أختيار لغة الموقع
أخبار مسرحية
آخر المنشورات في صور
الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020
المسرح الوطني اللبناني يُطلق برنامج مهرجان أيام فلسطين الثقافية
مجلة الفنون المسرحيةالمسرح الوطني اللبناني يُطلق برنامج مهرجان أيام فلسطين الثقافية
أعلنت “جمعية تيرو للفنون” و”المسرح الوطني اللبناني” و”مسرح إسطنبولي” عن برنامج الدورة الثالثة من “مهرجان أيام فلسطين الثقافية” في الفترة الممتدة من 29 ولغاية 31 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري في المسرح الوطني اللبناني في مدينة صور، عبر تنظيم مجموعة عروض مسرحية وسينمائية وموسيقية.
كما سيشمل المهرجان ندوات ومعارض ومساحات للفنون التشكيلية وأمسيات شعرية، بهدف إظهار الثقافة والتراث الفلسطينيين، بغية الإسهام في الحفاظ على الهوية الفلسطينية وذاكرتها، وذلك بالعروض المباشرة وعبر الإنترنت بمشاركة فرقة معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، وفرقة كمنجاتي وبيت أطفال الصمود، وعروض الدبكة والفلكلور لمركز نقش للفنون الشعبية، ولفرقة يافا ونادي الكرامة، وتعرض مسرحيات “حب ع الرَف” لفرقة عشتار، و”ميرميّة” لفرقة مسرح الحارة، و”مغناة سفر” لمسرح مرايا، ومسرحية “صور من حياة غسان كنفاني” لفرقة مسرح الحرية، و”سابع أرض” لمركز سرب للثقافة والفنون، و”قناديل ملك الجليل” لفرقة المسرح الوطني الفلسطيني الحكواتي، و”وين بدنا نروح؟” لفرقة تيرو للفنون، وسينمائياً يعرض فيلم “زغلول” للمخرجة الإسبانية أنا سندريرو ألفريز، وفيلم “كأنها الآن” لعبد الله معطان، وفيلم عن المتحف الفلسطيني، وتعرض مسرحية “دمى” لفرقة ايد واحدة وعرض راقص لليلى عوض الله .
وأكد مؤسس “المسرح الوطني اللبناني” الممثل والمخرج قاسم إسطنبولي “على أهمية إقامة المهرجان وخصوصاً الربط بين المدن الفلسطينية والمخيمات في لبنان من خلال العروض المسرحية والسينمائية والموسيقية في تظاهرة فنية من أجل أن تبقى فلسطين وذاكرتها حاضرة على المستوى الثقافي والفني “.
وسيوجَّه المهرجان تحية إلى شخصيات فنية، وأدبية راحلة أسهمت في إبراز الثقافة والفن الفلسطينيين، أمثال الشاعر محمود درويش، والأديب غسان كنفاني، والتشكيلي مصطفى الحلاج، والشاعرة فدوى طوقان، والإعلامية فاطمة البديري، والمصورة كريمة عبود. يذكر أنّ النسخة الأولى للمهرجان انطلقت عام 2015، وشملت وقتها مجموعة أنشطة فنية ركزت على الأغنيات والمسرحيات الشعبية التراثية، والأزياء الفولكلورية، ووجهت تحية إلى الفنانين الراحلين غسان مطر ومحمود سعيد. أما الدورة الثانية فجاءت بعد توقف المهرجان لمدة أربعة سنوات ووجهت التحية الى الأديب سلمان الناطور، والفنانة ريم البنا، والشاعر سميح القاسم، ورسام الكاريكاتير ناجي العلي، والمخرج والمصوّر هاني جوهرية، والتشكيلي كمال بلاطة .
وتعمل جمعية تيرو للفنون على فتح منصّات ثقافية في لبنان، من “سينما الحمرا” في مدينة صور و”سينما ستارز” في مدينة النبطية و”سينما ريفولي” التي تحوّلت إلى المسرح الوطني اللبناني، أوّل مسرح وسينما مجانية في لبنان، منصّة ثقافية حرّة ومستقلة ومجانية شهدت على إقامة الورش والمهرجانات المسرحية والسينمائية والموسيقية، وتقوم على برمجة العروض السينمائية الفنية والتعليمية للأطفال والشباب، وتقديم السينما لأي أحد يريد تقديم عمله الفني، وتهدف الى نسج شبكات تبادلية مع مهرجانات في الخارج وفتح فرصة للمخرجين الشباب لعرض أفلامهم ، وتعريف الجمهور بتاريخ السينما المحلية والعالمية، والى اللامركزية في العروض عبر “باص الفن السلام” للعروض الجوالة في القرى والبلدات من خلال مهرجان صور الموسيقي الدولي ومهرجان لبنان المسرحي الدولي للرقص المعاصر، مهرجان صور السينمائي الدولي للأفلام القصيرة، مهرجان لبنان المسرحي الدولي للحكواتي، ومهرجان تيرو الفني الدولي، ومهرجان صور الدولي للفنون التشكيلية، ومهرجان شوف لبنان بالسينما الجوالة، ومهرجان أيام صور الثقافية، ومهرجان لبنان المسرحي لمونودراما المرأة .
الاثنين، 26 أكتوبر 2020
اطلاق الدورة الخامسة لمهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابي منتصف نوفمبر
مجلة الفنون المسرحية
اطلاق الدورة الخامسة لمهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابي منتصف نوفمبر
تحت رعاية وزيرة الثقافة ومحافظ شرم الشيخ :
اطلاق الدورة الخامسة لمهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابي منتصف نوفمبر
. وزيرة الثقافة : اطلاق شعلة المهرجان من مدينة السلام يؤكد للعالم حضارة مصر العريقة التى ترتكز الى الوان من الابداع
• محافظ جنوب سيناء : شرم الشيخ جاهزة لاستقبال الضيوف ومستعدون لإقامة الحدث
• سميحة أيوب : مهرجان شرم الشيخ ولد شابا ودورته القادمة تؤكد تحدي الشباب
• محمد صبحي : إقامة المهرجان يدعم فكرة الأمن السياحي ويؤكد للخارج بأن مصر آمنة
• مازن الغرباوي : ستعقد الدورة الخامسة بنسبة حضور 50٪ وبنصف الميزانية
تحت رعاية الفنانة الدكتورة #ايناس_عبد_الدايم وزيرة الثقافة واللواء أركان حرب #خالد_فودة محافظ جنوب سيناء والهيئة الدولية للمسرح ITI UNESCO برئاسة المهندس #محمد_سيف_الافخم تقام خلال الفترة من 16 إلي 20 نوفمبر 2020 فعاليات الدورة الخامسة من #مهرجان_شرم_الشيخ_الدولي_للمسرح_الشبابي برئاسة الفنان #مازن_الغرباوي والتي كانت قد ارجئت بسبب جائحة كورونا .
قالت عبد الدايم ان اطلاق شعلة المهرجان في دورته الجديدة الاستثنائية من مدينة السلام يؤكد للعالم حضارة مصر العريقة التى ترتكز الى الوان من الابداع ، واشارت ان المسرح المصري يشهد حاليا حراكا ثريا وملفتا ، مضيفة ان انطلاق مهرجان مسرحي دولي في مدينة سياحية يحمل الكثير من القيم السامية التى تؤكد قيمة ومكانة الوطن فى قلب العالم ويعمل على زيادة الزخم الثقافي والفني على ساحة الابداع المصرى .
ورحب اللواء أركان حرب خالد فوده محافظ جنوب سيناء بإقامة الدورة الخامسة لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي 2020 مؤكدا علي استعدادات المدينة وجاهزيتها لاستقبال الضيوف من كل دول العالم طبقا لقرارات مجلس رئاسة الوزراء بنسبة 50 % اشغالات ، واشار ان المدينة مازالت تستقبل ضيوفها السياح من كل دول العالم حيث أن شرم الشيخ تسجل معدلا جيدًا منذ عدة أشهر في التصدي لجائحة كورونا باعتبارها من المدن التي لا تسجل اصابات علي مستوي محافظات ومدن جمهورية مصر العربية ، ومحافظة جنوب سيناء ، واكد تقديم كافة التيسيرات والامكانيات لإقامة هذا الحدث الكبير .
وقال الفنان مازن الغرباوي ان الدورة الخامسة من مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابي تقام بنسبة حضور 50٪ وبنسبة 50٪ أيضا من الميزانية وهذا يعد تحدي كبير لإدارة المهرجان ، مشيرا انه يجرى حاليا اجتماع إدارة المهرجان بكافة رؤساء اللجان للتاكيد على الاستعدادات الخاصة باطلاق تلك الدورة الاستثنائية.
وصرح النجم الكبير محمد صبحي رئيس اللجنة العليا للمهرجان بأن إقامة الدورة خلال شهر نوفمبر قبل نهاية عام 2020 يعد تحدي كبير ولكنه يدعم فكرة الأمن السياحي ويؤكد للخارج بأن مصر آمنة ويعكس قدرة المسرح على احتلال الصدارة فى مواجهة التحديات ، مشيرا الى الالتزام بكافة الاجراءات الوقائية المتبعة .
كما أكدت الفنانة القديرة سميحة أيوب سيدة المسرح العربي والرئيس الشرفي للمهرجان بأن المهرجان ينمو ويتطور دورة بعد اخرى وانطلاق تلك الدورة يؤكد علي تحدي الشباب الذي هو شعار المهرجان منذ انطلاقه فقد ولد شابا ومستمر في شبابه وانطلاقه حاليا يعبر عن استعداد مصر لاستقبال الضيوف كما يدعم حركة السياحة التي بدأت تعود بقوة .
وكان اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء قد التقي بوفد من إدارة المهرجان يضم الفنان والمخرج مازن الغرباوي - مؤسس و رئيس المهرجان ود.انجي البستاوي مدير عام المهرجان وحضر اللقاء اللواء محمود السولية رئيس المجلس المحلي لمدينة شرم الشيخ واللواء عبد الفتاح حلمي المستشار الإعلامي للمحافظ .
--------------------------------------------------
المصدر: مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى
الأحد، 25 أكتوبر 2020
البير كامو والمسرح العبثي وتناقضاته الفلسفية / جوزيف الفارس
مجلة الفنون المسرحية البير كامو والمسرح العبثي وتناقضاته الفلسفية / جوزيف الفارس
في عصرنا الحالي وفي ضمن مرحلتنا الراهنة والتي يعيشها شعبنا والتي فيها زعزعت وجود الفرد وزعزعت كيانه ووجوده في الكون , وعلى ضوء الاحداث الماساوية والتي ضاق بها ذرعا ودمرت بنيته التحتية , مما اظطر للبحث عن الخلاص , وتطهير ذاته من هذه الماسي التي يعيشها , فلا يجد تنفيسا يعالج من خلالها الحالات النفسية التي عمت على حياته وحياة المجتمع باكمله , والحالة هذه نطبقها على الشعب العراقي والعربي معا اثر حالات انعدام الامن والاستقرار للفرد والذي لم يجد ملاذا للخلاص من هذا العذاب والمعاناة الذي هو فيه ومثل هذه الحالات مرت بها شعوب العالم بعد الحرب العالمية الثانية , حيث اسفرت هذه الحروب والكوارث الاجتماعية والاقتصادية نتائج اكدت على انعدام القيم الانسانية وزعزعت كيان الانسان من القوى والتي بدات تهدد امنه ووجوده , وكما حصل في ماساة هيروشيما وبقية الحروب العالمية والتي افنت البشرية برمتها , وعلى اثر هذه الاحداث ظهر فلاسفة ومفكرين اخذوا يبحثون في كينونة الانسان وعن المعنى الحقيقي لوجوده , الا انهم لم يتوصلوا الى نتيجة تجدي في تفسير معنى لحياة الانسان ضمن هذه القيم البشرية ولا تاثيراتها لكينونته , عندها تاكد للانسان بانه يبحث طوال حياته عن معنى لاسباب وجوده في الحياة ولكنه لم يستقر على نتيجة الا في حالة واحدة هي الموت واللا مناص منه , لقد كان الانسان في بداية ايمانه بالدين وبالقوة اللاهوتية ( الميتافيزيقيا ) ومازال يسعى الى مبررات لوجوده في هذه الحياة , الا ان ظهور مفكرين ماديين حاولوا دحظ نظرية الايمان بالدين وبالقوة الميتافيزقيا كونها مبعث للخلاص النهائي للبشرية من هذا العالم المادي , الا ان الماديين كانوا يحاولون الاثبات بالادلة والبراهين بان الانسان هو جزء لكيان يحتل فراغا من الكون , وكيانه هذا مادام يحتل هذا الجزء من الفراغ فاذن هو موجود ,الا ان حياته لا معنى لها ان كانت نهايتها الفناء .
لقد حاول الانسان ومن بعد الحرب العالمية الثانية ان يجد قيمة لحياته , لوجوده , فلم يصل الى نتيجة تقنعه بقدر ماكانت استنتاجاته واستنتاجات بحوثه , على ان الانسان هو كائن حي يشغل حيز من الفراغ بقدر حجمه , اذن فاليحلو له ان يفعل مايريد ومن دون قيود تحد التزاماته بالعادات والتقاليد الاجتماعية والتي ورثها عن الاباء والاجداد والتي قد تقيد حريته وتحدد تفاعلاته مع الافكار المادية اليسارية ومع الافكار والمؤمنة بالعالم الميتافيزيقي , وانما وجد بان عليه ان يلهو وان يعيش وبموجب رغبته من اجل الاستمتاع بالحياة وكما يحلو له من اجل التنفيس عن ذاته بعد ان علم بان وجوده في الكون لا معنى له , فالحروب العالمية ولاسيما الحرب العالمية الثانية والتي زرعت الخوف عند الانسان وارهبته وجعلته في حالة من الكابة والمعاناة , هذه الحالة ادت الى ظهور كتاب وادباء مارسوا الكتابة لتجسيد كتاباتهم بافكارهم وفلسفتهم ونظرتهم للانسان ولحياته ومسيرته في الحياة , فتوصلوا الى نتائج سلبية لحيات الانسان التي يعيشها , حيث ولد وعاش في وسط تقاليد وعادات بالية جاهزة في المجتمع , الا ان وجهة نظر بعض الفلاسفة لم يعترفوا بهذه العادات والتقاليد بعد ان قادتهم كينونتهم في هذه الحياة الى العدم , ولهذا عمد المسرح العبثي الى خروج الانسان من الدائرة التقليدية ودعاه الى الابتذال لكافة العادات والتقاليد غايته تجسيد افكار فلاسفته وكتاب نصوصه , داعيا الى حرية الفرد في الحياة , وخروجه عن مفاهيم العادات والتقاليد والتي تقيد حريته , ولهذا وجد بعد الحرب العالمية الثانية فلاسفة العبث بنظرية مفادها : ( عدم وجود لمعنى كينونة وحياة الانسان مادام يعيش في ظل عادات وتقاليد تحدد من حريته ) , ولهذا كان لا بد من الخروج عن العادات والتقاليد البالية والتي طرحها المسرح التقليدي , لكونها فقدت عملية الاقناع , وبهذا يكون المسرح العبثي باطروحات نصوصه قد تمرد على نصوص المسرح التقليدي والذي يعيش تحت واقع تحكمه العادات والتقاليد , وبدأ يطرح الافكار والتي قد لا تتضمن العقلانية في الطرح وكما هو موجود في المسارح الواقعية , وكذالك المسرح العبثي يتميز ببعده عن الصراع لكونه يتفق مع بقية شخوصه بالمفاهيم والفلسفة المطروحة ومن خلال دايلوجات ليست محكمة في الاقناع والايمان بما يطرح .
ولهذا فان المسرح العبثي لا توجد في لغته معاني ثابته وحقيقية ومنطقية وعقلانية بقدر ماهي لغة مبطنة وتتضمن لغات ومفردات كلمات متشابهة باللفظ ومختلفة بالمعنى , وغايتها السخرية من بعض العادات والتقاليد .
ان فن الدراما في العبث يتضمن اللاوجودية والتي لا تعترف بالمنطق , ومؤكدة على الاشياء المستحيلة والغير المقبولة منطقيا , فتفسير الحرية في المسرح العبثي عدم الاعتماد على المنطق , لان تفسير الحرية في هذا المسرح لا يعتمد على تقييد الحركة , وكل مايطرح ومن خلال مفهوم المسرح العبثي هو مفهوم لا معقول كمثال على ذالك ( في مشهد لزوجة تحب زوجها فتضعه على جمرة من النار اي من خلال شواية اللحم , وتحاول شويه وموته من اجل انقاذه من الامه واوجاعه والتي هي السبب في معاناته وتعذيبه ) فعند العقل والمنطق هذا غير مقبول , او في الاونة الاخيرة ظهر في الطب ابرة الرحمة والتي تقضي على الانسان وتحقن المريض بها وبموجب موافقة ذوي المريض لانقاذه من العذاب والذي لا مناص منه , وهذه ايضا لا معقول وضد العقلانية والمنطق لان مجتمعنا مازال يعيش ضمن العادات والتقاليد والتي لا تقبل بهذا المنطق .
اذن ان ايمان مسرح اللامعقول مرفوض من لغة المعقول , لان المعقول هو عبارة عن لغة سطحية تتعامل مع الاشياء بشكل سطحي , فهذا المسرح يخلق علاقاته للفرد مع الايمان بالحرية اللامحدودة , اي الحرية المسمومة والتي تجعل الشخص يتعامل بسطحية مع الاشياء , ولهذا فان المسرح العبثي يحاول القاء الضوء على ان الحياة لا معنى لها ان لم تمارسها بحريتك وبرغبتك الشخصية وبعيدة عن التاثيرات الاجتماعية كالعادات والتقاليد والتي تفرض على الانسان فرضا , اضافة الى تسليط الضوء على واقع الانسان بانه يجب ان يعي على الواقع الحقيقي لوجوده في الحياة , ولهذا ففي المسرح العبثي توجد دراما متمردة على الحياة , ايمانا منه بان الحياة العبثية هي انطلاقة لممارسة الحرية والتي لا تعتمد على القيود والتقاليد الاجتماعية بقدر ما هي حرية تعتمد على اللامنطق وعلى اللاوعي , لان ما ينبعث من ردود افعال الذات هي حرية تعتمد على التنفيس والتطهير لذات الانسان والذي يؤمن بان حياته لا جدوى من استمرار نمطيتها وعلى ضوء ما تؤمن به بعض المجتمعات من تحديد حرية الفرد بالعقل والمنطق وممارسة العادات والتقاليد والتي ظهرت من زمن قديم و توارثها المجتمع ابا عن جد ليجد نفسه في داخل محيط من القيود تحدد نمط حياته والتواقة الى ممارسة الحرية ومن خلال تفكيره والذي يبتعد الى ابعد الحدود عن العقل والمنطق .
ان العبث يؤمن بلغة الخيال والتخيل والاحساس الذاتي للفرد , ولا يؤمن بلغة تحدد حريته وتجعله يعيش باوهام الواقع التقليدي والذي يجبر الانسان على ان يعيشه وهو غير مؤمن به , لانه يؤمن بان مثل هذا الايمان يقوده الى اللاجدوى .
ان الانسان العبثي يعيش في واقع وهمي وغير منطقي عندما يفكر وكانه مازال يعيش في رحم امه , وانما عقله وادراكه الحسي والداخلي يجعله يحلق في تفكيره الى اللامحدود وحتى النهاية والتي قد لا تكون منطقية او مقنعة للمجتمع ضمن واقع يعيش تحت تاثيرات العادات والتقاليد والمتوارثة من المراحل والازمنة الماضية والتي لا تتفق مع التطور الحضاري للانسان .
كانت لالبير كامو فلسفة خاصة لحياة الانسان في الوجود , فهو يؤكد وفي عدة نصوص بان الانسان يولد وله حرية الاختيار في كيفية ممارسة حياته اليومية , فهو حر في اختيار مايناسبه من مباهج الحياة , ولهذا فهو يحصد سعادته وبموجب ماتنتج عن حصاد اعماله في الحياة , ولقد عبر عن هذه الفلسفة في عدة نصوص ايضا اختارها لتجسيد فلسفته في الحياة , وكان دائم التسائل مع نفسه , هل ان الحياة تستحق منا التضحية من اجل ان نعيشها وكما يرغب الاخرين ؟ او هل من الصح ان نعيش الحياة وبموجب العادات والتقاليد والتي ورثناها عن اسلافنا ؟ , وهل من الواجب ان نعيش الحياة وعلى ضوء العادات والتقاليد والتي ورثناها عن المراحل الماضية من الزمن والتي لا تشبه الحالات الظرفية من حيث الظرف السياسي والاقتصادي والنفسي والثقافي والديني للظرف الحالي ؟ وهل ان الحياة تستحق ان نحياها وكما هي ؟ ام من الضروري ان نكيف ظروفنا اليومية والحياتية وكما هي من وجهة نظرنا ؟ اذن لنستمتع بها ونعيش سعادتنا وكما نحسها حتى وان كانت مخالفة للعادات والتقاليد الكلاسيكية والسائدة في المجتمع .
لقد بدأ هذا الفيلسوف حياته مجهريا يفحص كل مايجول من العلاقات الانسانية في المجتمع , لقد بدأ عالما نفسانيا يتفحص الحالات النفسية والتي تتمخض منها ردود افعال الذات للانسان ويحللها ويتسائل مع نفسه , هل من الضروري ان نعيش الحياة وللوقت الذي تحدده لنا الاقدار الخارجة عن قوانا وارادتنا ام لنتحكم بنهاية حياتنا متى ما علمنا بان النهاية المحتومة هي الموت لنختار الوقت المحدد لانهائها ؟
ان البير كامو اعلن التمرد على هذه العادات والتقاليد البالية , واعطى للانسان حرية الاختيار وبما تستحق حياته وعلى ضوء ضروفه الحياتية والتي يعيشها وكما يحلو له .
العبث عند البير كامو هو الصراع والتساؤل عن الكون والذي لا يتعامل مع العقل والمنطق , ولهذا كان البير كامو يتمرد على الكلاسيكية الموجودة في الحياة , فهو في محاولته هذه كسر القيود وخرج عن نطاق دائرة العلاقة المرسومة من غيره لحياة الفرد , استطاع ان يتوصل الى العلاقة بين التمرد والحرية والرغبة , فلقد تمرد على واقع المجتمع ورفضه رفضا قاطعا , وبهذا استطاع ان يعيش حريته وكما قادته رغبته الى تحقيق هذه الحرية , ومن خلال نظرته لذات الانسان وعلاقته بالكون , انا موجود اذن لامارس حريتي وكما يحلو لي وكما ارغبها , لا كما يرغبها الاخرون بفرض قوانينهم وانظمتهم الاجتماعية عليا , لاعيش حياتا مفروضة عليا وليست باختياري , وعليه فان كنت احس بالحياة والرغبة في تكملة مشواري فيها فانا موجود , وان لم اتحسس طعم الحياة ولم اشعر بها فاذن انا لست موجود , وعليه فان الشعور والاحساس الداخلي للانسان هو الذي يحدد رغبته في كيفية اختياره للحياة , لا كما يحلو للاخرين ان نحياها وكما يرغبون , فكل شيىء مسموح في حياتنا , لان هذا الشعار يحمل من الالم والماساة في ذاتنا اكثر مما يحمل السعادة والفرح , لانه وبموجب رغبة الانسان ومحبته لممارسة حريته , يعتقد بانه ليس هناك نظام او قانون يحاول ان يفرض على الانسان ومن دون رغبته , فان ارادة الانسان في الحياة يجب ان لا تكون بموجب المنطق والعقل , وانما يجب على الانسان ان يحقق رغبته الذاتية وتجسيد احاسيسه وشعوره وبما يحس ويرغب , ليكون سعيدا بتحقيق مايسعده ويلبي رغباته الذاتية , ولهذا يجب على الانسان ان يحدد بنفسه نهايته وبالكيفية التي يرغبها , لان هناك من الاعمال والتي تسفر عن نتائج تحقيق رغباته الذاتية منها مايخدم البشر , ومنها ما يسيىء اليهم , وعليه فان الاهداف التي توصل لها الانسان العبثي هو ان يعيش حاضره بروح متفائلة ومتفتحة البصيرة في كل لحظة من لحظات حياته .
لقد الرتبط اسم البير كامو بالعبث , الا انه وفي عدة مناسبات ولقاءات اكد انه ليس منتميا الى العبث واللامعقول , انما هو لم يكن يبالي بما كان يحيطه من العادات والتقاليد , والتي قام بكسر طوقها وخرج عن ممارسة قيودها , فلم يكن يبالي بما كانت تسفر عنها من نتائج ان كانت محمودة او بالعكس , ولقد اخذ بهذه النظرية كدراسة لتدريس هذا المذهب الادبي والذي ظهر في منتصف القرن التاسع عشر , نظرية وفلسفة ومدرسة خاصة به .
ولد هذا الفيلسوف البير كامو في الجزائر عام 1913 فقير الحال , يتيم الاب بسبب وفاته في الحرب العالمية الاولى , حيث عاش مع والدته الاسبانية في منزل بسيط في حي من احياء الشعبية والفقيرة في الجزائر , لقد حصل على البكالوريوس , وعمل باعمال ادارية وتجارية لمتابعة دراساته الفلسفية , انما في نهاية حياته اصابه مرض السل والذي منعه من حصوله على شهادة الاستاذية في الفلسفة .
لقد احب البير كامو المسرح , بحيث اسس فرقة مسرحية ومن خلال نصوص كتبها تجسدت افكاره الفلسفية وجسدها في عدة نصوصه المسرحية والتي اقتبسها من نصوص قديمة وجسد من خلالها جميع افكاره الفلسفية والتي خدمت اهدافه , سيما وان ظروف احداث تلك المسرحيات تختلف عن مراحل الحياة التي عاشها , انما قد تفيد الافراد في المجتمع الذي يعيش مرحلته الظرفية , وبالفعل قد اعجبت كتاباته العديد من المهتمين بالادب المسرحي .
وهكذا انتهت حياة هذا الفيلسوف وهو مؤمنا بان الحياة التي يحياها الانسان , لا جدوى منها لكونها لا تحقق حريته ورغبته واختياراته في الحياة .
وتبقى كلمة اخيرة بحق هذا الكاتب الفرنسي الجزائري , وكعادة معظم كتاب وادباء العالم , حينما يستعرضون حياتهم وتاثراتهم الفكرية , يحاولون التنصل من هذه التاثيرات وكما ان البير كاموا صرح ولعدة مرات متنصلا عن الفكر الوجودي والعبثي , وانه كان متاثرا بالحزب الشيوعي اليساري , وهناك خلافات حصلت بينه وبين الفيلسوف الوجودي جان بول سارتر مما ادت الى افتراقهما لاختلافهما بالفكر والفلسفة .
انما بقيت افكار البير كامو مخفية مع نفسه حينما توفي وفارق الحياة , حيث تذكر بعض المصادر انه توفي نتيجة اصابته بمرض السل , ومصادر اخرى تذكر ان سبب وفاة كامو بحادث سير سيارة ومع السائق والذي كان يرافقه في السفر .
الا ان الحالتين هي النهاية الحتمية لحياته والذي لم تكن ياختيارات كامو , لقد فارق الحياة بعد ان خلف ارثا ثقافيا من النصوص الادبية منها : الطاعون , الموت السعيد , المنفى والمملكة , اسطورة سيسيفوس , الغريب , العادلون , الرجل الاول --- الخ .
السبت، 24 أكتوبر 2020
الجمعة، 23 أكتوبر 2020
تكريم غنام غنام ضمن فعاليات الدورة الرابعة لمعرض مالمو للكتاب العربي
مجلة الفنون المسرحية
تكريم غنام غنام ضمن فعاليات الدورة الرابعة لمعرض مالمو للكتاب العربي
سيتم تكريم الفنان المسرحي غنام غنام ضمن فعاليات الدورة الرابعة لمعرض مالمو للكتاب العربي، الذي يستضيفه و يكرمه (عن بعد) وسوف يتحدث في الندوة الخاصة عن تجربته المسرحية و عن المنفى، وستكون الندوة تحت عنوان " سأموت في المنفى " يوم الإثنين 2020.10.26 السابعة مساءً بتوقيت الإمارات والسادسة مساء بتوقيت القدس .
وجدير بالذكر ان غنام صابر غنام ويعرف بـ غنّام غنام وهومؤلف ومخرج وممثل مسرحي فلسطيني ولد في عام 1955 بأريحا في فلسطين.
و انتقل في سن الثانية عشرة مع عائلته إلى الأردن. كتب وأخرج العديد من المسرحيات، وألف القصص القصيرة. وهو حاصل على جوائز في الإخراج والتأليف المسرحي .
باب ما جاء في احتفالية التضامن !! / نـجـيــب طـلال
مجلة الفنون المسرحية باب ما جاء في احتفالية التضامن !! / نـجـيــب طـلال
بــاب الــمــبادرة :
بالتأكـيد أنه استفاضت وأفاضت النقاشات والتحليلات ؛ بمختلف مستوياتها ومداركها العلمية والمعرفية والتاريخية تجاه ما أصاب العالم ؛ من اجتياح الجائحة [ الكورونية ] وفي غفلة من الجميع ؛ إذا الوباء بسرعة مذهلة أظهر أثره وقوته على الناس والدول .مما تغيرت معالم الحياة الخاصة والعامة ؛ ووضعت الكل أمام تحديات غير مسبوقة ، للقيام بإجراءات غاية في الحيطة والحذر. للحَـد من انتقال العَـدوى كـرهانات مقاوماتية تسابق الزمان ضد – كوفيد19- والذي خلق انعكاسات سلبية في البنية الثقافية / الإبداعية ؛ التي هي طبعا ليست بمعزل عن البنيات الأخرى . بحيث تم إغلاق المسارح ودور السينما ؛ مع توقف الصحف الورقية وكل الأنشطة الثقافية والفنية والترفيهية ؛ التي تم استبدالها بما ما هو عنكبوتي/إلكتروني / افتراضي/ تفاعلي/ مقابل كل هذا تمظهرت بشكل جلي وضعية الفنان والمبدع ؛ في عدة دول عربية ؛ بأنها وضعية اجتماعية بئيسة جـدا واقتصاد هش ومتدني؛ ولكن أكبر ملاحظة أن أغلبية المبدعين والمثقفين والفنانين غير مواكبين للتطورات التقنية والتكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعي . بحيث لا زال البعـض منهم يجتر نفس الأساليب ونفس الخطابات التقليدانية والنمطية في التعاطي مع الأزمة الوبائية؛ الى حد انفصالها الكلي عن الواقع المادي الملموس؛ وروحه. وبعيدا عن الذهنية المندمجة في عوالم التواصل الإجتماعي وفروعه . ورغم هاته الملاحظة المتجلية ؛ برزت عِـدة مبادرات فنية / ثقافية وإن كانت محتشمة جدا؛ سواء من لدن أفراد أو مؤسسات وجهات عربية صرفة. أما الأوربية فتلك رؤية أخرى ووضعية جد مختلفة عنا شكلا ومحتوى. ولكن كلاهما يهدفان للتخفيف من حالة الملل والضغط والتوترات النفسية والاصطدامات الأسرية جراء الحجر الصحي المفروض على المواطنين للمكوث في منازلهم تفاديا للوقوع بإصابات "الكورونا" : من هنا نذكر المبادرة المميزة التي قدمتها وزارة الثقافة هنا في الأردن بعنوان “موهبتي من بيتي” والتي لاقت إقبالا ومشاركة واسعة من الشباب والشابات على منصات التواصل الاجتماعي .... ونذكر أيضا مبادرة فرقة جفرا الفلسطينية والتي قدمت عروضا فنية تضمنت حلقات الدبكة في الطرق وعلى أسطح المنازل في مدينة الخليل لتسلية الناس وهم في منازلهم، وأيضا زميلتها فرقة جون التي بثت أمسية غنائية عبر الإنترنت بعنوان “الأمل”، لتصب أيضا في اتجاه التخفيف عن الناس أثناء حظر التجوال وإعطائهم جرعات ثقافية غاية في الرقي، ومبادرة الفرقة الموسيقية في قطر ومن على الشرفة بدأت تقدم معزوفات موسيقية، تهدف إلى سد ثغرة الفراغ التي يشعر بها المواطنون....واستطاع العديد من الفنانين أقلمة الوضع الجديد ليخدم المجال الثقافي، فمنهم من حاول الترفيه عن الناس في بيوتهم وآخرون قدموا مبادرات تهدف إلى مساعدة الأسر الفقيرة والمحتاجة كما هو الحال في لبنان، حيث تقدمت مجموعة من الفنانين والمثقفين اللبنانيين بمبادرة لتقديم طرود غذائية للأسر الفقيرة، ورصدوا لذلك تبرعات من جهات عديدة (1) فمثل هاته المبادرات التي تندرج ضمن التآزر أو التضامن أو التعاون أو التكافل الإجتماعي؛ الذي يؤشر لأجمل علاقة في هذا العالم بين البشر؛ ولاسيما أن التضامن ليس اختيارا بقدر ما هو بكل بساطة واجب انساني. ولأن الضرورة تقتضي مساعدة تلك الفئات التي انقطع دخلها بتوقف عملها. وكذا الفئات الاجتماعية الأقل حظا والغير قادرة على تأمين قوت يومها ، ارتباطا بالظروف الاستثنائية الذي يمر بها العالم . وهذا ما انتبه اليه العديد من الفعاليات العربية ؛ وحاولوا تفعيل المبادرات التضامنية كل حسب نواياه وأهدافه ؛ كما أشرنا. وهناك نماذج أخرى للمبادرات الأهلية العربية التي تعبر عن هذه الروح. بحيث: تقترح جمعية أكورا للفنون فتح حسابها لخط تضامني مهني مخصص لضمان مساعدة، مالية أو عينية، لكل المهنيين في قطاع السينما، المسرح والسمعي ـ البصري عموما، والمتضررين من الحجر الصحي.... الحاملين لبطاقة الفنان، بطاقة التعريف المهنية للمركز السينمائي المغربي(2) ولكن هل تحقق هـذا الاقتراح أم لا ؟
وبناء عليه هل تحققت دعوة الائتلاف الوطنـي للنقابـات الفنية التي طالبت: الوزارة الوصية على القطاع بضرورة دعم فئة المغنـيـين والموسيقيين والتقنيين والأساتـذة المكلفين بالدروس في المعاهد الموسيقية والمشتغلين بالفنـادق والعلب الليلية والأعـراس وغيــر المنخرطين بصندوق الضمان الاجتماعــي ولا بالمكتب المغربي لحقــوق التأليف، والذيــن تأثــروا بشكـل كبير في ظل الحجر الصحي المعلن.... واقترح الائتلاف ... تخصيص جزء من ميزانيات المهرجانات، التي ألغيت من أجل مساعدة الفنانين في وضعية هشاشة (3) هنا سنلاحظ وجه الاختلاف والمفارقة الصارخة؛ في مسألة التضامن والتـآزر. نقابات تطالب الجهات المسؤولة لدعم الفئة الفنية والإبداعية ؛ ونقابات تطالب زملاء الوسط لفتح باب المساعدة وذلك من خلال: مبادرة «ساعد زملاءك» التى أطلقتها نقابة المهن التمثيلية برئاسة الفنان أشرف زكى، وهدفها مساعدة الفنانين القادرين لزملائهم المتضررين من الأزمة التى تعْـصف بدول العالم أجمع، بالإضافة إلى مشاركة العديد من الفنانين فى «تحدى الخير» ضمن مبادرة جمعية «رسالة» الخيرية، التى دعت للتكفل بمصاريف الأسر الفقيرة المتضررة (4) هنا يمكن أن نستحضرالمسرح والمساعدات الخيرية (5) لنفهم كيف نمت وتقوت الأقليات في المجتمع العربي ، أواسط القرن التاسع عشر وما بعده.
بــــاب الـــتضامن :
أساسا التضامن يتضمن جانبا حسيا في حياة الكائن والذي يشعُـر به المُتضامِن مع المُتضامَن، لأن في عمقه فعل إنساني صرف ، قبل أن يكون اتحادا وتكافلا وتعاونا وتآزرا، سواء أكان ذاتيا أو اتفاقيا بين جماعة من الأشخاص، تسعى للتضامن والالتزام بمعاونة ومساعـدة أي كان من المحتاجين والذين هم في وضعية هشة اجتماعيا واقتصاديا. ولاسيما أن التضامن ذو شقين: [مادي]= (مواد عينية) و [معنوي] = (الإحساس والشعور) بالمستضعفين /المتضررين . وهذا ما تحقق في عِـدة مناطق كما أشرنا: وفى سياق مختلف، لم يتردد الممثلون والممثلات فى المشاركة بـ«تحدى الخير» حيث لم يجدوا أفضل من حساباتهم على مواقع التواصل للإعلان عن إسهاماتهم، خاصة أنها تحظى بمتابعة الملايين من محبيهم (6) تلك فكرة صائبة، وهذا ما طلبه العديد من المدونين والمعقبين على بعض النداءات وخاصة النداء المفتوح لكتاب وأدباء وفنانون مغاربة . بحيث : أعلن الموقعون على النداء مساهمتهم في “التبرعات الموجهة إلى الصندوق المخصص لتدبير وباء كورونا فيروس”، وناشدوا “كل الكتاب والمفكرين والمبدعين المغاربة المساهمة في هذا المجهود الوطني من خلال التبرع للصندوق المحدث لهذه الغاية.... ويطالبون فيه إلى توجيه التضامن والمساندة إلى “كل فئات الشعب المغربي وبالخصوص إلى تلك التي توجد بفعل الفقر والهشاشة والبطالة والسكن غير اللائق ضمن الفئات الأكثر عرضة لمخاطر الإصابة بالفيروس(7) بداهة هو نداء في شكله مقبول ومبادرة جليلة في عمقها ، لأن مواجهة الوباء ومؤثراته على المجتمع مسؤولية جماعية ، للخروج من نفق هذه الهزة العنيفة التي أصابت الجميع ، لكن ما يؤلم حقيقة ويحيَّـر في نفـس الوقت أن ترى توقيعات لبعض الأسماء ممن كانوا في موقع القرارأو مجاورين له أو فاعلين فيه . قد ساهموا في تفقير وترسيخ معضلة الفقر و الهشاشة والبَـطالة والسكن غير اللائق . للعَـديد من الشرائح الاجتماعية ! هـذا واقع سوريالي لا مفـرمنه الآن؟ ولكن كان من باب الأولى كشف مقدار ما أعطـوه ؛ كما فـعل العديد ممن ساهموا في الصندوق التضامني ضد الجائحة: وفي هـذه اللحظات يجب على من يريد أن يساهم أن يظهر المبلغ الذي ساهم به أو يتوارى الى الوراء ، حتى إذا كان المبلغ المتبرع به محترما ، شكرناه وقدرناه ، أما اذا كان المبلغ قليلا فمن الأحسن أن لا يخرج للعالم ليعلن عن تبرعه وهو يعلم أن تبرعه سيكون بمبلغ صغيرا جدا . فيجب على المستغلين لفرصة الظهور بمظهر الكرماء بمبلغ غير معروف ولا يراه أي أحد ، أن لا يفعل ، ويترك من يقدمون المبالغ الكبيرة والضخمة لمساعدة بلدهم هم من يظهرون للعلن ، حتى يشجعوا آخرون على التبرع بمبالغ كبيرة . وأدعو من هذا المنبر مسؤولي كورونا أن يصدروا بيان تفصيلي لكل المتبرعين ويشهروا أسمائهم بحسب المبلغ ، وأن لا يقل المبلغ المتبرع به عن 1000 درهم .تعليقي هذا كان لأنني أعرف من الموقعين على هذه اللائحة من لا يمكنه التبرع حتى ب 200 درهم ولكنه يحب دائما الظهور بمظهر الكريم الذي يحب الخير على ظهر الأزمات والكوارث . وأعرف أشخاصا عاديين يساهمون بإعالة عائلات دون ضجيج ولا إشهار(8) المثير لا تعليق على هذا التعليق أو تفـنيدا لما جاء به صاحبه هو غيره وما أظن أن بعضهم لم يقرأ تلك التعليقات ! لكن الأهم عندي في كل هذا لماذا صاحب '' الاحتفالية'' وقع كفـرد وتضامن كشخص وليس جماعة ؟ كفرد تلك حرية شخصية ؛ لكن بما أنه يشدد ويتنطع أنه يمثل( تيارا ) ويَـدعي ما مرة أن هناك (جماعة ) والتي سميتها شخصيا (جوقة) ورد عليها بقوله: وكيف تعَرِّف (جوقة) الاحتفاليين وهم نخبة النخبة مغربيا وعربيا، فيها وزيرة وأساتذة جامعيون ومؤلفون ومخرجون وإعلاميون وشعراء وزجالون ومؤرخون ونقاد ومنظرون وفلاسفة وممثلون (9) هنا مبدئيا ؛ لماذا لم يـذكر من ضمن [ الجوقة ] طالبا أو سمسارا أو ميكانيكيا أوخياطا أو مياومـا أو صعـلوكا أو نجارا أوعـاطلا أو عاملا أو طباخا أوكـياسا... ؟ فهؤلاء هم صناع المسرح المغربي حقيقة ؛ والذي لم ينتبه إليه من يتكلم أو يتمشدق بالمسرح !! وثانية: فلماذا الانفعال والتوتر على إثر لفظة ( جوقة / chorus/ la chorale) إن كانت هنالك فعلا ؛ وتشتغل كخلية لترسيخ المشروع (الاحتفالي) كرؤية فاعلة في النسيج المسرحي ؟ وبناء على هـذا ؛ فلماذا لم تعلن عن تضامنها الجمعي اللامشروط ؛ من خلال المساهمة المادية في الصندوق الوطني الخاصّ بمكافحة وباء "كورونا" باعتبارها (جوقة la chorale) ؟ ولو أن للجوقة قيمة تاريخية؛ من خلال تطور الإبداع المسرحي وتجلياته. بحيث أمست (الجوقة) مشتبكة مع الحياة ؛ تؤدي دوراً حياتياً في سيْـر الأحداث أو في مسار "بطل" وهذا مالم يحاول أن يفقهه فقيه (الإهتبالية) !
ولنقل (جماعة / le groupe ) الأهم أن تتضامن لتكشف للوسط الثقافي/ الإبداعي ، بأن (الاحتفالية ) و( جماعتها ) لها سيادة وهوية جماعية إنسانية، أصولها ليست مسألة اختيار، وإنما هي مسألة إدراك للذات. لتحقيق التماسك والتفاعل ضد تداعيات "الفيروس" الذي هـدّد الاستقرار الاجتماعي للعديد من المبدعين و المهنيين والمسرحيين. فمثل هذا الفعل التضامني/ الجماعي وحده يمكن للمفرد أن يخرج من فردانيته، وأن يجـد إنسانيته، وأن يحقق حريته، وأن يتحرر من عزلته ، وأن يستعيد دوره داخل الجماعة المفكرة والمبدعة والمفسرة والمغيرة، أمام الوضعيات الحرجة وضد وضعية الهشاشة الاجتماعية التي أمسى يعانيها أغلب الفنانين والعاملين في المجال الثقافي. وهذا سيذكي بأن( الاحتفاليين) لديهم توازن بين الفعل والقول ؛ والممارسة والسلوك وأنهم أكثر انسجاما مع ذواتهم ومع كل المجتمعات المختلفة ، وذلك ارتباطا بمفهوم الجماعة والتجمع الذي هو شكـل من أشكال التعبير الإنساني الذي فرضته الحاجة لأداء بعض الطقوس، منها التضامن /التكافل .الذي يعتبر نموذجا لاحتفال جماعي . مادام يصاحبه تقديم بعض الأموال أو الهدايا للمنفعة الإنسانية /الاجتماعية . قياسا بالاحتفالات التي كانت تقام لأداء بعض الطقوس الدينية وعلى إثرها ؛ تقدم بعض الهدايا والقرابين الى الآلهة لتجلب لهم الخير وتدفع عنهم الشر. ومن باب التضامن يمكن أن نلمس تلقائيا، بأن الاحتفال هو الجانب الحسي في الحياة، أما الحياة فهي مجموع القوى التي تقاوم الموت، هذا الموت الذي يتخذ مجموعة من المظاهر المختلفة، فهو الفقر والجوع والمرض والاعتقال والجهل والظلم وكل ما يشكل عقبة في وجه الانطلاق والنمو والتجدد والاستمرار، أي كل ما يعطل الاحتفال الذي هو بالأساس ظل الحياة وملحها وقوامها. ومحصلة كل هَـذا، تفعيل لمقولة [ أنا أتضامن ؛ إذن فأنا موجود] قياسا [ أنا أحتفل؛ إذن فأنا موجود]التي تم تحويرها من مقولة ( ديكارت) وهـذا التفعيل عمليا سيساهم في تحقيق النظرية بالممارسة؛ والممارسة التضامنية بما تحمله نصوص الاحتفالية التي يُقال عنها أنها تُـجسد وتشخص هموم المهمشين والفقراء والكادحين من العباد : وأنا في كل مسرحياتي شخصياتي من الهامشيين أو من الصعاليك، والمرة الوحيدة التي كتبت عن أمير صعلوك.... ابن الرومي... الشاعر الذي له غنى روحي ونفسي ووجداني، ولكنه مع ذلك يعيش الفقر المادي في زمن الغنى المادي (10) ولكن تبقى شخوصا ورقية إبداعيا بالأساس، أما على مستوى الواقع الذي ينتج بشكل وآخرتلك الشخوص الورقية . هل تم التضامن ولو معنويا مع تلك الشخوص المنتمية لشريحة الكادحين والمهمشين والمعوزين عيانيا وإجرائيا ف(جماعة احتفاليين) لم تنخرط في باب (التضامن / Solidarité ) أو التكافل الإجتماعي من أجل ترسيخ حضورها الفاعل في المشهد الإجتماعي والمسرحي والثقافي؛ لتصريف المفاهيم التي تؤمن بها كالاحتفال والفرح والعيديية. لأن الاقتسام في مثل هَـذه الحالة ، يزيد من حجم الفرح، ويجعل الاحتفال أقوى وأغنى. والسبب أنه ليست هنالك (جماعة ) ولا ( جوقة ) ( احتفالية) من المنطلق.فلوكانت هنالك فعلا كمايدعي وأدعى علينا في إحدى ردوده الفايسبوكية؛ رغم تمظهر (الأنا / المتضخمة ! المريضة !) التي تفوح منها هلوسات وهذيان: إن فهم هذه الاحتفالية، والذي استعصى على كبار الباحثين والمسرحيين المغاربة والعرب في عقود طويلة لا يمكن أن يتحقق إلا من حاقد في ساعات قليلة، واذا كنت تجهل نفسك، ولا تعرف قدرك، ولا تعرف نفسك، وأنت لا شيء، فكيف تعرف الاحتفالية والتي هي أهم وأخطر ما في الفكر العربي وفي الفن العربي الحديثين.... وأنت تجهل نفسك ولا تعرف نفسك (12) فأين هَـؤلاء الجهابذة والأباطرة (الاحتفاليين) ليمارسوا التضامن الفكري على الأقل . والتآزر العملي والعلمي تواطؤا. ليكشفوا للعموم جَهلي؛ وتنطعي ؛ لأقـِف عند حُـدود نفسي ؛ التي تطاولت على مولاهُـم (الإهتبالي) وكـَذا لإيقاف الضربات التي يتلقاها ( شيخهـم) لكي يخرسوا أفواهنا بالحجة والبرهان ؛ لكي تغلق الأبواب المشرعة على تحليلاتنا ورؤانا وعنادنا وشغبنا. رغـم أن فقيه ( الإهتبالية ) حاول بطرقه وعلائقه أن يناور ويختلق افتراءات ليصد علينا بعض أبواب النشر؛ وسيأتي ذكر ذلك في باب من الأبواب المتبقية. وبالتالي فكيف لمن يؤمن بأن المسرح الحقيقي يوجـد في المواسم والأسواق الأسبوعية ؟ أمسى وحيدا يعيد إنتاج أوراقه المتهلهلة والمضللة ؛ فأين تلك (الجوقة ) التي كانت تسبح للشيخ العـيدي/ الإحتفالي من أجل المشاركة في مهرجان مسرح الهواة (المأسوف على اغتياله)؟ فأين الذين كانت أعينهم وحقائبهم على عتبة الأسفار مشكلين صورة ( الشيخ والمريد)؟ أين هي جمعية ( جماعة الاحتفاليين) التي تأسست بفاس ثم الخميسات والدار البيضاء ؟ أين تلك الجمعية التي تحمل اسم « أصدقاء [ع الكريم برشيد] للفنون الدرامية« التي قيل أنها تأسست ب(مكناس) ؟ ومامصيربيان [الشارقة ] للاحتفالية المتجددة (؟) وأين أصحاب بيان تازة للاحتفالية المتجددة ؟ وبيان [عمان] للمسرح؟ وبيان [الخرطوم] للمسرح الإحتفالي؟ وعلى ضوئه أتساءل : كنت من المكرمين في (مهرجان البقعة الدولي للمسرح) في دورته ال16 سنة 2016 فكيف أعددت لوحدك ( هذا ) البيان ! وهل طلبته منك الهيئة المشرفة عن التكريم؟ بالله أقول :أليست هاته قلة مروءة فأين الجماعة ؛ فأين التواصل والتناسخ أو التناسج بين الذين آمنوا ب((فنكوشيتكم)) ؟ ولكن انقلب السحر على الساحر؛ فمسرحيو – السودان – اكتشفوا أوهام تلك ( الإحتفالية) وانضاف إليها التحول السياسي الذي عرفته بلادهم (الآن)؛ قبل بزوغ فجر الجائحة ،التي كشفت عن كل شيء . بما فيه بيان [سيدي قاسم] الذي يعتبر آخر مهزلة المهازل للإحتفالية ؟ ورغم ذلك نتساءل أين هي مؤسسة [ع الكريم برشيد] لاحتفالية الفكر و الإبداع ؟ كل هـذا مجرد مفرقعات وفقاقيع صابونية . لتمييع ما تبقى من الفكر الإبداعي المتجدد والمتنور. والخطير في كل هَـذا وعبر قراءة برانية؛ مارس الهَـدم حول ما سبق قوله أو بناؤه بمعول ذاته ،التي تجيب نفسها من خلال كتاب هو عبارة عن حوار شامل ومتكامل لقضايا متنوعة ( عبد الكريم برشيد وخطاب البوح ـ حول المسرح الاحتفالي)(13) أقول ما يلي : ( ما ظهر واختفى لا يمكن أن يعول عليه ، ووحدها الأشياء الحقيقية هي التي تظهر وتبقى، وهي التي تنمو داخليا، وهي التي تتعدد في الفضاء الزمكاني، وهي التي تتجدد مع تجدد الأيام والأعوام، أما ( التيارات) التي تظهر سهوا، أو خطأ، وتختفي في غفلة من الزمان، فإنه لا يمكن أن يكون لها أي معنى(14) وفعلا منذ تمظهر ما يسمى التيار الاحتفالي وهو بدون معنى؛ لأنه كائن حربائي وزئبقي ساهم عمليا في هَـدم معنى المعنى، باعتبار أن ( الاحتفالية ) هي مؤامرة من دواخل مركز القرار[ المسرحي] لبلقنة المسرح من خلال خلط الأوراق عبر ( البيانات) وتضبيب المفاهيم المسرحية التي تهجَّـنت عبر( الصراع) الإيديولوجي ؛ البعيد عن الصراع المسرحي/ الفني؛ مما استطاعت ( الإحتفالية) معية (الإدارة) أن تغرس تصوراتها الشعبوية والتقليدية المحافظة ، عبر النصوص التي كانت تفوز في المشاركة لمهرجان الهواة ؛ والتي تهافت عليها العديد من الجمعيات ! ونفس الورقة / اللعبة أعيدت في رحاب ما يسمى ( الدعم المسرحي) مما انقلب مساره الطلائعي والدينامي ؛ رغم الإكراهات ومحاولة ترويضه من لدن القطاع الوصي ( آنذاك) إلى مجال لإنتاج للفوضى والغموض والمحسوبية والفئوية، وتمرير القرارات التي تطبخ طبخا في المطابخ السرية ، ليستفيد أصحاب القرار من وضعية الفوضى والشتات في المسرح المغربي. وإن كان له معنى، فإنه لن يكون أي شيء آخر سوى الابتزاز من طرف صناع ( الإحتفالية) وأدلجة المسرح لمنطوق الترويض لصالح ( الإدارة ) وفي هذا السياق ؛ ما صرح به: أننا جميعا في مركب واحد، وأن مصيرنا واحد وربنا رب واحد ومن الدروس المستفادة من هذا الوباء هو تقوية حاسة التضامن والتكافل في المجتمع؛ إذ لا معنى أن يذهَـب أحدنا للسوق ويأخذ كل شيء ويترك جاره بلا شيء(15) مجرد تطريز كلام/ لسْني ، مغلف بكلام/ بلاغي. لأن قبل الوباء طرحنا عليه سؤالا، ولا أنكر بأنه كان استفزازيا ؛ والعجيب تبين أن له علاقة بالتضامن/ التآزر المادي ؛ ولم يكن هنالك تضامن فعلي وعملي مثل (الآن). لأن – برشيد- هو الإحتفالية ؛ والاحتفالية هي برشيد ؛ فمن هذا التزاوج والتداخل يسمح لنا مواجهته ؛ لأننا في الأصل نواجه ( الإحتفالي) التي يعتبر(الإحتفالية) دستوره المسرحي الأسمى ؛ وبالتالي في قول السؤال كان ذلك التمازج: في نطاق فلسفتكم أوليست الإحتفالية تؤمن ( بإنسانية الإنسان) من هنا ؟ فهل يا ترى أموال ما جلبته ( احتفاليتكم) تنفقونه على أنفسكم أو على المسرح أو على ذوي القربى.؟ هل بها تساهمون في رفع معـنوية المرضى من ذوي القربى والفنانين ؛ أم أن إنسانية الإنسان ماهي إلا ديماغوجية ليس إلا؟ فها هو اليوم الفنان : (محمد الصعري ) الذي خـدم المسرح وخدمكم شخصيا وفي إطار النقابة الأولى؛ هاهو طريح مرض مزمن وكذا (محمد اللوز/ حميد نجاح/ مولود أوحموش ( رفيق محمد رويشة) و(محمد الطبعي) و(...) ربما هؤلاء لـيسوا( احتفاليين )(16) لكن من مكرالصدف بدل أن يلتزم الصمت أو اللامبالاة تجاه سؤالنا؛ انطلق لعنان الرد ويحتج بجمود الجامدين على السؤال وتعاليمه، التي تقتضي الحوار واستعمال العقل الذي يدعيه ( دائما) للتفرقة بين التضامن المادي والمعنوي بدل الرد بهذا القول المضحك المبكي: : تخاريف وجنون بلا فنون، وكلام بلا معنى، وبلطجة وابتزاز. وأذكرك بان كل ما تكتبه ليس له سياق، وليس له ما يبرره، وما تقوم به إبحار في بحر الحمق والهذيان المريض، وهو خروج عن الموضوع وعن آداب الحوار ، وهو إلقاء الحجر في كل الجهات، ولعب دور بلطجي رأس الدرب، مع الذين كلفوك بتخريب صرح الاحتفالية العتيد؟ ولتقول مثل هذه التخاريف التي تحمل أسلوب الابتزاز(17) لا يمكن هنا إلا أن نتعجب؛ في اهتبالية صاحبنا ، فمن ينادي أو يتساءل عن الفعل الإنساني الذي ينادي به ويطنطن به الصحف والأوراق؛ يوصف ب[التخاريف/ الجنون/ الحمق/ العميل/ الهذيان/ البلطجة/ الابتزاز] ولاسيما أن الابتزاز والبلطجة يتمان بشكل مباشر. وليس عبر هذا الموضوع أو غيره. لكن الخوف من ( أمواله) أفرزت خرفا منقطع النظير . مادام الخـرفُ: مرض يصيب الوظائف الإدراكية والعاطفية والسلوكية .مما يتقلص التفكير؛ وتتضرر القدرات العقلية ؛ لتـصاب (الذاكرة ) تدريجيا بالتلف. وبهذا التلف أمسى يعيش الغربة والوحدانية. من هاته الزاوية تسلل أولا للتوقيع على عريضة تطالب بالحرية لمعتقلي حراكـَيّ الريف وجرادة ؟(18) والمتتبع لما يكتبه عن الاحتفالية ذات المنظور لليبرالي المتوحش ؛ سيتساءل عن توقيعه (؟) وثانيا أدرج إسمه في لائحة التضامن (19) والمفارقة أن أغلب العناصر المساهمة لا يمكن أن يلتقي معها لأسباب متعددة ؟ فالمهتم القارئ سواء في المجال المسرحي أو السياسي سيعرف لماذا ؟ وبالتالي فلوكان مؤمنا بقضية التضامن كما أشار: فالمهم أن يعرف الإنسان أولا أن أجمل ما في الوجود هو حيويته وإنسانيته وليس جشعه وطموحاته الليبرالية اللامتناهية، طموحات حولت كل شيء لسلع، متناسيا هذا البعد الإنساني الكامن في دواخلنا، بعد أن انغمس النظام العالمي في عنصريته وغلوه وإقصائه وتهميشه (20) فهذا التصريح رغم تناقضه مع العمق الإيديولوجي للاحتفالية ! كان بالإمكان تصريفه وتحقيقه (عمليا ) وليس ( لغويا ) مساهما على الأقل ببعض منشوراته وكتبه ( مجانا )عبر "الانترنت" بطريقة ( PDF) إبان ذروة الحجر الصحي؛ كما فعـل العديد من الكتاب والمؤسسات الثقافية/ الفنية/ السينمائية . ألم يقل ( المرصد) أنه ستتأسس مؤسسة [ع الكريم برشيد] لاحتفالية الفكر و الإبداع ؟ فعبرها يمكن أن يتحقق على أبعَـد تقدير مفهوم التضامن المعنوي الذي ينوب عن التضامن المادي . لكن من خلال نشر الكتب عبر الأنترنت للقراء ( مجانا ) لا يبقى هنالك فـَرق بين المادي والمعنوي: فالذي نؤكد عليه اليوم هو القيم الإنسانية من تكافـل اجتماعي وتضامن إنساني بمفهومهما الجمعي الكوني النبيل (21) هذا قول الإحتفالية التي هي برشيد؛ وبرشيد هو الإحتفالية ؛ لا غير سواه .
الإحـــــالات :
1) انعكاسات أزمة كورونا على الحياة الثقافية لخوله كامل الكردي صحيفة النبأ في2020 /05/11
2) مخرج يفتح خط حساب جمعيته للتضامن ...- الكاتب : أنفاس بريس بتاريخ 2 إبريل 2020
3) نقابات تطالب بدعم الفنانين لأمينة كندي جريدة الصباح المغربية بتاريخ8 أبريل 2020
4) نقابة الممثلين تطلق مبادرة "ساعد زملاءك" بقلم خالد فرج لصحيفة الوطن بتاريخ25/03/2020
5) انظر لدراستنا حول الموضوع في صحيفة زمان الوصل السورية بتاريخ كانون الثاني 2014
6) نقابة الممثلين تطلق مبادرة "ساعد زملاءك" بقلم خالد فرج لصحيفة الوطن بتاريخ25/03/2020
7) كتاب وأدباء وفنانون مغاربة يوجهون نداء لتعزيز التضامن من أجل تحدي “كورونا” موقع - لكم- بتاريخ /26/03/2020
8) مثقفون يتبرّعون لصندوق وباء "كورونا" ويتطلّعون ل"مغرب جديد" موقع هيسبريس مجال الردود والتعليقات رقم 32 – علال في 26 /03/ 2020 -
9) انظر لدراستنا في : ما جاء في باب جـوقة الاحتفالية في: صحيفة مدارات ثقافية بتاريخ 25/11/2018
10) حوار مع برشيد أجراه - مولود القنبي : بمجلة طنجة الأدبية في 12/06/2007
11) برشيد :الاهتمام بما ينفع الناس ويمكث في الأرض: مجلة تيلكيل عربي ص21 –ع/- 47 16أبريل2002
12) كان بالإمكان أن يتمعن القارئ في ردود برشيد على كتابتنا التي كانت في جدارية جناح التامي بتاريخ 12/10/2018 ولكن تم مسح كل ما جاء من نقاش بيننا ؛ من جداريته؛ ولازالت موجودة في جداريتي.
13) (عبد الكريم برشيد وخطاب البوح) لعبد السلام لحيابي/2015 إيديسوفت الدار البيضاء
14) نــــفــــسه ص 169
15) عــزلة المسرح في زمن كورونا (10) ملف إعلام الهيئة العربية للمسرح في– 08/06/2020
16) انظر لجداريتنا بتاريخ 04/11/2018
17) كان بالإمكان أن يتمعن القارئ في ردود – برشيد- على كتابتنا التي كانت في جدارية جناح التامي بتاريخ 06/11/2018 ولكن تم مسح كل ما جاء من نقاش بيننا ؛ من جداريته ؛ ولازالت موجودة في جداريتي
18) تصفح العريضة بموقع فبراير كوم بتاريخ 22 أبريل 2019
19) انظر للائحة في موقع – لكم – بتاريخ الخميس 26 مارس 2020
20) تصريحات لبرشيد في مجلة العـدالة والتنمية" عدد 3 - بتاريخ 18/أبريل/ 2020
21) نــــفـــــســهـــا
الهيئة العربية للمسرح وألكسو يعقدان اجتماعا تنسيقيّا -عن بعد- مع بعض مديري مهرجانات المسرح في الدول العربيّة
مجلة الفنون المسرحيةالهيئة العربية للمسرح وألكسو يعقدان اجتماعا تنسيقيّا -عن بعد- مع بعض مديري مهرجانات المسرح في الدول العربيّة
لقاء تفاعلي "عن بعد" حول تداعيات جائحة كورونا على المسرح والمسرحيين
أ.اسماعيل عبد الله: ركزنا على أنشطة لا تتطلب التلاقي والحضور كالنشر والتوثيق واللقاءات الفكرية عن بعد مراعاة لحياة المبدعين والجماهير
أ.د محمد ولد أعمر: قد نحتاج اليوم إلى صيغ جديدة للأداء المسرحيّ لمُواكبة المُتغيّرات والتطوّرات القادمة للأزمة الصحيّة وما بعدها
تنفيذا لمذكرة التفاهم الموقعة بين الهيئة العربية للمسرح والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم(الأليكسو) في 10 يونيو 2015 وعلى إثر الاجتماع الثنائي "عن بعد" الذي عقده المدير العام للمنظمة أ.د محمد ولد أعمر والأمين العام للهيئة ومساعديهما والذي تم يوم الإثنين 19 أكتوبر 2020، نظمت المؤسستان (الهيئة والألكسو) لقاء دراسيا "عن بعد" جمع مديري مهرجانات المسرح ومسؤولي الفضاءات المسرحية بالوطن العربي تحت عنوان " المسرح وأسئلة الاستمرار والإنجاز في زمن كورونا" وذلك يوم الثلاثاء 20 أكتوبر 2020.
افتتح هذا الاجتماع السيد المدير العام للمنظمة أ.د محمد ولد أعمر الذي رحب بالمشاركين في هذه الندوة ونوه بالتعاون المشترك بين المنظمة والهيئة لإنجاح هذا الموعد الذي يجمع عددا من مدراء المهرجانات المسرحية ومسؤولي الفضاءات المسرحية بالوطن العربي، وأشار إلى أن ما تعيشه السّاحة الثقافية إقليميّا ودوليا من مُتغيّرات بسبب الأوضاع الدّقيقة والحرجة التي يمُرُّ بها العالم بأسره جرّاء تفشّي جائحة كورونا وتداعيّاتها وبالخُصوص على فنّ المسرح: فنّ التجلّي والإبداع الإنسانيّ بامتياز، والذي يمُرُّ اليوم بحالة من عدم اليقين في مُستقبله، حيث أُغلقت المسارح وقاعات العُروض وأُلغيت بعض المهرجانات وتأجّل البعض الآخر منها. وتوقّف المُبدعون والفنّانون عن العمل والإنتاج إلى أجل غيرُ مُسمّى تحت تأثير الأزمة الصحيّة، وغدا مُستقبل المهرجانات المسرحيّة بالوطن العربي غامضا...
وأضاف السيد المدير العام "ولأن المسرح فن حي تفاعلي يلتقي مع الجمهور داخل المسارح والقاعات، ويشاهده الناس في شكل جماعي نابض بالحياة،فقد تأثر بالأزمة الصحية العالمية لكوفيد 19 بشكل مباشر وكبير كسائر الفنون الأخرى لأن ميزته الأساسية، وهي التفاعل المباشر مع الجمهور،لم تعد توفرها وسائل التواصل الحديثة التي جاءت كبديل لضمان نوع من "التباعدالاجتماعي والجسدي" المنافي لطبيعة المسرح الفنية والجمالية والإنسانية. كما أن الفنانين المسرحين كانوا من أكثر شرائح المجتمع تأثرا بالأزمة على المستوى الإبداعي والمهني والإقتصادي والإجتماعي. ويتأكّد في هذا الظّرف الدّقيق، الدّور الكبير والهامّ للمسرح كوسيلة لتهذيب الذّائقة الفنيّة وتنميتها، وكأداة لتربية النّاشئة على مبادئ الانفتاح على الثقافات ونبذ الانغلاق والغُلوّ والتطرّف، وكذلك كمُحرّك للتّنمية المُستدامة، بما يُولّده من فُرص العمل وتوفير الدّخل، ممّا من شأنه أن يُسهم في ضمان رفاهيّة الأفراد والمجتمعات.
وختم السيد المدير العام كلمته بالتّساؤل القائم اليوم "كيف يُمكن أن يستمرّ هذا النّشاط الثقافي والفنيّ في ظلّ واقع مُختلف عمّا كان عليه الحال قبل كورونا؟ فقد نحتاج اليوم إلى إيجاد صيغ جديدة للأداء المسرحيّ، وإلى ابتكار أساليب مُتجدّدة قادرة على مُواكبة المُتغيّرات والتطوّرات القادمة للأزمة الصحيّة وما بعدها...وهو ما نتمنّى أن يقع تعميق التّباحث حوله خلال لقائكم هذا بما من شأنه أن يضمن الاهتداء إلى اقتراح البدائل المُمكنة لتعايش المسرح مع الأوضاع الجديدة واستشراف مُستقبل هذا الفنّ النّبيل".
أما الأستاذ إسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح فقد استهل كلمته بتقديم الشكر والثناء للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم على هذه المبادرة القيمة بتنظيم هذا اللقاء التفاعلي "عن بعد" حول "وضعية المسرح بعد كورونا في الوطن العربي"، للتباحث في وضعية المهرجانات في ظل التداعيات الصحية والإجتماعية والإقتصادية المتواصلة من جراء جائحة كورونا، وكذا التفكير في سبل دعم وحماية الفنانين المسرحيين والمهنيين العاملين في القطاع.
وأوضح الأستاذ إسماعيل عبد الله على أن الهيئة العربية للمسرح، تابعت كسائر مكونات المشهد المسرحي العربي تطورات هذا الوباء منذ الإعلان عنه من قبل منظمة الصحة العالمية بقلق وحسرة كبيرين، مما أدى إلى تأجيل كل المهرجانات والأنشطة الحضورية إلى سنة 2021، مع التركيز على أنشطة أخرى لا تتطلب التلاقي والحضور كالنشر والتوثيق واللقاءات الفكرية عن بعد. وذلك مراعاة لحياة المبدعين والجماهير وامثتالا لقرارات السلطات الصحية.
وأشار السيد الأمين العام إلى النقاش الهام الذي ساهم فيه مجموعة من الباحثين العرب في ملف أعدته الهيئة تحت عنوان "المسرح في زمن كورونا"، مؤكدا على أن المسرح لا تكتمل عناصره إلا بالإجتماع بين صناع العرض المسرحي ومتلقيه، بين انفعالات وتوثرات الممثلين فوق الخشبة وبين التواصل اللحظي للجمهور وتفاعله مع العرض. كما أن أهم شروط المسرح هي اللقاء، الحضور، المشاركة والإقتسام.
وأمام كل الإشكاليات التي وضعتنا في مواجهتها كورونا، ومن أجل المحافظة على الإيقاع العادي للحركية المسرحية والحفاظ على خصوصية الطقس المسرحي، أكد الأستاذ إسماعيل على ضرورة طرح الأسئلة العديدة والمتعددة التي طرحها أساتذتنا في الملف المذكور "المسرح في زمن كورونا" بخصوص هذه الصيغ البديلة لتقديم العرض المسرحي، ومنها :
هل عوضت المنصات الإلكترونية ووسائط التواصل الاجتماعي العرض المسرحي الحي واللقاء المباشر مع الجمهور؟
هل نشارك في صناعة الحدث المسرحي بتقديم العرض على منصة إلكترونية؟
هل يتم التلقي الصحيح والتفاعل مع الإبداع المسرحي عبر الأنترنيت؟
هل استطاعت بعض التجارب الحديثة للمسرح الرقمي أن تلغي حب الناس للمشاهدة المسرحية المباشرة؟
هل استطاع الراديو والتلفزيون والسينما قبل هذه الجائحة تعويض الرغبة في الذهاب إلى المسارح؟
كيف يمكن أن نتلقى عرضا مسرحيا عبر الهاتف النقال وفي غياب الفرجة الجماعية أساس اللقاء المسرحي؟
هل من المعقول أن يتدرب المخرج مع ممثليه وفريق عمله عن بعد وعبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
كما ذكر السيد الأمين العام بتأثر المسرحيين أنفسهم بالإحترازات الضرورية التي فرضتها الحكومات لتجنب الوباء، والتباعد الجسدي لوقف انتقال العدوى، والإغلاق الطويل للمسارح والفضاءات والتوقف عن العرض، مما فرض عليهم عطالة قسرية وزج ببعضهم في مشاكل مادية واقتصادية وإجتماعية أدخلتهم في متاهات حياتية صعبة، وأصبح المسرحيون المتفرغون للعمل المسرحي في عديد من الدول وخاصة في وطننا العربي بدون شغل وبدون دخل يؤمن خبزهم اليومي وعيشهم الكريم، وحتى البدائل التعويضية عن الشغل التي أقرتها بعض الحكومات لم تشملهم نظرا لطبيعة العمل الفني الهشة بعدد من الدول.
وختم كلمته بإلحاحه على أن تعود الحياة إلى الخشبات ليحيا المسرح كما ألفناه، يفعل فينا فعله ويتفاعل معنا ومع غيرنا بالتقارب والتلاقي والمحبة، كما نريد لمسرحيينا، الذين قهرتهم ظروف التوقف الإضطراري، العودة السريعة لينعموا في أحضان عشقهم الأبدي بعيش يحفظ كرامتهم.
وبعد ذلك تناولت الكلمة الدكتورة حياة القرمازي مديرة إدارة الثقافة بالألكسو التي وضعت إطارا عاما للندوة من خلال محورين أساسيين وهما الآثار السلبية لجائحة كورونا على المهرجانات المسرحية في الوطن العربي والإنعكاسات الاجتماعية والإقتصادية للوباء على المسرحيين العرب، آملة أن يكون هذا اللقاء مناسبة لطرح مجموعة من الأفكار والمقترحات بخصوص هذه الأزمة وتداعيتها مع التركيز على الحقوق المادية والإجتماعية للفنانين. وستكون مناسبة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم لتجميع خلاصات هذه الندوة، بالتنسيق مع الهيئة العربية للمسرح، وطرحها على مجلس وزراء الثقافة العرب في مؤتمرهم القادم.
وشارك في هذا الاجتماع الذي تولت الدكتورة حياة إدارته بحكمة كبيرة، مجموعة من المبدعين ومدراء ومسؤولي المهرجانات والفضاءات المسرحية في الوطن العربي.
وقبل فتح النقاش قدم الأستاذ الحسن النفالي مدير إدارة المهرجانات بالهيئة العربية للمسرح ورقة موجزة حول الموضوع كأرضية للنقاش، ركز فيها على الوضعية العامة بعد تفشي الوباء والتي تأثر منها الميدان الثقافي والفني عموما والمسرحي على وجه الخصوص، مما أدى إلى إغلاق العديد من الفضاءات العمومية وعلى رأسها المدارس وأماكن العبادة والمقاهي والمسارح والمركبات الثقافية والفنية ودور الثقافة والعرض، هذا إلى جانب إلغاء كل التظاهرات الثقافية والفنية والعروض المسرحية وتوقيف المهرجانات. ونتج عن ذلك شلل في الحركة المسرحية حيث لا تواصل بين الفنانين من أجل إعداد أعمالهم وإنتاجاتهم ولا إمكانية لتقديم عروضهم، وشمل التوقف كذلك البروفات والتداريب فتعطلت مجموعة من المشاريع كانت في طور الإنتاج، ولم يعد هناك مجال لظهور أعمال جديدة ولا مكان يسمح بعرض الأعمال السابقة.
وأشار النفالي إلى عدم تمكن الجمهور من الوصول إلى المسارح على اعتبار أن تنقلات الناس أصبحت ممنوعة وحركاتهم مقيدة، مما أدى إلى تأزيم الوضع في صفوف الفنانين المحترفين والذي يعد الفن مصدر عيشهم حيث صاروا يعانون من ضائقة مالية، بالإضافة إلى عطالة مختلف الهياكل المعنية بسلسلة الإعداد الفني كشركات الإنتاج ومؤسسات الدعاية ومصممي الديكورات والملابس وغيرهم. فما كان أمام المسرحيين سوى الإلتجاء إلى التكنولوجيا الحديثة لبث الأعمال "أون لاين" عبر المنصات الرقمية والمواقع الإلكترونية ومن خلال كل وسائط التواصل الاجتماعي الحديثة.
وطرح مدير إدارة المهرجانات بعض الأسئلة بخصوص دور التكنولوجيا لحل المشاكل التي نزلت على المسرح بسبب جائحة كورونا وحول برمجة بعض الأنشطة والمهرجانات عن بعد. موضحا أن آراء عديدة جاءت في هذا الصدد نسرد منها ما يلي:
أجمع أغلب الباحثين على أن المسرح فن حي يعتمد على التفاعل وعلى التلقي المباشر بين الممثل والجمهور.
التكنولوجيا غير قادرة على تأمين هذه الخصائص التي يتميز بها المسرح بدءا من عدم قدرتها على نقل الطقوس والأجواء الحميمية التي يتيحها العرض المسرحي.
كل التجارب التي تابعناها في ظل جائحة كورونا كانت نقلا بالفيديو لعروض مسرحية مصورة قديما وتبقى نسخا لعروض مقدمة على الهاتف الجوال او على الحاسوب.
إنعدام المشاهدة الجماعية لتلك العروض ومتابعتها بشكل فردي غيب عنها تلك النبضات والأحاسيس التي يتقاسمها المتفرجون بينهم أثناء المعاينة الجماعية.
أرقام المشاهدة التي يتم تسجيلها على مستوى متابعة العروض المسرحية بالمنصات الإلكترونية خادعة ولاتبرر لهذا الإقبال على العروض المصورة.
وخلص المتدخل إلى أن هذه التقنية، مع ذلك، عملت خلال هذه المرحلة على أن تبقي كلمة "مسرح" مسموعة ومتداولة عند الناس، وكانت بديلا مؤقتا عن العرض الحي والمباشر، كما إستطاعت أن تخلق تواصلا جديدا مع فئات أخرى من المجتمع وإن كان الأمر بشكل محتشم، وطالب المسارح والمهرجانات بتوظيف الفضاءات الرقمية لأرشفة منتوجها المسرحي وتوثيقه حتى تغني الخزانة المسرحية بالأعمال المسرحية المسجلة والندوات المصورة، كما يتعين على المسرح بصفة عامة أن يستفيد من التكنولوجيات الحديثة ويوظفها ضمن آلياته وحلوله الإخراجية لتطوير الإبداع.
ويتعين على وزارات التربية والتعليم إدماج المسرح ضمن المناهج التعليمية لتربية الناشئة على حب المسرح وتشجيع كل فئات المجتمع على الذهاب إلى المسرح وخاصة التلاميذ وطلاب الجامعات ومرتادي الأندية وغيرهم وذلك بمراعاة أوقات العروض وتكثيف الدعاية والإعلان عن العروض بتوظيف مختلف الوسائط.
وبعد ذلك فتح باب النقاش للمتدخلين الذين قدموا مجموعة من الأفكار والإقتراحات نوجزها كما يلي:
- اعتماد المداخلات الثلاث كأرضية للنقاش ومنطلق لأي تصور للنهوض بالمسرح العربي.
- التأكيد على ضرورة حضور المسرح العربي عبر البدائل الإلكترونية لمواجهة الغياب في ظل الجائحة.
- التأكيد على الطبيعة المؤقتة للبدائل الإلكترونية لنقل العروض المسرحية والمهرجانات في ظل الجائحة.
- العودة إلى تنظيم المهرجانات والتظاهرات والتعايش مع الوباء.
- التعاون بين المسرحيين العرب لتوحيد ودعم المنصات الإلكترونية وكل الجهود الإعلامية للتعريف بالمسرح العربي وبمختلف التظاهرات والمهرجانات والعروض.
- إقناع الحكومات باستئناف الأنشطة الثقافية والفنية وفتح المسارح والفضاءات الثقافية والفنية وفق الشروط الإحترازية.
- الاهتمام بالأوضاع الاجتماعية للفنانين لمقاومة هشاشة وضع الفنان في الوطن العربي الذي أظهرته كورونا.
- التفكير الجدي في إحداث أو تفعيل القوانين المنظمة لعمل الفنانين في الوطن العربي.
- اقتراح إيجاد قانون موحد للفنان في الوطن العربي.
- الاهتمام بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة في الوطن العربي.
- إحداث صناديق لدعم المسرحيين في الوطن العربي.
- توظيف التكنولوجيات الحديثة لخدمة المسرح في الوطن العربي.
- التأكيد على استمرار التعامل مع المنصات الرقمية والمواقع الإلكترونية لنقل الأنشطة والتظاهرات والمهرجانات والعروض المسرحية مباشرة.
- تواصل اللقاءات والإجتماعات بين المسرحيين تحت مظلة الهيئة العربية للمسرح والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
- إنشاء منصة إلكترونية للورشات التدريبية في مجال المسرح.
- إقامة ورش "أون لاين" بالمقابل لتشغيل ودعم الفنانين المتضررين من الجائحة.
- استمرار المهرجانات الوطنية التي تدعمها الهيئة العربية للمسرح.
- إحداث جريدة إلكترونية تعنى بالمسرح على المستوى العربي.
- دعوة أصحاب القرار للإجتماعات القادمة.
- التطلع إلى مستقبل القطاع المسرحي بعد أزمة كورونا والتحول إلى تقنية ترتكز على الواقع الإفتراضي.
وتم التنويه بكل الأنشطة والمهرجانات التي قاومت الجائحة وأقامت فعالياتها "أون لاين" وخاصة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في مصر ومهرجان المسرح الحر الشبابي في الأردن وأيام قرطاج المسرحية بتونس التي هي في طور الإعداد. كما أعطى بعض المتدخلين فكرة على الواقع المأسوي الذي تعيشه بلدانهم من جراء الجائحة والتأثر البالغ للفنانين بهذا الوباء كما هو الشأن في لبنان واليمن في حين طالب ممثل جزر القمر بالدعم والمساندة لاستنباث المسرح بهذا البلد والذي بدأته الهيئة العربية للمسرح منذ سنوات على إثر زيارة الأستاذ إسماعيل عبد الله لهذا القطر العربي وتنظيم ورشات تكوينية لفائدة الشباب الموهوبين هناك. كما أشار بعض المشاركين إلى بعض المبادرات التي تمت في بعض البلدان العربية لإعادة الحياة الفنية عموما والمسرحية على الخصوص إلى مجراها الطبيعي مع التقيد بالتدابير الإحترازية.
---------------------------------------
المصدر إعلام الهيئة العربية للمسرح
الخميس، 22 أكتوبر 2020
الهيئة العربية للمسرح وأليكسو يجددان التعاون اسماعيل عبد الله : التعاون المثمر بين الهيئة وأليكسو انطلق من التأسيس، وسنحقق معاً خطوات مهمة لخدمة المسرح
مجلة الفنون المسرحيةالهيئة العربية للمسرح وأليكسو يجددان التعاون
اسماعيل عبد الله : التعاون المثمر بين الهيئة وأليكسو انطلق من التأسيس، وسنحقق معاً خطوات مهمة لخدمة المسرح
محمد ولد أعمر : سنضع البرامج الكفيلة بتفعيل استراتيجيات عملنا في المسرح العربي على كافة الصعد وفي كل الدول.
عقدت الهيئة العربية للمسرح والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "أليكسو" اجتماعاً عبر تقنية التواصل الإلكتروني، حضره من طرف "أليكسو" المدير العام أ.د.محمد ولد أعمر ، رفقة د.حياة القرمازي مديرة الثقافة ود.أحمدو حبيبي الخبير في إدارة الثقافة وأ.عبد الهادي الغماري منسق المشاريع بإدارة الثقافة، فيما حضر الاجتماع الأمين العام للهيئة العربية للمسرح أ.إسماعيل عبد الله، رفقة أ.غنام غنام مدير التكوين والتأهيل والمسرح المدرسي وأ.الحسن النفالي مدير إدارة المهرجانات وأ.عبد الجبار خمران مدير التواصل والإعلام.
تناول الطرفان في هذا اللقاء، الظروف الحرجة والاستثنائية التي يعيشها العمل الثقافي عامة والمسرحي خاصة في ظل جائحة كورونا وكذلك ما يعصف في العالم من ظروف أخرى أكثر تعقيداً، وكذلك سعي الجميع في سبيل العمل والتعاون من أجل تخطي ذلك والإسهام في دعم الفنانين المسرحيين في هذه الظروف بمجهودات مشتركة، الأمر الذي يؤكد أهمية التعاون والتنسيق بين منظمة (الأليكسو) والهيئة العربية للمسرح، وإيجاد سبل لتنفيذ مشاريع مشتركة وتحديد الأولويات للمرحلة القادمة.
هذا وقد أشار المدير العام للأليكسو د.محمد ولد أعمر إلى أن الاجتماع مع الهيئة يأتي من أجل المزيد من التنسيق والتكامل بين المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والهيئة العربية للمسرح، امتداداً لما نصت عليه مذكرة التفاهم الموقعة بين (الأليكسو) و (الهيئة) في 10 يونيو 2015 بتونس وتفعيل توصيات مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي في دورته الواحدة والعشرين في يناير 2017 بالقاهرة واجتماعهم في اليكسو في أكتوبر 2018، التي نصت على تفعيل مشاريع "الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية" التي وضعتها الهيئة، لافتاً الانتباه إلى ضرورة الاستمرار في تفعيل "الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية" وتعميمها على كل الدول العربية، كذلك تعميم "استراتيجية تنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي"، والعمل على اعتمادها من طرف اللجنة الدائمة للثقافة العربية تحضيرا لتقديمها لمجلس وزراء التربية والتعليم في الوطن العربي لاحقا.
وأكد ولد أعمر هذه التوجهات بقوله : سنضع البرامج الكفيلة بتفعيل استراتيجيات عملنا في المسرح العربي على كافة الصعد وفي كل الدول.
من جانبه أكد الأمين العام اسماعيل عبد الله أن الهيئة العربية للمسرح وبتوجيهات من رئيسها الأعلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، وضعت في نظامها الأساسي ارتباطها الوثيق بمنظمة (الأليكسو)، فالتعاون المثمر بين الهيئة و أليكسو انطلق من التأسيس، وسنحقق معاً خطوات مهمة لخدمة المسرح.
وأشار أ.إسماعيل عبد الله إلى ضرورة السير قدما والتعاون لتفعيل ما جاء في مذكرة التفاهم الموقعة بين المؤسستين مؤكداً أن المسرحيين العرب يعقدون آمالاً كبيرة وينتظرون من الهيئة والأليكسو ما يسهم في تحقيق هذه الآمال، من هنا تأتي أهمية تفعيل برامج "الاسترتيجية العربية للتنمية المسرحية" و "استراتيجية تنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي"
من ناحية ثانية، أكد المجتمعون على أهمية المسرح المدرسي كأساس للتنمية المسرحية عامة، واعتبروا أن "استراتيجية تنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي"، التي تم إقرارها بحضور ممثلين عن 16 وزارة تربية و تعليم عربية في مايو 2015 بالشارقة، تتضمن قواعد علمية مستشرفة للمستقبل (2015م 2025م).. وحققت منجزات كبيرة، فقد أنجز خبراء الهيئة العربية للمسرح "منهاج المسرح المدرسي" من الصف الأول إلى الصف الثاني عشر والذي اعتمدته وزارة التربية والتعليم في دولة الامارات العربية المتحدة للمدرسة الإماراتية منذ 2018، كما أنجزت الهيئة تدريب ما يناهز 8000 معلم ومعلمة في مجموعة من الدول العربية.
كما أكد المجتمعون على أهمية التدريب والتأهيل والذي عملت الهيئة العربية للمسرح على توجيه مشاريعه وورشه وأنشطته إلى الدول العربية الأكثر احتياجا لمشاريع التدريب المسرحي والتأهيل الفني والجمالي.
وتم في الاجتماع استعراض لأنشطة الهيئة العربية للمسرح الإشعاعية، خاصة المرتبطة بمهرجان المسرح العربي وطبيعته المتنقلة بين الدول العربية والحضور القوي والفعال للمسرحيين العرب وما يحتويه ضمن فعالياته من مسارات للعروض المسرحية ومنها مسار جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي الذي صار جاذباً لأهم العروض المسرحية العربية، كذلك المؤتمرات الفكرية والندوات الإعلامية والتطبيقية والورشات واللقاءات مع مؤسسات مسرحية ومنظمات ثقافية وتكريم العشرات من الشخصيات المؤثرة في المسرح العربي. ومن شأن تفعيل التعاون مع منظمة (الأليكسو) فتح أفق للعمل الإشعاعي المشترك.
كما تم استعراض المهرجانات المسرحية الوطنية التي تنظمها الهيئة في تسع دول عربية، والتي تعتبر دعما كبيرا منها للحركة المسرحية في هذه الدول، وعن الطموح في أن تشمل خطط المستقبل النهوض بالمهرجانات الوطنية في كل الدول دون استثناء.
هذا وقد تم في نهاية الاجتماع الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة من الجانبين لوضع خارطة طريق بغية تنفيذ مختلف البرامج الثقافية المشتركة بين المؤسستين.
الأربعاء، 21 أكتوبر 2020
الثلاثاء، 20 أكتوبر 2020
سامي عبد الحميد- ممثلا - ومخرجا وعلما من اعلام المسرح العراقي والعربي / جوزيف الفارس
مجلة الفنون المسرحيةسامي عبد الحميد- ممثلا - ومخرجا وعلما من اعلام المسرح العراقي والعربي / جوزيف الفارس
كثيرا ما كنا نقرأ في تاريخ بعض الشخصيات المهمة , ونطلع على سيرتهم الذاتية , وكيف ان الاقدار والظروف لعبت دورا في حياتهم ومن خلال تاثرهم بمن يحيطهم , لتختار لهم مسيرة حافلة بالشهرة جائت نتيجة سعيهم وبحوثهم وعطائهم والتي اثمرت عن نجاحاتهم وابداعاتهم .
لم تكن تعلم مدينة السماوة بانها ستنجب كوكبا لامعا سيشع اسمه في مسيرة ساهم من خلالها في تطوير حركة فنية في العراق وفي الوطن العربي , ذلك الطفل الذي نشأ وترعرع في احضان والديه حينما احتضنته السماوة في يوم ميلاده عام 1928 ورسم بميلاده فرحة على وجوه والديه وعلى وجوه المقربين اليهم , كان والده موظفا ومديرا في احدى الدوائر الحكومية والذي كان خاضعا لاوامرها الادارية وبناء على مقتضيات المصلحة العامة اقتضى انتقالهم الى بغداد ليستقروا فيها وينهي دراسته ليحصل على بكالوريوس من كلية الحقوق في بغداد , انما حبه للفن وتاثره بزملاء كانوا يشاركونه التمثيل في كلية الحقوق وتشجيعهم من قبل الاستاذ ابراهيم جلال جعلهم يصقلون مواهبهم وينهون دراستهم في معهد الفنون الجميلة في بغداد , ومن ثم حصوله على دبلوم من الاكاديمية الملكية في فنون الدراما في لندن , وماجستير من جامعة أوريكون في الولايات المتحدة الامريكية , واخيرا نال شهادة الدكتوراه من جامعة بغداد في العراق .
فحينما تقرأ اسم سامي عبد الحميد , يستحضرك تاريخ حافل من مسيرة فنية متالقة وغاية في الابداع , هذه المسيرة الفنية اغناها من خلال الاختبارات الذاتية واستنتاجاته من هذه الاختبارات ليكتشف في نهاية كل مرحلة من مراحل هذه التجارب ملكة فنية ورؤية غاية في الابداع والنضوج ليضخ بها اعماله المسرحية , كان يتعامل مع طلبته تعاملا يسوده شيئا من الحب والرعاية الاخوية ليكسب ودهم ويصبحوا مطواع رؤيته ليجسد من خلالهم نتائج اختباراته ورؤيته الناضجة في الكثير من الاعمال المسرحية والناجحة كمخرج يملك ادواته الحرفية وفنانا متمكنا ومخرجا استطاع انتزاع اعجاب الشريحة المثقفة من الادباء والنقاد المسرحيين , كان يهتم بتربية جسد الممثل ومرونته , اضافة الى هذا اهتمامه بالصوت والالقاء , لقد استفاد من مهنة التدريس في معهد الفنون الجميلة واكاديمية الفنون الجميلة , نتائج اختبارية من طلبة هاتين المؤسستين الفنيتين تمخضتا عن نتائج ايجابية في تثقيفهم بحرفية التمثيل ومهارة هذه الحرفة الفنية في التمثيل والصوت والالقاء والاخراج المسرحي .
اسمه كان وما زال كوكبا مابين كواكب جذور تاريخ في ريادة الحركة المسرحية اغنى بها الساحة الفنية المحلية والعربية من تجاربه زادته بريقا وشهرة بين اقرانه من الفنانين المحليين والعرب , لقد ابهرت اعماله في المحافل الفنية جميع المهتمين في المسرح ولاسيما في المهرجانات المسرحية العربية كممثل ومخرجا زادته حضورا وتالقا وابداعا .
سامي عبد الحميد مدرسة واسلوب انفرد بهما , وهذا يعود لاسباب خاصة به من اهمها اخلاصه وحبه وتقديسه للخشبة المسرحية التي احتضنته .
الذي يتعرف على اسمه ويقف امام شخصه الكريم ليتفاجأ بالخجل الذي يرتسم على وجهه ومجاملته للذين يتوددون اليه منسلخا عن الكبرياء والغرور الذي ينتاب بعض الفنانين , انما هذا الفنان القدير يذهب الى ابعد من هذا بتواضعه وحبه للفن حينما يمثل بين ايدي تلامذته من المخرجين الذين تتلمذوا على أيديه من امثال الفنان د . فاضل خليل . ود . عوني كرومي , ود. كريم خنجر , صاغيا وبكل ممنونية الى الملاحظات التي يؤمن بها ويساعد في معالجة بعض الاشكالات والتي قد تعترض تلامذته في الاخراج ,ويعود هذا الى قوة شخصيته وحضوره الثقافي .
بدأ سامي عبد الحميد مسيرته في المسرح يوم كان المجتمع ينظر الى المسرح على انه مدعاة للرذيلة ونظرة الناس اليه على انه مادون المستوى الاخلاقي , معاناته هي كمعاناة الفنان لقلق زاده وعميد المسرح العراقي الاستاذ المرحوم حقي الشبلي , وغيرهم من الاساتذة الرواد من المسرحيين العراقيين والذين لاقوا السخرية بحق اعمالهم من المجتمع انذاك ويتصدون لكل كلمة بذيئة يصفون بها الفنان العراقي ( دنبكجي , شعار , مطيرجي , قشمر ) وهناك قصة انتشرت في المجتمع العراقي انذاك اي في الاربعينيات من ذاك الزمن انه في احد الايام تعرض احد الممثلين الى المسائلة القانونية , وحين امتثاله امام القاضي ليسأله عن وظيفته فاجابه الممثل بان وظيفته ممثل , فالتفت القاضي الى الكاتب وقال له سجله شعار واسباب هذه النظرة المتدنية ابتدات في الاريعينيات وقت كان المجتمع العراقي جاهلا ومتخلف حضاريا , اي في بداية الحكم الوطني في العراق , بهذه الصفات والنعوت كانوا ينعتون بها فناني العراق والذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل ترسيخ اوتاد بدايته ضمن مرحلة لا يعترفون بانسانية الفنانين , وحتى في المحاكم لا تقبل شهاداتهم , جائت هذه الموجة من الفنانيين المثقفين والذين ينتمون الى عوائل مرموقة وراقية من المجتمع العراقي من امثال ابراهيم جلال وجعفر السعدي ويوسف العاني وجاسم العبودي وبهنام ميخائيل وفي مقدمتهم الفنان الرائد وعميد المسرح العراقي المرحوم الاستاذ حقي الشبلي , وبعد عودتهم من الخارج تشكلت فرق مسرحية للتمثيل منها فرقة المسرح الشعبي وفرقة مسرح الفني الحديث , والفنان سامي عبد الحميد وجعفر السعدي كانوا من مؤسسي المسرح الشعبي , الا ان الفنان الرائد سامي عبد الحميد انتقل الى مسرح الفني الحديث , وبقي الفنان الرائد جعفر السعدي يدير الفرقة بعد ان استقطب اليها فنانون شباب من امثال عوني كرومي ووجدي العاني وزوجته الممثلة القديرة هناء عبد القادر ومعها شقيقتها الفنانه القديرة ماجدة السعدي زوجة الفنان الاستاذ جعفر السعدي , وهكذا بدأ التنافس الشريف بتقديم اعمالا شعبية فيها منتهى الرقي والجمال , مسرحيات غيرت نظرة المجتمع الى المسرح ومن خلال هؤلاء الرواد وتضحياتهم من اجل استقطاب جمهورا مثقفا دعم الاعمال المسرحية ومشجعا لهؤلاء الرواد الذين ساهموا بتطوير حركته ومن جملتهم الفنان الرائد سامي عبد الحميد .
تاثر الفنان العملاق سامي عبد الحميد بالمدارس العالمية وبنصوص كتابها ولا سيما المسرح الواقعي والكلاسيكي , عندما اطلع على اعمال نصوص عالمية ولا سيما بعد عصر النهضة حيث برز كتاب عالميون كانت نظرتهم الى الواقع نظرة نقد ورفض , وقد انتشرت هذه النهضة من ايطاليا والى فرنسا , وحصل تغيير في نمطية العروض المسرحية بعد ظهور المدرسة الواقعية في المنتصف الثاني من القرن التاسع عشر , وبالذات على يد النرويجي هنريك ابسن , وبالفعل مسرحيات ابسن وزملائه اوكست سترتبرغ السويدي الجنسية و مؤلف مسرحية الاب ومسز جوليا , (مسرحية الاب الذي كنت سعيدا بمشاهدة عرضها على مسرح السنتر في بغداد حيث اخرجها المرحوم الفنان القدير د . عوني كرومي وقد قام بتجسيد شخصية الاب ) ,وانطوان تشيخوف الروسي , هؤلاء الكتاب العظام اخذوا منهج تشخيص الواقع المرير بسلبلياته ومعالجتها معالجة وبموجب ماتخدم الانسان والمجتمع في ذالك الوقت , وبهذا بقي المسرح ملتصقا بالمجتمع , ومن خلال هذه الاجواء الايجابية عاشها الفنان الرائد سامي عبد الحميد بدراسة و متاثرا بمضامين هذه النصوص و باساليب طرحها بحيث اصبح لديه رؤية واضحة وثقافة اكاديمية جعلته ان يخط له مسارا فنيا تميز به عن اقرانه ومخرجا رائدا صفقت له الجماهير العراقية وابهرت عروضه جميع المتلقين من الادباء والمثقفين والنقاد من المعنيين في الفنون المسرحية , انه لم يبدأ مقلدا , ابدا , انما بدأ حياته الفنية برؤية متفتحة واسلوب جمع فيه المذاهب والاساليب الاخراجية والتي كان يؤمن بانها ستجسد مضمون اعماله , اي المسرح الشامل , كان ينتهج الواقعية والرمزية والتجريدية , فنان عرف كيف يطوع المسرح ويكيف اعماله بطروحات سادها التجديد والحداثة في الاخراج , كان يعتني في اختيارات نصوصه , ويتفق مع مصمم الاضاءة ومصمم الملابس و يبحث معهم كيفية تنسيق الالوان مع بعضها , وحتى الماكياج كان يتدخل في تصميم ماكياج ممثليه .
وعلى صعيد التمثيل كان له حضورا مسرحيا وتلفزيونيا ومن منا لم يشاهد مسلسل النسر وعيون المدينة سنة ( 1963 ) وشخصية ابو عطية , في هذا العمل الرائع عزف الكاتب المبدع عادل كاظم على اوتار شخوصه سمفونية انفردت بتجسيد مضمون المسلسل , وزادها تالقا وجمالا ابداعات المخرج المرحوم ابراهيم عبد الجليل , والاستاذ سامي عبد الحميد كان احد هذه الاوتار التي عزفت كلمات عادل كاظم بحنجرته ونبرات صوته والقائه المتميز بسمفونية وملحمة لاجمل دراما للتلفزيون العراقي والذي شاركته في تمثيل هذا المسلسل زوجته الفنانه المتالقة الرائدة فوزية عارف .
اهم الافلام السينمائية التي شارك فيها هي :
************************************
اولا – ( من المسؤول ) سنة 1906 من اخراج عبد الجبار ولي .
ثانيا – ( نبوخذ نصر) سنة 1962 اخراج كامل العزاوي - اول فلم عراقي بالالوان . ثالثا – ( المنعطف ) سنة 1975 اخراج جعفر علي .
رابعا – ( الاسوار ) سنة 1979 اخراج محمد شكري جميل .
خامسا – ( الفارس والجبل ) سنة 1987 اخراج محمد شكري جميل .
المسرحيات التي شارك فيها هي :
اولا – ( مسرحية النخلة والجيران ) -- للمخرج الراحل الاستاذ قاسم محمد .
ثانيا – (بغداد الازل بين الجد والهزل )— للمخرج الراحل الاستاذ قاسم محمد .
ثالثا – ( الانسان الطيب ) – للمخرج الراحل د . عوني كرومي .
رابعا – ( قمر من دم ) – للمخرج د . فاضل خليل .
خامسا – ( غربه ) – للمخرج المبدع د . كريم خنجر .
سامي عبد الحميد ولقلق زاده والمؤلف عادل كاظم
قد يتبادل سؤال الى الذهن وهو , من احتضن المسرح العراقي في الاربعينيات ؟ والجواب هو تبنته الاحزاب الوطنية , والرائدة في هذا التبني والاحتضان هي مدرسة التفيض الاهلية , وقد كان يقوم بالتمثيل فيها نخبة من السياسيين المرموقين , ولكن تغيرت الامور فيما بعد ظهور الملاهي في بغداد , ولا سيما ملهى الف ليلة في باب المعظم فكان في هذا الملهى الممثل الكوميدي الفنان جعفر لقلق زاده , والذي كان يقدم اسكتشات كوميدية غايتها التسلية من خلال السخرية وانتقاد الاوضاع المتدنية في المجتمع العراقي , هذه الشخصية التي لم تاخذ مكانتها الاجتماعية الحقيقية في تلك الحقبة الزمنية , حركت مشاعر واحاسيس الكاتب المبدع الاستاذ عادل كاظم بتاليف نصا مسرحيا بعنوان ( نديمكم هذا المساء ) تناول شخصية هذا الفنان والذي اطلق عليه بعض الممثلين في بغداد في وقتها باسم حمادي الهبش , والذي ابدع الفنان القديرسامي عبد الحميد بتجسيد شخصيته على المسرح , وقد نوه الاستاذ الكاتب عادل كاظم بانه تناول حياة هذه الشخصية بطرح رمزي , وهي شخصية تجسد بافكارها ونظرتها الساخرة للاوضاع المتردية في المجتمع , اضافة الى هذا انها رمز لكل فنان يقف بوجه السلطة وبوجه الاستبداد والاستعمار منتقدا الاوضاع المتردية .
ان مسيرة الفنان الاستاذ القدير د . سامي عبد الحميد لا تفي هذه الاسطر لتجسد مسيرته ونضاله من اجل المحافظة على قدسية المسرح العراقي ولا موقعه المتميز في مسيرة المسرح العراقي والعربي , ولا المراكز المهمة والتي تبوؤها ونال الاستحقاق على ادارة كفي المسؤولية الادارية والفنية معا ,اضافة انه نال العديد من الجوائزوالاوسمة منها :
اولا – جائزة التتويج من مهرجان قرطاج .
ثانيا – وسام الثقافة التونسي من رئيس جمهورية تونس .
ثالثا – جائزة الابداع من وزارة الثقافة والاعلام العراقية .
رابعا – جائزة افضل ممثل في مهرجان بغداد للمسرح العربي الاول .
هذه المسيرة الفنية والعطاء الحافل من الابداع والتالق , للاستاذ العزيز بالحق يستحق ان يكون عنوان مسيرته افضل من عنوان هذا المقال : ( علما من اعلام المسرح العراقي ) .




















