أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأربعاء، 18 أكتوبر 2017

اللغة المسرحية

مجلة الفنون المسرحية


اللغة المسرحية

منصور عمايرة 


استهلال: 
إن البحث في اللغة المسرحية يعني التجديد في طرح الرؤى والأفكار، فاللغة ليست قالبا جامدا وهيكلا ميتا، بل هي دينامكية وتعبر عن ديمومه، وهذه اللغة هي طاقات الشعوب الثقافية العامة، هي الطاقة الفكرية للشعوب، وهي الطاقة الإدراكية والواعية لها. ولذا فإن العنوان اللغة المسرحية يفتح أبوابا كثيرة، لينقسم العنوان أو يتجزأ لكثير من التقسيمات اللغوية، والتي تجمع تحت هذا العنوان، ولكنها تبين عن حالة متجددة وليست تكرارية، وعلى هذا الأساس فإن اللغة أصلا متعددة، ولكن ما يجعل للغة جمالية هو معرفة كيف نجزئ اللغة، وكيف نفهم إشارات ودلالات اللغة، فالجامد لم يعد شيئا ميتا، فالصمت يبين عن لغة، وكما يقال أبلغ من الكلام على سبيل المثال، ومن هذا المنطلق نتعامل مع اللغة كمرونة تأبى التحجر، وتستدعي توليدها. 
وعليه هل يمكننا أن نعد اللغة المسرحية ذرائعية؟ وهذا السؤال يلح للمنافسة بين العامية والفصحى، وبين المحليات العامية أيضا، وهو يلح على اعتبار أن غاية المسرح الانتشار لأكبر شريحة ممكنة من الشعب، فاللغة الذرائعية هي الأكثر وصولا، لأنها أكثر فهما وأسرع انتشارا، وهذه الذرائعية من خلال العامة تطرح السؤال الآخر أليس من غاية اللغة العربية الانتشار أيضا؟ فهنا الحديث عن الفصحى أو اللغة الثالثة القريبة من المفهوم العام للغة بين كل الشعوب العربية. 
***
اللغة/ معجم: اللُّغَةُ، لُغَةُ: أصَواتٌ يُعَبِّر بها كل قوم عن أغراضهم. والجمع: لُغًى، ولُغاتٌ. ويقال : سِمعتُ لُغاتِهم : اختلافَ كلامهم1 واللغة: كُلُّ وسيلة لتبادل المشاعر والأفكار كالإشارات والأصوات والألفاظ. ولُغَة الجسم : إيماءات وأوضاع الجسم وتعابير الوجه اللاّإراديّة عادة في الاتّصال غير الشّفهيّ. إشارات اللُّغة المصاحبة : التعبيرات غير الصوتيّة المصاحبة للكلام، وتعطيه بعض المعاني، وتعبِّر عن الانفعالات المختلفة، كنغمة الصوت ووحدته والوقفات والابتسامات والتأوّهات ونبرات الصوت وغيرها.2 
من خلال الرؤية المعجمية لمعنى اللغة، نتبين أنها متعددة، فهي لم تتوقف وتقتصر على الأصوات " اللفظ " بل تعدتها إلى لغات أخرى، وهي إشارية " حركة " وصوتيه " نغمة/ ضوء " وحالات إداركية وانفعالية " ذهنية وعاطفية ". فاللغة بمعنى إداركية وعاطفية أنها تتمثل في إطار الفكر أحيانا، وتدعو الذهن للتمعن بالكلام أو باللغة المتعددة، وأحيانا تتمثل بإطار القلب، وهي تمثل حالات عاطفية متعددة، وقد تأتي مندفعة لتعبر عن المشاعر الإنسانية نتيجة لموقف معين. 
وهي أي اللغة تكون نغمية، وهنا نلمح إشارة إلى لغة الموسيقى والإيقاع، والإشارة ترمز أيضا إلى الصورة الضوئية، فالضوء بألوانه المتعددة، وسطوعه وخفوته، يعطي دلالات متعددة، ولغات يفهمها المخاطب وهو هنا المشاهد، وهي تعبير إشاري ينم عن التفكير، فتأتي الحركة كلغة مساندة للتوضيح والتفسير، وهنا نجد أن الجسد متعدد اللغة.
***
أهمية اللغة/ اللغة والتبيين: إن اللغة كأداة تواصلية ذرائعية تبين وتكشف عن البيان، والبيان التفسير والتوضيح وقد أشار الله تعالى إلى هذا بقوله:(وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم)3 إن الآية القرآنية الكريمة تبين عن الغاية من الرسالة وهي الإفهام ودعوة الناس إلى الحق، ولا تتم الدعوة بالحق إلا بلغة مفهومة واضحة، يستطيع فهمها كل من يتكلمها. وقول الرسول عليه السلام: " إن من البيان لسحرا " يؤكد على مقولة التواصل اللغوي بين المتكلم والمخاطب، وفي المسرح يبدو البيان متعددا، ولم يعد يقتصر على البيان اللغوي، بل إن طرق التواصل عند الجاحظ (159هـ-255هـ) متعددة منها اللغة " اللفظ " ثم الإشارة، ثم العقد، ثم الخط، ثم الحال...4 وقبل ذلك فإن الجاحظ يعرّف البيان بأنه " اسم جامع لكل شيء كشف لك قناع المعنى، أي كل ما أوصل السامع إلى المعنى المراد، يستوي في ذلك كل أجناس الأدلة، فبأي شيء بلغت الإفهام ووضحت المعنى فذلك هو البيان في ذلك الموضع"5 ومهما يكن من تعدد طرق التواصل لدى الجاحظ، تبقى للغة مكانة مرموقة جعلها الأولى في ترتيب التواصل ما بين المتكلم والمخاطب، وهذا ما يعطي أهمية كبرى للغة المنطوقة، وخاصة في العرض المسرحي، فالمتلقي " المخاطب " يكون في حالة مواجهة للمتكلم " المرسل " للرسالة من خلال اللغة كجزئية مهمة في العرض المسرحي. فاللغة أداة التواصل الرئيسة الأولى والتي تزخر بألوان من الأصوات والأفكار والرؤى، وتبين عن الحالة الجسدية للإنسان في حالات العاطفة والفكر المختلفة، مثل الغضب والحزن والفرح والمحاججة.
وقد بيّن اللساني السويسري فردينان دي سوسير Ferdinand de Saussure (1857-1913م) بالحديث عن العلامة اللغوية، حيث تتكون من ثنائية الدال signifier والمدلول signifiedأو الصورة الصوتية أو المادية والتصور الذهني غير المادي. وأشار الفيلسوف الامريكي بيرس، تشارلز ساندرز (1839-1914م) إلى أن العلاقة اللغوية لا تقتصر على الدال والمدلول، بل تتعدى إلى العلاقة بالمرجع أو العالم الخارجي، وهكذا نشأت علاقة تشابه مثل الصورة الفوتوغرافية للشخص مثلا، وهناك المؤشر الذي يشير إلى ما يدل على معنى ما مثل التثاؤب فهو دالة على النوم مثلا، وكذلك الرمز وهنا ربما يبدو اللون كرمز موحي لشيء ما مثل اللون الأحمر، وقد يدل على الغضب في حالة احمرار الوجه أو غيرها من الدلالات. والشكلانيون الروس ميزوا بين اللغة الأدبية أو الفنية واللغة اليومية لتأسيس أدبية النص؛ لأن الفن وسيلة نفاذ إلى جوهر فنية الموضوع، أما الموضوع نفسه فليس بذي أهمية، وكما يبين فيكتور بوريسوفيتش شكلوفسكي كاتب وأديب روسي(1893-1984) بحديثه عن الفن " ليجعلنا نحس بالأشياء، ليجعل الحجر صلدا وغايته أن ينفذ إلى سحرها الكامن كما نستشعره لا كما هو عليه في الواقع"6 فالشكلانيون يشيرون إلى نزع الألفة عن الأشياء لجعلها غريبة، وهذا ما قاد برخت إلى التغريب، فالتجربة المسرحية عنده مجموعة من العلامات التي توظف في إطار جديد، كي تكسر ألفة اعتاد عليها المتفرج وهو يشاهد الموقف المسرحي...7 وفي هذا المنظور نجد أن مدرسة براغ اللسانية والتي تأسست عام 1926م لهم نظرية خاصة في اللغة فهي "نظام يتكون من وسائل تعبيرية تؤدي وظيفتها في تشجيع الفهم المتبادل، فمهمة اللسانيين أن يدرسوا الوظيفة الفعلية لأحداث النطق الملموسة، ما الذي يجري توصيله؟ وكيف؟ وإلى أين؟ وفي أي مناسبة؟ واللغة حقيقة واقعية ونمطها محكوم بعلاقات خارجية غير لسانية، كالوسط الاجتماعي، والمتلقي الذي يتوجه إليه التواصل، والموضوع الذي يشمله التواصل، ولهذا وجب التمييز بين لغة الثقافة، ولغة الأعمال الأدبية، وبين لغة الدورية العلمية والصحفية، وبين لغة الشارع ولغة المكتب وغيرها. وتشتمل اللغة على نوعين من تجليات الشخصية الإنسانية، تجل ذهني وتجل عاطفي... واللغة المكتوبة والمنطوقة لا تتطابقان، ولكل منهما خصائصها المميزة.8 وهذا القول الأخير يؤكد مقولة مدرسة براغ على تعدد اللغة، للنص الأدبي لغة، وللمخرج والعرض المسرحي لغة، وهكذا فنحن أمام تحليل لغوي نصي ولغوي إخراجي. وقد ميز الناقد البولندي رومان إنجاردن (1893-1970م) بين النص الدرامي الأساسي الذي يمثل الحوار المنطوق على خشبة المسرح، وهو الذي يشاهد من قبل المتلقي، ومن النص المساعد، وهو عبارة عن إرشادات مسرحية غير منطوقة، فالدراما عنده تصور أحداثا تقدم بوسائل بصرية ومادية أخرى، وتقدم بواسطة التعبير اللفظي المنطوق والوسائل البصرية معا.9 وهذا ما يؤكد مرة أخرى على تعدد اللغة المسرحية، والغاية من ذلك التواصل مع المتلقي بصور شتى منطوقة وغير منطوقة.
***
اللغة الإخراجية/ الرؤية الإخراجية/ لغة المخرج: إن المخرج وهو يتعامل مع النص المسرحي الأدبي، يبحث عن درامية النص بشكل مباشر، ويقوم بضغط تلك الإشارات الدرامية، وتبويبها ووضع ملاحظات وإرشادات حول طبيعة النص المسرحي، وحول طبيعة العرض المسرحي، الذي يعتمد على النص الذي يراد تحويلة إلى عرض مسرحي مشاهد من قبل المتلقي، وبالتشارك مع جملة من الفنيات والتقنيات المسرحية، ولذا فإن نص المخرج سيكون مختلفا عن نص المؤلف، ولهذا فإن كتابة النص المسرحي عن طريق التصور الإخراجي " يفرز انتاجا ثانيا يناقض طبيعة النتاج المؤلف لأنه ينقل واقعا جديدا يحمل خطابا مسرحيا مقننا"10 ولكن هذا القول لا يعني إلغاء نص المؤلف، فصياغة المخرج للغة العرض المسرحي، هي أولا وأخيرا تعتمد على نص المؤلف. وما يقوم به المخرج تشذيب نص المؤلف بالتخلي عن بعض الإشارات مثلا، فالنص المسرحي لا يمثل كله، إلا في حدود نصوص معينة وبنظرة إخراجية متوائمة مع هذا النص مثل النص التاريخي مثلا. ولكن المخرج لا يستطيع تبني رؤية نصية جديدة للعرض المسرحي، إلا من خلال تشارك جزئيات تقنية أخرى في العرض مثل السينوغرافيا بشكل عام، فهذه السينوغرافيا أيضا تتشكل من لغات تساهم ببناء العرض المسرحي إلى جانب الرؤية الإخراجية، ليكون العرض المسرحي أكثر انضباطا. ومهما يكن من نص للمخرج لا بد أننا ندرك اعتماده على نص المؤلف، فذاك النص الأول هو الذي يملك كل الإشارات والدلالات والإرشادات والرؤى، وكل هذا يعين المخرج على تشكيل نص إخراجي. ولهذا فإن قراءة النص المسرحي من قبل المخرج تساعده على الفهم المتكامل للنص، فالقراءة تعني كما يقول سعد أردش " فك شيفرة النص المكتوب أو المنسوخ أو المقروء اللغوية والجمالية والفكرية "11 
***
لغة الممثل : إن الممثل يبدو كحالة نهائية للعرض المسرحي، المبني على نص مسرحي أدبي أو نص أدبي أو كتابة درامية، وهنا نجد الممثل أمام قراءتين، القراءة الأولى والتي يجب أن يقوم بها ولا تقل أهمية عن القراءة الثانية، وهي قراءة نص المؤلف لتفكيك شفرته المعرفية والدرامية، ومعرفة الموضوع العام وكيفية انسجام الموضوع مع رؤية الممثل وجسده أيضا، والقراءة الثانية تكون للإرشادات التي يضعها المخرج على النص المسرحي كنص مساعد، وهنا سيجد الممثل قراءة أخرى، ولكنها أكثر فنية وتقنية، وقد وضعت بشكل مباشر لبداية التطبيق، ومن هاتين القراءتين تتأتى لغة الممثل، والتي تبدو هي اللغة المواجهة للمتلقي، ولكن بالاتساق مع تقنيات العرض المسرحي المتعددة، وبالاتساق مع التصور الذهني للمثل، وما ينعكس على حركة جسده ليرسم لنا لغة جسدية أيضا. وهكذا يستطيع الممثل التعرف على طبيعة النص الدرامي، نص المؤلف وما فيه من تشكلات موضوعاتية مختلفة اجتماعية وفنية وفلسفية ورؤى وأفكار، وكيفية التعامل معها بارشادات المخرج، لتكون حركية على خشبة الركح، وكيفية تنفيذ هذه اللغة بلغة أخرى لغة الممثل. فالتواصل الآن بواسطة الممثل غير التواصل اللغوي كنص المؤلف، فنص المؤلف غائب، ونص الاخراج غائب..12 فلم يعد يواجه المتلقي إلا الممثل، وبصور عدة، صورة لفظية " اللغة " والحوار، وصورة بصرية تشكل جسد الممثل وحركته. وعليه فإن الممثل أمام لغتين: لغة بصرية من خلال الجسد وتمثلاته وما يمليه النص والرؤية الإخراجية والذي أمسى مندمجا في الممثل، وهناك صورة سمعية أخرى، وهذه الصورة السمعية هي اللغة المسرحية، ولكن الممثل في اللغة المسرحية يفترض أن يكون قادرا على تمثل اللغة من حيث الإلقاء، والتمثل بالتعبيرات اللفظية حسب الموقف، وحسب طبيعة النص الدرامي، كأن يكون يعبر عن حالة عاطفية ما، تختلف عن حالة تعبيرية تصور التاريخ أو تتحدث عنه مثلا. 
ومسألة أخرى تتعلق بالأداء للممثل عن طريق الإلقاء، وما له من أهمية قصوى وخاصة أن المخاطب الآن هو المتلقي المتيقظ لما يقوله الممثل، والذي يشنف أذنيه ويفتح عينيه لتلقي العرض المسرحي، ليشكل رؤية تأويلية كبرى، تمثل بالفنيات والتقنيات التي تحدث أمامه على خشبة المسرح، فالإلقاء مهم جدا في عملية التواصل، وكم من عرض مسرحي جيد يحطمه إلقاء الممثل من خلال ضعف الصوت والنبرة التعبيرية، فيحدث اضطراب بالتواصل بين الممثل والعرض المسرحي بشكل عام والمتلقي. ويبدو أن الاهتمام بالصوت ووضوحه مسألة قديمة ترجع إلى اليونان، حيث أن الخوريجوس الذي كان يكلف بإعداد الجوقة، والإنفاق عليها، والقيام بكل تكاليف العرض المسرحي، وكان مما يفعله، يقدم المشروبات للممثلين لتساعدهم على تقوية الصوت ووضوحه ..13 
إن المقولة التي تؤكد أن النص المسرحي نص غير مكتمل، ويقصد بهذا اتاحة المجال للآخرين للمشاركة بإنتاجية النص، وتكتمل الانتاجية من خلال التشاركية وهي متعددة، تبدأ بالمخرج والممثلين والتقنيات المسرحية، وهذا ما يؤكد حضورية لغات عدة في العرض المسرحي. وبما يخص لغة الممثل وتعبيراته على خشبة المسرح، نجد أن طريقة التلفظ بالعبارة، هي التي تحمل المتفرح على تأويلها من خلال الإيحاء الذي يستخدمه الممثل، ومن خلال الحوار مع الممثل الآخر، وهنا نجد أن الممثل ربما لا يكتفي بالعبارة وطريقة إلقائها، بل يصاحبها بالحركة، لأن اللفظ وطريقة لفظ العبارة هي حركة، فمثلا لو جاء في الحوار بين شخصين عبارة : كيف أنت؟ ستعطي دلالة مختلفة من خلال نبر الصوت، ومن خلال طبيعة الحوار، هل هي عبارة تهكمية؟ هل هي عبارة استفسارية؟ هل هي عبارة تعبر عن موقف حزن أو فرح مثلا؟ ... كل هذه التصورات يعي المتلقي إحداها، ومن خلال طبيعة الحوار بين الممثلين؛ ولهذا سنجد أن " الشكل الدرامي للتعبير يترك الحرية للمشاهد أن يقرر بنفسه نوع النص الخفي المستتر خلف النص الظاهر، حيث يضعه في نفس موقف الشخصية الموجه لها الكلام "14 إن طريقة أداء العبارة باندماجها مع النص لغة لفظية يستدعيها الموقف الدرامي، وتتواصل مع المتلقي، وبما يتعلق بالمتلقي فالدراما وهنا الحديث عن المسرح بشكل خاص تعيد " خلق الأوضاع الإنسانية والعلاقات الإنسانية "15 وهذا يعني، أن الموقف الدرامي موقف أكثر تواصلية مع المتلقي من مواقف تعبيرية أخرى، والتي تقوم على الاستطراد مثل الرواية، فالكتابة السردية وبما فيها من بعد تواصلي بين القارئ واللغة المكتوبة، إلا أنها أقل تأثيرا في مباشرة العلاقة القائمة بين الناس، فالدرما لها ميزة التأثير الأسرع والأقوى من خلال إرسال الرسالة إلى متلق حاضر. 
***
لغة المسرح التجاري: إن لغة المسرح التجاري تختلف تماما عن لغة المسرح الجاد بصفة عامة، فهدف المسرح التجاري شباك التذاكر، حيث يقوم على التدريبات السريعة للانتهاء منها بسرعة لتقديم العرض، ويصف بيتر بروك في كتابه المساحة الفارغة المسرح التجاري بالمسرح المميت، وهذا المسرح المميت " يعني المسرح الردئ"16 وربما بإشارة أخرى من خلال هذا الربح النابع من شباك التذاكر، ومن خلال التدريبات السريعة والإعداد السريع لعرض يقدم بسرعة، يكون كما يقول بروك يفتقد حيوية الابتكار الجديد 17 فهذا الجديد هو الذي يسم المسرح وكما يبدو في رأي بروك، ليكون مسرحا يختلف تماما عن المسرح المميت، والذي يصفه بالردئ، وأكثر من ذلك فهو لابد أنه يعتمد على مجموعة من المتحمسين له بالنقد، فيصبغون على المسرح المميت هالة عظيمة، والغاية من كل ذلك شباك التذاكر. فالإعداد السريع للعرض المسرحي، سيؤثر على الحالة التعبيرية للمثل، وتكرار العمل سيشيع الملل في نفس المتفرج والممثل أيضا، وهذا ما ينعكس على الأداء اللغوي للمثل، ويقلل من التواصل.
***
الارتجال واللغة المسرحية: قد يبدو الأمر على خلاف، ونحن نتحدث عن الارتجال كعرض مسرحي يقوم على تنوع لغوي، سواء أكان باللفظ أو بالحركة، ولكن من المهم معرفة أن الارتجال يقوم على عمل عرض مسرحي متفق عليه، وليس العملية اعتباطية، فالارتجال سيدور في هذا الإطار، وعليه قد يصح القول بأن اللغة المسرحية في الارتجال هي التي في الإطار الشعبي، كمسرح شعبي وجماهيري، وهذا لا يمنع أن تكون للارتجال لغة فصيحة أيضا، ولكن، طبيعة الارتجال وهو العرض المسرحي المرتحل من مكان إلى آخر، تتواءم معه اللغة الشعبية أو الدارجة في مجتمع ما، ولا ننسى أن العرض المسرحي ولو قام على الارتجال، فهو عرض متغير من حيث طبيعة الحدث وتصويره واللغة والأداء، و"الارتجال المسرحي من الوجهة التاريخية متوغل الوجود في الزمن الاجتماعي، لأنه الطريقة في التعبير عن الطاقة الجمعية، لا يمكن تحديدها بزمن معين، حتى لقد اعتبر الارتجال أصلا للملاحم الشعبية والأشكال الدراماتيكية، ومصدرا للكوميديا الإغريقية والرومانية، وشكلا مستقرا للكوميديا دي لارتي الإيطالية بصورة خاصة"18 وهذه الإشارة تؤكد أن الارتجال وبما أنه يسعى للتواصل والتلقائية مع المتلقي، فيفترض به أن يكون بلغة مفهومة وواضحة، وهذا لا يعني أن اللغة الفصحى لم تكن من ضمن الارتجال، فهذا يصح عندما يقوم الكاتب بكتابة نص ارتجالي باللغة الفصحى، وخاصة أننا في حالة مراقبة من الدولة على النشاط المسرحي، وربما يتم تغير الفصحى للعامية بعد الكتابة فيما لو وجد الممثل نفسه غير قادر على مسايرة اللغة الفصحى، وهناك حاجز يقلل من الامتاع والمتابعة من قبل المتلقي، و" إن الخصوصية الاجتماعية في ظاهرة الارتجال تستدعي ملكات النقد والسخرية وقدرات هائلة على الاضحاك "19 فلا بد من الرجوع إلى اللغة العامية أو المحكية الدارجة في مجتمع ما، فالارتجال " المسرحي شكل للمهزلة الشعبية المرتجلة، والتي عرفها رواد المسرح العربي في لبنان ومصر، وهي أن العرض المسرحي لا يعتمد على النص المكتوب، وإنما يعتمد على اتفاق مسبق بين ممثلي العرض حول فكرة القصة التي يراد تمثيلها، بعد أن يقدم واحد منهم بالاتفاق الجماعي سيناريو قصير يحدد أدوار كل منهم، والحركة العامة التي ينبغي أن يلتزم بها "20 وهنا نجد أن الارتجال قد اقتصر نشاطه على البعد الشعبي، وكأن المسرح الارتجالي غايته مخاطبة هذه الفئة، ربما يكون هذا صحيحا، ولكن غاية الارتجال أن يصل الغرض من المسرحية والتغيير الذي تحدثه المسرحية إلى شريحة واسعة جدا من الجمهور، لأن الجمهور هو غاية المسرح، ومن دون جمهور لا يوجد عرض مسرحي، وإن عنصر" الاستجابة التلقائية هو الذي يجعل المهزلة الشعبية المرتجلة تتشكل فنيا في إطار عملية التمثل الاجتماعي للتغير"21 لذا فإن المسرحية المرتجلة قد تكون متذبذبة بين اللغة الفصحى واللغة العامية، ولكني أميل إلى أن اللغة العامية هي الأكثر قدرة على ولوج لب المتلقي، وتحقيق الغاية من العرض المسرحي الذي يلاقي تجاوبا وتواصلا ما بين الممثل والمتلقي. 
ومن ميزات الارتجال المسرحي، أنه قادر على إبداع لغة تشاركية بين الممثل والمتلقي من خلال الحوار المقصود لذاته أحيانا كثيرة بين الممثل والجمهور، وعليه يمكن اعتبار أن النص المكتوب في المسرح المرتجل هو نص جماعي، ولكن مسألة أن الارتجال المسرحي غايته أن يقلل من هيمنة النص المكتوب، فمسألة فيها وجهة نظر، فالفن الخالد يوثق ويسجل ويدون بشتى الوسائل والوسائط، والمسرح من الفنون الخالدة التي تغير المجتمع وتواكب تغييره، لذا فإن القول المطرد حول النص المكتوب المسرحي وهيمنته هي مسألة فيها من الفجاجة التي تقلل من شأن الإبداع، كلما اعتمد المسرح على نص مكتوب يعني إمكانية تمثيله مرة ومرات أخرى،22 وهذا إعادة لتشكل العملية الابداعية، وتجددها وقراءتها بما يتواءم مع طبيعة التغير الزماني والمكاني والاجتماعي والثقافي بشكل عام.
***
اللغة المسرحية والمتلقي: بعد أن يتوافر العرض المسرحي على نصوص عدة، تتمثل بنص المؤلف ونص المخرج ونص الممثل، يأتي نص جديد منبلج من خلال تلك النصوص المجتمعه، ليشتق لنفسه نصا خاصا به، وهو نص المتلقي، ويبدو نص المتلقي نصا غير لساني، وإنما توافر هذا النص على وسائط أخرى لتشكل النص لديه، وهذه الوسائط هي السمعية والبصرية، وهي وسائط مدركة ماديا، وهناك وسائط أخرى تشتغل في الذهن، إنها الوسائط الإدراكية والمعرفية، ونتيجة لملاحظة ومشاهدة الوسائط المادية تتفاعل مع الوسائط الإدراكية والمعرفية في ذهن المتلقي، وهكذا، وبنتيجة هذا التفاعل يصبح لدينا نص مسرحي خاص بالمتلقي، والمتلقي متعدد، ويستطع بعد ذلك أن يسم لنا هذا النص بوصفه وصفا دقيقا كما اعتمل في ذهنه، ومن خلال مشاهدته للعرض المسرحي، وهذا الرأي قد يكون هو بالتالي ما يتوافق مع طروحات المتلقي، أو رفضه لما شاهدة من خلال عملية ذهنية قد تكون منسجمة أو غير منسجمة مع الرؤيا المسرحية. وعليه، فإن نص المتلقي نابع من قراءة العرض المسرحي قراءة أفقية، وكما يقول المخرج الفرنسي ريشار دومارسي في كتابه مبادئ سوسيولوجيا المسرح، فهذه القراءة حالة تقليدية للتلقي تعتمد على الانتظار المتلهف للنهاية السعيدة، المصحوب بتورط قوي جدا في الحدث، وفي هذه الحال يكون اهتمام الناقد منصبا بشكل جوهري على الحكاية وتسلسلها الخفي ونهاتها المتوجة بالتطهير.23 إن القراءة الأفقية التي يتحدث عنها دومارسي، هي حالة اندماجية نتيجة لما تربى عليه المتلقي أو نتيجة للثقافة المجتمعية من حيث التعاطف، وكأن المتلقي هنا يبحث عن الحالة العاطفية في العرض المسرحي، الذي يتوافق مع طبيعته الإنسانية المكتسبة من خلال الثقافة المجتمعية.
***
نص الناقد/ لغة النقد: والحديث عن نص المتلقي يقودنا إلى نص الناقد، ونص الناقد هو لساني "لغوي" مكتوب أو شفهي، والغالب يفترض أن يكون مكتوبا، وخاصة أن الناقد متخصص باللسان أو متخصص بالمسرح والدراسات الأدبية والإبداعية، وأيضا يجب أن يكون مكتوبا ليبعد ما يقوله عن الانطباع الذي قد يشاركه فيه المتلقي العادي، والذي قد يشاركه فيه النقد الصحفي، والذي كثيرا ما يشوه العرض المسرحي، ولكن الناقد يفترض به أن يكون حصيفا ويقوم بتشريح العرض المسرحي برمته، ويقف عند هذا التحليل بالشرح والتفسير والنقد الموضوعي البناء، لأن الغاية من النقد المسرحي انتاجية قراءة تواصلية مع متلق آخر. وعليه، فإن هذه القراءة ونص الناقد، ينطبق عليه قول دومارسي بالقراءة العرضية، وهي قراءة ناقدة وعالمة، حيث لا يتورط المتلقي داخل الحكاية، بل يبقى ملاحظا يطرح الأسئلة حول العناصر الدالة التي تظهر في العرض.24 والناقد مهما كان لديه تواصل معرفي اجتماعي، وقد يتحدد النقد من خلال هذه النظرة بعض الشيء، إلا أنه يبقى يملك أدوات النقد من حيث طرح الأسئلة حول بنيات العرض المسرحي على المستوى الفني والمستوى التقني، فهو متلق متخصص، وسيبقى بعيدا قدر الإمكان عن القراءة الأفقية التي أشار إليها دومارسي.
***
المسرح تعدد اللغات/ روح اللغة في المسرح: ومادام هذا القول صحيحا، فهو يشي بكيفية ظهور هذه اللغات المتنوعة، وهذا الظهور سيبدو أمام المتلقي المتابع للعرض المسرحي الحي الذي يقدم أمامه الآن، وقد أشار المخرج الإنجليزي إدوارد جوردون كريج Edward Gordon Craig إلى المسرح بنظرة قد تبدو مختلفة حينما يقول " إن فن المسرح ليس في لعب الممثل، ولا في النص المسرحي، ولا في الإخراج، ولا في الرقص، إنه ينبع حقا من العناصر التي تكونه: الإشارة وهي روح فن الممثل، والكلمات وهي جسم النص المسرحي، والخطوط والألوان وهي الوجود الحقيقي للديكور والإيقاع وهو روح الرقص.. وسيأتي يوم لا يجد المسرح فيه النصوص المسرحية ويضطر إلى إبداع الأعمال النابعة من فنه هو "25 وبوقفة تحليل لهذا القول، ندرك تماما أن المسرح يتكون من هذه اللغات مجتمعة، كيف يستطيع الممثل أن يشكل لغته من خلال الحركة الموحية التي تنقل إلى المتلقي؟ وهنا ندرك أن الممثل وكأنه يتقمص الشخصية، ويعرف ما يقوم به، ليؤدي حركة تنطبق تماما مع الموضوع المسرحي، من دون عبثية بالحركة التي تشي بحالة بعيدة عن العرض المسرحي، وأن الكلمة التي يتمثلها الممثل، تبين عن مقدرته بنقل هذه الكلمة من خلال الصوت والأداء وقوة التعبير، وإرادة التأثير والتعبير عن الموقف في العرض المسرحي، وبالإشارة إلى الألوان فهي المندمغة بالعرض، وليست مجرد ديكور تزين فيه خشبة المسرح، والإيقاع الموسيقي المصحوب بالحركة التي تبين عن الرؤية التعبيرية للمشهد في العرض المسرحي هي المبتغى من العرض، وفي العبارة الأخيرة من قول كريج عن النص المسرحي، إشارة إلى انبثاق المسرح من خلال ما يكونه، وتلك اللغات التي تشكله، فيبدو كأيقونة مكتملة، وعن هذا العرض المسرحي يقول كريج " إن مسرح المستقبل سيكون مسرح رؤى لا مسرح طقوس ولا مسرح أقوال.. مسرحا نسمع فيه أقل مما نرى، مسرحا بسيطا يصل إلى فهم الجميع عن طريق الإحساس، مسرحا يتفجر من الحركة، الحركة التي هي في الواقع رمز الحياة.. "26 
***
ما بين النص والعرض: الوشيجة التي تربط النص المسرحي بالعرض المسرحي غير قابلة للانفصال، إنهما التوأم الذي إذا ما جاز لنا القول بأن أحدهما لا يعيش إلا بالآخر، ومصحوبا به، وأكثر من ذلك يستدعيان عنصرا ثالثا يشاركهما في الحالة الوشيجية، وهو المتلقي، ولكن المتلقي هنا يتبع العرض المسرحي الذي سيؤكد ولادته، فالعرض يولد بمشاهدته، تقول الفرنسية آن أوبرسفيلد Anne Ubersfeld عن المسرح " فن المفارقات بامتياز، فن ينسج خصوصياته، ويمتح العناصر المكونة لبنيته من مفارقات هي مرجعياته المتباينة، فهو نص أدبي عنصر الخيال جوهري في دراميته، وهو عرض أو فرجة- سمته الأساس هي آنيته لأنه مرتبط بـ "الآن هنا" حيث يوجد الممثل والجمهور، وبهذا الاعتبار فإن النص الدرامي يظل مغلقا دائما وباقيا في المكان ما دام وجوده متحققا في نص مكتوب يمكن قراءته، بعكس العرض المفتوح والموصوف بأنه آني وعابر، فإنه لا يتكرر مرتين، لأنه أثناء السرد ينتج نظاما من العلاقات المؤتلفة مع العلاقات اللسانية المشكلة للحوار تعطي لخطابات الشخوص شروطها التلفظية التخيلية، فيصير من الصعب بعد ذلك أن نتصور عرضا بدون نص حتى عند غياب الكلام المنطوق"27 
إن أوبرسفيلد تؤكد على علاقة تشابكية ما بين النص المسرحي، والعرض المسرحي، وتؤكد أن العرض المسرحي لا يتكرر بذاتية الفعل والصيغة، ولكن النص المسرحي يبقى موجودا لإعادة قراءاته، ومن خلال القراءة الثانية ينتج عرضا مسرحيا جديدا ومختلفا، لأن العرض المسرحي، وكل عرض مسرحي مرتبط بالآنية الحاضرة، وهذه الآنية هي التي تنتج عرضها المسرحي دائما، وهذه الآنية تتعلق بالمتلقي مرة أخرى، فالمتلقي لعرض مسرحي ما قبل عام على سبيل المثال، سيختلف عنه بعد عام، لأن المتلقي لا بد أن يختلف بالنظر إلى العرض المسرحي، والعرض المسرحي الآن هو غير العرض المسرحي الماضي، ويبدو الحديث واضحا عن نص مسرحي واحد، وعروض مسرحية متعددة للنص المسرحي، وهذه العروض هي وليدة الآنية الزمنية.
ونلمح من خلال قول أوبرسفيلد أنها تتحدث عن ثلاث سمات رئيسة تشكل المسرح، وهذه السمات هي النص والعرض والمتلقي، لا يتواجد أحدهما دون أن يقرن بالجزء الآخر، فالنص المسرحي، قد يكتب للقراءة، ولكنه لا يتغيا هذه الرؤية، وإنما يتغيا رؤية العرض المسرحي، والعرض المسرحي لا يكتمل إلا بجزئية حضور المتلقي ويتغيا هذا الحضور.
***
الحوار في العرض المسرحي/ الممثل والمتلقي: الحوار بين الممثل والمتلقي، ومهما كان حواريا بلغات عدة، فهو يبرهن حضوره التلفظي من خلال الصور الذهنية لدى المتلقي، فالممثل هو المرسل والمتلقي هو المستقبل، والباث يرسل إشارات والمستقبل يترجمها، وعليه فإن الحديث الحواري بين المتلقين بعد انتهاء العرض هو ما يعرف بالحوار الذهني المتحول إلى اللفظ، فالإشارات التي يقوم بها الممثل، وإن كانت غير لفظية، هي صور ذهنية يحولها المتلقي إلى صورة لفظية، وهو يحاول معرفة مدى انسجامه أو تعاطفه وإدراكه للعرض المسرحي، وينشأ عن ذلك حوار متبادل بين المتلقين، وهو حوار لغوي بامتياز، ومن هنا ندرك أن العرض المسرحي، وإن كان قائما على الصورة والأصوات والموسيقى والإضاءة والسينوغرافيا بشكل عام هو حوار لفظي.
ويقودنا الحديث عن الحوار المسرحي، إلى " بولوفونية " العرض المسرحي، فهو متعدد الأصوات، وخاصة العرض المسرحي الحواري، والذي يجري بين عدد من الممثلين، وهؤلاء الممثلون يوجهون حوارهم للمتلقي، وهو بدوره متعدد، وربما لا نبالغ إذا ما اعتبرنا أن العرض المسرحي المونودرامي عرض حواري، وليس المقصود بهذا " المونولوج " وهو حوار أحادي للممثل" حوارية الذات "، ولكن على اعتبار أن الحوار في العرض كما قلت سابقا بأنه حوار موجه للمتلقي، وعليه، يعتبر العرض المونودرامي حواري، ولكن بصوت أقل، وتفتح تعددية هذا الحوار بعد الانتهاء من العرض على مستوى المتلقي العادي والمتلقي العالم.
***
كخاتمة: هناك لغات متعددة للنص والعرض المسرحي، فنص المونودراما له لغة تختلف عن النص الحواري، فيكثر فيه التكرار والمونولوج والتعبير النفسي، وهناك لغة للنص الحواري، والذي يشتغل عليه مجموعة من الممثلين.
ومن حيث الموضوع ستختلف لغة النص المسرحي من موضوع إلى آخر، فالنص التاريخي له مفردات لغوية يمتاز بها، ويختلف عن لغة النص الجدلي، وعن لغة النص الطفلي، وكل هذه اللغات تنعكس في العرض المسرحي كلغة عرض مسرحي. 
ومن حيث طبيعة العرض المسرحي، فهناك اللغة المسرحية الكوميدية مثلا، واللغة المسرحية الموجهة للطفل...
ومن حيث ثنائية اللغة المتداولة، هناك لغتان، لغة فصحى ولغة عامية "دارجة، محلية،محكية" واللغة العامية لغة إشارية إذا ما جاز لنا هذا التعبير، والمقصود بهذا أنها لغة مشفرة، فقد تكون ردة فعل على الاستلاب والقهر والغبن، الذي مورس على فئة من الناس من خلال شخص غريب يحكمه، عندئذ تصبح لغة تهكمية تحدث حالة تثويرية، توجه لفئة معينة وتعزل فئة أخرى، فاللغة المسرحية توافق مقتضى الحال، أو لكل مقام مقال. 
الهوامش : 
1 المعجم الوسيط: مادة لغة 
2 قاموس المعاني موقع الكتروني : http://www.almaany.com 
3 سورة إبراهيم الآية 4 
4 ينظر الجاحظ، أبو عثمان عمرو بن بحر، البيان والتبيين ج 1، تحقيق عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي، ط7، القاهرة. 1998م. 
5 ينظر الجاحظ، المرجع نفسه 
6 ينظر عبد الحميد ابراهيم شيحه، الاتجاه السيميوطيقي في قراءة النص المسرحي، علامات في النقد، السعودية، 1999.
7 شيحة المرجع نفسه 
8 شيحة المرجع نفسه 
9 شيحة المرجع نفسه 
10 نوال بنبراهيم، دينامية التلقي لدى المخرج والممثل، عالم الفكر ع1، 1996 الكويت. 
11 ينظر بن دهيبة بن نكاع، النص المسرحي المخرج والقراءة الخلاقة، كتابات معاصرة ع77، 2010، لبنان، بيروت. 
12 ينظر منصور عمايرة، الممثل الذات والأداء والمعرفة، مجلة كواليس، ع34، الإمارات العربية المتحدة، 2013. 
13 محمد صقر خفاجة، دراسات في المسرحية اليونانية، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة. 
14 مارتن ايسلن، تشريح الدراما، دار الشروق، ط1، عمان، 1987م. 
15 مارتن ايسلن المرجع نفسه 
16 بيتر بروك، المساحة الفارغة، ترجمة فاروق عبد القادر، مركز الشارقة للابداع الفكري، الشارقة. 
17 بروك المرحع نفسه 
18 ابراهيم عبدالله غلوم، المسرح والتغير الاجتماعي في الخليج العربي،عالم المعرفة، ع105، الكويت، 1986م. 
19 غلوم المرجع نفسه 
20 غلوم المرجع نفسه 
21 غلوم المرجع نفسه 
22 ينظر منصور عمايرة، المسرح والوسائط، موقع الحوار المتمدن، http://www.ahewar.org 
23 النقد المسرحي المعاصر احمد حبيبيى الملتقى الجزائري للمسرح المحترف 2011. 
24 النقد المسرحي المعاصر المرجع نفسه 
25 سعد أردش، المخرج، عالم المعرفة، ع19، الكويت، 1979. 
26 أردش المرجع نفسه 
27 عبد الرحمان بن زيدان، التجريب في النقد والدراما، منشورات الزمن، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، سنة 2001. 

السياسة واللغة المسرحية

مجلة الفنون المسرحية


السياسة واللغة المسرحية

ادهم ابراهيم 

لسنا هنا في مجال الخوض باللغة كمفهوم علمي ، ولا بالسياسة العامة . . ولكننا
نتطرق الى اللغة واللهجة التي تمثل الفعل المباشر للممثل على خشبة المسرح
ان اللغة المسرحية واسعة حيث هناك لغة النص الادبي . ثم اللغة الفنية للمخرج اي الطريقة التي يراها المخرج للنص الادبي لكي يحولها الى مسرحية . ولغة الممثل وهي التي تتعلق بالحركات الايمائية وطريقة تلفظه للعبارة لنقلها الى المتفرج او المتلقي . والتي يجب ان تتصف بالوضوح لنقل المعنى او الفكرة المطلوبة الى المشاهد . ويقول جورج اورويل ان الكتابة الغامضة هي دليل النفاق . وكان يعتمد على العمل السياسي المباشر والواضح للرواية

ان ما دفعني للحديث عن هذا الموضوع هو تصريح احدى الممثلات العراقيات من جيل السبعينيات والثمانينيات من ان النظام السابق كان يمنعهم من تقديم عروض مسرحية بلهجة المدن العراقية الجنوبية
ان هذا الموضوع مهم جدا ويتعلق بسياسة الدولة من ناحية اللغة او حتى اللهجة . اي كيف تتعامل الحكومة مع هذه اللغة او اللهجة المحلية . ويرتبط مفهوم سياسة اللغة ، بلغة المخاطبات الحكومية اولا . ثم تبني هذه اللغة او اللهجة من قبل السياسيين لضمان التواصل مع الجمهور لفهم السياسة المتبعة بسهولة ويسر . وكذلك استخدامها في المجالات الاجتماعية والثقافية العامة ومنها المسرحية

في دول العالم اجمع هناك لهجة معينة ينظر اليها على انها شكلا متطورا او صحيحا للمخاطبة وخصوصا في المجالات الثقافية والمسرحية
ويحضرني هنا اهل مدينة باريس ، العاصمة الفرنسية الذين ينظرون باستنكار او عدم ارتياح عندما يسمعون لهجة مغايرة للهجتهم وخصوصا اهل مرسيليا او بعض المدن الجنوبية الذين يلفظون الراء راء” وليس بحرف الغاء ( غ) وهم يعتبرون انفسهم اكثر تحضرا ومدنية من الاخرين
كما وجدت في هولندا ان هناك كثير من اللهجات حسب الاقاليم او المحافظات . حتى اصدرت وزارة التعليم منشورا يدعو المدارس الى حث اولياء امور التلاميذ للتحدث باللهجة الشائعة في بيوتهم لتسهيل عملية التدريس وتفهم الطلاب للدروس . ولتحقيق التواصل الاجتماعي والانسجام بين الطلاب في المدارس

لقد حصل خلاف كبير حول استخدام اللغة الفصحى او العامية في العروض المسرحية . وقد ذهب فريق الى تبني اللغة العامية القريبة من الفصحى
والغاية من كل هذه الاراء هو تحقيق اكبر قدر من الانتشار والشهرة التي يطمح اليها كل مسرحي . وتوسيع الرقعة الجغرافية لعرض المسرحيات على اكبر عدد ممكن من الجمهور وصولا الى المسرح العالمي . وتعتبر اللغة من اهم المحددات في هذا المجال
اننا نشاهد احيانا مسرحيات من المحافظات ولكننا على سبيل المثال لانفهم المسرحية باللهجة الموصلية او باللهجة الريفية لمحافظة ميسان . ولذلك تكون مثل هذه المسرحيات محلية لاتحقق الانتشار المنشود لها . واذا اراد المخرج عرض مسرحية ذات بيئة ريفية فبامكانه استخدام بعض الكلمات الدارجة المعروفة وعلى نطاق ضيق حتى لايخل بموضوع وهدف المسرحية

ان النظام السابق قد امتد على سنوات طويلة تجاوزت الثلاثين عاما . وكان هناك علماء ومسرحيين ومخرجين وفنانين معاصرين اسهموا اسهامات ممتازة في تقدم وحداثة العلم والادب والفن . ولايمكن وصم تلك الفترة بانها فترة بعثية او صدامية مرفوضة . ولا يمكن اعتبار كل الانجازات السابقة على انها فاشلة او مظللة او تسييسها . لان المجتمع يتطور ويتقدم بذاته ، اضافة الى تشجيع الدولة لهذا النمط من التطور والتقدم
ان التأكيد على عدم استعمال اللهجة الريفية في المسرحيات العراقية هي فكرة صائبة للاسباب التي اوردناها . واهمها تسهيل التواصل مع الجمهور بلغة مفهومة وتحقيق الانتشار المطلوب . وان الفنانة التي انحازت الى لهجتها المحلية قد جانبت الصواب . وربما ارادت ان تظهر نفسها بمظهر المضطهد من النظام السابق كوسيلة من وسائل المحاباة للنظام الجديد الذي لم يتميز باي دور خلاق سواء في الثقافة العامة او المسرحية . لا بل انه عمل ويعمل دوما على اشاعة تحريم الفن والمسرح على اعتبار انه مفسدة للشباب وذلك للظهور بمظهر حامي التدين وهو ابعد مايكون عن الدين الحقيقي

ان اللغة او اللهجة الشائعة المستخدمة في المسرحيات بالاضافة الى انها تسهم في توسيع وانتشار نطاق المشاهدة المسرحية . فانها تعتبر ايضا عاملا مهما للوحدة الوطنية لاي دولة من الدول ولعل اللهجة البغدادية هي اكثر اللهجات العراقية فهما للجمهور العراقي لكون بغداد تمثل العاصمة التي تتواجد فيها الحكومة والمؤسسات التعليمية والفنية الكبيرة وكذلك تتوافر فيها التقنيات المسرحية والوسائل المتقدمة في العروض . اضافة الى توفر دور العرض والمسارح على نطاق واسع

وخلاصة القول ان استخدام اللهجة البغدادية في المسرحيات العراقية تعد من عوامل الجذب والانتشار على عكس اللهجات العراقية المحلية الاخرى التي تسبب ارباكا وتحول دون وصول الفكرة او المغزى من المسرحية الى المتلقي وتقف عائقا امام تمتع الجمهور بالعمل المسرحي

«همس الكراسي» بلا تنظيم... و«مروح على فلسطين» مقبل بقوة

مجلة الفنون المسرحية

«همس الكراسي» بلا تنظيم... و«مروح على فلسطين» مقبل بقوة

فيصل التركي - الرأي 


بين «همس الكراسي» و«مروح على فلسطين»، كانت المسافة بين مسرحي كيفان والدسمة كافية ليضع جمهور مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي. فلعب العرض الأول - عبر المسرح القطري - دور المدشّن لعروض المسابقة الرسمية في المهرجان، فيما تبعه الثاني المقبل من فلسطين، ليرسما معاً خارطة اليوم الأول للعروض.

تدور أحداث مسرحية «همس الكراسي» حول رمزية الكرسي بكل أشكالها وتنوعاتها، وليس فقط رمزية السلطة، حيث تتبادر إلى الأذهان فكرة كرسي الحكم أو السلطة بمجرد ذكر كلمة كرسي، لكن في همس الكراسي نرى كراسي الحدائق وقصص وعالم العشاق، والعاشق الذي يعيش حياته في حالة انتظار دائم لمحبوبته أوعشيقته كما يقول المؤلف، وتبقى الكراسي شاهدة على حكايات عشق لم تكتمل وكراسي المقابر والحياة المقفرة فيها، وكراسي المقاهي وحواراتها التي تتطرق إلى كل شيء في الحب والعشق والسياسة والمجتمع وقضاياه التي لا تنتهي، فالإنسان في حالة بحث دائم عن الكرسي منذ ولادته، كما رأينا في المشهد الاستهلالي وحالة المخاض التي يخرج منها الإنسان باحثاً عن كرسيه حتى يصل إلى نهايته عبر الكرسي الكهربائي.

العرض من إخراج فيصل رشيد، تأليف أحمد المفتاح وبطولة مشعل الدوسري وفهد القريشي ومحمد عادل ومحمد المطاوعة وعبد الله الملا ومحمد الملا، وأعقبته ندوة تطبيقية، حضرها مؤلف المسرحية ومخرجها. كما عقب على الندوة علاء قحطان، في حين أدارها الدكتور فيصل القحطاني، الذي استهل حديثه بوصف الشباب المسرحي بأنهم الأبناء الشرعيين لهذا المسرح، وموكداً على أن هذا التجمع العربي سيثمر عن تبادل الثقافات والخبرات والآراء عبر مشاهدة العروض، والأهم من ذلك هو التعرف على الثقافة المسرحية عن قرب وتقبل الرأي والرأي الاخر، لافتاً إلى أن النقد يهدف إلى إبراز محاسن الشيء وعيوبه.

أما المعقب علاء قحطان، فقال: «مسرحية (همس الكراسي) اعتمدت على مجموعة لوحات والتمسك بها، فالعرض ينتهي بمفهوم الرمز الدلالي وهو الكرسي». وأضاف: «رأينا في هذا العرض سلوكاً سيكولوجياً نفسياً، وهو حب الإنسان للكرسي»، منوهاً إلى أن العرض يحتاج إلى تنظيم لحركة الممثلين، لا سيما أن «هناك تفاوتاً بمستوى الممثلين»، وفقاً لتعبيره.

ثم فتح باب الحوار والمداخلات للجمهور، والبداية كانت مع الدكتور جبار صبري الذي أشاد بالكاتب القطري بطرحه المميز، حيث يرى أن العمل نجح على المستوى الفردي والدرامي، وبه مستويات من الترميز بحيث يتنقل المخرج من حالة الى أخرى. بينما أثنى الناقد محمد عبدالرسول على العمل بمجمله واصفاً إياه بـ «المتقن».

ورأى بدر الحمداني أن اللوحات كانت مشتتة، فكان من المفترض أن يكون هناك خيط يربط جميع المشاهد ببعضها. بدوره، أكد طالب البلوشي أن العرض افتقد إلى العنصر الدرامي، قائلاً: «إن المسرحية منذ بدايتها وحتى نهايتها وهي... كرسي وكرسي وكرسي».

وفور انتهاء العرض والندوة التطبيقية في كيفان، انطلق عرض آخر، وهذه المرة من على خشبة الدسمة، حيث قدمت فرقة مسرح الحرية من فلسطين، ثاني عروض المسابقة الرسمية في مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي، وكان العرض بعنوان «مروح على فلسطين» من إخراج ميكائيلا ميراندا.

يجسد العرض حياة الفلسطينيين اليومية في الأراضي المحتلة، من خلال مجموعة قصص حقيقية لممثلين فلسطينيين سافروا وتنقلوا من منطقة إلى منطقة ومن مخيم إلى آخر ومن قرية إلى أخرى في فلسطين المحتلة، ليجمعوا هذه القصص، ومن الصعوبة بمكان تجهيز الديكور أو الأزياء للمسرحية، لأن التنقل من مكان إلى آخر كان صعباً، لذا اعتمد الممثلون على أجسادهم، وهم يؤدون العمل في مساحة صغيرة من المسرح كرمز لفلسطين.

تبدأ الأحداث من خلال الشاب الفلسطيني جاد المولود في الولايات المتحدة الأميركية، الذي يقرأ كتاباً عن بلده فلسطين، ويقرر السفر إليها، لمعرفة حقيقة ما يدور هناك.

يصل جاد إلى مطار تل أبيب، ويجد صعوبة في كيفية الوصول إلى جنين في الضفة الغربية، إلى حين عثوره على شاب عربي سائق تاكسي ويساعده في الوصول إلى جنين، وفي حوار معه يقول له إن فلسطين كانت كلها للشعب الفلسطيني، وبعدها أتى الصهاينة وفي نكبة 1948 قطعوا أوصالها، وفي العام 1967 قطعوا أوصال أوصال ما قطعوه سابقاً، ووزعوا المستوطنات وأقاموا الحواجز، وأغلقوها بالجدار.

يُذكر أن المسرحية من تمثيل رنين عودة، سماح محمود، أحمد طوباسي، إيهاب تلاحمة، عدنان بوبلي ونور دولة.

بعدها، أقيمت ندوة تطبيقية للعرض الفلسطيني، قدمها الدكتور فهد الحارثي وعقب فيها الدكتور عمرو دوارة ومساعد المخرج والممثل أحمد طوباسي.

في البداية، شكر الحارثي الكويت والهيئة العامة للشباب على كرم الضيافة والحفاوة وحسن التنظيم، مقدما جزءاً من السيرة الذاتية للمعقب الرئيس على العرض الناقد والكاتب المسرحي عمرو دوارة، وقال الحارثي عن العرض «إنه باختصار معنى حقيقي لأن يكون العمل المسرحي بسيطاً جداً وعميقاً جداً».

وفي مستهل حديثه، توجه دوارة بالشكر للكويت والهيئة العامة للشباب وكل الوفود المشاركة، وقال «إن هذه الدورة من المهرجان متميزة، وأهم ما رآه فيها هو انتماء الشباب لكافة الأعلام العربية ونبذ الخلافات، وهذه أهم إيجابيات في هذه التظاهرات الفنية».

وعن العرض، أضاف: «انه يثير الكثير من القضايا الجدلية، وهو عرض متماسك برغم ضيق المساحة المختارة، وغياب الإكسسوارات، لكن الممثلين استطاعوا وحدهم أن يقدموا عرضاً متميزاً وجاداً وعميقاً، وكل منهم قام بدوره على أكمل وجه وساعد غيره على الخشبة».

ثم فتح الحارثي المجال للمداخلات، فكانت في غالبيتها إيجابية وأشادت بالعرض وبساطته والآداء الجماعي الدقيق، ومن أبرز المتحدثين محمد عبدالرسول الذي أشاد بالاستهلال الموسيقي الذي سبق العرض، لافتاً إلى أن عرض فرقة «مسرح الحرية» بمثابة الإنذار للعروض المقبلة.

من جهته، قال فهد الباكر: «شاهدنا تجربة شبابية احترافية، استخدمت فيها لغة الجسد والتوافق الحركي والفكري»، مشيراً إلى أن هذا النوع من العروض حساس ومتعب، متمنياً أن يستفيد الشباب من مثل هذه التجارب المهمة.

بينما قال الزميل عبدالمحسن الشمري: «إن الكويت كانت السباقة في استضافة العروض المسرحية الفلسطينية»، لافتاً إلى أن المساحة الصغيرة التي استغلوها على المسرح هي كبيرة في قلوب وعقول كل العرب.

الممثل الأردني علي العليان اختصر في تعقيبه فقال: «إننا منذ سنوات طويلة لم نضحك ولم نبك بهذا الشكل».

بينما قال الفنان والمخرج عبدالعزيز الحداد بتأثر بالغ: «لقد شاهدنا فلسطين بمصداقية على الخشبة، والممثلون كانوا بارعين في توصيل مشاعر كبيرة».

في الختام، كانت الكلمة لمساعد المخرج الممثل أحمد طوباسي، الذي ألمح إلى أن الفكرة قائمة على قصص حقيقية، وأنهم بذهابهم إلى الكثير من المناطق الفلسطينية استمعوا لقصص كبيرة وملحمية وملهمة تفوق في روعتها وعمقها ما كتبه أعظم كتاب المسرح والدراما في العالم، ورغم ذلك يقدمونها للجمهور بشكل مبسط لكنه مؤثر وعميق.

جلستين حواريتين على هامش مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي

مجلة الفنون المسرحية

المرغني: لا يوجد رقم واحد في مسرح مصر
الحارثي تناول المرأة السعودية في المشهد الثقافي


حسين خليل - الرأي

على هامش المهرجان، نظّم المركز الإعلامي التابع لمهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي جلستين حواريتين، الأولى مع الفنان المصري حمدي المرغني، فيما خُصصت الثانية للكاتب السعودي فهد رده الحارثي.

بداية، تحدث الفنان حمدي المرغني قائلاً: «ليس غريباً على الجمهور الكويتي الذي نلتقيه سنوياً من خلال عروضنا هذه الحفاوة البالغة وهذا التفاعل»، مشدداً على أن المهرجان يعد فرصة للتعرف على فنون مسرحية جديدة وفكر مختلف، خصوصاً أن المسرح هو مرآة عاكسة للواقع المجتمعي.

المرغني وصف زميله المخرج خالد جلال بأنه «أبو الفنانين» كونه يقدمهم بالشكل السليم، مكملاً: «إنه يضعنا على (السلمة) الأولى في طريق مشوارنا وغالبية نجوم الساحة خرجوا من تحت مظلته».

وأوضح أن العنصر النسائي موجود في مسرح مصر وهو غير مهمش على الإطلاق، والدليل وجود فنانات من أمثال دينا محسن وإسراء عبدالفتاح و ويزو وغيرهن، مشيراً إلى أنه لا يوجد ما يسمى بـ «النجم الأول» في مسرح مصر.

بدوره، أوضح المخرج خالد جلال بكلمات قليلة أن حمدي استطاع خلال فترة قصيرة أن يضع لنفسه موطئ قدم في الساحة.

أما في الجلسة الحوارية الثانية، فقد اعترف الكاتب السعودي فهد رده الحارثي بأن غياب المرأة السعودية عن المشهد الثقافي في بلادها خلال العقود السابقة، هو نتيجة لتواريها في خارطة المجتمع، أما الآن فقد تبوأت مناصب عديدة، ومن الممكن أن نراها ككاتبة أو مخرجة في الآتي من السنوات. واستعرض مراحل تأسيس المسرح في المملكة العربية السعودية والمراكز الشبابية، لافتاً إلى ما يفترض أن تقدمه تلك المراكز من أعمال بشكل سنوي وعبر منافسة دورية.

وزاد: «المسرح السعودي يقف على أكتاف الشباب وهو محتاج الى دعم مستمر وفاعل، وتوجد مؤسسات ثقافية تقدم على مدار العام ورشا تدريبية أفرزت أسماء جديدة وواعدة في الساحة الفنية».

على جهة أخرى، أوضح الحارثي أن المهرجانات المسرحية تعيش حالة جدلية ما بين أهميتها والعكس، وقال: «شخصياً أشعر بأنها معمل كبير يظهر من خلاله المبدع المسرحي كل أدواته، ويساعده على النضج بشكل تدريجي» مستدركاً: «لكن في ظل اختفاء المواسم المسرحية واستبدالها بالمهرجانات وعرض الليلة الواحدة، سبب ذلك ضرراً بالفنان لأنه يقتل من دوره المسرحي والتوعوي».

الثلاثاء، 17 أكتوبر 2017

صلاح القصب يكتب : رسائل إلى صديقي فاضل خليل

مجلة الفنون المسرحية

 صلاح القصب يكتب : رسائل إلى صديقي فاضل خليل

(صديقي وخلي) 

الرسالة الأولى/ لم تبق معي غير ذكريات عمرها أكثر من عمر النجوم.الرسالة 2/ في رحيلك أيها الفاضل ارتعش الضوء الأخير وهاجرت احلامنا وكل تلك الذكريات والأجراس الحزينة تدق طوال الليل.الرسالة3/ ازدحمت ذكرياتنا طوال الليل وأسدلت الستائر التي كانت تعلق الليل وظلالها تجمعت وراءنا لا ترى شيئاً غير أنت. الرسالة4/ فاضت الروح برحيلك وازدحمت مدن الشعراء لتكتب لك كل القصائد. الرسالة 5/ لم تستطع أشعة الشمس ولمعان البرق أن يمحوا كل تلك السنين في مسرح بغداد وفرقة المسرح الحديث واكاديمية الفنون موجة من الافكار كانت وذكرياتها ترهقني مثل فراغات قادمة.الرسالة 6/ في مهرجان قرطاج الدولي للمسرح توجت كأفضل مخرج ومنحت جائزة الإبداع الذهبية الكبرى، احتفلنا بك وكنت شامخاً كجبل أخضر يزهو ليصافح الشمس وكان صوت العراق يلمع كبروق ذهبية في قاعة المسرح البلدي .الرسالة 7/ مقهى أم كلثوم ومقهى المعقدين وضفاف أبو نؤاس، كنا كحفلة ماس تشع فاضل سوداني – حميد محمد جواد – علي حسين – عقيل مهدي – حميد الجمالي – الحصيري وكنا نحمل كتب سارتر وسيمون كامو - وأشعار بلند الحيدري والبياتي ومظفر النواب، وكنت ونحن نتحدث عن الأفق الذي يسيجّ الصباحات كنا نبحث عن أبواب الانبوس لنفتح العالم الذي كنا نحلم به.الرسالة8/ كنا نريد أن نستحم بماء دجلة ونشم روائح زوارقها الخشبية وعطر رائحة السمك الذي يفوح من النهر. جلساتنا تنتهي عند نصب جواد سليم وتعاود جلستها ونفكر مرة أخرى بخلاص جديد. الرسالة9/ كنا أخوة ضوء تقاسمنا الهواء والخطى الخانقة كنا نريد أن نرى شيئاً قربى الصدى ونشم رائحة الرمال والتي هي أخونا أيضاً.الرسالة10/ لا شيء هناك غير عيون دجلة وضفاف أبو نؤاس الرملية تنظر إلينا طوال الليل .الرسالة11/ كنت يا فاضل وجع الألق البعيد.الرسالة 12/ الريح لا تهدأ لأن الليل قد سار حاملاً معه رسائل لك متجراً من الرسائل كانت كالمطر الجميل. الرسالة13/ يا فاضل كنت شاطئنا القمري وكنت عرّاباً في قلعتك.الرسالة 14/ هل سينتهي هذا الليل وجلساتنا وهل سنبدأ الابحار ثانية نبحث عن المرافئ التي فقدناها. الرسالة15/ علي حسين وفاضل السوداني كانا يتحدثان عن اختراق الليل في الصحراء وكيف تغيرت الجهات الأربع، وكانا يرحلان بمراكب تواقة للإبحار للبحث عن المدينة المفقودة (مدينة فاضل العزاوي الجميلة) وكانا تواقين للإبحار والبحث.الرسالة 16/ ذكرياتنا متعاقبة ومتوهجة بأكاليل الزنبق، وستكون هناك مواكب ذهبية من الذكريات يكتبها فاضل السوداني ورياض النعماني وحسين نعمة وكوكب حمزة وعلي ماجد وهيثم عبد الرزاق وعلي حسين وكريم عواد وعقيل مهدي وجواد الشكرجي ومحسن العلي، ذكرياتهم معك موج روحي ذو طقس سامٍ. الرسالة 17/ ذكرياتنا معك أيها الفاضل قرص شمسي لا يغيب الرسالة 18/ اهديك الديوان الشعري لصديقنا خزعل الماجدي (فلم طويل جداً). 
قصيدة/  أيها الرصافي.
لماذا تقف وحيداً باتجاه الجسر
لماذا لا تعبر نحو الكرخ 
المقاهي أغلقت أبوابها
والمكتبات فارغة 
لماذا لا تعبر الجسر وتهرب
احضرت جواز سفرك 
واحضرت حقيبة السفر

-----------------------------------------
المصدر : المدى 

جديد المسرح الياباني.. الاتجاه نحو العروض التي تستمر طويلاً

مجلة الفنون المسرحية

جديد المسرح الياباني.. الاتجاه نحو العروض التي تستمر طويلاً

ترجمة: عادل العامل - المدى 

أدهشني ذات يوم أن أرى في مجلة لندنية صورة لامرأة تمسك بسي دي وبرنامج " Kinky Boots" الموسيقية، يقول نوبوكو تاناكا في تقريره هذا. ذلك أن عمرها كان 27 سنة وقد شاهدت هذا العرض 199 مرة في السنتين الماضيتين من دون أن يسبب لها ذلك أي ملل. وفي لندن، بالطبع، لا يُعد هذا النوع من التعلق بالمسرح أمراً جديداً، وما يزال العمل الموسيقي المتألق "البؤساء Les Miserables " مستمراً بعد 32 سنة تقريباً.

ولو قارنا ذلك باليابان، فإن من النادر أن يستمر عرضٌ في اليابان لمدة شهر حتى ــ أسبوع أو أسبوعان المعيار هنا. والاستثناء الوحيد، فعلياً، هو نسخة محلية من مسرحية " الملك الأسد" الموسيقية، التي قدمتها فرقة شيكي المسرحية على مسرحها الخاص في طوكيو مدة 19 عاماً. وبالرغم من هذه الحالة من شؤون المسرح، فإن منتجين عديدين بدأوا مؤخراً يغيّرون من هذا الميل للأعمال الفنية التي تبقى لوقت قصير على لائحة الغرض، وهو ما يخدم أساساً نفور الرأسماليين الكبار من المجازفة. 
فأولاً، تعهدت شركة TBS بمشروع طويل العرض عنوانه "سبع أرواح في قلعة الجماجم" على مسرح IHI حول طوكيو الجديد. ومع أن العرض افتُتح يوم 30 آذار والمسرح في الخارج عند خليج طوكيو، فإن حقيقة استمرار بيع التذاكر مثل الخبز الحار شهادة على ما انطوى عليه تفكير العمل التجاري الحديث العهد ــ خاصةً القرار بتغيير الإخراج وتبديل الممثلين الرئيسين كل ثلاثة أشهر لتشجيع جمهور المشاهدين على العودة من أجل مقارنة أداء هؤلاء الممثلين بغيرهم.  
وحين تحدثت إلى المخرج هيدونوري أينو قبل العرض الأول لـ "الأرواح السبع"، أوضح لي، قائلاً، " في اليابان، يذهب الكثير من الناس إلى المسرح لرؤية ممثليهم المفضَّلين، وليس لبرامج معينة. كما أن هناك تقلباً في طبيعتهم، ولهذا تجدهم يفضلون أشياء جديدة." 
وفي غضون ذلك، يضيف إنتاجان آخران، افتُتحا هذا العام، لهذا الاتجاه نحو استمرار العرض لفترة طويلة: عرض ساموراي للتسلية "ألاتا"؛ و"فورزا بروتا وا"، وهو نسخة يابانية الصنع لعمل ناجح عالمي بعنوان "القوة الوحشية". 
فمثلاً، كان الداعمون لهذه الأعمال يرون أنه بتقديمها على مواقع محورية، يمكنهم أن يزيدوا في العدد المتنامي في اليابان من الزوار القادمين من وراء البحار إضافةً إلى إجتذاب المحليين الشباب المعتادين على الأعمال البصرية أكثر من تلك المتّسمة بالكلام الكثير.وتعليقاً على هذا الاتجاه، يقول كيريوشا تاتسومي، منتج "فورزا بروتا وا"، إن من الصعب اجتذاب الزوار إلى المسارح لأن المواعيد مثبتة ويتطلب الأمر تخطيطاً أكثر، خلافاً للانجذابات إلى المتاحف ومتنزهات الترفيه مثلاً. وأوضح ذلك بقوله، "ولذلك فإننا اخترنا مكاناً في فندق في محور شنغاوا المزدحم للنقل الذي يضمن مدخلاً سهلاً للسياح الأجانب وتعاوناً مماثلاً لبرودوَي ولاس قيغاس." ويالمثل، اختار منتج "ألاتا"، كازوتوشي تانوما منطقة غينزا المركزية البهيجة للتسوق وتناول العشاء لاستضافة عرضه، نظراً لكون الناس يستطيعون بسهولة أن يشهدوا عرضاً يختتمون به أمسياتهم هناك. 
أما ما إذا كانت المشاريع الريادية الثلاثة الحالية ستنجح أم لا ــ وما إذا كان تأثيرها سينتشر وبذلك سيكون بإمكان الناس في طوكيو ذات يوم، أن يكونوا قادرين على العودة مراتٍ كثيرة لرؤية مسرحيات وأعمال موسيقية مسرحية أيضاً ــ فالزمن وحده كفيل بالإجابة عليه. وأما الآن، فإنها مناسبة للترحيب بحشود الزوار وإمتاعهم بالنكهة اليابانية لمشهد الفنون الأدائية المتنوعة هنا.

 عن: The Japan Times

أنطلاق مهرجان الكويت لـ«مسرح الشباب» بتكريم مريم الصالح

مجلة الفنون المسرحية


أنطلاق مهرجان الكويت لـ«مسرح الشباب» بتكريم مريم الصالح

ياسر العيلة – القبس الالكتروني

تحت شعار الكويت عاصمة الشباب العربي 2017، أنطلقت مساء الأحد فعاليات مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي على خشبة مسرح عبدالحسين عبدالرضا في منطقة السالمية، والذي تنظمه الهيئة العامة للشباب خلال الفترة من الخامس عشر إلى السادس والعشرين من الشهر الجاري، وقدم فقرات الحفل المذيعين عبدالرضا بن سالم وشيمان.
تقدم الحضور مدير عام الهيئة العامة للشباب عبدالرحمن المطيري، وكيل وزارة الدولة لشؤون الشباب الشيخة الزين صباح الناصر الصباح، ممثل جامعة الدول العربية هويدا أحمد، رئيس المهرجان عبدالله عبدالرسول، مدير المهرجان علي وحيدي وعدة شخصيات فنية وإعلامية وضيوف دولة الكويت من الشخصيات المسرحية العربية.
كلمات مضيئة
في البداية ألقى مدير عام الهيئة العامة للشباب عبدالرحمن المطيري كلمة استشهد في بدايتها في الكلمات المضيئة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح قائد العمل الإنساني لدعم واستثمار الطاقات الشبابية، مبينا أن تلك الكلمات هي ذاتها الفلسفة التي بلورت فعاليات الهيئة العامة للشباب في احتفالية الكويت عاصمة الشباب العربي لعام 2017، لتبدأ أولى مشاركاتها بهذا المهرجان الذي يعد ثمرة التشارك والتعاون مع القطاعين الحكومي والخاص ومؤسسات المجتمع المدني والمجامع الشبابية والتطوعية.
وأكد المطيري أن الهيئة العامة للشباب تولي المسرح الشبابي اهتماما بالغا كأحد المجالات التنموية التي يبدع الشباب فيها، وأشارأن هذا المهرجان يتضمن جائزة كبرى باسم الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، الذي أثرى المسرح الكويتي والعربي بفنه وإبداعه أكثر من 50 عاما.
عروض المهرجان
كما تم الكشف عن عروض المهرجان وهي “همس الكراسي” من دولة قطر، “شمعة أمل” من المملكة الأردنية الهاشمية، “مراكب الموت” من جهورية السودان، “ليس إلا” من المملكة العربية السعودية، “مروح على فلسطين”، عرض “الليل نسى نفسه” لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومن الجمهورية العراقية مسرحية “ون وي”، وتقدم سلطنة عمان عرض “لقمة عيش”، ومن جمهورية مصر العربية عرض “”بينوكيو”، ومن المملكة المغربية عرض “سوالف الكاميرا”، ومن دولة الكويت عرض “ريا وسكينة”، وستقدم فرقة المسرح الشعبي عرضا مسرحيا هامشيا خارج المسابقة الرسمية بعنوان “ثنائي القطب”.تكريم الرائدة مريم الصالح
بعد ذلك جرت مراسم التكريم، حيث صعد على خشبة المسرح كلا من مدير عام الهيئة العامة للشباب عبدالرحمن المطيري يرافقه كلا من مدير الهيئة العامة للرياضة حمود فليطح يرافقه كلا من مدير الهيئة العامة للرياضة حمود فليطح، وكيل وزارة الدولة لشؤون الشباب الشيخة الزين صباح الناصر الصباح، رئيس المهرجان المخرج عبدالله عبدالرسول، مدير المهرجان علي وحيدي، في البداية تم تكريم الشخصية المسرحية العربية للرواد الفنانة القديرة مريم الصالح رائدة المسرح الكويتي والخليجي وسط هتاف وترحيب وتصفيق الحضور.
المكرمون الشباب
كما تم تكريم مجموعة من الفنانين الشباب الكويتي في مجال المسرح الشبابي وهم عبدالمحسن القفاص، د. عبدالله العابر، عبدالله البدر، عبدالعزيز صفر، علي العلي، سعد الفلاح، علي الحسيني، عبدالعزيز الصايغ، فهد المذن، حصة النبهان، حمد اشكناني، نصار النصار، علي كاكولي، أحمد حسن كنكوني، سامي بلال، نوف السلطان، عبدالله الخضر، هاني عبدالصمد، صادق بهبهاني، ناصر البلوشي، إبراهيم الشيخلي، إبراهيم بوطيبان.كما تم تكريم اللجنتين الفنية والتحكيم
“يا سادة يا كرام”
ثم أعقب مراسم حفل الافتتاح تقديم العرض المسرحي “يا سادة يا كرام”، من تأليف الكاتبة تغريد الداوود، اخراج يوسف الحشاش، بطولة كلا من الفنانين يعقوب عبدالله، علي كاكولي، نصار النصار، روان مهدي، عبدالمحسن العمر، ابراهيم الشيخلي، يوسف الوادي، إيمان الحسيني، صالح الدرع، سعود بوعبيد، علي بولند، سامي مهاوش، عبدالله البصيري ومجموعة من المواهب الشابة.
تناول العرض بشكل استعراضي ودرامي الشخصيات المسرحية العربية من جيل الرواد والمؤسسين التي أثرت الحركة المسرحية وساهمت في تقديم الإبداعات التي لا تزال راسخة في أذهان الجمهور العربي بينهم رائد المسرح الكويتي الفنان الراحل محمد النشمي وعبدالله ونوس وامينة رزق ويوسف وهبي ونخبة من الشخصيات المسرحية العربية.ونال العرض علي اعجاب كل الحضور وتفوق المخرج يوسف الحشاش علي نفسة حيث قدم عرض ينافس وبقوة جميع عروض المهرجان.

الاثنين، 16 أكتوبر 2017

"الكويت لمسرح الشباب": نصوص عربية فقط

انطلاق الورشة الثانية للمسرح المدرسي بالإمارات العربية المتحدة

مجلة الفنون المسرحية


انطلاق الورشة الثانية للمسرح المدرسي بالإمارات العربية المتحدة

تنفيذا لاستراتيجية تنمية وتطوير المسرح المدرسي بالوطن العربي وتنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربيىة للمسرح،
وبعد الورشة الأولى التي نظمها قطاع المناهج بوزارة التربية والتعليم والهيئة العربية للمسرح لفائدة معلمات ومعلمي المدارس بالإمارات من 23 إلى 27 شتنبر 2017 بتأطير الخبيرين العربيين فائق حميصي من لبنان ونبيل ميهوب من تونس، ومواصلة لسلسلة الورشات التكوينية المنظمة على امتداد الوطن العربي في مجال المسرح المدرسي، انطلقت يوم الإثنين 16 أكتوبر 2017 بمركز تدريب المعلمين بعجمان ورشة ثانية من تنظيم قطاع الأنشطة والرعاية بوزارة التربية والتعليم والهيئة العربية للمسرح لفائدة معلمات الحضانة والمرحلة الأولى بمدارس الإمارات وبتأطير الأستاذ فايق حميصي.
وقد افتتحت الورشة بعرض للأستاذ فايق حول التعريف بالمسرح المدرسي والأهداف التربوية والتعليمية المتوخاة منه وآليات وسبل التعامل مع المتعلمين لإنجاز عرض للمسرح المدرسي يرتكز على الألعاب الثمثيلية ويستند على المواهب والكفاءات التي يتوفر عليها المتعلمون. وستستمر هذه الورشة إلى غاية يوم الأحد 22 أكتوبر 2017،

والجدير بالذكر أن الهيئة العربية للمسرح ماضية في نشر الثقافة المسرحية بالوطن العربي من خلال العديد من الورشات التي يؤطرها الخبراء والمختصون في المسرح المدرسي حيث تم إنجاز دورات تكوينية بكل من موريتانيا، فلسطين، الأردن، البحرين، قطر، عُمان، السودان، الكويت، وسيتم تنظيم دورات خلال شهري نوفمبر ودسمبر 2017 بالمغرب وتونس والجزائر.


الأحد، 15 أكتوبر 2017

الوطني يستضيف مهرجان مسرح التعزية الحسيني الدولي

مجلة الفنون المسرحية

الوطني يستضيف مهرجان مسرح التعزية الحسيني الدولي

الغد برس:

اعلن رئيس مهرجان التعزية الحسيني الدولي منير راضي، عن انطلاق أعمال المهرجان بدورته الثالثة وبمشاركة عربية يوم 21 من شهر تشرين الأول الجاري، في الساعة الثانية ظهراً على خشبة المسرح الوطني.
وقال راضي في تصريح لـ"الغد برس"، إن "حفل افتتاح مهرجان التعزية الحسيني سوف يتضمن عرض فلم سينمائي يحمل عنوان (نفوس مطمئنة) سيناريو سعد هدابي، واخراجي وتمثيل مازن محمد وجاسم محمد واخرون"، مؤكداً أن "المهرجان برعاية محافظ بغداد عطوان العطواني، وبالتعاون مع دائرة السينما والمسرح".
وبيّن راضي أن "حفل الافتتاح سيشهد عرض مسرحية (لو ترك القطا) وهو عرض مسرحي عربي سيكون مفاجأة للجمهور"، مشيراً إلى إنه "سيتم عرض خمسة اعمال مسرحية على مدار ايام المهرجان".
ومن الجدير بالذكر ان ادارة المهرجان كانت قد اعلنت عن مسابقة لأفضل سيناريو وافضل عرض مسرحي وشكلت لجان من مختصين من مصر وتونس وليبيا والعراق.
وسوف تعلن النتائج في حفل الافتتاح وتكريم ثلاثة من كلا الاختصاصين بمبلغ مالي مجزي للفائزين الثلاثة وكذلك سيتم تكريم نخبة من المبدعين العراقيين والوفود المشاركة.

الهيئة العربية للمسرح لا تنافس إلا نفسها..

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب عبيدو باشا 

الهيئة العربية للمسرح لا تنافس إلا نفسها.. 

*عبيدو باشا

لا تزال الهيئة العربية للمسرح تجسد أو تحقق ختام الحوارات القديمة، حول نصرة المسرح . بحيث لا تشكل النصرة هذه، اقتحاماً ، لصفاء المسرح ولا صفاء المسرحيين ولا المشاهدين. لا تزال الهيئة، بعد سنوات طويلة، تضخ بالمسرح الحياة، بعيداً من ألعاب الوصاية. سواء على صعيد نشر النصوص النظرية والمسرحية أو على صعيد المساهمة بالإنتاجات المسرحية. جسد واحد بمجموعة من العقول ، من الأمين العام إسماعيل عبد الله إلى غنام غنام وريما الغصين وأحد كبار متصوفي المسرح دكتور يوسف عيدابي . لا تعرف الهيئة ، مهنة غير المسرح. ما لم يوضع بمتناول المسرحيين ، قفزت به الهيئة فوق معاناتهم ، إلى تحقيقه، بعيداً من ألعاب الكلام . 
تتميز الهيئة بطبائعها ، وهي تميز بين الخلاف والإختلاف. كما تتميز بمغامرة مهرجان المسرح العربي ، وليد الحوارات الكثيرة بين الشارقة والمسرحيين العرب، مسبوقة باهتمام شخصي من حاكم الشارقة سلطان بن محمد القاسمي ، أول مسؤول عربي على رأس هيئة مسرحية. ولعله الأول بالعالم. المهرجان مغامرة ، أصل لا فرع. اختبار استمرار الحياة بالبلاد العربية ، بدون ادعاء امتلاك الحلول الأكثر ملاءمة للمشكلات الراهنة في المجتمعات العربية. المهرجان مساحة مشتركة ، آخر المساحات المشتركة بالعالم العربي. المهرجان فضاء مجنون ، باعتماده طرق المداورة بين العواصم العربية. لا بل المدن العربية البعيدة. كما حصل بالدورة الأخيرة . اذ أقيمت في وهران. إثبات على نمو المسرح بعيداً من المركزيات المميتة. 
لا تؤكد الهيئة سوى أن المسرح نموذج مجتمعي يصلح اليوم كما صلح بالماضي. لا تنبذ الهيئة هنا، لا تنبذ إسماً ولا تجربة ولا أي وليد جديد على الساح المسرحية. كل أمر شاق يتطلب الكثير من الجهد والمنافسة. لا تنافس الهيئة إلا نفسها. أما الجهود ، يبذلها الكل باطمئنان مدهش. لأن مكون الهيئة الأساس مكون حوار ثقافات ، في منظومة ثقافية لم تلبث تنفتح على الجميع منذ اللحظات الأولى لَقِيام الهيئة . حكمة وواقعية . ميزتان من ميزات منهج الهيئة. لن يتضاءل النشاط من جراء ذلك. جدل لا خصام . لا تبرؤ ولا وصاية. لا رهاب أمام الحداثة وما بعد الحداثة. كل ذلك بطائل إيجاد الأطر الممكنة لتعايش جميع المسرحيين العرب واندماجهم وانصهارهم في كيفيات التوفيق الجديدة، غير الأصولية. 
الهيئة العربية للمسرح ظاهرة ، بوضعية إنسانية دائمة. لأنها تشد الآخرين إليها على الأبعاد الإجتماعية والثقافية . الهيئة نشيد وسط حال النشاز العربي الراهن . ضرب من جنون راق، جميل ، لم تغرقه بحور الأيديولوجيات ولا التقنيات الغربية.


*شهادة من الحلقة الثالثة من برنامج شهادات إبداعية عن الهيئة العربية للمسرح لمجلة مناهل الفكر. إعداد و إخراج: هايل المذابي

مسرحية " تسميل " تأليف ايمان الكبيسي

مجلة الفنون المسرحية

                     
المؤلفة ايمان الكبيسي
     

رحيل الرموز وبقاء الأصنام بقلم د. عماد هادي الخفاجي

مجلة الفنون المسرحية

رحيل الرموز وبقاء الأصنام بقلم د. عماد هادي الخفاجي
 
من مفارقات المشهد الفنتازي للحياة مقولة الروائي عبد الرحمن منيف (أغرب شيء في هذه الحياة يا صاحبي إن الناس السيئين لا يموتون) هكذا تحلق الرموز باذخة الجمال إلى سماوات المثل العليا ولا تبقى في الأرض غير أصنامها وتلك المفارقة كانت مرثية الرحيل لصاحب الرؤية الفنتازية للواقع ومنظرها الجمالي ومخرجها الفذ الفنان الأستاذ الدكتور فاضل خليل صاحب روائع المسرح العراقي مائة عام من المحبة وفي أعالي الحب وسيدرا وأكثر من عشرين مسرحية تركت أثرها  الإبداعي رؤية وتنظيرا في سردية المسرح العربي امتدادا للتأنق الجمالي لكبار المسرح العالمي والعربي في ريادة عبقرية لفن المسرح العراقي تنظيرا وإخراجا وتمثيلا.
كانت مسيرة العطاء الثر إبداعيا وأكاديميا وإنسانيا ألهمت أجيال من تلامذته الأخلاق السامية قبل الأعراف الفنية والجمالية والإبداعية, ففنتازيا الرحيل لفاضل خليل الممتلئ عطاءا وإبداعا متجسدا وآخر ظل حبيس الظروف والاختلالات المزاجية لواقع مجنون يقظم مساحات الجمال يوميا بمعدل هستيري, وعلى وفق ستراتيجياته بالواقع الخيالي لا يمكن إلا أن تؤطر تلك المشهدية بتلك المقولة التي ابتدأنا بها فطيور الإبداع لا تحتمل فضاضة ذلك القظم ولا رثاثة يومياته ….ولكن بهكذا عزاء يمكن أن نكون سعداء لرحيل فاضل خليل فنراه يلوح لنا من سماواته الجمالية إني هانئ في وطني..

السبت، 14 أكتوبر 2017

بيت المدى يُؤبِّن عميد "المسرح الأكاديمي" فاضل خليل

فاضل خليل أسدل الستارة  أحد رموز «الجيل الثالث» في المسرح العراقي

مجلة الفنون المسرحية

فاضل خليل أسدل الستارة  ..أحد رموز «الجيل الثالث» في المسرح العراقي


حسين دعسة - الأخبار 


قد تضع شمس النهار أوزارها على مظلّة «قهوة طه عطوان» في الكرادة في بغداد، الا أنّ طلة الفنان المسرحي والاكاديمي والممثل فاضل خليل، لن تعود على مسارات وشوارع وخشبات المسرح مرة أخرى. أول من أمس، غاب الفنان المعروف، وغابت رؤيته للعرض الكبير الذي يجري على أرض الرافدين.

غيبه الموت؛ وكان هذا ما يريده في وقت غاب فيه العراق عن حلم الفن المسرحي نتيجة تردي الأوضاع الأمنية والثقافية والاجتماعية. المسرحي الذي انطفأ عن 71 عاماً (1946 ـ مواليد محافظة ميسان)، ولد لعائلة بسيطة، فوالده كان حلاقاً ووالدته خياطة عباءات نسائية. انتقل مع عائلته إلى محافظة البصرة ثم إلى العمارة. بعد دراستهِ في المعهد العالي للعلوم المسرحية في بلغاريا في صوفيا، حصل على شهادة الدكتوراه في الإخراج والعلوم المسرحية عام 1985. ترأس قسم الدراما في إذاعة بغداد عام 1974 قبل أن يؤسس كلية الفنون الجميلة في جامعة الحديدة في اليمن عام 1998 - 1999 وكان أول عميد لها.
أخرج الراحل ما يقارب عشرين عملاً مسرحياً منها ما أثار زوابع، حاملاً راية الوعي والتنوير من بينها: مسرحية «تألق جواكان موريتا ومصرعه» من نصوص للشاعر الاسباني بابلو نيرودا، ثم عمل على مسرحية «الملك هو الملك» للراحل سعد الله ونوس. ثم جاءت مسرحيته «مائة عام من المحبة» ببعدها العربي والقومي التي حازت ثلاث جوائز في «مهرجان قرطاج المسرحي» في تونس عام 1996، بعد عرضها الاول في بغداد ومن ثم في عمان. وهي تشكّل ثلاثية مع مسرحية «في أعالي الحب» التي تعد من أبرز مسرحياته، وقد اكتمل قمرها مع مسرحية «سدرا» التي فازت بجائزة «التانيت الذهبي» في مهرجان قرطاج عام 2001. ومثلما أحبّ الإخراج، أبدع في التمثيل. وكانت له وقفاته على المسارح الجماهيرية ومشاركاته المبدعة في ثلاثين عملاً مسرحياً، أبرزها: «النخلة والجيران» (1969) التي كانت العامل الأكبر لشهرته في العراق، إذ اعتبرت المسرحية من الأعمال الفنية الكبيرة بسبب مشاركة عدد كبير من الفنانين الكبار في العراق فيها وكانت معدة عن رواية الكاتب العراقي الراحل غائب طعمة فرمان.


أكثر من استعمال الرموز في مسرحياته، هرباً من الرقابة

غياب فاضل خليل، أعاد الى الاذهان أدواره في السينما العراقية، اذ مثل أدواراً تراوح بين الثانوية والرئيسية في أفلام مهمة منها: «الحارس» (1967) الذي أخرجه خليل شوقي وكتب قصته المخرج الفلسطيني قاسم حول. كما شارك في بطولة فيلم «الرأس» (1976) للمخرج فيصل الياسري. وكانت له صولة مع المخرج المصري فؤاد التهامي في فيلم «التجربة» (1977). وجسد شخصية وطنية في فيلم «الأسوار» (1979) للمخرج الكبير محمد شكري جميل الذي يعد من أبرز افلامه.
ينتمي فاضل خليل إلى ما يسمّى في العراق بـ «الجيل الثالث» الذي تلا الجيلين الرياديين الهامين في المسرح العراقي. عاصر الكثير من التقلبات السياسية في العراق، مثل حرب الخليج الأولى، وحرب الخليج الثانية، وغزو العراق 2003.
حاول جيل فاضل خليل الموازنة بين النهوض بالتجربة المسرحية التي بدأها الرواد، وبين الظروف السياسية في العراق حيث الرقابة على حرية الرأي والتعبير. هكذا، لجأ إلى التكثيف من استعمال الرموز، وأخذ المسرح العراقي يتجه نحو الواقعية الرمزية. بالاضافة إلى هذا، واجه هذا الجيل ما سمّي في العراق بـ «موجة المسرح الهابط» التي بدأت بعد الحصار الاقتصادي الذي أعقب حرب الخليج الثانية. واعتمد فاضل خليل في هذه الفترة على استعمال أساليب المسرح التجريبي والواقعية السحرية أو الواقعية الخيالية وتوظيف الموروث الشعبي المحلي الذي استعمله في مسرحيات «الباب القديم»، «الشريعة»، «وخيط البريسم»، و«مواويل باب الاغا».
أجرى فاضل خليل العديد من الدراسات الأكاديمية حول ظاهرة تردي مستوى المسرح العراقي والعربي، وخلص إلى أنّ ذلك عائد إلى: غياب التخطيط العلمي، نقص الكفاءات، تدني الثقافة المسرحية، ضعف الكوادر، غياب الريبيرتوار، غياب المتفرج المساهم، غياب الناقد المتخصص، غياب التكنولوجيا، عدم تفرغ الفنان المسرحي، وقلة قاعات العرض ذات المواصفات الفنية العالية.
وكانت للراحل سلطته ومكانته في تاريخ المسرح الجماهيري في العراق من خلال «فرقة المسرح الفني الحديث» التي تأسست عام 1966، ومنها انطلقت أعمال اللجان الفنية والمسرحية العراقية التي انتشرت عربياً ودولياً وصولاً الى المؤتمر التأسيسي لاتحاد المسرحيين العرب في دمشق عام 1976. واجترح الراحل فكرة «مهرجان أَفلام وبرامج فلسطين» عام 1973 الذي بانت رؤاه القومية في الدفاع عن فكرة المهرجان. فاضل خليل التحق بعربة خيال الظل، تاركاً غبار الطرقات، ناعياً بغداد قبل أن تنعيه.

الجمعة، 13 أكتوبر 2017

مسرحية "أسود شفاه "تأليف فاتن حسين ناجي

أكاديمية الفنون تستقبل مهرجان المسرح النسوي.. السبت

مجلة الفنون المسرحية

أكاديمية الفنون تستقبل مهرجان المسرح النسوي.. السبت 


شيماء عطية - الفجر 

يتزين مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون في الهرم، لاستقبال فعاليات الدورة الأولى من مهرجان المسرح النسوي، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، بحضور د. مايا مرسي، رئيسة المجلس، و د. أحلام يونس، رئيس أكاديمية الفنون، ويقام المهرجان في الفترة من 14 وحتى 19 أكتوبر الجاري.

سيتضمن الافتتاح، حفل موسيقى قصير وتكريم عدد من الشخصيات النسائية المرموقة التي أثرت المجال المسرحي، وهم سميحة أيوب وسميرة أحمد، والفنانة التشكيلية سكينة فؤاد، وسيتم عرض مسرحية " نساء بلا غد "، من إخراج نور غانم.

يرأس المهرجان د. أحلام يونس، ويتولى مسؤلية نيابة رئيسة المهرجان كلا من د. رشا خيري و د. عبير فوزى والأمين العام للمهرجان د. رانيا يحيى، عضو المجلس القومي للمرأة والمشرف العام على ادارة الاعلام والعلاقات العامة.

كما سيعرض يوميا خلال فترة المهرجان مجموعة من المسرحيات التي تتناول قضايا نسائية هامة على مسرح على فهمي بالمعهد العالي للفنون المسرحية في تمام الساعة السادسة مساء.

(مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي) ينطلق من الكويت عاصمة الشباب

مجلة الفنون المسرحية

(مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي) ينطلق من الكويت عاصمة الشباب 


وكالة (كونا) :

أعلنت الهيئة العامة للشباب اليوم الاربعاء انطلاق فعاليات مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي ضمن احتفالية الكويت بكونها عاصمة الشباب العربي 2017.
وقال المدير العام للهيئة عبدالرحمن المطيري في المؤتمر الصحفي أن مهرجان المسرح انطلق بمشاركة 12 دولة عربية الى جانب الكويت وهذا يأتي من منطلق ثقة حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بالشباب وبكلماته المضيئة حين قال "الشباب قادة المستقبل وبسواعدهم تبنى الحضارات" والتي تم تفعيلها بقانون انشاء الهيئة كجهة تعنى بالعمل الشبابي بشكل مباشر من خلال خلق الفرص للتميز. واضاف ان الهيئة تسعى بكل طاقاتها لتكون على قدر هذه الثقة شاكرا جميع الدول التي لبت الدعوة بالمشاركة واثراء المهرجان بخبراتها وطاقاتها وابداعاتها الشبابية مشيرا الى أن المهرجان سيحمل "ثيمة" الانسانية وبث السلام لكون الكويت مركز العمل الانساني ولكون أمير الكويت قائدا للانسانية.
وأشار الى أن المهرجان يتضمن جائزة كبرى لافضل عرض مسرحي باسم الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا الذي طرح عبر اعماله الفنية الكثير من القضايا والحلول والانعكاسات لواقعنا العربي اذ يعد خير مثال يحتذى به ودافعا للشباب نحو العطاء والابداع وتنمية مهاراتهم مضيفا إلى أن المهرجان سيكرم ايضا الفنانة الكويتية مريم الصالح لكونها احد القامات الفنية النسائية الرائدة في الكويت وأول ممثلة كويتية تعتلي خشبة المسرح الكويتي. وأكد المطيري أن الهيئة حرصت على أن تكون جميع السواعد العاملة في التخطيط والتنظيم والمشاركة في المهرجان من السواعد الشبابية باشراف من ذوي الخبرة مشيرا الى أن 250 شابا وشابة من المتطوعين تقدموا لتنظيم فعاليات المهرجان وتم تدريبهم بشكل مكثف لكيفية التعامل والتنسيق .
ومن جانبه قال رئيس المهرجان عبدالله عبدالرسول أن المهرجان يقدم أنشطة متنوعة ضمن أربع فعاليات رئيسية هي العروض المسرحية والندوات الفكرية التي تأصل الدور العلمي والاكاديمي و الورشة المسرحية الشبابية المجمعة بعنوان (الشخصية المسرحية قبل بداية الحدث) اضافة الى فعالية المركز الاعلامي اليومية والذي سيقدم خلالها تجارب الدول العربية في مجال المسرح الشبابي من خلال جلسات حوارية مع الوفود والضيوف المشاركين. ومن ناحيته قال مدير المهرجان المخرج علي وحيدي أن المسرح لطالما كان رافدا للفكر والجمال والثقافة ودائما كانت الكويت من الدول المتقدمه في رعاية وتاهيل الشباب من كل المجالات مؤكدا أن المهرجان يسعى في تنافس الفرق المسرحية المشاركة لاثراء التجارب المسرحية الشبابية العربية وفق ضوابط ومعايير لجنة التحكيم التي سيترأسها الفنان الكويتي محمد المنصور الى جانب نخبة من المسرحيين الاكاديميين من الوطن العربي.
وسيقام حفل افتتاح مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي في 15 من شهر اكتوبر الجاري على مسرح عبدالحسين عبدالرضا في منطقة السالمية وبعرض مسرحي بعنوان ( يا سادة يا كرام) و تمتد الفعاليات حتى 26 من أكتوبر. 
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption