أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الثلاثاء، 8 أغسطس 2017

مسرح الغرقى والمنكوبين

مجلة الفنون المسرحية

مسرح الغرقى والمنكوبين 


حبيب سروري - ضفة ثالثة 


منذ 2015، يتجه عشرات آلاف الهاربين من حروبِ وطغاةِ أوطانهم (من أفريقيا حتى أفغانستان، مرورًا بسورية)، نحو البحر الأبيض المتوسط.
للوصول إليه، يعبرون "دروباً صليبيّة" يذوقون خلالها كل الأهوال، بما فيها الاغتصاب والتعذيب أحيانًا، أو البيع في "سوق العبيد". 

ثمّ يدفعون آلاف الدولارات (كلّ مدخرات حيواتهم) لِمُهرِّبين جشعين قراصنة، يرمون بهم وسط مراكب مهترئة، يختفون فيها داخل ثلاجات تبريد بجانب سمكٍ ولحومٍ مثلّجة، أو يقفون فيها مرتصين كأسنان المشط، لا يستطيعون المشي خطوة واحدة لقضاء حاجة، قبل أن يتبعثروا بين أمواج البحر الأبيض المتوسط الذي أضحت طيّاته العميقة اليوم مقابر تضمّ أكثر من عشرة آلاف لاجئ، منذ 2014.

"اللاجئون لا يجيدون السباحة"، كما يقول عنوان فيلم، على يوتيوب، يحوي شهادات لاجئين تعصر الروح، وتدمي الكبد.

يصل بعضهم أخيرًا إلى القارة العجوز التي اخترع فيها الإغريق مفهوم الديمقراطية، وابتكرت فيها الثورة الفرنسية مفهوم "حقوق الإنسان" وشعار "حريّة، مساواة، أخوّة" (الذي امّحتْ منه الكلمة الثالثة كما يبدو، إن لم تطمر في القاموس أيضاً).

يقول المخرج المسرحي البلجيكي الفلامندي الكبير جي كاسييرس، مخرج مسرحية: "حدود"، (Grensgeval بالهولندية)، ومدير مسرح مدينة أنفير البلجيكية:

"اللاجئون هم الأوروبيون الأخيرون" المؤمنون وحدهم بهذه الشعارات الأوروبية الإنسانية (التي نساها غالبًا، أو تنكّر كثيرا لها، الأوربيون أنفسهم)، وهم يتّجهون إلى أوروبا، باعتبارها ملجأ الإنسانية المعذّبة الضائعة.

في كل لاجئٍ عولس، ولكل لاجئ أوديسيا عبوره المتوسط.

ولهم جميعا حلمٌ واحد: الوصول إلى إيتاكا، جزيرة عولس، حيث تنتظره زوجته بينيلوب: أوروبا.



مسرحية "حدود"، التي نالت أعجابًا كبيرًا في مهرجان أفينيون 2017، مستخلصةٌ من وحي نصّ أدبيٍّ للهولندية إلفرييد جيلينِك، الحائزة على جائزة نوبل، كتبَتهُ في عام 2013، قبل انفجار تراجيدية اللاجئين بعامين.

تنبأت عبره بتراجيديا الهاربين إلى أوروبا عبر المتوسط، وما زالت تواصل إثراءه يوميًا في "بلوغ" لها على الإنترنت.

لعلها الصوت الإنساني الأهم دوليًا، المسكون بهذه التراجيدية.



اللجوء عبر المتوسط إلى أوروبا تحدٍّ هائل يواجه القارة العجوز اليوم. تنحدر المواقف إزاءه من أقصى الإنسانية، إلى أقصى اللاإنسانية.

في أقصى المواقف الإنسانية المضيئة، ثمّة سفن المنقِذين المتطوِّعين، مثل أكواريوس الأوروبية، التي أنجتْ من الغرق أكثر من 21 ألف لاجئ حتى اليوم، منذ مزاولة عملها الإنقاذي في 7 مارس 2016 (الذي أنقذت حتى نهايته 13991 لاجئ).


تُمشِّط هذه السفينة البحر المتوسط، ليل نهار. تتوّزع مراكبها وتجول عدسات نواظير مُراقيبها أرجاءَ البحر في كل الاتجاهات، بحثًا عن اللاجئين.

تصرف يوميا 11 ألف يورو، ثمن استئجارها وحاجاتها، تأتي 99% منها من تبرعات المواطنين الأوروبيين فقط، و1% منها، لا غير، من مصادر حكومية.

تضمّ السفينة طواقم طبية، مترجمين، فرق إنقاذ، بحّارة، جميعهم من المتطوعين الأوروبيين.


تسكنهم جميعا صدمةُ لحظة مواجهة اللاجئين، وما يسمّونه: "رعب النظرة الأولى". أمّ الصدمات. حياة المنقذِين وليالِيهم مهووسة بذكريات تلك اللحظة، تلك النظرة.

تبدأ بعدها أصعب المهام التي تواجه المنقذِين والأطباء: تعويد اللاجئين على سماع كلمات مثل: "أهلاً"، "السلام عليكم"، "صباح الخير"، "عفواً"، وإعادة شعورهم بوجود روح الأخوّة والتعاضد على هذه الأرض، وإمكانية استعادة الكرامة فيها، عبر التعامل معهم بإنسانية لا غير، بعد أن كفروا قطعاً بالإنسان!

 عديدة حالات النساء الحاملات اللواتي أنجبنَ في السفينة بعد الإنقاذ مباشرة، أو المرضى والغرقى الذين نجوا من الموت بأعجوبة لا تُصدّق.

وفي أقصى المواقف غير الإنسانية، تقع ردود اليمين المتطرف التي تعرقل هذه السفن بسفنٍ مضادة، لتمنعها من الإنقاذ وضيافة اللاجئين، بحجة أن أوروبا "لا تتسع لكل هموم العالم"، وبذريعة مقاومة "غزو المهاجرين لأوروبا" و"كبح جماح مدّ الهجرة".

وكذلك بعض مواقف الحكومات الأوروبية الجبانة التي تُفضِّل تقديم المساعدات أحيانًا للفرق العسكرية في حدود شمال أفريقيا، أو المليشيات والعصابات المسلحة، لِحثّها على منع سُفن المهاجرين من الوصول إلى حدود أوروبا، مع علم تلك الحكومات بما يمارسه هؤلاء العسكر والمسلحون من عنفٍ ضد اللاجئين، واغتصاباتٍ فظيعة أحيانًا.

بين القطبين الإنساني واللاإنساني، تتموضع كل المواقف الأوروبية الأخرى من قضية اللاجئين؛ بدءاً بتلك التي تحاول أن تتناسى تراجيديات غرقى المتوسط ومنكوبيه، أو تتهرب من مساعدتهم، إلى تلك التي تحيد النظر، تزيغه، لِتقفزَ إلى مواضيع أخرى عند الخوض فيه.



تتمحور مسرحية "حدود" حول موضوع اللاجئين إلى أوروبا عبر الأبيض المتوسط، وحول موقف المواطن الأوروبي منه.

لا تبحث المسرحية عن إسالة دموع المُشاهد، أو هزّ مشاعره. همُّها أن تتداخل كل الأصوات وزوايا النظر من هذه القضية، على نحو تعدّدي متوازٍ، في صيغة إبداعية متميزة عبقرية.

تخلو ساحة المسرحية من سفينة أو بحر. تملؤها أكداس من الممثلين، تختلط أجسادهم كالدود، تلتصق وتتماوج. يعلوهم قضيب أفقي ضخم، يجبرهم على الانحناء ويمنع أجسادهم من الحركة.

ما أصعب منع راقصي فريق مدرسة الرقص الملكية الشهيرة لمدينة أنفير من الرقص!

في ركن المسرح، أربعة أوروبيين على طاولة، يراقبون من بعيد حركة تلك الأجساد الساكنة جدًا.

من هم؟ أربعة أصوات أوروبية؟ أعضاء سفينة إنقاذ؟



عبارات المسرحية تصل آذان المُشاهدِ كالمسامير.

أحد الأربعة: "لو كنتُ مثلهم لا أعرف السباحة، لما ركبتُ السفينة!".

آخرُ يأخذ للاجئين وهو يراهم من بعيد صورةً يُرَّكِنها في زاوية في الآيفون.

ألوانٌ داكنة في كل المسرح. جداره الخلفي مرايا ضخمة ترتسم فيها، بتماوجٍ مائي وانحرافاتٍ واعوجاجاتٍ فنيّة، أجسادُ اللاجئين، وأوجه المشاهدين الأربعة. تمتلئ الشاشات حينا بوجهٍ فقط، بنظرات تعبيرية حادّة تهزّ المشاهد، أو بمسحٍ بانورامي يستوعب كل المشهد حينا آخر.

الشاشات سيلٌ من رعشات درامية لا تتوقف.

بعد مرحلة عبور البحر، تبدأ اللحظة الدرامية الأشد خدشاً: اللقاء وجهًا لوجه بين اللاجئين والمشاهدين الأربعة. السواد يطمّ المسرح وملابس الممثلين.

عبارات مثل: "تمّ استثلاجي في ثلاجة تبريد"، أو: "بعد إخراجي من وضعي الثلجي" تُجمِّدُ قلب المشاهد.

الشعور العام بالخجل سيد الموقف.

ثمّ المرحلة الثالثة الأخيرة: بدءُ حياة جديدة في أوروبا لهؤلاء اللاجئين، تُلخِّصها عبارة صمّاء: "نحن هنا، ونحن لسنا هنا".

حينها تختلط حيوات المشاهدين الأربعة بحيوات اللاجئين، وتتوحد أصواتهم ورجفاتهم جميعًا بِرجفات مُشاهد المسرحية.

قبل مهرجان أفينيون، كانت هذه المسرحية قد مُثّلت في كنائس وساحات أوروبية، وقام أحيانًا بالتمثيل فيها لاجئون حقيقيون، حكى كل واحد فيها ما ذاقه شخصيا من آلام.

تجدر الإشارة أيضاً إلى أن فريقًا من خمسين لاجئاً قَدّم عرضاً في مهرجان أفينيون 2017. بالإضافة إلى مسرحيات أخرى مسّت قضايا اللاجئين، وندوةٍ في "ورشات الفكر" في المهرجان كُرِّست للنقاش حول تراجيدياتهم. ضمّت مُنقذين، أطبّاء ولاجئين.

الذكرى 19 لرحيل أول مخرجة بالمسرح العربي ..ما الذي جعل زينب تستحق لقب فنانة الشعب العراقي؟

مجلة الفنون المسرحية

الذكرى 19 لرحيل أول مخرجة بالمسرح العربي ..ما الذي جعل زينب تستحق لقب فنانة الشعب العراقي؟

فائز جواد - الزمان 

مرت علينا وفي مطلع اب الحالي الذكرى العشرون  لرحيل الفنانة الرائدة الكبيرة زينب( فخرية اسعد عبد الكريم) إحدى أبرز شخصيات المسرح العراقي الحديث، والتي استحقت بجدارة لقب فنانة الشعب العراقي بعد جهد طويل وحافل بالعطاء والابداع. وكانت البداية يوم سطع نجمها في سماء الفن العراقي في النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي حيث مثلت دور “فهيمة” في فيلم “سعيد أفندي” للمخرج كاميران حسني، بعد ما تم اختيارها من بين عشر ممثلات تقدمن للاختبار لأداء هذا الدور.واعقبت ذلك بمسرحية “آني أمك يا شاكر” للفنان الرائد يوسف العاني، فكانت حديث الصحافة والاوساط الفنية والثقافية.

 وقبل أن تتجه للتمثيل كانت لها محاولات في كتابة الشعر، بل ونشرت بعضا من تلك الاشعار بأسماء مستعارة منها “زينب” و”سميرة الفقراء” وهذا ليس بمعزل عن دراستها للغة العربية – جامعة بغداد – في الخمسينيات من القرن الماضي. فضلا عن عملها مدرسة لسنوات عديدة قبل أن تتعرض للفصل السياسي بسبب مواقفها الوطنية، وهي التي تأثرت كثيرا بالأفكار التقدمية وسبق أن زارت سجن الكوت وكان الرفيق فهد مسجونا وقتذاك، وحينما هتفت ضد أعداء الشعب العراقي علق الرفيق فهد على هتافها: “لا فض فوك يا ابنة الرافدين”.

وبعد اشراقة ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 كانت زينب في مدينة الحلة وسارعت فور سماعها نبأ الثورة للخروج إلى الشارع. وعلى مقربة من احد مراكز الشرطة اعتلت عربة احد باعة “الشلغم” واعتمرت قبعة أحد الجنود أو الشرطة وراحت تهتف وتهزج للثورة. فتجمعن حولها النسوة وبدأ التجمع يكبر شيئا فشيئا في تحشد شعبي لا مثيل له جسد تأييد الناس للثورة وزعيمها عبد الكريم قاسم.

فيلم الحارس

وفي وقت لاحق تألقت في فيلم “الحارس” ونفذت كلماتها إلى القلب وظلت محفورة في الذاكرة وكان حصادها الكثير من الاعجاب. وفي أواخر السبعينيات من القرن الماضي، ومع تصاعد حملات الاعتقال والملاحقات والمضايقات ضد الفنانين التقدميين والوطنيين الشرفاء ،اضطرت الفنانة الراحلة إلى مغادرة الوطن هربا من جحيم الارهاب والقمع والاستبداد، لتحط في بلغاريا. ومنها سافرت إلى اليمن ، وعملت في وزارة الثقافة اليمنية، ونشطت في ميدان المسرح من جديد، وبادرت لتأسيس فرقة مسرحية بإسم “فرقة مسرح الصداقة” عام 1980. وتولت رئاسة الفرقة التي كانت تضم في هيأتها الإدارية كلا من الفنانين: لطيف صالح، اسماعيل خليل، صلاح الصكر، أنوار البياتي، سلام الصكر، وصباح المندلاوي. وجميعهم من خريجي معهد واكاديمية الفنون الجميلة قسم المسرح.ونشطت هذه الفرقة وقدمت باكورة أعمالها بـ”مغامرة رأس المملوك جابر” لسعد الله ونوس واخراج الفنان لطيف صالح. وقدم هذا العمل بمناسبة يوم المسرح العالمي عام 1981 ليحظى بإعجاب المتتبعين وبتقدير استثنائي من قبل لجنة التحكيم بعيدا عن منافسة الاعمال اليمنية.

وأعقبت هذا العمل مسرحية “الأم” لبرشت التي أخرجها الفنان سلام الصكر. وقد مثلت زينب فيها دور الام وكان لها نصيب كبير من الاشادة والاطراء عبر ما نشرته الصحف في تلك الايام.

وفي مطلع الثمانينيات، انتقلت الفنانة الراحلة إلى دمشق لتضع تجربتها وخبرتها تحت تصرف فرقة بابل المسرحية التابعة لرابطة المثقفين الديمقراطيين العراقيين، وأدت دور البطولة في مسرحية “قسمة والحلم” تأليف فائز الزبيدي واخراج سلام الصكر. ولا تنسى مشاركتها في مسرحية “المملكة السوداء” تأليف محمد خضير، التي قدمت في ليبيا بمهرجان النهر العظيم المسرحي.

عطاء مسرحي

وفي مطلع التسعينات غادرت زينب دمشق متوجهة إلى السويد، ومن هناك واصلت عطاءاتها المسرحية وكان لها دور كبير في لم شمل الفنانين العراقيين، وقدمت أعمالا تليق بسمعة الفنان العراقي، وعبرت عن معاناته وعذاباته داخل الوطن وخارجه.

وخلال مشوارها الفني والثقافي الطويل نشرت الكثير من المقالات والمتابعات في الصحف المحلية والعربية.وفي النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي أصيبت بمرض عضال، وفي الثالث عشر من آب عام 1997 فارقت الحياة بعد ان تركت بصمة مؤثرة وفاعلة في سماء المسرح العراقي. ولن ينسى جمهورنا المسرحي يوم تألقت على خشبة المسرح في مسرحية “النخلة والجيران” للكاتب غائب طعمه فرمان واخراج قاسم محمد، وغيرها من الاعمال المتميزة.وفي الذكرى السنوية لرحيلها، ندعو الجهات المعنية الى إيلاء هذه المناسبة الاهتمام الكافي وبما يعكس التقدير لهذه الفنانة الأصيلة ودورها الحيوي في النهوض بمسرحنا العراقي ويحفظ ذكراها الطيبة العطرة.

اختلف الباحثون كما يشير الباحث عواد علي في تحقيق صحفي نشره في وقت سابق حول تحديد اسم أول مخرجة ظهرت في المسرح العربي، فذهب بعضهم إلى أنها الممثلة المصرية الراحلة فاطمة رشدي، التي أسست فرقة مسرحية باسمها في القاهرة، ومثلت أكثر من مئة مسرحية. وذهب بعضهم الآخر إلى أنها المخرجة اللبنانية لطيفة ملتقى التي أسست مع زوجها المخرج أنطوان ملتقى “حلقة المسرح اللبناني” في العام 1963.

تقول الباحثة الأكاديمية المصرية سامية حبيب، في لقاء صحفي نشرته مجلة الكويت  إن فاطمة رشدي “أخرجت مسرحيات عالمية لفرقتها في العشرينيات والثلاثينيات دون أن تذكر اسم مسرحية واحدة من المسرحيات التي أخرجتها. وهو كلام يمكن التشكيك في دقته لأن فاطمة رشدي مولودة عام 1908 ومن ثم ليس من المعقول أن تكون مارست الإخراج المسرحي وهي في سن صغيرة، ولم تتلق تعليما في مدرسة. وقد كانت تعمل ممثلة خلال تلك الفترة مع فرق محترفة، مثل فرقة رمسيس ليوسف وهبي، وفرقتها التي حملت اسمها، والفرقة القومية التي تشكّلت عام 1935. هذه الفرق التي كان يخرج مسرحياتها مخرجون درس بعضهم فن المسرح وتعلموا قواعده في أوربا مثل: جورج أبيض وزكي طليمات وعزيز عيد ويوسف وهبي وفتوح نشاطي.

وحينما بحثت في تجربة هذه الفنانة وسيرتها وجدت أنها أخرجت مسرحية واحدة فقط هي “غادة الكاميليا” عام 1954  لفرقة المسرح العسكري المصرية التي تكونت بعد ثورة يوليو 1952  وألغيت بعد نكسة حزيران 1967.

أما اللبنانية لطيفة ملتقى المولودة في العام 1932فقد بدأت تجربتها الإخراجية في النصف الأول من الستينيات من خلال ملتقى “حلقة المسرح اللبناني”وقد ساعدها زوجها أنطوان ملتقى في توجهها نحو الإخراج تاركة العمل في مجال تخصصها القانوني، أو مهنة المحاماة.

ميدان الاخراج

وفي هذا الصدد تقول إنها دخلت ميدان الإخراج للإسهام بجهدها المتواضع في تأسيس مسرح جاد ومتطور من حيث الشكل والمضمون بعدما تركت مهنة المحاماة واعتزلتها، اعتقادا منها بأن للمسرح دورا أكثر فاعلية، لأنه يؤدي إلى احتكاك مباشر مع الجمهور، ويغوص إلى عمق قضايا الإنسان وهواجسه الاجتماعية والثقافية.

وإثر تأسيسهما، هي وأنطوان، “فرقة المسرح الاختباري” أخرجت لطيفة المسرحيات المترجمة: “أنا ناخب، العالم يو، وصية كلب، عشرة عبيد زغار، زيارة السيدة العجوز” و”حرب بالطابق الثالث”. من الصحيح القول إن الريادة الفنية لاشتغال المرأة العربية في الإخراج المسرحي تنسب إلى ملتقى، لكن الريادة التاريخية لا تنسب إليها، كما يذهب بعض الباحثين، ومنهم الباحث الأكاديمي العراقي أحمد سلمان عطية، الذي يقول في بحث له عنوانه “جماليات المنظر المسرحي في عروض المخرجة المسرحية العراقية” المنشور في مجلة مركز بابل للدراسات الإنسانية، العدد 2  المجلد 4 2014.

وكتب عطية “إن لطيفة ملتقى تعدّ أول مخرجة مسرحية في الوطن العربي. فبعد أن اقتحمت فن الإخراج اشتغلت على خط التجريب.. بل إن الرائدة الحقيقية هي الفنانة المسرحية العراقية الراحلة زينب فخرية عبدالكريم 1931//1998 التي عرفت بفنانة الشعب، وكانت من أعمدة “فرقة المسرح الفني الحديث” العريقة في العراق، التي يرأسها الفنان والكاتب المسرحي يوسف العاني، ومن أبرز الممثلات فيها إلى جانب زميلتها ناهدة الرماح.

وتشير بعض المراجع إلى أن زينب الحاصلة على البكالوريوس في الأدب العربي عام 1952  كتبت مسرحية بعنوان “زواج بالإكراه وأخرجتها ومثلتها مع نخبة من معلمات وطالبات مدرسة “الرمادي” للبنات عام 1953. وقد أثارت المسرحية في حينها ضجة كبيرة، وتعرضت زينب بسببها إلى القذف والتشهير. كما أخرجت في ما بعد مسرحية “دون جوان” لموليير. وكانت تكتب، إلى جانب عملها في التمثيل، القصة القصيرة والتمثيليات الإذاعية. لكن بسبب تعرضها إلى المضايقات والتهديدات على يد الأجهزة الأمنية، ومنعها من الكتابة ودخول الإذاعة والتلفزيون في أواخر السبعينيات، كونها ذات ميول شيوعية، اضطرت إلى مغادرة العراق عام 1979 لتعيش في المنافي متنقلة من بلد إلى آخر حتى استقرت أخيرا، قبل وفاتها، لاجئة في السويد.

قسوة الاغتراب

رغم قسوة الاغتراب فقد واصلت زينب نشاطها المسرحي، وقدمت العديد من الأعمال المسرحية مع زوجها الفنان لطيف صالح في عدن ودمشق ويتبوري مدينة في السويد. ومن أهم أعمالها المسرحية: “آنه أمك يا شاكر، “رسالة مفقودة، الخال فانيا، الخان، الشريع ، تموز يقرع الناقوس، قسمة والحلم، الحصار والنخلة والجيران.

إضافة إلى “الخرابة ، شعيط ومعيط وجرار الخيط، الينبوع، وحشة وقصص أخرى، الأم، مغامرة رأس المملوك جابر، بغداد الأزل بين الجدل والهزل، سواليف يا ليل، صور شعبية وصورة، فوانيس، شفاه حزينة، ثورة الموتى، المملكة السوداء، ستة دراهم، بيت برنا ردا ألبا، دون جوان، نفوس، صور جديدة،  هاملت عربيا وأنا ضمير المتكلم.

وتذكر سيرة الفنانة زينب أنها كتبت مسرحية أخرى عام 1991 بعنوان صور شعبية وصورة، أنتجتها فرقة سومرفي السويد، التي كانت مديرة فنية لها، وعرضتها في يوم المسرح العالمي.

الراحلة في سطور

لدت الفنانة زينب فخرية عبدالكريم في الشطرة عام 1931 .

عملت معلمة في الحلة ، قبل أن تقال لنشاطها السياسي وتحترف السينما والمسرح .

ـ كان لها دور في دفع وتشجيع الطالبات للمشاركة بالمسرح وكانت تمثل لهن مشاهد تمثيلية في المدرسة .

ـ احتلت موقعا متميزا في المسرح العراقي وصارت رمزا من رموزه .

ـ التحقت بفرقة المسرح الفني الحديث وعند اشتراكها بطلة لفيلم “سعيد افندي” من اخراج كاميران حسني تغير اسمها من فخرية عبد الكريم الى زينب. ـ تألقت في أداء دورها على المسرح وفي الحياة وأبدعت بشكل مؤثر وفعال.

ـ في المسرح ، ادت دور البطولة آني أمك يا شاكر التي عرضت في قاعة الشعب عام 1958م بعد ثورة 14 تموز .

ـ قدمت العديد من الأعمال المسرحية ، أبرزها مسرحية “النخلة والجيران” التي أخرجها الفنان الراحل قاسم محمد ، واشترك بها العديدون من الفنانين العراقيين الكبار منهم : فاضل خليل وخليل شوقي وناهدة الرماح وآزاد وهي صموئيل ويوسف العاني وسليمة خضير وزكية خليفة وغيرهم من الفنانين ـ قدمت اعمالا مسرحية أخرى منها : اهلاً بالحياة ، رسالة مفقودة ، الخال فانيا ، فوانيس ، الخان ، البستوكة ، الخرابة ، نفوس ، الشريعة ، وغيرها الكثير من الاعمال المبدعة.

ـ في الكتابة للدراما كتبت عدداً من المسرحيات منها: ليطة ،الريح والحب ، تحقيق مع ام حميد ،  بائعة الاحذية .

ـ اخرجت عملا مسرحيا واحدا في محاولتها الإخراجية الوحيدة لمسرحية  الدون جوان  لموليير .

ـ قدمت ثلاثة اعمال سينمائية ،هي: فيلم سعيد افندي 1957 للمخرج: كامران حسني ، وفيلم ابو هيلة 1962 للمخرج جرجيس يوسف حمد ومحمد شكري جميل ، واخيرا فيلم الحارس 1967 للمخرج : خليل شوقي .

ـ قدمت مع مبدعين من العراق اعمالاً ذات شأن منها  مسرحية الحصار ، ثورة الموتى ، القسمة والحلم ، المملكة السوداء ، رأس المملوك جابر ، مسرحية الام ، سالفة ام مطشر.

ـ غادرت العراق عام 1979 الى بلاد المنافي وظلت تنتقل من بلد الى آخر ، ونشطت هناك في تأسيس فرق عدة منها : فرقة الصداقة في عدن وفرقة بابل في سوريا وفرقة سومر في السويد.

ـ كانت المبدعة الراحلة بالرغم من قساوة الغربة والمرض تتمنى العودة الى الوطن ليكفنها تراب العراق ولكنها فارقت الحياة في الغربة بتأريخ 13 من آب 1998في السويد .

ـ قام المخرج طارق هاشم بإخراج فيلم تسجيلي يتناول جوانب من حياة الفنانة الراحلة الحافلة بالابداع تخليداً لذكراها .

الاثنين، 7 أغسطس 2017

المسرح العراقي بين الإستنساخية والسرقة .. نصوص وعروض مقتبسة

مجلة الفنون المسرحية

المسرح العراقي بين الإستنساخية والسرقة .. نصوص وعروض مقتبسة

علي العبادي - الزمان 

عرف العراق المسرح في نهاية القرن التاسع عشر عبر عدة مدونات لتأكيد الفعل المسرحي في تلك العقود، وبالتحديد عرف في مدينة نينوى/ الموصل من خلال المدارس المسيحية وبالخصوص مدرسة (الكليركية) التي أسسها الاباء الدومنيكان 1750 م ، وقد عنيت هذه المدرسة بالنشاط التمثيلي الديني في الوهلة الاولى كما أكدت ذلك نصوص حنا حبش، ومن ثم حاولت الكنيسة ان تخرج عن الخطاب الديني فاتجهت الى الخطاب التاريخي عبر مسرحية (نبوخذ نصر) التي كتبها هرمز نرسو الكلداني) 1886 م ثم تطور المسرح شيئاً فشيئاً الى ان وصل الى ما عليه الان .

التأصيل

ان المسرح العربي عامة والعراقي خاصة كونه محور القراءة هو مسرح أستنساخي أي اسير وملاحق لنتاج الغرب في الاشتغال ، لم يحاول ان يؤسس الى خطاب يعبر عن هويته ويكشف عن مدى عبقريته في انتاج أو تأصيل لـ ( لون مسرحي) كما انتج الالمان (المسرح الملحمي) على سبيل المثال بل ظل يراوح في مكانه ولم يكتشف نظرية او خطاباً مختلفاً، و ان كان ذلك غير صحيح فلا نجد اثراً للنقيض باستثناء محاولات الفنان العراقي الراحل (قاسم محمد) والفنان المغربي (الطيب الصديقي) في (مسرح التراث) وهذا المسرح ليس فيه تجنيس مختلف عما انتجه الاخرون في مضمار المسرح ، هو يحاول ان يسقط رؤى لخطابات سابقة على منظومة العرض ، وان يستلهم طروحاتها من اجل تطبيقها . بقى اجتهاد المشتغلين في الحقل المسرحي عبر تفخيخ المناطق المعتمة تارة بالخطاب الجمالي ومرجعياته اغلبه ليس عربياً وتارة اخرى بالخطاب الفكري عبر الاشتباكات الاجتماعية مع / السياسي/ الديني/ القبلي / .

بعد التغيير عام 2003 م شهد المسرح العراقي تحولاً ملحوظاً على مستوى الخطاب الجمالي ، ويعزو سبب ذلك الى محاولة تذويب الحصار المفروض على العراقيين ، جمعياً غزو التكنولوجيا وفرة فسح كبيرة للفنان في توظيفها اضافة الى مواقع التواصل الاجتماعي وما تبثه بعض الذوات المبدعة والخلاقة عبرها من نتاجات ابداعية مسرحية، والتي اصبحت بدورها لقمة سائغة لسرقتها لمن يعاني من الجدب الابداعي او من مات ابداعه سريرياً .

فرضية نتاج بعض الخطابات المسرحية لما بعد التغيير

أ / ذات غير منتجة = ب / ذات منتجة .

ب / وسطها الاشهاري عالمياً الميديا و(مواقع التواصل الاجتماعي) = أ / تعاني من الجدب الابداعي او من موت ابداعها سريرياً ، وسطها الاشهاري المجاملاتية لبعض كتاب العروض المسرحية والنقاد والصحفيين .

ب / تتحدى ذاتها في تقديم الجديد و المائز = أ / تعزز فشلها عبر سرقة ما تنتجه ب. الاستنساخ عبر المهرجانات من جملة الامور المؤلمة هي حينما يشارك بعض الشباب في مهرجانات عربية وغيرها ما ان يعود الى ارض الوطن حتى يبدأ بإسقاط مشاهدته في هذا المهرجان او ذاك على عمله المسرحي ، حتى ان الكثير منها لم يقف عند المناطق الجمالية والفكرية في اشتغال تلك العروض، بل تجاوز ذلك عبر محاولاته في الهيمنة على النتاج كله وتقديم في بلده ( كوبي بيست) دون علم المنتج الحقيقي للعرض والذي يقبع في بلد ما .

السرقة بين التصريح والتلميح

تتمحور السرقة عبر اشتغالين منها اغتيال حق المبدع عبر الاستيلاء عليه وتقديمه كما هو وهذه سرقة فيها تصريح ، وهناك اغتيال و ازاحة غير مباشرة تتمثل بأستلاب الفكرة من جسد النتاج الابداعي وهذه سرقة فيها تلميح ، مما تفتح الباب على مصراعيه للباحثين والنقاد للبحث في جذر ذلك النتاج والكشف عن أحقيته او عائدتيه . تدني مستوى الخطاب الثقافي والفني لدى الكثير من المشتغلين الحقل المسرحي وانغلاق المسامات الابداعية جعلت منهم توابع ابداعية ، بل منهم من لا يميز بين الاقتباس والإعداد والتأليف والفكرة حسب ما حدث معي في (مهرجان المثنى المسرحي الاول ضد الارهاب) حيث قدم أحد المخرجين الشباب المشاركين في المهرجان مسرحية (الحقائب السود) لم يكتف بسرقة النص وحذف أسمي ونسب المسرحية اليه ، بل تابع عبر اليوتيوب منجز المسرحية واكتشف انها قدمت في كربلاء وقام بسرقة جزء من الرؤية الاخراجية للعرض ، وبعد مواجهته يقول لي ان شخص ما اعطاني الفكرة اتضح لي انه لا يفرق بين (السرقة والاقتباس و الاعداد) من خلال الاتصال الذي اجريته معه لمدة ساعة معقباً بما يلي ( اذا فنان شاهد اغنية و عمل مثلها ما الضير في ان يقتبس الفكرة ) أدركت ان هذا الشخص اما انه ساذج حد اللعنة او انه يتخذ وسائل دفاعية ، وحينما قدم العرض في البصرة اشار الى اسمي لا اعرف اذا كان على صواب لم يذكره .

حينما قدم نفس هذا النص من قبل احد زملائي في المانيا / تورنكن لم يذكر اسمي بل ذكر اسم الشاعر اديب كمال الدين حيث اعددت النص عن نص شعري له حمل نفس الاسم ، هذا الشخص هو الأخر لا يفرق بين الاعداد والتأليف ، لكن نوه في الفيسبوك ان النص مرجعيته لي ، وحينما قدم العرض مرة ثانية في هامبورغ / المانيا لم يذكر اسمي سألت الممثل لماذا لم تذكر اسمي اجاب بعتب شديد (لأنـــــــك لا تعطيني لايك اوتعـــــلق لي بالفيسبوك) .

سرقات النصوص المسرحية عبر النت

هذه كارثة اخرى حلت بأهل الابداع ، حينما ينشر المبدع نصاً مسرحياً في احد المواقع المتخصصة في الشأن المسرحي او غيرها ، عملية السطو على هذا المنجز تتم بسهولة بالغة ويصبح للسارق حرية ما لم يألفه في واقعه عبر اشتغالاته في مجالات السطو واغتيال المؤلف منها شطب أسم منتج الخطاب و ازاحته له ، أخذ جزءاً من النص ويخرج اللص بنص مكون من مجموعة نصوص دون ذكر اسم منتجي النصوص ، حذف واضافة دون الرجوع للمؤلف ، كل ذلك يحدث اذا علمنا ان في زمن القحط الاخلاقي ليس لمنتج الخطاب الجمالي/ النص من معرفة بتقديم نصه الا عبر الوكالات الصحافية او ما كتب عنه في الصحافة او ابلاغه من قبل احد الاصدقاء الذين تسنى لهم مشاهدة العرض، اما دون ذلك ليس له علم اطلاقاً .

سرقة الدراسات

لم تقف السرقات او الخطاب الاستنساخي عند العرض او النص فقد تجاوز ذلك بولوجه عالم المعرفة عبر الدراسات الاكاديمية العليا المختصة بالشأن المسرحي ، وكثيراً ما تعرضت جهود باحثين افذاذ للسطو ، وايضاً تعرضت الكثير من الدراسات والبحوث المسرحية وحتى المقالات في هذا الشأن هي الاخرى لم تسلم من السطو .

سرقة الذات

كل ما تقدم ربما لا يثير الدهشة بقدر اثارتها ازاء ذلك الذي يسرق من نتاجه بعد ان جف ابداعه وبدأ ينضب وانعدمت الادامة المعرفية والجمالية والذوقية لديه ، فاخذ يدور في حلقة مفرغة عبر اجترار بعض مما انتجه وإعادة تقديم تارة بإعادة تسمية النتاج او بحذف وتعديل الذي يجريه على النتاج الابداعي في شتى مجالات المسرح / بحث / نص/عرض .

لماذا نسرق او نستنسخ؟

ما الداعي للسرقة او الاستنساخ نتاجات مبدعين خارج حدود البلد ؟ اسباب كثير منها الرؤية الإجتماعية وبرمجة الذات على ان كل ما انتج الاخر خارج حدود البلد هو المقدس وهو وعرف لا يمكن المساس به ، لا شك ان ما انتجه الغرب جعلنا في دهشة غامرة لكن التطرف في رؤية وتقديس هذا النتاج مرفوض ، هذا التطرف الذي اودى بالكثير بالتمسك بالاستنساخية كي يحظوا برضى النقاد والباحثين في هذا الشأن .

ليست هناك حقوق محفوظة

الى الان في ظل الكثير من السرقات لم نر قانون رادع ، يحد من هذه الظاهرة و يساهم في الحث على الابتكار والتجديد ، ودحض كل ما هو شأن ان يسيء للخطاب الابداعي الجمالي للعملية المسرحية ، وتعزيز خطاب الذات المبدعة المنتجة عبر حفظ حقوقها ممن أصابهم البؤس المعرفي والجمالي والتصحر الابداعي ، ربما يتســـاءل البعض ، لماذا الى الان يرقد قانون الحماية الفكـــرية في غرفة الانعاش؟ وان عملية تفعيله بطريقة خـــجولة ألا تكون مدعاة للريبة ؟

المشرق يدحض ويزيح المعتم

ما تقدم هو ليس الوجه الكلي للمسرح العراقي بل هو جزء معتم من ذلك الوجه البراق الذي قدم أعمالاً مسرحية مهمة شكلت وساهمت في خطاباتها المتنوعة والمختلفة خارطة المسرح العربي عبر عدة تمرحلات زمنية ، جاهدت من اجل القاء الحجر في البرك الساكنة وبذلك قدمت لنا اسماء مهمة نفخر بها وتأتي هذه القراءة في محاولة لتأكـــــــيد خطاب هذه الثلة الخــــــــيرة ممن قدمت تضحــــــــــيات كبيرة من اجل المسرح مقابل دحض و ازاحة كل ما من شـــــــأنه الاساءة لتلك الرموز .

مسرحية " الطَّباشير الأسود" تأليف عمر صوفى محمد

مجلة الفنون المسرحية

المؤلف عمر صوفي محمد 

مسرحية " الطَّباشير الأسود" تأليف عمر صوفى محمد

اسماعيل عبد الله: الهيئة العربية للمسرح تسعى للخروج بالندوات الفكرية من الأطر الضيقة إلى توسيع المشاركة و الاقتراح.

مجلة الفنون المسرحية

مائة و اثنان و ثلاثون طلب مشاركة في المؤتمر الفكري

اسماعيل عبد الله: الهيئة العربية للمسرح تسعى للخروج بالندوات الفكرية من الأطر الضيقة إلى توسيع  المشاركة و الاقتراح.

تكريساً لتوسيع آفاق مشاركة اسماء جديدة من الباحثين العرب في الشأن المسرحي، خطت الهيئة العربية للمسرح خطوة جديدة في اتجاه تنظيم المشاركة في المؤتمر الفكري، الذي سيعقد ضمن فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان المسرح العربي التي ستنظم في تونس من 10 إلى 16 يناير 2018، و قد وضعت عنواناً عاماً للمؤتمر (السلطة و المعرفة في المسرح) الذي انبثق عنه أربعة من المحاور، تم الإعلان عن فتح باب المشاركة للباحثين العرب، لتقديم ملخص مقترح لمداخلة يناء على أحد المحاور الأربعة، على أن يرفق الملخص بإثبات الشخصية و السيرة الذاتية، حيث ستقوم لجنة من الأساتذة المختصين باختيار من سيشارك في المؤتمر الفكري الآنف الذكر؛ هذا و قد انتهت المهلة بنهاية شهر يوليو 2017، و وصل عدد طلبات المشاركة التي تندرج بشكل سليم تحت العنوان العام و المحاور الأربعة 132 طلباً جاءت من 14 دولة عربية، و قد سجلت طلبات المشاركة من مصر و العراق أعلاها، فبلغ عدد طلبات المشاركة من كل منهما 31 طلباً، فيما جاءت طلبات المشاركة من الجزائر و المغرب  بواقع 19 طلباً لكل منهما، و سجلت من تونس 10 طلبات، كما سجلت من سوريا 6 طلبات، فيما سجلت من الأردن و السعودية و لبنان 3 طلبات لكل دولة، و سجلت من اليمن و موريتانيا طلبين لكل منهما، فيما سجلت طلباً واحداً من كل من ليبيا و السودان و سلطنة عمان.
هذا و قد صرح الأمين العام للهيئة العربية للمسرح أ. اسماعيل عبد الله أن  الإعلان عن المشاركين في المؤتمر سيتم في النصف الثاني من شهر أغسطس 2017، وبأن الهيئة تسعى إلى توسيع المشاركة مع كل المعنيين بالمسرح العربي، و توسيع المسؤولية حول مضامين و مخرجات المؤتمرات الفكرية التي تكتسب أهمية كبرى، بحيث يتم في الدورات القادمة، العمل على فتح باب الاقتراح للعناوين الناظمة و المحاور القائمة، و الآليات الأنجع لزيادة فعالية هذه المؤتمرات و الخروج بها من إطار ضيق و مغلق إلى انفتاح و تواصل أوسع و بالتالي زيادة التأثير.

الأحد، 6 أغسطس 2017

مسرحية "سابينس": صناعة الأكاذيب البشرية وتصديقها

مسرحية "سوبرو": ذاكرة الكواليس المنسية

مسرحية "كتمت": مقاومة الفساد بالسخرية

«مانيكانات» بأسلوب المونودراما التعاقبية

مجلة الفنون المسرحية

«مانيكانات» بأسلوب المونودراما التعاقبية

بغداد / الصباح

محاولة الكشف عن الصراع الأزلي بين الضحية والجلاد وبين الجمال والقبح والحياة والموت، وتسليط الضوء عليهم بأسلوب مختلف، هذا ما استبينه المخرج فاروق صبري من خلال عرض مسرحيته» مانيكانات» التي أعدها عن نص مسرحية (أسئلة الضحية والجلاد) للكاتب صباح الأنباري، وقدمها على خشبة مسرح الرافدين مساء الأربعاء الماضي، ضمن منهاج الفرقة الوطنية للتمثيل التابعة لدائرة السينما والمسرح.
شارك في العمل الفنانون طه المشهداني وميلاد سري، ديكور محمد النقاش، اختيار الموسيقى محمد الربيعي وتنفيذ علاء قحطان والإدارة المسرحية علي عادل ومساعده علي الجريح ولمسات الماكير كريم فاضل، إضافة إلى مشاركة نخبة من الشباب الذين ساهموا بإنجاز العمل.
مونودراما تعاقبية
اكد المخرج فاروق صبري، خلال حديثه : إن مضمون العمل يوجه رسالة مفادها: «أيها البشر ساهموا في خلق حياة أمنة، تملؤها المحبة، ولا تساهموا في صناعة المزيد من الجلادين»، مبينا انه اشتغل على مشروع المونودراما التعاقبية في محاولة لتغيير العروض السائدة (الراكدة)، لافتا إلى انه أعاد قراءة نص (أسئلة الجلاد والضحية ) لصباح الأنباري بشكل جديد على المستويين الجمالي والمعرفي عبر معالجات بصرية فنتازية وتأويلات متباينة لبناء شخصيتي (الجلاد والضحية) التي تمتد عبر سلسلة متتابعة منذ القدم وليومنا هذا، مؤكدا انه لم يجزّئ الشخصيات.. فالحكاية لديه هي الأساس، تروى من شخصين، كلاهما يتباينان عن الآخر، دائرين حول المحور ذاته، الجلاد والضحية.
أما طه المشهداني، تحدث عن شخصيته، قائلا: «الجلاد» أنموذج لكثيرين، ينبعون من الماضي، ليصبوا في المستقبل، بما في ذلك من جلد الذات "مؤكداً انه اشتغل مع المخرج صبري في البحث عن مفردات تتجانس فيها المتناقضات داخل النفس البشرية" الأسود والأبيض والصح والخطأ ... إلى آخره، ستبقى الضحية تستمتع بتأنيب الجلاد، في جدلية لا تنتظر إجابة، إنما تظل عالقة بين الفن والواقع».
فيما أشارت الممثلة ميلاد سري، إلى أنها تسعى دائما لانتقاء أدوار مسرحية تجسدها، تختلف واحدة عن الأخرى، فمنذ اليوم الأول للتمرين أحببت فكرة العمل وعشقت الشخصية (الضحية) بكل محاورها، وهذا ما كنت أتمناه لي أن أعمل دور امرأة تكون ضحية من ضحايا قسوة العالم، لافتة إلى أنها تفتخر بمشاركتها مع ممثلين رواد وشباب ومخرجين لهم بصمة في الساحة الفنية.
بدون مجاملة
كيف نستطيع أن نعالج أعمالنا المسرحية لترتقي ونحن نرفض تشخيص الخطأ وامتداح الصواب دون مجاملة، فالعديد من الفنانين والحاضرين من المختصين بالمسرح، رفضوا إبداء آرائهم، على الرغم من وجود جدل واضح يخص العرض، جدل انحصر بين عدم القناعة التي ارتسم على وجوههم وحديثهم في الكواليس بعيدا عن الإعلام، فيما ابدى المخرج كاظم نصار رايه، قائلا: اعتقد كان يجب على فاروق صبري أن يقدم عدة توجهات غابت في أسلوبه الإخراجي، علما أن صبري اشتغل في تنظيره الفكري للعمل منذ فترة طويلة في الدراما التعاقبية، لكنه استطاع أن يقدم مع فريقه خلاصة فكرة الضحية والجلاد باجتهاد رغم أن الفكرة ملتبسة ومعقدة، بأسلوب قد نسميه (السهل الممتنع)، وهذه الطريقة فيها مزاج ذهني أوروبي سيطر بشكل كبير على أسلوب المخرج الذي عاش فترة طويلة هناك، مؤكدا أنها سلاح ذات حدين، أما النجاح أو العكس، مختتما حديثه أن لكل مخرج معالجته الخاصة، وعلينا احترامها.
الطابع الهادئ
أما الممثل أياد الطائي، بين، إن العمل سيطر عليه جو البيئة، بمعنى اخذ الطابع الهادئ منذ بدايته حتى الختام، حتى انه شعر بالملل في بعض الأحيان، مشيرا إلى إن الشخصية الدرامية التعاقبية تطلب من الممثل أن يؤدي بنمط واحد، وبالتالي يقع الممثل بالمونوتون مهما حاول أن يجتهد، عكس المتعارف عليه في الموندراما التي تعتمد على التنقلات والتحولات، ويبقى لكل متلق رأيه الخاص.

السبت، 5 أغسطس 2017

المسرحي أنور الشعافي : نحتاج إلى ميثاق شرف مسرحي حتى نعانق «المسرح النبيل»

مجلة الفنون المسرحية

المسرحي أنور الشعافي : نحتاج إلى ميثاق شرف مسرحي حتى نعانق «المسرح النبيل»

ليلى بورقعة - المغرب 

بعيدا عن السائد والمألوف ينزع المسرحي أنور الشعافي إلى التجديد وابتكار جماليات متطورة ومرجعيات معاصرة تخلق عوالم مختلفة ومناخات مسرحية جديدة وطريفة. وبعد مغامرة مسرح التجريب يطمح المدير السابق للمسرح الوطني إلى معانقة المسرح المعاصر بحثا عن التفرد وتجاوز الموجود في طموح مشروع

إلى خلق لون جديد في فسيفساء المسرح التونسي.
وهو مثقل بالأفكار الخلاّقة والأحلام الوّقادة بواقع أجمل وأفق أرحب للمسرح التونسي تحدّث رجل المسرح أنور الشعافي  فكان الحوار  التالي:

• لو كنت مغني راب لاستقبلني رئيس الجمهورية... لكنني مسرحي «غروتفسكوي» لا تنفد تذاكر مسرحياته قبل أيام من العرض ... نحن في بلد «الكيتش» ولا عزاء لمن يقدم فنّا راقيا... ما الذي دفع بك إلى كتابة هذه التدوينة التي وشت بخيبة مشوبة بعتاب؟ 
هي «تدوينة ألم» نابعة من إحساس بالقهر والظلم والجحود... في زمن يعربد فيه أشباه المثقفين ويبّجل فيه الفنانون المزيفون... إنها صرخة في وجه ثقافة العروض الاستهلاكية و المسرحيات التجارية بحثا عن طيف المسرح النبيل!

• ما مدى صحة خبر رفض وزير الشؤون الثقافية لمقابلتك على إثر أزمة صحية ألمت بك ؟
في الحقيقة راسلت سابقا الوزير إلكترونيا في مناسبتين على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي «فايس بوك» ...دون جدوى ! لكنه اتصل بي في الساعات الأخيرة ليعلمني عن استعداده لمقابلتي صباح اليوم معربا عن إحاطته بالمبدعين وانشغاله بالوضعيات الاجتماعية للفنانين... ولكني في كل مرة أتساءل:»لماذا ينهمر الحب بيننا - نحن المسرحيون- أنهارا إلا عند المرض ولماذا لا تنساب عبارات المديح إلا عند تأبين من يغادرنا من الفنانين والمبدعين؟»

• تعيش تونس على وقع المهرجانات الصيفية، لماذا تراجع حضور المسرح على هذه الأركاح؟
للأسف غالبا ما تتولى الوزارة اقتراح عروض مسرحية مدعومة على مديري المهرجانات الصيفية إلا أنهم كثيرا ما يرفضون هذه المسرحيات ويهرعون إلى استبدالها بعروض «مضحكة» تجلب الجمهور حسب منطقهم ! وهو ما أدى إلى انحسار حضور المسرح في المهرجانات الصيفية حيث أصبح مهرجان قرطاج يبرمج عروض «الوان مان شو»، وحاد مهرجان الحمامات عن عراقة تاريخه في استضافة العروض المسرحية على ركحه... وهذا التوصيف ينسحب على كل المهرجانات مما يجعل الحاجة ملحة إلى إرساء أسس مشروع ثقافي متأن ومتكامل يحدث ثورة في قطاع المسرح.

• وما هي ملامح هذه الثورة المسرحية وماذا عن شروطها ورهاناتها ؟
هي ثورة تنطلق أولا وأساسا من المبدع في حدّ ذاته بإعادة التفكير والنظر في الفن الذي يقدمه في مساءلة نزيهة للذات عن مدى جودة ورقي أعماله ومدى احترامه لمرجعيات المسرح وطقوسه وجمهوره ...فللأسف يتعامل البعض على الركح بعقلية «العمل السريع بغاية الربح السريع» مما أضر كثيرا بالفن الرابع في تونس.لهذا علينا - نحن الفنانين- أن نكنس أمام منازلنا أوّلا...

• هل تعتبر أن المسرح التونسي يعيش انتعاشة أم يمرّ بانتكاسة؟
أعتقد أن المسرح التونسي يمرّ بأتعس فتراته على كل المستويات.. والسبب الأكبر هو أن الهياكل من نقابات واتحادات المفترض أن تدافع على المهنة وتعمل على تطويرها انصرفت إلى الدفاع عن مصالحها الخاصة وحساباتها الضيقة بعيدا عن احتياجات القطاع ونداء الواجب...

• وهل من وصفة علاج لأمراض الفن الرابع ؟
أوّلا وقبل كل شيء على تنسيقية المسرح التونسي أن تهتم على رأس أولوياتها بوضع ميثاق شرف للمسرحي حتى يعمّ المسرح النبيل الأركاح والمسارح وينتصر المسرحي النبيل للجمال والإبداع والرقيّ ...

• ماذا تقصد بالمسرح النبيل أو المسرحي النبيل ؟
إنه ذاك المسرحي المتمكن من عمله والحرفي في مهنته والمحترم لأخلاقيات المهنة والمنضبط بالطقوس المسرحية والمنتصر للقضايا الجادة والعميقة وطبعا الرافع للواء الطرافة والتجديد. 
وللأسف أصبح المسرح التونسي يشبه بعضه البعض لاعتماده المرجعيات المسرحية نفسها والمنطلقات الجمالية ذاتها في غياب لروح المغامرة ...حتى صار المسرحيون القدامى يكرّرون أنفسهم كما لم يخرج المسرحيون الشباب من جلباب القدامى!

• وهل تجنّدت وزارة الشؤون الثقافية لإصلاح العطب أم اكتفت بموقع المتفرج ؟
حتى لو كانت رغبة الإصلاح ونيّة التغيير موجودة لدى سلطة الإشراف فإنها حتما ستتحطم على صخرة الواقع طالما أن المشهد المسرحي يسوده التشاحن والتباغض والصراع وتغليب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة...
لابد للمسرحيين من ترتيب بيتهم الداخلي أوّلا ليكون صوتهم مسموعا وطلبهم مستجابا...

• سبق وأن تقلدت مهام إدارة مؤسسة المسرح الوطني، كيف تقيّم أداءها اليوم ؟
بكل نزاهة، أعتبر أن مدير المسرح الوطني الحالي المسرحي فاضل الجعايبي قد نجح في سن أسس تنظيم إداري محكم لهذه المؤسسة إلا أن بعض الخيارات المسرحية كانت دون المأمول ولم ترتق إلى ما يجب أن تكون عليه انتاجات المسرح الوطني.

• وجهت سابقا أصابع الاتهام بالفساد إلى مركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين، ولكن لا شيء تغيّر إلى الآن؟
لا أبالغ في القول بأن كل المسرحيين في مدنين على علم بالتجاوزات المالية والإدارية بمركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين وقد صرحت علنا بالتفاصيل الدقيقة لهذا الفساد. ولكني أستغرب من صمت وزارة الشؤون الثقافية أمام هذا الملف في حكومة ترفع شعار مكافحة الفساد؟

• قريبا تستقبل بلادنا أيام قرطاج المسرحية، هل تتكهن بدورة جديدة في مستوى عراقة هذا المهرجان ؟
أشفق على صديقنا الفنان حاتم دربال من جسامة المهمة وثقل المسؤولية بعد أن تسلّم بصفة متأخرة إدارة مهرجان أيام قرطاج المسرحية. وأمام ضيق الوقت وحصار الزمن يكون من التجنّي المطالبة بمهرجان ناجح وعروض قيّمة باعتبار أن المسرحيات الجيّدة تكون مطلوبة ومحجوزة منذ أشهر طويلة تمتد لسنوات فلا يتبقى أمام مهرجانات اللحظة الأخيرة سوى المسرحيات الرديئة أو الأقل جودة وتلك هي ضريبة برمجة الدقيقة التسعين.

• بعد مسرحيتك الأخيرة «أولا تكون» هل من ملامح مشروع مسرحي جديد في الأفق؟
أخصّ صحيفتكم بخبر استعدادي لعمل مسرحي جديد اخترت له اسم «شظايا» كعنوان أولي. وقد كانت كتابة النص بإمضاء المؤلف «بوكثير دومة» الذي سبق له أن صاغ نص مسرحيتي «أو لا تكون». كما سيكون إخراجي لهذا العمل المسرحي الجديد بالتعاون مع مخرج بلجيكي. أما جهة الإنتاج فستكون تونسية. 
«شظايا» وإن كان ظاهرها عبارة عن سيرة ذاتية لمسيرتي الفنية التي بلغت سنواتها الثلاثين فإن باطنها هو التعريج على معاناة المهنة ...
وطبعا سيكون التجديد على مستوى التقنيات والمضامين حاضرا في هذه المسرحية، كما سيكتشفني الجمهور ممثلا على الركح ألعب الدور بكثير من الصدق إلى حد انتفاء الخيط الفاصل بين التمثيل والحياة !

أنور الشعافي في سطور
انطلقت مسيرة أنور الشعافي المسرحية سنة 1988 بتخرجه من المعهد العالي للفن المسرحي بتونس ليقترن اسمه بالتجديد ورفض السائد والمألوف. أسس فرقة مسرح التجريب بمدنين سنة 1889.قام ببعث المهرجان الوطني لمسرح التجريب سنة 1992. كان أول مدير مؤسس لمركز الفنون الركحية والدرامية بمدنين سنة 2011.تقلد منصب مدير عام لمؤسسة المسرح الوطني من 2011 إلى 2014. في رصيده أكثر من 20 مسرحية اشتهرت بمنحاها التجريبي بالخصوص ومن آخر هذه المسرحيات»أولا تكون».

غنام غنام بالفن ينتشر و ينتصر لقضايا أمته

مجلة الفنون المسرحية

غنام غنام بالفن ينتشر و ينتصر لقضايا أمته

 *د. محمد نصار - شبكة ميديا نيوز 

الابداعات الفنية التي تزاوج الفن بالسياسة ولد من رحمها عظماء خالدين منذ الإغريق ولغاية كتابة هذه السطور .

ولعل غنام غنام من أولئك المبدعين الذين سطروا حكاية إبداعية رائعة قل مثيلها في تاريخ الفن المسرحي العربي المعاصر ، إذ قاد بمعنى الكلمة نهضة فنية مسرحية مؤسسية وأطلق العنان لحرية الفكر والرأي والمعتقد وألهم الكثير من فناني المسرح العربي والسياسيين والمثقفين ورسخ أهمية الفن وقيمته الذهنية من خلال تجاربه التي خطها بيده وفسرها بعروض درامية حازت على اعجاب الجماهير العربية و أقرانه من المبدعين الأردنيين والعرب .

واليوم ينطلق بهذه التجربة ( ليلك ضحى الموت في زمن داعش ) نحو العالمية الى اليابان ويترجمها إلى مشاعر انسانيه وهموم عالمية .

هكذا هو الفن هو إرث الانسان الى الانسان بعيدا عن الجغرافيا والتاريخ والحدود والأسلاك الشائكة .

فن المسرح عند غنام أدب وفن حوار ومناظرة إنسانية ( وسياسية واجتماعية وعبر ودروس و تاريخ وخيال وهموم كانت وما زالت ترجمها جميعها إلى الواقع المعاش ) تجارب يعقبها نقاش يؤثر في جمهوره ومن خلاله كأنه يقول : “إذا أصلح الفنان اختياراته ويختار موضوعاته من رحم هم البشر صلح فانه كله “. وعلى هكذا نهج سار غنام في ابداعاته الإنسانية التي امتدت وتخطت المساحة العروبية وتجهت الى العالمية . وتجارب غنام الإبداعية وإبداعاته المسرحية قد تجاوزت الخمس والعشرين عاما تقريبا
ترعرع غنام الفنان خلالها في حضن الإبداع والمبدعين الاردنيين والعرب وتوج مسيرته في الهيئة العربية للمسرح مولد ابداعاته الفنية فكأنها هديةً إلهية مكسية بحسن الفأل.
والد هناك في الهيئة فاحتضنته كل دوائر الابداعات العربية المتنورة وساهم هو الآخر في رعايتها وعهد وتعليمها وتربيتها لأجّل الفن والفنان العربي .

نعم هو عاش في عمان متجولا بين ومسارحها وساحاتها ومقاهيها قادة ثورة فنية جريئة تمخض عنها إنتاج فكري متنور، أثرت بالفنان الاردني والعربي .
عمل مع معظم فنانينا وشجعهم واستعان بهم في عروضه مخرجا وممثلا. ولولا نخبوية غنام واختياراته الإنسانية ربما كان مصيره مصير الكثيرين من المبدعين العرب الذين تلاشت ابداعاتهم وأثرهم التدريجي في التاريخ الفني العربي .

أخذ غنام مساراً أكثر تألقاً وبوحاً وانفتاحاً مع الهيئة العربية فأصبح غنام أحد نجوم الفن العربي الساطع .
فأضحى الفنانين العرب يحجون الى ابداعاته المقروءة والمرئية في حين كان هو يزود نفسه بالعلم والثقافة العامة والثقافة الفنية وأصبح أكثر انفتاحا على الآخر العربي والعالمي ويحصن نفسه بالتجربة والخبرة والممارسة حتى أصبحت ابداعاته توزن بالذهب وأصر على الإبداع ودعم المبدعين العرب .
اسس اكثر من فرقة مسرحية وقدم عشرات العروض المسرحية محليا وعربيا سواء أكان مخرجا وممثلا او اداريا يرعى الإبداع والمبدعين العرب .
قاد حركة فنية عربية وبها منح التاج المسرحي العربي الذي مكانه إلى دخول الصفوف العالميةً مرموقاً فأصبحت لغة فنية عالمية .

غنام لا زال يجوب عواصم بلاد العرب اوطاني من البحر الى النهر وله من العمر 63 عاما، فكأنما اختار المنفى في حياته رحالا بين عواصم الفنية العربية .

غنام قصة تأمل وشجون لأمة أركان التقليد والنقل والخمول ومنحت للإبداع إجازة مرضية طال أمدها فقاربت على الاستيداع الاختياري وربما التقاعد.
غنام قصة يجب أن تروى لأجيالنا القادمة وظاهرة فريدة تستحق من مدارسنا وجامعاتنا دراستها وتحليلها من منظور فني إبداعي عصري .

*أستاذ التمثيل والإخراج /جامعة اليرموك _ عضو نقابة الفنانين

الجمعة، 4 أغسطس 2017

الهيئة الدولية للمسرح تختار "ليلك ضحى-الموت في زمن داعش " لترجمته إلى اليابانية

«عندما تحدث أخطاء في المسرحية» الكوميديا القادمة

مجلة الفنون المسرحية


«عندما تحدث أخطاء في المسرحية» الكوميديا القادمة


 أحمد ناصر - القبس

ماذا يحدث عندما ينسى أحد الممثلين على المسرح جملة من النص أثناء العرض؟ أو حين يفتح أحدهم بابا فيخلعه بيده؟! وماذا يمكن أن يحدث حين يسقط جزء من الديكور على الخشبة، هل يكمل الممثلون العرض، أم يوقفونه بسبب هذه الأخطاء التي وقعت فيه؟ هذه هي قصة مسرحية «عندما تحدث أخطاء في المسرحية» The Play Goes Wrong، من تأليف هنري لويس وجوناثان ساير ومن إخراج هنري لويس.
الفكرة غريبة.. وهذا هو سر كمالها وروعتها، أخذت فكرة المسرحية من قصة قديمة لجريمة قتل وقعت في أحد ضواحي لندن سنة ١٩٢٠، وكانت أخطاء المخبرين يومها وإفسادهم لمسرح الجريمة هي التي دلّت المخبر الشهير شيرليك هولمز في التوصل إلى المجرم، وبالفعل نجحت الشرطة في القبض عليه، من هذه الفكرة استمد لويس وساير فكرة هذا العمل.. التي تبنى على فكرة أخطاء تقع أثناء تقديم المسرحية، فينكسر الباب وتقع الثرية الكبيرة وسط المسرح، وينسى أحد الممثلين النص ويغمى على بطلة العمل بسبب خطأ من زميل لها في المسرحية، فيضطرون للاستعانة بخبيرة الماكياج التي تمسك النص معها وتمثل.. فوضى عارمة تنتهي بسقوط جدران الديكور كله وينتهي العرض، ولكن بعد أن يصمم فريق العمل على إكمال العرض إلى النهاية رغم كل شيء!
الفكرة جديدة على المسرح، وكأنه مسرح الواقع كما في تلفزيون برامج الواقع.. استخدم فيه الممثلون مهاراتهم في التعبير عن استغرابهم ودهشتهم للأحداث التي وقعت، وجذبوا المشاهدين معهم في هذه الدهشة بعيدا عن التكلف والتصنع، وهذا يحتاج إلى مهارة عالية ليس في الأداء فحسب، بل في التعامل مع الأحداث المفاجأة كسقوط الديكور أو ظهور ممثل في غير مكانه من غير ميعاد.
حصدت المسرحية جوائز عديدة منذ ٢٠١٤ في مهرجان برادوي وأوليفر الدولي وأفضل ما يعرض Whats On Stage، جميعها كانت كأفضل عرض وأجمل كوميديا وأحدث قصة، ولكن أطرفها كانت جائزة «أفضل موسيقى»، مع أنه لا توجد فيها موسيقى(!) ولكن مهرجان برادوي الذي شاركت فيه في هذا العام ٢٠١٧ قرر أن يعطيها أجمل موسيقى على اعتبار أنها استخدمت موسيقى طبيعية وهي أصوات الديكور وسقوط الأبواب وصرير الخشب وأصوات الضحكات، كل هذا كان يستخدمه الممثلون كمؤثرات صوتية للحدث فوق الخشبة.
ترجمت المسرحية رغم صغر سنها (٥ سنوات) إلى عشرين لغة، كما ذكروا في بداية العرض، وسألت المخرج لويس بعد العرض عن اللغة العربية، فقال إنهم يرحبون بالفكرة وينتظرون من يتفقون معه حول هذا الموضوع.
مسرح دوتشيز Duchees Theatre وسط لندن يقدم العرض حاليا، المسرح صغير جدا ولا يتسع لأكثر من ٢٠٠ شخص، ولكنه كان رائعا في تقنياته وإضاءته وصوت العرض، واعتبر الكثير من النقاد المسرحيين في بريطانيا هذه المسرحية نقلة مهمة في المسرح -آراؤهم معروضة في أروقة المسرح- ولا أجمل من أن تشاهد فكرة جديدة بعيداً عن المألوف في عالم المسرح الكبير.

أبو الفنون يعاني الفقر ودوره غير فاعل في مسرح الطفولة والعرائس … تماضر غانم: أدافع عن نفسي باعتباري ممثلة مسرح أطفال… لأن صدقي منهم وجهدي أبذله كي يصل إحساسي إليهم

مجلة الفنون المسرحية

أبو الفنون يعاني الفقر ودوره غير فاعل في مسرح الطفولة والعرائس … 
تماضر غانم: أدافع عن نفسي باعتباري ممثلة مسرح أطفال… لأن صدقي منهم وجهدي أبذله كي يصل إحساسي إليهم



سوسن صيداوي - الوطن 

اللعب.. هو تلك الآليّة التي يصوغها الطفل في أجوائه المتنوعة والمرتبطة بنشاطاته لينطلق عبر عفويته الفطرية لإدراك ذاته الخاصة، وذوات الآخرين المحيطين في بيئته، فمن اللعب تتراكم التجارب والمهارات أو الخبرات، وخاصة أن من خلاله يكون هناك محاولات تقليد أو تقمص شخصيات مع ظهور تعبيرات انفعالية أو سلوكيات عاطفية يعبّر من خلالها عن حياته الحقيقية الفعلية. هذه الأمور كلّها كانت من الأسباب التي تنبّهت لها الحضارات كي تتابع في تطور مجتمعاتها، على اعتبار أن الطفل هو ركيزة المستقبل ومنه هو بالذات ينطلق البناء، فتنوعت المسارح بتنوع الحضارات الشرقية والغربية، ومع اختلافها اختلفت الشخصيات والقصص والحكايات التي يُحييها مسرح الأطفال أو تجسدها عرائس مسرح الدمى. وحول الكثير من القضايا التي تشغل مسرح الطفولة ومسرح العرائس كان لنا اللقاء مع الممثلة المسرحية تماضر غانم التي تفتخر بكونها ممثلة مسرحية للأطفال، لأن هذا المسرح بوابة الصدق والعبور إلى حقيقة قلوب الآخرين. بدأت مسيرتها المسرحية منذ عام 1996، متدربة على يد سعد الدين بقدونس، كما تدربت في مسرح العرائس في قسم الدمى والتصنيع، وبقيت فيه نحو أربع سنوات، بعدها توظفت في المسرح العسكري كي تلبي حاجاتها اليومية ومازلت تمثل فيه إلى حد الآن، ولم تتابع دراستها في المعهد العالي للفنون المسرحية لظروف خاصة، لكنها اتجهت نحو نقابة الفنانين فهي عضو فيها منذ عام 2003، وفي الوقت الحالي عضو مجلس إدارة ورئيس مكتب العلاقات العامة.

مسرح العرائس هو الأصعب
لقي مسرح الدمى والعرائس في تطوره التاريخي، ترحيبا كبيراً في الغرب والشرق على حد سواء. في حين، يلقى التعثر والمطبات في عالمنا العربي، بسبب عدم اهتمامنا بتربية أطفالنا منذ الصغر وتعويدهم على ثقافة الفنون بأنواعها من رسم تشكيلي ونحت إلى الموسيقا والمسرح والسينما، هذا بعكس الآخرين الذين تنبّهوا إلى ضرورة هذا المسرح وأخذوا يسعون بكل جهدهم إلى تطوير آليته وتنفيذ العروض وتقديمها للأطفال، ولكن لنبقى في سورية الوطن، وحول كيفية تقديم العروض المسرحية في مسرح العرائس تحدثت الممثلة تماضر غانم قائلة «مسرح العرائس هو من أصعب المسارح، وإذا كان الممثل يحب هذا المسرح سيستمتع كثيراً، لأنه سيتعلم من خلاله كيفية تصنيع الدمى وحتى تحريكها، ويقوم بنقل حسّه إلى الدمية التي يمثل خلالها في المسرح، وهنا تجدر الإشارة إلى أن هناك توجهاً ومطالبة بأن يكون لاعب العرائس هو الممثل نفسه، فالواقع فرض أن يكون هناك شخصان، هما اللاعب والممثل، والاثنان مختلفان عن بعضهما، فالممثل يسجل صوته في الاستديو، واللاعب هو الذي يحرك اللعبة على المسرح. وبالنسبة لي منذ البداية كنت ممثلة ولاعبة عرائس، حيث نقوم بتسجيل المسرحية في الاستديو وهنا يكون اهتمامنا كبيراً في الأداء الصوتي، وأثناء المسرحية يبقى علينا تحريك الدمية، وبالطبع كلامي هذا لا يقلل من أهمية دور اللاعب، لأن عليه أن يقوم بفهم المسرحية كلّها وحفظ النص، ويحرك الدمية بأيديها وأقدامها وحتى في عيونها وفمها، وهنا دائماً أتذكر كلام المخرجة سلوى الجابري التي كانت تقول لنا: إنها تريد أن ينسى الطفل بأن أمامه دمية، وبالفعل بعد انتهاء العرض عندما كنا نخرج لنحيّي الجمهور، كان الأطفال يندهشون لوجودنا خلف الدمى لأنهم نسوا بأن خلف الدمية هناك شخص، وهذا هو الأمر الصعب في مسرح العرائس لأن على الممثل أن يصل إلى ما يمكنه التعبير عنه بوحدة حال بين الممثل والدمية».

مسرح الطفولة
الأصدق والأصعب
حذار أن تستخف بطفل أو أن تعتبر إقناعه أمراً سهلاً، فرغم أنه كائن صغير، الاستهانة بذكائه وبقدرة إدراكه والتقاطه لما يجول حوله من أمور هو أمر جد خطير، لهذا الوقوف أمامه على خشبة المسرح ليس بالأمر الهين، على عكس ما يشاع حول مسرح الأطفال أو مسرح العرائس من استخفاف، وللمزيد حول هذين المسرحين تحدثنا الممثلة غانم عن تجربتها قائلة «أدافع عن نفسي دائما، باعتباري ممثلة مسرح أطفال، فأنا آخذ صدقي من الطفل، وأبذل جل جهدي في عملي كي يصل إحساسي إليه، فهو أكثر إدراكاً للأمور من الكبار، وعلى خشبة المسرح الأمر ليس سهلا أن نوصل الأفكار والمشاعر إليهم. إذاً على الممثل وبالعموم أن يكون صادقاً مع نفسه أولاً كي يستطيع أن يعتلي خشبة مسرح الأطفال ويقف أمامهم. وهنا أسعى دائماً كي أطور نفسي من خلال قراءاتي لعلم نفس الأطفال وكتب الأدب والحكايات المخصصة لهم، ومتابعاتي للأعمال الكرتونية وبرامجهم، واندماجي الدائم بهم، فقضاء الوقت معهم يضيف إلى الممثل الكثير من الحركات والتصرفات الطفولية، التي يمكن استغلالها وتوظيفها في المسرحية. وبالفعل هناك شريحة كبيرة من الممثلين الذين يستخفون ويستسهلون مسرح الأطفال ودمى العرائس، لكن كما ذكرت فإن إيصال الفكرة إلى الطفل هو من أكثر الأمور تعقيدا. وبالنسبة للأعمال المسرحية التي شاركت بها فهي متنوعة بين مسرح الطفولة والعرائس وهي على سبيل الذكر:ضيف الدب، بياع العسل، الملك شرحبيل والفتى النبيل، سلمى والغيلان، ممتاز يا بطل، الوردة البرية، رحلة الأصدقاء الستة، حيلة أرنوب ضد ثعلوب».

المسرح البنّاء يحتاج إلى البناء

حجر الأساس في البناء هو الأهم للثبات والتحمّل مهما طال الزمن، وكيف إذا كان البناء والتأسيس المقصود به تربية الطفل وتنميته، باعتباره كما قلنا ركيزة أساسية للمستقبل، وبالنسبة لنا المشكلة قائمة في عالمنا العربي، وهي إغفال أهمية دور مسرح الأطفال ودمى العرائس في تنشئة الطفل وتوسيع مداركه الحسية والتعليمية، ومساعدته على تطوير شخصيته واكتساب المهارات، وإطلاق خياله الإيجابي، ليس هذا فقط بل تقديم نصح أخلاقية وإنسانية تمكنه من التعايش والاندماج دائماً في المجتمع مهما اختلفت الظروف أو الأشخاص من حوله، كل هذا ضمن جو تمثيلي يحرك المشاعر وينعش فكر الأذهان. وحول ما يعانيه مسرحنا من صعوبات ومطبات، إضافة إلى أمور أخرى جد مهمة تسلّط عليها الضوء الممثلة تماضر غانم قائلة: «يتطلب هذا المسرح من الممثل أن تكون مخارج حروفه واضحة وصحيحة، وكذلك لا يجوز للممثل أن يرتجل بأي كلام مشين، أو غير مؤدب، أو أن ينعت الممثلين معه في المسرحية وتحت أي ظرف بأي صفة سيئة، ولو على سبيل المزاح، أو أن يقوم بأي إشارة غير أخلاقية، لأن مسرح الطفولة ومسرح العرائس هو مسرح تعليمي تربوي، إذاً هذا الأمر يتطلب منا تركيزاً عالياً وجهداً كبيراً كي لا تفلت منا أي كلمة. هناك الكثير من الصعوبات التي تواجهنا وأهمها رغم أهمية هذا المسرح، فقره الكبير، فالأجور ضعيفة جداً لا يمكن مقارنتها بالتعب والجهد والمبذول، وهو من أحد الأسباب التي تبعد العديد من الفنانين عن الالتحاق به، هذا بالإضافة إلى أنه مظلوم إعلامياً، فمثلاً آخر عمل اشتغلته على مسرح العرائس في عام 2015، وعندما قمت بدعوة أصدقائي من فنانين وإعلاميين كي يحضروا العرض، كان الكل يضحك ويستخف ويقول لي «لما يكون عندك عرض للكبار إبقي خبرينا»، ليس هذا فقط، الأمر الذي يفاجئني حتى من الأهالي، أنهم يعلمون أطفالهم دروسهم وغيرها من أمور باستخدامهم الدمى، وبتشكيل الدمى عن طريق الأقلام والأوراق الملونة، وما أستغربه هنا أنهم يهملون مسرح العرائس ولا يحضرون أطفالهم إليه، فالجمهور يكون بتنظيم حضوره عبر المدارس، رغم أن وزارة الثقافة مهتمة جداً إلا أن التعاون بين المديريات ليس بالمستوى المطلوب، فالمراكز الثقافية يجب تفعليها لتعمل في هذا المجال بشكل أكبر، وخاصة لأن لدينا رصيداً مسرحياً كبيراً، وما تهتم به المراكز هو الشعر والكتب والفن التشكيلي، إذاً لماذا لا يتبنى المركز الثقافي العروض التي نقدمها على خشبة مسرح القباني بدلاً من إهمالها؟ ولماذا لا يتم تفعيل هذه العروض عبر المراكز الثقافية بالمحافظات أو حتى نستغل حديقة تشرين الكائنة في دمشق، في الصيف والربيع لعرض المسرحيات؟ أتمنى أن تكون هناك خطوات جادة من المؤسسات المعنية وأن توسع شبكة التعاون بينها، كي لا يبقى مسرح الطفولة مهملاً أو يبقى مسرح العرائس منسياً وقائماً بمساع وجهود شبه فردية».

«شباب المسرح المصري ».. حملة لإقصاء الوجوه القديمة

مجلة الفنون المسرحية

«شباب المسرح المصري ».. حملة لإقصاء الوجوه القديمة

مصطفى عبد الفتاح - البديل 

أصدرت مجموعة من الشباب يطلقون على أنفسهم «شباب المسرح المصري» بيانًا تحت عنوان «انتفاضة شباب المسرح المصري»، عبروا فيه عن غضبهم الشديد من حالة التردي التي وصل إليها المسرح بسبب تسلط جيل من المسرحيين على مقدراته، ضاربين المثل بفشل النسخة الأخيرة من مهرجان المسرح القومي، مطالبين وزير الثقافة حلمي النمنم بالتدخل لتحل الأزمة الحالية.
وجاء في نص البيان الذي أصدره الشباب «لم يعد بالإمكان الصمت على حالة التردي والانهيار التي وصل إليها المسرح المصري فى ظل قياداته الحالية، وقد جاء الفشل الذريع لأهم المهرجانات المسرحية وهو المهرجان القومي للمسرح، ليؤكد هذه الحقيقة ويأتي هذا الفشل كنتيحة منطقية لاستمرار تسلط جيل من المسرحيين على مقدرات للمسرح، وعدم إتاحة أي فرصة لشباب المسرحيين، بل يتعمد إحباطهم وغلق أبواب الامل أمامهم، فيما يعد مسارًا مضادًّا لسياسة الدولة الرسمية التي تعلن دوما انحيازها للشباب، وتقدم له مؤتمرًا يحضره رئيس الدولة بنفسه».
وأضاف البيان أن قيادات وزارة الثقافة كأنها تسلك اتجاها معاكسًا لمنظومة الدولة وتعرقل مسيرتها، وأن تهميش الشباب تجسد في عدد المقاعد المتاحة لهم في اللجنة العليا للمسرح واللجنة العليا للمهرجان القومي للمسرح، وهي اللجنة التي أساءت لسمعة المسرح بلائحتها المهترئة ونتائجها المحبطة التي أثارت استياء الجميع.
وتضمن البيان مجموعة من المطالب منها إعادة تشكيل لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، على أن يكون تمثيل الشباب به ٥٠%، إعفاء إدارة المهرجان ورئيسه واللجنة العليا من إدارة المهرجان في الدورة القادمة، وفتح التحقيق في كل مخالفات الدورة السابقة، وتشكيل لجنة عليا للمهرجان القومي للمسرح لدورته القادمة، على أن يكون تمثيل الشباب باللجنة بنسبة 50% وعلى اللجنة اختيار رئيس وإدارة جديدة للمهرجان، وتنظيم مؤتمر سنوي في موعد محدد مع شباب المسرحيين يراعى فيه التوزيع الجغرافي، بحيث يمثل وفدًا من شباب الحركة المسرحية بكل المحافظات، بحضور وزير الثقافة ورؤساء القطاعات والبيوت الفنية، ويخرج بتوصيات يجب الالتزام بتنفيذها.
قال المخرج محمد مرسي، مدير مسرح الحرية بمركز الإبداع بالاسكندرية: الحملة مكونة من مجموعة كبيرة من الشباب حملوا على عاتقهم النهوض بالمسرح بعد الكبوة التي تعرض لها من الجيل السابق، الذي شهد فترة بيع المسرح للقطاع الخاص وتحويل المسارح إلى مجرد كباريهات لإرضاء بعض الخلايجة، مشيرًا إلى أنه عقب عودة المسرح إلى وضعه الطبيعي فوجئنا بظهور الجيل القديم على الساحة من جديد، محاولًا أن ينسب كل نجاح حققناه إلى نفسه.
وأضاف :أن المشكلة برزت على السطح بشكل كبير خلال الدورة الأخيرة من مهرجان المسرح القومي، التي بدأت بتغيير لائحة المسابقة قبل انطلاق الفعاليات بفترة زمنية قليلة، كاشفًا عن أن اللائحة شهدت العديد من الأخطاء والمتناقضات، وأن مسابقة المسرح الأخيرة شهدت دعوة ناقد مسرحي تونسي يدعى حاتم التللي إلى مصر لحضور المهرجان على أن يتحمل هو الإقامة، الأمر الذي دفعه بأن يشهر بمصر على مواقع التواصل، بالإضافة إلى أحد العروض التي حصدت جائزة أفضل عرض وأفضل إخراج وحجب عنها جائزة أفضل مؤلف فكيف يحصد عرض هذه الجوائز وتحجب عنه الجائزة الأخيرة.
وأكد المخرج المسرحي أنهم خلال الأسبوع المقبل سيتقدمون بالبيان الذي نشروه على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل رسمي إلى حلمي النمنم، وزير الثقافة، وسينتظرون رد فعله عليه، وبناء على ذلك سيقررون الخطوة التالية التي سيتخذوها.
وقال المخرج إيهاب يونس: السبب الرئيسي في لجوء شباب المسرح إلى هذه الخطوة هو سيطرة مجموعة من الوجوه القديمة على المسرح بشكل كبير، دون أن يتيحوا الفرصة للشباب وحتى إن وجد عنصر شبابي يكون بسيطًا وتتم السيطرة عليه، ولا تتاح له أي فرصة في عرض وجهة نظره.
وأضاف : هدفنا الوحيد من هذه الخطوة لفت انتباه المسؤولين للشباب وطرحهم بشكل أكبر في الفعاليات المسرحية الشبابية، موضحًا أنهم لاقوا دعمًا كبيرًا من قِبَل بالمحافظات المختلفة، حتى بعض العروض التي حصدت الجوائز أيدتهم في موقفهم، مؤكدًا أنهم حاليًا ينتظرون ردًّا من مسؤولي وزارة الثقافة  لعقد لقاء مع حلمي النمنم، وزير الثقافة، لعرض وجهة نظرهم عليه.


الخميس، 3 أغسطس 2017

إعلان عن فتح باب الترشيح للمشاركة في الطبعة السادسة للمهرجان المغاربي للمسرح

مجلة الفنون المسرحية

إعلان عن فتح باب الترشيح للمشاركة في الطبعة السادسة  للمهرجان المغاربي للمسرح 

تعلن جمعية عشاق الخشبة للفنون المسرحية عن فتح باب الترشيح للمشاركـة في الطبعة السادسة  للمهرجان المغاربي للمسرح ابتداء من 18 جويلية 2017 إلى غاية 30أوت 2017 فعلى الفرق العربية الراغبة في الترشح سحب استمارات من صفحة المهرجان على الفايس بوك ـ مهرجان المسرح المغاربي بالجزائر ولاية الوادي ـ مدعومة بمايلي :
طلب المشاركة في المهرجان 
مقاطع فديو من العرض صور مأخوذة من أطوار المسرحية المرشحة 
أفيش العرض و المطوية 
بطاقة تقنية عن المسرحية 
لائحة تضم الأسماء الكاملة للمشاركين و مهامهم في المسرحية المرشحة 
ملاحظة :
لا يتجاوز عدد الفرق 6 أفراد 
صفحة المهرجان علي الفايس بوك
https://www.facebook.com/groups/308521759163336/?ref=br_tf
يرسل ملف الترشح عبر البريد الالكتروني nabil.mes3i.ahmed@gmail.com 
للاتصال :
00213550822039
 00213560885911
الفاكس :0021332146396

مسرحية "وعاد السندباد " تأليف : عدي المختار

“على خصر موجة” مسرحية تحاكي واقع اللاجئين السوريين، على مسرح ثانوية مجدل شمس

مجلة الفنون المسرحية

“على خصر موجة” مسرحية تحاكي واقع اللاجئين السوريين، على مسرح ثانوية مجدل شمس

جولاني : 

برعاية مركز الرواق الثقافي، عرضت في قاعة ثانوية مجدل شمس، مساء أمس، مسرحية “على خصر موجة”، بحضور حشد كبير من الأهالي، وخاصة من الشبيبة.
تحاكي المسرحية مأساة اللاجئين السوريين الذين توزعوا في أصقاع الأرض بعد اندلاع الأحداث في سوريا، وتمثّل فيها مجموعة من طللاب المدرستين الإعدادية والثانوية، الذين شاركوا في ورشات تعليم التمثيل، من خلال دروس التعليم اللامنهجي في المدارس، والتي تقام بالتنسيق والتعاون مع مركز الرواق للثقافة والفنون (نهاد رضا، بريسّا أيوب، ريتا أيوب، سناء أبو جبل، ليان حلبي، مايا العجمي، مارسيل الجوهري، يزن القضماني ومادلين محمود).
وعن المسرحية يقول مدير مركز الرواق، الكاتب معتز أبو صالح:
“على خصر موجة تحكي قصة مجموعة، كانت تعيش بسلام، وفجأة تنتابها محنة الحرب الغامضة، مما يزعزع وجودها، فتتبعثر وتركب البحر الى عناوين مجهولة.
خلال هذ الرحلة القصرية، تعلن هذه المجموعة عن هويتها، منهم من حلب، منهم من حمص، من الرقة، اللاذقية وغيرها من المدن والبلدات، ونراهم بعد ذلك مشردين في بقاع الأرض، مصير تراجيدي، لكن المسرحية تختتم برقصة الأمل التي تنبء عن إرادة جديدة.
يؤدي المسرحية مجموعة من طلاب ثانوية وإعدادية مجدل شمس بالاشتراك مع الممثل نهاد رضا. تأليف وتدريب وإخراج سعيد سلامة، وإضاءة نعمة زكنون.


















كتاب "خطاب الصورة الدرامية "تأليف : حسن عبود النخيلة

كتاب "لغة العرض المسرحي" تأليف : د. نديم معلا

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption