أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الثلاثاء، 12 أكتوبر 2021

اختيار (THE HOME) لغانم حميد في مقدمة الأعمال العربية المشاركةفي مهرجان الاردن المسرحي بدورته الثامنة والعشرين ‏

 مجلة الفنون المسرحية 
اختيار (THE HOME) لغانم حميد في مقدمة الأعمال العربية المشاركةفي مهرجان الاردن المسرحي بدورته الثامنة والعشرين 

 كتب – عبد العليم البناء

يواصل مبدعو المسرح العراقي حضورهم الفاعل والمؤثر والعميق في المشهد المسرحي العربي والدولي، بمنجزهم الابداعي الكبير والمميز والمتنوع بمشاركتهم بعروض مسرحية مهمة أو بحوث أو دراسات في مختلف الملتقيات والمؤتمرات والحلقات الدراسية والمهرجانات المحلية والعربية والدولية، التي طالما حصدوا فيها المراكز المتقدمة والجوائز المهمة، فضلاً عن الرسائل الابداعية والجمالية والفكرية الوطنية والإنسانية التي تعكس التأريخ العريق لبلاد الرافدين، بما انطوى عليه من حضارات عريقة علمت البشرية أبجدية العلم والنور والمعرفة.
وفي هذا السياق أعلنت اللجنة العليا للمهرجانات المسرحية للعام 2021 في وزارة الثقافة بالمملكة الأردينة الهاشمية، وبناء على تنسيب لجنة مشاهدة الأعمال العربية، عن أسماء الأعمال المسرحية العربية التي تأهلت للمشاركة في مهرجان الأردن المسرحي بدورته الثامنة والعشرين، التي ستنعقد في المدة من (4 - 14 تشرين ثاني  2021) وتقيمه مديرية المسرح والفنون البصرية بالمملكة الأردنية الهاشمية، حيث كانت المسرحية (THE HOME) سيناريو واعداد واخراج الفنان المثير للجدل غانم حميد وإنتاج شركة دريم للانتاج الفني وتصنيع الإعلان، في مقدمة الأعمال المسرحية العربية التي تقرر اختيارها من (لجنة مشاهدة الأعمال العربية) في هذا المهرجان المسرحي العريق، الذي سبق أن شاركت فيه مسرحيات عراقية أخرى في دوراته السابقة، واستطاعت أن تحصد العديد من الجوائز على أصعدة التمثيل والاخراج والتقنيات، وعلى النحو الآتي :
١- مسرحية “ the home “ اخراج غانم حميد ( العراق ) .
٢- مسرحية " نكون او لا نكون " اخراج مشاري المجيبل ( الكويت ) .
٣- مسرحية "سلك شائك " اخراج محمد الطايع ( مصر ) .
٤- مسرحية " مدق الحناء " اخراج يوسف البلوشي ( سلطنة عُمان ) . 
٥- مسرحية " ليلة مقتل العنكبوت " اخراج الهام محمد غلوم ( الامارات ) . 
٦- مسرحية " الروبة " اخراج حمادي الوهايبي ( تونس ) .
٧- مسرحية " المنديل " اخراج بسام حميدي ( سوريا ) . 
مسرحية (THE HOME) استطاع مخرجها المبدع والمثير للجدل غانم حميد في أن يواصل مغايرته وتجاوزه للخطاب المسرحي السائد، و" أن ينجح بمهمته العسيرة في أثارة تساؤلات كبرى تدخل في باب المحضور" حسب رأي المعنيين والمهتمين بالمسرح، كما هو ديدنه في معظم عروضه التي صاغها  من قبل ومازالت تثير الجدل حتى الآن : الذي ظل في هذيانه يقظاً، سن العقل، المومياء، مكاشفات.. وغيرها... فهذه المسرحية أثارت الجدل وتعرضت الى إشكالات عدة مع لجان المشاهدة في أكثر من محفل، لأنها لامست مناطق حساسة وربما محرمة بتجاوزها للمسكوت عنه، بجرأة وشجاعة لا يقدم عليها إلا مخرج بأهمية ومكانة غانم حميد، ولهذا أخذت طريقها للعرض في مهرجان العراق الوطني للمسرح ( دورة سامي عبد الحميد) الذي أقامته نقابة الفنانين العراقيين بالشراكة مع الهيئة العربية للمسرح للمدة من 1-7/8/2021، وحاز عن دوره فيها الفنان المبدع محمد هاشم على جائزة أفضل ممثل.. 
يلعب أدوار البطولة في مسرحية (THE HOME) كل من: الفنانة القديرة هناء محمد ذات الحضور المبدع والطاغي على خشبات المسرح العراقية والعربية بحرفيتها العالية وأدائها المدهش، والممثل المتفوق والمثابر والشامل محمد هاشم، وصاحبة الانطلاقة الجديدة الفنانة المتألقة بيداء رشيد التي استطاعت أن تخرج من جلدها المسرحي المعتاد بأداء يشار له بالبنان، والفنان مظفر الطيب الذي يعود بقوة وأصالة للخشبة وبتقمص شخصيات متنوعة، والفنان محمود شنيشل المعروف بخبراته المتراكمة التي وظفها على أحسن مايكون.

السبت، 9 أكتوبر 2021

مسابقات الهيئة العربية للمسرح للعام 2021 تقفل باب التقديم للتنافس- إسماعيل عبد الله: حوالي خمسمائة متنافس شاركوا هذا العام ومنسوب تنافس عالٍ واستثنائي.

مجلة الفنون المسرحية 
مسابقات الهيئة العربية للمسرح للعام 2021 تقفل باب التقديم للتنافس- إسماعيل عبد الله: حوالي خمسمائة متنافس شاركوا هذا العام ومنسوب تنافس عالٍ واستثنائي.

أعلن الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله عن انتهاء مهلة تقديم المشاركات في مسابقات الهيئة الثلاث للعام 2021، وهي:• النسخة الرابعة عشرة من مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للكبار.• النسخة الرابعة عشرة من مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للأطفال.• النسخة السادسة من المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي المخصصة للباحثين الشباب حتى سن الأربعين.
حيث بلغ مجموع المشاركات في مسابقات التأليف 452 متنافساً، وكانت حصة النصوص الموجهة منها للأطفال 177 نصاً، فيما بلغت المشاركات في تنافسية البحث العلمي 25، هذا عدا عن المشاركات التي تم استبعادها لعدم توفر شروط المسابقات فيها.
وأشار إسماعيل عبد الله إلى منسوب تنافس عالٍ واستثنائي في هذا العام، إذ أن نسبة كبيرة من الفائزين في النسخ السابقة قد شاركت هذا العام، إضافة إلى مشاركة أسماء وازنة من الأدباء العرب ذوي الباع الطويل والحضور الكبير في مجالات إبداعية مختلفة في نسخة هذا العام، مما يعطي المسابقات إيقاعاً ساخناً، كما ويشير بكل اعتزاز إلى ثقة الكتاب والباحثين العرب بالمسابقة التي تميزت بصرامة اللوائح ودقة المعايير ولجان التحكيم.
من ناحية ثانية أشار إسماعيل عبد الله إلى أن كل لجنة من لجان التحكيم تتكون من ثلاثة أعضاء، يعمل كل منهم بمعزل دون معرفة العضوين الآخرين، حيث يعمل الجميع وفق معايير وجدول تقويم وتحكيم موحدة، وللمحكم أن يضع تقييمه الفني والأدبي والعلمي للمادة التي يحكمها، كما يتم العمل على ضبط الأمانة الفكرية وحقوقها، إضافة إلى نسبة الاستلال في البحث العلمي تحديداً. 
هذا ومن المتوقع إعلان القائمة القصيرة في المسابقات الثلاث منصف ديسمبر القادم، فيما يتم الإعلان النهائي عن الفائزين في العاشر من يناير 2022 الذي يصادف اليوم العربي للمسرح.
أضاف الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، أن الهيئة تعتز أيما اعتزاز بتنظيمها لهذه المسابقات التي تعتبر أهم منافسات عربية، وقدمت للمشهد المسرحي العربي عشرات الأسماء المبدعة، كما أثرت المكتبة العربية بالنصوص والأبحاث مما عزز المحتوى المسرحي العربي على كل الصعد، وساهمت آليات وضوابط العمل في مسابقات الهيئة على تطوير آليات وضوابط العمل في عديد المسابقات العربية، وإنه لم دواعي الفخر أن تكون مواعيد مسابقاتنا مواعيد إبداعية لا ترتبط بالقيمة المادية بل بالقيمة المعنوية فنياً وعلمياً.

حصول المخرج العراقي مسلم باسم على جائزة أفضل سينوغرافيا وأفضل ممثل ثاني في مسرحية حلم منتصف ليلة

مجلة الفنون المسرحية


حصول المخرج العراقي مسلم باسم على جائزة أفضل سينوغرافيا وأفضل ممثل ثاني  في مسرحية حلم منتصف ليلة

حصل المخرج العراقي مسلم باسم على جائزة أفضل سينوغرافيا وأفضل ممثل ثاني وكذلك تم ترشيح عمله على جائزة أفضل إخراج وأفضل ممثل رئيسي عن مسرحية حلم منتصف ليلة في عرض فرقة كلية الفنون الجميلة قسم الفنون المسرحية 
وكان  المهرجان  ناجحاً وان العروض كانت عراقية وأن المهرجان كان خطوة ناجحة ليس فقط في تفعيل الجانب الفني والمسرحي  بل في الجانب الوطني أيضا وقد اشتركت فيه فرق مسرحية مثلت بغداد وصلاح الدين وديالى وميسان وبابل وذكر مسلم باسم أن لجنة التحكيم تألفت من الفنانين د. محمد حسين حبيب بيات مرعي و رائد محسن أحمد عباس









الجمعة، 8 أكتوبر 2021

بفرح يغمرهم "ناشئة الشارقة" يعودون لممارسة أنشطتهم الواقعية في المراكز مجدداً

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية " مقلب ثقيل " تأليف حيدر عبد الرحيم الطيب

مجلة الفنون المسرحية 

تغطية صحفية للندوة الدولية لمهرجانات المسرح الجامعي: يجب علينا نحن الأوروبيين ألا ننسى أبدًا أن المغرب علمنا ما يعنيه أن يكون هناك مهرجان للمسرح الجامعي في كل مدينة.

مجلة الفنون المسرحية


تغطية صحفية للندوة الدولية لمهرجانات المسرح الجامعي: 
يجب علينا نحن الأوروبيين ألا ننسى أبدًا أن المغرب علمنا ما يعنيه أن يكون هناك مهرجان للمسرح الجامعي في كل مدينة.

اللجنة الإعلامية

نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، الدار البيضاء، بصفتها جهة مؤسسة ومنظمة للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، الذي يصل هذه السنة إلى دورته 33، ندوة علمية تواصلية ومحورية، بتاريخ الأربعاء 29 شتنبر 2021، من منصة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، الدار البيضاء، وعبر رابط توصلي استند على التقنيات الحديثة، شارك في هذه الندوة مديري ومدبري المهرجانات الدولية التالية: الفيتنام في شخص  لوكي ديونك، شنكاي كرسي اليونسكو في شخص توبيا بيونكون، إسبانيا في شخص صونيا ميرسيا مولينا، المكسيك، في شخص إزابيل كريستينا فلور، إيطاليا في شخص فابيو أوموديل، مصر في شخص تامر راضي، والمغرب البلد المنظم في شخص ذ.عبد القادر كنكاي، محور الندوة: الرهان الحالي والمستقبلي للمهرجانات الدولية للمسرح الجامعي.
أدار أشغال الندوة وترجم معطياتها ذ.عبد المجيد بوزيان؛ حيث بسط فكرة الندوة والغاية منها والتي تضم مديري المهرجانات الدولية، وأشار في مستهل كلمته أن الجائحة غيرت كثيرا من أشكال التفكير ونمط الفعل والتفاعل في مسار الدراسة الجامعية وباقي أنشطة الجامعات، وأرخت بظلالها على دينامية التفاعل الجامعي من تم وضع المسير سؤالا مركزيا على ضيوفه: كيف نرى مستقبل المسرح الجامعي والفن في ظل الجائحة؟ وكيف نرى التأقلم ومقاومة الممكنين في ظل الإكراهات العالمية؟ مع الإشارة أننا لا نعرف تحديدا متى سترفع هذه الجائحة المتحورة والمتطورة؟ وكيف سنتعامل مستقبلا مع هذا الوباء الذي مازال يلازمنا؟ مع العلم أن الحياة مستمرة.
 استهل المتدخل الأول، ذ.عبد القادر كنكاي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، الدار البيضاء، رئيس المهرجان الدولي للمسرح الجامعي، بصفته ضيفا ومضيفا، كلمته بالترحيب بفعاليات الندوة واعتبر هذا اللقاء الدولي فرصة نحو تفكير جماعي بصوت مرتفع يشرك الكل في تقييم تجربة التأقلم والاستمرارية للمسرح الجامعي عبر المعمور والتطلع لآفاقه المستقبلية، وبمناسبة اللقاء قدم السيد العميد اللجنة المنظمة للمهرجان كل من موقعه، وهو السر لنجاح المشروع إذ أن FITUC يضم مديرين فنيين مغربيين، أحدهم من المغرب والآخر بألمانيا، وإدارة تدبيرية وتسييرية تشتغل طيلة السنة، كما أن هناك طاقم فني وتقني وعدة لجن عملية ووظيفية من إعلام ونقل ولوجستيك وتواصل ومحافظة عامة ومهام أخرى أساسية، مع إشراك الطلبة في المهام التنظيمية وفي اللجن للتمرس على التنظيم والتدبير والتسيير، كما اغتنم السيد رئيس مهرجان FITUC الفرصة وبسط شعار الدورة 33 من المهرجان الذي يلخص رؤية وتقييم المهرجان للتجربة الماضية الباكورة المتمثلة في تنظيم الدورة 32 من المهرجان عن بعد وإنجاحها رغم الإكراهات المتعددة فنيا وتقنيا ولوجستيكيا، وبذلك تختار الدوية الحالية 33 المجمع تنظيمها في أواخر شهر أكتوبر 2021، شعار: "التألقلم" كخاصية داخلية ونضالية وروحية لصيقة بالمسرح عموما منذ أن عرفته البشرية، ولها علاقة جدلية بالمسرح الجامعي على وجه الخصوص، الذي يحافظ على فكرته رغم التحولات والمتغيرات وتعاقب الأجيال، إذ يغادر جيل الجامعة ويأتي آخر يأخذ المشعل، من طلبة ومسيرين وأساتذة ومسؤولين، بل حتى مديرين، لذا تعلن الدورة 33 من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي منجزها وضيوفها ومعتادها المهرجاني من عروض مسرحية وندوات محورية ومناقشة العروض وورشات تكوينية وتكريمات، وهي على استعداد لأي سيناريو ممكن عن بعد أو عن قرب أو هما معا.
 كثيرة هي إشكالات هذا المسرح الجامعي في تعاقبه ومهرجاناته؛ لذا حري بنا أن نؤسس لحوار وتبادل الخبرات والاستشارات والخبرة بين كل المهرجانات الجامعية بالعالم، هي أسئلة طرحاناها في أكثر من مناسبة، لكن مع واقع  الجائحة تدعوا الضرورة للتفكير والاقتراح والأجرأة بشكل استعجالي. أشار السيد العميد رئيس مهرجان FITUC إلى أن صيغة عن بعد التي اعتمدناها خلال التجربة السابقة مع الدورة 32 عشنا معها فقدان التواصل الجسدي بين جميع المتدخلين، الجمهور والممثل والتقنيين والفنيين، مما أدى إلى فقدان البعد الإنساني للمسرح، وفي نفس الوقت شهدت هذه الصيغة الاضطرارية بتقييم إيجابي؛ إذ شوهدت العروض المسرحية بكثرة وبقيت مسجلة تعرف تتبعا إلكترونيا مشهودا ومتواترا وموثقا. 
تطرقت توبيا بيونكون باسم مهرجان المسرح الجامعي شنكاي كرسي اليونسكو، في مداخلتها إلى أن الجائحة كانت بمثابة صدمة CHOCK  للجميع من ضمنهم الفنانون والفن عموما، وظهرت مواقف متباينة للجائحة والتعامل معها،(مواقف من جانب الطلبة ومواقف من جانب هيأة التدريس) كما ظهرت عدة نقط سلبية بسبب الجائحة ولكن لا يمكن أن ننسى بعض نقط الضوء والتي نود استغلال فرصها الجديدة التي أفرزتها لخلق رؤى جديدة ومتجددة للمسرح خصوصا فيما يتعلق بتجربة الإبداع والتعدد الثقافي وذلك لتبادل المعرفة واعتماد حلول واقعية.
ومن جانبه صرح، لوكي ديونك باسم مهرجان المسرح الجامعي الفيتنام، إلى أن الجائحة أفرزت نقط سلبية متعددة منها تغيير نظرتنا للعالم، هذا العالم لم يعد مكانا آمنا للعيش؛ إذ عشنا بشكل اضطراري غير مسبوق، غلقت الحدود بين الدول، كما عشنا أزمات اقتصادية وسياسية، وعشنا حالة سيكولوجية وخوفا نفسيا، تم كسرت الروابط الاجتماعية، وعرف التواصل مع الأفراد خللا كبيرا، وغابت هوية المسرح وأدواره الطلائعية بسبب الوباء، ولنكون إيجابيين، لكل مشكل هناك حل، والحل يتمثل في التأقلم مع جميع المستجدات وإعادة اكتشاف طرق أخرى لمواجهة الجائحة، وذلك بتشجيع تبادل التجارب بين طلبة العالم لمواجهة هاته المشاكل..
أما إزابيل كريستينا فلور، فقد صرحت باسم المسرح الجامعي المكسيك، أن الجائحة غيرت العالم بدون سابق إعلام، ووجد الفرد نفسه داخل الشاشة عوض أن يكون خارجها، وعانا المسرح لكونه فنا حيا من إشكالية البث عن بعد وكانت النتيجة أنه لا يمكن لأي تقنية، مهما كانت نجاعتها، أن تعوض الخشبة.. ؟ لماذا: لأن لدينا في المسرح عيونا أحسن بكثير من عيون الكاميرات.
تطرق تامر راضي باسم المسرح الجامعي مصر عن جامعة عين شمس مشيرا أن جامعتهم لا تتواجد بها شعبة للمسرح، (مع العلم أم بمصر المعهد العالي للمسرح والفنون بتاريخه، ويتواجد المسرح في كل الكليات) ولكن هناك علامات أمل لخلق مسرح يقول كلمته ما بعد الجائحة، لكون البشرية معتادة أن تستفيد من أزماتها وتحولها إلى مكسب ومدخل إلى اقتراحات بديل أو بالأحرى تمارس التعويض، ويحضر الابتكار والتجديد.
في نفس مسار باقي المداخلات، أشارت صونيا ميرسيا مولينا، باسم المسرح الجامعي اسبانيا، أن المسرح هو أولا وقبل كل شيء فن بدون حدود أو قيود، ومهما تقدمت التكنولوجيا، فلن تعوض المسرح كما هو متعارف عليه دوليا، بالفعل هناك تحديات لازالت موجودة رغم تطور العنصر التكنولوجي..
وقدم فابيو أومودي، مدير أكاديمية روما المسرحية و مدير"مهرجان روما تياترو" تقييما شاملا عن تجربة إيطاليا، وصرح إلى أن مسرح الجامعة يمر بواحدة من أكبر الأزمات على المستوى الوطني وفي نفس الوقت على المستوى الدولي، سئم الناس من مشاهدة عرض من خلال الهاتف الخلوي أو الكمبيوتر. وصرح أنه لا يؤمن بهذا الشكل من المستقبل المسرحي على الإطلاق؛ إذ نريد أن نجد أنفسنا في المسرح وليس من خلال الهاتف الخلوي أو الكمبيوتر.
وقدم "فابيو" شهادة يعتز بها منظمو المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، إذ صرح: أتذكر بسرور أنه يجب علينا نحن الأوروبيين ألا ننسى أبدًا أن المغرب علمنا ما يعنيه أن يكون هناك مهرجان للمسرح الجامعي في كل مدينة. أعتقد أن المغرب كان لديه حتى ما قبل الوباء رقما قياسيا عالميا في المهرجانات المسرحية الجامعية التي كان من دواعي سروري المشاركة فيها لمدة 12 عاما. آمل أن يكون المغرب مرة أخرى الرائد في هذا التطور المسرحي المذهل.
فعلا نعلم في FITUC الرهان الذي نحمل قضيته على مستوى الدار البيضاء والمغرب، وعلى مستوى الرقعة العربية والإفريقية والدولية، لتطوير والاحتفاظ بدور المسرح الجامعي، لذا نظمنا هذه الندوة للتفكير العلني والجماعي بين مديري ومدبري أهم المهرجانات الدولية الرائدة، لتشخيص الواقع والوصول إلى الإمكانات المتاحة والممكنة نحو ترسيخ هذا الفعل والتفاعل في إطار التأقلم للاستمرارية المنشودة، وأملنا أن نتوافق ونتعاون ونستشير بعضنا البعض وننسق ونتبادل الخبرات والتجارب، ونعد لقاءات أخرى مستقبلية تتقدم في التفكير ووضع الاستراتيجيات لأننا حتما سنتأثر بالرهانات الجديدة والمستجدة والمستقبلية للإبداع عموما وللمسرح والمسرح الجامعي على وجه الخصوص؟ وذلك في أفق خلق شبكة دولية للمهرجانات الدولية للمسرح الجامعي 



الأربعاء، 6 أكتوبر 2021

تحت شعار ( تحت شعار الحسين صوت الاحرار وعنوان الابداع ) اختتام فعاليات مهرجان ينابيع الشهادة المسرحي الوطني الثامن بنجاح غير مسبوق

مجلة الفنون المسرحية 
تحت شعار ( تحت شعار الحسين صوت الاحرار وعنوان الابداع )
اختتام فعاليات مهرجان ينابيع الشهادة المسرحي الوطني الثامن بنجاح غير مسبوق 
كلمات شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري تصدح (فداء لمثواك) في فضاءات المهرجان 
الجيلاوي: المهرجان خطوة جادة لدعم الشباب المسرحي ورسالة للجميع بأن العراق محب للحياة وللفن ولحرية التعبير 
د. المرزوك: المهرجان كان مميزاً في خياراته واستمراريته وتأصيله للحراك المسرحي في المحافظات 
العكيلي: مهرجان ينابيع الشهادة ال8 استمرار في ايصال رسالة أئمة أهل البيت في الوقوف ضد الظالمين
محافظة صلاح الدين تحصد جائزتي العرض المتكامل والتمثيل وكلية فنون بابل جوائز السينوغرافيا والإخراج والممثل الثانوي والنجف الأشرف جائزتي النص والممثل الواعد 

 كتب – عبد العليم البناء 

على وقع الإبداع المسرحي الذي يعم العراق من شماله الى جنوبه، وباستلهام لمباديء ثورة الأمام الحسين عليه السلام ضد الظلم والطغيان والاستبداد وتكريس طريق الحق والإصلاح والوقوف بوجه الفساد والمفسدين، أختتمت فعاليات مهرجان ينابيع الشهادة المسرحي الوطني الثامن غير مسبوق، والذي أقامته نقابة الفنانين فرع بابل بالتعاون مع نقابة المعلمين في بابل، واحتضنته قاعات نقابة الفنانين العراقيين ونقابة المعلمين فرعي بابل، وكلية الفنون الجميلة في جامعة بابل، وسط حضور جماهيري كبير وجمع من المعنيين والمهتمين بالمسرح من مختلف شرائح المجتمع.
المهرجان أقيم برعاية محافظ بابل حسن منديل السرياوي بحضور نقيب الفنانين العراقيين، ونقيب المعلمين العراقيين وعميد كلية الفنون الجميلة في جامعة بابل، تحت شعار (الحسين صوت الاحرار وعنوان الابداع). وتضمن مشاركة سبعة عروض مسرحية تم اختيارها من لجنة مشاهدة متخصصة برئاسة الفنان غالب العميدي وعضوية كل من :علىي محمد ابراهيم، محمد حسين المرعب، د. محمد فضيل، د. أحمد محمد عبد الأمير، وشملت مسرحيات: (باب الوجود) لفرقة أثر المسرحية وتأليف أحمد حسن الساعدي وإخراج علي مجيد، (الإشارة) لفرقة جامعة بابل بالتعاون مع نقابة فناني بابل وتأليف أطياف رشيد وإخراج محمد زكي، (انقذوا.. من ) لفرقة لفرقة فناني العمارة وإعداد وإخراج أبو الحسن صلاح مهدي، (حلم منتصف ليلة العرض) لكلية الفنون الجميلة في جامعة بابل وتأليف حيدر عبد الله الشطري وإخراج باسم مسلم، (مرثية الانتظار) لفرقة مسرح الرسالة المسرحية في الشطرة وتأليف حيدر عبد الله الشطري وإخراج ضرغام حكمت، (موت اليعاسيب) لفرقة نقابة فناني محافظة صلاح الدين وتأليف قاسم فنجان وإخراج جواد الساعدي، (القمر الأخير) لفرقة النجف الوطنية تأليف دخيل العكايشي وإخراج هيثم الرفيعي، وصاحبت العروض المسرحية جلسات نقدية أدارتها نخبة من المتخصصين بالشأن المسرحي، برئاسة  د. علي الربيعي وعضوية كل من: د. علي الحمداني، د. ميثم فاضل، الناقد جبار وناس، د. مهند العميدي. 
وشهد حفل الختام كما في حفل الإفتتاح إعادة تقديم أنشودة المهرجان (فداء لمثواك) التي صدحت بكلمات شاعر العرب الأكبر الراحل محمد مهدي الجواهري، توزيع وألحان الفنان محمد رميض أداء فرقة نقابة الفنانين فرع بابل، وعرض لوحة مسرحية من إعداد وإخراج مهند ناهض الخياط.
وكان مسك الختام اعلان جوائز مسابقة مهرجان ينابيع الشهادة المسرحي الوطني الثامن في بابل 2021، التي تبارت فيها عروض سبعة لفرق مسرحية من مختلف المحافظات من لجنة الحكم التي تشكلت برئاسة الفنان د. محمد حسين حبيب، وعضوية الفنانين: رائــد محسن، بيات مرعي، ابراهيم حنون، أحمد عباس، وجاءت نتائج المهرجان (الجوائز) على الشكل الآتي: 
أولاً : الشهادة التقديرية الخاصة وقد منحت الى : ( الفنان جبار مشجل ) و ( الفنانة ابتهال سميسم ). 
ثانياً : جائزة أفضل نص مسرحي في المهرجان .. ترشح لها نص مسرحية القمر الأخير، ونص مسرحية مرثية الانتظار، وقد ذهبت الجائزة الى نص مسرحية ( القمر الأخير ) تأليف دخيل العكاشي 
ثالثاً : جائزة أفضل سينوغرافيا .. ترشح لها مسرحية مرثية الانتظار ومسرحية حلم منتصف ليلة العرض .. وقد ذهبت الجائزة الى مسرحية ( حلم منتصف ليلة العرض ). 
رابعاً : جائزة أفضل ممثل لدور رئيس، وقد ترشح لها الفنان عبد حبيب الخفاجي والفنان كرار جاسم .. وقد ذهبت الجائزة الى الفنان (عبد حبيب الخفاجي ) عن دوره في مسرحية موت اليعاسيب .
خامساً : جائزة أفضل ممثل لدور ثانوي ، وقد ترشح لها الفنان الشاب صادق رزاق والفنان الشاب سجاد الساعاتي ... ذهبت الجائزة الى الفنان الشاب ( سجاد الساعاتي ) عن دوره في مسرحية حلم منتصف ليلة العرض. 
سادساً : جائزة أفضل ممثل واعد وقد منحت الى الفنان الشاب ( محسن حيدر ) عن دوره في مسرحية ( القمر الأخير ) 
سابعاً : جائزة أفضل مخرج مسرحي : وقد ترشح لها الفنان مسلم باسم عن اخراجه لمسرحية منتصف ليلة العرض والفنان علي مجيد عن اخراجه لمسرحية ( باب الوجود ) ... وقد ذهبت الجائزة الى المخرج ( علي مجيد ). 
ثامناً : جائزة أفضل عرض متكامل في المهرجان : وقد منحت الى عرض مسرحية ( موت اليعاسيب )  تأليف قاسم فنجان واخراج جواد الساعدي – فرقة نقابة الفنانين في صلاح الدين.
وفي حديث لصحيفة (الصباح) قال الفنان  محسن الجيلاوي رئيس فرع نقابة  الفنانين في بابل: المهرجان خطوة جادة في دعم الشباب المسرحي، ورسالة لجميع دول العالم بأن العراق بكل محافظاته محب للحياة وللفن ولحرية التعبير ولثقافة الحرية التي نستلهمها من الإمام الحسين (ع)، داعياً المؤسسات الثقافية والفنية الرسمية وغير الرسمية الى المضي باتجاه الدعم الحقيقي للفن والفنانين، كونهم واجهة العراق في المحافل الدولية.
في حين أكد عميد كلية الفنون الجميلة في جامعة بابل د.عامر صباح المرزوك: على الرغم من وجود العديد من المهرجانات المسرحية في مختلف محافظات العراق، إلا أن المهرجان كان مميزاً في خياراته واستمراريته وتأصيله للحراك المسرحي في المحافظات .
وأضاف المرزوك: لقد اختار المهرجان العديد من المدارس المسرحية، إضافة الى وجود مجموعة من التجارب التي لابد من السعي لايصالها ومشاركتها في المهرجانات العربية المتخصصة بفن المسرح، كونها أعمالاً لا تقل شأنا عن العروض العربية.
من جانبه قال المخرج حسين العكيلي: القصد من الاستمرار في اقامة مهرجان ينابيع الشهادة بدورته الثامنة هو الاستمرار في ايصال رسالة أئمة أهل البيت في الوقوف ضد الظالمين، إضافة لكونه يسعى الى صنع التنافس الحقيقي بين المخرجين المسرحيين الشباب وتطوير أعمالهم، لاسيما تلك التي تطرح بأسلوب حديث وترابطها الفلسفي مع الماضي.

في ضوء اتفاقية ثنائية لنقابة الفنانين العراقيين مع المهرجان حضور فاعل للمسرح العراقي في مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي السادس

مجلة الفنون المسرحية 
في ضوء اتفاقية ثنائية لنقابة الفنانين العراقيين مع المهرجان
حضور فاعل للمسرح العراقي في مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي السادس

اطلاق جائزتين باسم الفنانين القديرين سامي عبد الحميد وصلاح القصب وتكريم نقيب الفنانين د.جبار جودي والنجمين آسيا كمال ورائد محسن وجبار المشهداني عضواً في لجنة تحكيم المهرجان 
مسرحية (بوق اسرافيل) تنافس على جوائز المسابقة الرسمية وحفل توقيع لكتاب د. عامر صباح المرزوك (التجريب في المسرح العراقي) واقامة معرض تشكيلي لنخبة من فناني العراق

 كتب – عبد العليم البناء

 تتواصل في نقابة الفنانين العراقيين الخطوات الجادة والمثمرة لتفعيل وتأكيد الحضور الفاعل لمبدعي المسرح العراقي في الداخل والخارج لاسيما بعد النجاح المدوي والكبير  في عقد مهرجان العراق الوطني للمسرح العراقي (دورة سامي عبد الحميد) بالشراكة مع الهيئة العربية للمسرح، بما انطوى عليه من عروض وجلسات وورش ومحاور فكرية واصدارات متنوعة وفعاليات مصاحبة متميزة .
أعلن ذلك الدكتور جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين مضيفاً : أن النقابة وفي ضوء التطور الملحوظ الذي تشهده العلاقات العراقية المصرية وسعي البلدين لفتح آفاق أوسع وبموجب الاتفاق مع رئيس ومؤسس مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي المخرج مازن الغرباوي عملت، بسعي جاد وهادف ومثمر، على أن يكون للمسرح العراقي حضور فاعل ومهم في الدورة السادسة من هذا المهرجان التي تقام في المدة بين السادس والحادي عشر من شهر تشرين الثاني نوفمبر 2021، بمدينة شرم الشيخ في جمهورية مصر العربية.
وأوضح د. جبار جودي :  وبموجب هذا الإتفاق ستشهد الدورة السادسة مشاركة عراقية متنوعة تشمل تخصيص يوم للعراق للإحتفاء والاحتفال برموز الحركة المسرحية العراقية ولتعريف الإجيال  الشابة المشاركة من مصر والعراق وبقية دول العالم بتاريخ العراق مهد الحضارات الإنسانية الأولى التي علمت البشرية أبجدية العلم والنور والمعرفة.
وأشار الى: أن الإحتفاء بيوم العراق سيتضمن القاء كلمة من لدن نقيب الفنانين العراقيين د. جبار جودي مع تكريم خاص لشخصه، مع عرض فيلم تسجيلي تعريفي بتاريخ العراق بلد الحضارة والثقافة باللغتين العربية والانكليزية، والتكريم والإحتفاء بالفنانة والنجمة آسيا كمال والفنان النجم رائد محسن، بدرع الفنانة الكبيرة سميحة أيوب التقديرية.
وتابع د. جبار جودي: كما ستشهد الدورة السادسة من المهرجان إطلاق جائزة مالية بإسم معلم الأجيال الفنان الكبير سامي عبد الحميد لأفضل سينوغرافيا في المهرجان، وإطلاق جائزة مالية أخرى باسم المخرج المسرحي الكبير الدكتور صلاح القصب، واختيار الفنان جبار المشهداني عضوا في لجنة تحكيم الرئيسية للمهرجان، وحفل توقيع أحدث إصدارات الدكتور عامر صباح المرزوك كتابه الموسوم (التجريب في المسرح العراقي).
وبين د. جبار جودي أنه: على صعيد العروض المسرحية سيشارك العرض المسرحي الدرامي التعبيري الراقص (بوق اسرافيل) في المسابقة الرسمية للمهرجان وتحديداً محور مسابقة العروض الكبرى، وهو من انتاج نقابة الفنانين العراقيين وتأليف واخراج الفنان علي إدعيم، وهذا العرض سبق له أن شارك وعرض في حفل افتتاح مهرجان العراق الوطني للمسرح (دورة سامي عبد الحميد)، وسيعقب العرض تقديم فيلم قصير عن نخبة من رواد الحركة المسرحية في العراق. 
وأضاف د. جبار جودي أن: المشاركة العراقية ستتضمن فعاليات أخرى من بينها إقامة معرض تشكيلي لنخبة مختارة من أعمال أهم التشكيليين العراقيين، ودعوة ومشاركة نقيب الفناني العراقيين في المؤتمرات الصحفية الخاصة بالمهرجان جنبا الى جنب مع الوزراء ورؤساء القطاعات الكبرى المشاركة في دعم هذا الحدث، وإجراء حوار مترجم للأنكليزية مع النقيب لنشره  في مجلة المهرجان اليومية، وسوف تقوم النقابة بتوفير بعض المطبوعات والاصدارات والبروشورات لتوزيعها ضمن مطبوعات المهرجان، كما سيقوم المهرجان بإعداد فيلم قصير عن جميع المشاركات والفعاليات العراقية النوعية، بما فيها إدراج لوكو النقابة في جميع الوسائل الاعلانية المقروءة والمرئية الخاصة بالمهرجان، وكذلك في داخل الكتب الصادرة من إدارة المهرجان بصفتها إحدى الجهات الرسمية المشاركة في دعم  الدورة السادسة، كما سيتم تكريم النقابة في حفل الختام وتبادل الدروع بينها وبين إدارة المهرجان.
الجدير بالذكر أن مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي يقام تحت رعاية وزيرة الثقافة المصرية الفنانة الدكتورة ايناس عبد الدايم واللواء أركان حرب خالد فودة محافظ جنوب سيناء، وتترأسه شرفيا الفنانة القديرة سميحة أيوب ويترأس لجنته العليا الفنان المصري الكبير محمد صبحي .

بيان للمسرحيين العرب : تأجيل جديد للدورة الثالثة عشرة من مهرجان المسرح العربي ومهرجانات الهيئة الوطنية للمسرح

مجلة الفنون المسرحية




بيان للمسرحيين العرب : تأجيل جديد للدورة الثالثة عشرة من مهرجان المسرح العربي ومهرجانات الهيئة الوطنية للمسرح

بعد تأجيل أول للدورة الثالثة عشرة من مهرجان المسرح العربي التي كان من المنتظر عقدها بالمملكة المغربية من 10 إلى 16 يناير 2021 إلى السنة الموالية من جراء تفشي وباء كورونا، وفي الوقت الذي كنا نتأهب للإعلان عن الاستعدادات الجارية لتنظيم هذه الدورة في الموعد الجديد من 10 إلى 16 يناير 2022 باتفاق مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة في المغرب، وعلى بعد شهور قليلة من هذه الفترة المحددة تبينت من جديد صعوبة إقامة الدورة في موعدها الرسمي بسبب تفشي المتحور الجديد لكوفيد 19 “دلتا” الذي اجتاح العالم وأغلق العديد من المرافق الحيوية في الكثير من البلدان ووضع العديد من الدول، وخاصة العربية، فيما أصبح يطلق عليه بالمناطق الحمراء لانتشار الوباء مما أدى إلى فرض إجراءات احترازية جديدة تتمثل في الحد من التنقل بحرية بين الدول وإغلاق الفضاءات العمومية كقاعات العرض والإجتماعات إلى غير ذلك من التدابير التي يصعب معها ضبط وإحكام التنظيم وتوفير الظروف المناسبة للفرق والمدعويين وتيسير سبل المتابعة للجماهير المحبة للمسرح، كما جرت العادة في سابق الدورات.

وبعد التشاور مع الإخوة في وزارة الثقافة والشباب والرياضة في المملكة المغربية، وبعد استقصائنا للعديد من الآراء والمقترحات من مختلف المتتبعين والمهتمين والذين أكدوا جميعهم على الحرص على انعقاد المهرجان في ظروف تراعي صحة الناس وأرواحهم، وأمام عدم وضوح الرؤيا بخصوص انحسار الوباء، تعلن الأمانة العامة للهيئة العربية للمسرح، بكل أسف وحسرة، عن تأجيل الدورة الثالثة عشرة من مهرجان المسرح العربي إلى موعد آخر  بحول الله، آملة أن يرفع عنا هذه الآفة ونستعيد حياتنا وأنشطتنا بكل حرية ودون قيود.

ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نرفع التحية عالية لوزارة الثقافة والشباب والرياضة في المملكة المغربية على انخراطها المتواصل للتعاون مع الهيئة العربية للمسرح واستعدادها الدائم لإنجاح كل التظاهرات المشتركة بين المؤسستين، إلى جانب تفهمها لهذه التأجيلات التي تعلو على إرادة الجميع.

وتأثيرا بالظروف نفسها التي عطلت إقامة مهرجان المسرح العربي مطلع سنة 2022، أصبح من الصعب إقامة المهرجانات الوطنية للمسرح التي تنظمها الهيئة العربية للمسرح في كل من البحرين، الأردن، المغرب، فلسطين، موريتانيا، السودان، لبنان، العراق واليمن خلال السنة الجارية 2021 وترحيلها إلى العام القادم 2022 بإذن الله، إذا كانت الظروف الصحية مواتية في تلك الدول.

ونحيي بهذه المناسبة الجهود المبذولة من قبل كل الجهات الشريكة من وزارات الثقافة ونقابات فنية وكل المسرحيين في الدول المعنية لاستمرار هذه المهرجانات ونعبر لهم عن أسفنا لهذا التأجيل الذي لن يحبط عزائمنا وستكون فرصة مواتية لنا من أجل التقييم والمراجعة وتطوير هذه المهرجانات تنظيميا ولوجيستيا وتوفير الشروط الملائمة للمبدعين لتجويد منتوجهم المسرحي لتحقيق الأهداف والغايات التي وجدت من أجلها.

والأمل معقود أن تنجلي هذه السحابة في أقرب الآجال وأن يكون الموعد الجديد للدورة الثالثة عشرة من مهرجان المسرح العربي ثابثا، وأن تنعقد المهرجانات الوطنية للمسرح في الأوقات المحددة لها. ورجاءنا كبير أن نتسلح جميعا، هيئة وشركاء ومسرحيين، بالعزيمة والتحدي والإصرار لدحر الوباء والتطلع للأفضل ورفع راية أبي الفنون عاليا ولاشيء غير ذلك مسترشدين بمقولة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي “نحن كبشر زائلون ويبقى المسرح ما بقيت الحياة”

عشتم وعاش المسرح

الثلاثاء، 5 أكتوبر 2021

البيان الختامي للجنة الحكم واعلان الجوائز لمهرجان ينابيع الشهادة المسرحي الوطني الثامن في بابل

مجلة الفنون المسرحية 
 البيان الختامي للجنة الحكم واعلان الجوائز 

تشكلت لجنة الحكم لمهرجان ينابيع الشهادة المسرحي الوطني الثامن الذي اقامته نقابة الفنانين فرع بابل للمدة من 1 - 4 / 10 / 2021 تحت شعار ( الحسين صوت الاحرار وعنوان الابداع ) .. تشكلت اللجنة من الذوات :
الفنان الدكتور محمد حسين حبيب - رئيسا 
الفنان احمد عباس - عضوا 
الفنان بيات مرعي  - عضوا 
الفنان رائد محسن - عضوا 
الفنان ابراهيم حنون - عضوا 
في الوقت الذي تتقدم فيه لجنة الحكم بتقديم الشكر والتقدير الى كافة المشاركين في المهرجان والجهات الداعمة والمساندة له ، تود اللجنة التاكيد على الملاحظات التالية : 
اولا : عمدت لجنة الحكم مضطرة ومن اجل احقاق الحق والموضوعية ، عمدت الى استبعاد عرض مسرحية ( الاشارة ) لفرقة جامعة بابل ونقابة الفنانين في بابل ، استبعاد هذا العمل من جوائز المهرجان وذلك للاسباب التالية : وهي ان العمل سبق وان تم عرضه في المهرجان نفسه ، عام 2016 اي في مهرجان ينابيع الشهادة ينابيع الشهادة المسرحي الوطني السادس والذي أقيم للمدة من 26 – 18 / 11 / 2016 لكن بعنوان اخر هو ( انعاش ) باسم نقابة الفنانين بابل وجمعية الفنان الحر الثقافية ، تم الغاء جمعية الفنان الحر ووضعت فرقة جامعة بابل مع  اضافات طفيفه جدا على شكل العرض تحددت في قنينتي الاوكسجين فقط .. وكان حينها مثبت التاليف باسم ميثم راضي والاشارات النصية ل اطياف رشيد ، سيناريو واخراج – محمد زكي ابو شادي وايضا بنفس الممثلين باستبدال يوسف السياف ب اصيل عساف ، فعمل المخرج اليوم في هذا المهرجان 2021 الى تغيير عنوان المسرحية من ( انعاش ) الى ( الاشارة ) واضعا تاليف اطياف رشيد ، من دون الاشارة هذه المرة الى ميثم راضي ، وقدمه بذات الاخراج نفسه والديكور والاضاءة والمؤثرات الصوتية ونفس الممثل مع بديل اخر للممثل الثاني رغم بقاء صوت يوسف السياف نفسه مسجلا في المؤثرات الصوتية .. وكنت انا حينها رئيسا للجنة الحكم ايضا ومنح العمل حينها جائزة في المهرجان السابق ، ان لجنة الحكم اليوم لا اعتراض عندها اذا كان العمل معروض سابقا في مكان اخر او مهرجان اخر او اكثر ، لكن المشكلة انه معروض في المهرجان نفسه لا غيره . .. لهذه الاسباب تم استبعاد العرض عن التقييم وعن جوائز المهرجان حفاظا على مهنية التعامل موضوعيا والتاكيد على مصداقية الفن ومصداقية سلوك الفنان لا سيما الشباب منهم . 
ثانيا : اصبح من الثابت والمعيب حقا ، في مهرجاناتنا المسرحية العراقية الاشارة وفي كل مهرجان الى فداحة الاخطاء اللغوية والنحوية المنبعثة من المنطوق الحواري للممثل والشيء نفسه تكرر في اغلب عروض هذا المهرجان مع الاسف . 
ثالثا : غياب المتن الحكائي في اغلب في اغلب عروض المهرجان او حتى محاولة القبض على طرفي الصراع من قبل المتلقي ، وهذا الغياب يدافع عنه البعض تبريرا وتسويفا بوصفه عرض مسرحي يضعونه في خانة ما بعد الحداثة او ما بعد بعد الحداثة ، وما ذلك الا وهما من اوهام الحداثة وما بعدها . 
رابعا : تزايد الثرثرة الزخرفية لحشر العلامات والملحقات المسرحية المبالغ فيها هي ليست في صالح العرض مطلقا ، بل هي ممكن ان تجعله مشوشا وقلقا ، وهذ التشوش والقلق ينسحب حتما على ذائقة التلقي فيميتها . 
خامسا : اشرت لجنة الحكم الحضور الضعيف جدا للعنصر النسوي وهذا يؤثر سلبا في القابل من السنوات على تقديم العروض واختيار النصوص المسرحية المهمة من قبل المخرجين والمتوفرة على عناصر نسائية . 
نتائج المهرجان ( الجوائز ) : 
اولا : الشهادة التقديرية الخاصة وقد منحت الى : ( الفنان جبار مشجل ) و ( الفنانة ابتهال سميسم ) 
ثانيا : جائزة افضل نص مسرحي في المهرجان .. ترشح لها نص مسرحية القمر الاخير ، و نص مسرحية مرثية الانتظار ، وقد ذهبت الجائزة الى نص مسرحية ( القمر الاخير ) تاليف دخيل العكاشي 
ثالثا : جائزة افضل سينوغرافيا .. ترشح لها مسرحية مرثية الانتظار و مسرحية حلم منتصف ليلة العرض .. وقد ذهبت الجائزة الى مسرحية ( حلم منتصف ليلة العرض ) 
رابعا : جائزة افضل ممثل لدور رئيس ، وقد ترشح لها الفنان عبد حبيب الخفاجي و الفنان كرار جاسم .. وقد ذهبت الجائزة الى الفنان (عبد حبيب الخفاجي ) عن دوره في مسرحية موت اليعاسيب 
خامسا : جائزة افضل ممثل لدور ثانوي ، وقد ترشح لها الفنان الشاب صادق رزاق و الفنان الشاب سجاد الساعاتي ... وقد ذهبت الجائزة الى الفنان الشاب ( سجاد الساعاتي ) عن دوره في مسرحية حلم منتص ليلة العرض 
سادسا : جائزة افضل ممثل واعد وقد منحت الى الفنان الشاب ( محسن حيدر ) عن دوره في مسرحية ( القمر الاخير ) 
سابعا : جائزة افضل مخرج مسرحي : وقد ترشح لها الفنان مسلم باسم عن اخراجه لمسرحية منتصف ليلة العرض و الفنان علي مجيد عن اخراجه لمسرحية ( باب الوجود ) ... وقد ذهبت الجائزة الى المخرج ( علي مجيد ) 
ثامنا : جائزة افضل عرض متكامل فذ المهرجان : وقد منحت الى عرض مسرحية ( موت اليعاسيب )  تاليف قاسم فنجان و اخراج جواد الساعدي – فرقة نقابة الفنانين في صلاح الدين .

الأحد، 3 أكتوبر 2021

مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى يكشف عن أسماء لجنة مشاهدة واختيار عروضه

محلة الفنون المسرحية 
مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى يكشف عن أسماء لجنة مشاهدة واختيار عروضه 

كشفت إدارة مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابي برئاسة الفنان والمخرج مازن الغرباوي ، عن أعضاء لجنة مشاهده واختيار العروض للدورة السادسة للمهرجان والتى من المقرر انطلاقها شهر نوفمبر المقبل بمدينة شرم الشيخ . 

وقد تشكلت اللجنة من : الفنان  أمير صلاح الدين ، الدكتورة  إيمان عز الدين ، الفنان  إيهاب فهمى ، الدكتور شوكت المصري ، والناقدة هند سلامة واللجنة تجمع تخصصات كثيرة من أجل الاختيار الأمثل للمشاركة بالمهرجان ، وقد انتهت اللجنة من عملها وسيعلن خلال المؤتمر الصحفي عن أسماء العروض المشاركة . 

وقد شهد المهرجان إقبالاً كبيرًا علي المشاركة بدورته السادسة من مختلف دول العالم ما بين عروض مصرية وعربية وأجنبية، حيث تقدم 302 عرض مسرحي لمسابقاته المختلفة   " العروض الكبرى ، المونودراما ، الشارع والفضاءات غير التقليدية "  

يذكر أن المهرجان يرأسه شرفيا النجمة الكبيرة سميحة أيوب ورئيس اللجنة العليا الفنان الكبير محمد صبحي ويقام تحت رعاية الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة واللواء أركان حرب خالد فودة محافظ جنوب سيناء، وستنطلق الدورة السادسة من المهرجان في نوفمبر 2021 بمدينة شرم الشيخ.

نقاد وفنانون يناقشون الكتابة المسرحية نقاد وفنانون يناقشون "الكتابة المسرحية فى الألفية الثالثة"

مجلة الفنون المسرحية 


نقاد وفنانون يناقشون "الكتابة المسرحية فى الألفية الثالثة" بالقومى للمسرح المصرى

السبت، 2 أكتوبر 2021

هـل المسرحیون المغاربة أُقْـبـِروا ؟ نـجیب طــلال

مجلة الفنون المسرحية


هـل المسرحیون المغاربة أُقْـبـِروا ؟

مبدئيا؛ فالذي فرض هاته المقالة ( الاستحضار المعلن) طبيعة الصمت المريب؛ واللامبالاة المقيتة . من لدن من كانوا يملؤون الساحة المسرحية ضجيجا ويناورون هنا وهناك ؛ ويستقطبون هَـذا وذاك ؛ لكي ينضم للفصيل ( النقابي) أو (اللوبي) وينظمون لقاءات من أجل التزلف لجهة معينة؛ كل هذا على باسم ( المسرح) ولكن تبين أنه سواء أكان المسرح أم لم يكن؛ فالأمر سيان. أكيد ولا  خلاف: فمنذ ظهور فيروس كورونا الذي حول العالم إلى جحيم ؛ وتغـَيرت معالم حياتنا ونظام عيشنا ؛ طوال النهار إلى يوم تمظهر سلالة جديدة لهذا الفيروس العجيب ؛ الذي شل إلى حد ما عجلة الاقتصاد الوطني والدولي ؛ وأوقف عدة أنشطة ومهـن وحـرف. لكن على الأقل ؛ أن يبقى حضور المسرحي في واجهة الأحداث؛ تعبيرا وكتابة وإبداعا؛ مما يطرح السؤال. هـل المسرحيون المغاربة أقـْبروا؛ ولم يعُـد لهم هَـسيس حتى ؟ مقابل هذا السؤال؛ هنا وهناك صرخات ونداءات واحتجاجات محلية ووطنية لعمال وأرباب الحمامات وممولي الحفلات وأصحاب القاعات الرياضية وغيرهم . وبالتالي كنا نسمع ضجيجا وهمهمات إبان الدعم الاستثنائي ! هَـذا يعني أن الحضور والبلبلة والمساومات والتحركات والمقالب بين هَـؤلاء وهَـذا ؛ وهؤلاء بالمؤسسات…… له علائق بالجانب المادي؛ ولكن هاهي الوضعية الاحترازية لازالت سارية المفعول: فهل توفي فنان سواء ( أكان ) موسيقيا / مسرحيا / سينمائيا / مطربا / …./ من جَـراء الجوع ؟ هَـل تشرد فنان ( ما ) وأمسى عرضة للشارع من جراء عَـدم استخلاص سومة الكراء؟ هل تم اعتقال فنان ( ما ) جراء عدم استخلاص النفقة على طليقته إن كان مطلقا( وما أكثرهم) هل توقفت أجرة فناني خريجي المعهد ؟ لا شيء وقع إلا لبعض عفيف النفس؛ والذين يخجلون من السؤال. وهاهُـو الوضع الثقافي/ الفني؛ كأنه موجود وهو أصلا غير موجود من خلال أنشطته وحركيته المسرحية ، وتفاعله بالنقد والدراسات والمقالات؛ فحتى المواقع الثقافية ( العربية) لا وجود لكتابة / دراسة / مقالة / خربشات/ تتعلق بالوضع المسرحي في المغرب؛ وكيف يمكن صناعة فرجة بديلة عبر المسرح الرقمي وتفعيل الوسائط الإجتماعية؛ ناهينا عن ثلاث مواقع تعنى بالشأن المسرحي والإبداعي( مساحات مسرحية/ الفنية/ الفرجة) تعيش جفافا أو بالأحرى موتا ملموسا في العطاء والإنتاج الفكري/ الإبداعي. فالمسرح لا يقتصر على إنجاز عرض ( ما ) بل كل المكونات الفكرية والثقافية والعلائقية لها تقاطع بالمسرح كروح فاعلة ومنتجة كنسيج منسوج بشكل تركيبي؛ وبناء عليه فالمسرحي بشكل عام سواء أكان ممارسا أو ناقدا أو متعالما أو مهتما يبقى مسؤولا عن التحنيط الذي يعيشه مسرحنا؛ بحيث المسرحي لا يميز بين الواقع والخيال؛ فحياته الحقيقية متداخلة بين المتخيل بالمحسوس ؛ واليومي بالمستقبلي ؛ ليزيح الغموض عن بؤس الحياة ومعاناة الإنسان. وهكذا كان المسرحي وما يزال وسيبقى. لأن في عرف القضية فالمسرحي مهما كان مستواه يبقى شعلة منيرة فضاءات الثقافة والإبداع .

لكن ؛ فالإشكالية التي سقط فيها المسرح ( في المغرب) التهافت الفاضح على المال الذي حول الفن/ الإبداع إلى سمسرة ؛ والمسرحي إلى رقم من أرقام البورصة ! فمن البدهي أن سوق الدلالة حينما يُغلق؛ يخرس ( الدلال) عـن تبريحه في السوق. ولم يعُـد أحد يقاسمه نفس الحركية والتعامل ، ونفس حالة البيع والشراء ، ونفس الموقف من الثمن المطروح . ربما هانا نبالغ بعض الشيء؛ ولكن إذا أكدنا بأنه خلال أسبوعين من هذا الشهر ( شتنبر2021) مسرحيين سقطوا بين التهميش والموت ؛ والبعض رحل إلى دار البقاء ك [ التهامي الوردي المعْـروف ب[ بوشعيب / وجدة ] و [ الحاج محمود مـانـا / الصويرة ] و [ الشرقاوي البياض/ الرباط ]و[ شامة الـمودن/ آسـفي] و [ نورالدين الشاوني/ فاس] […] لا أحـد اهتم بوفاتهم  بشكل فعلي وجاد وذكر مناقبهم الإبداعية وتضحياتهم الجسيمة في المجال المسرحي/ الفني؛ فحتى المواقع المسرحية ( الثلاث) التي ذكرتها؛ لم تفكر حتى في وضع صورة بئيسة لبعض للراحلين ( عجائب) اللهم بعض الشذرات الفايسبوكية؛ التي لا تخدم صاحبها ؛ فبالأحرى المتوفى . ونعي مقتضب من إحدى النقابات في حق ( شامة المودن) ربما سيقول قائل: هاته الأسماء لا نعرفها ولم نسمع بها ؟ طبيعي أن نسمع مثل هذا القول؛ علنا أو هَـمسا. لأن الراحلون أساسا من الجيل الثاني؛ والجيل الثاني بعض منهم لازالوا أحياء؛ ويعرفونهم حق المعرفة ؛ ولكـنهم ملتزمين الصمت؛ غائبين؛ لكنهم يترقبون من الفصيل السياسي الذي ستسند له حقيقة وزارة الثقافة ؟ بعْـد الانتخابات الجهوية والتشريعية ببلادنا؛ لأن لجَـن الدعم توقـفت ! والتهافت على الدعم كذلك توقـف ! توقفت المهرجانات والأنشطة (اللوبية) ! وتوقـفت السفريات للخليج ! والمساهمة في أنشطة الهيئة العربية للمسرح !  وتوقف الدعم السري لبعض الأحزاب لبعض النقابات ( الاحترافية) ! وتوقفت التعويضات من بعض المجلات/ الصحف ! وبالتالي فليمت ( أي) كان؛ لأنه من بين المسلمات فالمال مهما كان قـَدره واخترق الوسط الفني والإبداعي بشكل سافر وغير مبرر؛ من البدهي ستنعدم الأخلاق وتجف العاطفة ؛ رغم أن الفنان عاطفته جياشة؛ ولكن يتبن عبر الواقع أن (( المسرحي)) الذي يمارس التهميش والإقصاء ضمني في حق رفاقه وأصدقائه، وبتواطؤ ضد مصالحهم؛ رغم التضحيات والعطاء الذي يقدمه ( أي) فنان في المشهد الإبداعي/ الثقافي ، وخاصة (  أولئك) الذين يعملون في الظل وبعيدين عن اللوبيات والسماسرة والانتهازيين , وما أكثر الذين عاشوا الإقصاء والتهميش وهضم حق الاستمرارية  أو عرقلتها بشتى الطرق، قبل أن ينزل طير الموت ليخطفهم لدار البقاء ؛ فإذا نظرنا للمتوفين ماذا قدموا للمشهد المسرحي بعجالة ، سنكتشف المفارقات العجيبة في بلاد العجائب أننا نمارس الاقصاء والتهميش فيما بيننا في الوسط الفني والابداعي الى حد الاغتيال الرمزي ؛ فالفنان( بوشعيب/ من المؤسسين الأوائل للمسرح الشعبي بمدينة وجدة رفقة فاروق عطية/ بلعيد أبو يوسف /  بنيونس الفيلالي/ ميمون بوطيب/ له أعمال متميزة منذ بداية (1959) ولقد ساهم في تفعيل ودعم  المسرح بمدينة [ أوطاط الحاج ] مسقط رأسه ؛ علما أنه يعتبر ذاكرة المسرح الوجدي خاصة والمغربي عامة.  وبالمناسبة أصيب بضعْـف حاد في البصر؛ فتم إعلان نــداء اســتـعــجـالـــي” إلى كافة الإخوة المسرحيين والفنانين بمدينة وجدة . وذلك في شهر فبراير ـ2018  – (من أجل إجراء عملية على مستوى العينين .) هل تحقـق النداء؟ نتمنى أن نتلقى جوابا ؛ من لدن أحد المسرحيين الوجديين. رغم أن المعني بالأمر؛ لقد توفي رحمه الله .لأن المعضلة فالذين يدعون التوثيق للمسرح المغربي لا يعرفونه ولم يتصلوا به من أجل ( الاستئناس) به أو دعمه ! لأنه من طينة أهل الظل؛ نفس الطينة عاش فيها ( الشرقاوي البياض) أحد الأطر الفعالة والقوية في وزارة الشبيبة والرياضة ؛ وتحديدا بدار الشباب علال الفاسي بالرباط وقاعة ( سوميه) في زمانها تشهد على ذلك؛ علما أنه من الأوائل الذين اشتغلوا مع الراحل الطيب العلج في فرقته؛ وانسحب ليعانق شق الهواة بمدينته؛ وخاصة جهة يعقوب المنصور. فحتى وجوده كان في الفايس بوك خجولا ؛ يزن الموضع في موضعه؛ والحرف بميزانه ؛ أما قيدوم المسرحيين بمدينة الصويرة الراحل( مانا ) فأول من عَـرف للعالم الخارجي مدينة الصويرة مسرحيا؛ رغم أنه كانت هناك (جمعية الرجاء المسرحي) في الأربعينات؛ ورغم أن الراحل الطيب الصديقي من أبنائها لم يعرفها كما عرفها ( الحاج مانا ) قبل أن ينظم أول ملتقى مسرحي بشروطه الموضوعية سنة1978 قبل ملتقى الإتحاد الإقليمي لمسرح الهواة ( أكادير) وغيره ؛ وهو أول من نظم ليالي كناوة ؛ وبحرقته المسرحية؛ وهوسه المطلق؛ والغريب أنه الوحيد الذي ظل منذ سنين وهو يطلب بإنشاء قاعة للمسرح بالمدينة؛ وذلك من خلال جمعية أسوار؛ ومن خلال الإتحاد الإقليمي لمسرح الهواة الذي كان رئيسه قبل وفاته ؛ أما الراحلة (شامة المودن) تعتبر رائدة  وأول فتاة اقتحمت المسرح بأسفي؛ مع جمعية هواة المسرح سنة1969 وساهمت بوقتها وجهدها؛ ولقد ظلت وفِـيَّة للمسرح حضورا رغم اهتمامها بالرسم والشعر والزجل؛ وعلى ذكرهذا الأخير فشامة تلتقي مع الشرقاوي في صقل الحرف ومعاني الكلمات؛ أما الرسم فالرحل( مانا / يلتقي مع الراحل نورالدين الشاوني)هذا الاسم كان له حضور متميز وذو قيمة إبداعية خلاقة ، في فضاء مدينة فاس منذ (1973 ) مع جمعية التجديد المسرحي؛ ليتطور فيما بعْـد بعطائه الفني وصقل موهبته مع الإتحاد الفني/ جمعية الشروق؛ ليستقر على تأسيس جمعية ( النداء المسرحي) التي قدم فيها الشيء الكثير من الأعمال المسرحية؛ للعلم رغـم شهادته الجامعية ظل معطلا؛ لا يستعطف أحدا ولا يطرق أبواب المسؤولين ؛ ولا يشتكي من هول أيامه ، بل استعطف آلته التصويرية ( فيديو) التي كانت هي دخله اليومي؛ وكذا لوحاته الفنية الرائعة ؛ التي تزخر بها بعض الدور والمطاعم الفاسية ؛

 فلماذا أثرت هذا( ونعلم مسبقا؛ أن بعض القراصنة؛ سيأخذون هاته المعلومات؛ وسينسبونها لأنفسهم) لنكتشف أن هنالك رجالات كانوا مبدعين وأتقياء؛ مقابل هذا هناك قلة مروءة واعتراف بالآخر؛ لأننا ضد أنفسنا ؛ ومن له رأي آخر فليدلي به؛ ولا يتحفظ ؛ لأننا سنعيش سويا في مجتمع رقمي؛ كل شيء سيصبح مفضوحا مكشوفا أكثر مما نحن عليه الآن …..

                                                                                  

الجمعة، 1 أكتوبر 2021

جماليات المسرح البديل

مجلة الفنون المسرحية 


جماليات المسرح البديل

عيد عبد الحليم - مسرحنا

تشهد الحركة المسرحية في مصر الآن ازدهارا من نوع خاص، يقوم على أفق تجريبي من خلال مجموعة من شباب المؤلفين والمخرجين والممثلين والفنيين، الذين يحاولون إثبات النظرية القائلة بأن “المسرح ضرورة ومتعة في آن واحد”.

وهذا التجريب ليس ضربا في الفراغ أو شكلا هلاميا بل هو مراوحة بين الواقع والرؤية، من خلال بث روح التمرد الفني على خشبة المسرح ولاستنطاق جماليات النص المكتوب، من خلال ابتكار طرق جديدة في الأداء المسرحي والديكور والسينوغرافيا والإضاءة وغيرها من الأدوات المسرحية.
ولعل هذه الطفرة هي ما جعلت أحد كبار كتَّاب المسرح العربي وهو الراحل ألفريد فرج يقول في أحد الحوارات التي أجريت معه “بأن المسرح المصري يمر ـ الآن ـ بأفضل فتراته” على الرغم من وجود فترة تاريخية مهمة للمسرح وهي حقبة الستينيات التي شهدت مسرحيات يوسف إدريس وعبدالرحمن الشرقاوي ونجيب وسرور وميخائيل رومان ومحمود دياب.
وعلى ما أعتقد أن هذا التميز أتى من وجود مجموعة من الفنانين الذين استفادوا ـ كثيرا ـ من المنجز المسرحي العالمي والعربي وأرادوا أن يدخلوا الإنسان بجوهره وخارجه، بجسده وروحه وقضاياه الاجتماعية والسياسية والنفسية داخل بنية العرض فأصبحت لغة الشارع والمهمشين وأحلام البسطاء وأغانيهم هي ما يؤطر لغة الأداء ويضفي أبعادا شعبية على الديكور والسينوغرافيا، فكأن “يد الله أدخلت ـ هؤلاء ـ في التجربة” على حد تعبير الشاعر الراحل أمل دنقل.
ونرى عبر هذا التلاحم والتمازج والتقارب بين ما هو عام وما هو خاص أشكالا متنوعة للتعبير تتراوح بين المسرح الجسدي الذي يعتمد أعلى الأداء الحركي للممثل مع تنحية البعد الصوتي والخطاب اللغوي، حيث تتحول مركزية الحضور المسرحي من اللغة الكلامية المنطوقة إلى مسرحة الجسد وحده عبر أداء ارتجالي أحيانا، أو عبر نص مؤلف في أحيان أخرى.
وتأخذ هذه اللغة الحركية شرعيتها من تعبيرها عن العقد السيكولوجية التي يحياها الإنسان في العصر الحديث، وتأتي من خلال طريقتين للأداء إما بالرقص أو الإيماء كبديل موضوعي عن لا جدوى اللغة المنطوقة.
وبين الإطار الثاني للتجريب وهو “المسرح تحت الأرض” أو “مسرح مترو الأنفاق” “مسرح المقهورين” حسب تعبير “أوجيبتسو بوال” الذي يهدف من وراء نظريته هذه أن يكون العرض المسرحي تظاهرة تجعل من المتفرج عنصرا أساسيا وفاعلا في بنية الأداء المسرحي فالجمهور يشاهد المشكلة التي يطرحها النص، وتتماس مع واقعه الاجتماعي والسياسي والاقتصادية ويتدخل ـ في أحيان كثيرة ـ لإيجاد حلول مرتجلة تتوازى مع النص المعروض تكون عبارة عن مشاهد متداخلة يشارك فيها المتفرج، وهي طريقة أعتمد عليها كثيرا “بيتر بروك” في أعماله المسرحية المختلفة، بحيث يصبح الحدث في مواجهة الجمهور وجها لوجه في مرآة واحدة ينظر كل منهما للآخر فيما يمكن أن أطلق عليه “أنسنة الحدث” أو “حدث الأنسنة”.
وهي طريقة في الأداء تستكشف مناطق جديدة في الكتابة والاقتراب من ثقافة الآخر، من خلال حشد عدد هائل من الوسائل الفنية المتناقضة التي يكون الهدف منها في الأساس التودد إلى المتفرج لكي يكون مشاركا في العمل الدرامي.
وعلى حد تعبير بيتر بروك “المشكلة ترجع مرة أخرى إلى المتفرج: “هل يود أن تغيير في شروطه؟ هل يود أن يغير شيئا في نفسه في حياته؟ في مجتمعه؟، إنه بحاجة إلى الأثر الذي يخدش، وإلى أن يبقى هذا الأثر ولا يزول”
***
وإذا كان المسرح ـ عبر تاريخه الطويل ـ قد أعتمد على عنصرين فنيين في التجديد هما تنوع طرق الأداء التعبيري وعملية التلقي المتصاعد من قبل الجمهور مما نتج عنه سقوط الحواجز في علاقة تبادلية أنتجت أنساقا جديدة تعتمد على مسرحة فضاءات جامدة مهملة لم تكن مستخدمة من قبل في العرض المسرحي من أجل تثوير الوعي الغائب وإعطائه إمكانيات للحضور لم يأخذها في فترات سابقة، مع تكثيف الجانب الهامشي وإدخاله في متن العمل الفني لتصل في النهاية هذه العملية إلى المراوحة بين ما يريده الضمير الجمعي والوعي بآليات الفن، وتأتي هذه المراوحة من خلال كسر الثنائية المركزية للنص “الكلام والجسد” وهي ثنائية كانت تعطي للنص المكتوب الأولوية الأولى نظرا لأن المسرح ـ عرف منذ نشأته ـ بأنه “فن تقديس الكلمة”، وكان الفعل الحركي/ الجسد ـ رغم أهميته في إنتاج الدلالة هامشيا ومحفوفا بالمخاطر، وإن عُبر عنه ـ كما في المسرح التجاري ـ على سبيل المثال ـ كأداة للعرض والاستهلاك، وهو مفهوم ظهر منذ بداية السبعينيات نظرا لسيادة الثقافة الاستهلاكية وتغليب كل ما هو مادي وتغييب كل ما هو قيمي وروحي، ومن هنا أصبح الجسد الاستهلاكي بطلا لكثير من العروض.
وقد بات أمرا ملحا إيجاد علاقة توافقية تعبر عن المسكوت عنه في هذه الجدلية الشائكة، مع المحاولة بالخروج بالجسد من دائرة الاستهلاك إلى دائرة الأداء الحركي المعبر عن عذابات الإنسان المعاصر ضد قوى الهيمنة الخارجية وسطوة الآخر، من أجل إيجاد مساحة للذات أن تبوح بمكنوناتها. وأصبح تفتيت النص مقابل تكامل الدلالة هو الأهم في إنتاج مسرح بديل مختلف يتحرر من مركزية التقنية الفنية ليطرح أشكالا مغايرة تتضافر فيها أطروحات سياسية واجتماعية ووجودية.

جماعة المسرح الحر
وإذا كانت فكرة المسرح الحر قد بدأت في مصر مواكبة لثورة يوليو 1952 كنتاج طبيعي للتغييرات الهيكلية في بنية المجتمع المصري، فقد تكونت أول فرقة في سبتمبر 1952 وهي “فرقة المسرح الحر” التي أسسها مجموعة من خريجي معهد الفنون المسرحية كان من بينهم “سعد أردش وإبراهيم سكر وكمال ياسين وعبدالمنعم مدبولي وصلاح منصور وتوفيق الدقن وزكريا سليمان وغيرهم” بعد أن رفضت الفرقة القومية أفكارهم الجديدة نتيجة سيطرة الفكر الفني الكلاسيكي على معظم أعضائها في ذلك الوقت.
وقد ذهبت الفرقة إلى تقديم عدة أعمال اتسمت بالوطنية ـ في البداية ـ مثل “الأرض الثائرة”، و”الرضا السامي” عام 1953، وفي محاولة منها لاستلهام مفردات الواقع الاجتماعي في مصر قدمت عدة مسرحيات اجتماعية تختلف في أدائها عن الميلودراما التي روجت لها الفرقة القومية وبعض الفرق المسرحية الخاصة آنذاك.
كانت تلك المحاولات إيذانا وتمهيدا لميلاد حركة مسرحية جديدة مغايرة ظهرت نتائجها بعد ذلك في الستينيات التي أرى أنها أعلى فترات إنتاج النص المسرحي في تاريخ المسرح المصري عامة بداية من مسرحيات الفصل الواحد التي كتبها نعمان عاشور مثل “عفاريت الجبانة” و”صوت مصر” لألفريد فرج و”معركة بورسعيد” لعبدالرحمن خليل، ثم المسرحية السياسية والاجتماعية التي برع فيها يوسف إدريس وميخائيل رومان ومحمود دياب ولطفي الخولي، والمسرح الشعري عند صلاح عبد الصبور وعبدالرحمن الشرقاوي ونجيب سرور وإن جاء عند الأولين مستمدا جذوره من التراث الإسلامي والصوفي، وعند الأخير من الموروث الشعبي.
وكانت هذه المحاولات خروجا عن المعيار الكلاسيكي الذي أرسته “الفرقة القومية المصرية للتمثيل” التي تأسست عام 1935 ـ وكانت أول فرقة تدعمها الدولة ـ وكان أول عروضها مسرحية “أهل الكهف” لتوفيق الحكيم، وقد لاقت عروضها استحسانا من كبار المثقفين أمثال طه حسين، وجاء هدفها الأساسي إعلاء لشأن النص المكتوب على حساب فنون الأداء حيث جعلت من النص مطلقا لا يجب المساس به، في مقابل تهميش الفعل المسرحي وجعله نسبيا.
وقد عانى فن التمثيل المسرحي في مصر ـ على حد تعبير د. نهاد صليحة ـ وخاصة في حالة المرأة من هذه “الشيزوفرينية” إلى فن المسرح فتحول التمثيل المحترم أو “الجاد” إلى نوع من الخطابة، وكان على الممثلة المحترمة أن تلتزم بشفرة تعبير جسدي محدودة ومقيدة ساهمت في فرضها طبيعة الأدوار المفروضة عليها، والتي كانت تختزلها في العادة إلى فكرة أو رمز أو نمط اجتماعي.
وقد ظلت فكرة “المسرح المحترم” مرتبطة بمنظومة أخلاقية ذكورية النزعة، أخذت بالأداء المسرحي إلى حالة من الإقصاء الفني، مما أوجد فنونا بديلة أوجدت مجالات إبداعية لإخراج الطاقة الجسدية للمرأة مثل الرقص الشرقي، كبديل غير موضوعي على اعتبار أن الراقصة في الكباريه في ذلك الوقت ـ كانت رمزا للخلاعة والجون.
وهذه النظرة ـ غير العادلة ـ هي بنت النظرية الأرسطية الكلاسيكية التي ترى المرأة كشخصية درامية، بأنها من ضمن “فئة تابعة متدنية”، وقد أخذ المسرح العربي في بدايته بتلابيب تلك الثقافة الأبوية الجاحدة التي ترى العالم بعين واحدة، والتي تكرس للسلطة الماضوية على الحاضر وهي بنية لا تاريخية تناهض التغيير على حد تعبير عابد الجابري، ولعل تضافر بعض الظروف السياسية والثقافية هي ما حولت تلك النظرة، ووسعت من قماشة التلقي والحرية على خشبة المسرح مع ثورة يوليو وهي كما يراها الناقد فاروق عبدالقادر في كتابه “ازدهار وسقوط المسرح المصري” “تلك السماحة التي ميّزت النظام الناصري في سنواته الأولى، والطابع التقدمي العام الذي طبَعَ الثقافة المصرية حتى أوائل الستينيات”.

ثقافة الاستهلاك
وقد انطفأت جذوة المسرح المصري خلال حقبة السبعينيات كما انطفأت فنون كثيرة نظرا لما أسلفنا ذكره عن سيادة ثقافة الاستهلاك وتحول الدولة من النمط الاشتراكي إلى النمط الرأسمالي الذي يعلي من قيمة الفرد مقابل تهميش الجماعة، مما جعل كثير من الكتّاب يلوذون بالصمت والعزلة حتى الموت كما حدث لمحمود دياب أو الاغتراب والسفر خارج البلاد كما حدث لنجيب سرور، أو التحول إلى فن كتابي آخر مثل يوسف إدريس الذي تحوّل إلى كتابة القصة والمقال الصحفي هاجرا الكتابة المسرحية إلى الأبد.
وقد جاء هذا الانحسار نتيجة لانحسار المد الثوري مقابل تنامي ثقافة الميكروباص والمسرح التجاري التي جاءت لتضخ تيارات من العبثية والعدمية كرد فعل لهزيمة يونيو 1967، وعلى فرض أن هذه التيارات قدمت فنا ما فإنه كان محكوما ـ في الأساس ـ بمنطق البيع والشراء، فلم يعد المسرح خدمة فنية وثقافية تهتم بالوعي بقدر تحوله إلى سلعة.
وفي هذا الكتاب محاولة لرصد تاريخ فرق المسرح الحر بأطرها التجريبية بداية من عام 1967 وحتى الآن والتي جاءت لتقدم فضاءات جديدة ومتعددة للأشكال المسرحية، ولكسر الحاجز الوهمي بين خشبة المسرح والجمهور، وكذلك حملت في تجربتها ملامح التمرد الفني بتقديم فرجة شعبية تستقي ملامحها من التراث الشعبي ومزجه بالتحولات المعاصرة مما أكسبها نكهة خاصة بما امتلكته من روح المغامرة.

طائر أنطوان تشيخوف وبندقيته بين الهنا والهناك / كريم رشيد

مجلة الفنون المسرحية 
طائر أنطوان تشيخوف وبندقيته بين الهنا والهناك 

غمرني شعور غريب لا يخلو من نشوة وسعادة وأنا أشاهد قبل أيام عرض الأفتتاح لمسرحية طائر البحر  يوم 18 من شهر سبتمبر2021  وأرقب رشاقة أداء االممثل الشاب ( الكسندر جوبيل  Alexander Jubell )  وهو يتألق في تجسيد شخصية تربيليوف وهو الدور نفسه الذي مثلته أنا عندما كنت شابا ، في المسرحية التي أخرجها المخرج العراقي المبتكر د. صلاح القصب وكانت واحدة من تجاربه الرائدة بأسلوبه الفني  المعروف بمسرح الصورة . طاف أمامي تيار من الصور رأيت فيه أصحابي أقبال نعيم ، ثورة يوسف ، خالد علي ، فارس دانيال ، ناصر طه والناقد المسرحي عواد علي الذي كان يرافق تلك التجربة عن قرب والفنان د.نجم عبد حيدر مصمم الديكور والأستاذة أمتثال الطائي مصممة الملابس ، وآخرون . ولهذا وددت ان أشارككم هنا هذا التجوال بين العرضين. 
كانت البداية هادئة كما هو معتاد في عروض المسرح السويدي ، جلس الممثلون أمام الستارة المغلقة في مواجهة مباشرة مع الجمهور الذي ملأ أحدى صالات مسرحنا البلدي في مالمو والتي تحمل أسم المسرح الحميم (   Intiman)  . ثم قادتنا تلك البداية الهادئة إلى مشهد من نمط ( مسرح داخل مسرح ) حيث نرى  نينا ، حبيبة كونستانتين تربيليوف ،  معلقة في فضاء المسرح محاطة بسحابة من الدخان فيما يمسك هو بالميكرفون ليخلق بفمه مؤثرات صوتية مرافقة للمشهد الذي أراد تقديمه لأمه الممثلة المحترفة أركادينا ولعائلته ليكشف فيه عن تطلعاته لنمط جديد من المسرح غير ما هو سائد ومألوف .
مائدة للعشاء الأخير .
 تُفتح الستارة الأمامية بعد ذلك لتجذبنا بقوة نحو فضاء جديد تظهر فيه ثلاث ثريات ضوئية معلقة فوق  طاولة طويلة وكراسي مختلفة وكأنها مائدة تم أعدادها على عجل لجلسة عائلية ودية لكنها بدلا عن ذلك تتحول إلى مائدة العشاء الاخير حيث البوح والمكاشفة المحتدمة أمام البحيرة التي هي صالة الجمهور ، فيما تنتصب ستارة بيضاء شفافة في الخلف لتحيط المكان كله وكانها أجنحة طائر النورس. 
في قسوة وعنف مفاجيء يدخل تربيليوف مخترقا ذلك الهدوء ممسكا بيده الطائر الذي أصابه ببندقيته ( وهنا نتذكر بالطبع الدرس التشيخوفي البليغ في الكتابة المسرحية والمعروف ببندقية تشخوف التي لا تُرى إلا في بداية المسرحية ثم يُسمع صداها في نهاية المسرحية ) ويلطخ وجه نينا بدمه وهو يردد :
 ساقتل نفسي بالطريقة ذاتها . وكأنه يريدها أن ترى عذابه الداخلي الذي لايراه احد.  مثله مثل هاملت يختطفه القلق والأحساس بالخذلان في مواجهة الطموح العالي الافق .
                                                                                       (Grotesque )
 وهنا تبدو ملامح غروتسكية واضحة لمشهد يريد أن يكشف عن العوالم النفسية المستترة لتربيليوف دون ان تبخل عبقرية تشيكوف على باقي الشخصيات بمساحة للكشف عن ذواتها بطريقة مكثفة لتكون معاناتهم موازية لمعاناة تربيليوف ، وهذا بعض ما يجعل من ذلك النص المسرحي  قطعة أدبية خالدة ومأساة كلاسيكية عميقة  رغم ان تشيكوف أراد لها أن تكون كوميديا .
في الفصل الأخير وبعد مرور سنتين من أحداث الفصل الأول يتحول احد أطراف الطاولة  إلى مكتب لتربيليوف وطرفها الآخر الى غرفة نوم وسرير للخال سورين  الذي بدى وكأنه يحتضر، لكن تلك الطاولة تظل تحمل ظلال وأثار المشاجرلت الحادة التي حفل بها الفصل الأول  لتذكرنا ان كل ما يحصل فيما بعد ما هو إلا تبعات لا فكاك منها لقصص محتدمة بعذابات العشق والعزلة والطموح المتقد والعلاقة المتأزمة بين تربيليوف وأمه الممثلة المسرحية المشهورة التي لم تقرأ ابدا شيئا من مما كتبه أبنها من نصوص . 
يلتقي تربيليوف بحبيبته نينا بعد سنتين ويكشف لها عن مقدار (( الحقد والكراهية )) التي أحس بهما بعد جفائها له ، حيث حرق صورها ورسائلها ، وهو بذلك لا يعبر في حقيقة الأمر إلا عن بؤسه وعزلته المتواصلة  التي تدفعه لاحقا لتمزيق كل ما كتبه من نصوص لينتحر شنقاً في عزلته فيما كان الآخرون منشغلين بلعب الورق .
 
الحب بوصفه طاقة حضور وغياب ! 
يقدم عرض المخرجة السويدية ايفا داهلمان (Eva Dahlamn) قطعة فنية رائعة عن فن العشق الذي يتحكم بحياتنا ويقودنا الى مصائر دراماتيكية ، عن العناد والفردية وسوء الفهم الذي يحطمنا ويحطم أحلامنا . تقول المخرجة  في كلمتها في دليل العرض ما معناه أن هذه المسرحية  تتحدث عن الحب بوصفه طاقة وأمكانية متاحة ولكنه أيضا غياب . فلطالما تغنى الأنسان بالحب عبر الشعر والغناء والموسيقى والرسوم وحاول أن يفهم ويشرح ويحلل معناه وفحواه . لكن لا البحوث ولا النماذج والأساليب السياسية والأجتماعية والدينية  ولا العلاجات الدوائية نجحت الى الآن بأن تفصح بوضوح عن ماهية طبيعته / مقتبس عن دليل العرض . 
ولهذا فقد صاغت العرض ليكون قطعة تشيخوفية عميقة الأنفعالات ومثيرة للتأمل ، وتضيف في كلمتها أنها تأمل أن العرض سيثير أحاسيس وأفكار المشاهد حول ماهية الحب فيغوص في تأملاته الفلسفية بعد أن يغادر المسرح وحيدا او برفقة من يُحب.

طائر القصب وبحيرة الأسرار . 
ذلك العرض السويدي الشفيف قادني الى أستذكار العرض الذي قدمناه في بغداد عام 1994 من أخراج المبدع المسرحي العراقي د.صلاح القصب حيث قدم فيه تنويعات جمالية للصورة البصرية تمحورت حول العوالم النفسية المعقدة لشخصية تربيليوف وأمه أركادينا والتي رأى القصب فيهما مستودعا معقدا من التركيبات النفسية جسدها في إنشطار كلا الشخصيتين ، ثم أحاطهما بمجموعة من الشخصيات التي بدت وكانها ظلال بنفسجية لهواجسهم وقلقهم ، وبذلك تبنى العرض وجهة نظر تربيليوف للعالم الخارجي ،  والتي تجسدت في أحالته حفرة المسرح الدائري الى بحيرة يرقد في باطنها كم كبير من لُقى متنوعة ، مغطاة بقماشة  شفافة زرقاء اللون ، بدت وكأنها سطح الماء الذي يغطي بحيرة اللاوعي تلك . وبذلك أستبدل العرض غرفة تربيليوف ومكتبه ببحيرة أو بالأصح جمع بين البحيرة بكل مدلولاتها في النص والعوالم النفسية للشخصية الرئيسية في المسرحية . ويبدو هذا تجسيدا حقيقيا لما يعبر عنه القصب نفسه بقوله في كتابه مسرح الصورة بين النظرية والتطبيق :  ((الصورة تستبدل شعر الحوار بشعر الفضاء وجمالياته ، وانها تعتمد على طقسية العرض المسرحي لهذا فان التشكيل الذي تعتمده وتوظفه هو سحر الطقوس والأساطير والميثولوجيا والرموز))
 فقد هيمنت البحيرة لا على التشكيل المكاني العام فحسب بل على خطوط الحركة فيه . ومن جانب آخر كانت  تكرارا أفقيا لدائرة أخرى أنتصبت عموديا في مركز الجدار الخلفي لحيز التمثيل وكانت مصنوعة من أطار حديدي دائري يتفرع الى خلايا تشبه شكل خلايا الدماغ البشري ( الديكور من تصميم الفنان نجم عبد حيدر ) .
 وبالرغم من ان الوحدة الفنية للمكان في هذا العرض كانت تميل الى كونها وحدة بسيطة غير معقدة ولا متناقضة بحكم هيمنة اللون الأزرق وخلو المكان من المفردات البنائية المتعددة التي تخلق التضاد في اللون والحجم والمادة والشكل ، وبالرغم من أحتكامه الى نظام توزيع المساحات التي يضمن تحقيق الوحدة الفنية وتحقيق سيادة العنصر المهيمن (البؤرة) على المكان ، وبرغم محافظة المكان في العرض على سكونه إلا انه لم يكف عن بث الأحساس بالحركة الداخلية الصاخبة الناتجة عن التناقض والتنافر الذي تعيشه الشخصيات . حافظت السياقات المكانية في هذا العرض على أستقرارها العام مما أنتج أيقاعا مكانيا ساكنا متوافقا مع أيقاع الأحداث طوال العرض ولغاية المشهد الأخير وهو مشهد انتحار (تربيليوف ) فترتقي المعالجة الأخراجية الى ذروتها ،  حيث دخلت جوقة ممثلين أضافها المخرج الى العرض لتمثل مجموعة من الرهبان والراهبات الملونة وجوههم وملابسهم وأياديهم  بلون واحد ليحملوا قطعة القماش الزرقاء التي كانت تغطي سطح حفرة المسرح الدائري من أطرافها ويسحبوها نحو المسطح الخشبي الذي يعلو البحيرة حيث كان  (تربيليوف) مستلقيا ، ويغطونه بها ، وكأنها قدرا عاتيا قاد الموت الى (تربيليوف) لا العكس . فاضت مستودعات اللاوعي ليموت فيها تربيليوف غرقا بدل ان ينتحر بأطلاق الرصاص على نفسه كما كان من المفترض أن يفعل حسب نص المسرحية . غرق منتحرا لا بألقاء نفسه في البحيرة بل بألقاء البحيرة فوقه . وما ان تغادرالبحيرة ، مكانها حتى تكشف  عن انها كانت مستودعا خفيا لعدد من المخلفات التي بدت علاقتها واضحة ب(تربيليوف) مثل الكتب ، آلة موسيقية معطلة ، صورة لشكسبير ، أوراق نص مسرحي ، قناع ، زجاجة مهشمة ، لوحة متهرئة للموناليزا ، حذاء قديم ، صور لمشاهد مسرحية ، كلها غاصت في خزانة اللاوعي التي نقفل أبوابها حتى تفيض فتغرقنا فيها.
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption