أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 28 سبتمبر 2017

عـــن “مــــاذا أيـــن”: هـــل ثــمّة ثــقب في الــزّمان؟

مجلة الفنون المسرحية

عـــن “مــــاذا أيـــن”:  هـــل ثــمّة ثــقب في الــزّمان؟

حاتم التليلي/ تونس

– “الزمن يمضي؛ الوقت ربيع》الوقت صيف》الوقت خريف》الوقت شتاء”.
وهم آخر خمسة، أحدهم بالضرورة لم يسقط في الفصول، لم يكن فريسة سهلة بين أشداق الزمن، ولذلك هو الآن يطرح تلك العبارة (الزمن يمضي)، ويلحقها بأخرى (أنا وحدي). على الأرجح هو ذلك الحيوان الآدمي رغم كونه في لحظة حلول إزاء الزمن لم يستطع التخلص من أدران التاريخ بعد سقوطه في تخومه، لذلك هو خامس الفصول الأربعة؛ ما تبقّى في العالم يؤثثه الزمان والإنسان كما تشير إليه اللفظة اللغوية (آخر)، عليه هم (شخصيات العرض) على ما يبدو الآخر والأخير، وهم سؤال المعنى عن الوجود، لكن سيتوضّح لنا أنّ المشترك بينهم كينونة هشة لا غير.  هم خمسة ممثلين قذف بهم مخرج العمل (عاصم بالتوهامي) إلى نص ينتسب إلى العبث (ماذا أين/ لصاحبه بيكيت) فإذا بهم يستنطقون عدمه الخاص إلى عدم موجب بعد أن تمت ترجمته (النص) ركحيا.
كيف يمكن أن يقترن العدم بالعبث؟ يمثّل الأوّل نقيض الحياة/ الوجود، بينما ينتسب الثاني إلى لا جدوى الوجود بعد خروجه من رحم الأول ، هكذا نعتقد وبعض الاعتقاد يظل نسبيا. في المقابل تقترن النسبية هنا بأفول القيم المطلقة والأزمنة الثابتة المجردة، وعليه فإن راهننا المسرحي صار من حقه التطاول على التراجيديا وكنسها، لهذا لا مناص له من ترجمة الالتباس والتعقيد ومن ثمّة الإشارة بأصابع الاتهام إلى عالمنا وانحطاطه الحالي، وهنا يكون من حقنا كمسرحيين تنشيط مسرح العبث ، إذ هو الاخر صار معولما مثله مثل جميع اهتماماتنا الحياتية الأخرى في أزمنة الخواء الإنساني.
من سينتصر في النهاية؟ الزمن أم ذلك الحيوان الآدمي، الفصول الأربعة أم هذا البشري الذي يسكن التاريخ ويعتقد أنّه صيغة عليا من السلطة التي يمكنها تنشيط الوقت؟ ربّ سؤال يصيبنا بالدهشة منذ بداية العرض؛ إذ يبدو الممثّل/ شخصية الإنسان مثله مثل باقي الممثلين (شخصيات الفصول الأربعة)، حيث لا ثمة مشترك غير السواد، وهشاشة الكينونة المسرحية من أبعادها، ورغم كونه من ناحية الأداء يبدو متحكما في مصير الآخرين إلا أنّه في نهاية العرض يسقط بتمردهم، وهذا دليل قاطع يؤكد سقوطه في الزمن.
ولكن ما سرّ عذابه، وحدته، ألمه؟ ولماذا يبدو قزما بهذا الشكل أمام البقيّة؟ صحيح أنّ الممثّل من ناحية بنيته الجسديّة قصير القامة، ولكن اسناده ذلك الدور بالذّات لا يبدو عبثيّا بالمرّة، ولأنّه يلعب في معادلة الصراع ضدّ دوائر الزّمن ودورته معتقدا أنّه سيّد العالم والطبيعة، صار على يقين مرّ من هزيمته أمامهما، لذلك هو يعترف بانفلات الوقت، وبوحدته، وبكينونة حياته التي لا تتغيّر: إنّ هذا الحيوان الآدميّ منذ سقوطه في التاريخ ومنذ لم يعد يدرك خصوصيته الانسانية، تأكّدت له عبثيّة الحياة، فإذا به يشخصن الفصول ويمسرحها الآن على الرّكح، بل ويسألها أيضا عن سرّ سقوطه في تخوم وقتها وأزمنتها كما لو أنّه جلاد يحاكم ضحيته.
ضمن هذا السياق، كان نص العرض برمّته قائما على تكرار شذرتين قصيرتين تداول على نطقهما  الممثلون، ولم يحدث أن صار تغييرا فيهما إلا من حيث أسماء الفصول (الربيع/الخريف/الشتاء/الصيف)، لكن في كلّ مرّة كانت طريقة الافصاح عنهما كلاميّا مختلفة عن سابقتها باختلاف الأداء والحركة واللعب في فضاء العرض. إضافة إلى ذلك وأمام تحطيم الهالة النصيّة للعرض كثيرا ما أدلى الممثلون بأصوات مختلفة، كالأنين والعواء والصراخ والابتهال، ما دفع العرض برمّته لينتسب في بعض ايحاءاته إلى القسوة الآرطية. من جهة أخرى كانت بنية العرض ككلّ توحي باستقراء أرسطي من حيث مغازلة ثالوثه المحرّم، إذ ثمة فعل التصادم (الحدث)في نفس المكان بين شخصيات العرض (الانسان والفصول الأربعة) وحتى أنّ الحكاية أفضت في نهاية المطاف بتأبيد ذلك الصراع كما لو أنّه أمر حتمي وقدريّ (مصير الانسان بعد وقوعه في الزمن: أن يظلّ هكذا وإلى الأبد محفوفا بتماهيه مع الوقت وقلقه منه)، يمكننا اكتشاف ضرب من اللعب الميتامسرحي أيضا (مولد خرافة داخل خرافة: الانتقال من لحظة التفاعل مع الفصول وتواترها بشكل مقيت إلى لحظة ثانية يتحول فيها الجميع إلى محقّقين يجلدون شخصا غائبا من أجل بوحه بالسرّ)، وهنا بوح بهدم النموذج الأرسطي في حدّ ذاته، وليس أدلّ على ذلك من شيء غياب تلك الأجهزة المفهومية من قبيل المحاكاة والتطهير، وهذا يحيلنا ضرورة إلى تقنية تناسج المسارح، أو دعنا نقلها بوضوح: إن هذا العمل المسرحيّ شطب من متونه الوظيفة الاجتماعية والطبقية والنفسية وانغمس في التأمّل، وعلى الأرجح هو يطرح أسئلة رؤيوية تعالج أسئلتنا الكونية والمستحيلة، لذلك هو يخرج من براثن الهويّات وجدلها العدمي ليطرح نفسه بشكل كونيّ وانسانيّ.
تكرار مشهد التحقيق بشكل مختلف هو الآخر لم يفض إلا إلى نفس النتيجة، ألا وهي الفشل في الحصول على السرّ.  وعلينا أن ننتبه، إنّ البحث عن ماهيّة السرّ لهو أمر عبثيّ وعشوائيّ أيضا، لأنّ المراد الحقيقيّ به ليس الخلاص كما يتوهّم الباحثون عنه، وإنّما هو نتيجة مولده في الخرافة الضمنية للعرض، كي يتسنّى لنا فيما بعد التيقّن من عبثيّة الحياة وتكرارها في الزّمن، هذا الوحش الذي يأسرنا في محيطاته بالغة التعقيد.
في خضمّ ذلك كان أداء الممثلين قائما على توالد الحركة الجسدية وتكرارها، ثم تطويرها فيما بعد، فإذا بها تتكرّر بشكل دائريّ يحاكي دورة الفصول ذاتها: لا يمكن لهذه الدائرة أن تكرر نفسها إلا بوصفها تقدمت خطوة إلى الأمام، أو هي تحتل مساحة جديدة في الزمكان، وعليه يمكننا ملاحظة ذلك التكرار الذي سيّر نشاط العرض، إذ هو في كل مرة يكرر فيها نفس الوضعية يوحي بتغير الحالة، وهذا ينم عن محاولتنا المستمرة في الخروج من أسر الزمن، هذا الوحش اللامرئي اللامحسوس الذي يتحكم في صيرورتنا، ويترك لنا هامشا خجولا أثناء سيرورتنا كي نحاول أكثر . أمّا الأكسسوارات بحكم أن العرض خال من الديكور ومن أيّه شيء آخر، فقد اعتمد الممثلون في لعبهم على أدوات بسيطة هي العصيّ، ولم يحدث أن رأيناها جملة واحدة، ففي البداية كان الممثل (الانسان) يأخذ عصاه ويسيّر نشاط بقيّة الممثلين كما لو أنّه يهشّ بها الفراغ، ولمّا اشتدّت ذروة الصراع صار لهم أن يحملوا عصيّهم بدورهم، ولم يحدث أن خلى اللعب على فضاء الركح من استعمالها المحكم، وتلك ضرورة جمالية كثيرا ما نعثر عليها في مسرح ما بعد الدراما: أن تكون الأداة في محلّها دون عشوائية.
تخصيب المعنى
أنا وحدي، في الحاضر ما زلت كما كنت في الماضي.
يا لهذه الشذرة النصية التي تربكنا حدّ مولد الدّهشة، لقد أجهش بها أحد المؤدّين في العرض بنبرة حزينة ويائسة تنمّ عن استسلامه التامّ والنهائيّ بين أشداق الزمن، لا مفرّ له إذن من تعريف نفسه خارج دائرة التكرار والوقت، وهذا مصيره التراجيدي الذي ألقى بضلاله علينا، فهو في نهاية المطاف يسقط في ذلك التعريف الفلسفي ليقول على لسان الفيلسوف النّابتة (فتحي المسكيني): “أنا الزّمان، والزّمان أنا”، وما لعبه على الرّكح من خلال مشهدية التكرار إلا نوع من التسلية داخل “عنكبوت الوقت” بعبارة نفس الفيلسوف.
في شذرة لفيلسوف العدم “إميل سيروان” نقرأ ما يلي: “الآخرون يسقطون في الزّمن، أمّا أنا فقد سقطت منه”، ربّ مفارقة لا يمكن تفكيكها إلا من خلال اللفظتين اللغويتين (في/منه)، إذ تحيل كلّ منهما إلى ضرورة ارتباط الزّمن بالمكان، وعلى الأرجح كلّما كان الزّمن واحدا تعدّدت الأمكنة، ما يدفع حتما إلى التساؤل عن فعل السقوط ومقاصده. تكمن المفارقة هنا في تحوّل الزّمن إلى مكان في حدّ ذاته، إذ هو عنوان إقامة وسكنى، نسقط أسرى في معادلتها أو نسقط منها إلى معادلة ثانية: أن نرتبط بالزّمن فمعناه أنّنا كائنات آدمية وتاريخيّة، وأن نفكّ هذا الارتباط فمعناه أنّنا إزاء عوالم في غاية الالتباس، هي في حقيقة الأمر تمثّل نوعا من الأبديّة المعطوبة، تلك التي تدفع الذّات البشرية إلى الاعتراف بالقول “لقد أتخمني العدم منذ البداية”، وكأنّ لا مصير لها غير التاريخ أو تجميد الوقت في خيام ميتافيزيقيّة.
نحن الآن أسرى هذا التاريخ، لقد سقطنا في الزمن ولم نسقط بعد منه، أتينا من العدم ولم نعد إليه بعد، ثمّ إن ارتباطنا الوثيق بمعادلة السيرورة الفيزيائية للتاريخ يجعلنا نشعر بالرّعب كلّما فكّرنا في سقوط من نوع آخر، ولكن يبدو أنّنا سقطنا وانتهى الأمر: لقد أعلنت حضارتنا البشريّة عن إفلاس أرصدتها ووعودها المبشّرة بالسعادة، وما هذا التاريخ إلا انتقال فضيع لمجموعة من الأزمنة، عليه نحن نبتكر عدما آخر غير الأبدية السالبة، عدم يرتبط بتاريخنا الحاضر.  بقدر ما يدينه يظلّ محفوفا بالالتباس والتعقيد كما لو أنّه محاولة سلبيّة في اختراع معنى لحياة بلا معنى، أمّا إذا أردنا تأصيله بالنسبة إلينا نحن المسرحيون، فهو حتما يتنزّل في تلك السرديات المتعلقة بمسرح العبث واشتغاله مع العديد من المسرحيين، ربّما بيكيت أحد كبارهم.
في المقابل، يبدو أنّ مسرح اللامعقول (العبث) لم ينج هو الآخر من سياسيات عولمته، بعد أن صار العالم برمّته متحرّكا على صفائح من اضطراب، ما يحيل أنّنا جميعا (شعوبا وذواتا ودولا) أسرى تاريخه، وعليه فقد صار ممكنا أن نتمثّل وقوعنا في الزّمن باختلاف أمكنتنا على سطح هذه القارّة، ومن ثمّة ينقلب الكوجيطو النيتشوي “لنا الفنّ كي لا تقتلنا الحقيقة” إلى كوجيطو مضادّ: “لنا الفنّ كي نترجم عدمية الحقيقة”، ولكن يبدو أنّ الزمن في هذه اللحظة زمن دائريّ، يدفعنا إلى إعادة تخصيب اضطرابنا التاريخي نظرا لأنّ العدم ذاته لم يعد يسمح لنا باستنطاق المستقبل. وعلى الأرجح إنّ سقوطنا في الزمن بهذا الشكل هو عبارة عن إقامة في محيط تاريخ أمواجه حركتنا المتكرّرة مدّا وجزرا.

جذاذة العرض
ماذا أين: صمويل بيكيت.
اخراج: عاصم بالتوهامي.
تمثيل: خالد لملومي، أحمد رامي عاشور، حمزة بن عون، جهاد اليحياوي، أحمد مكرازي.
انتاج: حوش الفنّ.

الهيئة العربية للمسرح : اختتام الورشة التكوينية الأولى في مجال المسرح المدرسي بالإمارات

مجلة الفنون المسرحية

الهيئة العربية للمسرح : اختتام الورشة التكوينية الأولى في مجال المسرح المدرسي بالإمارات

تنفيذا لاستراتيجية تنمية وتطوير المسرح المدرسي بالوطن العربي وتنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربيىة للمسرح، ومواصلة لسلسلة الورشات التكوينية المنظمة على امتداد الوطن العربي، نظمت الهيئة العربية للمسرح بتعاون مع قطاع المناهج بوزارة التربية والتعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة ورشة تكوينية لفائدة أربعين معلمة ومعلما بمدارس المنطقتين الوسطى والشرقية بمركز تدريب المعلمين بعجمان تحت إشراف المؤطرين المختصين في مجال المسرح المدرسي فايق حميصي من لبنان ونبيل ميهوب من تونس، وذلك من 23 إلى 27 سبتمبر 2017.
وقد تم اختتام هذه الورشة يوم الأربعاء 27 سبتمبر 2017 برئاسة السيد الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الأستاذ اسماعيل عبد الله وعضو الأمانة العامة للهيئة الحسن النفالي، و مسؤول النشر و الإعلام الأستاذ غنام غنام وكذا حضور السيدة شريفة موسى المسؤولة عن قطاع المناهج بوزارة التربية والتعليم إلى جانب السيد خليفة التخلوفة من الوزارة والسيدة خولة الحوسني مديرة مركز تدريب المعلمين بعجمان.
وفي مستهل هذا اللقاء قدم المتدربون من الورشتين نماذج عملية من التطبيقات التي اشتغلوا عليها طيلة فترة التدريب حيث تميزت بحضور لافت للمعلمات والمعلمين على مستوى الجرأة والأداء والتجاوب مع المدربين.

وإثر ذلك أشار المؤطران فايق حميصي ونبيل ميهوب إلى أن الدورة حققت أهدافها بفضل حماس المتدربات والمدربين ورغبتهم في خوض المغامرة مبرزين تركيزهم على مختلف الآليات الكفيلة بمساعدة المتدربين لاستيعاب الأفكار المختلفة كالتعلم عن طريق اللعب وتوظيف الألعاب والحكايات الشعبية التراثية الإماراتية والإيمان بمبدأ العمل الجماعي والقدرة على التخطيط وبناء الألعاب المدرسية وتقنيات إعداد المشاهد انطلاقاً من الأماكن المختلفة والوسائط المتعددة.
ومن جانبها شكرت السيدة شريفة موسى المسؤولة عن قطاع المناهج بوزارة التربية والتعليم، الهيئة العربية للمسرح على إتاحة هذه الفرصة للأسرة التعليمية بالإمارات، لتكون كعادتها سباقة إلى مثل هذه المبادرات وخصوصا المسرح المدرسي الذي يرجع الفضل في إحيائه وتنميته وتطويره بالعالم العربي إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.
وتوجهت إلى المتدربين بالخصوص لحثهم على تحمل مسؤوليتهم في نشر الثقافة المسرحية بالمدارس بعدما حصلوا على هذه الدورة التكوينية، منوهة بالإرادة والعزيمة التي أبانوا عنها خلال التدريب، شاكرة في الوقت نفسه الجهود الكبيرة للمؤطرين. كما توجهت بالثناء إلى السيدة خولة الحوسني مديرة مركز تدريب المعلمين بعجمان، على الدعم والمساندة التي قدمتهما لهذه الورشة التكوينية، وخلصت إلى أنها ستعمل على إعداد تقرير مفصل في الموضوع يقدم إلى السيد وزير التربية والتعليم لإطلاعه على أهمية الموضوع وتجاوب المعلمات والمعلمين بالإضافة إلى مجموعة من التوصيات أبرزها تعميم هذه الورشات في كامل المناطق التعليمية في الدولة.
أما الأستاذ اسماعيل عبد الله فقد استهل كلمته بتقديم آيات الشكر العميق للمبدع والراعي الأول لهذا المشروع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربيىة للمسرح، الذي بفضله وبتوجيهاته أصبح هذا الحلم حقيقة ينتشر في أقطار الوطن العربي، والذي سيسعد بهذه الخطوة التي تحتضنها الإمارات، والذي دفعنا في الهيئة العربية للمسرح إلى إعداد استراتيجية مهمة والشروع في تنفيذها، والشكر موصول لمعالي وزير التربية والتعليم بدولة الإمارات على تبنيه لهذا المشروع وانخراطه في ترسيخه بالمدارس الإماراتية. كما شكر المتدربات والمتدربين على تحملهم مشاق التنقل اليومي لحضور هذه الورشة وحفاظهم على التزاماتهم المهنية بمدارسهم.
وأكد السيد الأمين العام في كلمته على أن هذه الورشة لا تلبي طموحنا الكامل،  لأن لدينا الرغبة القوية في أن يتضاعف عدد الورشات، وأن تكون المدة أطول وأن يكون عدد المتدربات والمتدربين أكثر، لنستطيع الوصول لأكبر عدد من الأطر التعليمية وبالتالي تتسع قاعدة الطلاب المستفيدين من النشاط المسرحي. كما أشار إلى أن الهيئة العربية للمسرح تعول كثيرا على المعلمات والمعلمين للقيام بالدور التأهيلي والتوعوي لدى مدراء المدارس والإداريين وأولياء الأمور حتى نحقق حلم مدرسة تربوية قوية ونشيطة قادرة على بناء جيل المستقبل، القادر على مواجهة التحديات التي تلاحقنا وخاصة المد الظلامي وآفات الإنحراف والتطرف.
كما تحدث عدد من المتدربين بكلمات شكر في حق الهيئة والوزارة والمتدربين على هذه الفرصة التي وصفوها بالقيمة والتي فتحت أمامهم آفاقاً جديدة لتطوير قدراتهم وإمكانياتهم المتعددة.
وفي الختام تم توزيع شهادات المشاركة على كل المشاركات والمشاركين في الورشتين وكذا مدهم  بحامل إلكتروني يتضمن حقيبة المتدرب للمراحل التعليمية الأربع ونسخة من استراتيجية تنمية وتطوير المسرح المدرسي بالوطن العربي.

عرض «إيفيتا» على مسرح أوبرا دبي

مجلة الفنون المسرحية


عرض «إيفيتا» على مسرح أوبرا دبي



على مسرح أوبرا دبي يحطّ العرض الموسيقي «إيفيتا»، الذي قدم لسنوات طويلة على مسارح عالمية عدة، من بينها ويست إيند وبرودواي، وحقق نجاحاً لافتاً.

وسينطلق «إيفيتا»، وهو من إنتاج بيل كينرايت وإخراج أندرو لويد ويبر وتيم رايس، في أوبرا دبي 22 يناير المقبل، وتستمر العروض حتى الثالث من فبراير المقبل.

وسيحظى أحد معجبي العرض بفرصة الفوز برحلة لثلاث ليالٍ لشخصين إلى العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، حيث قضت بطلة العرض الموسيقي إيفا بيرون (المعروفة بإيفيتا) معظم حياتها.

وتزخر بوينس آيرس بالعديد من المعالم السياحية بما في ذلك كاسا روسادا أو البيت الوردي، الذي خاطبت إيفا بيرون منه مناصريها، وتحديداً من شرفته التي أصبحت في ما بعد المكان الذي ولدت فيه الأغنية الشهيرة: «لا تبكي من أجلي أرجنتينا». وتحتضن أيضاً متحفاً مخصصاً لإيفا بيرون إلى جانب نصب تذكاري لها.

