أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأحد، 8 نوفمبر 2020

المسرح في العصر الرقمي.. لماذا لم يفقد مكانته إلى اليوم؟

مجلة الفنون المسرحية


المسرح في العصر الرقمي.. لماذا لم يفقد  مكانته إلى اليوم؟

مهى قمر الدين - القافلة

سواء أكان فردياً أم جماعياً، يبقى الترفيه جانباً مهماً من حياتنا، فيحاكي إنسانيتنا في أسمى وجوهها، ويقدّم لنا المتعة والرضا الذاتي، وكذلك المزاج الجيِّد. وفي ظروف وسياقات معينة، يكون الترفيه شكلاً من أشكال التنمية الثقافية والفكرية.

كانت رواية القصص على مر العصور باكورة وسائل الترفيه التي تنتقل من جيل إلى جيل عبر كلمات شفهية، وكان من أبرز وسائل نشرها فن المسرح الذي لم يفقد شيئاً من جاذبيته بمرور الزمن. لا بل يمكننا الجزم أن حضوره يتعزَّز باستمرار حتى يومنا هذا.

لا أحد يعرف كيف نشأ المسرح لأول مرَّة. إلا أنه يُعتقد أن العروض المسرحية الأولى نشأت للتعبير عن الطقوس والاحتفالات الدينية التي كانت مقرونة بالأساطير والقصص. ومع مرور الوقت انفصلت الأساطير نفسها عن الجانب الطقسي وأصبحت العروض تقدَّم لغرض أساسي وهو سرد القصص الترفيهية والتثقيفية. ومن أقدم الأمثلة على فن المسرح ما كان يقام في مصر القديمة، كما كانت هناك أشكال مبكرة من الأداء المسرحي في الهند والصين. لكن العروض المسرحية الأكثر تطوراً كانت تلك الموجودة في اليونان القديمة، في شكليها التراجيدي والكوميدي، وتُنفذ في الأصل على مدرج خارجي، حيث كانت العروض تدور على منصة دائرية تعرف بالأوركسترا، توجد خلفها خيمة أو غرفة تحفظ فيها الأزياء والأقنعة، بينما يجلس الجمهور على مقاعد مصممة بشكل دائري حول الأوركسترا.

وعلى الرغم من أن المسرح العربي لم يتطور حتى القرن التاسع عشر، حيث إن هناك اتفاقاً واسعاً عى أن مسرحية اللبناني مارون نقاش "البخيل" التي عُرضت عام 1846م كانت بمثابة ميلاد الدراما العربية الحديثة، إلا أن للمنطقة تقاليد درامية أخرى تعود إلى مئات السنين تشمل مسرح الدمى أو مسرح خيال الظل الذي كان معروفاً أكثر في العصر العباسي، والذي كان يعتمد على الهزل والسخرية والإضحاك لأسباب عديدة، كما كان هناك "مسرح الحكواتي" الذي طوّر أدباً شعبياً شفهياً انتشر في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث كان رواي القصص المحترف أو الحكواتي يروي حكايات شعبية وكثيراً ما كان يزيد عليها لمسات إضافية على أمل جمع مزيد من المال من جمهوره. وفي بعض الأحيان، يكون هناك عزف على إحدى الآلات الموسيقية يرافق سرد القصة، أو قد يقوم الراوي نفسه بإيماءات مثيرة في النقاط المناسبة.

وسائل الترفيه المبتكرة حديثاً فردية أما المسرح فتجربة جماعية مشتركة
قد يكون هناك من يسأل: هل للمسرح مكان في عالمنا اليوم، بعدما أصبح العالم الرقمي بشتى أنواع الترفيه في متناول أيدينا، وكثير منها مجاني تقريباً؟ فاليوم، يمكننا مشاهدة مواسم كاملة من البرامج التلفزيونية المفضلة وعروض الأفلام المسلية، كما يمكننا الاستماع إلى أجمل وأحدث أنواع الموسيقى بلمسة زر واحدة. كل هذه الوسائل المبتكرة حديثاً مريحة وممتعة للغاية، لكنها تؤدي إلى الإحساس بالوحدة. إذ إن كل ما فيها شخصي للغاية، فينتهي الأمر بالشخص إلى أن يشاهد معظم هذه العروض وحده، وكثيراً ما يحدث أن يضع سماعات الرأس ويغرق في عالمه الخاص مع عروض يتفاعل معها وحيداً وكأنه في فقاعة صغيرة يعيش فيها في عزلة تامة عن العالم. إلا أن المسرح شيء آخر. فهو يسمح بدخول أشخاص آخرين إلى هذه الفقاعة، حيث يعيش كل فرد من الحضور سحر المسرح الحي، ويختبر تلك الطاقة التفاعلية الغريبة التي تحدث بين الحضور، وبينهم وبين الفنانين على المسرح في تجربة مشتركة بامتياز. فالمسرح من بين الأماكن القليلة الأخيرة على وجه الأرض، حيث يواجه كل فرد في القاعة العرض الفني نفسه الذي يفرض رابطاً وجودياً بين كل الحاضرين في لحظات خاصة يختبرونها سوية.

قد يقول البعض إن هذا المنطق ينطبق أيضاً على الأفلام السينمائية. ولكن الأمر صحيح جزئياً فقط. إذ أننا نتشارك تجربة مشاهدة الفلم مع بقية الجمهور فقط، أما في المسرح فيمكننا مشاركة التجربة مع الممثلين على الخشبة أيضاً، حيث نرى ردود أفعالهم الحية في الوقت الفعلي للعرض. وهذا شيء لا يمكننا تجربته في الأفلام. وللتأكيد على هذه النقطة يقول معظم الممثلين المحترفين إن عروضهم تؤثر عليهم نفسياً بشكل مختلف كل ليلة وحتى بعد سنوات من المشاركة في الدور نفسه. ويؤكد عديد منهم أن الجمهور يؤثر على الأداء ويشكله ويساهم فيه، مما يجعل كل أداء يقومون به تجربة فريدة لا تتكرر. بينما يتم تلقي دراما الشاشة، على الرغم من تألقها، كما هي عند عرضها، لأن الأحداث المسجلة لا يمكن تغييرها.

العروض المسرحية تفرض واقعها الخاص
إضافة إلى ما تقدَّم، يفرض المسرح علينا واقعه الخاص، الأمر الذي يُعدُّ ضرورياً لا سيما في العصر الرقمي الذي نعيشه. يقول الممثل والكاتب المسرحي لين مانويل ميراندا: "إننا نعيش في واقعنا الخاص، فنكتب تغريدات خاصة بنا في تويتر ونحدِّد من نقبل صداقته أو نلغيها من صفحتنا على فيسبوك، ونرى الحقيقة التي نختار أن نراها، ولدينا مزيد من القدرة للقيام بذلك أكثر من أي وقت مضى، والمسرح هو واحد من آخر الأشياء التي تلغي ذلك".

يفرض العرض المسرحي على كل فرد من الحاضرين أن يعيش الواقع نفسه والتجربة نفسها التي يحدِّدها، ويجبرهم على استيعابها والتفكير بما يشاهدونه أمامهم على طريقته الخاصة. وفي ثقافة تطالبنا باستمرار بأن نبقى متيقظين دائماً لشتى وسائل التواصل الرقمي من البريد الإلكتروني إلى الإشعارات الواردة من وسائل التواصل الاجتماعي ورسائل الواتساب وشتى أنواع التنبيهات، فإن قضاء بعض الوقت في قاعة مظلمة والاستمتاع بعرض فني، وفي أحيان كثيرة، مع أشخاص نحبهم يمكن أن يكون من أهم وسائل الرعاية الذاتية.

لكل وسيلة من رواية القصص نكهتها الخاصة
لا يزال المسرح موجوداً اليوم لأن البشر يحبون سماع القصص، وبأي طريقة كانت، ويبقى لكل شكل من أشكال روايتها طريقته الخاصة التي تعطينا مزيداً من الفرص للهروب من واقعنا الحالي ولفهم أفضل للعالم من حولنا.

إن قراءة روايات عن أشخاص مختلفين عنا تولد التعاطف، ومشاهدة الأفلام تعزِّز مشاعر الترابط الجماعي، فيما يعطينا المسرح شعوراً إضافياً بالحيوية والتجربة المشتركة. ومما لا شك فيه أن معظم أشكال الفن من السينما إلى المسرح إلى الأدب قد واجهت بالفعل أزمات هوية في مواجهة التطورات التكنولوجية. ولكن بقيت لكل واحدة منها نكهتها الخاصة تماماً كما بقيت لرسومات البورتريه، مثلاً، نكهتها المميزة بالمقارنة مع الصـور الفوتوغرافية الشخصية، وتماماً كما بقيت رسومات لوسيان فرويد، رسام البورتريه البريطاني الشهير، تستحق اهتمامنا، لأننا نرى فيها شيئاً أكثر من مجرد تشابه، فنرى الشخص من خلال عيني الفنان، ونقدر الرؤية الفردية ونعجب بإتقان الوسيط، والأهم من ذلك، نشعر بالتقارب الفريد من نوعه بين الفنان وصاحب الصورة.

المسرح أكثر من مجرد تسلية أو حدث فني
يقول الممثل المسرحي الأمريكي جورج هيرن: "يمكن للمسرح نشر أمور لا يمكن تشريعها أو تعليمها أو إصدار قوانين بشأنها، والأهم من ذلك أن بإمكانه أن يجعل تلك الأمور تدخل إلى القلوب بكل سهولة". فالمسرح هو "صدى لصوت الجمهور" حسب الأديب البريطاني صموئيل جونسون و"مرآة" المجتمع كما وصفه وليم شكسبير. وبذلك، فهو في طليعة الفنون التي يمكنها إحداث تغيير اجتماعي، إذ إنه أكثر من مجرد تسلية أو حدث فني، لأنه يثقف ويحتفل ويرشد، يعترض ويحتج، ويواجه ويستفز.
فعلى الرغم من أن للمسرح عديداً من الأوجه، إلا أن الغرض الأساسي منه هو قدرته على تنوير جمهوره ومنحهم تجربة تمتد إلى أبعد من مجرد الاستمتاع بالعرض الفني. فالعروض المسرحية تحاكي الجمهور من الناحيتين الفكرية والعاطفية عندما تجعل المفاهيم متماسكة وحقيقية وتحفز الحضور على التفكير في القضايا والأفكار والأشخاص الذين تصورهم، وذلك حين تنشئ علاقة شخصية مع الأحداث والشخصيات على المسرح، وتفرض على كل شخص من الحضور الانغماس في انعكاس للأحداث خارج قاعة المسرح، ومحاولة رؤية الأشيـاء من منظور مختلف.

فالمسرح إما أن يحاكي إنسانيتنا كما العديد من مسرحيات شكسبير عندما عالجت حالات إنسانية ثابتة مثل الحُب والكراهية والحرب والسلام والحرية والطغيان في مسرحيات خالدة لا تزال تعرض إلى يومنا هذا كهاملت وماكبث والملك لير وروميو وجولييت وغيرها الكثير، وإما أن يطرح مشكلات مثيرة للجدل ويحاول إحداث تغيير بشأنها كما فعلت مسرحية "Guys and Does" المسرحية الغنائية التي عُرضت لأول مرّة في عام 2009م وطرحت مسألة صيد الحيوانات لا سيما صيد الغزلان. وقد أظهرت دراسة استقصائية مأخوذة من أفراد الجمهور قبل الأداء وبعده تغييراً واضحاً في مشاعر الحاضرين تجاه الصيد، بحيث أظهر عديد منهم تعاطفاً مع الشخصية التي كانت تصطاد بطريقة أخلاقية، وكان لذلك تأثير إيجابي واضح في تكوين مواقف جيدة تجاه مسألة الصيد.
وهناك تأثير كبير للمسرح الموجود خارج سياق الأداء التقليدي كمسرح التنمية مثلاً، الذي هو شكل من أشكال المسرح التشاركي الذي يهدف إلى معالجة مختلف القضايا التي تعاني منها البلدان النامية. ومن الأمثلة على ذلك مسرحية أنتجتها مجموعـة من الشبان في الريف الفلبيني كانت تركز على محنة العمال الأطفال المستغلين في مزارع قصب السكر في الفلبين، حيث قام الأطفال أنفسهم بأداء المسرحية التي كانت متجذرة في أشكــال الفـن الثقافي التقليدي لكي تصل إلى جمهور الحاضرين بطريقة أسهل، والتي عرضت على مسارح سبع مدارس في مناطق مختلفة. وقد أدت هذه المسرحية إلى دفع السياسيين المحليين إلى تبني مطالب الأطفال بحياة كريمة ومستقبل أفضل وسن قوانين لحماية حقوقهم.

وأخيراً، سواء أكان وجود المسرح لتوفير تجربة اجتماعية مشتركة في عصر العزلة الرقمية أم لإرسال رسائل اجتماعية مختلفة أو لمجرد التسلية، يبقى المسرح أبا الفنون الذي لا يزال يزيد على المشهد الثقافـي في أي بلـد من البلـدان قيمــة وثراءً. لذلك ما زلنا نرى كثيراً من المسارح لا تزال تقام في عديد من البلدان الحريصة على غناها الثقافي، من مثل افتتاح مسرح البحرين الوطني في عـام 2012م، ودار الأوبرا الكويتية في 2016م، ومؤخراً افتتاح المسرح الوطني في المملكة في يناير 2020م، لتثبت جميع هذه الصروح وغيرها بأن المسرح سيبقى فناً يتحدى الزمن.
---------------------------------------------
المصدر :العربية  
حقوق النشر محفوظة لمجلة القافلة، أرامكو السعودية

الدين والمسرح وعلاقتهما بالانسان / جوزيف الفارس

مجلة الفنون المسرحية

الدين والمسرح وعلاقتهما بالانسان / جوزيف الفارس

لوتابعنا ودققنا في اهداف كل من الدين والمسرح , وتحديد علاقة كل منهما بالانسان , لوجدنا ان هناك علاقة روحية غايتها اهداء الانسان الى الطريق السليم والقويم في الحياة , وايجاد علاقة روحية مابين الانسان والخالق , وعلاقة الانسان باخيه الانسان , هذه العلاقة الروحية مبعثها الايمان بالرسالات السماوية التي تنشر المحبة والتاخي ورفض الكراهية والبغضاء والتفاني من اجل البناء والتغيير باتجاه الافضل لخير الانسان ورفاهيته وسعادته الدنيوية واحياء الامال في الحياة الاخرى .
ان للدين اهدافا تسمو بالانسان وتدعوه الى اتباع الطريق المستقيم لتقيه من مغريات العالم الدنيوي ومخاطره , وان يعيش ضمن القناعة المعتدلة بالحياة التي يحياها ومن خلال علاقة ايجابية مع المجتمع , حيث ينصهر فيه انصهارا روحيا من اجل  ان يبقى متحصنا ,والمحافظة عليه  من السير في طريق الانحراف , مقتديا بالرسالات السماوية .
علاقة الانسان بالمسرح 
اما علاقة الانسان بالمسرح فهي علاقة فكرية وثقافية تختلف مابين انسان واخر مستوحات من واقع الانسان وخبرته وتجربته في الحياة اضافة الى ان احتكاكه بالاساتذة والاطلاع على حياتهم الثقافية والتاثر بواقعهم الثقافي والسياسي والاجتماعي في معظم الحالات , وعكس واقع مختبري تجريبي فيه من التوعية والرغبة في التغيير ومدى رغبة الانسان بهذا التغيير .
ونحن نعلم , بان المسرح وعلاقته بالانسان هي علاقة قديمة تعود الى ماقبل الميلاد لكونه كان مسرحا طقسيا دينيا واداة للتنفيس وللتطهير ومن ثم تطور واصبح مراة يعكس الواقع  لحياته و تشخيص مشاكله الاجتماعية وواقعه الثقافي والسياسي والديني . 
علاقة الدين بالمسرح 
فقد بادر الشعراء في المرحلة ماقبل الميلاد ( الاغريقية اليونانية ) ومنهم يوربيدس واسخيلوس وهوميروس وسوفوكليس  استخدام المسرح استخداما دينيا ومنبرا تجري من فوق منصته طقوس نابعة من ايمانهم و حيث كانت تعرض القصائد الشعرية من على منبر, او مايسمى بالمذبح , وهي عبارة عن قصائد تحكي عن اساطير الالهة بطقوس فيها شيئا من الفن والجمال والمصاحب مع الجوقة غايتها التعبد والتدين , وخلق علاقة روحية مابين الانسان والدين والمسرح , هذه العلاقة كانت تحت بركة كهنة المعابد متوسطين عند الالهة وعن طريق ملوكهم واباطرتهم لينالوا رضى الالهة وابعاد اللعنة عن شعوبهم وبطقوس تجري ضمن مواسم تتزامن مع فصول السنة , ولكل موسم له عيد خاص لالهة من الالهة الاغريقية اليونانية , هذه الطقوس كان يجري احتفالها على منصة وامام الجماهير المحتشدة على سفوح الجبال المتدرجة ضمن مدارج خاصة لجلوس الجماهير لتقديس الهتهم وتقديم النذور والذبائح المختلفة وكل حسب امكانياته المادية .
اذن نفهم من هذا ان هناك علاقة ومنذ نشوء المسرح بطقوسه الدينية علاقة بين الدين والمسرح , والعامل المشترك الذي نشأ بينهما يتمثل في القصيدة ( النص المسرحي ) والشاعر ( الممثل ) والمنصة ( المسرح ) .
تطور علاقة الدين بالمسرح 
وتطور هذا الاسلوب وبموجب تطور العقائد الدينية واساليب المسرح , انما بقيت تاثيرات العقائد الوثنية متلازمة مع المسرح ومع اطروحاته الفكرية , ففي بداية القرن الرابع الميلادي حينما ظهرت الديانة المسيحية واخذت تدعو الى الخلاص الروحي للانسان من خلال ثقافة روحية مستمدة افكارها وشرائعها من الكتاب المقدس , والتي كانت تتعارض مع ماكان يطرحه المسرح الوثني لالهة الاغريق , ولهذا حاولت الكنيسة في وقتها التحفظ من المسرح والحد من خلق علاقة بين الكنيسة والمسرح , حرصا على عدم تلوث افكار اتباعها والارتداد عن الايمان الكنسي والتي كانت الكنيسة تدعو اليه وتبشر له , ولهذا دعت الكنيسة رعاياها  الى مقاطعة المسرح واقصائه عن المجتمع حرصا منها على عدم تاثر الجمهور من رعاياها بالثقافة الوثنية والتي كانت سائدة انذاك في العروض المسرحية , سيما وان هذه العروض كنت تتسم بلغة شعرية موسيقية , وتصوير بعض المشاهدباجواء رومانسية خلابة تحكي عن علاقة الانسان بالطبيعة وبالحياة الدنيوية , وكذالك تميزت كتابات الكتاب المسرحيين بتعابير لغوية جميلة وسلسة نالت استحسان الجمهور والاعجاب بها , ولهذه الاسباب حاولت الكنيسة الابتعاد عن مثل هذه العروض وابعاد رعاياها عن مشاهدتها , اضافة الى تحريم المسرح على كافة المسيحيين في وقتها .
نظرة الكنيسة للمسرح 
لقد تغيرت نظرة الكنيسة للمسرح بعد هذه المرحلة بالذات , ففي القرن العاشر الميلادي , وبعد تطور الاساليب التي كانت تخدم نشر رسالة الكنيسة واهدافها , ساد في وقتها اسلوبا خطابيا وتراجيديا اشبه مايكون بالمسرح الاغريقي اليوناني والمعتمد على الشاعر , وهذا التشابه باسلوب الطرح في الكنيسة الغربية نجح بعض الشيىء ومن خلال رهبان واباء كانوا يملكون بلاغة في التعبير واسلوب مؤثر جدا على المتلقي في خطاباتهم ( المواعض الدينية والكرازة الروحية الدينية ) والتي كانت تعمل على الاندماج والتقمص من قبل الراهب او راعي الكنيسة , والتاثير بما كان يوعظ به , ونقل هذا التاثير مباشرة على اتباع الكنيسة ورعاياها , وجائت مرحلة لاحقة حاول هؤلاء الرهبان والراهبات معا تطوير هذا الاسلوب الخطابي الى اسلوب تمثيلي والعمل على تاليف نصوص دينية مستمدة مواضيعها من الكتاب المقدس وعرضها على المؤمنين من رعايا الكنيسة , ونتيجة لهذه التجربة الكنسية الجيدة والمتطورة باسلوب التعليم والتبشير , شجع رؤساء الكنيسة الى اتباع هذا الاسلوب والاعتماد بالمواضيع الدينية على الكتاب المقدس كنصوص تؤلف وتعد من خلال مضمونه , وهذا الاسلوب اخذ شكلا حواريا يتم مع الكاهن  والشماس ( الرجل الثاني في تقديم هذه الذبيحة الالهية ) اضافة الى مشاركة الجوقة ( الكورال ) في مشاركة هذه الصلاة واقامة الذبيحة الالهية اضافة الى مشاركة عامة الشعب من المؤمنين الحاضرين للاستماع الى هذا القداس الالهي , هذا النشاط الحواري بين الكاهن والشماس والجوقة اخذ سمة وشكلا حواري مابينهما مشابها للمحاورة التمثيلية , ومن ثم تطور هذا الاسلوب متخذا له اسلوبا اوسع مما كان عليه في السابق حيث اضيفت تراتيل الجوقة والمصاحبة مع الموسيقى  . 
تطور علاقة الانسان بالدين و بالمسرح

ومع تلاحق الفترات الزمنية وما لحقها من تغيير في الاوضاع الاجتماعية والثقافية والسياسية , تحولت علاقة المسرح بالانسان من علاقة دينية الى علاقة ثقافية وسياسية , الا ان هذه العلاقة جائت وعلى مراحل زمنية ضمن التغييرات التي طرأت على المجتمعات من خلال نهضة فكرية وثقافية , حيث كانت الثورة الصناعية ونهضتها سببا من اسباب تطوير الحياة الاقتصادية والثقافية , وسببا من اسباب تغيير اتجاهات المسرح , وتغييرا لمضامينه الفكرية من دينية ووعظية الى مضامين سياسية وثقافية وانتقاد الاوضاع الاجتماعية , وبهذا الاتجاه الجديد , اخذ المسرح شكلا جماليا تعبيريا , داعيا الى الثورة على العادات والتقاليد البالية و اضافة الى كل هذا اصبحت علاقة المسرح بالانسان هي علاقة مصيرية تعرض المعنيون  الى المطاردة والزج بهم  داخل السجون , وتقييد حريتهم وكتم اصواتهم .
وعليه فان مجمل علاقة الانسان بالمسرح هي علاقة مادية ومثالية وفلسفية وجمالية مشتقة من الحياة الدنيوية وواقعها , ومحاكات الطبيعة وتجسيد جمالها , كل هذا تجسدت في مضامين نصوص كتبها ادباء معنيون في بناء العلاقة الفردية مع المجتمع , والتي تبدأ من خلال الاسرة ومحيطها وبيئتها , ولهذا فان المسرح يتجه للانسان ودعوته للايمان بالقضايا المصيرية الايجابية في حياة الفرد , ومن خلال نصوص تكتب غرضها الاصلاح وتجديد علاقة الانسان مع الواقع الذي يعيشه والمشاركة في عملية التغيير والتطوير والحداثة لواقع كل مجتمع يحتاج لمثل هذه المعالجة .
اذن من هنا تعرفنا على اهداف الدين السليم والبعيد عن المحاصصة والمصالح النفعية , وكذالك تعرفنا على المسرح واهدافه النبيلة في خدمة الانسان في قضاياه المصيرية وبعيدا عن المصالح النفعية والتحيز لها , وكذلك نبذ التحيز للمصالح الفردية والاطماع لمغريات هذا العالم الدنيوي , والتأكيد على  العلاقة الانسانية بالمجتمع وعلى الاهداف التي تدعو للخير ولرفاهية المجتمع .
الكنيسة ودورها في المسرح 
كان للكنيسة دورا رئيسيا في تسخير العروض المسرحية لمصالحها بعد ان تحولت اهدافها الكنسية من اغراض دينية الى اهداف سياسية وسلطوية , مارست من خلالها قيادة نفوذها وبما يتفق مع مصالحها في ديمومة مصالح  القائمين والمشرفين على رعاية مصالحها باتجاه السيطرة الدينية من حالة التدين الى الحالة السلطوية , ومحاربة بقية الكنائس والتي انفصلت عن الكنيسة الام ( الكاثوليكية ) منها كانت الكنيسة الانكليزية , والكنيسة التي قاد حركتها مارتن لوثر الانجيلية في المانيا , ومن هنا اصبحت علاقة الانسان علاقة جبرية ومفروضة عليه وواجب من الواجبات المقدسة لاتباع كل طائفة لكنيسته ( الكنيسة اللوثرية , والكنيسة الانكليزية , والكنيسة الكاثوليكية في ايطاليا وفرنسا ) بعد ان اتبعت الكنيسة نظاما قاسيا بتشكيلها محاكم كنسية خاصة وتطبيقها العقوبات الكنسية بحق من لا يلتزم بما تمليه عليه من القوانين والانظمة والقرارات , والموافقة والرفض الكيفي للكثير من القرارات الجماعية والتي كان ينادي بها بعض المعتدلين والغير المنحازين لاية طائفة من الطوائف المسيحية والتي كانت سائدة انذاك , فظهرت محاكم كنسية تدين المفكرين والعلماء وتنعتهم بالهرطقة والكفر بحق الله وبكنيسته مما حدد هذا علاقة الانسان بالمسرح وبما يطرح من على خشبته من دعايات في الترهيب والتحذير والتخويف عن طريق مسرحيات دينية طرحت افكارا اجتهادية وخارجة عن مضمون الكتاب المقدس من خلالها يستعرضون قصص الشيطان وعالمه الجهنمي , طرحت ايضا من خلال المسرح الديني الكنسي بعض المفاهيم التي لا يعقلها العقل البشري , ولا هي ايضا موجودة في الكتاب المقدس ( العهد الجديد ) بقدر ماهي مفاهيم تعتمد التخويف والترهيب والتحذير للرعية فيما اذا هم اساؤو علاقتهم مع الكنيسة او تمردوا على تعليمات الكهنة من رؤساء الطوائف وكنائسهم , وهذه التعليمات غالبا ماكانت تحمل البغض والكراهية والمحاربة لبقية الطوائف المسيحية والغير الموالية للكنيسة الكاثوليكية , جميع هذه الظروف هي التي حددت علاقة الانسان بالمسرح وبما يطرح من على خشبته  وحددت علاقة الانسان به , هذه العلاقة اصبحت متدنية والنفور منها اكثر من فوائدها للكنيسة  , ولاسيما بعد ظهور تيارات فكرية مناهضة للكنيسة الكاثوليكية  ولاساليبها الترهيبية والاستغلالية ( صكوك الغفران ) هذه الصكوك التي كانت تبيعها الكنيسة على رعاياها مقابل نيل الغفران والتكفير عن ذنوبهم , فظهور هذه التيارات الفكرية منها الاصلاح الديني , والافكار العلمانية التي كان لها الدور الكبير في ظهور بعض المفكرين والذين كانوا يحملون افكارا يسارية وفلسفية وقادة من العمال المناهظين للركود السياسي والداعين الى اطلاق حرية التفكير والدعوة الى ثورة ضد ماهو بالي لا يخدم الانسان , هذه المجموعة فصلت القضية الدينية عن السلطة والمساهمة في تفعيل ارادة الانسان وتجسيد رغبته في التغيير من اجل حياة حرة كريمة والتي تهدف لرفاهية الانسان , وعن طريق الصحف انتشرت المقالات التحريضية والتعبوية , اضافة الى دعم خشبة المسرح والعروض المسرحية ذات المضامين التحريضية والتعبوية والمليئة سخرية وانتقادات للاوضاع التي كانت سائدة انذاك وللمرحلة السابقة من حياة المجتمع , فمن هنا ولهذه الاسباب تغيرت علاقة الانسان بالمسرح , واصبحت هذه العلاقة وجدانية ملحمية للعديد من القضايا المطروحة من خلال نصوص مسرحية تناولت قضية الانسان , ونبذ وانتقادات المرحلة السابقة لهذه المرحلة من خلال كتاب حاولوا بناء الانسان بناءا فكريا وعقائديا وتغيير مفاهيمه وغسل افكاره بما كان قد تاثر بها وتحرير ارادته ورغبته للمساهمة في بناء المجتمع وتطويره وعن طريق خشبة المسرح والنصوص التي كانت مليئة بالنقد والسخرية من الاوضاع القديمة والتي كانت تساهم في نشر الافكار التحررية والخطابات التعبوية , فمن خلال هذا كله ابتعدت الكنيسة عن العروض المسرحية , وبادرت بتحريم رعاياها من ارتياد المسرح ومشاهدة عروضه .
العوامل المشتركة بين المسرح الديني والمسرح التقليدي :
(الالم ) ----
ضمن مراحل تطور المسرح ومنذ العصور ماقبل الميلاد , كان الالم عند البطل في الطقوس الدينية هي السمة المتعارف عليها ولا سيما في المسرحيات التراجيدية المأساوية , والتي كانت تتخلل حياته , هذا الالم هو الحالة  المشتركة التي كان يعيشها بطل المسرحية مع الجمهور , والذي تاثر بها ايضا المسرح الديني الكنسي في طرح مواضيعه المسرحية , ومن خلال عرض مسرحية الالام , ( الجلد والتعذيب والصلب ) جميع هذه الحالات التي كان يجسدها البطل في المسرح الديني , هي موجودة مع البطل في المسرح التقليدي الجماهيري , ففي عرض مراحل الام السيد المسيح في صلبه على الصليب , كان الجمهور المتلقي يتقاسم الالم والوجع مع البطل في المسرحية , ويتعايش مع حالته , ويندمج مع الاحداث المعروضة ,وكذلك في المسرح العلماني ان صح التعبير جميع العروض المسرحية التي تتضمن الالم والمأساة , يتقاسمها البطل مع المتلقي , وهذا ايضا لا يقتصر على الالم والمأساة وانما ايضا حتى في المسرحيات الكوميدية هناك الفرح والانتصارات وجميع هذه الحالات والانفعالات النفسية هي ردود افعال مشتركة مابين البطل والمتلقي .
التنفيس والتطهير 
كانت عملية الاندماج مع مايطرح من خلال المسرح الديني , ان كانت من جراء الطقوس الدينية ومراسيمها , او الخطب والتي كانت تلقى من قاعات الكنائس والمساجد جميعها لها تاثير مباشر على المتلقي , ونحن نلاحظ الكثير من المؤمنين المصلين ودموعهم تنهمر من اعينهم وهم يتابعون الصلاة او الاحتفالات الدينية ( الطقوس الاحتفالية ) ان كانت في الواقع او من خلال مايطرح من على المسرح الديني , هذه الدلالات والانفعالات ينتج عنها اندماج روحي ونفسي وتفاعل مع ماكان يطرح امامهم مما يؤدي بهم في بعض  الحالات الى النحيب والتعاطف الوجداني ونتائج هذا التفاعل والاندماج مع مايطرح يؤدي بالمتلقي الارتياح التفسي ومن خلال عملية التنفيس والتطهير , وهذا يشمل المسارح الدينية والعلمانية اي التقليدية معا , فقد تناول المسرح الديني قصص شهداء الكنيسة وبطولاتهم في الدفاع عن ايمانهم بعقيدتهم , وكذالك من خلال الخطب كاسلوب لطرح المفاهيم الجوهرية التي كان يتضمنها الدين من خلال عرض مأساة الالام في الكنائس , والحديث عن القادة المسلمين وتجسيد شجاعتهم واستشهادهم من اجل الذود عن العقيدة والايمان في المساجد , هذه الماثر والقصص الدينية حينما كانت تطرح من قبل مقدميها  (رجال الدين ) , كانوا يعتمدون في خطاباتهم المؤثرة ,على الاندماج والتقمص , ان كانت من خلال القاعات والمساجد او العروض المسرحية الدينية , كانوا يتالمون ويتوجعون ويبكون الماساة  ,فهذه العواطف الجياشة المؤثرة  كانت تنتقل انتقالا مباشرا وتتفاعل مع نفوس المتلقين والذين كانوا يعيشون الالم والفاجعة والنكبات التي تلم بابطالهم , وهذا لا ياتي الا من خلال عملية الاندماج مع مايعرض عليهم فينتج عنها المشاركات الوجدانية والعاطفية بحيث تحدث عملية التنفيس والتطهير والارتياح الذاتي عند المتلقي وكما يحدث تماما في المسرح التقليدي ولا سيما في المسرحيات الجدية والماساوية والكوميدية .
هناك ايضا عوامل اضافية مشتركة مابين الطقوس الدينية الاحتفالية ان كانت في قاعات الكنائس او في المسارح الدينية , والمسارح العلمانية التقليدية والتي يعتمدونها كالاضاءة , والديكور والملابس والنصوص والموسيقى والجوقة من الاصوات النسائية والذكور , هذه العوامل والادوات المشتركة ساعدت المتلقي على ان يعيش باحاسيسه وبخياله الحدث مع الكاهن او مع الخطيب في المساجد , انما تطورت هذه الحالة بعد ظهور كتاب مسرحيين للمسرح الديني معتمدين في نصوصهم على الكتب الدينية والمصادر الرسمية , وبدأت العروض الدينية للمسرح الديني تعرض اعمالها فكانت مسرحيات , الشهيد ماركيوكيس , ومسرحية جاندارك ( المحرقة السعيدة ) ومسرحية حلم في منتصف ليلة ايار , ومسرحية سيرة القديس مارزيا , وفي الاسلام ظهرت مسرحية الجهاد من اجل الوطن , ومسرحية الحسين شهيدا , التقت اهداف هذه النصوص في المسرح الديني والمسرح التقليدي في عوامل انسانية وفكرية الغاية منها الاصلاح والتغيير باتجاه حياة فيها من القداسة ورفاهية العيش والاهتمام بقضايا الانسان المصيرية .
فاجعة كربلاء
هذه الفاجعة التي ذهب ضحيتها الشهيد الامام الحسين وانصاره من المسلمين نتج عنها ظاهرة درامية من الشعر والرثاء تجسدت من خلالها تفاصيل هذه الماساة والتي جسدت الملاحم البطولية والشجاعة التي تحلى بها الشهيد الامام الحسين وانصاره , هذه الواقعة المقدسة نتج عنها اسلوب في تنظيم الشعر المأساوي التراجيدي يحكي عن قصة فاجعة كربلاء ويرثونها باسلوب شعري هي في الحقيقة نوع من انواع الطرح الدرامي الشعري والذي يتضمن الالم والوجع والحكاية والصراع , تجسد هذا الاسلوب بالابداع في التعبير وكان له تاثيرا مباشرة على المتلقي ولا سيما ممن شاهدوا هذه التشابيه العاشورية , وقد كان ومازال لتاثيرات هذه القصائد الوصفية المؤلمة تاثيرا مؤلما وتعاطفا مع المتلقي من خلال هذا العزاء لهذه الواقعة الكربلائية , لقد صدحت حناجر الالوف من القراء وبحناجر شجية والحان شابها الحزن والالم مما ساعدت على وجود الالم والمأسات في الطرح , اضافة الى وجود الصراع في القصة , وكذالك عملية الاندماج والتقمص والتي كانت تخلق عملية التنفيس والتطهير عند المتلقي , هذه التشابيه اسفرت عن عدة مؤشرات منها :
القصة والحكاية --- الواقعية --- الرمزية ---- السياسية .
الالم والوجع --- هذه الخصوصية في الطرح والتجسيد اكتسبت اسلوبا تراجيديا ومأساويا .
السمات والاسلوب – هو نوع من انواع الطرح الدرامي الذي يعتمد على اشراك المتلقي                                           مع الحدث والاندماج بالقصة , والمصاحب للحركات الجسدية والمتناسقة مع الايقاع والقراءة الشعرية الملحنة بالحان خاصة لهذه المناسبة المقدسة وبشكل مؤلم ومؤثر في الوقت نفسه .
الصراع --- ان فاجعة كربلاء لا تخلو حكايتها من الصراع مابين الدفاع عن قضية مقدسة بين الشهيد الامام الحسين واتباعه , وبين اعدائه ممن خانوه ونكلوا به , هذا الصراع الذي احدثته الاحداث المتنامية والتي ادى بها الى استشهاد الامام غدرا وخيانة .
جميع هذه العوامل والتي جئت على ذكرها , هي بالحقيقة عوامل يشترك فيها المسرح الديني والمسرح العلماني ويخلق علاقة مباشرة مع المتلقي علاقة متشابهة في التاثر والتاثير , الذي هو الانسان  .

لقاء سويدان تقدم المؤتمر الصحفي لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح

مجلة الفنون المسرحية

لقاء سويدان تقدم المؤتمر الصحفي لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح 

اختارت إدارة مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برئاسة الفنان مازن الغرباوي  الفنانة لقاء سويدان لتقديم المؤتمر الصحفي الذي سيعلن غدا الاثنين 9 نوفمبر كل تفاصيله بقاعة المؤتمرات بالدور الثالث بالمجلس الأعلى للثقافة الساعة السادسة  مساء وبحضور الفنانة القديرة سميحة أيوب الرئيس الشرفى للمهرجان والنجم محمد صبحى رئيس اللجنة العليا وعدد من النجوم المشاركين فى الدورة الخامسة فى تخصصات مختلفة  مثل الفنان نضال الشافعى والفنانة مروة عبد المنعم والفنان محسن منصور والفنان طارق صبري، ومديرة المهرجان الدكتورة انجي البستاوى.
تنطلق الدورة الخامسة من المهرجان فى الفترة ما بين 16 إلى 20 نوفمبر الجارى بمدينة السلام شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء تحت رعاية الفنانة الدكتورة ايناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، واللواء أركان حرب خالد فودة محافظ جنوب سيناء وبرئاسة الفنان مازن الغرباوي وتترأس المهرجان شرفيا الفنانة القديرة سميحة أيوب، ورئيس اللجنة العليا للمهرجان الفنان الكبير والنجم محمد صبحي، ويديره الدكتورة انجى البستاوي .
-----------------------------------------------------
المصدر : مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي

البلاغ الرسمي للدورة الافتراضية لمهرجان الأيام المسرحية الوطنية 5 للمونودراما في المغرب

مجلة الفنون المسرحية


البلاغ الرسمي للدورة الافتراضية لمهرجان الأيام المسرحية الوطنية 5 للمونودراما في المغرب
 
المهرجانات العربية 

أعلنت إدارة مهرجان الأيام المسرحية الوطنية للمونودراما بالدار البيضاء -المملكة المغربية، عن مواعيد فعاليات الدورة الافتراضية للمهرجان حيث سيضرب المهرجان موعدا مع الجمهور من 16 إلى 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.

 ويبقى مهرجان الأيام المسرحية الوطنية للمونودراما الأول من نوعه على المستوى الافتراضي من حيث الشكل والمضمون، الذي تنظمه جمعية بصمات للثقافة والإبداع  بمدينة الدار البيضاء بشراكة مع مجلس مقاطعة المعاريف، وفيا لمهمته الأساسية منذ أربع سنوات من تأسيسه وهي استضافة أبرز الوجوه المسرحية المغربية و العربية و العالمية التي تشتغل في صنف المونودراما باعتباره من بين أكبر الأحداث الثقافية التي تحتفي بالمونودراما ببرمجة ثرية ذات رصانة وقوة.

وسيكون الجمهور المغربي والعربي على موعد عبر بث مباشر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي مع  مجموعة من العروض المسرحية المونودرامية  الاحترافية ، كما سيعرف برنامج فعاليات المهرجان في دورته الافتراضية احتفاء افتراضيا بالفنانة الراحلة  سيدة المسرح المغربي المرحومة  " ثريا جبران " تغمدها الله برحمته، و بعض الورشات التكوينية و أيضا ندوة حول شعار الدورة لهده السنة " المونودراما و النقد المسرحي " كما سيتخلل البرنامح وصلات موسيقية و معرض تشكيلي.

أما عن برنامج الفعاليات الذي ستتوزع على غير العادة على خمسة أيام متتالية فيشارك فيه أزيد من 30 فنانا، من المغرب، فلسطين، والمملكة العربية السعودية، وجاء على النحو التالي:

                 #برنامج الدورة الافتراضية من مهرجان الأيام المسرحية الوطنية 5 للمونودراما

اليوم الأول : الاثنين 16 نونبر /تشرين الثاني 2020

الساعة السابعة مساء

- حفل الافتتاح :   يستهل بكلمة الافتتاح و تليها كلمة الشريك الرسمي

 و بعد دلك سيتم عرض ملخص الدورة السابقة  ثم لحظة التكريم

الساعة السابعة و النصف

- افتتاح المعرض التشكيلي الافتراضي للفنانة: امال شريف

الساعة الثامنة مساء

- عرض مونودراما " فاتي أريان " لمحترف الشعاع للمسرح من مدينة تارودانت/ المغرب

الساعة التاسعة والنصف ليلا

- مناقشة العرض المونودرامي الأول

اليوم الثاني: الثلاثاء 17 نونبر / تشرين الثاني 2020

الساعة السابعة والنصف مساء

- عرض مونودراما " حنين " لفرقة أًصدقاء الفنون من مدينة العرائش / المغرب

الساعة الثامنة مساء

- مناقشة العرض المونودرامي الثاني

الساعة الثامنة و النصف

- عرض مونودراما " لا أريد أن أكون رجلا " لمحترف المسرح المتوازن من مدينة ايت ملول / المغرب

الساعة التاسعة والنصف

- مناقشة العرض المونودرامي الثالث

اليوم الثالث :  الأربعاء 18 نونبر / تشرين الثاني 2020

الساعة السابعة و النصف مساء

- ندوة حول شعار المهرجان " #المونودراما والنقد المسرحي "

الساعة الثامنة مساء

- عرض مونودراما " خطاب السنة الأربعين " لفرقة بصمة جيل للإبداع من مدينة جرادة/المغرب

الساعة التاسعة والنصف

- مناقشة العرض الونودرامي الرابع

اليوم الرابع: الخميس 19 نونبر / تشرين الثاني 2020

الساعة السابعة مساء

- ورشة مسرحية من تأطير الفنان التونسي #عماد الوسلاتي

الساعة السابعة والنصف

- عرض مونودراما " غوايات البهاء " لفرقة النورس المسرحية من المملكة العربية السعودية

الساعة الثامنة والنصف

- مناقشة العرض المونودرامي الخامس

اليوم الخامس و الأخير :   الجمعة 20 نونبر/تشرين الثاني 2020

الساعة السابعة مساء

- عرض مونودراما " صهيل "  من انتاج الاتحاد العام للمراكز الثقافية من دولة فلسطين

الساعة الثامنة  مساء

- مناقشة العرض المونودرامي السادس

الساعة الثامنة و النصف

حفل الاختتام :  - عرض لأبرز لحظات الدورة الافتراضية

-  الكلمة الختامية للمهرجان

           - وصلات موسيقية مع المطربة: #نسيبة _الساهل

 

وكان السيد يوسف هنون رئيس الجمعية المنظمة و مدير المهرجان، قد صرح بأن الدورة الافتراضية ” تأتي في ظرفية الحجر الصحي وما ترتب عنه من إجراءات احترازية للحد من انتشار وباء كوفيد 19، حيث بادرت الجمعية  بشراكة مع مجلس مقاطعة المعاريف، الى تنظيم هذه الدورة الافتراضية، للحفاظ عن جسور التواصل عن بعد مع جمهور وعشاق هذه التظاهرة المسرحية القائمة بانتظام منذ ازيد  من أربع سنوات في رحاب مدينة الدار البيضاء التي تستقبلها كل سنة بشغف متجدد، حتى أصبحت معه إدارة المهرجان مدعوة لاستجابة انتظارات الجمهور المتطلع الى جديد التجارب المونودرامية للمسرحيين المشاركين”

وعن دافع تنظيم هذه الدورة الافتراضية، جاء في بلاغ إدارة المهرجان بان ” إدارة المهرجان مصرة على متابعة تنظيمه والارتقاء به دون انقطاع، احتراما لجمهور المهرجان الذي يعتبر رأسماله الحقيقي والسند والمدعم الرئيسي باعتراف أبرز المسرحيين الذين شاركوا في مختلف الدورات، واستجابة لانتظارات المتتبعين والمهتمين بهذا الصنف المسرحي خاصة وان الدورة الافتراضية ستسمح لنا بالانفتاح على جمهور أوسع من مختلف بقاع العالم، وستزيد من إشعاع وترويج للمهرجان،

كما اعتبرت المشاركة النوعية لكل هؤلاء المسرحيين من مختلف البلدان في دورة افتراضية واستثنائية يعشيها العالم بفعل جائحة كوفيد19، يؤكد مرة أخرى بالدور الأسمى للمسرحي المبدع ووعيه في مواجهة المحن وتدبير الأزمات. من خلال المونودراما أو مسرح الممثل الواحد”
----------------------------------------------------------
المصدر:يوسف هنون مدير مهرجان الأيام المسرحية للمونودراما

الجمعة، 6 نوفمبر 2020

المسرحية الفلسطينية «أيام التنظيم»: إجرام وفساد ومتاجرة بالدين.. عن الجيل الذي كان!

مجلة الفنون المسرحية

 

المسرحية الفلسطينية «أيام التنظيم»: إجرام وفساد ومتاجرة بالدين.. عن الجيل الذي كان!

وديع عواودة

الناصرة:  أطلق مسرح السرايا العربي في مدينة يافا داخل أراضي 48 مسرحية «أيام التنظيم»، وهي عمل جديد يعكس واقع الحياة الاجتماعية والتغيرات السلبية الطارئة عليه. ومسرحية «أيام التنظيم» من تأليف أيمن اغبارية، إخراج يوسف أبو وردة، ومن بطولته إلى جانب الفنانين مكرم خوري، وروضة سليمان. تصميم الديكور والملابس أشرف حنا، موسيقى وائل أبو سلعو، ومساعدة المخرج فاطمة خطيب.

عُرضت المسرحية في الهواء الطلق، داخل ساحة عمارة السرايا التاريخية في يافا، تزامنا مع صوت المؤذن من مسجد البحر المجاور، تبدأ بدخول «رجاء» المنصة وتبدأ بالصلاة والدعاء، ولاحقا يتضح أنها تتظاهر بالدين والورع والتقوى. تدور أحداث المسرحية حول تَقاطعات السياسة والجَريمة والمَال في المجتمع الفلسطيني في الداخل، حيث تنقل المسرحية تَحول هذا المجتمع من أرض خصّبة للحركات السياسية المكافحة في َسنوات السبعينيات والثمانينيات، إلى دفيئة للجريمة المُنظمة والفساد السياسي والاقتصادي، في هذه الأيام، كما يتجلى في استشراء الجريمة والعنف على أنواعهما.

الأحداث

تقع الأحداث في ليلة واحدة يلتقي فيها ثلاثة أصدقاء أقرباء على شرفة بيت مَشبوه: يُونس الصحافي، الذي عاد لتوه من خارج البلاد، بعد غياب طويل، وموسى المُرشح لرئاسة السُلطة المَحلية في بلدته، ورَجاء المتديّنة المحجّبة، التي تُدير مَحل صِرافة. 

المشتركُ بينهم هو كَونهم في الماضي أعضاء مؤسسين في تنظيم سياسي فعّال في أيام شبابهم، فيجتمعون ليتذكروا مَاضيهم، وتطفو علاقات ومشاعر الحب والكراهية والجَشع والغِيرة والأنانية والتدمير الذاتي بينهم بشكل واضح، وفي الخلفية يبدو المجتمع الفلسطيني هشًّا، نتيجة الانزلاق نحو الجريمة، وتغير المفاهيم والقيم. ويونس بعد سنوات من العمل السياسي والنضال داخل أراضي 48 يتعرف على متطوعة فرنسية، ويغادر معها إلى باريس ليقيم معها وينجب منها «سيرين»، وما لبثا أن تطلقا، ودخلا في خلاف قضائي حول حضانة الطفلة. يعود يونس للبلاد كي يبيع أرضه، ويعود لتغطية ديونه، وتوفير نفقات المحكمة، واستعادة طفلته، ومواصلة حياته في مغتربه. لكن موسى ورجاء وبقية أقاربه يتهرّبون من التوقيع القانوني المستحق، بصفتهم أولاد عمومة وشركاء في الأرض. رجاء تحاول إقناع يونس بالبقاء في البلاد بكل طريقة وتبوح في نهاية المطاف بأنها طامعة في الزواج منه، وأنها لن توقعّ له على بيع الأرض، إلا إذا استجاب لمطلبها، فيعود ويكرر رفضه كونها بنت عمه وبمثابة اخته.



مظفر النواب

وردا على توبيخها له بأنه غادر الوطن لفرنسا بعدما كان رئيسا لتنظيم سياسي وطني، قال لها إنه غادر بعد ضغوط واعتداءات ومحاولات ابتزاز إسرائيلية له، بعد خروجه من السجن قبل سفره إلى فرنسا. وحينما تهيب به البقاء وتعزف له على وتر الوطنية، وتدعوه للبقاء والمشاركة في المزيد من الخراب، على مبدأ وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، ومبدأ «أنها لن تعمر إلا إذا ما خربت بالكامل» وتذكره بقول الشاعر العراقي مظفّر النواب: سيكون خرابا سيكون خرابا… لابد لهذه الأمة أن تأخذ درسا في التخريب»، وعندها يرد يونس بدعوتها، إلى أن تكمل ما قاله مظفر النواب للتدليل على موقفه: تعب الطين… سيرحل هذا الطين قريباً».

«معك دولار تسوى دولار»

وحينما يسأل يونس من أين جئتم بكل هذا السوء والفساد؟ تقول رجاء: «إسرائيل الأب ونحن الأم وأنجبنا الفساد والعجز». أما رجاء فتلعب دور مديرة مكتب صرافة وترتدي الحجاب وتتظاهر بالدين، وتقوم بالوعظ في بيوت العزاء، لكنها في الواقع شريكة في تجارة السلاح والمخدرات، خلف مكتب الصرافة. وتوّفر مساعي موسى للزواج من رجاء، التي ترفضه، فرصة للنكتة السوداء، وهما يتبادلان التهم عن حقيقة كل منهما، مما يخفف الجو الكئيب للقضية التي تعالجها المسرحية، وربما هناك فرصة للمزيد من مثل هذه النكتة السوداء وغيرها، بغية التخفيف والترفيه. وفي المسرحية يقول «موسى» (يمثله الفنان يوسف أبو وردة) مخاطبا ابن عمه «يونس» الصحافي المثقف العائد من فرنسا (يمثله الفنان مكرم خوري) إنه لابد أن يغادر عالمه الافتراضي والتعايش مع مصطلحات وعادات مجتمعه داخل أراضي 48 مقدما له أمثلة كالقول «معك دولار تسوى دولار».

جائزة العشرة ملايين

في التزامن يتواصل السجال بين موسى المرشح لرئاسة البلدية، والمتورط بموبقات السلاح والمخدرات ويونس، فالأول سمع صدفة من الثاني معلومات رواها له صديق فرنسي عن موقع دفن جندي إسرائيلي، أعلنت السلطات الإسرائيلية عن جائزة بعشرة ملايين دولار لكل من يكشف عن مكان القبر، لكن يونس يستشعر بأن موسى زميله في التنظيم قد تغير، خاصة أنه يكاشفه بأنه يريد تحويل المعلومات التي سمعها منه لضابط مخابرات إسرائيلي متقاعد، طمعا بالجائزة المالية.

تطلق المسرحية عدة سهام، نحو ظواهر سياسية واجتماعية دخيلة وسلبية بطريقة فنية، وأحيانا بطريقة مباشرة منها ضد النضال على الفيسبوك بدلا من النضال الميداني الحقيقي، وكذلك انشغال النواب العرب بقضايا مطلبية معيشية.

من جهته يونس يحاول إقناع موسى بأن رفات الجندي، ربما تتسبب في إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، ولا يجوز الكشف لجهة إسرائيلية عن مكان قبره حتى لو كان مقابل ملايين الدولارات، لكن موسى لا يقتنع ويلحّ ليل نهار طالبا من يونس تذكر التفاصيل التي سمعها من صديق فرنسي، كي يحصل على الجائزة المالية، ويرفض يونس ويتساءل هل تريدني أن أكون مخبرا لإسرائيل. «فكّر بأم هذا الجندي فهذه قصة إنسانية»، يقول موسى لكن يونس يرفض ويقول في المقابل «فكّر بأمهات مئات الأسرى»، ثم يؤكد متهربا محاولا التخلّص من إلحاح موسى، أنه لا يذكر التفاصيل، وأن صديقه الفرنسي لم يكن متأكدا من روايته. في محاولة لإقناع يونس الذي عاد من فرنسا، وما زال يحتفظ بأخلاقه وعاداته وقيمه، بتسليم المعلومات يقوم بإطلاق رصاص أمامه في محاولة لترهيبه لكن بدون جدوى. وقبلها يحاول الإيقاع به بتسجيل كلامه ومحاولة تزوير التسجيل، كي يبدو وكأنه معني بتشكيل تنظيم سري عسكري تمهيدا لمحاولة ابتزازه بشأن المعلومات حول موقع الجندي الإسرائيلي المفقود. يونس الذي بدا طيلة المسرحية مهموما بما فيه، على الصعيد الأسري والشخصي، يبدو بوضوح مصدوما من الواقع الاجتماعي لأهله، فيرفض البقاء وهو يتساءل: هل تريدونني أن أبقى هنا، وقد تحولتم إلى عائلات إجرام وحيتان مال وأعمال وتجار سلاح؟ تريدونني أن أعيش في عالم الفساد والمال والقوة؟

التستر بالدين

تطلق المسرحية عدة سهام، نحو ظواهر سياسية واجتماعية دخيلة وسلبية بطريقة فنية، وأحيانا بطريقة مباشرة منها ضد النضال على الفيسبوك بدلا من النضال الميداني الحقيقي، وكذلك انشغال النواب العرب بقضايا مطلبية معيشية، تخص شق الطرقات وجمع القمامة، وفتح مكاتب للبريد وغيرها، مقابل تأكيد الساسة المحليين المتنافسين على إدارة البلديات على شعارات سياسية كبيرة كحق العودة، وكل ذلك في رسالة واحدة عن انقلاب الموازين في السياسة العربية. وينعكس انقلاب المفاهيم الاجتماعية في عدة مقاطع منها، يتحدث موسى لرجاء عن يونس بتهكم بالقول إنه مجنون ومهووس، ويريد أن يبيع أرضه كي يصدر صحيفة ومنشورات لكارل ماركس ولينين وغيرهما من «المفكرين الكفرة». كذلك تعالج المسرحية بجرأة ظاهرة شبه مسكوت عنها، وتتمثل بالتستر بالدين، للتغطية على السلوك الفاسد، كما يتجلى في شخصية رجاء المتدينة في ظاهرها، لكنها متورطة بأعمال العائلة في تجارة المحرمات، فهي توعظ بالخير وتطبق عكسه.

------------------------------------
المصدر : القدس العربي

من تجارب المسرح الجوال في السويد «الخريطة من فوقنا»… المستقبل مقبل أينما كنت

مجلة الفنون المسرحية

من تجارب المسرح الجوال في السويد «الخريطة من فوقنا»… المستقبل مقبل أينما كنت

محمد علي طه

ستكهولم: لا يقتصر التطور الثقافي في السويد على الجوانب الإبداعية التقليدية، وأشكالها النمطية فحسب، بل يتعداه أحياناً إلى حدود اللامألوف واللامتوقع، معتمداً وبشكل أساسي على ضرورة العثور على العديد من الإجابات لسؤال واحد ربما، أو للعديد من الأسئلة عن أهمية الثقافة في الحياة المجتمعية ودورها المحوري، وهو ما يشكل تحديا من نوع خاص، يدفع القائمين على الجانب الثقافي في هذه البلاد، ممثلاً بالمجلس الأعلى للثقافة، إلى خلق تحديات جديدة والبحث الدائم عن أفكار وحلول ريادية مبتكرة، لتشجيع الناس على الانخراط أكثر في الحياة الثقافية. مشروع «الخريطة من فوقنا» الذي انطلق في 19 سبتمبر/أيلول الماضي، يُعد مشروعا مسرحيا بالدرجة الأولى، هو أحد تلك الابتكارات التي تم التوصل إليها بعد عدّة تجارب أداء مسرحية، وجاء تتويجاً لمشروعين مسرحيين من المسرح الجوّال، الأول كان بعنوان «حدود الديمقراطية» والثاني «الإنسان والطبيعة».

الخريطة من فوقنا

المشروع عبارة عن أداء تفاعلي، أو جولة صوتية مبرمجة مصحوبة بمسارات موسيقية خاصة، عن طريق تطبيق يحمل اسم Kartan över oss، التي تعني باللغة العربية «الخريطة من فوقنا». التطبيق من إنتاج وتطوير المسرح الوطني في السويد، يُنفّذ في 40 مدينة مختلفة على طول البلاد في الوقت نفسه في بيئات حضرية. بمساعدة الهواتف المحمولة وسماعات الرأس. الجولة مدتها 90 دقيقة، تبدأ في مكان محدد بشكل مسبق، وغالباً هو المكان الذي يقع أمام المكتبة، أو الساحة الرئيسية في المدينة، بحيث يسهل الوصول إليه بشكل عام، وتنتهي في المكان نفسه الذي بدأت منه.
الصحافي السوري عبد اللطيف حاج محمد، أحد منسقي المشروع، وعضو مجلس إدارة جمعية المكتبات السويدية، تحدث عن طبيعة هذه التجربة الثقافية الريادية قائلاً: «هي دراما المشي لمسافات طويلة وحيداً مع نفسك، بحيث تلعب أنت الدور الرئيسي في التجربة، كل ذلك يحدث أثناء التجوال في المدينة والتفكير في المستقبل. الأمر عبارة عن نزهة عبر المدينة، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخارجية، بالإضافة إلى جولة داخلية ضمن تلافيف أدمغتنا، في محاولة لتحفيزها قليلاً على التفكير بطريقة مختلفة عندما يتعلق الأمر بالمستقبل». وأوضح عبد اللطيف أن التطبيق مكون من ثلاث مراحل: مرحلة التجهيز، مرحلة التجربة، ومرحلة ما بعد التجربة. ولكل مرحلة تفاصيلها الخاصة، التي تساهم في رسم خريطة لكيفية رؤية المشاركين للمستقبل من خلال الإجابة بـ(نعم أو لا) على الأسئلة المطروحة أثناء التجربة، التي تنقسم إلى نوعين: شخصية وعامة، واعتمادًا على كيفية الإجابة على الأسئلة التي تطُرح على طول الطريق، يتم رسم مسارات مختلفة على الخريطة الخاص بالمشتركين.
في نهاية الجولة تخبرك الهيئة الخيالية «MESB» التي تعني (وكالة التأهب والاستعداد العاطفي والعقلي) التي تضم مجموعة من الفلاسفة والمفكرين المهتمين بالقضايا التي تتعلق بالمستقبل، بنوع المستقبل الذي تنتمي إليه. بعد ذلك، ستتلقى مجموعة متنوعة من الشهادات الوثائقية، حول الخيارات العظيمة في الحياة يقدمها صوت بشري.

التجربة والجمهور

وأضاف عبد اللطيف أن هذا المشروع، الذي سينفذ خلال الثلاث سنوات المقبلة، هو محاولة للابتعاد عن غرفة المسرح التقليدية، مجازياً وحرفياً، والاقتراب أكثر من مجموعات جمهور جديدة، خاصة فئة الشباب والمراهقين، التي تعتمد على الهواتف الذكية اليوم بكثرة، وترغب في الوصول إلى كل شيء عن طريقه. هو محاولة أكثر جدّية إذن لمصالحة الثقافة مع اللوغاريتمات، من خلال تصميم تجربة جديدة تتيح لغة مقنعة مشتركة ونظرة عميقة لفهم الجمهور، والمساعدة على استهداف الناس بشكل أكثر دقة، وإشراكهم بشكل أكثر عمقاً، مع بناء علاقة دائمة معهم.

أزمة كورونا

وعن الصعوبات التي واجهت فريق العمل، خاصة بوجود جائحة كورونا، أشار إلى أن هذا الأمر ساهم بالتعجيل بطرح المشروع، على أن يتم العمل على تطويره مع مرور الوقت، والاستفادة من مخرجاته في رسم الاستراتيجيات في المستقبل، بما يخص القطاع الثقافي، خصوصاً الفنون السمعية والبصرية وعروض الأداء.
ولعل أهم الصعوبات كانت عملية برمجة التطبيق، والتأكد من أن كل النقاط التي تشير إلى الإجابات هي نقاط موجود في مناطق آمنة بعيدة عن المنازل، وأماكن العيش ومداخل ومخارج مواقف السيارات، خصوصاً في المدن الكبرى مثل العاصمة ستوكهولم. فالتجربة تحدث لأول مرة في السويد، وربما في العالم.
خاصة أنها تهتم بالمساهمة في الحوار العام حول واحدة من القضايا الكبرى في عصرنا، وهي المناخ، الإنسان، الطبيعة والديمقراطية، وبقاء الجميع. وتكمن فرادتها في عيش المستقبل عاطفياً وذهنياً الآن بدون الخضوع للمكان والزمان، المستقبل يُرمى عليك في المكان الذي أنت فيه وفي اللحظة التي تعيش.
---------------------------------------
المصدر : القدس العربي 

جزويت القاهرة يستضيف ورشتين لخلق الشخصية والحكى الجسدى

مجلة الفنون المسرحية



جزويت القاهرة يستضيف ورشتين لخلق الشخصية والحكى الجسدى

مدرسة ناس للمسرح

أعلنت مدرسة ناس للمسرح الاجتماعى بجزويت القاهرة عن ورشتين لـ"خلق الشخصية" مع المدرب يوسف عبد النور، وأخرى للـ"حكى الجسدى" مع فنان المسرح الإيطالى برونو ريجوبالو.

وتأتى أهمية ورشة "خلق الشخصية" كونها تساعد الممثل على اكتشاف مناطق واعية جديدة لإبداعه من خلال عدة محاور، هى:

ـ تحرير الممثِّل من قيود الكليشيه الذى تفرضه الأفكار المسبقة حول كلّ شخصيّة.

ـ أن يكون لدى الممثل القدرة على تحليل الشخصيّة التى هو بصدد أن يقوم بها.

ـ أن يستطيع تفكيك الشخصيّة لعناصرها الأساسيّة وخصوصًا تحريكها أمام الجمهور"حركة الأقدام والأكتاف والجزع، الصوت المناسب للشخصيّة، كيف يختار الملابس الملائمة، والتكوين الجسدى الذى يعكس فى حد ذاته عمق الصراع النفسى والفكرى الذى تعيشه الشخصيّة".

ـ تأكيد العمل على ملاحظة الواقع أن يستطيع الممثِّل أن يتأمَّل الواقع ويقوم بتحليله ومن خلال ملاحظاته للواقع يستطيع أن يبنى شخصيّه على الواقع وما لديه من أدوات.

مدرسة ناس للمسرح

والمدرب يوسف عبد النور له درس المسرح باتجهاته المختلفة بين بيروت وباريس، قبل أن يستقر فى مصر من أجل بداية مشواره الشخصى فى تدريس المسرح.
 
ويبدأ مع ورشة خلق الشخصية والتى يعتمد فيها بصورة أساسية على مدرسة جاك لوكوك الدولية لمسرح الجسد والحركة.

يستفيد يوسف من فترة تعليم استمرت 3 سنوات اجتاز فيها الكثير من الورش والمبادرات التى تخص التربية فى مدرسة جاك لوكوك مع دراسة احترافية مدة عام كامل فى المدرسة نفسها.

الورشة بدأت 3 نوفمبر وتستمر حتى 14 نوفمبر، بواقع 48 ساعة دراسية، وتنتهى بعرضين يومى"19 – 20" نوفمبر بمسرح استوديو ناصيبيان.

فى سياق مواز، وحيث الحكى هو جوهر المسرح ، وفى المسرح الجسدى يعنى أخذ الجمهور فى رحلة من الإيماءات والصور والخيال، تأتى ورشة "الحكى الجسدى" مع المدرب الإيطالى العالمى"برونو ريجوبالو" متتضمنة لأساليب متنوعة فى الحكى مثل التمثيل الصامت "المايم" والبانتومايم بلانش "Pantomime Blanche"، وتقديم الشخصيات، وبناء الجو والبيئة العامة للقصة من خلال الإيماءات والحركة، واستخدام المساحة، ولعب القصة من خلال التبديل فى الأدوار ما بين الحكاء والشخصيات.

وسيتعلم العارض التفاعل مباشرة مع الجمهور، وبالتالى كيف يبقى المتلقى مشدودا للقصة طوال السرد.

وبرونو ريجوبالو هو فنان مسرح ومخرج إيطالى برازيلى، تلقى تعليمه فى مدرسة الكوميديا بالدنمارك، وعمل كمدرس مقيم بمدرسة الكوميديا بكوبنهاجن ومدرسة السيرك "Circo SottoSopra" فى بولونيا بإيطاليا خلال عامى 2018-2020، والتى كان يقوم فيها بتدريس اساليب مسرحية عديدة من ضمنها الكلاون، الحكى والميلودراما والكوميديا دى لارتى.

وهو حاليا عضو فى فرقة المسرح الدولية ميش ماش MishMash International Theatre Company، ومقرها فى كوبنهاغن، والتى تستمر فى القيام بجولة فى جميع أنحاء العالم من خلال عروضها المختلفة بأسلوب الحكى الجسدى.

الورشة من مواد التيرم الثالث لطلبة الدفعة الرابعة من المدرسة وتبدأ فى 24 نوفمبر حتى 19 ديسمبر بواقع 104 ساعات دراسية، وتنتهى بعروض فنية.

الخميس، 5 نوفمبر 2020

تحميل مسرحية قصة وطن تأليف ميثم السعدي

مجلة الفنون المسرحية

أبواب التسجيل مفتوحة "ناشئة الشارقة" تستثمر شغف الشباب افتراضياً في برامج منوّعة

مجلة الفنون المسرحية

الأربعاء، 4 نوفمبر 2020

قسم الفنون المسرحية يناقش اطروحة عن مقاربات ما بعد الحداثة بين الانزياح والتقويض في العرض المسرحي العراقي

مجلة الفنون المسرحية


قسم الفنون المسرحية يناقش اطروحة عن  مقاربات ما بعد الحداثة بين الانزياح والتقويض في العرض المسرحي العراقي

كلية الفنون الجميلة بغداد : 

ناقش قسم الفنون المسرحية لكلية الفنون الجميلة/  بغداد أطروحة عن  مقاربات ما بعد الحداثة بين الانزياح والتقويض في العرض المسرحي العراقي للباحثة  نبأ جبار مناحي الربيعي
تبدء الباحثة من اهم المقاربات المفاهيمية لما بعد الحداثة  إنشاء البعد الفلسفي للعرض المسرحي عبر صياغة انساق جديدة تمثل ابعاداً قيمية من ناحية التطابق والتقارب الذهني ما بين الخشبة والجمهور وجاء ذلك بعد الاغراق في ازاحة وتقويض الابعاد السائدة في بنية الخطاب التقليدي ما اسهم في فتح نافذة للحوار من بوابة تجديد فضاء العرض المسرحي بما يقترب مع التحديث في بنية المنظور الفلسفي للمسرح، فقد ذهبت غالبية التيارات المسرحية الحديثة الى انتاج مساحات تجريبية تعمد على انتاج النقيض عبر تصدير البيئة الاجتماعية لكونها ظاهرة اجتماعية تناقش على خشبة المسرح،
وعلى ذلك  جاء هدف البحث في التعرف على المقاربات الجمالية من خلال الانزياح والتقويض في عروض ما بعد الحداثة
 وتضمن الاطار النظري ثلاثة مباحث المبحث الأولالتمثلات الفلسفية والجمالية لمفهوم ما بعد الحداثة، المبحث الثاني: المقاربات الجمالية للانزياح والتقويض لمسرح ما بعد الحداثة ، المبحث الثالث : جماليات الخطاب التجريبي في تركيب الرؤية الاخراجية لمسرح ما بعد الحداثة.
ثم وضع الباحثة أهم المؤشرات التي خرجت فيها من الإطار النظري، وتم تطبيقها وفحص صلاحيتها على العروض المسرحية العراقية المقدمة من قبل اهم المخرجين العراقيين وعلى خشبة المسارح العراقية المتنوعة. وقد ثبتت الباحثة في الفصل الرابع النتائج، الاستنتاجات، المقترحات، التوصيات

بيان رسمي لمن يهمه الأمر / نوفمبر الموعد الجديد لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي

مجلة الفنون المسرحية 
 بيان رسمي لمن يهمه الأمر /  نوفمبر الموعد الجديد لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي 

اعتقد البعض ان مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برئاسة الفنان مازن الغرباوي سيعقد دورتين في سنة مالية واحدة نظرا لان المهرجان قد تاجلت دورته الخامسة التي كان مقررا انعقادها في ابريل 2020 ولكنها ستعقد في شهر نوفمبر 2020 وسيكون هذا الشهر هو الموعد الثابت للمهرجان لمدة ثلاثة أعوام قادمة علي الأكثر . 

وبذلك فإن المهرجان لن تقام له دورتين في سنة مالية واحدة كما قد يظن البعض ولن يقيم المهرجان دورته السادسة في شهر أبريل 2020 ولكن سيكون شهر نوفمبر 2021 هو الموعد المحدد للدورة السادسة وبالتالي فإن الموعد الجديد للمهرجان لا يعني إقامة دورتين في عام مالي واحد.

يشار أن مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يقام تحت رعاية الفنانة الدكتورة ايناس عبد الدايم وزيرة الثقافة واللواء أركان حرب خالد فودة محافظ جنوب سيناء وتقام الدورة خلال الفترة من 16 إلي 20 نوفمبر 2020 فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برئاسة الفنان مازن الغرباوي والتي كانت قد ارجئت بسبب جائحة كورونا وتترأس المهرجان شرفيا الفنانة القديرة سميحة أيوب، ورئيس اللجنة العليا للمهرجان الفنان الكبير والنجم محمد صبحي، ويديره الدكتورة إنجي البستاوي .
----------------------------------------
المصدر :مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى Sitfy

الثلاثاء، 3 نوفمبر 2020

"ناشئة الشارقة" تعلن اللوحات الفائزة في معرض "الفن للجميع"

مجلة الفنون المسرحية

الأحد، 1 نوفمبر 2020

تشيخوف وعصرنا /علاوة وهبي

مجلة الفنون المسرحية 

تشيخوف وعصرنا /علاوة وهبي

 يشكل الكاتب الروسي انطون تشيخوف ظاهرة في المسرح الروسي  فقد سعي الي التجديد فيه .متمردا علي القواعد التي كانت سائدة في مجال الدراما في عصره  . معتمدا علي ابراز داخلية الانسان  اكثر من اهتمامه بالجوانب الاخري  وبواقعية غير مسبوقة  جلب له اعجاب الكاتب الكبير المعاصر له ليون تولستوي .الذي وصف تشيخوف بانه موهبة حقيقية  وان واقعيته  الغنائية غير مسبوقة في المسرح الروسي  فقد سعي الي التجديد بما يملكه من روح  السخرية المحزنة  وبما يعرفه عن المجتمع الروسي  .سخرية بروح مأساوية .هكءا كان يري في اعماله  وانها اعمال تراجيدية هادئة  بعكس ما كان يراه فيها المخرج ستانيسلافكي  وخاصة منها بستان الكرز التي كانت سبب خلاف وقع بين الرجلين و رغم ان تولستوي كان معجب بتشيخوف ومداوم علي قراءة اعماله كما كان يوصي افراد اسرته بقراءته الا انه كان المنافس له في مجال المسرح  وخاصة في مواسم مسرح الفن الذي كان مخرجه الرئيسي هو ستانيسلافكي .سوف نقدم هنا ترجمة لما قاله عن تشيخوف ومسرحه مراسل اكاديمية العلوم السوفياتية ومدير معهد ماكسيم غوركي للاداب العالمية جيورجي بيردنكوف .ولكن قبل ذلك بهمنا ان نقدم راي الناقد سيرغي فولكونسكي  عندما قدم مسرح الفن مسرحية(الثة الحية) .
(كيف كانت هذه المسرحية.
للاسف هي ليست لاجلك لانه وبالضبط لا توجد مسرحية..
اذن ماذا كان هناك
اجزاء من الحياة ببساطة. ناس يتبادلون بعض الكلمات. احدهم يذرف دمعة .واخر يشعل سيجارة. طيب.اكيد ولكن ما هو الموضوع لا بد انه هناك شيئ ما يحدث.
نعم دون شك)موسكفين وهو من يؤدي دور فيديا بروتاسوف).اعتقد انه فجر راسه ولكن ابس هذا هو الاساسي..الذي يهم ليس ما يقوله الابطال)ابطال الدراما).وليس هو كذلك ما يفعلونه. لانهم لا يفعلون اي شيئ..انما المهم هو الذي يحدث في نفوسهم. تاثير تشيخوف..(هل يمكننا الحديث عن التاثير عندا يتعلق الامر بتولستوي.. لكن..فعلا..التاثير..التطور..بالاساس. 
المهم ان تشيخوف.رائد.)
ان راي الناقد بيردنكوف يؤكد ما يذهب اليه الكثيرون من نقاد تشيخوف وانه السباق .والرائد في مجال الدراما الاجتماعية التي تهتم بما يعتمل في نفسية الانسان داخليا اكثر من الاهتمام بالمظاهر الخارجية له.
 ونصل الان الي ما كتبه جيةرجي بيردنكوف وهذه ترجمة له.
(حدد تشيخوف اهتمامه. بالحداث الدرامية في مفهومه ذاته. وهي مراجعة القيم الاجتماعية والاخلاقية والتي كانت بالنسبة له هي مراجعة معتقداته التي سوف تؤدي الي تغيير جذري في حياته الخاصة  واصبحت رغبتهةفي الكتابة وتصوير داخلية الانسان هي سيدة مقاومة لا تضاهي ولها دلالات اجتماعية وتاريخية وهي التي حددت في جزء كبير منها تطور سردياته ودراماته.
 وقد بذل جهدا في ابراز معطيات هذا الاتجاه وركز الكاتب اهتنانه علي  الحقب النقدية للتحولات الجذرية في الحياة الاخلاقية والمعتقدات لشخصياته. وهذا ما يفسر تلك القوة التعبيرية والتأثيرية في اعماله. هذه القوة التعبيرية لا تنبع من المجري  الداخلي للاحداث ولكن من العمل والقوة الداخلية في الشخصية..
وهكذاتكن الفن الدرامي الناضج والتجديدي عند تشيخوف. لقد رفض الكاتب الرضوخ للبناء الدرامي التقليدي المؤسس علي التأزم والتعارض عند  الشخصيات وركز علي ما بداخلها  وبءلك اكتشف التأزم الذي يننو في ارواحهم 
هذا المبدأ الدراماتوجي الجديد وجد شكله النهائ في مسرحية(الخال فانيا.)وتطور الي شكله الكامل في مسرحية(بستان الكرز).
في اعمال تشيخوف يشترك كل شيئ في جعلنا نكتشف العالم الداخلي للشخصية .كل الجزأيات وكل ما يؤخذ فجا.  وكل حدث حتي التافه لا يستبعد ان يكون هدفا لذاته وليس وسيلة للامساك  بداخلية  الابطال .وحالتهم الروحية هي باستمرار لحظة حاسمة في التازم.
يرفع تشيخوف الي الاعلي سرد الحياة اليومية بتأملاته الغنائية عن  الاهداف السامية للوجود.
لا يقتنع تشيخوف بان يبرز لنا الأزمة بين الانسان والنظام الاجتماعي اللاعادل .لقد اكد باستمرار بأن مقاومة  تأثير الوسط هو مهمة اخلاقية ومهمة ضمير وفكرته عن الحرية  تتأسس الان أمر فأكثر علي صورة الواجب المدني للانسان.
موضوع اخر في اعماله التي كتبها في شبابه هو سعادة الانسات في ضمونه الجديد. لقد صور حتي الان واقع وتناقض لا يمكن اغفاله .انه لا يسمح للشخصيات النموذجية ان تكون سعيدة لا تتقبل رؤية الناس يحملون افعالهم الثقيلة في صمت. ولا تبحث لنفسها سوي عن حياة امتيازية وواضحة وسط اناس سعداء.وراضين عن ذواتهم  ان هذا يعادل رغبة الانتحار عند الانسان الضعيف .المهمش. الذي سحقه العمل والهموم.
 كما يقول بطل رواية .(الخدمة).
لقد توصل تشيخوف الي ابراز هذه التناقضات بقوة الاعتقاد ولكنه تجاوزها كذلك وهو استحقاق اخر لتشيخوف الفنان. انه يقدم صورة جديدة للسعادة. سعادة ان تكون واعيا بشرفك الانساني. وان تفتح طرق جديدة لحياة افضل. ان هذا الموضوع تمت معالجته بامتياز في الاعمال الريادية للكاتب في رواية الخطيبة وبستان الكرز.)

ندوة الثورة الجزائرية وحضورها في المسرح الجزائري: “الثورة والمسرح ثنائية الحرية والانعتاق”

مجلة الفنون المسرحية


ندوة الثورة الجزائرية وحضورها في المسرح الجزائري: “الثورة والمسرح ثنائية الحرية والانعتاق”

في ندوة علمية حول المسرح الثوري بسكيكدة

احتضنت أمس قاعة المحاضرات للمكتبة البلدية خليفي ادراجي بسكيكدة بمبادرة من المسرح الجهوي سكيكدة أشغال الندوة العلمية حول المسرح الثوري بمشاركة نخبة من الأساتذة و الباحثين الذين قدموا مداخلات تعالج إشكالية الثورة الجزائرية و حضورها في المسرح الجزائري، العربي، و العالمي، خاصة و أن الندوة تعقد بمناسبة الاحتفال بذكرى أول نوفمبر 1954.
فبعد بروتوكولات الافتتاح الرسمي بكلمة مدير مسرح سكيكدة محمد بوتبان سليمان، و كلمة رئيس الندوة د.أحسن تليلاني، قام الشاعر الشعبي عبد الوهاب بوناب بإلقاء قصيدتين تفاعل معهما الجمهور الحاضر، الأولى حول المولد النبوي و الثانية في تمجيد الثورة التحريرية، ليفسح المجال لتكريم بعض الشخصيات الثقافية و المسرحية بولاية سكيكدة على رأسهم المرحوم فرحات غناي الذي يعد المؤسس الحقيقي لمهرجان المسرح الثوري بسكيكدة.


للإشارة فإن غناي فرحات من مواليد 19 مارس 1947 متحصل على شهادة البكلوريا شعبة آداب سنة 1971. درس في معهد تكوين أساتذة التعليم المتوسط بقسنطينة شعبة أدب عربي سنة 1975. عمل أستاذا بمتوسطة “البشير الإبراهيمي” و قد انتخب نائبا بالبرلمان عهدة 1982-1987، كما عين مديرا لديوان الرقية والتسيير العقاري لولاية سكيكدة سنة 1987، ثم  مديرا عاما للمؤسسة الولائية للكهرباء الريفية لولاية سكيكدة سنة 1989، و بعدما أحيل على التقاعد المسبق تم انتخابه رئيسا لبلدية سكيكدة 2008-2010 ولم يكمل العهدة لوفاته بسبب إصابته  بمرض في القلب فأجريت له عمليتين جراحيتين ثم توفي بعدها.

و كرمت الندوة محمد بوتبان محمد الذي يعد واحدا من أهم آباء الفعل الثقافي بسكيكدة و هو الذي شغل منصب مدير المسرح البلدي لسكيكدة قبل أن يتولى منصب مدير الثقافة بالولاية، ثم تم تكريم مغلاوي زيدان مدير دار الثقافة محمد سراج بسكيكدة نظير جهوده في النهوض بقطاع الثقافة و المسرح و هو الذي أنجز مذكرة حول الحركة المسرحية بسكيكدة.


أما المداخلات فقد تناوب عليها الأساتذة عبد المالك بن خلاف الذي عاد بالحاضرين إلى ذاكرة مهرجان المسرح الثوري لتوثيق فعالياته مطالبا بعودته و ترسيمه،  و من جهتها تناولت الأستاذة سلمى غنجيو من جامعة سكيكدة قضية تأثير الثورة الجزائرية في المسرح العربي متوقفة عند أهم النماذج في ذلك، كما قدم د.أحسن تليلاني مداخلة حول المسرح الجزائري و الثورة التحريرية أبرز فيها إسهامات المسرح الجزائري في التعريف بالقضية الجزائرية و التحريض على الثورة باستخدام اللهجة الشعبية عند الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني و باستخدام اللغة العربية الفصحى في التجارب المسرحية للطلبة الجزائريين بجامع الزيتونة و كذا المسرح الإذاعي عبر أمواج صوت الجزائر من القاهرة إضافة إلى اللغة الفرنسية في أعمال كاتب ياسين، ثم قدمت الباحثة قطر الندى بومعيزة مداخلة حول البعد الثوري في مسرح الكاتبة السكيكدية العالمية فطيمة قالير المعروفة بشخصيتها المتمردة على الطابوهات والأشكال المسرحية،  و قد اختتمت المداخلات بمناقشة عامة تناولت مختلف القضايا التي وردت في المحاضرات الأربع،  و قبل اختتام الندوة قرأت الشاعرة المتألقة مرابط منى قصائد بالعربية و الفرنسية اتحفت الحاضرين.


و قد ورد في توصيات الندوة ضرورة توثيق الأعمال المسرحية و العمل على إحياء مهرجان المسرح الثوري وترسيمه بالتنسيق مع وزارة الثقافة، و هي الدعوة التي تحمس لها مدير الثقافة بسكيكدة و وعد بالعمل على تجسيدها في الميدان من خلال كلمة ألقاها في ختام الندوة.

للإشارة، فإن هذه الندوة قد انعقدت بمساهمة المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية و بلدية سكيكدة و مكتبة خليفي الدراجي التي وفرت المكان فاستضافت و أكرمت زوارها.

مكتب الجزائر العاصمة: بوبكر. س
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption