أختيار لغة الموقع
أخبار مسرحية
آخر المنشورات في صور
الجمعة، 7 يوليو 2017
الجسد ولغات فرجات المسرح الجامعي حاضرة في المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء في دورته 29
مجلة الفنون المسرحية
الجسد ولغات فرجات المسرح الجامعي حاضرة في المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء في دورته 29
عتيقة الفحلي
أصبح المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء ملتقى للشباب من العالم وملتقى الأفكار والتجارب والمدارس المسرحية المتنوعة التي تمثل المعمور، إذ تحضر خلال فعالياته وعبر جل دوراته إبداعات جل الأعلام المسرحية القديمة والحديثة، إما من خلال نصوصها أو نظرياتها أو إضافاتها الفنية والتقنية، وإما في مرحلة ما بعد، أي مرحلة التطوير والتجريب والانتماء للمسرح المعاصر.
يرتبط المسرح الجامعي أساسا بالتجريب لأن دور البحث المسرحي أساسا، أن يقدم التشخيص والإخراج والسينوغرافيا والرؤية الفنية الأخرى، إذ ليس المطلوب من الشباب الجامعي الذي يمثل العالم التكرار والاجترار أو حتى الإبهار الشكلي المضحي بالمضمون والبعد الفكري والتقني؛ لذا يقدم هذا النوع من المسرح مقترحات وتصورات وجديدا إبداعيا مترجما ومحققا في العروض المسرحية التي تراهن على هذا البعد التجريبي، ولا تضحي بالفرجة التي هي شرط وتعاقد مع المتلقي لفرجات المسرح الجامعي الذي اعتاد على عروض مسرحية مختلفة في الشكل والمضمون، وإن كانت تقدم داخل التصور المسرحي المعتاد وداخل العلبة الإيطالية المحددة للفضاء المسرحي، "الخشبة" بجداراتها الأربع وستائرها المحددة لجغرافية مكان الحدث في مواجهة إنارة مسرحية تحقق الزمن والحالة..
كل هذه الأطروحات والرهانات حاضرة في فرجات عروض المسرح الجامعي، لذا يحضر البعد التواصلي التكويني في أدب المسرح الجامعي وفكره وفنه، من خلال الورشات التي انطلق بها الافتتاح التكوني للمهرجان ومدتها ثلاثة أيام بفضاء كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، الجهة المنظمة للمهرجان. يؤطرها خبراء مغاربة وأجانب، تجمعهم خاصية مخاطبة الجسد وفك ألغامه التعبيرية وبلاغته التواصلية ليكون حضوره على الخشبة انسيابا ورمزا وآلية وعطاء وروحا ولغات قد تكون فحواها أبلغ من اللغات التخاطبية.
تراهن الورشات السبع على إدخالنا إلى "مختبر تدريب الممثل" في الورشة الأولى ليعزف الممثل المتكون الطالب والباحث وعشاق المسرح بنوتات موزونة على آلة الممثل التعبيرية المتمثلة في الجسد وتأتي الورشة الثانية تكاملا وتتمة لـ"اشتغال الجسد فوق الخشبة" أي تحقيق الغاية من مختبر الممثل، ثم الورشة الثالثة التي تحدد موقع "الجسد بين التمسرح والفضاء الإبداعي" وتخابطها الورشة الرابعة" الفن الدرامي بين الإبداع والإخراج" الذي يعطينا رؤية العين التي تلتقط لغة الجسد وتتعامل معه كآلية ترسم بها لوحاتها وتركب بها جملتها التعبيرية الواضحة غير اللاحنة، وتأتي الورشة الخامسة،"تدريب الممثل: تقنيات الدفاع عن النفس في خدمة المسرح" لتحدد الهدف وتقوم بتدريب الممثل، والمعنى به جسده، ليس على المستوى الشكل لأن الجسد لا يمكن أن يأخذ تلك الصفة والاسم إلا بحركيته وتحركه، وإلا فهو صنم وحجر، وهنا تدخل على الخط الورشة السادسة "كاتاكالي: رقص درامي، حركة وإيقاع" لأن الجسد الذي لا يرقص أو بلغة درامية لايتكلم ولا يفصح عن جمله ونصه وتعبيره يعد جسدا أصم ومشلولا من الحركة، تلك الحركة التي لها إيقاعها ونبضها، وهنا يأتي دور الورشة السابعة التي تقترح مقارنة بين جسد حي وآخر يأخذ حياته من الحركة والتحريك، وهي ورشة "تقنيات تحريك الدمى وتوظيفها".
هو مدخل انطلقت به العروض المسرحية بمقترحاتها الفنية والتقنية، لكل من ألمانيا، إيطاليا، روسيا، تونس، الجزائر، مصر، المكسيك، والمغرب البلد المنظم من خلال 17 عرضا مسرحيا من 4 إلى 9 يوليوز 2017، في مسارح الدار البيضاء، بشعار: "الحركة" خاصية المسرح المعاصر، وبتيمة محورها العام قضايا مشتركة بين السقوط والجنون والتسلط والهم الإنساني والأنطلوجي، لكن الاختلاف كان في طريقة التناول وترجمة الحكي بالجسد، الذي لوحظ تفاوت التعامل معه، والمسافة الزمنية الفاصلة بينهما بين ثقافة الشرق والغرب: الجسد الشرقي منطو على ذاته منكمش داخليا يتحرك وكأنه مشدود إلى الوراء لأن الحركة ليس دينامية آلية بل ترجمانا على سفر الروح وانطلاقتها، وهذا ما يؤكد انطلاقة وبلاغة الجسد الغربي المترجم لثقافة قطعت خطوات طويلة وفكت عقدها مع الذات والعالم بين الأنا والآخر..
هناك عروض مسرحية بقيت داخل تصور التجريب، وخلقت من الجسد نصا مسرحيا، وهناك عروض مسرحية أخرى بقيت ملتزمة بالنموذج السائد المعتمد على النص أو السائر في طريقه، إما اقتباسا أو موالفة وتوليفا واستنباتا وإما استحضارا للفكرة والحدث والتصرف فيها دراميا..
فعلا التجريب هو خاصية المسرح الجامعي لكن الملاحظة أنه يتفاوت تحققه في المنجر من العروض المسرحية الجامعية، والأمر يعود في رأيي إلى قضية استمرارية فكر المسرح الجامعي، الذي له تجربة قارة في الفكرة والتصور والتنظيم لكن روادها ومشتلها "الشباب" في تغير مستمر، فكيف يتم التوافق لتحضر خصوصية تجربة المسرح الجامعي وتجريبية؟ا
'مسرح إسطنبولي' يعمم الفن الرابع على كل المناطق اللبنانية
مجلة الفنون المسرحية
'مسرح إسطنبولي' يعمم الفن الرابع على كل المناطق اللبنانية
أعلنت إدارة “مسرح إسطنبولي” و”جمعية تيرو للفنون” عن إقامة الدورة الثانية من مهرجان لبنان المسرحي الدولي في الفترة الممتدة من 19 إلى غاية 24 أغسطس القادم، في مدينة صور، والنبطية، وجزين، وبنت جبيل وطرابلس.
تم في الثلاثين من يونيو الماضي إغلاق باب ترشحات عروض الفرق المحلية والعربية والأجنبية التي من المزمع أن تشارك في الدورة الثانية من مهرجان لبنان المسرحي الدولي، الذي سينعقد في الفترة الممتدة بين الـ19 من أغسطس القادم والـ24 منه.
وتتنافس العروض في المسابقة الرسمية للمهرجان الذي ينظمه كل من “مسرح إسطنبولي” و”جمعية تيرو للفنون” على جائزة أفضل ممثل وممثلة وجائزة أفضل إخراج وأفضل نص وأفضل سينوغرافيا وأفضل عمل متكامل.
وعبرت اللجنة المنظمة عن أهمية إقامة المهرجان في مناطق مختلفة، مع وجود ورش تكوينية وندوات ومناقشات، مما يساهم في بناء جمهور ويؤسس لثقافة مسرحية في جميع المناطق تحقيقا للإنماء الثقافي المتوازي في وجه المركزية والتهميش الثقافي الذي تعانيه بعض المناطق اللبنانية.
ويقوم “مسرح إسطنبولي” حاليا بإعادة ترميم وتأهيل “سينما ريفولي” في مدينة صور بعد 29 عاما، والتي أقفلت عام 1988 بعد تراجع الحركة السينمائية في لبنان، فإثر إعادة فريقه افتتاح “سينما الحمرا” بعد 30 عاما، وتأسيسه وإطلاقه لمهرجان صور المسرحي والسينمائي والموسيقي لدورات متتالية بمشاركة فنانين لبنانيين وعرب وأجانب، عاد الفريق العام الماضي وافتتح “سينما ستارز” في مدينة النبطية بعد 27 عاما، وأطلق فيها مهرجان لبنان المسرحي والسينمائي الدولي.
فضلا عن تأسيسه “محترف تيرو للفنون” للتدريب المجاني على المسرح والسينما والتصوير والرسم في القرى والبلدات اللبنانية، ليشكل بذلك ظاهرة ثقافية وحالة فنية فريدة من حيث إيجاد منصات ثقافية جديدة وإقامة المهرجانات والعروض وأسابيع الأفلام والكرنفالات.
هذا وعرضت أعمال “محترف تيرو للفنون” في كل من تونس والجزائر والمغرب والكويت والأردن والبرتغال وهولندا وتشيلي وجورجيا واليونان، ضمن مهرجانات وعروض حصدت الفرقة من خلالها جائزة أفضل عمل مسرحي من وزارة الثقافة اللبنانية في مهرجانات الجامعات عام 2009، وجائزة أفضل ممثل في مهرجان عشيات طقوس بالأردن عام 2013، أما عمل “تجربة الجدار” الذي شارك في مهرجان ألماغرو الإسباني فيعتبر أول عمل عربي يدخل في المسابقة الرسمية للمهرجان في عام 2011.
وشركة “مسرح إسطنبولي” الجهة المنظمة لمهرجان لبنان المسرحي الدولي في دورته الثانية، هي شركة عربية تهتم بمختلف الفنون، أسسها الممثل والمخرج اللبناني الفلسطيني الشاب قاسم الإسطنبولي (31 سنة) في لبنان عام 2006، وتعتمد جميع العروض المسرحية على الفضاء المفتوح، أي مسرح الشارع ومسرح الشنطة (الحقيبة).
ويطمح المخرج اللبناني الشاب من خلال مبادراته الفنية المتعددة سواء من خلال إعادة ترميم وتأهيل أكثر من فضاء ثقافي لبناني مهجور، أو عبر أعماله المسرحية إلى تكوين مسرح للناس منهم وإليهم، ينقل معاناتهم وأحلامهم وتطلعاتهم، إذ يقول “أطمح إلى إرساء مسرح مجاني أو شبه مجاني يعمل أيضا على توثيق الأعمال والتجارب الفنية العربية وإمكانية نقلها وعرضها بين الدول العربية والأجنبية”.
وقاسم إسطنبولي ممثل ومخرج مسرحي لبناني فلسطيني لقب بفنان القضية وبفنان الشارع، لأنه يعبر عن الواقع العربي في جميع المناسبات والمسرحيات التي قدمها عبر جولاته العربية والأوروبية، ولاهتمامه بالقضية الفلسطينية والقضايا الإنسانية بشكل عام. وتعتبر مسرحيات “قوم يابا” و”تجربة الجدار” و”زنقة زنقة” من أشهر أعمال “مسرح إسطنبولي” ومخرجه.
------------------------------------
المصدر : جريدة العرب
تفاصيل مؤتمر مهرجان المسرح العربي في تونس
مجلة الفنون المسرحية
تفاصيل مؤتمر مهرجان المسرح العربي في تونس
تفاصيل مؤتمر مهرجان المسرح العربي في تونس
حرصت الهيئة العربية للمسرح، على تنظيم ملتقى فكري ضمن "مهرجان المسرح العربي"، واستعدادًا لدورته العاشرة في تونس خلال الفترة من 10 إلى 16 يناير 2018، أعلنت الهيئة تنظيم "ملتقى فكري" سيخصص لمناقشة موضوع "السلطة والمعرفة فى المسرح".
وأوضح البيان، أن الملتقى سيتطرق إلى 4 محاور، أولها المسرح فى علاقته بالمعرفة وسيناقش المعرفة فى المفهوم الفلسفى والأنتربولوجى والعملي، وعلاقتها بالفنون بصفة عامة، وبالظاهرة المسرحية على وجه الخصوص، اعتمادًا على أمثلة من تاريخ المسرح العالمى ومن تجارب محددة، والمحور الثانى المسرح فى علاقته بالسلطة وسيناقش تحديد مفهوم السلطة، باعتبارها متعددة ومتغيرة على الدوام، وكذلك فى علاقتها بمفاهيم الحرية والخصوصية، اعتمادًا على مرجعيات ونماذج من النظريات والممارسات المسرحية العالمية والعربية.
المحور الثالث سيتطرق إلى "سلطة المؤلف ومعارفه"، وسيناقش الدور التاريخى والجمالى للمؤلف المسرحي، ومسار السلطة لديه من الهيمنة إلى التلاشى التدريجي، بالاعتماد على نماذج عالمية وعربية، ومواصفات ثقافة المؤلف المسرحى الراهنة، وموقعه ضمن مجالات الكتابة.
والمحور الرابع عن "سلطات ومعارف صناع العرض" وسيناقش تحول السلطة فى المسرح إلى أكثر من صانع، وانعكاساتها على بناء العرض المسرحي، وعلى الثقافة المسرحية والفرجوية بصفة عامة من خلال تأثير التطور الفكرى والتكنولوجى فى أشكال الفرجة، وتأثيرها فى التلقى والذوق الجمالي.
وطلبات المشاركة فى هذا الملتقى مفتوحة لكل المسرحيين والباحثين العرب، لكن اللجنة المشرفة عليه ستنظر فى طلبات المشاركة، وستعلن المشاركات المقبولة فى أغسطس المقبل.
الخميس، 6 يوليو 2017
أفتتاح المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء الدورة 29
مجلة الفنون المسرحية
| لجنة التحكيم برئاسة غنام غنام |
أفتتاح المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء الدورة29
أحمد طنيش :
بالي ميلانو الإيطالي يستضيف المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء في ألف ليلة وليلة، مع شهرزاد..
عاشت الدار البيضاء ليلة الثلاثاء 4 يوليوز 2017، لحظات سفر فني وثقافي ومسرحي مع افتتاح فعاليات الدورة 29 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء..
أجمعت الكلمات الافتتاحية التي قدم فيها كل من رئيس جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء، إدريس المنصوري، وممثل السيد الكاتب العام للتعليم العالي، وقنصل إيطاليا بالمغرب، أن المهرجان الدولي للمسرح الجامعي يعد محطة إبداعية وتواصلية بامتياز ويشهد على ذلك صداها الدولي وتواصلها الفني والثقافي لعمر يصل إلى 29 سنة كون فيها المهرجان عبر انفتاحه على الشباب والمسرح والجامعة شبكة من العلاقات الدولية مما يشكل ديبلوماسية ثقافية مؤسسة للفعل الإنساني والإبداعي منطلقه البيضاء..
جاء في كلمة رئيس المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، عميد كلية الآدب بنمسيك، ذ.عبد القادر كنكاي أن المهرجان يعيش خلال دورته 29 دورة أخرى تزكي استمرارية المشروع الثقافي لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، بهذا المشروع الذي يراهم على عدة الأهداف ومنها:
ـ تعزيز دور الكلية والجامعة في التنمية المحلية للدار البيضاء.
ـ تنشيط مدينة الدار البيضاء.
ـ تقوية دبلوماسية ثقافية موازية تزيد من إشعاع المغرب جهويا ودوليا باعتباره بلد للقاء والحوار والتسامح والانفتاح.
اختارت اللجنة المنظمة الاحتفاء إيطاليا كضيف شرف لهذه الدورة، حيث اعتبر السيد القنصل الإيطالي بالمغرب أن هذه استضافة تأكيد لأواصر التلاقح الثقافي الذي يجمع إيطاليا بالمغرب، وقد جاء محور "الحركة" كبصمة لهوية هذه الدورة لكونها خاصية مميزة للمسرح الإيطالي، وأيضا لما للحركة من أهمية في كل المجالات على المستوى الحقيقي والافتراضي، وهي محاورة خصصت لا ندوة ستمر أطوارها خلال فعاليات هذا المهرجان..
| حضور رسمي |
يتكامل محور الدورة مع الحركة والدينامية التي يعرفها المغرب على المستويات الدبلوماسية والفكرية والاجتماعية في إفريقيا وآسيا وأمريكا وأوروبا وفي العالم العربي، مع استحضار الحركة وحركية جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء التي أصبحت من أهم الجامعات في المغرب بعدد طلابها ومستوى انتاجها العلمي والثقافي، وهناك أيضا حركة ودينامية جهة الدار البيضاء-سطات القطب الاقتصادي والجامعي والاستراتيجي، المنفتح على المستقبل..
في ظل الحركة كشعار، يحتفي المهرجان في دورته 29 بالمسرح المغربي، في شخص الممثلين المقتدرين الذين لهما صيت ومكانة اعتبارية وطنية ودولية، فاطمة هراندي، وصلاح الدين بنموسى، اللذين اعتبرا تكريمهما تكريما لمسار فني صادق مورست في المهمة الفنية بجب وتفان واجتهاد وهي فرصة وجهت فيها التحية للجهة المنظمة التي فكرت فيهما كما وجهت رسائل إلى الشباب المغربي وشباب العالم أن المسرح ملتقى التواصل والفكر والعلم كما احتفى المهرجان بالمخرجة المغربية أسماء حوري، التي نالت بعملها المسرحي "خريف" الجائزة الأولى للمسرح العربي المنظم من طرف الهيئة العربية للمسرح..والاحتفاء بالمسرح المغربي هنا يلتقي بالاحتفاء بالمسرح العربي من خلال اسناد رئاسة التحكيم إلى المبدع الكاتب والمخرج والممثل غنام غنام الفلسطيني الجنسية ويحضر ضمن فعاليات لجنة التحكيم الروائي والكاتب والباحث في الثقافة وأدب الرحلة الأستاذ شعيب حليفي، وباسم دولة إيطاليا تضم لجنة التحكيم المبدع في الرقص وأحد رواده ومدير مؤسسة البالي الصغير لميلانو، كارلو بيسطا carlo Pesta، والمبدعة والفنانة اللبنانية الكندية ندة حمصي.
تكرم الدورة 29 الصحافة المغربية في شخص مدير محطة عين الشق للإذاعة والتلفزة الصحفي المقتدر الأستاذ أحمد كليكم، وتسجل تحية اعتراف للكاتب العام السابق لكلية بنمسيك الذي يعد من المؤسسين للفعل الثقافي في الكلية السيد محمد الأزور.. ويسجل المهرجان هذه السنة التفاتة فنية واحتفاء بالتشكيل بحيث ينظم ضمن فعاليات معرضا تشكيليا للأستاذ عز الدين الهامشي الإدريس، أحد فعاليات المهرجان المؤسسين.
| رئيس المهرجان د.عبد القادر كنكاي |
حضرت كل الوفود المسرحية المشاركة من إيطاليا، ألمانيا، تونس، مصر، الجزائر، فرنسا، المكسيك، روسيا، كوريا الجنوبية..
كانت بهجة اللقاء المهرجاني، الهدية الفنية التي خصت بها إيطاليا رد التحية، حيث صممت عرضا مسرحيا مستوحى من ألف ليلة وليلة، عن شهرزاد، خصيصا للمهرجان، يقدم في عرضه الأول بالمغرب قبل أن يبرمج في مسارح وأبيرا إيطاليا خلال الموسم الثقافي ل2018 العرض الراقص ناقش جسد وحركية المرأة في مواجهة سلطة الرجل وشهوته عبر سلطة الحكي، وكانت سلطة الحكي في هذا العرض الإيطالي للجسد الذي عطل لغة الكلام لتحضر أقدم لغة، لغة الرقص والتعبير الجسدي، الذي قال به طاقم العرض وعددهم 17 راقصا كل شيء عن الحكاية، التي ساهم في توصيل رسالتها ورموزها الملابس والسينوغرافيا والأكسسوارات الواصفة للفضاء العربي الحاضر في المخيلة والمستوحى من التراث والأدب.
تنطلق في اليوم الثاني من المهرجان، الورشات السبع التكوينية، في مهن وتقنيات المسرح، لصالح الشباب الجامعي والعموم المهتمين وعشاق المسرح بالدار البيضاء هذه الورشات التي تكمل من جانبها العملي تواصلها مع الجسد المرتبط جدليا بالحركة، وتنطلق العروض المسرحية، التي ستناقش ليلا وهو مجال تكويني آخر مواز تتلاقح فيه الثقافات وتتبادل فيه الخبرات وتنفتح فيه التجارب على بعضها البعض.
كما ينفتح المهرجان بعروضه المسرحية على كل البيضاويين وضيوف البيضاء، في فضاءات مسرحية موزعة على جغرافية موسعة، ببنمسيك بفضاء عبد الله العروي بالكلية وبسيدي عثمان بفضاء مسرح مولاي رشيد القريب من الحي المحمدي وبورنازيل وسباتة، وبالحي الحسني باستوديو الفنون الحية، وبوسط المدينة ملتقى الأحياء البيضاوية بالمعهد الفرنسي ومسرح سيدي بلويط ومسرح القنصلية الإيطالية، والمعرض التشكيلة بطريق الجديدة بالمكتبة الوسائطية محمد السقاط.
دار الثقافة والنشر الكردية تعقد ندوة بعنوان المسرح الكوردي في العراق أنموذجاً
مجلة الفنون المسرحية
دار الثقافة والنشر الكردية تعقد ندوة بعنوان المسرح الكوردي في العراق أنموذجاً
دار الثقافة والنشر الكردية تعقد ندوة بعنوان المسرح الكوردي في العراق أنموذجاً
بحضور وكيل وزارة السياحة والآثار العراقي فوزي الاتروشي، وإشراف مدير عام دار الثقافة والنشر الكوردية ئاوات حسن أمين عقدت الدار ندوة حوارية بعنوان (المسرح الكوردي في العراق أنموذجاً) اليوم الأربعاء الخامس من يوليو 2017 وعلى قاعة الدار، ضيفت فيها المخرج والناقد المسرحي بشار عليوي, وأدار الندوة جيان عقراوي مديرة قسم العلاقات والإعلام في الدار.
ورحب مدير عام الدار بالضيف المحاضر ووصفه بأنه احد الأقلام الرصينة والجادة والذي كان له تواجد منذ كان في كوردستان وهو بمثابة سفير النقد المعبر عن المسرح الكوردي.
وأكد الناقد المسرحي بأن مفهوم المسرح الكوردي مازال مغيباً بشكل كامل عن الفعل النقدي, فالحركة المسرحية الكوردية تعاني من أزمتين, الأولى هي أزمة النص المسرحي الكوردي والمتمثلة بقلة النصوص المكتوبة بأقلام كتاب كورد مما افقد المسرح الكوردي خصوصيته المستوحاة من بيئته الحاضنة له ,أما الأزمة الثانية التي تعاني منها الحركة المسرحية الكوردية هي غياب شبه كامل للفعل النقدي للعروض المسرحية, وسببه افتقار المسرح إلى وجود نقاد مسرحيين متخصصين باستثناء القليلين الذين لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة, فضلاً عن عدم وجود تلاقح ثقافي بين مسرحيو إقليم كوردستان ونظرائهم في المحافظات العراقية الأخرى, فهناك ضبابية شبه تامة لدى كل طرف عما يقدمه الطرف الآخر من نتاجات مسرحية.
وأشار وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي بمداخله حول الموضع بان كثيرين من الكورد يكتبون باللغة العربية فهناك من يكتب من البداية إلى النهاية باللغة العربية باعتبارها لغة الأغلبية, مشيراً إلى أن الترجمة في العراق ضعيفة كون العربي لا يقّبل على تعلم الكوردية ولا الكورد يقّبلون على تعلم التركمانية.
مسرحية «ضياع» و«حلم».. جديد مسرح الشارع العراقي ضمن فعاليات مهرجان المسرح القومي
مجلة الفنون المسرحية
مسرحية «ضياع» و«حلم».. جديد مسرح الشارع العراقي ضمن فعاليات مهرجان المسرح القومي
كشفت إدارة المهرجان القومي للمسرح تقديم قسم جديد ضمن فعاليات الدورة المقبلة، وهو " نظرة ما" أحد الأقسام المستحدثة في دورة العام الجاري من دورات المهرجان القومي للمسرح "دورة الدكتورة نهاد صليحة"، والمعني بالإطلال علي أشكال غير تقليدية من المسرح، والذي يُقدم للجمهور هذه المرة إطلالة علي مسرح الشارع، بمشاركة عرضين من دولة العراق الشقيقة.
العرض الأول"ضياع" لفرقة نادي مسرح بابل، تأليف وإخراج بشار عليوي، وترصد أحداثه ملامح الإرهاب الأسود الذي ضرب بلاد الرافدين.
ويقول مخرجه "ثمةَ شعب حي ومُتيقظ جيدًا لمن يُريد أن يُضيع البلاد والعِباد.. هو واقع مُشترك مع غالبية البُلدان ذات القواسم المُشتركة في اللغة والتاريخ والدين والحضارة والتُراث".
العرض الثاني "حلم" لفرقة مسرح "هاوار كركوك"، تأليف وإخراج نجاة نجم، وتدور أحداثه حول المُعاناة الدائمة التي يتعرض لها ذوي الإعاقة البدنية، ومحاولتهم العيش بصورة طبيعية وذلك في قالب إنساني بسيط.
جدل حول عرض ميشال بوجناح على مسرح قرطاج: وزارة الثقافة تتدخل
مجلة الفنون المسرحية
جدل حول عرض ميشال بوجناح على مسرح قرطاج: وزارة الثقافة تتدخل
جدل حول عرض ميشال بوجناح على مسرح قرطاج: وزارة الثقافة تتدخل
أفادت وزارة الشؤون الثقافية في بلاغ لها بأنه على إثر الجدل الذي اثير حول العرض المخصص للكوميدي ميشال بوجناح على مسرح قرطاج، واعتبارا لحساسية الموضوع واتخاذه مسارا سياسيا خرج عن سياقه الثقافي، فإنها ستقوم بمشاورات مع المجتمع المدني والأطراف ذات الصلة وذلك في نطاق مبدأ التشاور والتشاركية في أخذ القرار والذي لا بد أن يأخذ في نهاية الأمر المصلحة العليا الوطنية التي تعلو فوق كل اعتبار.
وقال البيان أنه "اعتبار للرسائل التي اتعض منها التونسيون وتفعيلا لمبادئ 17 ديسمبر / 14 جانفي 2011 و التي نادت بالقطع البات مع أساليب الماضي وتغول الإدارة الثقافية وتفعيل الشراكة مع الشخصيات الثقافية والمجتمع المدني في إدارة التظاهرات و المهرجانات الدولية و الوطنية و الجهوية، فإن وزارة الشؤون الثقافية عاقدة العزم على الالتزام بهذه المبادئ إذ أنها لا تتدخل في المضامين والمحتويات التي يتفق حولها أعضاء الهيئات والجمعيات المديرة.
و في ذلك تقيد بقيم و تفاصيل دستور الجمهورية الثانية الذي ينادي بتفعيل الديمقراطية التشاركية والحرص على إشراك الكفاءات و المجتمع المدني في اتخاذ القرار و صنعه مركزيا و جهويا.
وهذا المبدأ ينسحب على جميع التظاهرات والمهرجانات وإعداد النصوص التشريعية و الإصلاحات الهيكلية التي تشهدها الوزارة منذ انطلاق عملها في سياق حكومة الوحدة الوطنية. _ إن مناصرة القضية الفلسطينية من ثوابت السياسات التونسية وقناعات وزارة الشؤون الثقافية التي لم تدخر أي جهد لمزيد دعم التعاون الثنائي بين تونس وفلسطين والتأكيد على حضور المثقفين والمبدعين الفلسطينيين للمشاركة في أغلب التظاهرات التي تنظمها الوزارة".
وكان الاتحاد العام التونسي للشغل دعا وزارة الشؤون الثقافية إلى إلغاء عرض ميشال بوجناح على مسرح قرطاج الاثري ومن كل المسارح التونسية لمواقفه الصهيونية.
-------------------------------------------------------------
المصدر : نسمة
الأربعاء، 5 يوليو 2017
الثلاثاء، 4 يوليو 2017
جرجس شكري خارجاً «بملابس المسرح» إلى فضاء الثورة
مجلة الفنون المسرحية
جرجس شكري خارجاً «بملابس المسرح» إلى فضاء الثورة
نورا أمين
في كتابه الحائز جائزة الدولة التشجيعية، «الخروج بملابس المسرح» (الهيئة المصرية العامة للكتاب)، يتجاوز جرجس شكري المفهوم الشائع للنقد المسرحي كما اعتدناه في الأدبيات العربية. إنه يؤسس لكتابة نقدية جديدة تتمحور بالأساس حول الواقع لكن من منظور مسرحي. إنها تلك الكتابة التي تتعامل مع الوقائع اليومية والسياسية كمجال للفرجة وللتأويل المسرحي.
في «الخروج بملابس المسرح»، يتعرض جرجس شكري بالنقد والتحليل للعروض المسرحية التي ظهرت من 2011 إلى 2014، وهو عمل ينطوي على جهد ضخم في متابعة المشهد المسرحي بمجالاته كافة، مِن مسرح الدولة إلى مسرح القطاع الخاص إلى نشاط الهواة والمسرح المستقل. والأهم من هذا الجهد هو القدرة على الحفاظ على خط متصل في الرؤية والتحليل على مدار أربع سنوات من المشاهدة ومن الكم الهائل من العروض. لذلك فالعمل يتجاوز بكثير فكرة التجميع والرصد إلى فكرة التحليل والربط. ومن ثم يذهب الكاتب إلى تصنيف العروض المسرحية في علاقتها بموضوع الثورة المصرية في تلك الفترة، وينتهي تصنيفه إلى إدراج عدد كبير من العروض في خانة «مسرح الادعاء» الذي يريد أن ينتمي إلى الثورة في شكل متسرع ومُلفَّق: «ليأتي الناتج الطبيعي لأربع سنوات من العروض المتباينة فنياً، بعيداً من مسرح الثورة أو دراما الثورة أو حتى توثيق وقائع الثورة كما كنتُ أعتقد في البداية، بل مجموعة من المشاهد العشوائية، وهذا هو رد الفعل الطبيعي للصدمة التي أصابت المسرحيين بعد الثورة، (...) حيث اكتشف هؤلاء عجزهم وتأخرهم في فهم الواقع وصياغته مسرحياً، بعد أن عاشوا سنوات طويلة في مسرح زائف وكاذب، وفجأة حين أصبحوا أمام أفعال حقيقية، شعروا بالعجز، وراحوا يقلدون الواقع» (ص202).
نظرة نقدية
التحليل الذي يقدمه الكاتب لعدد لا بأس به من العروض التقليدية يستند إلى نظرة نقدية عميقة في العلاقة بين الممارسات المسرحية المصرية ومواضعاتها من ناحية، ومفهوم السلطة والثورة والتجديد من ناحية أخرى. من هنا تتبدى المشروعية الكاملة لتساؤله عن الكيفية التي يمكن بها أن يقدم مسرح السلطة عروضاً عن الثورة. كيف يمكن لمسرح إبداعه مكبَّل بالقيود- وتراثه يكاد يكون متماهياً مع السلطة والنظام إلى أبعد الحدود وعلى مدار عشرات السنين- أن يتحول بين عشية وضحاها ليكون هو نفسه مسرح الثورة؟! ويتجاوز هذا التساؤل المضمون الفني والخطاب الفكري والسياسي ليشمل بالضرورة كيفية صناعة العرض درامياً وجمالياته وأداءه التمثيلي. فتلك العناصر الفنية كان يجب أيضاً تثويرها. كان يجب المرور بثورة فنية ومعرفية ومسرحية داخل الوسط ذاته قبل أن يتم إنتاج أعمال عن الثورة. فكيف تنتج عملاً يفترض أنه عن الثورة بينما هو مصنوع داخل النسق المعرفي والإبداعي لتراث القهر والسلطة؟!
وعلى رغم أن نماذج العروض التي يطرحها الكاتب بوصفها أفلتت من فخ تراث السلطة، تكاد تعد على أصابع اليد الواحدة، إلا أنها تصلح كنموذج مضاد كي نتبين وجهة نظر شكري تفصيلياً في ما يراه مفقوداً عموماً، وموجوداً، عند ندرة من صناع المسرح. ويظل الإسهام الأكبر والفارق لجرجس شكري في هذا العمل هو النص الإبداعي الواقع خارج تحليله للعروض المسرحية. وأكاد أقول إن هذا النص العابر لصفحات الكتاب من شأنه أن يصنع عملاً مستقلاً لو تم تطويره مستقبلاً بحيث يحصل القارئ العربي على مرجع جديد في النظر إلى واقعه السياسي من منظور الفرجة. وحتى لو لم يطور جرجس شكري من أطروحته كي تتحول إلى نظرية مكتملة، فإن تعامله مع الوقائع السياسية ومشهدها في الفضاء العمومي المصري يظل نصاً إبداعياً بامتياز، وإن ظهر موزعاً بين فصول «الخروج بملابس المسرح».
إنه يعرض على القارئ الواقع السياسي على مدار أربع سنوات بطريقة مشهدية، فها هو يسرد علينا وقائع ميدان التحرير وحركة الجموع وأحداث أيام الجمعة المتتالية والخطب الرئاسية والتظاهرات والاحتجاجات وتفاصيل الموت والقتل والدهس والاستشهاد، وصولاً إلى عام 2014. إنه يؤرخ ليوميات الوطن، لكنه لا يفعل ذلك كله بمنطق القاص ولا بمنطق الحكاء أو الشاعر، إنما بمنطق الدراماتورغ. يتحول جرجس شكري من شخصية الناقد المسرحي الذي يحلل العروض وينقدها ويصنفها إلى شخصية الدراماتورغ صانع النص المسرحي، عندما يترك الواقع المسرحي جانباً وينتقل إلى مشهدية الواقع. يرتب جرجس/ الدراماتورغ المشهد ويصفه بلغة درامية ويجسد أمام أعيننا كقراء مشهدية حواسية كاملة هي نفسها واقعنا الذي عشناه لكن بعد أن تحول إلى كائن لغوي درامي. يمسرح جرجس وقائعنا كي يمنح– ربما- للمسرحيين أنفسهم محل النقد نصاً موازياً ملهماً لصناعة عروض جديدة أو لفهم ما ينقص عروضهم الثورية.
الواقع نصاً درامياً
بمهارته الفائقة في الكتابة وتمكنه من نواصي حرفتها، يرد لنا جرجس شكري ثورتنا وواقعنا السياسي كنص درامي بين دفتي كتاب، فيتحول هكذا بطريقة سحرية من كاتب «يتابع» بالنقد، إلى مبدع «يسبق» بصناعة النص. إنه يحيي تراثاً قديماً وسلوكاً إنسانياً– وعادة مصرية تدعمها لغة كاملة- من النظر إلى الواقع بوصفه «مفبركاً»، ومن النظر إلى الواقع السياسي في اعتباره تمثيلية، تلك التمثيلية التي هي بالأساس تظاهرة فرجوية قائمة على التواطؤ، وهي الطريقة نفسها التي يعرف بها المسرح نفسه من خلال المشاهد التي تتضمنها عروض كلاسيكية عن «المسرحية» أو التمثيلية» (كمشهد التمثيلية في مسرحية «هاملت» لشكسبير، ومثل العديد من عروض المسرح الشعبي والأراجوز التي يقوم فيها الأبطال بـ «تمثيلية» داخل المسرحية فيما يمكن تأويله كتعريف مرآوي). تمتلئ لغتنا وسلوكياتنا ونظرتنا للواقع وللسياسة بإشارات تخص المسرح والفرجة، أو على الأقل تخصهما باعتبارهما معادلين للنفاق وللكذب والادعاء والخداع. تتماهى «التمثيلية» الفنية مع «التمثيلية» التي نعيشها في موقف واقعية، ربما يختلف عنصر المهنية من حيث إن «الممثلين» في العرض مهنيون ويعملون علانية في هذا الحقل، بينما الآخرون أناس «يمثلون» كجزء من ممارساتهم الحياتية، يمثلون كطبيعة من طبائع هوياتهم المتلونة الملفقة. لكن جرجس شكري يتكئ على هذا التراث وعلى هذا المنظور– الاجتماعي أيضاً- لكي يقلبه، فهو يعرض لنا وقائعنا العامة- والمعروفة لنا سلفاً- بطريقة مسرحية، لا لكي يعرض زيفها بل ليفضح زيف المسرح المهني. إنه يتيح لنا النظر والفرجة على واقعنا بعيون مسرحية وثائقية، كشهادة حية ودرامية، لنكتشف بتلك العيون نفسها أن مسرحنا لم يصل إلى قامة تلك الدراما بصدقها ومشهديتها. حمل الواقع مكوناته الدرامية، مشهديته، فرجته، بينما انفصل المسرح عن ذلك كله ولم يفهمه.
الإنجاز الحقيقي لجرجس شكري في «الخروج بملابس المسرح» هو أنه صنع دراماتورجيا الثورة، وجعل من النقد المسرحي «سكريبتاً» مسرحياً. يفتح شكري أفق الممارسة النقدية لتتحول بدورها كتابة مسرحية إبداعية. إنه يعرض لنا نص المتفرج تعليقاً على واقعه. نص شكري ذاته كمتفرج لا يسعه سوى إعادة إنتاج واقعه كدراما. يتحول جرجس شكري الناقد إلى جرجس المتفرج صانع العرض في لبنته الأولى.
--------------------------------------------
المصدر : الحياة تجريبي
الأحد، 2 يوليو 2017
البريطانيون يشاهدون مسرحية جميع المسرحيين
مجلة الفنون المسرحية
البريطانيون يشاهدون مسرحية جميع المسرحيين
هالة صلاح الدين
البريطانيون يشاهدون مسرحية جميع المسرحيين
هالة صلاح الدين
عالم ممزق على شفا حرب نووية بين القطبين الشرقي والغربي في نسخة انكليزية لمسرحية 'فويسك'.
"لقد سمعتُ عنك أشياء وأشياء، أشياء عن ماهيتك، أشياء عما ارتكبتَه. عليك أن تخاف. استمر في المشاهدة. هل تسمعني؟ إننا في حاجة إليك"، يتحدث الصوت المبهم في مسرحية الكاتب الألماني جورج بوشنر على مسرح أولد فيك اللندني إلى فويسك الجندي الرازح تحت أقدام الطبقية الهيراركية وأحذية السلطة العسكرية والذي يتقمص دوره ببراعة الممثل البريطاني جون بويجا بطل فيلم "حرب النجوم: القوة تنهض".
لطالما استشهد المسرحيون بأعمال بوشنر ونوهوا بها بصفتها الاستهلال الحقيقي للمسرح الحديث. كان كاتباً ينشد الثورة سبيلاً للنجاة وتفتّق ذهنه عن إشعال التمرد بين صفوف الفلاحين في مسقط رأسه مما اضطره إلى الهرب من ألمانيا. لذا أخفق في نشر مسرحياته إلا واحدة، وهي تراجيديا عن الثورة الفرنسية تحت عنوان "موت دانتون".
واليوم ينفخ المؤلف المسرحي جاك ثورن صاحب مسرحيتي "هذه إنكلترا" و"هاري بوتر والطفل الملعون" حياةً جديدة في مسرحية "فويسك" لبوشنر. لم يكتب القدر للنص الاكتمال لأن بوشنر قضى نحبه عام 1837 بعد أن عبَّأ حياة كاملة من التجارب المشحونة في سنوات معدودات ثم ترك مسرحيته غصناً مقطوعاً بدون تتمة.
لعبة ملء الفراغات
تُعتبر "فويسك" أمثولة استثنائية بكل ما تضمره الكلمة من معانٍ. النادر فيها هو أنها مسرحية أعيد تعديلها مراراً وتكراراً فانقلبت مِلكاً لجميع الأيديولوجيات وصالحة لكل تقنيات المخرجين بمختلف ثقافاتهم الفنية لما يتصف به فضاؤها السردي من قماشة رحبة تحتمل شتى التأويلات. كل مؤلف يملأ فراغاتها وكل مخرج يجرّب فيها من خياله الخصب. إننا حيال مسرحية تجيد فتح الأبواب المواربة ورمي التلميحات بوصفها النوافذ المشْرفة على الفن.
ولافتقارها إلى نقطة النهاية صارت قطعة درامية تنحو إلى التجريب. ولعل هذا ما جعلها مثالاً للابتكار وقماشة خام للورش المسرحية. ومن الجدير بالذكر أن الأكاديمي المصري الراحل عبدالغفار مكاوي قد ترجم "فويسك" إلى اللغة العربية، كما أنتجها مجلس دبي الثقافي تحت عنوان "مندلي" كورشة تدريبية عام 1996 من إخراج المخرج العراقي جواد الأسدي.
كان بوشنر قد استلهم "فويسك" من قصة واقعية محاولاً عن طريقها محاكاة الواقع. وفي عرضنا هذا نكتشف أن ثورن يحافظ على ما تضمّه المسودة الأصلية من مشاهد ولوحات مستقلة غير أنه على عكس الأصل المتشظي يشكِّل منحنى سردياً متماسكاً يتصاعد بعواطف فويسك ثم يهوي به في مستنقع الفزع من طريق لم يسلكه من قبل ولا يعْهد له مخرجاً.
وفي تلك القصة الأيقونة عن جندي حلاق يجهل القراءة والكتابة ويضطهده القاصي والداني، يعَصْرن ثورن دراما حربية تعود إلى القرن التاسع عشر ليتجلّى للمتفرج معنى جديد لانكسار عقلية ضائعة لا تواتيها الفرص لمداواة جراحها. يعْلم الجندي تمام العلم أن أيّ نصر يُتوَّج على رأس من هم على شاكلته ما هو إلا عبث وفخر وهمي في مسرحية تُعد أول “تراجيديا للطبقة العاملة” على الإطلاق وبطلها أول شخصية كادحة تتربع على خشبة مسرحية عالمية.
حافة نووية وشيكة
على مدار ساعتين وعشر دقائق هي مدة العرض تتشكل الأحداث إبان ثمانينات القرن العشرين والحرب الباردة تستعر بين القطبين الشرقي والغربي بينما يتشتت العالم بين الرأسمالية والشيوعية جالساً على حافة كارثة نووية وشيكة.
لا تنفك خيالات ماضي فويسك تفتك به والحاضر بدوره لا يرحمه. كان قد انخرط في معمعة الحرب في بلفاست بأيرلندا الشمالية فخلفت في أحشائه آثاراً جهنمية ضاق بها ضيقه بفقره. وعلى حين تسيطر القوات السوفييتية على ألمانيا الشرقية، تصْدر الأوامر ألاّ ينخرط الغرب مع الشرق في أيّ التحام أو مناوشات بينما يترقب الطرفان الغزو وكأنه مفتاح الفرج.
وعلى الحدود يتمركز فويسك مع القوات البريطانية الكامنة في برلين الغربية، وكانت حينذاك جزيرة وسط بحر من الشيوعية الكاسحة. هو وحبيبته ماري يستميتان لبناء حياة كريمة وتأمين مستقبل طفلتهما. ولكن الحاجة هاوية لا مفر منها إلا لمحظوظ أو مقاتل روماني، وتكلفة الكفاح عزيزة لمن يلفظهم المجتمع ويدحرهم مشردين.
أول تراجيديا عاملة
يخلص المؤلف إلى أننا لا يحق لنا إدانة سوى مَن يفتقرون إلى "موهبة إبداء التعاطف". عندئذ، وعندئذ فقط، يسخطهم إلى مرتبة كاريكاتورية مثلما هو الحال مع طبيب يعرِّض فأر التجارب فويسك لحمية تجريبية ويتلذذ بهلوسته كدعاية تخدم شهرته؛ والكابتن رئيس فويسك المباشر ورمز السلطة العسكرية الذي يتعالى عليه أخلاقياً لإنجابه طفلة غير شرعية ويستمتع استمتاعاً يجْمع بين الجبن والسادية وهو يعايره بخيانة ماري ثم يتربص به جنسياً راغماً إياه على تدليك فخذيه.
ينحني فويسك للعاصفة تلو العاصفة دون أن يفلت من زوابعها. ينفعل فيخبط رأسه في جدار تارة ثم يتحجّر في محله غير دارٍ بمصيره تارة. يهضم تيارات الإساءة ذاتها في باطنه فنلمح بين ثنايا الحوار أصداءً ماركيز دي ساد ولوحات النص المشَّتتة تصل خيوط محنته حين يطْلق العنان أخيراً لما يترسَّب في وجدانه من كراهية.
ثمرة نسوية بازغة
قد تتراءى الحبكة من فرط قسوتها دنيئةً مبتذلةً. رجل يُظهر كافة صنوف العنف ويقتل حبيبته غيرةً على حين يلقي الإلحاد بظلاله على المشاهد. سوف يستوقفنا هذا العالم الذي هجره الرب رغم أن بوشنر لا يورد إطاراً مرجعياً لهذا الدين المستلب. حسْبه أن يجعل ماري تطالع الكتاب المقدس ووخز الضمير يناوشها بينما يصورها في مشاهد أخرى ضحية بلهاء أتى عليها الدهر.
وحتى مع خيانتها لا تعكس ماري شخصية “متحررة” بالمعنى المعاصر للكلمة. تتمزق بين ندَّاهة الجسد وحس أخلاقي تعززه بقية باقية من كاثوليكية قديمة تحثها على “التوبة النصوح”. تصارح فويسك في مستهل العرض بأن بهما من اليأس ما يحُول دون أن يقْدما على أي شيء عدا أن يعيشا حياة يائسة! ونحن لا يصلنا الانطباع بأنها تتقمص دوراً ثانوياً في فانتازيا رجل، بل شخصية ذات أبعاد ثلاثية كانت على الأرجح إحدى الثمرات البازغة لنسوية الآثار الأدبية في القرن التاسع عشر.
الخراب على القصور
وهكذا تتكالب على فويسك الإهانات الفاضحة من السلطة والتكبر الطبقي والرفيقة على حد سواء. يستميت في تحقيق أدنى متطلبات الكرامة والتوازن النفسي، ولكن هيهات. فالهش ليس الجسد وحده، بل عالم فصله حائط برلين التاريخي، وهي فكرة يستخدمها ثورن لإبداء آراء واستبصارات عن الدين والسياسة في فراغ معتم تبزغ منه الشخصيات كأقباس من نور ثم تتوارى كأشباح الموتى.
ومثله مثل بطله الأثير فويسك الذي نفخ فيه جلّ فلسفاته وأفكاره عن الكون، كان بوشنر اشتراكياً رفع شعار الثورة الفرنسية “السلام على الأكواخ! الخراب على القصور!” وهو واحد من الكتاب الألمان القلائل الذين هبطوا من “مملكة الأحلام الخيالية في القرن التاسع عشر” وفقاً للشاعر الألماني هاينرش هاينه. ونتيجة لذلك حاول تغيير العالم بقوة العضلات واقفاً من المظاهرات السلمية موقف الشك عندما قال، “لو أن لأيّ شيء جدوى في هذا الوقت، فهو العنف”.
وعلى غرار كاتبها تُردد “فويسك” على خلفية من شعرية اليومي المبتذل، أصداء استياء بوشنر من حال شعب “على وشك الموت جوعاً وآلاف العائلات تعيش على البطاطس النيئة”. ولا شك أن بطلها لا يصمد أمام حرب باردة وحبٍّ لم يسنح له الخواء فرصة للنجاة وجوع ناشب في الأعناق فيتعرى تعري حوائط مثقوبة شهدناها على خشبة المسرح.
لطالما اختلف النقاد ومؤرخو الأدب حول المشهد الذي يناسب النهاية أكثر من غيره. وقد قرر المخرج أن خير خاتمة هي قرع طبول حرب متخيلة بين الشرق والغرب ودلْق أحشاء عارية من بين تلك الثقوب الجدارية، لعلها ترمز إلى دول تلتقط بالكاد أنفاسها بعد حرب لتنخرط في أخرى أو رجل توازي ندوبه فداحة انهيار منظومة تتصادم فيها القوى الرأسمالية والشيوعية رأساً برأس.
----------------------------------------------
المصدر : جريدة العرب
البيضاء تعلن عرس مسرحها الجامعي في دورته 29
مجلة الفنون المسرحية
البيضاء تعلن عرس مسرحها الجامعي في دورته 29
أحمد طنيش
البيضاء تعلن عرس مسرحها الجامعي في دورته 29
أحمد طنيش
تعلن البيضاء الدورة 29 من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، وستقدم منجزها الفني والثقافي والتواصلي والمسرحي من 4 إلى 9 يوليوز 2017، بشعار: "الحركة، خاصية المسرح المعاصر" وهو اسهام ديبلوماسي ثقافي مواز، يستضيف المهرجان هذه السنة دولة إيطاليا كضيف شرف، وذلك لما لهذا البلد من علاقات عريقة ووثيقة مع المغرب، وأيضا لما للمدرسة المسرحية الإيطالية من مكانة في عالم الفن والإبداع، من تم ستقام ندوة علمية في موضوع "الحركة" احتفاء بالجسد لغة وثقافة وتواصلا وتمثلات في وعند الأنا والآخر.
هي مناسبة ونافذة يستشرف فيها المهرجان ويطل منها على مرحلة العقد الثالث من عمره دو التميز النوعي في الشكل والمضمون الذي يحقق إكسير حياته من مدخل ثلاث ارتباطات مركزية:
1ـ الارتباط بالمسرح، ذلك الإرث البشري المستمر في الزمان والمكان والذي له مهام تطهيرية وتأهيلية وتوعوية بالإضافة إلى مهامه الترفيهية الفرجوية والتثقيفية والطلائعية في نفس الآن؛
2ـ الارتباط بالشباب من جغرافية العالم، الذي يقضي زهرة عمره في مرحلة هامة في مساره التكويني والتواصلي والانفتاحي ليتأهل للآتي، وتحقق له فرصة زمكانية للحوار وتلاقح الثقافات؛
3ـ الارتباط بالجامعة باعتبارها مشتلا لتكوين الأجيال وأطر المهام المجتمعية الحالية والمستقبلية..
عبر هذا السفر الزمني للمهرجان الذي قضى عمرا عده 29 سنة مع المسرح والشباب والجامعة في مهام نحتت تجربتها وقدمت منتوجها وأوصلت رسالتها وراكمت معطيات وعلاقات وشراكات ومشتركا جماعيا وطنيا ودوليا نستحضر من خلاله مدينة الدار البيضاء التي يحمل المهرجان اسمها، كيف كانت منذ الانطلاقة الأولى سنة 1988 وكيف أصبحت الآن مع محطة الدورة الحالية لسنة 2017، حيث عاشت بالفعل تحولات كبرى استراتيجية وعمرانية وذهنية، عاشها العالم بدوره، وهي مقبلة على تحولات أخرى في أفق القرن المقبل.
تسجل الدورة 29 من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، حضور شباب من العالم وفعاليات البحث العلمي وصناع الإبداع مع حضور التشكيل باعتباره رفيق المسرح والحركة الفنية وهوية بصرية للمهرجان، وهي مناسبة كذلك يلتزم فيها المهرجان بشرطه العلمي من خلال برمجة 7 ورشات محترفات تكوينية لصالح الطلبة وعشاق المسرح وهواته وعموم الشباب البيضاوي، سيؤطرها فنانون وجامعيون ومبدعون من كندا وفرنسا ولبنان وتونس وألمانيا وإيطاليا والمكسيك والمغرب، وهي: "مختبر تدريب الممثل"، "اشتغال الجسد فوق الخشبة"، "الجسد بين التمسرح والفضاء الإبداعي"، "الفن الدرامي بين الإبداع والإخراج"، "تقنيات تحريك الدمى وتوظيفها"، "الرقص الدرامي مع الحركة والإيقاع"، "تدريب الممثل تقنيات الدفاع عن النفس في خدمة المسرح".
في باب التكريم والاعتراف تكرم الدورة التاسعة والعشرون من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء الفنان المسرحي صلاح الدين بنموسى والممثلة "راوية"، فاطمة هراندي، وتقدم تحية تقدير واعتراف للصحفي والإعلامي مدير المحطة التلفزية عين الشق للأستاذ الفاضل أحمد اكليكم، وتحية مماثلة للأستاذ والفنان عز الدين الادريسي الهاشمي الذي كان من المؤسسين لهذا المهرجان حيث المحتفى به معرضا تشكيلا احتفاء بالمهرجان، ونفس التقدير والامتنان للكاتب العام السابق بكلية الآدب والعلوم الإنسانية بنمسيك الجهة المنظمة للمهرجان، محمد الأزور وهو من الفعاليات المؤسسة للمهرجان.
يحتوي برنامج هذه الدورة على عروض مسرحية جامعية ومحترفة، تنتمي لاتجاهات ومدارس فنية مختلفة ومتنوعة تقدم بوجهات فنية وتقنية فردية وثنائية وجماعية، يجمع بينها حدث اللقاء والاحتفاء في الزمان والمكان والتيمة "الحركة"، ويعيش المهرجان يومه مسرحا وتواصلا وتكوينا يضاف إليه لحظات يومية في فقرة مقهى منتصف الليل حيث تناقش العروض المسرحية اليومية وهي فرصة أخرى يدخلنا فيها أهل العرض إلى ورشتهم الداخلية تقنيا وفنيا وفكريا وإبداعيا وهو تكوين آخر مواز يتكامل مع رؤى وتصورات المتلقي المبدع والطالب والمتلقي الناقد والدارس والباحث.
يستقبل المهرجان هذه السنة ما يزيد عن 250 طالبة وطالبا تمثل عدة دول وجامعات شقيقة وصديقة من العالم، تقدم عروضا جامعية وأخرى احترافية لأكاديميات عليا للمسرح بالإضافة إلى عروض مسرحية لمؤسسات فنية من أوروبا وأمريكا وكندا والعالم العربي، تمثل الجـزائر، تـونس، مصر، كوريا الجنوبية، ألمانيا، إيطاليا، روسيا، فرنسا، المكسيك والمغرب البلد المنظم، وبلجنة تحكيم دولية تضم متخصصين في مجالات تكاملية تحقق التقييم وفق توجه ووجهة المهرجان المرتبط أساسا بالتجريب والبحث العلمي والفني والإبداعي، تقدم العروض المهرجانية المسرحية في فضاءات مسرحية تمثل جغرافية البيضاء، منها فضاء عبد الله العروي بكلية الآداب بنمسيك، ومسرح مولاي رشيد، ومسرح سيدي بليوط والمعهد الفرنسي للدار البيضاء بوسط المدينة، ومركب الحسن الثاني، بطريق مديونة وأستوديو الفنون الحية بالحي الحسني، ومسرح القنصلية الإيطالية بالدار البيضاء، ومرسم المكتبة الجامعية محمد السقاط بطريق الجديدة.
تتميز هذه الدورة بمشاركة فرقة "بالي ميلانو" من إيطاليا « Le Ballet de Millan » التي ستنشط حفل الافتتاح بعرض صمم خصيصا للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، بعنـوان "شـهرزاد، ألف ليلة وليلة"، عرض يستحضر دهاء المرأة وفكرها وينتصر لسلطة الجسد والحكي.
هو منجز مسرحي يقترحه المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، من 4 إلى 9 يوليوز 2017، عبر الجهات الأربع للبيضاء شرقا وغربا شمالا وجنوبا، ويود أن ينفتح في الدورة المقبلة على جهة الدار البيضاء سطات، في إطار الجهوية المتقدمة والموسعة، لتواصل فني وثقافي جيهي يخدم مسار التنمية المستدامة ويحقق المطلب الثقافي باعتباره رافعة ورهان الحضارة المدنية..
السبت، 1 يوليو 2017
كسر القواعد المسرحية فـي مسرح عصام محفوظ
مجلة الفنون المسرحية
كسر القواعد المسرحية فـي مسرح عصام محفوظ
فاتن حسين ناجي
ولد الشاعر والكاتب المسرحي والناقد اللبناني عصام محفوظ عام 1939 جنوبي لبنان.. كتب الشعر في بداية حياته الادبية ثم مالبث أن هجر الشعر ليتحول الى المسرح حيث دفعته هزيمة حزيران الى هجران الشعر والتحول الى المسرح، بعد أن ملأ حقائبه بأجمل دواوين الشعر ((أشياء ميتة))، ثم ((أعشاب الصيف)) (1961)، و((السيف وبرج العذراء)) (1963)، و((الموت الأول)) (1973).
بعدها اتجه الى المسرح والتأليف المسرحي بصورة خاصة، وعمل أستاذاً لمادة التأليف المسرحي في الجامعة اللبنانية، حينها عدّ رائداً للمسرح اللبناني الحديث على مستوى التأليف في النصف الثاني من القرن العشرين. وكان من اوائل الذين طالبوا بخروج المسرح واللغة المسرحية عن اللغة الشعرية وعن أي قيود درامية أو شكلية يمكنها أن تجعل المسرح يدور ضمن حلقة مفروضة عليه. طالب أن تتحرر اللغة أن تكون عامية محكية لذا قدم اغلب مسرحياته باللغة
اللبنانية .
قدم محفوظ الكثير من المسرحيات كانت أولها مسرحيته «الزنزلخت»، كتبها عام 1964 وضمنها مقدمة تعد هذه المقدمة البيان المسرحي الحديث رقم واحد.
في مسرحيته حيث اعلن ولادة اتجاه جديد... في بيانه "ضدّ الاتفاق، ضد التقليدية، ضدّ التفاهة، ضد الكسل، ضد اللامسرح". إنّها حرب تجعل أعماله عند "الحد الفاصل بين النص الأدبي والنص المسرحي... إنني ضد الكلمة الشعرية في المسرح، ضدّ الحذلقة الذهنيّة، ضدّ البلاغة، ضد الخطابة، ضد الغنائيّة، ضد الفكر، ضدّ كلّ ما يقتل الحياة في اللغة المسرحيّة". يرى عصام محفوظ أن على المسرح "أن يتحيز لموقف، وأن يبدأ هذا الموقف من الواقع، مستخدماً أول عناصر هذا الواقع: لغته، اللغة المحكية، لغة الشارع والبيت، لغة القبضة
والشجار".
ثم كتب مسرحيته الثانية ((القتل)) عام (1969) وبعدها ((الديكتاتور )) التي كان اسمها الجنرال واجبر على تغييرها الى الديكتاتور. ومن ثم ((كارت بلانش)) عام 1970 ثم مسرحية ((قضية ضد الحرية)) (1975)، ومسرحية «التعري» عام (2001) آخر مسرحية كتبها قبل الحرب فكانت "حسن والبيك" وكانت عبارة عن مونودراما.
بعد ذلك تحول الى الكتابة بعد أن جمع مقالاته في الصحف مؤكداً على الشخصيات الثورية والتمردية التي اعطاها اهمية كبيرة في كتاباته ومن قبلها مقالاته الصحفية لاسيما أن كتاباته تخصصت في ميدان الدراسات الأدبية والكتابات والنقدية في اسلوب حواري تارة واسلوب تراثي تارة أخرى، حيث قدم لنا «سيناريو المسرح العربي في مئة عام» (1981) مستعرضاً فيه التراث المسرحي العربي، ومن ثم وفي مجال المسرح ذاته قدم لنا «مسرح القرن العشرين» في جزأين عام (2002)، وبعدها قدم حواراته و«حوار مع الشيخ الأكبرابن عربي» (2003)، و«حوار مع الملحدين في التراث» (2004)، ربما تجلى رفض القواعد المسرحية في رفضه لأن يكون الكاتب خاضعاً للون ادبي واحد، لذا نراه يتنقل بين الشعر والمسرح والنقد والمقال الصحفي وحتى الكتابات السياسية وايضاً في رفضه للغة الشعر داخل المسرحيات مؤكداً على أن اللغة العامة ولغة الشارع هي الافضل في تقديم الحبكة الدرامية على اصولها التامة. وكسره للتابوهات الدرامية القديمة، حيث كان ضد الخطابة والزخارف اللغوية والصورية داخل العمل المسرحي حتى تكون الصورة النهائية للمسرحية صورة متكاملة من البساطة .
توفي عام 2006 بعد أن قدم للأدب والمسرح عدداً كبيراً من الدراسات والمسرحيات والروايات وحتى في فن الرسم والتشكيل والسياسة أيضاً، فقد بلغ عدد كتبه المطبوعة نحو خمسة وأربعين كتاباً.
----------------------------------------------------
المصدر : جريدة المدى


