المتغير العلامي فـي الخطاب المسرحي

مجلة الفنون المسرحية

المتغير العلامي فـي الخطاب المسرحي

أحمد شرجي  - المدى 

تخضع اللغة عند (رولان بارت Roland Barthes) للنموذج الدوسوسيري، لأنها تشكل الأسس الرئيسة لفهم بنية الحياة الثقافية والاجتماعية لأي مجتمع. فالبنية الاجتماعية والثقافية ممارسة يومية يعتاد عليها الفرد، ومن ثم تصبح الأرضية التي يتعامل بها ، ومن ثم تتجه تمثلاتها في العرض المسرحي . وبالنسبة لبارت تدرس التمثلات الجماعية بدلاً من الواقع الذي تشير إليه كما في علم الاجتماع، وهذا ما نجده في مقاربته البنيوية والسيميولوجية لنظام الموضة أو الأزياء، إذ يحاول اختزال الظواهر الاجتماعية وإرجاعها إلى بيئتها لكونها وظيفة عامة. ويؤكد لنا هذا الاختزال البارتي مفهومنا للعلامات والتي نطلق عليها بـ "العلامات الجيلية و العلامات الترحيلية. ونعرف الجيلية: بأنها العلامات التي تحمل خصوصية الجيل، والعادات، والسلوكات، والتقاليد. أما العلامات الترحيلية: فهي العلامات التي ترحل من جيل إلى جيل، وتحافظ على رسوخها داخل المجتمع، لأنها هوية جيل وعلاماته. وتندرج اللغة ضمن هذا الإطار لكونها سلوكاً يومياً بين الفرد والمجتمع. ومن هذا المنطلق فإن العلامات قد تندثر عند الجيل اللاحق، أو يترحل بعض منها. بينما توحي العلامة عند (رولان بارت ) بثلاث علاقات، تشكل أنماط العلامة وعلاقاتها، وهي:
- علاقة داخلية: توحد بين دالها ومدلولها، وتتضح معالمها من خلال العلاقة الترابطية التي تفرضها طبيعة الدال على المدلول، ولا يمكن لأحدهما العمل بشكل فردي، لأن ذلك معناه تقويض قصدية العلامة.
- علاقة افتراضية: توحد بين العلامة ومخزون محدد من العلامات الأخرى قد تنهل منها بهدف ولوج عوالم الخطاب، وبالتالي تشكل علاقة خارجية.
- علاقة فعلية: وهي توحد بين العلامة وغيرها من العلامات في الخطاب الذي يسبقها أو يعقبها، وهي أيضاً علاقة خارجية.
لا يمكن التسليم بأن دلالة التعيين Denotation يقرأها المتلقي بذات القصدية الثقافية داخل الخطاب المسرحي، إذ يتوقف ذلك على عدّة عوامل، منها: ثقافة متلقي العرض، وثقافة الممثلين، وثقافة النص، وثقافة العرض. فقد لا ينتمي النص إلى ثقافة الممثلين وثقافة المتلقين، والأمر نفسه ينطبق على العرض المسرحي. بمعنى آخر: يتأسس العرض، بوصفه منظومة أنساق علامية، على ثقافته الأصلية التي كُتِب في ضوئها المعجم الدلالي للعرض، غير أننا نجد أنفسنا في الغالب أمام نص غادر زمن كتابته الأولى وهاجر سياقه الثقافي الأصلي. فالخطاب المسرحي يتضمن دلالات متعارف عليها، لكن رغم ذلك، يشوب العلامة المسرحية شيء من الالتباس بسبب الدلالة الحقيقية، إذ "تكتسب العلامة المسرحية حتماً معاني ثانية لدى الجمهور الذي يردها بدوره إلى القيم الاجتماعية والأخلاقية والإيديولوجية المعمول بها داخل الجماعة التي ينتمي إليها المؤدون والمشاهدون"( كير إيلام، سيمياء المسرح والدراما، ص:18). وهذا ما انتبه إليه (بيتر بوغاتريف Petr.Bogatyrev)، حين لاحظ قدرة حامل العلامة على الإشارة إلى ما وراء الدلالة الحقيقية، فضلاً عن الدلالة القصدية بشقيها الثقافي والمسرحي. وهنا يكون الحديث عن مرجعيتين ثقافيتين، هما: مرجعية ثقافة النص المسرحي ومرجعية ثقافة العرض المسرحي. فالمرجعية الأولى ذات ارتباط زمني بعلامات الزي والديكور، ونقصد زمن النص المسرحي الأدبي. وتفسَّر العلامات ¬هنا¬ وفق العلاقة الزمنية المشار إليها، أي وفق الانتماء والظرف الزمنيين. أما المرجعية الثانية فتربط العرض وعلاماته الثقافية بالمتلقي، لأنه المؤوِّل النهائي للعرض المسرحي. وحتى لو كانت العلامات المسرحية ترتبط مع بعضها البعض حسب ما ذهب إليه (بوغاتريف)، فإنها لا تشير ¬لحظة العرض المسرحي¬ إلى العلامة ذاتها التي طرحها النص الأدبي، بل تتحدد علاقتها المباشرة بالمؤول وموروثه الثقافي، من خلال إرجاع العلامات لا إرادياً إلى ثقافته وبيئته الاجتماعية. ولهذا استبدل بوغاتريف الدلالة الحقيقية بمصطلح آخر أطلق عليه: (الدلالة بالتضمن)، وتتمثل في كل عناصر العرض المسرحي. وتحكم العلاقة الجدلية بين الدلالة الحقيقية والدلالة بالتضمن كل مظهر من مظاهر العرض المسرحي، لأن "الديكور وجسد الممثل وحركاته وكلامه يحدد ويتحدد على الدوام عبر تغيّر شبكة من المعاني الأولية والثانوية"( كير إيلام، سيمياء المسرح والدراما، ص:19). وارتباطاً بتعددية الدلالة بالتضمن، تنتج العلامة المسرحية سلسلة من الوحدات الثقافية في العرض المسـرحي، وتكمـن قدرتها التوليدية في اتسـاع الدال بالتضمن، لأنه "مهما بلغت درجة تحديد مؤشرات الدل بالتضمن، فإنها تعتمد على قوة الاتفاقات الدلالية المعمول لها"( نفسه، ص:20). لكن هناك استثناءات، ففي المسرح الإغريقي ومسرح النو والكابوكي، تكون الأنساق العلامية والوحدات الدلالية ثابتة، بحيث يصعب التمييز بين الدلالة الحقيقية والدلالة بالتضمن، بل تختفي دلالة التضمن نهائياً، لأن العرض لا يحيد عن أنساقه العلاماتية المحددة مسبقاً والتي يدركها المتلقي جيداً.
يحدد صناع العرض المسرحي الوحدات الدلالية، بناء على الاتفاقية التي اعتمدت أثناء التداريب، لكن تتغير قصديتها أثناء العرض من متلق إلى آخر، لأن "قابلية المشاهد الحقيقية لإدراك ترتيب ¬ثانوي للمعاني في عملية فك كودات العرض، تعتمد على القيم خارج¬ المسرح والقيم الثقافية العامة التي تحملها بعض المواضيع وضروب الخطاب أو أشكال السلوك"( نفسه، ص:21). وفقاً لذلك، فإن العرض المسرحي "آلة سبرنطيقية" كما يقول رولان بارت، ويضاف إلى قدرة علاماته التوليدية قابلية العلامات على التأويل المستمر. فالعرض المسرحي بوصفه دلالة، بمقدوره توليد العديد من الدلالات التي تعمل بدينامية داخل العرض المسرحي، وتتحول إلى دلالات بالتضمن لكونها تخضع لثقافة المؤول من جهة، وتذعن لمجموعة سلوكات وعقائد دينية واجتماعية وأخلاقية، لأن "عالم التوليد السيميائي هو عالم متحرك. وأن نفترض أن له بنيات لا يعني أبداً أننا نفترض أنه ثابت: إن الأمر يتعلق، على العكس من ذلك، بالتعرف على آليات تغير بنيته"( إيكو ، أمبرتو، العلامة تحليل المفهوم وتاريخه، ص:179).

الأربعاء، 27 سبتمبر 2017

عن مسرح الدمى، اللعب، والسياسة

مجلة الفنون المسرحية

عن مسرح الدمى، اللعب، والسياسة


رياض عصمت - الحرة 


تغيرت قواعد اللعب في زماننا. يطلق على التمثيل في المسرح بالإنكليزية كلمة playing، أي "اللعب". لطالما قلت لطلاب التمثيل: "العبوا للجمهور، لكن إياكم أن تلعبوا على الجمهور". كنت أقصد ألا يسعى الممثلون الشبان إلى خداع الجمهور بأداء زائف، واستعراض المهارات أمامه لتلقيمه الأمور عنوةً كدروس ثقيلة على القلوب. الجمهور في الشرق الأوسط ذكي، يدرك بالفطرة الصادق من الزائف، مثل صائغ محترف يميز عيار الذهب 24 قيراطا من ذلك المطلي والمغشوش. لكن موضوعنا ليس لعب المؤدين الأحياء على خشبات المسارح، بل اللعب بمؤدين من خشب وقماش في ما يسمى "مسرح الدمى"، وهو ما يسمى أيضا "مسرح العرائس"، بينما يسمى في اليابان "مسرح بونراكو".

في زمن مضى، كان كراكوز وعيواظ شخصيتين تركيتين متناقضتين بطبعيهما وسلوكيهما، تجسدَّان بأشكال مقصوصة من الجلد السميك، تحركها خفية من وراء شاشة مضاءة أسياخ معدنية رفيعة تمسكها بمهارة أصابع لاعبين مهرة، وكان يطلق على هذا النمط المسرحي اسم "خيال الظل" Shadow Theatre. استهوى هذا النمط المسرحي البدائي الجماهير العربية، وشاع في كل أرجاء البلاد التي استعمرتها الإمبراطورية العثمانية آنذاك. ظل اللاعبون الذين يحركون تلك الدمى الجلدية البدائية مختفين عن الأنظار ليتابع المتفرجون حركة الدمى من وراء ستارة بيضاء، ويصغون إلى تلميحات سياسية لا تخلو أحياناً كثيرة من ألفاظ نابية تنفِّس الاحتقان والغضب الشعبي من استفحال الفساد والاستبداد. بالتالي، لا يدعو للاستغراب أن مسرح خيال الظل قوبل برقابة قاسية ومتعنتة، فمنعت له عروضٌ بدت محرضة لوعي الجمهور الشعبي، كباراً وصغاراً، كي يدفع عنه الضيم، يستعيد الكرامة ويسخر من الحكام الظالمين والأثرياء المستغلين، على طريقة مسرحيات موليير الهزلية وكوميديا السينما الصامتة عند تشارلي تشابلن وأقرانه.

قبل أكثر من نصف قرن، حين كان والدي الراحل يصطحبني مع أختي وأخي إلى "مدينة الملاهي" في دمشق، كان أول ما يلفت أنظارنا لدى ولوجنا المكان مسرح دمى متواضع يقدم عليه لاعبون مختفون عن الأنظار شخصيتي كراكوز وعيواظ بقفازات تحركها أيديهم من الأسفل، وكان لحن "عزيزة" للموسيقار محمد عبد الوهاب يصدح عالياً ليصم الآذان. اللافت للنظر أنه كان من المحرمات أن يلمح الجمهور أولئك الذين يلعبون خلسةً بالدمى وينطقون بحوارها.أما في مصر، فظهرت نسخ مطورة عن مسرح الدمى أطلق على الشخصية المحورية فيها لقب "الأراجوز"، ومن هذا النموذج استقى الكاتب المعروف يوسف إدريس مسرحيته السياسية الشهيرة "الفرافير".

أنتقل إلى المستوى العالمي، لأذكر أنني شاهدت نموذجاً راقياً لمسرح الدمى في مدينة سالزبورغ النمساوية Salzburg Marionette Theatre وذلك عندما اصطحبت زوجتي إلى عرض فريد من نوعه لم يسبق لنا أن شاهدنا مثله من قبل، هو أوبرا موزارت "الناي السحري" وقد جسدت بصورة أخاذة وغناء رائع يضاهيان بعض أفضل ما شاهدنا من عروض الأوبرا العالمية. أيضاً، كان اللاعبون هنا متوارين عن الأنظار ليحركوا دمى "الماريونيت" بخيطان خفية، فتلك ظلت قاعدة اللعب الأوربية السائدة في المسرح وفي الحياة لحقبة طويلة من الزمن، بحيث يتم تحريك الأقطاب المؤثرين في الجماهير بالخيطان الخفية كما تحرَّك دمى "الماريونيت".

بالمقابل، تذكرت اليوم طرازاً عريقاً ومختلفاً لمسرح الدمى، إذ لاحظت أن موضته أحييت في القرن الحادي والعشرين، وهو الطراز الياباني المسمى "بونراكو". مسرحيات بونراكو مختلفة عن كل ما سبق ذكره، فهي أعمال جادة، وليست كوميدية أو غنائية الطابع، بحيث اشتهر تشيكاماتسو كأعظم مؤلفيها التراجيديين عبر نصوصه الدرامية المؤثرة. في هذا الطراز - المنافس بقوة لطرازي "نو" و"كابوكي" المسرحيين اليابانيين اللذين يؤديهما بشر - يرى الجمهور دمىً ضخمة الأحجام، يصل الواحد منها إلى ثلث حجم الإنسان، يحركها بوضوح أمام أنظار الجمهور لاعبون ظاهرون للعيان يتشحون جميعاً بالسواد. مسرحيات "بونراكو" عادةً مأساوية، تنضح بالدم والدموع، وتختتم بنهايات تسبب رعشة الشفقة والخوف لدى المتفرج، محققة ما أسماه أرسطو "التطهير" في النفس الإنسانية. لكن هذا التطهير، في الواقع، لا يؤدي إلى أي تغيير، بل إلى مراوحة في المكان.

تغيرت قواعد اللعب في عصرنا إلى حد الانقلاب. ما كان يجري خلسةً في الخفاء على استحياء، صار يجري الآن في العلن دون خجل أو وجل. صارت السياسة الدولية تأنف من مسارح الدمى التي يجبر فيها اللاعبون على الاختفاء محركين هياكل شخوصها بقفازات أو بخيوط. نحن لا نرى اللاعبين في هذين النمطين، وإنما نرى آثار أفعالهم، فهم يتلاعبون بمشاعرنا ويتحكمون بوجداننا وهم مختفون عن الأبصار. أما عند اليابانيين، فلاعبو الدمى لا يأبهون بالتواري عن الأنظار، ولا يضيرهم انكشافهم متنكرين بالسواد، فهم يحركون الدمى الأكبر حجماً في العلن، من دون مواربة أو تستر. هكذا، أصبح فن "بونراكو" الياباني عالمياً في زماننا الراهن، وتغيرت قواعد اللعب بين الماضي والحاضر، ليكرَّس الثبات ويُنعى التغيير. ما أشبه "بونراكو" بمواقف المجتمع الدولي في عالمنا اليوم!

مسرحية «في مقام الغليان».. في بلجيكا

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية «في مقام الغليان».. في بلجيكا

«أحمل مشروعي الثقافي في حوار إنساني يقدم وجهنا الحقيقي»

فادي عبدالله - الجريدة 

يواصل المخرج سليمان البسام جولته العالمية لمسرحيته «في مقام الغليان»، إذ يشد الرحال إلى مهرجان «انتويرب» البلجيكي.

يشارك المخرج سليمان البسام في مهرجان «انتويرب» المسرحي في بلجيكا، لتقديم عرضه المتميز «في مقام الغليان»، وهذا المهرجان يعد واحدا من أهم الملتقيات المسرحية ونافذة للتواصل مع أحدث إنتاجات المبدعين المسرحيين من أنحاء العالم.

في هذا الصدد، يقول البسام: «استطاعت مسرحية (في مقام الغليان) أن تطوف في عدد بارز من المهرجانات والمحطات فبعد أن قدمنا المسرحية في الكويت وتونس وبيروت جاءت بعدهما فرنسا من خلال مهرجان (ميتز) المسرحي في مايو الماضي، وهو واحد من المهرجانات التي تحتفي بالإبداع من أنحاء العالم في حوار مع الثقافات والانفتاح على الآخر». وأضاف: «الآن نستعد لشد الرحال مجددا إلى محطة ومهرجان مهم هو مهرجان (انتويرب) في بلجيكا، الذي يمثل محطة مهمة وملتقى مسرحيا يشكل منصة للحوار بين الثقافات، وسنقدم العمل في 19 أكتوبر المقبل بمدينة انتويرب».

وتابع: «تأتي هذه الجولة تكملة لبرنامج طويل من المواعيد والالتزامات الفنية لتقديم هذا المشروع المسرحي الثقافي الذي يعكس وجهة نظرنا بالمتغيرات التي طرأت على الإنسان والمنطقة عبر حوار ثري بالشفافية والألم، وعمل غني بالبحث للمتغيرات التي اجتاحت المنطقة والعالم إثر ما يسمي بالربيع العربي».

ولفت البسام إلى أن «في مقام الغليان» تمثل أربعة أصوات من ربيع مختطف لرصد التغييرات التي عصفت بالإنسان والمنطقة، مضيفاً أن العرض يأتي شاهداً على الألم والمعاناة عبر أربعة أصوات نسائية من خلال ثلاث ممثلاث وحضور الموسيقى التي تمثل أصواتا إضافية».

وعن فريق العمل، قال: «معي في العرض الممثلة الأميركية بريتني أنجو ومواطنتها كاترين كاو والسورية حلا عمران في رحلة تأخذنا إلى حيث الألم والسقوط المجلجل والرصاص والانكسار وكل تداعيات ذلك الربيع الذي اختطف إلى حيث أراد له من أراد وخطط ليحل الضياع والدمار واللجوء والغربة والتمزق».

وأوضح أن «المسرحية ترحل بنا إلى مجموعة من الحكايات الموشاة بالألم والدمار النفسي حيث حكاية نادية الأزيدية التي تعرضت لجميع أصناف التوحش الإنساني، وهكذا حكاية الصحافية ماري كولفن التي اغتيلت في حلب، وامرأة وجدت نفسها في نهاية الأمر تنتقل من كونها ممثلة إلى قناصة تقتل الأبرياء، وهكذا بقية الحكايات التي عبرت عن واقع الألم وهذيان الدمار وعصف الانكسار والسقوط والاختطاف المحبط».

وزاد: «سعادتي الكبرى في أن أحمل مشروعي الثقافي إلى أنحاء العالم في حوار إنساني يقدم وجهنا الحقيقي وقضايانا بعيدا عن كل الهوامش والصور النمطية التي رسمت عنا وعن المنطقة».

يشار إلى أن المخرج الكويتي سليمان البسام يستعد بعد انتهائه من عرض مسرحية «في مقام الغليان» ببلجيكا، للانطلاق إلى بوسطن الأميركية حيث يقدم مسرحيته هناك في يناير المقبل.

فتح باب المشاركة في التأليف لدورة غانم الصالح

مجلة الفنون المسرحية

فتح باب المشاركة في التأليف لدورة غانم الصالح


أعلنت اللجنة العليا المنظمة لمهرجان «الكويت مركز عربي للنص المسرحي» عن فتح باب المشاركة في مسابقة التأليف للدورة الثالثة «دورة الفنان غانم الصالح» التي ستقام تحت رعاية الدكتور بدر الدويش الأمين العام المساعد في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في السابع والعشرين من مارس المقبل متزامنة مع الاحتفال بيوم المسرح العالمي.
وذكر رئيس اللجنة الفنان محمد الخضر أن اللجنة وضعت عدة شروط يجب توافرها في المتقدمين للمسابقة منها أن يكون المتقدم كويتيا أو من أبناء دول مجلس التعاون الخليجي، وألا يزيد عمره على 35 عاما، وأن يكون النص باللغة العربية الفصحى مع جواز كتابة الحوار باللهجة الكويتية الدارجة، وأن يتوافق النص مع القواعد الأساسية للكتابة الدرامية، وألا تتجاوز صفحاته الأربعين صفحة من حجم 4 A، علما بأن المسابقة مفتوحة للجنسين.
وحددت اللجنة نهاية شهر فبراير 2018 آخر موعد لقبول النصوص، وسوف يتم تشكيل لجنة تحكيم من أصحاب الخبرة والكفاءة، وتتخذ قراراتها بالإجماع، وإن تعذر يتم التصويت، بحيث يحصل على الجائزة الأولى والجوائز الاخرى النص الذي يحصل على أغلبية اصوات اللجنة، وستعلن النتائج وتوزع في الحفل الذي يقام في السابع والعشرين من مارس المقبل.

-------------------------------------
المصدر : القبس 

الخروج من الخطاب السائد والبنى التقليدية إلى آفاق المعاصرة والتجريب

مجلة الفنون المسرحية

الخروج من الخطاب السائد والبنى التقليدية إلى آفاق المعاصرة والتجريب

في إطار فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي في دورته الـ24، نُظمت مائدة مستديرة تحمل عنوان "الخروج من الخطاب السائد والبنى التقليدية إلى آفاق المعاصرة والتجريب"، بحضور الدكتور سامح مهران رئيس المهرجان القومي للمسرح التجريبي، والناقد أحمد الخميس، والدكتورة هبة بركات.

وتحدث الناقد أحمد الخميس عن "مسرح ما بعد الدراما"، قائلا: "يستخدم في المقام الأول لوصف نوع من المسرح دون التخلي عن المفاهيم المسرحية المتعلقة به، والمناسبة له، بالإضافة إلى فك ثنائية الدراما والمسرح التجريبي، فهو مسرح يسعى إلى تغيير المتفرج، مثل العرض المسرحي المشارك في فعاليات المهرجان خريف من المغرب، فهو واحد من العروض الدالة بقوة على مسرح ما بعد الدراما، لأنه هناك اهتمام ضخم بالجسد والصوت والتعبير بالموسيقى باعتبارها عناصر فاعلة فى العرض المسرحي، كما أن النص مكتوب عن قصة حقيقية حدثت لأخت مخرجة العرض، وأعادت صياغتها كعرض مسرحي".


وأضاف: كان لدينا علامة مهمة في "مسرح ما بعد الدراما"، والتي شارك فيها الدكتور سامح مهران، والمخرج ناصر عبدالمنعم متمثلة في العرض المسرحي "الطوق والأسورة" على خشبة مسرح الطليعة، وحصل من خلاله المخرج ناصر عبدالمنعم على جائزة أفضل مخرج مسرحي في المهرجان التجريبي في السنوات الماضية، فلقد كان العرض المسرحي علامة مميزة لفهم الشخصية الدرامية.


وكذلك دار نقاش حول عنوان «تفكيك الفرضيات الثقافية والخطاب السائد في المسرح " والتي يتم مناقشتها عبر جلستين الأولى تحت عنوان «نقض الفرضيات الثقافية السائدة» و الجلسة الختامية تحت عنوان « الخروج من الخطاب السائد والبنى التقليدية إلى آفاق المعاصرة والتجريب» . 
 وتم التطرق الى المسرح في الهند وإثيوبيا والبرازيل في ندوة  «تفكيك الفرضيات الثقافية والخطاب السائد فى المسرح» بالمعاصر والتجريبي
• مينون : مسرح الـ"داستان" يستحضر نظرية مضادة لعلم الوجود والتى بموجبها لا يتوافق أبدا مع ذاته.
• بيليم : «مشروع البرازيل» يثير تساؤلات حول محاولات الإسكات والشعور بالدونية كبصمة للاستعمار.
• بيرانو : هيمنة المسرح الأوربي على المسرح الأثيوبي عبر تقنيات الإخراج والإضاءة والشكل المسرحي.

وترأست المحور الفكري الأول " نقض الفرضيات الثقافية السائدة د. إيمان عز الدين ، وتحدث فيه كل من "مدافي مينون" أستاذ اللغة الإنجليزية و مديرة مركز الدراسات النوعية بجامعة Ashoka ، وإليسا بيليم وهي باحثة مسرحية وحاصلة على الدكتوراة فى المسرح وفن الأداء وعضو الاتحاد الفيدرالى للبحوث المسرحية- البرازيل ، و «زيرون بيرانو» حاصل على بكالوريوس في فنون المسرح من جامعة Addis Ababa في إثيوبيا . 
وألقى «مدافي مينون» من الهند الضوء من خلال كلمته والتي تحمل عنوان "أربعة ألسنة : الرغبات المتعددة بعروض "تشوبولي" وهي عروض الحكي المسرحي في الهند ، من خلال نظرة تاريخية عن تاريخ ونشأة فن الحكي من خلال التفكير في العلاقة السياسية بين الشكل المسرحي والمضمون بمعزل عن المعايير المسرحية الثابتة ، كما يطرح العديد من التساؤلات حول المسرح و وكيف يمكن لمسرح الـ"داستان كوي" إدخال الدراما إلى حياتنا؟ . 
وقال «مينون» أن كلمة "داستان كوي" هي كلمة فارسية توصف فعل الحكى (كوي) لقصة (داستان)، ويطلق على الحكاء الـ "داستان كو"... هو فن حكي فارسي من العصور الوسطى، انتهى به المطاف إلى الهند في القرن السادس عشر. "داستان كوي"، كتقليد شفهي، لم يعتمد فحسب- أو حتى في المقام الأول- على النص والحركة، وكان "داستان" هو الاسم الذي أطلق على مجموعة قصص تتشارك في بعض المواضيع التي تتضمن الحرب، الرومانسية، الاحتيال ودرجات متفاوتة من السحر. والسارد الجيد هو من يأخذ تلك المواضيع ويضعها في خليط يمزجه بمعرفته لصالح الحكي. تصر "داستان" على الإبداع اللفظي، ليس فقط في آلاف الأسماء التي توضع للناس وللأماكن، ولكن أيضا في الإحالات الأدبية وفى استخدام أجزاء من الأنواع الأدبية مختلفة اللغات والتقاليد.
وبسبب التزامها بتوجه مضاد للغائية، لا تصل "داستان كوي" إلى نهاية قصة دون بدء قصة أخرى في الوقت ذاته. نجد أن هذا يحدث أربعة مرات في قصة "شاهزادي تشوبولي" ، وحتى نهاية القصة لا تبدو فى هيئة نهاية. 
تعلن القصة عن إبداعها اللفظي بدءً من التورية فى عنوانها؛ في اسم بطلة القصة: "تشوبولي"، حيث تعنى "بولي": (لقد تحدثت). "تشوبولى" هو اسم أدائي أيضا؛ فهو يعنى (أربعة أحاديث)، وهو يشير إلى الشخص الذي يتحدث أربعة مرات.. تلك الرباعية في الخطاب هي الشرط الرئيسي الذي ترتكز عليه القصة.
إن نص "تشوبولي" هو ترجمة إلى الهندية و الأردية من الترجمة الإنجليزية الخاصة بكريستي ميريل عن نص الكاتب و الناشط الأدبي الراجاثاني "فيجيدان ديثا" والمبنى على حكاية شفاهية قد سمعها تؤدى، بترجمة هندية ذات تصريف راجاثاني على يد "كايلاش كابير".
إن قصة "تشوبولي" هي مثال للتاريخ اللغوي المتنقل، الذي هو جزء لا يتجزأ من الـ"داستان كوي"، كما يوحى بذلك مسارها الموجز. لا تسافر الـ" داستان" عبر الدول والمناطق فحسب، بل تسافر أيضًا، وبشكل أخص، عبر اللغات والرغبات.
في الواقع، إن مسرح الـ"داستان" يستحضر بذلك نظرية مضادة لعلم الوجود والتى بموجبها لا يتوافق أبدا مع ذاته. 
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو إذا ما كان يمكن للجمهور أن يحتفظ بامتلاكه لذاته عندما يصر العرض الذي قام الجمهور بالدفع لمشاهدته على استحالة وجود تلك الذات؛ فهل يمكننا الذهاب إلى المسرح والاستمرار في أن يكون لنا ذوات تمتلك رغبتها؟ هذا هو السؤال الذي يحرك "تشوبولي". هل يمكننا أن نكون على يقين من يكون- ومن لا يكون- رجلا أو امرأة؟ وهل تحذو رغباتنا ذلك الحذو؟ وما هو الفرق الذي يحدث للجمهور عندما يعرض موضوع السرد امرأتين واقعتين في الحب بدلا من قصة حب متبايني الجنس المعترف بها؟ وكيف يمكن لمسرح الـ"داستان كوي" إدخال الدراما إلى حيواتنا؟ .

كما قامت «إليسا بيليم» الباحثة المسرحية البرازيلية بمناقشة كلمتها والتي جاءت تحت عنوان "إعادة صياغة السرد وتجسيد التخلص من بقايا الاستعمار «مشروع البرازيل» . 
وقامت «بيليم» بتحليل عرض "مشروع البرازيل" للفرقة البرازيلية وذلك من خلال إطار نظري متجذر في الأفكار الخاصة بالتخلص من بقايا الاستعمار. 
ودارت المناقشة حول عرض «مشروع البرازيل» مستمد من منظور خاص يستند إلى الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي البرازيلي في أمريكا اللاتينية.
كما تسعى عبر ذلك، إلى إظهار كيف أن هذا العرض يثير تساؤلات حول محاولات الإسكات والشعور بالدونية كبصمة للاستعمار.
مستلهمة كلمات "والتر مينولو" حول تأثير الاستعمار على الشعوب وبالتالي تأثيرها على الفنون المقدمة "التخلص من الاستعمار المعرفي والنفساني" من الممكن أن يؤدي إلى تغييرات جوهرية فيما يتعلق بالاقتصاد والسياسة وبالعلاقات الوطنية والعالمية كذلك. فمن وجهة نظره، أن "الجرح الإستعماري" يؤثر على الحواس والعاطفة والفكر.
بإتباع ما قاله "مينولو"، تبرز فكرة أن تحرير النفس شيء ضروري من أجل تطوير عملية التخلص من بقايا الاستعمار.

ومن جانب أخر يتناول «يرون بيرانو» موضوع تفكيك الأعراف الثقافية في المسرح الأثيوبي وإعادة قراءة لمسرحيتي " الزائر" و "مساء الضوء" ، وهيمنة المسرح الأوربي على المسرح الأثيوبي وذلك من خلال التأثير على كل معطياته من تقنيات الإخراج والإضاءة والشكل المسرحي . 
وذلك من خلال أعمال الكاتب الإثيوبي "تيكيليهاوريات تيكيليمريم"، بعد عودته من أوروبا في 1919، بكتابة مسرحيته الأولى و التي يقدم من خلالها المسرح الأوروبي للجمهور الإثيوبي ويساعد البلد في للوصول للحداثة. ولتبرير فرضياته، حيث أوضح في ملحوظته التمهيدية أن "كل من ذهب إلى أوروبا يعرف ما هو المسرح" 
استمر التصور الأوروبي للمسرح، في رحلة المسرح الإثيوبي، بالتأثير ليس على موضوعات وكتابات المسرح فحسب، بل على تقنيات الإخراج والأداء كذلك. 
بعد ما يقرب من مائة عام، بدأ المسرح الإثيوبي في تحدي الوضع الراهن ببطء، وإظهار أسلوب جديد في إخراج وكتابة المسرحيات والتي أصبحت لا تعرض بالشكل التقليدي الواقعي والشعبي لجماهيره. 
كما أوضح «يرون بيرانو» كيف أن مسرحيتا ( "الزائر" و "مسار الضوء") استطاعتا تحدي مفهوم المسرح وفن الأداء في اثيوبيا، وذلك عبر أسلوب اخراجهما و كتاباتهما الجديد. ويضيف أن المسرحيتين حاولت مواجهة الظواهر الراسخة، في المجتمع الإثيوبي، بقضايا رئيسية مثل الزواج، والحب، والهوية، والتاريخ. 
مشيراً إلى أن استخدام المسرحيتين غير المعتاد لخشبة المسرح، والتمثيل، والتقنيات ومشاركة الجمهور جعل منهما موضوعًا ساخنًا للمناقشة والجدال بين جماهير المسرح.
كما أوضح «بيرانو» الأبعاد المختلفة التي حاولت بهما المسرحيتان تفكيك المعايير الثقافية والأساليب المسرحية في المشهد المسرحي الاثيوبي المعاصر، وذلك من خلال الجمع بين النظريات المسرحية والأدائية مع الدراسات الاجتماعية.




الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017

مسرح نسائي في السعودية خالٍ من الرجال.. ملحة عبدالله تكشف التفاصيل

مجلة الفنون المسرحية



مسرح نسائي في السعودية خالٍ من الرجال.. ملحة عبدالله تكشف التفاصيل 



رغم ما يبدو من أن مصطلح «المسرح السعودى» غريب على الأذهان، بحكم العادات والتقاليد المتوارثة فى المملكة، والحياة الدينية المميزة لمجتمعها، فإن «أبوالفنون» قد وجد طريقه إلى «أرض الحرمين».
ولعل أجدر من يحدثنا عن بدايات المسرح السعودى، وحقيقته الحالية على أرض الواقع، هى الدكتورة ملحة عبدالله، الكاتبة السعودية، التى أبدعت أكثر من ٥٠ نصًا مسرحيًا، و٣٠ كتابًا فى النقد، فضلًا عن موسوعة فى نقد النقد.

■ بداية.. لكل مسرح خصائصه المميزة.. ماذا عن خصائص المسرح السعودى؟

- المسرح السعودى مر بـ٣ مراحل، أولها ما قبل ثلاثينيات القرن الماضى، التى شهدت وجود المسرح المدرسى، الذى مهد لظهور المسرح الحقيقى، وتميزت تلك الفترة بمسرحيات الرواد العمالقة فى المسرح الشعرى ومسرح الطفل، وامتدت حتى ١٩٨٠، وازدهرت فى أواخرها، بملمح أساسى اعتمد على الواقعى واللهجة المحلية والكوميديا والشخصيات النمطية.
أما ما يميز المسرح السعودى، فقد قلت فى كتابى «أثر البداوة» أنه يمتاز بشخصيات غير منحوتة، وليست نمطية بل ثرية وغنية، وهذا شىء فريد.

■ هل يمكن أن نرى ممثلات مسرح سعوديات؟

- وجدان الشعب السعودى ليس تحت سيطرة أحد بعينه، سواء تيارًا دينيًا أو غيره، نحن شعب متحضر ومتسق، العامة من الشعب متسقون مع ذواتهم وسلطتهم ودينهم، وبالتالى إذا قلت: «ممثلة» سيكون أول الرافضين هو الجمهور.
أنت تفعل ما يرضى شارعك وجمهورك ودينك، وبالتالى ما يهم الجمهور هو الرسالة الموجودة فى العرض المسرحى، صدقنى لن تجد أحدًا يقتنع بك أو يسمعك إذا كسرت «تابوه» داخل البيت.

■ لكن كثيرين توقعوا انفتاحًا فى ظل تقلد الشيخ محمد بن سلمان ولاية العهد وقرار إنشاء «هيئة الترفيه»؟ 

- أنا لا أنافق أحدًا، فى يوم سأمشى وسيظل قلمى، لكنى أرى أن سمو الأمير نموذج للشاب المغروس من أخمص قدمه فى عادات وتقاليد وقيم حقيقية، وهو دارس، ويحاول أن يفعل ما يقدر فى إطار الدين والتقاليد والعرف.
أما إذا كنت تقصد «العولمة»، فهو مصطلح كبير جدًا، وهو غير «العالمية»، العولمة فلسفة قائمة على فكرة أن يكون الإنسان فردًا فى العالم، لا ينتمى إلى أى مكان أو عرف أو غيره، والعالم من يحتويه ويحميه، وهذا خطر مبطن بمحو الهوية والقومية والانتماء، وبه مغزى سياسى، فى ظاهره الجنة وباطنه الجحيم، لكنه فى الأخير يشعرك بأنك تنتمى للعالم، فلا حدود ولا هوية ولا قومية.

■ كتبتِ ٥٣ عملًا مسرحيًا.. كم عملًا منها تجسد على خشبة المسرح؟

- ٤٥ عرضًا فى الوطن العربى، فى السودان وليبيا وتونس والسعودية والعراق وغيرها، وفى السعودية تم تجسيد «بائع الأحلام فى المدينة»، و«حالة اختبار»، و«أم الفاس» و«أبها»، وغيرها الكثير.
وأحيانًا تجسد الفتيات مسرحيات خاصة بهن، ويقلبن الاسم ويؤنثن المسرحية، وهذا فعل جيد، لأنه يوافق رؤيتك.. لدينا مسرح نسائى ليس به رجل واحد، وهذه خاصية فى المسرح العالمى، فمثلًا المسرحية التى أخرجها الدكتور مخلد الزيوى فى الأردن، وكانت بها شخصيات رجالًا ونساء، لكنه قلبها للنساء فقط، وتلك رؤية.

■ ألا تضعين ضوابط للكتابة؟
- أبدًا لم أضع ضوابط لكتابتى، هذا إبداع، وأنا أكتب للمكتبة العربية، ومن يكتب لها لا يتقيد بضوابط، فأنا أحب أن أنتج نصًا يليق بى.
■ فزتِ بجائزتين من منظمتى «اليونسكو» و«الأمم المتحدة»، وغيرهما الكثير.. ماذا تفعل الجوائز للمبدع؟
- تبهجه وتمنحه وضعًا جيدًا، حصلت أيضًا على جائزة الأزهر، نحن نريد أن نعبر الحدود ونلتصق بالعالم.


----------------------------------------------------

المصدر : الدستور 

إقبال كبير على عرض مسرحية "عربانة " العراقي في أول ليالي عرضه على خشبة "السلام"

تمثلات الوجع العراقي في عرض ” عربانة ”

مجلة الفنون المسرحية

تمثلات الوجع العراقي في عرض " عربانة "

 بشار عليوي

​إنفتحتْ عروض المسرح العراقي المعاصر ، على عديد الرؤى الجمالية منها والفكرية خصوصاً ، علي اعتبار ان هذهِ العروض لم تعد تحفل بأية ضواغط سلطوية ، وهذا ما وفرهُ عموم فُسحة الحُرية التي تغلفٓ بها الواقع العراقي المُعاش آنياً بكل ما بحملهُ من أوجاع تخص الذات والمجتمع على حدٍ سواء ، وخصوصاًالتي قدمت ما بعد التغيير الذي حصل في ٩/٤/٢٠٠٣. قبل الخوض في ماهية المسرح العراقي ما بعد التغيير , نجد علينا لزاماً التذكير بأن جميع المتعاطين مع الشأن الثقافي العراقي لم يقفوا على توصيف محدد لمرحلة ما بعد 2003 , فكانت تسميات ( التغيير / بعد احتلال العراق / التحرير / بعد 2003 / التاسع من نيسان 2003 ) وغيرها , هي ملامح لمرحلة جديدة في الثقافة العراقية ومنها المسرح . حيث تم التعاطي مع هذهِ المفاهيم جميعاً , بوصفها دالة شاخصة على مرحلة جديدة في الحياة العراقية ومنها المسرح العراقي , فتشخيص ماهية خطابهِ الفكري خلال هذهِ المرحلة وتبديات ذلك الخطاب في مُجمل العروض المسرحية المُقدمة في بغداد وباقي المُدن العراقية ، بحاجة أكثر الى عديد الدراسات والأبحاث النقدية ومنها كتابنا (المسرح العراقي بعد التغيير_مسرح ما بعد 9/4/2003) ، لان هذه المرحلة افرزت جيلاً من المسرحيين العراقين الذين اتخذوا المغايرة على كافة الصعد منهجاً لهم، فكانت تلك العروض معبرة عن هذه المرحلة الحساسة من تاريخ العراق المعاصر ، ومن تلك العروض التي تندرج تحت ذات التوصيف ( عربانة) . فهو رابع نص مسرحي يكتبهِ سينارست ال” TV ” حامد المالكي ـ إخراج الفنان “عماد محمد ” الذي عُرف باهتمامهِ بماهية الوسائط بأنواعها المتعددة وحضورهِا داخل فضاء العرض .( عربانة) من تمثيل (عزيز خيون , زهرة بدن , يحيى ابراهيم , بهاء مطشر , ضرغام البياتي , عباس فاضل , احمد هاشم , احمد ثامر ) . إجتهد ” المالكي ” في إعادة تشكيل التأريخ العراقي المُعاصر عبر السرد التأريخي الذي حفلَ بهِ نصه واللافتات النصيّة التي حاولَ من خلالها تأكيد هويتهِ وسيرورتهِ ككاتب مسرحي رُغم أنهُ كان مُنحازاً للطبقات المسحوقة , أجاد المُخرج في صناعتهِ الإخراجية عبر الوسائطية بشكل هيمنٓ على الأداء التمثيلي عندما وظفُ مُجمل تشكيلات سينوغرافياهُ بتمحور دالة ” العربة السومرية ” وجعلها المُهيمنة على مُجمل أنساق العرض , فهي ” عربة السوق ” و” عربة الموتى ” و ” عربة الحاكم ” و” عربة الحروب ” و ” عربة النصر ” , هذهِ التحولات رفعت من وتيرة المشهدية البصرية التي حققها حضور الوسائطية على حساب السمعية , ولعل أبرزها توزع شخصيتي منكر ونكير , وتعددية الوسائط المُستخدمة في العرض , ورُغم أن المؤدي ” عزيز خيون ” كان مُقارباً لشخصية ” حنون العربنجي ” في تكامل الأداء إلا أن هُناك مُتبقيات لم يستطع التخلص منها لعدد من أداءاتهِ التمثيلية السابقة وحضورها في أداءهِِ هُنا , فيما كان المؤدي ” يحيى إبراهيم ” موفقاً تماماً في عديد الشخصيات التي أداءها وتحديداً ( الضابط / المعلم ) قاطعاً أشواطاً جمالية عديدة لناحية أداءهِ الحَسِنْ مُقارنة بأداء ” خيون ” , أما ” زهرة بدن ” التي قدمت شخصية الزوجة فضيلة بنت صليبوخ , فكانت في أحسن حالاتها الأدائية . عربانة حامد المالكي وعماد محمد وعزيز وخيون ويحيى ابراهيم وزهرة بدن , هي عربانة الوجع العراقي .” عربانة “

الدورة الثانية لمهرجان التيسيرا للمونودراما

مجلة الفنون المسرحية

الدورة الثانية لمهرجان التيسيرا للمونودراما

بعد نجاح الدورة الأولى..انطلقت جمعية ذات للتنشيط والفنون بالكاف وبدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية ودار الثقافة القصور التحضيرات للدورة الثانية لمهرجان التيسيرا للمونودرام وقد أفاد رئيس جمعية ذات للتنشيط والفنون بالكاف شاكر شريف اليعقوبي أن هذه الدورة سيكون التكوين أساسها من خلال الورشات المبرمجة على غرار ورشة "الصوت و الحركة" وورشة "لغة الجسد".هذا وقد فتح باب الترشح للمسابقة الرسمية منذ 23يوم ويغلق موفى هذا الشهر ...وستكون العروض المحترفة في الموعد لاثراء المهرجان 
فمرحبا بضيوفنا الكرام من 1فيفري 2018الى 4من نفس الشهر 



إقبال وإشادة بورشة جماليات التدفق بالمعاصر والتجريبي.. تعرف على الأسباب

مجلة الفنون المسرحية

إقبال وإشادة بورشة جماليات التدفق بالمعاصر والتجريبي.. تعرف على الأسباب


حسناء شحاتة :

• الفنان أحمد مختار : استفدت كثيراً من الورشة التي شملت الغناء والإستعراض والتمثيل .
• د. ياسمين فراج: الورشة تمنحك القدرة على أن ترتجل حركةً وإيقاعاً نغماً على النص المسرحي.
• هيثم عاصم : الورشة تمنح الممثل المرونة والكفاءة اللازمة، ليجسد كل الأدوار عن طريق إيجاد “هارموني” بين الموسيقى الداخلية للجسم والخارجية للعرض.

إقبال كبير وإشادة من المتدربين بورشة “جماليات التدفق” للمدرب “المصري – الألماني” هيثم عاصم – والتي قدمها على مدار أربعة ايام في مركز الإبداع الفني – وذلك بما لاقوه من إهتمام وما اكتسبوه من خبرات ومعلومات جديدة على المسرح المصري، والتي قدمت ضمن الورش المصاحبة لفعاليات الدورة “24” لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي برئاسة د. سامح مهران.

عبر الفنان أحمد مختار عن إعجابه بشكل كبير بالورشة قائلاً :
المدرب هيثم عاصم يوفق بين الفنون المختلفة ويجمع بين تدريب الممثل على الغناء والإستعراض والتمثيل وغير ذلك من أنواع الفنون المختلفة، وهو يعمل وفق نظرية جديدة وضعها تعتمد على أن الجسم يعمل وفق موسيقى داخلية مثل الموسيقى الخارجية المتعارف عليها، وأن دوره يكمن في أن يوفق بين الموسيقى الداخلية والخارجية، للخروج بأفضل حالة من حالات الممثل،
وأوضح مختار: قام المدرب هيثم عاصم بعمل ما يمكن أن يطلق عليه التوافق بين الممثل وما يقوم به من أداء مسرحي، وهو يجمع بين التعبير الصوتي والتعبير الحركي والإحساس الداخلي.
وأضاف مختار: لقد استفدت كثيراً من هذه الورشة ولذا حرصت على حضورها منذ اليوم الأول لها، ولم أفوت يوما ، نظراً لأهميتها الكبيرة، وهي لمؤلف موسيقي يعمل على الموسيقى الدينية سواء الصوفية الإسلامية أو المسيحية البيزنطية، ولذا فهو يعيد اكتشاف الموسيقى الداخلية التي أخرجها البعض من خلال تجاربهم الذاتية ودواخل أنفسهم.



وقالت الدكتورة ياسمين فراج المتخصصة الوحيدة بمجال الموسيقى ومن المشاركين في الورشة :
أعتقد أن الجديد في الورشة وأهم ما يمكن أن تضيفه هو تضفير الموسيقى بكل عناصر العمل، بحيث تفيد الممثل وهو يعمل في محيط الفراغ المسرحي، فيصير الممثل والنص والإيقاع وجميع عناصر العمل المسرحي في كيان متناغم ومتكامل ويسير في وتيرة واحدة دون نشاز أو إختلاف عبر كيمياء واتساق واحد.
وأضافت فراج: الورشة تمنحك القدرة على أن ترتجل حركةً وإيقاعاً نغماً على النص المسرحي، وفي نفس الوقت يتدرب الممثل على أن يكون صوته مضبوطاً إذا قام بدور يتطلب الغناء بدلا من الفضائح الفنية التي نراها ونشاهدها هذه الأيام، وكذلك تكون حركته منضبطة إذا كان الدور يتطلب الحركة، خاصة أن الممثلين لدينا مختلفين تماماً عن الغربيين أو الهنود، ولذا فالورشة مهمة حتى يستطيع الممثل أن يقوم بالدور المطلوب منه كما ينبغي.
أما المدرب هيثم عاصم فأكد أن قام بالدراسات العليا في انجلترا إلا أن هذه المهارات اكتسبها في ألمانيا، مشيراً إلى أن دوره هو أن يمنح الممثل المرونة والكفاءة اللازمة، ليجسد كل الأدوار التي تعرض عليه بكل مرونة وسلالة عن طريق إيجاد “هارموني” بين الموسيقى الداخلية للجسم والخارجية للعرض، وهو ما ينعكس على أداء الفريق المسرحي ككل لأن مرونتهم واندماجهم تكونة اسهل بكثير في هذه الحالة.
جدير بالذكر أن هذه الورشة مقدمة إلى الممثلين، الموسيقيين، المغنيين والراقصين، الذين يهدفون إلى ربط تقنيات الجسد مع تقنيات الموسيقى والغناء على خشبة المسرح، وتعطي الورشة مقدمة لأساسيات (منهج التدفق) المتفرد، والذي يعني بالعمل الجماعي في المسرح الموسيقي، ويركز المنهج على طرق دمج الموسيقى مع الجسد والصوت، لخلق عرض أدائي متكامل، يعتمد على الإيقاع الموسيقى في الصوت، الحركة، الإيماءات، الأحداث والتفاعلات، لإفراز تجربة حسية عميقة لدى المتفرجين.
وهيثم عاصم مصري مقيم في ألمانيا، استطاع في سنوات قليلة أن يقدم نفسه كمدرب محترف في مجال التمثيل في برلين، نال الماجستير من جامعة لندن في الإخراج المسرحي وفنون الأداء وتدريب الممثل، بعد دراسته المتعمقة للموسيقى، وحصل على دورات تدريبية من معاهد عالمية في مجال تدريب الممثل في بولندا وإنجلترا وإيطاليا وألمانيا، ويدير فريقا مسرحيا محترفا في برلين.

يذكر أن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي برئاسة د. سامح مهران يقام في الفترة من 19 وحتى 29 سبتمبر الجاري على مسارح القاهرة، ويحفل بعدد كبير من العروض المصرية والدولية، إضافة لتكريم نخبة من المسرحين المصريين والدوليين، وعقد ورش مسرحية بمدربين دوليين في مختلف عناصر العرض المسرحي، و تعقد على هامشه محاور فكرية لنخبة من الباحثين المصريين والدوليين ، منسق عام المهرجان المخرج ناصر عبد المنعم، مدير المهرجان د. دينا أمين، المديرتان التنفيذيتان د. أسماء يحيى الطاهر عبد الله، والفنانة منى سليمان.


الاثنين، 25 سبتمبر 2017

مسرحية "المغتربان " وتجاوز التقليدية المتعارف عليها

" جماليات الأداء في العرض المسرحي عند إيريكا فيشر – ليشته" .. الندوة الفكرية لمهرجان المسرح التجريبي والمعاصر في القاهرة

الهيئة العربية للمسرح تعقد إتفاقيات تعاون و شراكات مع مؤسسات فنية و ثقافية عربية عديدة

مجلة الفنون المسرحية

الهيئة العربية للمسرح تعقد إتفاقيات تعاون و شراكات مع مؤسسات فنية و ثقافية عربية عديدة

تقرير: هايل المذابي 

عقد الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله مجموعة من الإتفاقيات و الشراكات التعاونية مع مجموعة من المؤسسات و الهيئات المسرحية و الثقافية العربية. 
وفي زيارته لجمهورية مصر العربية مطلع الأسبوع الماضي أعلن الأمين العام للهيئة العربية للمسرح عن أول إتفاق أعلن فيه عن تنظيم الدورة الحادية عشرة من مهرجان المسرح العربي، بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية، في يناير 2019 و الذي سيكون بجمهورية مصر العربية، و أضاف بأن مباركة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لهذا الاتفاق، تعطي دعماً كبيراً لعقد دورة متميزة.
وتم الاتفاق على ذلك بعد اجتماع معالي وزير الثقافة في جمهورية مصر العربية حلمي النمنم مع الأمين العام للهيئة العربية للمسرح اسماعيل عبد الله مرفوقاً بأعضاء مجلس أمناء الهيئة، الدكتور سامح مهران، وين سليم الصنهاجي والحسن النفالي، بحضور  خالد جلال مدير قطاع الانتاج الثقافي بوزارة الثقافة.
وتعد استضافة مصر للدورة الحادية عشر من مهرجان المسرح العربي أولى دورات العقد الثاني من عمر الهيئة العربية للمسرح، الذي كانت أولى دوراته قد نظمت في القاهرة عام 2009.
و على الصعيد ذاته من برنامج الإتفاقيات و الشراكات التعاونية المجدول له في جولته لجمهورية مصر العربية عقد الأمين العام للهيئة العربية للمسرح اجتماعه مع مدير مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي الفنان مازن الغرباوي، لتدارس سبل التعاون بين الهيئة والمهرجان، و تم الاتفاق على بحث إدارة المهرجان عن تصميم و صياغة ومقترحات و طرح أفكار جديدة و بدائل لشكل و محتوى و آليات المجال في اطار ورشات او ملتقيات تتماشى مع فكر و نبض و إيقاع و رؤى الشباب التي يمكن للهيئة العربية للمسرح ان تتعاون مع المهرجان في إطارها.
وسيدفع كل ذلك الى تقوية وتحصين المهرجان بتكوين جيل شاب جديد من المتتبعين و من المبدعين ومن المؤطرين يضمن للمهرجان ديمومته و احترافيته، و في نهاية الاجتماع اتفق الطرفان على استمرار التحاور لإيجاد صيغاً مشتركة للتعاون.
و ضمن سلسلة لقاءاته بالمسئولين و زياراته للمؤسسات الفنية و الثقافية اجتمع الأمين العام للهيئة العربية للمسرح بالدكتور حاتم ربيع رئيس المجلس الأعلى للثقافة بمصر و الذي بدوره رحب بوفد الهيئة العربية للمسرح ونوه بما قدمه الأمين العام للهيئة في أطروحته التعاونية المقدمة مع المجلس الأعلى للثقافة، مشيرا الى مختلف الأنشطة التي يقوم بها المجلس من خلال لجانه المختلفة تتم على كل المستويات الثقافية والفنية، كما عبر عن اهتمام المجلس في الفترة الاخيرة بمسرح الاطفال وبالمسرح في المدارس من أجل تكوين الاجيال الجديدة تكويناً يجنبهم آفات الانحراف والانغلاق، خصوصاً وأن مجموعة من المناطق التعليمية تتوفر على أخصائيي مسرح. وأبرز في هذا الصدد نية المجلس تنظيم مهرجان دولي للمسرح المدرسي وهو المشروع الذي يلتقي مع مقترح الهيئة. كما عبر عن رغبته للتعاون في مجال الأشخاص ذوي الإعاقات المختلفة، نظراً للإمكانيات الإبداعية التي يتوفرون عليه، من جانبه تدخل  محمد عبد الحافظ ناصف رئيس الادارة المركزية للشعب واللجان بالمجلس الذي أوضح أن المسرح بالمدارس يعرف عدة معيقات، منها انغلاق بعض الأطر التعليمية وعدم تفهم الاسرة وضعف الدعم المادي لإنتاج عروض المسرح المدرسي، وغياب الفضاءات، وتبعا لتصورات الدكتور حاتم ربيع و محمد ناصف، أوضح  اسماعيل عبد الله، أن بناء هذا المشروع ينطلق من الأساس وهو التكوين وذلك باقامة ورشات تكوينية لفائدة الاساتذة والمعلمين وأخصائيي المسرح، الذين سيتولون مستقبلا تكوين زملاء آخرين وكذا إعداد أعمال مسرحية يمكن أن تكون نواة لمهرجان للمسرح المدرسي.
من هذا المنطلق اتفق الطرفان على إقامة دورة تدريبية في أقرب وقت ممكن، تستفيد منها المناطق الثقافية التابعة للمجلس المؤهلة لذلك، على أساس إجراء أربع دورات بكل منطقة يستفيد منها ثلاثون متدربا بكل ورشة، بحيث يصل عدد المتدربين حوالي ستمائة في ظرف شهر وستتولى الهيئة توفير المؤطرين وتأمين تنقلهم الجوي ومكافآتهم وإقامتهم في حين يتولى المجلس التنسيق مع الجهات المعنية بالتربية والتعليم وتوفير المتدربين وفضاءات التدريب، وسيتم اعداد مذكرة للتفاهم في هذا الشأن وتوقيعها بين الجانبين في الأيام القليلة القادمة. وفي الختام عبر الأمينان العامان عن تعاونهما المتواصل بخصوص مختلف المشاريع المسرحية المقبلة.


 و في رحاب المركز القومي للترجمة، تم التوقيع صباح اليوم الاربعاء 20 سبتمبر 2017 على مذكرة التفاهم بين الهيئة العربية للمسرح والمركز القومي للترجمة بمصر. وقد وقع عن جانب الهيئة العربية للمسرح أمينها العام  اسماعيل عبد الله، أما عن المركز القومي للترجمة فقد وقعها الدكتور انور مغيث مدير المركز، تم ذلك بحضور الدكتور سامح مهران عضو مجلس أمناء الهيئة والحسن النفالي مسؤول الإدارة والتنظيم بالهيئة وبعض أطر المجلس، وتهدف هذه المذكرة بالأساس إلى إيجاد سبل التعاون بين الطرفين في مجال الترجمة من اللغة العربية وإليها؛ من خلال ترجمة الكتب والدراسات والأبحاث والنصوص التي يمكنها أن تفيد المسرح العربي، وكذا الترجمة إلى لغات أجنية لمختلف المؤلفات العربية من نقد وإبداع والتي يمكنها أن تعرف بالثقافة العربية عموماً والمسرحية بالخصوص، وسيعمل كل طرف حسب إمكانياته والتزاماته على النشر والتوزيع والتعريف بكل المنتوجات المترجمة على أوسع نطاق بالتظاهرات والانشطة المختلفة، كما تسمح هذه المذكرة للمسرحيين العرب من خلال الهيئة العربية للمسرح بالإستفادة من منشورات المركز القومي عامة باثمان تفضيلية. وسيتم الشروع في تنفيذ هذه المذكرة فور المصادقة عليها من قبل وزارة الخارجية المصرية والجهات المعنية بالامر.
و شهد مقر شبكة قنوات dmc بمدينة الإنتاج الإعلامي ، مساء الخميس مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة العربية للمسرح و قناة dmc مسرح ، وذلك بحضور هشام سليمان رئيس شبكة قنوات dmc و إسماعيل عبد الله – العام للهيئة العربية للمسرح ، وأحمد طه مدير dmc مسرح ، إضافة الي حسن نفالي مسؤول الإدارة والتنظيم بالهيئة .


وقال المخرج أحمد طه مدير قناة dmc مسرح ان مذكرة التفاهم والتعاون بين القناة و الهيئة العربية للمسرح تعمل علي تنظيم فعاليات مسرحية مشتركة في كافة البلدان العربية، بجانب قيام القناة بتوثيق وتصوير ونقل جميع المهرجانات التي تنظمها الهيئة علي مدار العام في الوطن العربي، و إنتاج افلام وثائقية عن رواد المسرح العربي ، وفيلم خاص عن الهيئة العربية للمسرح ودورها البارز في حركة المسرح العربي والدولي .
وأضاف طه، ان الهيئة و القناة سوف تعملان سويا خلال الفترة المقبلة علي تفعيل بنود مذكرة التفاهم بين الطرفين وفقا لاستراتيجية عمل طويلة المدى .
و قال الكاتب المسرحي الإماراتي إسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح ، ان الهيئة بكامل أعضاء امانتها العامة تتطلع إلى تعاون مثمر مع قناة المسرح في dmc، خاصة انها القناة الأولى في الوطن العربي التي سوف تهتم بشؤون المسرح وهو ما يعد إضافة ذكية لمجموعة قنوات الشبكة .

كما التقى  اسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح بالدكتور سعيد الناجي مدير مهرجان فاس للمسرح الجامعي بالمغرب، حيث بحث الطرفان سبل التعاون لدعم هذا الحدث المسرحي الجامعي، وقد بسط الدكتور الناجي كل المعوقات التي تواجه المهرجان، خاصة الدعم المادي المحدود لاستضافة المشاركين من فرق وباحثين ومؤطرين مما يدفع المنظمين الى توسيع دائرة البحث عن المدعمين، وياتي هذا اللقاء رغبة من إدارة المهرجان بإشراك الهيئة العربية في المساهمة في فعاليات الدورات المقبلة للمهرجان.
واتفق الطرفان على أن يقدم مهرجان فاس للمسرح الجامعي مقترحاته لأوجه وبرامج التعاون، لتتم دراستها من قبل الأمانة العامة للهيئة العربية للمسرح.

كما التقى  الأمين العام للهيئة العربية للمسرح  اسماعيل عبد الله الفنان حاتم دربال مدير الدورة 19 لأيام قرطاج المسرحية بحضور الحسن النفالي مسؤول الإدارة والتنظيم بالهيئة حيث تباحث الطرفان حول سبل التعاون بين الهيئة والمهرجان وتحيين مذكرة التفاهم الموقعة بينهما. وأشار  حاتم إلى أن إدارة أيام قرطاج المسرحية ترغب في تحيين مذكرة التفاهم الموقعة بين الطرفين والعمل على إيجاد صيغة للتعاون هذه السنة على اعتبار أن تاريخي تنظيم التظاهرتين متقاربان، حيث تم ترحيل موعد أيام قرطاج ليكون في الفترة من 8 إلى 16 ديسمبر  2017، مما يجعله قريباً من الموعد القار لمهرجان المسرح العربي الذي ينظم في الفترة من 10 إلى 16 يناير 2018، وقد اقترحت إدارة قرطاج مؤخراً إنجاز المهرجانين في سياق  احتفالية متواصلة تنطلق من أيام قرطاج إلى نهاية مهرجان المسرح العربي هذا إلى جانب عزم إدارة قرطاج تخصيص تكريم للهيئة العربية للمسرح نظير جهودها لتطوير المسرح العربي.
ومن جانبه أكد إسماعيل عبد الله على أن الهيئة العربية للمسرح تولي اهتماما خاصاً لأيام قرطاج المسرحية وتعتبرها من بين أهم المحطات المسرحية في الوطن العربي، ويهم كل المسرحيين، لذا وقفت الهيئة معه و دعمته في دورتي 2013 و 2015 معنوياً و مادياً، حرصاً منها على استمراره، وعبر عن استعداد الهيئة للتعاون في كل ما يرتبط بالمهرجان. مشيراً إلى أن الأمانة العامة درست مقترحات إدارة هذه الدورة من أيام قرطاج، وتعلن استعدادها لدعم الندوة الفكرية لأيام قرطاج، وتنظيم معرض لمنشورات الهيئة يستمر طيلة أيام قرطاج و في الفترة الفاصلة بين المهرجانين لينتهي بختام مهرجان المسرح العربي. كما تتولى الهيئة في الفترة الفاصلة بين المهرجانين تنظيم أنشطة ترتبط بالتكوين والمسرح المدرسي والمسرح الجامعي ومسرح الهواة و ذلك بالتعاون مع المؤسسات التونسية المعنية بهذا الشأن و التي وقعت مذكرات تفاهم مع الهيئة لتنظيم برامج مشتركة.
كما ناقش الطرفان السعي المشترك لتوثيق ذاكرة أيام قرطاج المسرحية، حيث أشار  اسماعيل عبد الله للخطوات التي تمت في هذا الباب، إذ أنها سعت و اتفقت منذ مدة مع أطراف تونسية بهذا الشأن، متمنيا إعادة احياء المشروع. ووعد من جانبه  حاتم على ان ينكب على الاهتمام بموضوع توثيق مهرجان قرطاج، و العمل على إعادة إحياء الجهود في سبيل ذلك.

و في إطار سلسلة الاجتماعات التي عقدها الأمين العام للهيئة العربية للمسرح على هامش فعاليات الدورة 24 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي، إلتقى  اسماعيل عبد الله مساء الاربعاء 20 شتنبر بالدكتور رشيد أمحجور، المنسق العام للدورة الرابعة للملتقى العربي لفنون العرائس والفرجة الشعبية، الذي يصادف الدورة الثانية لمهرجان دمى طنجة وفنون الادائيات، الذي سينظم بمدينة طنجة المغربية من 30 أكتوبر الى 3 نوفمبر 2017، بالتعاون بين الهيئة العربية للمسرح وجمعية طنجة بوابة افريقيا، بتعاون مع وزارة الثقافة والاتصال بالمغرب.
و قدم الدكتور رشيد أمجور عرضاً مفصلاً عن الاستعدادات الجارية لاحتضان هذه التظاهرة، خاصة ما يرتبط بالبرنامج العام، الذي سيعرف مشاركة 12 عرضاً عرائسياً، 5 عروض منها من المغرب و 4 عروض عربية من الجزائر، تونس، موريتانيا ومصر، إضافة إلى 3 عروض أوروبية، من فرنسا، ألمانيا وروسيا.
هذا الى جانب المؤتمر الفكري، الذي ستشارك فيه ثلة من المختصين في المجال من الوطن العربي، والورشات التكوينية التي سيؤطرها عدد من مبدعي فنون العرائس.
كما سيعرف الملتقى تكريم قامتين عربيتين كبيرتين، هما مارغو ملاتجليان من الأردن وعزيز الفاضلي من المغرب.
كما أشار إلى الجوانب المرتبطة بالإقامة و التغدية والنقل الداخلي والإعلانات الدعائية والتي سترعاها الاطراف الداعمة لهذه التظاهرة وعلى رأسها وزارة الثقافة والاتصال، و كذلك المسرح الوطني محمد الخامس وولاية طنجة تطوان الحسيمة.
بعد اطمئنان  الأمين العام على سير الاستعدادات لهذا الملتقى، أشاد بالجهود المبذولة من طرف المملكة المغربية عموماً ومدينة طنجة خصوصاً لإنجاح هذه الدورة، كما التمس من  أمحجور تبليغ الشكر والامتنان لكل الجهات المدعمة وإلى أعضاء اللجنة التنظيمية متمنيا التوفيق للجميع لإنجاز دورة مميزة.

من الجدير بالذكر أن الملتقى العربي لفنون العرائس و الفرجة الشعبية الذي أطبقته الهيئة العربية للمسرح عام 2013 في الشارقة، قد عقد دورته الثانية في تونس بالتعاون مع المعهد العالي للفن المسرحي و المركز الوطني لفن العرائس، و تم فيه تكريم محيي الدين بن عبد الله من تونس ، و ناجي شاكر من مصر، فيما عقد الملتقى الثالث في القاهرة بالتعاون مع قطاع شؤون الإنتاج و مسرح القاهرة للعرائس، حيث تم تكريم عادل الترتير من فلسطين، و عم صابر المصري.
إضافة لكل ذلك أصدر الملتقى العديد من الكتب المختصة بالعرائس، و نظم السوق العربية للعرائس و الفرجة الشعبية، و صار وجهة للعرائسيين العرب إبداعاً و تنظيماً و تدريباً.

و كانت الهيئة العربية للمسرح قد وقعت إتفاقية حول برنامج ورش التجديد المسرحي مع فرقة الصحوة العمانية يوم الخميس السابع عشر من أغسطس 2017 في مقر الأمانة العامة للهيئة العربية للمسرح بالشارقة، و بإنطلاقتها تكون أول فرقة مسرحية عربية تدشن هذا المشروع علىو هي مفتوحة لكل مسرحي عماني يرغب بذلك و ليست محصورة بفرقة الصحوة فقط.
و يأتي مشروع ورش التجديد المسرحي كما صرح الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، صرح بمناسبة تدشين فرقة الصحوة و إنطلاق سير عملها أن مشروع ورش التجديد المسرحي جاء إنطلاقاً من استراتيجية الهيئة العربية للمسرح في إطار عملها لتنمية المسرح في الوطن العربي “نحو مسرح عربي جديد ومتجدد”، وانتباهاً لتجربة استضافة عروض مسرحية عربية ضمن فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان المسرح العربي في الجزائر، فقد قرر مجلس الأمناء إطلاق مشروع (ورش التجديد المسرحي) لفائدة ثلاث دول بحد أعلى في كل عام، و قد تم اختيار (موريتانيا، السودان، و سلطنة عمان في العام 2017) و سيتم العمل في هذه الورش الثلاث لتحقيق أهداف المشروع الأساسية بنقل الخبرات المسرحية لمن يحتاجها و استلهام الموروث الثقافي على صعيدي الشكل والمضمون وتطوير وسائل توظيفها في العرض المسرحي، و إنجاز عمل مسرحي يمكن أن يستضاف ضمن فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان المسرح العربي، مضيفاً أن ورش التجديد المسرحي هي مسار جديد يضاف إلى جهود تنمية و تطوير المسرح في كافة أرجاء الوطن العربي التي تأسست عليها الهيئة بهدي من رؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.

"ناشئة الشارقة" يبدعون في فن الإيماء وصناعة المشهد

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption