالحسن

مسرحية ‘قنبولة ديال الضحك’ تتناول البعد الوطني لجنود يدافعون عن علم المستعمر بروح المقاومة وحب الوطن والرغبة في الصمود.

تكمن الطرافة في المسرحية المغربية “قنبولة ديال الضحك” (قنبلة للضحك) التي ألفها جواد الخودي وأخرجها سعد التسولي، واللذان اشتركا في التمثيل فيها إلى جانب كل من فاطمة خير وبنعيسى الجراري في المقارنة التي يأتيها الجنود المغاربة الذين تطوعوا للذود عن فرنسا ضد الاحتلال الألماني خلال الحرب العالمية الثانية، حيث يستميتون في الدفاع عن بلد يستعمر بلدهم، والحال أنهم واقعون بين استعمارين أحلاهما مر، مما جعلهم يعلقون على ما يفعلونه في حواراتهم على خشبة المسرح (بأنه استحمار) وكانوا يحاولون إيجاد الفرق بين الاستعمار و(الاستحمار).

وتحكي المسرحية السياسية الكوميدية في قالب كوميدي مختلط بالألم والدموع، قصة أربعة جنود مغاربة تطوعوا داخل الجيش الفرنسي إبان الحرب العالمية الثانية، أيام الاحتلال الألماني للأراضي الفرنسية، حيث ستعيش المجموعة بقيادة الكولونيل حصارا من قبل كتيبة ألمانية مما يجعلها تعرف مواقف امتزج فيها الخوف بالجوع والبرد، وظل الترقب حاضرا لدى العساكر المغاربة الذين كانوا يبحثون عن سبل الانعتاق من الورطة في محاولة منهم للخروج من هذا المأزق.

وتناولت المسرحية البعد الوطني لجنود يدافعون عن علم المستعمر بروح المقاومة وحب الوطن والرغبة في الصمود داخل كتيبة قتل منها 998 جنديا ولم يتبق سوى أربعة يحاولون التخلص من بطش جيوش هتلر النازية وتحرير بلدهم المغرب من خلال تلك المغامرة.

وبالرغم من بساطة تفكير الجنود، لكنهم كانوا يستنتجون أن دفاعهم عن فرنسا التي تحتل بلادهم، هو نوع آخر أقسى بل أسوأ بمراحل من الاستعمار، فالاِستعمار يسيطر على خيرات البلاد ويجعل مواردها في خدمته، أما هم فيحاربون حربا ليست حربهم ويدافعون عن بلد يذلُّ أهلهم، وهذا هو “الاستحمار” بعينه، كما يقول عنه “بوشعيب”، أحد الجنود المحاصرين، لزميله “بليوط” (الذي أدى دوره جواد الخودي).

في مسرحية (قنبولة ديال الضحك) كثرت مدلولات القنبلة، فمنها ما له علاقة بالأنثى في وسط ذكوري، وما ترمز إليه القنبلة من مدلولات مخاطر الموت للجنود
المؤلف التسولي والمخرج الخودي صنعا الضحكات من المُفَارَقَات الهزليَّة، ومن اللعب باللغة فالكتيبة (وهي تسمية عسكرية) توحي لهم بالكاتبة -الأنثى- كما تنطق بالدارجة المغربية، وكذلك من خلال طرح أحداث درامية مبكية. فالضحك أثناء الحرب يشبه البكاء، ووسط جو الكآبة والموت والفزع والجوع والحصار، ينجح الجنود في إسقاط طائرة ألمانية. ويشاء الحظ أن تنجو من الطائرة مجنّدة ألمانية جميلة يأسرها الجنود، وبعد التحقيق معها يتضح لهم أنَّها مغربية اسمها “ميلودة” ذهبت إلى ألمانيا قبل الحرب لتبحث عن والدها، والذي ظنت أمها وعائلته أنه توفي في سجون ألمانيا ولكن البنت لم تفقد الأمل في العثور عليه، وأوهمت الألمان بأنَّها رجل اسمه “ميلود” وبعد قيام الحرب تم تجنيدها وأرسلت للتجسس على الكتيبة المغربية على اعتبار أنَّها من أصل مغربي.

وجود امرأة جميلة وسط جنود محاصرين يعانون الكبت والعزلة عن العالم، كان بمثابة قنبلة على وشك الانفجار وسطهم، كما عبّر عن ذلك الجنود، وأخذت المسرحية اسمها من هذا التعبير العفوي للجنود، وأخذوا يتوددون إليها بالدفاع عنها كمواطنة مغربية، ولم يعاملوها كأسيرة ألمانية، حيث كانوا يجاملونها باقتسام طعامهم البسيط معها.

ووسط هذه المشاعر تجاه الأنثى خلق المخرج مسرح فودافيل اجتماعيا ضاحكا ذا قيم اجتماعية راقية أضحك الجمهور وخاطب مواطنتهم المغربية، حيث أجادتْ فاطمة خير تمثيل ثلاثة أدوار في المسرحية دفعة واحدة وهي تباعا: دور المجندة الألمانية، العجوز والشاب.

وفي مسرحية “قنبولة ديال الضحك” كثرت مدلولات القنبلة، فمنها ما له علاقة بالأنثى في وسط ذكوري، وما ترمز إليه القنبلة من مدلولات مخاطر الموت للجنود، ومنها ما يرمز إليه ديكور المسرحية من شباك تمويه وأكياس رمل لاتقاء الشظايا وعصف انفجارات القنابل.

ويبقى المشهد الأخير من المسرحية مجسدا في الذاكرة طويلا، ضمن سينوغرافيا دالة مثلت انتهاء الحرب، ومشهد المغاربة الذين قاتلوا دفاعا عن فرنسا وقد غدوا شيوخا بائسين، وهم يراجعون المصالح الفرنسية للحصول على رواتبهم التقاعدية.

--------------------------------------------------
المصدر : جريدة العرب 

الأربعاء، 22 فبراير 2017

مسرحية عراقية تحصل على لقب افضل عمل مسرحي في مهرجان المحروسة الدولي في القاهرة

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية عراقية تحصل على لقب افضل عمل مسرحي في مهرجان المحروسة الدولي في القاهرة


حصلت مسرحية عشتار العراقية التي قدمتها فرقة مؤسسة سنتر فن النعمانية للإنتاج السينمائي والمسرحي في واسط والمنضوية تحت خيمة الاتحاد العربي للإعلام الإلكتروني فرع العراق، على لقب أفضل عمل في مهرجان المحروسة الدولي في القاهرة بمشاركة فرق من السودان والسعودية والإمارات وتونس ومصر وليبيا. 
وقد نال العمل المسرحي الذي كتبه وأخرجه الفنان عباس العبودي وتمثيل محمد صبيح وعلي القريشي على إعجاب واستحسان المشاركين في المهرجان الذي استمر ثلاثة ايام وتضمن إقامة عدة فعاليات فنية وثقافية.
وقال المخرج عباس العبودي ان "الفعاليات اكدت على أهمية الهوية العربية وتعزيز مفهوم الوحدة العربية بين شعوب الدول الشقيقة من خلال تبادل الزيارات وإقامة المهرجانات".
وأضاف ان "المشاركين في المهرجان أشادوا بالدور البطولي للشعب العراقي في مواجهته للإرهاب وطرده من الأراضي التي اغتصابها".
وتابع انه "تم تكريم أعضاء الوفد العراقي الذي ضم إضافة إلى الفرقة المسرحية الكاتب والمخرج صباح رحيمه والصحفي باسم الشمري رئيس فرع الاتحاد في واسط بدرع المهرجان". 
وبين انه "تم استضافة الوفد في مدينة الإسكندرية من قبل المؤسسة العالمية للسلام والتنمية إذ تم الاحتفاء بالوفد وبحضور كبار الشخصيات الأدبية و الفنية والمدنية حيث قدمت فعاليات فنية أكدت على عمق التلاحم الوطني بين الشعب المصري والعراقي كما تم مناقشة سبل تعزيز التعاون بين الجانبين في جميع المجالات".

------------------------------------
 المصدر : الغد برس

'ألهاكم التكاثر' حكاية الإنسان من الولادة إلى العبودية

مجلة الفنون المسرحية

'ألهاكم التكاثر' حكاية الإنسان من الولادة إلى العبودية

محمد ناصر المولهي

من أصعب أشكال الفنون التمثيل الصامت أو ما يسمى “البانتومايم”، حيث يعتمد هذا الفن كل العناصر المسرحية من مؤثرات وحتى من وقفات الصمت المقصودة، غير أنه يخلو من الجانب الحواري والملفوظ عدا الآهات، ولكنه يقدم خطابا فنيا يحث الجمهور على تتبع عناصره وتمثّل معانيه.

على مدى يومي السبت والأحد 11 و12 فبراير الجاري قدمت قاعة الفن الرابع بالعاصمة التونسية عرضا مسرحيا راقصا بعنوان “ألهاكم التكاثر”، من إنتاج المسرح الوطني التونسي، كوريغرافيا وإخراج نجيب خلف الله.

بداية لا يمكننا الحديث عن محتوى العرض قبل الوقوف على عتبته، ألا وهي العنوان المثير الذي اختاره خلف الله لعمله؛ “ألهاكم التكاثر”، وهو مقتبس من النص المقدس؛ القرآن. وسنكتشف في ما بعد عمق العنوان وارتباطه الوثيق بمحتوى العرض، وحتى بالسياق الذي وردت فيه أولى آيات السورة “أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ/ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ”.

يفتتح العرض بنص بالعربية، يقدم مدخلا إلى اللوحات الراقصة التي ستعقبه، نص نثري قريب من الشعر، يحكي باقتضاب مسار الإنسان الذي يشق أكداسا من الأيام، وما تخلفه الحياة اليومية فيه وفي جسده وروحه، من فوضى وعبودية، من ألم وفرح، هذا الإنسان الذي يتوقف هو نفسه عن إنتاج آلامه ومسرّاته.

ثلاثة ممثلين وأربع ممثلات، ولا ندري هنا ربما كان اختيار تقديم العرض من خلال سبعة عناصر له صلة بما تسرده الأجساد عن يومياتها، يوميات تقودها الخطوات والأيدي أمام موسيقى تبدو رتيبة، أو أريد لها ذلك، حيث يهيمن على موسيقى العرض مقطع قصير من عدد ضئيل من النوتات يتكرر مهما تغيرت الرقصات، ولا يتغير إلا في مفاصل العرض التي تحمل تحولا، ولكن حتى التصفيق والضرب على الخشبة والأنفاس والآهات، كلها من باب الموسيقى التي أعطت للعرض مسحة أخرى من الوحدة.

من خلال أجساد الراقصين يمكننا أن نقرأ الحكاية، حكاية الإنسان؛ ذكرا كان أم أنثى، في محاولة تحرره وفي استكانته، في فوضاه، في خطواته وهو يمضي إلى “أين”، حيث يتحرك الراقصون بداية بشكل منتظم ثم تغزوهم الفوضى، ليتقدموا بعد ذلك في كتلة واحدة تتمزق، لتلتئم، وفي بعض اللوحات الأخرى نجد عددا أقل من الراقصين، ونجد حتى الثنائيات خاصة بين الذكر والأنثى.

حكاية الإنسان ليست حكاية واحدة بل هي متشعبة ومتداخلة ومتضاربة أحيانا، وهذا ما وجدناه في العرض؛ التعانق والذوبان والحب، الخصام والسقوط والموت، الخوف أيضا، والانبعاث، المرأة التي تقحم رأسها في ظهر رجل، لا ندري إن كانت تتأمله من الخلف وتعلم أسراره أو أنها تكتشف ما بداخله أم أنه هو من يحجبها ويبقيها في ظهره، تأويلات كثيرة لمعانٍ كثيرة حاول العرض تقديمها بشكل أو بآخر.

ربما كانت أكثر حركة تكررت في العرض هي أن يضع أحد الممثلين أذنه على بطن إحدى الممثلات، بعد لوحة سابقة تكون أشبه بالالتحام، لتليها حركة النبض التي تنطلق باليدين من البطن إلى أعلى، أعلى حيث لا يتوقف الراقصون عن النظر، أعلى حيث فكرة السماء والخلق.

هو التكاثر الإنساني في ظل أيام تتفاقم وتجعل من كل عمق سطحا، وتجعل من الحياة البشرية فوضى ناعمة، بلا عمق أو رؤيا، كما أن التكاثر هو الزاوية التي وقع حشر الجسد البشري فيها، ليكون استهلاكيا وحيوانيا في إنتاجه، لا عنصر إبداع وتحرر بل عنصر يدور بين الولادة والاستهلاك، والاستعباد، والموت.

نجح العرض المسرحي الراقص “ألهاكم التكاثر” في تقديم لوحات راقصة مميزة نقلت حكاية الإنسان المعاصر ويومياته في قالب رمزي عميق، ولكن لاحظنا تفاوتا في مستوى أداء الممثلين الراقصين وتباينا في إتقانهم للحركات خاصة في اللوحات الجماعية، ولكننا لا ننسى أن نلفت إلى النجاح في الإضاءة التي جاء أغلبها خطوطا متقاطعة أعطت العرض أبعادا أخرى مختلفة، في تقسيماتها وتداخلاتها.

----------------------------------------------
المصدر : جريدة العرب

مسرحية 'زيتون': صراع مفاهيم حول الوطن والألم والأمل

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية 'زيتون': صراع مفاهيم حول الوطن والألم والأمل

يتحدث العرض المسرحي “زيتون” الذي يقدمه المسرح القومي السوري التابع لوزارة الثقافة السورية، عن الواقع السوري الساخن الذي يعيشه المواطن البسيط في ظل حالة العنف وكذلك الاستقطاب الديني والسياسي الذي يعم سوريا حاليا.

تقدم المسرحية السورية “زيتون” التي كتبها طارق مصطفى عدوان وأخرجها مأمون الخطيب نموذجا لأسرة ذات منبت ريفي، أشقاء أربعة؛ شقيق وشقيقة يعيشان في المدينة، والآخران لم يغادرا القرية، وفي ظل حالة الحرب التي تحل في البلاد والصراع والاستقطاب العنيف الذي يجتاحها، ينقسم الأشقاء، ويتخذ كل منهم موقعه في ضوء آرائه ورؤاه.

يتأجل الصدام في المسرحية لحدث مستقبلي، حينما تدعو إحدى الشقيقات بقية أفراد الأسرة للاحتفال بيوم ميلادها مع توأمها في بيت العائلة الريفي، فيحدث التصادم في ما بينهم، عندما يعلم اثنان منهم أن هناك صفقة خفية قام بها الشقيقان الآخران لبيع البيت والمزرعة لمغترب سوري غني يعيش في أوروبا.

يتعالى مستوى الصراع بين الأشقاء الأربعة، بين فريق يريد أن يسافر بماله إلى خارج الوطن، أو يريد نصيبه من المال لصرفه على حياته اللاهية، وفريق آخر يريد البقاء في الأرض متشبثا بالأصالة والجذور.

ويقوم بأدوار البطولة في مسرحية “زيتون” التي تعرض حاليا في دمشق، كل من: رنا جمول، وئام الخوص، ميريانا معلولي، غسان الدبس، مازن عباس وإبراهيم عيسى، وفيها كشف للصراع الفكري الذي يعيشه كل بيت في سوريا وسط محيط تتقاذفه مصالح دول وتوازنات قوى عالمية.

وعن المسرحية ومدى محاكاة الواقع من خلالها، وتحديدا موضوع الهجرة التي كانت هاجسا لدى الكثيرين، يقول مخرج العرض مأمون الخطيب “كما في عروضي المسرحية السابقة، كنت أرى أنه يجب الحديث عن ألم الإنسان السوري، هنالك مشكلة طارئة في حياتنا السورية، وهي السفر وترك البلد، ومن واجبنا كمثقفين الاعتناء بهذه التجربة المريرة والنفاق الذي مارسه البعض من خلالها، فشخوص المسرحية وصلوا إلى قناعة نهائية من خلال صراعاتهم، تفيد بأنه لا مانع من السفر لمن يريد، إلا أنه في المقابل من غير المسموح لهم التعرض للمقدسات الروحية التي تعني أشخاصا غيرهم في أوطانهم، كالأرض والبيت والشهداء والزيتون بحد ذاته الذي هو رمز للأرض”.


مأمون الخطيب: الصراع في المسرحية على المفاهيم وليس على الميراث


ويضيف الخطيب “من أراد أن يهاجر فليفعل، ولكن ليتركوا قيمنا الوطنية العليا في مكانها، فالصراع هنا على المفاهيم وليس على الميراث”.

وعن نهاية المسرحية التي جسدت احتفال البعض من هذه الأسرة بحفل عيد الميلاد وتوجهه لخلق نهاية مشرقة، قال الخطيب “نحن نعيش على الأمل، والشباب الذين بقوا في البلاد سيكون لهم غد مشرق، وسوف يبنون وطنا لهم، في قمة الأزمات يجب أن نبشّر بالأمل، لأنه لا يمكن لشيء أن يستمر أبدا، هنالك نهاية لهذا الألم، والغد مشرق أكثر”.

شهد أحد العروض الحية للمسرحية انقطاع التيار الكهربائي، ومع ذلك واصل فريق العمل العرض في ظروف استثنائية، عن هذا الوضع المتكرر بيّن مأمون الخطيب “نحن اخترنا أن نبقى هنا ونعمل في الظروف الموجودة، وعلينا تحمل نتائج هذا الخيار، كما على الذين غادروا تحمل نتائج سفرهم، نحن مثل أي شخص يعمل بصدق، علينا أن نعمل مهما كانت الظروف سيئة، لأن هنالك رسالة نريد أن نوصلها مهما كان الثمن”.

ومأمون الخطيب مخرج مسرحي سوري تخصص في فن المسرح من جامعة الثقافة في روسيا البيضاء، وتخرج منها عام 1994، ثم عاد إلى سوريا وعين في مديرية المسارح والموسيقى، وشغل هناك العديد من الوظائف في مناصب مختلفة، كما أنه مدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية، وشارك في أكثر من مهرجان مسرحي.

وقدم الخطيب العديد من المسرحيات، منها: “بئر القديسين” عن نص لجون ميلنغتون سينغ، و”الأقوى” للسويدي أوغست سترندبرغ، و”خواطر” الذي هو مشروع ارتجال جماعي، و”تلاميذ الخوف” عن نص لإيفون وولف، و”ليلة القتلة” عن نص لخوسيه تربيانا، و”كلهم أبنائي” عن نص للأميركي آرثر ميللر، و”زنوبيا” عن نص للإسباني كالديرون دي لا باركا، و”هدنة” عن نص لعدنان الزراعي .

------------------------------------------
المصدر : جريدة العرب 

الكوميدي فرانسيز يجمع المسرح بالسينما في 'قانون اللعبة'

مجلة الفنون المسرحية


الكوميدي فرانسيز يجمع المسرح بالسينما في 'قانون اللعبة'

ابو بكر العيادي 

مرة أخرى، يقع الجمع بين المسرح والسينما في عمل فني، ليس باستعمال الأدوات التقنية للفن السابع فحسب، وإنما أيضا بإعادة صياغة شريط من كلاسيكيات السينما الفرنسية، هو “قانون اللعبة” لجان رونوار، وعرضه على خشبة الكوميدي فرانسيز، في شكل عمل مسرحي وسينمائي في الوقت ذاته، جاء بتوقيع البرازيلية كريستيان جاتاهي.

عُرفت المخرجة البرازيلية كريستيان جاتاهي بأسلوب يقوم على الربط بين المسرح والسينما، بين الواقع والتخييل، ومساءلة العلاقات التي تصل الممثل بالشخصية التي يتقمصها.

بدأت حياتها الفنية ممثلة في ريو بالبرازيل، حيث رأت النور عام 1968، ثم انتقلت إلى التأليف والإخراج، مع ميل واضح إلى السينما، فأنتجت عام 2004 شريطا وثائقيا بعنوان “كونجوغادو” (مترافق) عن الوحدة في المدن الكبرى، ويجمع شهادات لنسوة برازيليات، بثته المخرجة على الركح مع مونولوغ مسرحي كانت الغاية منه خلق عمل تخييلي عبر الواقع المعيش.

وانتقلت منذ عام 2008 إلى مرحلة تجديد المعطيات المسرحية باستعمال السينما على غرار البريطانية كاتي ميتشيل، في عمل جبار دام أربع سنوات عنوانه “النقص الذي يحرّكنا”، كان منطلقه “جيل الكوكا كولا”، كما تقول، أي الجيل الذي رزح تحت استبداد الطغمة العسكرية، وكانت الشابة البرازيلية قد أدخلت الكاميرا إلى الخشبة، لتبدع شريطا يختلط فيه التوثيق بالتخييل، دام

عرضه في بضع قاعات البرازيل عشرة أسابيع، على غير عادة استقبال الأشرطة التجريبية هناك.

بعد تلك التجربة، مرت مع فرقتها “قمة المسرح”، إلى بعض الأعمال التي تعد من كلاسيكيات الفن السابع، فأنتجت “جوليا” عن المسرحية الشهيرة “الآنسة جوليا” التي ألفها السويدي أوغست سترندبرغ عام 1888، وأخرجها للسينما آلف شوبرغ عام 1951، ثم “وإن ذهبن إلى موسكو” عن مسرحية الأخوات الثلاث” لتشيخوف.

ولا تنفك جاتاهي تبتكر صيغا من الفن جديدة، كأن تدمج في النص حوارات أجرتها مع المهاجرين الفارين من ويلات الحروب والمجاعات، أو تصور فيلما أثناء العرض المسرحي ثم تعرضه على الخشبة في موازاة العرض.

بعد سترندبرغ وتشيخوف، اختارت جاتاهي عملاقا آخر هو السينمائي الفرنسي جان رونوار في عمله “قانون اللعبة” الذي استوحاه بدوره من “نزوات ماريان” لألفريد دو موسيه و”زفاف فيغارو” لبومارشيه، وهو العمل الجديد للكوميدي فرانسيز، وكعادتها قامت بإلغاء الحواجز بين الأجناس الفنية لتضع الممثلين في قلب عمليات الربط، كتعميق حقل الرؤية، وتغيير زوايا النظر، وتقريب الكاميرا لالتقاط الانفعالات وأثر المباغتات على وجوه الممثلين، لخلق تناسق درامي وحيوية شكلية أقرب إلى الفنتازيا، على غرار رونوار الذي صرح عام 1939 أن ممثليه كانوا يرقصون فوق بركان.

المسرحية تنزل الأحداث في سياق التحولات المجتمعية الراهنة، فجاءت الحوارات بلغة اليوم، والشخصيات بملامح اللحظة
وحرصت المخرجة البرازيلية على تنزيل الأحداث في سياق التحولات المجتمعية الراهنة، فجاءت الحوارات ناطقة بلغة اليوم، والشخصيات حاملة لملامح اللحظة، فرغم محافظتها على الحوارات الأصلية، حاولت أن تجعل عملها أكثر التصاقا بالمرحلة الراهنة.

فكريستين زوجة الماركيز روبير لم تعد من أصول نمساوية، بل عربية، والحارس شوماخر صار أسود، وأندري جوريو لم يعد ذلك الطيار البطل الذي عبر المحيط الأطلسي، بل غدا بحارا ينقذ المهاجرين المغامرين بأنفسهم في عرض المتوسط… غايتها أن تنزل الدراما في ظرف يبين تفسخ شريحة من البورجوازية المستهترة ليس في قصر بسولونيا، كما في النص الأصلي، بل في مبنى الكوميدي فرانسيز نفسه، حيث يتحول بيت موليير إلى فندق خاص يستقبل فيه الماركيز ضيوفه.

ولما كان مولعا بالسينما، فقد عمد إلى تصوير الحفل قبل بدايته، ثم اضطر إلى ترك الكاميرا لغيره فكشفت تلك الكاميرا نفسها علاقته بالحسناء جونفييف، ووقوع زوجته هو في هوى البحار.

منذ ما يزيد على ثلاثة قرون، هذه هي المرة الثانية، بعد إخراج فان هوف لـ”ملاعين فيسكونتي”، التي تقتحم فيها السينما الكوميدي فرانسيز، ذلك أن ثلث العرض الذي اقترحته جاتاهي كان سينمائيا، إذ يبدأ العرض بفيلم يدوم ستا وعشرين دقيقة، يبث على شاشة ضخمة تحتل الخشبة طولا وعرضا مثل جدار أبيض، إضافة إلى كاميرا تصور الأعمال التي تتم في زوايا مخفية وتبث بدورها على الشاشة، وكذلك كاميرا صغيرة طائرة بجهاز تحكّم عن بُعد تُصوّر القاعة والجمهور من فوق، مع مشاهد ارتجالية وسط الجمهور يتخلله رقص وأغان فولكلورية.

تقول جاتاهي “أنا على يقين أن بالإمكان صياغة عمل تجريبي لا يكون غامضا حدّ الإغلاق، وهدم الجدار الذي يفصلنا عن الجمهور”، ولكن النتيجة جاءت دون المؤمل، فرونوار عندما صوّر “قانون اللعبة” عام 1939 كان واعيا بأن الكارثة وشيكة، وأن جانبا من المجتمع الفرنسي سادر في لهوه لا يعي الخطر المحدق، والشريحة التي صورها في شريطه كانت بحق تمثل تلك الطبقة اللامبالية، وتعكس مخاوفه العميقة.

ورغم نية المخرجة البرازيلية تحذير العالم من حرب أخرى تهدده اليوم كما قالت، إلا أنها لم تفلح في تمرير ذلك الخطاب، ولكنها في المقابل نجحت في تصوير خواء المتع التي ترتمي فيها تلك الشريحة بكل اندفاع، وهذا هو الجانب الذي تفاعل فيه الجمهور مع عرض أرادت المخرجة من ورائه إزالة الحواجز بين الواقع والتخييل.

---------------------------------------------
المصدر : جريدة العرب 

الثلاثاء، 21 فبراير 2017

«المغنية الصلعاء» كوميديا مغلّفة بطروحات فلسفية

مجلة الفنون المسرحية

«المغنية الصلعاء» كوميديا مغلّفة بطروحات فلسفية

«ما هي أخبار المغنية الصلعاء؟ لا تزال تصفف شعرها بالطريقة نفسها!». هذه كلمات سطّرها المسرحي الفرنسي وأحد رواد مدرسة العبث: يوجين يونسكو، في مسرحيته الشهيرة «الكراسي والمغنية الصلعاء»، التي عرضت، للمرة الأولى، في 11 مايو 1950م، في العاصمة الفرنسية باريس.

وتعبر المسرحية عن ذروة الفصام الإنساني، كما تعتبر واحدة من أشهر الأعمال التي تجسد مدرسة العبث وتلخّص جوانبها وملامحها.

حبكة

في منزل زوجين من الطبقة المتوسطة مقارب لأحد الشواطئ، وهو منزل السيد والسيدة سميث، تدور الأحداث ما بين داخل المنزل وخارجه في الحديقة ذات العشب الأخضر، بينما المنزل يتوسط الخلفية. أما الحركة في المسرحية فهي قليلة.

حيث لا يعتمد «يونسكو» عليها بصورة واضحة أو بصورة متزنة، فهناك تباين ملحوظ في سلوك السيد والسيدة سميث؛ حيث يظل قابعًا على كرسيّ يتصفح الصحف، فيما تقف الزوجة بكعب عالٍ للغاية، تستعرض أناقتها بملابس لافتة.

ما يجذب القارئ أو المشاهد لمسرحية يونسكو الأولى «الكراسي والمغنية الصلعاء»، هو الأحاديث الدائرة بين الزوجين، حيث تشير إلى اغترابهما عن بعضهما وعن المكان؛ حتى أن كليهما يشير إلى مكان سكنه وعنوان منزله بطريقة تؤكد أنهما غرباء ولا يشعران بوجود بعضهما.

المسرحية تحمل أيضاً الكثير من المفاهيم والأفكار المتنوعة؛ بداية من الاسم، ووصولًا إلى علاقة الزوجين والأشخاص الغريبة الذين يحضرون فيما بعد إلى المنزل.

فبالنظر إلى اسم المسرحية «المغنية الصلعاء» نجد أنه لا علاقة له بالمسرحية؛ إلا أنه يستخدم لتوضيح تيمة العمل الأساسية، حيث نتبين في العمل غياب العلاقة بين الزوجين وتيه كليهما في عالمه وسكونه في مكان لا ينتمي إليه، فرغم سنيهما المتقدمتين يجهلان بعضهما البعض. وتتوجب الإشارة هنا، أنه، ورغم تلك الاعتبارات، لم تخلُ المسرحية، من ملمح كوميدي خفيف.

سؤال محوروليس من فراغ أن تكون المسرحية إحدى أبرز المسرحيات العبثية؛ إذ أسست ببساطتها لقواعد هذا النوع المسرحي الذي انطلق إلى مختلف الدول. وبالعودة إلى سيرة أوجين يونسكو نجد أنه كان متأثرًا بالسريالية، بما تحمل من علاقة غير واضحة بين الواقع والحلم واندماج كل منهما معًا لتنتج في النهاية عالمًا ثالثًا يغلب عليه الجانب الكابوسي.

ويتضح في السؤال الذي يتكرر كثيرًا حول المغنية الصلعاء. هذا السؤال وجوابه كفيلان بتوضيح فحوى المسرحية وفحوى الحوار، ومع هذا لا ننكر أن الحوار فيه العديد من الطرح الفلسفي حول جدوى حياة الإنسان وما يفعله على ظهر هذا الكوكب القاتم، كما يصوره يونسكو بتشاؤمه.

غياب البطل

مع انهزام الإنسانية أمام الآلة في الثورة الصناعية وانهزامها مرة أخرى أمام الوحشية في الحرب العالمية الثانية، لم يكن للفن بمكوناته، إلا أن يعترض بطريقته الخاصة؛ وذلك عبر تنحية البطل- هذا الذي يحمل ملامح البطولة والأسطورية بداخله..

.وتلك هي الحال في مسرح العبث..ومثاله اللامع مسرحية « الكراسي والمغنية الصلعاء» نجد غيابًا واضحًا للبطل، بينما هناك أشخاص غير معلومي الهوية؛ حتى انهم لا يعرفون أنفسهم أو يميزون بعضهم البعض.

ونجد في العمل، أنه مع اقتراب النهاية، يحضر شخص، يمكن أن يعتبره المتلقي المخلّص لهذا العبث الكلامي بين الزوج والزوجة، اللذين يشكلان محور العمل، وهذا الشخص هو قائد مجموعة من الإطفائيين؛ تبدو على ملامحه القوة والشجاعة والإقدام لإنقاذ هذين الزوجين (البشرية) من ما هما فيه من صعوبات في التواصل.

وسرعان ما يستشيط غضبًا من ثرثرتهما الفارغة؛ إذ يقدم رئيس الإطفائيين وجهًا -مؤقتًا- للمنطق ولحديث العقل؛ لذا تقع مشاجرة كلامية ترتفع فيها الأصوات ولا تخفت حدتها إلا باستجابة هذا الأخير للزوجين؛ حيث يتجاوب معهما ولا يعبأ بشيء.

-------------------------------------
المصدر :  أمنية عادل - البيان 

المخرج نبيل مسعى : يشرفنا أن نعتذر منكم عن أخذ فكرتكم المسرحية “زيارة معالي الوزير"

العرض المسرحي المغربي كل شيء عن أبي .. حتى لا يعيد التاريخ نفسه

مجلة الفنون المسرحية

العرض المسرحي المغربي كل شيء عن أبي .. حتى لا يعيد التاريخ نفسه 

تحسين يقين


لم يكد تنتهي الحركة الأولى حتى بدأ الطاقم التمثيلي بالتجرد من الغطاء الأسود الأول، القشرة الخارجية الأولى، في إيحاء مسرحي صار تقليديا في المسرح اليوم للبوح، حيث سيصبح ما سوف يروى مثار ضحك وليس تأمل فكري فقط.
اثنان واثنتان، خاص وعام، اجتماعي وسياسي، ماض وحاضر، مطلق ونسبي، كأنه حاول أن يحيط بأكبر قدر من تجليات حياة المغاربة في زمن معين ظل مستمرا لفترة تطول حتى الآن؛ حيث استطاع العرض جذب جمهور الوهرانيين والمسرحيين العرب، حتى اللحظة الأخيرة، بما اعتمد على التفاصيل الإنسانية بمصداقية عالية.
ثلاثة مستويات من المضمون كنا إزاءها، أما المستوى الأول فهو القريب والمباشر الذي يتجلى في الحوار وفي البوح، وفي الرواية الخاصة لأفراد العائلة عن أنفسهم والآخرين، بما تأثروا وأثروا، وبما بحثوا عن مصالحهم الفردية في ظل محاولة توازنها مع المصلحة العامة.
وقد تجلى المستوى الثاني في العلاقات التي حكمتهم/ن، وفي العادات والتقاليد الاجتماعية، والتي أمكن رؤيتها كأحداث من جهة، وكمؤثر على الأفراد من جهة أخرى وهذا هو الأهم. وهو من حيث القرب يعد في درجة متوسطة ما بين القرب والبعد.
أما المستوى الثالث، فهو المضمون السياسي والتاريخي، الذي كان محل تأثير على النفسي-الاجتماعي، ومحل تقييم ومحاكمة. وبسبب هذا التداخل بين تلك المستويات، والتي يمكن أن يكون المشاهدون قد رأوا أنفسهم وسياقهم الاجتماعي والسياسي فيه معا، لصعوبة الفصل بين السياقات، فقد اندمجوا فيه ومعه، ولعل ذلك هو ما يفسّر هذا الاندماج، إضافة إلى القدرات التمثيلية والخطاب الصادم أحيانا.
حاكى العرض دراما الواقع باتجاه نقدي للتقاليد، والعلاقة مع الآخر، والقضايا المعاصرة التي يعيشها المغرب، كالبطالة والأزمات السياسية والهوية الثقافية، والحياة الاجتماعية المتشابكة كالزواج والمختلط في ظل التحولات التي تعصف بالهوية، بحيث اندمج النقد الذاتي والاجتماعي والسياسي ببوح عال، فكان كل شيء عن أبي هو كل شيء عن حياتنا الاجتماعية ونظامنا السياسي.
ليس هناك حدث، بل هناك تباين إزاء الأحداث، تجلى في صورة صالح الراجي الدارس للتاريخ، ذي النزعة الاشتراكية، وتعدد العلاقات العاطفية، التي تختلف عن صورة توفيق الصادقي الذي ارتبط والده بعلاقة عمل مع فرنسي، بحيث يظهر الصراع الداخلي ايضا لدى الصادقي، بين التبعية بما فيها من مصلحة، وبين الميل للتحرر.
أما ذروة الدراما فكان في صراع وحيرة المثقفين والحزبيين، وكيف يدورون ويتعاركون سياسيا، حيث نزعم أن المخرج قد نجح في التعبير عن توتر السبعينيات في تاريخ المغرب.
لقد تم استخدام الدوائر، كدخول الى الشخصية وخروج منها، أما جعلها متوازية فقد كان لدخولهم معا، الدخول الجمعي، ولربما نحن إزاء حكاية حدثت وتعود من جديد، أو هي استمرارية للمضمون لكن بأشكال أخرى. فالصراع الفردي والاجتماعي هو نتيجة لصراع أكبر هو الصراع الفكري والسياسي، ولعل الأخير هو نتاج الصراعات الفردية والاجتماعية. وفي سياق الدائرة الزمنية، يمكن تفسير الحركات الصوفية التي لا تبرح مكانها والغناء الديني كأنها إشارة ناقدة اتوظيف العامل الديني في إبقاء المجتمع على توازنه القائم.
حيرة النخبة وحيرة الناس، إزاء المحطات التاريخية 1931، 1953، 1975..التي عاشتها المغرب، في ذروة توترات السبعينيات.
يبدو البوح-النقد مستمرا، من خلال تقشير الأغطية مرورا بالحمام كمكان يساعد على البوح التلقائي والجريء؛ فكان نشر الغسيل مصاحبا لحديثه عن بقاء المستعمر معنويا بعد رحيله: "فرنسا خرجت وخلت لينا صحابها".
استخدم المخرج أسلوبا إخراجيا، في خلق فرجة داخلية، عن طريق جعل الطبيبة مثلا خارجة عن مساحة الحركة، خارج الدائرة التمثيلية، كأنها تطل على المشهد والحياة، حيث تقودنا برفق للتأمل معها.
وضمن ذلك، يحاكم الشخوص أنفسهم، حيث وجد الانسان نفسه في المكان الذي كان يوجه له النقد من قبل، ولربما ينطبق ذلك على الكثير من الشعوب. وهو نقد لتلك الهشاشة التي نعاني منها.
وليس هذا فقط، بل كان لتناوب دور الطبيبة والمريضة-المأزومة، أثر مدهش في بيان ما نعاني منه نحن أيضا؛ حيث تشجع الطبيبة مريضتها على البوح عن معاناتها، وفي ظل ذلك نراها تندمج معها معبرة عن معاناتها هي كامرأة أيضا يطالها الهم النسوي. فالأزمة شخصية وعامة.
وفي السياق النسوي، نجد الدور النمطي للمرأة، الذي تتمرد عليه الفتاة حينما تغادر الى باريس، حيث ناقش العرض (بمبالغة ربما) الحرية الجنسية في سياق التحرر الاجتماعي والسياسي.

أما استخدام أسلوب اليوميات تمثيليا، فقد منح العرض مصداقية تطبيقية، ليس بإمكانية الحدوث بل بالحدوث نفسه.
ولم تكد المسرحية تحط رحاها، حتى شهدنا جدلا في مسرح علولة في الندوة التطبيقية، والذي رغم اختلاف منطلقاته فكريا وفنيا، إلا أنه أظهر أن الانفعال لم يقتصر على فئة الجمهور العام، بل تجاوزه إلى النقاد والمثقفين، والذي كان للتفاصيل الدرامية لا الأحداث بحد ذاتها هو المحرك والجاذب. وأزعم أن اختيار المخرج لتلك التفاصيل كان لإدخال الجمهور إلى داخل اللعبة نفسها، لأنهم في الحياة هم أصلا فيها أو قريبون منها نفسيا واجتماعيا وسياسيا، بل أزعم أن المشاهد من غير جنسية العرض، سيجد نفسه هو الآخر، يغوص في مجتمعه وتاريخه، بل والأهم من ذلك موضعة نفسه كفرد في هذا المجموع، ما له وما عليه، متأرجحا وحالما بين الخلاص الفردي والجمعي- والإنساني أيضا.
فإذا كان مضمون رواية "بعيدا عن الضوضاء، قريبا من السكات" للروائي المغربي محمد برادة قد أدخل القراء ذهنيا ونفسيا في حياة الأفراد والمجتمع على ضوء التحولات السياسية والاجتماعية قبل الاستقلال وبعده، فإن المسرحية المقتبسة، استطاعت عبر شكلها الدرامي على تعميق هذه المشاعر والأفطار بشكل حيوي مثير، بحيث يصبح المشاهد مشاركا فيها.
وأخيرا، فقد تم توظيف حوض الماء للتتطهر، حيث ينشد العرض الخلاص الإنساني.


----------------------------------------------------
المصدر : الأيام 

السبت، 18 فبراير 2017

مسرحية ''منام عين'' لحسن المؤذن .. رغم ثراء النص وجرأة القضايا المطروحة إيقاع العرض يسقط في الرتابة

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية ''منام عين'' لحسن المؤذن .. رغم ثراء النص وجرأة القضايا المطروحة إيقاع العرض يسقط في الرتابة

 يُظهر الديكور المؤثث للركح قاعة عرش وهي شبه مهدمة وآيلة للسقوط وشرخ عميق على جدار غير مرمّم، على الركح كرسي الحاكم مكسوّ بالغبار وشباك العنكبوت تغزو المكان، وفي الجانب الأيسر للركح تمثال للحاكم يخلّد ذكراه.
يدخل عسكري (أنور عاشور) الركح معلنا دخول شخصيات المسرحية، زوجة الحاكم الأولى (حليمة داود)، فزوجته الثانية والأقرب إلى قلبه (نادرة الساسي)، ثم خادمة القصر (رابعة جلالي) وطبيب الحاكم (منير العماري).
يدخل الحاكم (رضا بوقديدة) قاعة عرشه بقدم عرجاء وأخرى حافية، منحنيَ الظهر ، يئن من آلام الروماتيزم، فيقرّر الاهتمام بشؤون القصر والبلاد بعد أن ساعدته زوجته الثانية على ارتداء بدلته الرسمية وهي بدلة عسكرية... بهذه المشاهد الأولى التي خصصت لتقديم المكان والتعريف بالشخصيات، استهلت مسرحية "منام عين" للمخرج حسن المؤذن عرضها الأول، مساء الأربعاء بقاعة الفن الرابع بالعاصمة، وهو عمل يدوم 70 دقيقة من إنتاج شركة "داود للإنتاج" وأنتج بدعم من وزارة الشؤون الثقافية، واقتبسه المخرج عن النص المسرحي "الملك يحتضر" للكاتب الفرنسي ذي الأصول الرومانية "أوجين يونسكو".


ويستنطق حسن المؤذن من خلال هذا العمل "منام عين" الواقع التونسي، فجعله من خلال مختلف مشاهد المسرحية، واقعا يحتضر وقد عبر عنه في كثير من الأحيان بـ"الأرض التي لا تنتج" و"البقرة التي جف ضرعها ولم تعد تحلب إلا دما" و"جهاز التدفئة المعطل" وغيرها من المشتقات الدلالية على تصحر المكان وخرابه، وتجسد في صورة الحاكم المتقدم في السن، وقد بدا خائر القوى، منهكا ويمشي مترنحا لا يقدر على الاستقامة.

حاكم يعوي من شدة الوجع الذي حلّ به وبالبلاد، لكنه في المقابل يتحدّى يثور ويتمرّد ويرفض أن يموت، لأنه متمسك بالسلطة، فيسألها عن طبيعة حياتها وظروف عيشها، لتجيبه أن حياتها بائسة.


تسلك أحداث المسرحية منحًى تراجيديا مأساويا رغم الأسلوب الساخر الذي تضمنته بعض المواقف، فتبلغ بالأحداث ذروتها عندما يرفض الحاكم أن يموت ويستنجد بشعبه باكيا ومتألما، وفي الأثناء يُستبدل كرسي عرشه بكرسي للمعوقين عن الحركة، وزيه العسكري بغطاء قماشي، وكأن مخرج المسرحية حوّله إلى إنسان عادي يشعر بآلام رعيّته ويستمع إلى شكاويهم، ولعل ذلك ما تجلى من خلال استماع الحاكم إلى شكاوى خادمة القصر التي أثارت اهتمامه للمرة الأولى، لأنه لم يعد سلطانا على ملكه.

وتنتهي المسرحية بوفاة الحاكم بعد صراع تراجيدي مع الزمن بما هو قوة غيبيّة مجرّدة حاول الحاكم أن يعود بها إلى الوراء ليظل على عرشه ولو لبرهة، لكن حسن المؤذن يفتح بابا جديدا للتأويل مع نهاية المسرحية حول بروز حاكم جديد، ليظل التساؤل قائما إن كان سيظل على عرشه إلى حين وفاته مثلما هو الشأن مع سابقه.
يستعرض مخرج مسرحية "منام عين"، إلى جانب ثنائية الموت والسلطة وتشبث الحكام بها، ومسألة الاستبداد وغيرها، قضايا وجودية قائمة على ثنائيات مضادة هي الوجود والعدم، الحياة والموت، وأخرى أخلاقية تتمثل في ثنائية الخير والشر، الجمال والقبح.

وبالنسبة إلى الخصائص الفنية المميزة لهذه المسرحية، جعل المخرج الحوار أكثر حضورا من الحركة التي كانت شبه منعدمة وانحصرت أغلبها في دخول الممثلين إلى الركح وخروجهم منه، مما أثر سلبا على الإيقاع الذي اتسم بالبطء وأسقط العرض في الرتابة في أغلب ردهاته، رغم ثراء النص ومقاصده وجرأة القضايا المطروحة في هذا العمل، وقد فسّر المخرج حسن المؤذن في تصريح لـه :بطء الإيقاع بـ "الجو المأتمي الذي سيطر على أغلب أحداث المسرحية".


كما غاب عنصر المفاجأة عن المسرحية وهو من العناصر الأساسية التي ترتكز عليها البنية المسرحية التراجيدية، وحتى إن توفر فإنه لم يكن جليا بالقدر الكافي للجمهور، كما لم تكن نهاية المسرحية وفية لعنصر المأساة، التي كان ينبغي أن يكون إيقاعها قد بلغ ذروة سرعته، وفق ما أكده عدد من المتابعين للعرض.
وفي ما يتعلق بأداء الممثلين، قدم الممثلون الستة أداءً متفاوتا حركيا وصوتيا بالرغم من سلامة النطق، إلا أن المستوى المتميز الذي أظهرته الممثلة حليمة داود جعلها أكثر حضورا من زملائها وشدّت إليها أنظار الجمهور. 

-------------------------------------------
المصدر : باب نت

تحفة سينمائية فرنسية... مهزلة مسرحية

مجلة الفنون المسرحية

تحفة سينمائية فرنسية... مهزلة مسرحية


توقع كثيرون ممن يتابعون أعمال فرقة «لا كوميدي فرانسيز» الفرنسية الوطنية، أن تتغير بعض الأمور فيها إثر تولي الفنان إيريك روف إدارتها في منتصف عام ٢٠١٦، خصوصاً أن الأسلوب الذي ميز المديرة السابقة موريال مايات واجه على مدار أربع سنوات عشرات الانتقادات الحادة، خصوصاً لجهة قلة اتخاذ المبادرات الفعالة والاكتفاء بتكرار ما هو موجود مرات ومرات.
ولكن هناك ألف طريقة وطريقة للتجديد وتغيير المعايير، وتلك التي اختارها إيريك روف تدل حتى الآن على رغبة ملحة في كسر أكثر من الأسلوب الإداري الذي طالما ميز زميلته السابقة، فالمسؤول الجديد يطيح عبر الأعمال التي يقرر تقديمها على خشبة أعرق مسرح في فرنسا، كل الكلاسيكية التي يفترض وجودها في إطار فرقة كهذه استحقت مع مرور الزمن (٤٠٠ سنة) لقب «بيت موليير»، تيمناً بالكاتب الراحل جان موليير (1622-1673) الذي وضع أساسها في القرن السابع عشر، والذي دخل إلى التاريخ كواحد من أبرز المؤلفين المسرحيين في تاريخ البشرية/ حاله حال الإنكليزي وليم شكسبير.
وتأتي الكلاسيكية المكسورة بفضل إيريك روف، ليس في المسرحيات التي يقرر عرضها فحسب، ولكن أولاً من المخرجين الذين يسلمهم زمام تنفيذ هذه المسرحيات، والذين إذا تميزوا بعبقرية محددة صنعت سمعتهم في إطار المسرح الحديث، فإنهم يديرون ظهرهم في شكل كلي لما هو تقليدي ويفضلون اعتماد منحى «جنوني» في إدارة الممثلين وطريقة استخدام مساحة الخشبة والديكور والعنصر الصوتي أيضاً.
وآخر مثال على ذلك، يتلخص في دعوة إيريك روف المخرجة المسرحية البرازيلية كريستيان جاهارتي إلى تقديم مسرحية مقتبسة عن الفيلم الفرنسي الكبير والمعروف عالمياً والذي يدرس في معاهد السينما حتى في الولايات المتحدة الأميركية «قاعدة اللعبة» La Règle du jeu، من إخراج جان رونوار في مطلع الأربعينات من القرن العشرين. والفيلم معروف بالنظرة القاتمة التي يلقيها مؤلفه على المجتمع البورجوازي الفرنسي الذي يعيش الحرب العالمية الثانية من دون أن يدرك أنه يشهد نهاية عالم سيبتلعه الظلام.
ولم تعثر كريستيان جاهارتي على طريقة لتفتتح مسرحيتها سوى تكريسها نصف ساعة لعرض فيلم سينمائي في قاعة مسرح «لا كوميدي فرانسيز» على شاشة ضخمة، هو مجّرد إعادة بأسلوب فني حديث للفيلم الأصلي «قاعدة اللعبة» وبممثلين جدد هم أفراد فرقة «لا كوميدي فرانسيز» الذين سيظهرون عقب الفترة المذكورة فوق الخشبة وكأنهم قفزوا من الخيال السينمائي إلى الواقع المسرحي، أمام الجمهور في الصالة.
ولكن ما فائدة هذا الفيلم أو هذه المقدمة السينمائية بمعنى أصح، إذا علمنا أن المتفرج الباحث عن «قاعدة اللعبة» في حلته السينمائية يقدر على مشاهدته أينما شاء في الصالات بما أنه لا يزال يُعرض في نواد السينما، أو بواسطة الوسائل الحديثة المتوافرة؟ وعندما يتحول العرض في ما بعد إلى عمل مسرحي بحت، يروح يروي أحداث العولمة التي تعيشها المجتمعات حالياً ساعياً إلى العثور فيها على البؤس البشري الذي طالما واجهه العالم في أيام تنفيذ فيلم رونوار.
ويغادر المتفرج قاعة «لا كوميدي فرانسيز» من دون أن يدرك ما الذي حدث على مدار ساعتين كاملتين، وماذا كانت الحبكة، ولماذا حل الصوت العالي إلى درجة قتله كل ما قد يشبه الانفعال، مكان الحوار العادي الذي يسمح بحسن إدراك المعاني. ويسأل المشاهد ما علاقة التحفة السينمائية «قاعدة اللعبة» بالمهزلة التي يسمح إيريك روف بعرضها في المسرح الذي يديره والتي لا يتذكر المتفرج من حسناتها في النهاية إلا فرقة الممثلين البارعين المظلومين، وعلى رأسهم المغربية الجذور سوليان إبراهيم.

-------------------------------------------
المصدر : نبيل مسعد - الحياة 

الجمعة، 17 فبراير 2017

سيّد درويش بين ثورتين إنتاج مسرح السرايا العربي

مجلة الفنون المسرحية

سيّد درويش بين ثورتين إنتاج مسرح السرايا العربي 


أعلن مسرح السرايا عن إطلاقه لعمله المسرحي الجديد والأوّل، لهذا العام "سيّد"- سيّد درويش بين ثورتين.

والعمل من كتابة وإخراج الفنان سميح جبارين، وتمثيل جورج إسكندر ومنى حوا وتامر نفار وغسان أشقر وأمجد بدر، وبمشاركة الموسيقي حبيب شحادة حنّا، والذي سيقدم موسيقى  حية على امتداد العمل المسرحي. والذي سيعرض بمسرح السرايا العربي -يافا يومي الجمعة والسبت في التواريخ: *17.02 و18.02 في تمام الساعة الثامنة مساءا*

تدور أحداث المسرحية في مصر، وذلك خلال الفترة الواقعة بين "الثورة العرابيّة"، وثورة 1919، حيث ولد سيد درويش في تلك الفترة، والتي تتميز بالصراع الفكري المعروف بين نهجين؛ الأوّل يدعو إلى التفاوض مع الحكومة البريطانيّة حول ما سمّي حينها بـ"الجلاء"، والثاني الذي تبنّى النهج الثوري في السعي نحو التحرير.

وتتعامل المسرحيّة مع تخبط سيد درويش بين النهجين السياسيين، كما تبيّن رؤية درويش الفكرية، والتي أثرت بشكل واضح على أعماله الفنّية والموسيقيّة، والتأثير الكبير الذي ألحقته شخصيات هامة في مسيرته الفنية، مثل عشيقته "جليلة"، التي تركت علامة خاصة في مسيرته.

طاقم الانتاج:
كتابة واخراج: سميح جبارين
تمثيل: جورج اسكندر، منى حوا، تامر نفار، غسان أشقر، أمجد بدر
تصميم ديكور: سليم شحادة | تصميم ملابس: الكساندرا سكران
موسيقى: حبيب شحادة حنا | تصميم إضاءة: فراس طرابشة
مساعدو مخرج: رانيا طحان سابا ويوسف حساسنة






المصدر : دنيا الوطن 

الأربعاء، 15 فبراير 2017

مسرح العلاج النفسى يتجسد في "شامان"

الثلاثاء، 14 فبراير 2017

مسرح عالمي: "الوريثة".. بين رغبة فتيّة واستبداد أبوي أقدم

مسرح عالمي: "آنا كارنينا" لتولستوي.. في تكييف مسرحي جديد لمارينا كار

مسرح العبث بمذاق عربي في العرض البحريني «الكراسي»

مجلة الفنون المسرحية

مسرح العبث بمذاق عربي في العرض البحريني «الكراسي»

ما الذي تعنيه استعادة مسرح العبث، في اللحظة الراهنة من واقع المجتمع العربي، هل اللحظة العربية الراهنة عبثية، مهشمة عاجزة، بلا هدف، ولا وجهة، ما الذي يريد حسين العصفور أن يقوله من خلال استعادة أطروحات يوجين يونسكو في مسرحيته الشهيرة «الكراسي»؟ التي أخرجها العصفور لمسرح أوال في البحرين، وقدمت مساء أمس الأول في رابع ليالي مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، وقد سبق وقدمت في جهات العالم الأربع، وفي الوطن العربي مراراً وتكراراً.
كتب يونسكو «الكراسي» عام 1951، عن حفلة خطابية وهمية يقيمها زوجان هرمان، فالزوج بلغ 95 عاماً، والزوجة 94 عاماً. يرى الزوج أنه رجل عظيم، يحمل أفكاراً عظيمة تستطيع أن تخلص البشرية من مآسيها، وتجعلها تعيش في رغد وسعادة، لكنه لم تتح له فرصة لذلك، فقد عاش كل عمره حارساً للمساكن، ولم ينظر إليه الناس يوماً باحترام، وتبدو زوجته متأرجحة بين لومه على نزقه الذي ضيع عليه فرصاً كثيرة، فلم يستطع أن يبلغ أية مرتبة ذات شأن، وبين الاقتناع بقدراته، وأنه رجل عظيم فعلاً، والآن وفي عمره هذا ومع زوجته قرر الزوج أن يدعو أهل المدينة جميعهم لكي يبلغهم رسالة يحملها، ولكنه عاش طوال عمره ذليلاً، ولم يعرف يوماً كيف يعبر عن نفسه، لذلك استأجر خطيباً لكي يبلغ رسالته إلى ذلك الجمع.
يتوافد على منزل العجوزين أناس وهميون، غير مرئيين، لكنّ الزوجين يستقبلانهم تباعاً، ويتخيران لهم الكراسي حسب المكانة الاجتماعية، وتتكاثر صفوف الكراسي الفارغة، وأثناء الاستقبال تدور حوارات لا يسمع منها سوى إجابات الزوجين وأسئلتهما وتعليقاتهما، لكنها تكشف عن جوانب من حياة المجتمع، وتراتبيته، وازدراء أصحاب المناصب العليا والمكانة الاجتماعية الرفيعة لمن هم دونهم، كما تكشف عما كان يحلم به كلا الزوجين في الماضي، المرأة الحسناء التي أحبّها الزوج وحلم بالزواج منها، والمارشال الذي كان يتمنى أن يصير مثله، وفني التصوير الذي كانت الزوجة تتمنى أن تتزوجه.. إلخ.. يكتظ المكان بالمدعوين من كل الطبقات، وتسمع موسيقى الشرف، ويفتح الباب فيدخل الملك وهو أيضاً غير مرئي، ويحاول الزوج الذي أصبح محاصراً بالبشر أن يصل إلى الملك لكي يحييه، فلا يستطيع، ثم يصعد فوق الكراسي، فيكلمه معبراً له عن سعادته وامتنانه بالشرف الذي أولاه إياه بمجيئه إلى منزله المتواضع، ويلقي عليه كل أنواع التمجيد والعرفان، لكن صوته ظل ضائعاًً بين الجمهور، حتى أنه لم يستطع أن يمتع ناظريه برؤية التاج على رأس الملك الذي حجبه عنه الناس، وكانت الزوجة طوال ذلك تردد صدى كلمات زوجها، وتؤكد ما يقوله.
أخيراً يدخل الخطيب، فيدعو الزوج الجموع إلى الاستماع له، ويطلب من الخطيب أن يتكلم وأن يبلغ عنه رسالته كاملة غير منقوصة إلى تلك الجموع، ويشعر الزوجان في تلك اللحظة بالزهو، ويقرران فجأة الانتحار فيقفزان في لحظة واحدة من نافذتين متقابلتين، ويتهيأ الخطيب للكلام، لكن، لا يصدر عنه سوى همهمة وزعيق أشبه بأصوات الأبكم، وحين لا يستطيع الكلام، يكتب أحرفاً مبهمة على سبورة قريبة منه، ثم يمحوها ويكتب أخرى، وأخيراً يكتب كلمة «و د ا ع ا»، ويخرج، وتسمع أصوات ضحك وضجيج وصخب، وتنتهي المسرحية.
الزوج فاشل، وحياته وزوجته فارغة، وكل ما يقوم به لإثبات عظمته وهم، مثل أولئك الأشخاص الوهميين الذين استدعاهم، والكراسي التي ظلت فارغة، والرسالة التي يظن أنه يحملها فارغة، مثل ذلك الخطيب الأبكم، ولن تكون نهاية ذينك الزوجين إلا بتلك الطريقة العبثية «الانتحار».
هذا ما تقوله مسرحية يونسكو، ولم يخرج عرض حسين العصفور عن هذه الرؤية، وكان تصرفه في المسرحية طفيفاً، رغم أنه حذف من النص أجزاء، لكن ما حذفه كان تفصيلات فرعية، ولم يكن مفاصل أساسية، والشيء الوحيد الذي تغير هو شكل النهاية، فالزوجان لم ينتحرا في عرض العصفور، بل بقيا حتى انصرف الخطيب، وقد اجتاحت المكان زوابع برد، وانصب عليهما الثلج حتى جمدهما البرد، ولا يبدو أن هذا التغيير يمثل إضافة كبيرة، فسواء انتحر الزوجان أو تجمدا من البرد ففكرة العبث هي نفسها، ولقد كانت دوماً إحدى الانتقادات التي توجه إلى اتجاه العبث أنه يمثل شكلاً فكرياً واحداً حتى ولو تعددت مظاهر التناول، ففي النهاية لن تكون تلك المظاهر على اختلافها سوى تعبير عن «عبثية الحياة» وهي فكرة مغلقة غير قابلة للتطوير والإضافة، ومن هنا نشأت الأزمة التي وقع فيها هذا التيار، ولم يستطع تجاوزها، وأدت به إلى أن ينتهي سريعاً في أوروبا، ويصبح جزءاً من تاريخ الفكر، يمكن أن يستفاد منه في إطار رؤى جديدة أكثر تقدمية وانفتاحاً، ومن هذه الزاوية فإن المخرج لم يضف أي جديد على ما كان مطروحاً من قبل، ولم يستطع أن يفتح كوة ولو صغيرة في تلك القلعة العبثية الموصدة، وأظن أن الراهن العربي بحاجة إلى ما يفتحها، وليس إلى ما يؤكدها.
يحمد للعرض قدرة الممثليْن الرائعة، وأدائهما السليم باللغة العربية، كما يحمد له الاستخدام الجيد لعناصر السينوغرافيا.

-----------------------------------------
المصدر : محمد ولد محمد سالم - الخليج

الاثنين، 13 فبراير 2017

مسرحية «تشابك» : تناغم وانسجام طاقم العمل ساهم في تكامل العرض من كافة جوانبه

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية «تشابك»: تناغم وانسجام طاقم العمل ساهم في تكامل العرض من كافة جوانبه
عرض «تشابك» السعودي يثير إعجاب نقاد مهرجان المسرح الخليجي بالشارقة


فتحت المسرحية السعودية «تشابك»، التي عرضت ضمن مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي شهية النقاد على آخرها في الندوة التطبيقية الثالثة، التي شهدتها قاعة الندوات بقصر الثقافة بعد العرض مباشرة، من خلال المداخلات والتحليل الموضوعي والدقيق. أدار الندوة إبراهيم الحارثي بحضور المؤلف فهد ردة الحارثي والمخرج أحمد الأحمري، وأشار إلى أنهما قامتان مسرحيتان أوجدتا مناخا رائعا جدا وفضاءات مميزة في المشهد المسرحي السعودي، وقرأ جانبا من كلمة المؤلف التي تضمنت سؤال العرض وثيمته التي تكاثفت حول «ماذا لو» وصراع الإنسان مع ذاته، لتنطلق بعدها المداخلات الذي بدأها الدكتور محمد سلمان من البحرين بتنويه لفعالية الفنانين عبدالرحمن المزيعل وسامي الزهراني، وإلى اللعبة المسرحية التي نهضت على السؤال والإجابة عنه، فهل يجب أن يكون للعبة المسرحية زمان ومكان وهدف أم إنها تبدأ وتنتهي من دونهما، كما تحدث عن اشتغال المخرج على ما يمكن تسميته بصندوق الأراجوز بشكل مبدع وبوعي واضح حتى في تحويل الصندوق إلى سفينة مجنحة أشبه بالطائرة، فيما لم يستسق الموسيقى والمؤثرات التي وصفها بالمقحمة في بعض الاحيان.

من جهته، قال د.سعيد كريمي من المغرب: هناك تناغم وانسجام بين صناعة أو كتابة النص المسرحي ونص العرض الذي كتب أصلا برؤية إخراجية استباقية ليأتي هذا العمل بشكل متكامل على مختلف المستويات، عمل يعيد الاعتبار للممثل باعتباره سيد الخشبة، حيث استطاع المخرج برؤيته الثاقبة أن يفجر طاقاته على مستويات مختلفة ومتباينة مثل الغناء والرقص والتعبير الجسدي، كما أن النص المسرحي يحضر بقوة على أساس غير كلاسيكي معهود، ولكنه نص متحرر يمكن استبدال مقاطع فيه دون أن يحدث أي ارتباك داخل النص وهو يتماهى مع اللعبة وموضوعه، الذي يمكن أن نصنفه في إطار ما يعرف بالسايكودراما، كذلك تحضر المأساة السوداء تراجيي- كوميدي هناك ضحك وفي الوقت نفسه مأساة حقيقية من خلال هذه التحولات خروج الممثل من شخصية ودخوله لشخصية أخرى، هذا التماهي والتلاعب يدل على أن هناك رؤية إخراجية حاضرة مع عمق في الكتابة الدرامية، وهذا ما جعلنا نشاهد عملا مسرحيا فيه نوع من الجدلية بين الستاتيكا والديناميكة بين التحول والثبات تؤدي الى فضاء أنيق. وكانت للفنان البحريني عبدالله ملك مداخلة قال فيها: لا يجرؤ أي شخص أن يتناول نصا لفهد ردة الحارثي إلا إذا كان متمكنا من أدواته الثقافية الفنية، فرغم كل هذا التيه والتنافر وهذه الرمزية والسريالية وكثير من الأمور الغرائبية في النص إلا أنك تجد نفسك مأسورا مندمجا طوال العرض أمام مؤديين كانا كأنهما يعزفان وليس يمثلان، قدما لنا عرضا جميلا متكاملا كان خلفه مخرج واع ومتمكن من أدواته، وفعلا لم تكن هناك أية مجانية في أي من تفاصيل العرض المسرحي كل شيء موجود مدروس وفي مكانه.

وشكر المؤلف المتداخلين جميعا ووضح بعض القضايا التي التبست ورد على سائر الأسئلة التي طرحت، موضحا ومفسرا، وبدوره شكر المخرج المتداخلين وأكد أنه سيأخذ منها ما يفيد العرض بكل تأكيد.

------------------------------------------------
المصدر : حسين السنونة  - اليوم 

مسرحية 'ألهاكم التكاثر' حكاية الإنسان من الولادة إلى العبودية

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية 'ألهاكم التكاثر' حكاية الإنسان من الولادة إلى العبودية

من أصعب أشكال الفنون التمثيل الصامت أو ما يسمى “البانتومايم”، حيث يعتمد هذا الفن كل العناصر المسرحية من مؤثرات وحتى من وقفات الصمت المقصودة، غير أنه يخلو من الجانب الحواري والملفوظ عدا الآهات، ولكنه يقدم خطابا فنيا يحث الجمهور على تتبع عناصره وتمثّل معانيه.

على مدى يومي السبت والأحد 11 و12 فبراير الجاري قدمت قاعة الفن الرابع بالعاصمة التونسية عرضا مسرحيا راقصا بعنوان “ألهاكم التكاثر”، من إنتاج المسرح الوطني التونسي، كوريغرافيا وإخراج نجيب خلف الله.

بداية لا يمكننا الحديث عن محتوى العرض قبل الوقوف على عتبته، ألا وهي العنوان المثير الذي اختاره خلف الله لعمله؛ “ألهاكم التكاثر”، وهو مقتبس من النص المقدس؛ القرآن. وسنكتشف في ما بعد عمق العنوان وارتباطه الوثيق بمحتوى العرض، وحتى بالسياق الذي وردت فيه أولى آيات السورة “أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ/ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ”.

يفتتح العرض بنص بالعربية، يقدم مدخلا إلى اللوحات الراقصة التي ستعقبه، نص نثري قريب من الشعر، يحكي باقتضاب مسار الإنسان الذي يشق أكداسا من الأيام، وما تخلفه الحياة اليومية فيه وفي جسده وروحه، من فوضى وعبودية، من ألم وفرح، هذا الإنسان الذي يتوقف هو نفسه عن إنتاج آلامه ومسرّاته.

ثلاثة ممثلين وأربع ممثلات، ولا ندري هنا ربما كان اختيار تقديم العرض من خلال سبعة عناصر له صلة بما تسرده الأجساد عن يومياتها، يوميات تقودها الخطوات والأيدي أمام موسيقى تبدو رتيبة، أو أريد لها ذلك، حيث يهيمن على موسيقى العرض مقطع قصير من عدد ضئيل من النوتات يتكرر مهما تغيرت الرقصات، ولا يتغير إلا في مفاصل العرض التي تحمل تحولا، ولكن حتى التصفيق والضرب على الخشبة والأنفاس والآهات، كلها من باب الموسيقى التي أعطت للعرض مسحة أخرى من الوحدة.

من خلال أجساد الراقصين يمكننا أن نقرأ الحكاية، حكاية الإنسان؛ ذكرا كان أم أنثى، في محاولة تحرره وفي استكانته، في فوضاه، في خطواته وهو يمضي إلى “أين”، حيث يتحرك الراقصون بداية بشكل منتظم ثم تغزوهم الفوضى، ليتقدموا بعد ذلك في كتلة واحدة تتمزق، لتلتئم، وفي بعض اللوحات الأخرى نجد عددا أقل من الراقصين، ونجد حتى الثنائيات خاصة بين الذكر والأنثى.

حكاية الإنسان ليست حكاية واحدة بل هي متشعبة ومتداخلة ومتضاربة أحيانا، وهذا ما وجدناه في العرض؛ التعانق والذوبان والحب، الخصام والسقوط والموت، الخوف أيضا، والانبعاث، المرأة التي تقحم رأسها في ظهر رجل، لا ندري إن كانت تتأمله من الخلف وتعلم أسراره أو أنها تكتشف ما بداخله أم أنه هو من يحجبها ويبقيها في ظهره، تأويلات كثيرة لمعانٍ كثيرة حاول العرض تقديمها بشكل أو بآخر.

ربما كانت أكثر حركة تكررت في العرض هي أن يضع أحد الممثلين أذنه على بطن إحدى الممثلات، بعد لوحة سابقة تكون أشبه بالالتحام، لتليها حركة النبض التي تنطلق باليدين من البطن إلى أعلى، أعلى حيث لا يتوقف الراقصون عن النظر، أعلى حيث فكرة السماء والخلق.

هو التكاثر الإنساني في ظل أيام تتفاقم وتجعل من كل عمق سطحا، وتجعل من الحياة البشرية فوضى ناعمة، بلا عمق أو رؤيا، كما أن التكاثر هو الزاوية التي وقع حشر الجسد البشري فيها، ليكون استهلاكيا وحيوانيا في إنتاجه، لا عنصر إبداع وتحرر بل عنصر يدور بين الولادة والاستهلاك، والاستعباد، والموت.

نجح العرض المسرحي الراقص “ألهاكم التكاثر” في تقديم لوحات راقصة مميزة نقلت حكاية الإنسان المعاصر ويومياته في قالب رمزي عميق، ولكن لاحظنا تفاوتا في مستوى أداء الممثلين الراقصين وتباينا في إتقانهم للحركات خاصة في اللوحات الجماعية، ولكننا لا ننسى أن نلفت إلى النجاح في الإضاءة التي جاء أغلبها خطوطا متقاطعة أعطت العرض أبعادا أخرى مختلفة، في تقسيماتها وتداخلاتها.

-------------------------------------------------
المصدر : محمد ناصر المولهي - جريدة العرب

بيار جعجع ينقل إلى المسرح «لغته الأم» وعالمه الصامت

مجلة الفنون المسرحية

شكّل مصمّم الرقص بيار جعجع، حالة استثنائية على مسرح المدينة في بيروت حيث افتتح عرضه الخاص الرسمي الأول بعنوان «اللغة الأم» (تنفيذ وإضاءة وديكور محمد فرحات). فالشاب (36 سنة) الذي بدأ تدريباته على الباليه الكلاسيكي والباليه جاز وهو في الثانية عشرة من عمره، كانت الإشارة لغته الأم اذ ولد أصمّ.
اتجه الى لغة الرقص في المراهقة حيث وجد ضالته، وبعد الباليه دخل معترك الرقص المعاصر حيث وجد فسحة أرحب للحرية الفنية الإبداعية. ثم رقص مع فرق فولكلورية محلية كبيرة من بينها «كركلا» التي أسسها الراقص اللبناني عبد الحليم كركلا عام 1968. كما شارك في استعراضات غنائية راقصة للمغنية اللبنانية هبة طوجي.
وأصبح اليوم مدرباً للرقص المعاصر في مدارس محلية عدة ناقلاً موهبته الفريدة إلى أشخاص من مختلف الأعمار.
هذه الرحلة الصعبة في حياة الشاب الطموح الذي يعيش في بلدّ يهمّش الى حدّ كبير ذوي الحاجات الخاصة، سواء من قبل المجتمع أو من قبل الدولة، أراد بيار جعجع تجسيده عبر جسده المرِن في «اللغة الأم».
العرض المنفرد الذي أمتع الحضور، يقدم رسم صورة راقص أصمّ، استطاع أن يطوّر تدريجاً قدرة جزئيّة على السّمع، وقد وجد في الرقص المعاني الجوهريّة للتعبير. وفيه حقق جعجع حلماً كبيراً راوده منذ الصغر بالوقوف منفرداً أمام جمهور كبير في بيروت. العرض الذي صمّمه جعجع وكتبه وأداه منفرداً، يدمج بين لغة الإشارة والرقص المعاصر تدخل فيه الموسيقى الحية لتروي علاقة جعجع مع الإيقاع والكلمة والإشارة. تتداخل حركات الرقص النابضة مع الخطاب الإيمائي، ومع الألعاب البهلوانية على خشبة المسرح، وعروض فيديوات سردية (فيديو جاد طنوس)، والموسيقى التجريبية التي يؤديها كل من شريف صحناوي (الغيتار الكهربائي) وطوني عليّة (الباص).
على رغم بدئه رحلة الراقص باكراً، بيد أنه لم يكن قادراً على سماع الموسيقى بسبب ولادته أصمّ أبكم. ولكنه كان يشعر بها وكان في تلك الفترة يستخدم جهازاً بدائياً يوضع في الأذن ويجعل الأصوات أكثر وضوحاً. وفي مدرسة متخصصة للصمّ (وهي من المدارس القلة في لبنان) تعلم كيف يطور حاسة السمع ليصبح أيضاً أكثر قدرة على الكلام والنطق بجمل مفهومة.
العرض المؤثّر والحميم، صفّق له الجمهور طويلاً لقدرة الراقص على اختراق عالمه الصامت وإخراج كواليسه إلى الناس عبر الفن بإتقان، خلال ساعة من الوقت.

------------------------------------------
المصدر : الحياة 

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption