أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الاثنين، 21 مارس 2022

انطلاق فعاليات مهرجان نظران المسرحي دورة الفنان الراحل (نزار كاسب) في محافظة البصرة

مجلة الفنون المسرحية


 انطلاق فعاليات مهرجان نظران المسرحي دورة الفنان الراحل (نزار كاسب) في محافظة البصرة

خاص – عدي المختار 

تنطلق في محافظة البصرة جنوب العراق فعاليات مهرجان نظران المسرحي دورة الفنان الراحل نزار كاسب في محافظة البصرة وللفترة من 21/اذار- ولغاية 25 /2022 .
وقال الفنان فتحي شداد رئيس فرع نقابة الفنانين العراقيين في محافظة البصرة في تصريح خص به ( المسرح نيوز ) : تم اكمال كافة الاستعدادات في نقابة الفنانين العراقيين في محافظة البصرة لانطلاق فعاليات مهرجان نظران المسرحي دورة الفنان الراحل نزار كاسب في محافظة البصرة وللفترة من 21/اذار- ولغاية 25 /2022 والتي ستجري فعالياته على قاعة النقابة .
واضاف فتحي : تم في وقت سابق الاعلان عن المهرجان وتشكيل اللجان الخاصة به حيث ضمن اللجنة التحضيرية العليا للمهرجان من ( الدكتور قيس عودة – رئيساً , علي العبيدي – عضواً , صادق عباس- عضواً , رائد عيسى – عضواً , احمد الشمالي – عضواً ) , فيما تألفت اللجنة الفنية من ( علي الاحمد – رئيساً, بدور العبد الله – عضواً, احمد حميد – عضواً , مصطفى مكي – عضواً , علي مشعل – عضواً ) , فيما تألفت اللجنة الاعلامية من ( رائد عيسى – عضواً , محمد العامري – عضواً , نور محمد تقي – عضواً , احمد الغانمي – عضواً , عباس احمد – عضواً , علي الزيدي عضواً , منتظر المسافر – عضواً , انتظار حسن – عضواً , كاظم الموسوي – عضواً ) .
واشار فتحي الى ان لجنة المشاهدة التي اختارت العروض للمنافسة النهائية تألفت من ( الدكتور عبد الله عبد علي – رئيساً , عادل الجبوري – عضواً , يوسف صلاح الدين – عضواً , علي عصام – عضواً , فيما تألفت اللجنة النقدية من ( الدكتور مجيد حميد الجبوري – عضواً , الدكتور صبار شبوط – عضواً , الدكتور طالب هاشم – عضواً, الدكتورة خلود جبار الشطري – عضواً , ماهر منثر – عضواً , عبد الحليم مهودر – عضواً , حيدر الاسدي – عضواً ) , فيما تألفت اللجنة التحكيمية من ( عبد الامير السلمي – رئيساً , الدكتورة ثورة يوسف – عضواً , عبد الكريم العامري – عضواً , الدكتور عبد الزهرة سامي – عضواً , حامد سعيد – عضواً ) .
واوضح فتحي : ان حفل الافتتاح سيكون يوم الاثنين الموافق 21/اذار/2022 وستقدم فيه فرقة الزبير المسرحية مسرحية ( حارس المقبرة ) تأليف هشام المالكي واخراج الفنان الكبير فرحان هادي ,وفي اليوم التالي ستقدم فرقة شناشيل المسرحية مسرحية ( اششش) فكرة واخراج عبد الحسن نوري , ويوم الاربعاء ستقدم فرقة الفنان الكبير محمود ابو العباس المسرحية مسرحية ( نخاسه ) تأليف الكاتب الكبير سعد هدابي واخراج علي الاحمد , ومن ثم تقدم فرقة الزبية الادائية مسرحية مونودراما ( حارس السرير ) تأليف حسين نجم حسين واخراج علي المهدي , وفي يوم الخميس تقدم فرقة جمار للثقافة والفنون مسرحية ( فهرسة ) تأليف علي المدني وعلاء صندوق واخراج علي المدني , ويوم الجمعة تقدم فرقة نقابة فناني البصرة مسرحية ( حقنة ) تأليف واخراج بدور العبد الله , ومن ثم يختتم المهرجان باعلان النتائج وتكريم المشاركين والضيوف .
وتابع فتحي : تم دعوة عدد من الضيوف المختصين في مجال المسرح من محافظات العراق ليشاركونا هذا الحدث المسرحي المهم .
ومما تجدر الاشارة اليه ان الفنان الراحل نزار كاسب الذي تحمل الدورة الأولى لمهرجان نظران المسرحي الأول شرف سمه هو ولد في البصرة عام 1962، وعاش فيها , ودرس في معهد الفنون الجميلة في البصرة وحصل على شهادة البكالوريوس في كلية الفنون الجميلة- جامعة البصرة , وشارك في العديد من الاعمال المسرحية والتلفزيونية , كما وشارك في عدد من المهرجانات المحلية والعربية , واصبح رئيس اتحاد المسرحيين في البصرة عام 2004-2005 وهو عضو نقابة الفنانين العراقيين , ومن اهم اعماله( قمر المدينة)، (باب الفتوح)، (ملابس العيد)، (كاروك)،(الحر الرياحي) واعمال اخرى , كما انه كان مدرباً للفنون في انشطة جامعة البصرة افتقدته الساحة الفنية العراقية في 26/5/2009.

الأحد، 20 مارس 2022

«أيام الشارقة المسرحية».. عروض فنية وتجارب إبداعية

مجلة الفنون المسرحية
 

«أيام الشارقة المسرحية».. عروض فنية وتجارب إبداعية

محمد عبدالسميع (الشارقة)

بمشاركة 11 عرضاً مسرحياً إماراتياً، وحضور 300 ضيف ومشارك من مختلف أنحاء الوطن العربي، تنطلق اليوم بقصر الثقافة بالشارقة فعاليات الدورة الـ31 من «أيام الشارقة المسرحية»، برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وتشارك 7 عروض في المسابقة الرسمية، هي: «سجن القردان»، من تأليف علي جمال، وإخراج عبدالرحمن الملا «كلباء للفنون الشعبية والمسرح»، و«لامع بلا ألوان»، من تأليف سامي إبراهيم، وإخراج إبراهيم سالم «المسرح الحديث»، و«صهيل الطين» من تأليف إسماعيل عبدالله، وإخراج مهند كريم «جمعية دبا الحصن للثقافة والتراث والمسرح»، و«غرب» من تأليف عبدالله صالح، وإخراج محمد سعيد السلطي «مسرح دبي الوطني»، و«أشوفك» من تأليف إسماعيل عبدالله، وإخراج حسن رجب «مسرح أم القيوين الوطني»، و«شوارع خلفية» من تأليف إسماعيل عبدالله، وإخراج إلهام محمد «مسرح خورفكان للفنون»، و«رحل النهار» من تأليف إسماعيل عبدالله، وإخراج محمد العامري، «مسرح الشارقة الوطني».
وعلى هامش التظاهرة، يتم تقديم 4 عروض، هي: «جمر القلوب» من تأليف محمد المهندس، وإخراج سعيد الهرش «مسرح الفجيرة»، و«الياثوم» من تأليف سالم الحتاوي، وإخراج حمد عبدالرزاق «مسرح ياس»، و«حرامي الفريج» من تأليف أحمد الماجد، وإخراج بلال عبدالله «مسرح دبي الأهلي»، و«طار وطاح» من تأليف مرعي الحليان، وإخراج أحمد الأنصاري «مسرح رأس الخيمة الوطني».
وتُنظّم سهرات فنيّة، وندوات ونشاطات ذات علاقة بالمسرح، هي: لقاء مع مدير «أيام الشارقة المسرحية» أحمد بورحيمة، يوم السبت 19 مارس، وشهادة إبداعية بعنوان «تجربتي المسرحية» يقدمها الفنان السوري أسعد فضة، ومحاضرة «المسرح الإماراتي بين اليوم والغد»، للدكتور حبيب غلوم، ومحاضرة «المسرح الإماراتي بين الحاضر والمستقبل» للفنان مرعي الحليان، بالإضافة إلى ندوة «المرأة العربية وتحديات مهنة الإخراج المسرحي»، وورشة «ذاكرة المؤلف ودورها في تطوير قدراته الأدائيّة» يقدمها عماد المي، وورشة «ثقافة الممثل: مصادرها وتأثيراتها» يقدمها شادي الوالي، وندوة «ترجمة النفس وما الأثر الثقافي لسير رواد المسرح العربي»، وفعالية الملتقى الفكري الذي يقام تحت عنوان: «المسرح.. نافذة أمل».


شخصية مكرمة
وفي هذه الدورة تكرّم «أيام الشارقة المسرحية» الفنان الإماراتي بلال عبدالله، كشخصيّة محليّة مُكرّمة، تقديراً لمجمل ما قدمه من عطاء فني طوال العقود الثلاثة الماضية، واحتفاءً بحضوره المبدع والمتجدد في التمثيل المسرحي.
وبلال عبدالله من مواليد مدينة دبي (1966)، وهو ممثل ومخرج ومؤلف في المسرح والإذاعة والتلفزيون، وقد برز للمرة الأولى في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وأول مشاركة تمثيليَّة رسميَّة له جاءت عبر دور محدود في مسرحيَّة «المخدوع» (1987) من تأليف عيسى سلطان لوتاه، وأعدها للمسرح ضاعن جمعة، وأخرجها أحمد الأنصاري، وقدمت في الدورة الثانية من مهرجان المسرح الخليجي للشباب، الذي أقيم في الشارقة، وفي عام 1988 فاز بأول جائزة له عن مشاركته بالتمثيل في مسرحيَّة «أغنية الأخرس» من تأليف وإخراج د. حبيب غلوم، التي قدمت في الدورة الثالثة من المهرجان ذاته.
ثم توجه بلال إلى مسرح الطفل، وظهر إلى جانب مجموعة من الممثلين البارزين خلال تلك الفترة في مسرحيَّة «بطوط الشجاع» (1989) من تأليف علي الشرقاوي، وإخراج حسن رجب، وإنتاج مسرح الشارقة الوطني، وفي عام 1992 سجل بلال حضوراً متميزاً في مسرحيَّة «جميلة» من تأليف وإخراج جمال مطر، وفاز عام 1998 بجائزة التمثيل عن دوره في مسرحيَّة «عرسان عرايس»، من تأليف وإخراج عمر غباش، حين قدمت في الدورة الثامنة لأيام الشارقة المسرحيَّة.
وفي السنوات التالية استمرت تجاربه التمثيليَّة عبر مجموعة واسعة من العروض المسرحيَّة، للكبار والصغار، حيث تُوّج بجائزة التمثيل (دور ثان) في أيام الشارقة المسرحيَّة، حين شارك (2001) في مسرحية «بيت القصيد» من تأليف عبدالله صالح وإخراج أحمد الأنصاري، وفاز بجائزة التمثيل (دور أول) في المهرجان ذاته (2005) عن دوره في مسرحيَّة «تخاريف حصان»، من تأليف وإخراج الكويتي ناصر كرماني.
وفي العقدين الأخيرين، شارك بلال بالتمثيل في عدد من العروض المسرحيَّة التي قدمت في أيام الشارقة المسرحيَّة، مثل «قرموشة» (2011) من إخراج أحمد الأنصاري، و«مساء الورد» (2013) للمخرج العراقي محمود أبو العباس.
أما على صعيد الإخراج فكانت مسرحيَّة «لا حيلة» (2008) تأليف سعيد إسماعيل، أولى تجاربه، ثم «الجنرال بلول» (2010)، و«وين الشنطة» (2012) التي قدمها في السعوديَّة، وكذلك مسرحيَّة «جني وعطبة» (2017) التي قدمها في سلطنة عمان، وهذه المسرحيات الثلاث الأخيرة من نوع المسرح الجماهيري. وفي مجال التأليف صدرت للفنان بلال مجموعة نصوص مسرحيَّة موجهة للأطفال، تحت عنوان «أحلام الزهور» من منشورات دائرة الثقافة في الشارقة 2014.
وفي إطار تكريمه، تُعقد ندوة حول مسيرته مع التمثيل، كما سيصدر كتاب يعكس جانباً من سيرته مع المسرح، ويتضمن شهادات لمعاصريه من المسرحيين المحليين والعرب حول تجربته الفنيَّة المستمرة.

تكريم النبهان
كما يقام حفل تكريم جائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي، إذ يُكرم في هذه الدورة الفنان الكويتي جاسم النبهان، حيث أكّد مدير أيام الشارقة المسرحية أحمد بورحيمة أنّ النبهان قدم أعمالاً مسرحية هادفة في مضامينها، ثرية في أساليبها، أحبها جمهور المسرح المتنوع، وتفاعل مع نهجها في تناول قضايا المجتمع وهموم الناس، بالفكر المستنير والحس الراشد والشكل الفني الممتع والجاذب لكل الفئات، كما رسّخ النبهان بالصبر والاجتهاد والإيمان بالذات تجربة إبداعية فريدة، تكاملت فيها خبراته التمثيلية والإخراجية، ومثلت همزة وصل لأجيال من فناني دولة الكويت.
والنبهان هو ممثل ومخرج مسرحي وتلفزيوني رائد، تعلّم التمثيل في المعهد المسرحي الذي أسسه الفنان المصري الراحل زكي طليمات في الكويت، مطلع ستينيات القرن الماضي، وانتسب إلى فرقة المسرح الشعبي في الكويت عام 1964، وأول مشاركة تمثيليَّة له مع الفرقة كانت في مسرحيَّة «الجنون فنون» من تأليف عبد الرحمن الضويحي، وإخراج خالد الصقعبي، ثم شارك في مسرحيَّة «يمهل ولا يهمل» (1966) التي كتبها صالح موسى وأخرجها عبدالرحمن الضويحي، ويردّ النبهان شهرته كممثل إلى بطولته مسرحيَّة «العلامة هدهد» عام 1970 من تأليف صالح موسى، إخراج إبراهيم الصلال، وفي الفترة من (1979 - 1982)، توجه النبهان إلى الإخراج المسرحي، حيث قدم على التوالي مسرحيَّة «العاجل يقول أنا»، تأليف فوزي الغريب، ثم مسرحيَّة «3 في 3»، تأليف رضا علي حسين، و«زوجة من سوق المناخ»، تأليف إبراهيم العواد.
وخاض النبهان خلال عقد الثمانينيات جملة من التجارب التمثيليَّة فيما يعرف بـ«المسرح الخاص»، لاسيما مع فرقة المسرح الكوميدي الكويتي، في أعمال مثل «دقت الساعة»، و«حامي الديار»، تأليف مشترك لسعد الفرج وعبد الأمير التركي، وإخراج الأخير. كما شارك النبهان بالتمثيل في أعمال مسرحيَّة وجدت رواجاً عربياً خلال فترة السبعينيات، وهي من إخراج بعض أساتذة معهد الكويت المسرحي، مثل سعد أردش الذي قدمه في مسرحيَّة «رسائل قاضي إشبيلية» (1975)، وكذلك المخرج أحمد عبدالحليم الذي عهد إليه بدور أساسي في مسرحيَّة «مغامرة المملوك الجابر» (1976) التي يعدها النبهان من أهم تجاربه الأدائيَّة.
 وفي عام 2009 شارك النبهان بالتمثيل إلى جانب 25 ممثلاً وممثلة من ثقافات متعددة، في مسرحيَّة «ريتشادر الثالث.. مأساة معربة»، للمخرج الكويتي سليمان البسام، التي عرضت في بلدان عربيَّة وغربيَّة عدة، ومن بين أحدث العروض التي شارك فيها بالتمثيل مسرحيَّة «دربج خضر» (2018)، من تأليف وإخراج خالد الراشد.



حكاية جديدة
وحول «أيام الشارقة المسرحية»، أعرب الفنان عبدالله صالح عن سعادته لهذه التظاهرة المسرحية المهمة، التي كان لها الفضل في تطوير مستواه والأخذ بيده وتحسين أدواته في مجال المسرح، معتبراً نفسه أحد أبناء «الأيام». ومن ناحية أخرى أكّد صالح أنّ الجمهور الإماراتي والعربي أيضاً ينظر للمسرح الإماراتي نظرة احترام وتقدير، مشيراً إلى أنّ جائحة «كورونا» كان لها تأثيرها السيئ على المسرح مثل كلّ الفنون والتظاهرات الثقافية بشكل عام، ولذلك فإنّ انطلاق الدورة الحادية والثلاثين هو تعبير عن كسر حدّة التوقف وإعلان مفرح باستمرار دورات المسرح القادمة. 
وعن تجربته، قال صالح إنّ المسرح في الشارقة الذي يحظى بدعم كبير من صاحب السمو حاكم الشارقة، كان سبباً في مشاركته من خلال مسرحيّته التي استغرق وقتاً طويلاً في كتابتها، حيث تأثّر بالكاتب المغربي حسن هموش، في مسرحية «ضيف الغفلة»، فأعاد صياغة الفكرة في حكاية جديدة أطلق عليها «غرب»، وتقرأ بشكل كوميدي كيف يكون الشخص الغريب مقحماً على حياة عائلة في محاولة للهيمنة والسيطرة، ولذلك فهي محاولة لكشف نوازع هؤلاء الأغراب ومدى تأثيرهم ومعرفة نواياهم في إسقاطات يحملها شكل الكوميديا السوداء على المسرح، مؤكداً توافق الرؤية بينه وبين المخرج في هذا العمل الذي يسعد أن يقدمه في عروض الأيام المسرحية بالشارقة في دورتها الحالية.

«صهيل الطين».. الجلاد والضحيّة
من العروض المشاركة في المسابقة الرسمية مسرحية «صهيل الطين»، من تأليف إسماعيل عبدالله وإخراج مهند كريم «جمعية دبا الحصن للثقافة والتراث والمسرح»، وتأتي قوّة هذا العرض في أنّه يختبر الذات في المواجهة وعنفوان الإحساس أمام التحجّر أو اللاشعور، من خلال فكرة الجلاد والضحيّة، والسيطرة التقليدية، من خلال شخصيتين على المسرح هما الأب والبنت التي تحاول الخروج من السيطرة والقبضة الأبوية، حين تكون رغبة الأب في نحت الطين بعد تجميعه ليصبح بشراً متحجراً. فهذا العرض هو بمثابة صرخة أمام قمع طويل في حلم نحو تمثال من طين وماء، وفي ذلك مخالفة صريحة لحلم الأب في الحصول على تمثال من طين ونار، فتكون المواجهة والإصرار في أن تصنع البنت تمثالها الخاص بها، وتكون الصدمة عبر خروجها عليه وعلى إرادته، فيكون مصيره أنّه ينزلق إلى النار التي يشوي بها التماثيل، بعد محاولات منه لرمي البنت في هذه النار لتتحجّر وتتخلّد، وبذلك تأتي روعة المسرحية في فكرتها وتجسيدها وقدرة الكاتب إسماعيل عبدالله على الإمساك بزمام الثيمة والاشتغال الواعي على فلسفة النص.

جائزة التأليف المسرحي
فاز بجائزة الشارقة للتأليف المسرحي 2021- 2022 في النصوص المسرحية للكبار بالمركز الأول الكاتب العماني أسامة بن زايد عن نصّه «اللعب على حافة الشطرنج»، وحاز المركز الثاني الكاتب العُماني بدر الحمداني عن نصّه «فراشات»، وحصد المركز الثالث الكاتب السعودي ياسر بن يحيى عن نصّه «أسطورة المقام».

«لامع بلا ألوان»
من جهته، رأى المخرج إبراهيم سالم أنّ أيام الشارقة المسرحيّة هي فعل مسرحي لا يقف فقط عند فترة انعقاده، بل هو عمل مؤثر في العديد من التجارب المقبلة والسابقة، فهي ستارة مسرحية مهمة ترفع كلّ عام لخلق فضاءات من الإبداع والتميّز، لترفد المسرح بالعديد من الأفكار والأعمال طوال العام، فتكون الدورة الجديدة في هذه التظاهرة القويّة مهيأةً لتحمل هذه الأعمال وتكرسها، فالمسرح كما يؤكد الفنان سالم ينطلق من رسالة نبيلة، وظلّ شاهداً على حياة الناس وتفاصيلهم اليومية، وقضاياهم التي يعيشونها، إضافةً إلى أنّه يسهم بشكل قوي في التعبير عن الأحلام والرؤى والطموحات المجتمعية، كما أنّ له دوراً كبيراً في تثقيف الشعوب وتنويرها، إلى جانب الترفيه والمتعة بطبيعة الحال.
وعن مشاركته في «الأيام» قال الفنان سالم إنّه يشارك مخرجاً لمسرحية «لامع بلا ألوان»، وهي من تأليف سامي إبراهيم، كعمل كوميدي يعالج موضوع التقاعد والتكاسل عن تحقيق الطموح بانتظار أن يأتي إلينا، إذ يدور العمل حول فكرة فنان مسرحي متقاعد ينتظر مكالمة مهمّة تغيّر حياته، في حين أنّ عليه أن يسعى لتحقيق أهدافه وأحلامه وألا يعيش مع الوهـم في انتظار النجاح.

----------------------------------
المصدر : الآتحاد

قراءة في عرض مسرحية خلاف / أطياف رشيد

مجلة الفنون المسرحية


قراءة في عرض مسرحية خلاف

مسرحية خلاف من تاليف وإخراج مهند هادي وتمثيل سهى سالم وهيثم عبد الزراق ومرتضى حبيب، قدمت على خشبة مسرح الرشيد يوم الخميس ١٧/٢/٢٠٢٢
تبدأ المسرحية بتقديم للحالة التي تعيشها الشخصية الرئيسية امل والتي لها من اسمها نصيب كما يذكر (الراوي)الصوت خارج الخشبة ،ثم ينتقل بنا المشهد الى محاولة اقناع الابن لوالدته ان يسافرا معا الى اسطنبول فيغريها بحكايات السلاطين والاميرات وهناك يختفي الابن لتبدأ سلسلة الانكشافات عن خلفية شخصية الام ومن ثم شخصية الابن، روح العمل الثوري والتقدمي لدى امل التي نشأت في بيت يساري ساهم ابوها في تلقينها كل مباديء اليسار من شعارات وهتافات واغان بل وحتى المرجعيات الفلسفية والفكرية ،وكان هذا البيت هو موطن كل الرفاق وتجمعهم فورثت كل شيء عن الاب الفكر والبيت والرفاق ،حتى احبت احدهم وتزوجته وانجبت ولدها كامل او كاميلو كما تحب ان تناديه ،قبل ان يقتل الزوج قبل ولادة هذا الابن. اختفاء الابن هو اللحظة المفصلية في المسرحية التي فتحت النوافذ على الماضي وقذفت بشراراته نحو المستقبل المتمثل بالابن حيث صراع الجدل الفكري بين معسكرين اليمن واليسار ،وفكرة تشريع القتل واختلاف وتباين أهدافها حين يكشف المحقق للام ان ابنها هو احد أعضاء تنظيم داعش الإرهابي وهو واحد من اربعة اختفوا بنفس الطريقة هناك في اسطنبول وقد عثر لهم على فيديو يبين انتمائهم.في مشهد الحلم ،تحلم امل ان ابنها يعود مغطى بالوحل الأسود وانه يحدثها بان الحوريات قد خدعنه كما خدعن اسماكا أخرى وفي هذا اشارة واضحة لمرجعيته الفكرية وهكذا كانت أولى إشارات الخلاف وحوار المحقق (هيثم عبد الرزاق) ساهم في الكشف شيئا فشيئا عن تلك الخلفيات بل كانت حوارات تضرب عميقا في جوف المخفي لتكشف فساد السلطة ،السلطة السياسية في كل مكان التي تجعل من الجميع وقود لها ،بيادق تستفيد منها لتشعل الحروب والصراعات في أي مكان وفي أي وقت (فالعدو ثروة والجهل ثروة) بيد السياسة الفاسدة التي تجد مصلحتها في اللعب على العقائد الدينية حينا والأفكار التنويرية والثورية حينا اخر وبكل مستويات الشر.تفضي سلسلة الكشوفات بمرافقة الذكريات لحياة امل وتوجهاتها الايدولوجية الى ان فكرة القتل بحد ذاتها لها نفس الدافع وهو الدفاع عن الفقراء والمستضعفين والدفاع عن الفكر والعقيدة كما يتضح من حوارها مع ابنها من ان القتل لا يختلف في الحالتين . ولا يعود الابن ثانية بعد اختفاءه قرب البحر وياتي المحقق ليخبر الام امل ان القضية أغلقت وتعود امل وحيدة الا من مرافقة خيال ابنهاوذكريات ماض مليء بمجد الثورة والتنوير والشعارات التي تربت وعاشت معها ولاجلها،وبرفقة الحبوب المهدئة التي ادمنتها لتخفيف المها ومعاناتها في اختفاء الابن،فقد عالج بموضوعية وجمالية واحدة من اهم قضايا العصر وهي اختلاف العقائد والأفكار . في تفوق رائع للبناء صورة المشهد في كل جوانبها مستثمرا سماء الغرفة/الخشبة لاظهار البحر والشاطيء حيث اختفى الابن .
اعتمد المخرج مهند هادي بشكل أساس في اخراج مسرحيته خلاف على بناء الصورة التي تذكرنا بجماليات الصورة السينمائية ،وتكوينات الديكور المتحرك التي انسجمت بانسيابية مع حركة الممثلين وبتناغم مع الاضاءة ،قطعتا الديكور المتحركة اللتيان وظفهما ليكونا بدلالات مختلفة في كل مرة ،فتارة هما جدران البيت التي تضيق او تتسع وتارة هي النوافذ حيث يطلان من خلالها على العالم ويرقبانه كما يرقبهما وأيضا الغرفة الخاصة التي يجري بداخلها حوار الام وابنها في تنبيهها له حين اكتشفت صلته بافراد تنظيم داعش وميله لهم، وحين اخر هي المحيط الخارجي حين يضغط بثقله على حياة امل.كان لتكرار بعض الحوارات والحركة المرافقة كرد فعل لها دلالتها الجمالية ورمزيتها للفعل تاكيدا لقوة هذا الفعل ،كما تكرر هذا الشكل من الفعل امام المحقق ومع الابن ولكن الشكل الأكثر تاثيرا كان لحركة المجموعة مع شخصية الابن حين يحاور الام مع مجموعة تؤدي نفس الحركات ولها الصوت نفسه،صوت الابن كاميلو ،دلالة انشطار الشخصية وانتشارها كوجود مؤثر يتكاثر ويتحدث بذات اللغة ونفس التبريرات ، كان أداء الفنان مرتضى حبيب مع المجموعة متناسقا احترافيا عزز من تنامي إيقاع العرض الذي كاد في بعض الأحيان ان ينزلق للرتابة بسبب الراوي، صوت الراوي الذي كان يقدم وصفا عن حالة السيدة امل وتفاصيل حياتها وخلفيتها وتاريخ الشخصيات الأخرى وبعض المعلومات عن حالتها في اللحظة الانية أيضا بطريقة الراوي العالم بكسر اللام بكل شيء .ولكن مزج المخرج بين السرد والصورة المسرحية بطريقة معبرة،أدت دورها في الانتقالات بين الاحداث. كل حركة للديكور ذات الاشكال المربعة والمحتوية على ستائر في اطارها الداخلي مكنت الممثلين من المرور خلالها كما كانت موظفة بشكل ممتاز وذكي لاجتراح المعاني والمضامين من النص الذي وضعه المخرج بنفسه فهو العارف بسياقاته،لقد كان العرض مفتتحا رائعا لموسم دائرة السينما والمسرح ٢٠٢٢لعروضها المسرحية وهو عرض يستحق الإشادة لما فيه من الاحترافية والسبق في كل مفاصله.


السبت، 19 مارس 2022

مسرحية " خِلاف " للمخرج مهند هادي بين مساحة الفكر وممكنات الشكل الفني / جبّار ونّاس

مجلة الفنون المسرحية

قراءة في مسرحية كلكامش الذي رأى / اطياف رشيد

مجلة الفنون المسرحية
قراءة في مسرحية كلكامش الذي رأى 

تحتل موضوعة التراث الحضاري والتاريخي في مسرح الطفل والفتيان اهمية كبيرة ومكانة مهمة من بين كل الموضوعات التي تناولها حيث انها تلعب دورا فعالا في التعريف به ورسم صورة متجددة عن هذا الارث محققا بذلك فائدتين هما الفائدة الجمالية للعرض المسرحي بصريا وسمعيا والفائدة المعرفية والتوجيهية والاخلاقية من خلال الصياغة الفنية المحكمة والقادرة على اغناء الذائقة وخيال الطفل والناشئ.وهو من الصعوبة بمكان ان اغلب العروض التي تتناول هذه الموضوعات تقع في فخ الرتابة والسردية.من هنا يعد عرض مسرحية كلكامش الذي رأى قد حقق امتيازا واستثناءا فارقا في التصدي لملحمة وطنية وعربية وعالمية مثل ملحمة كلكامش اذ حرص المخرج د.حسين علي هارف كما ذكر في كلمته على تقديم الحكاية (كما هي مع قليل من التصرف والتدوير الدرامي)فالمسرحية تحكي عن كلكامش الملك جسدها على الخشبة الفنان ناجد جباري والأداء الصوتي للدكتور جبار خماط، فتبين بعض من صفاته التي يغلب عليها الطغيان والظلم والذي تجسد في نقطة جوهرية واساسية ركز عليها العرض وهي شغفه بالنساء واستئثاره بالليلة الاولى لكل عروس مما اثار غضب ورفض الشعب تجاه هذه الافعال الشنيعة .ومن ثم تعرض المسرحية علاقته بانكيدو الذي جاءه محاربا اياه تلك العلاقة التي بدأت بعراك وعداوة وانتهت بصداقة .وهذه الصداقة هي نقطة التحول التي اسهمت في تغيير تفكير كلكامش.ومن ثم وفاة هذا الصديق العزيز لتاتي مرحلة التفكير الفلسفي في ماهية الموت والوجود والخلود ليكتشف كلكامش تاليا في مسعاه في البحث عن عشبة الخلود من ان الخلود الحقيقي هو بالعمل وبالعمل فقط يخلد الانسان وتعمر الاوطان وهي الثيمة الاساسية للعرض. قدم العرض بطريقة الراوي/الحكواتي الذي جسد دوره الفنان خالد احمد مصطفى (السومري)بأداء صوتي للفنان فاضل عباس حيث جاء منسجما مع الحركة التي كان لها الاثر الواضح على جمهور المتلقين من الاطفال واليافعين الذين حضروا العرض وبالاضافة الى الاضاءة التي عززت من أهمية الراوي كما حددت منطقة القيثارة السومرية في مقدمة يمين المسرح (من جهة الجمهور) على الرغم من قطعة الديكور هذه القيثارة السومرية لم يكن وجودها اكثر من قطعة تزيينية يتحرك من حولها الحكواتي ولم يكن وجودها ذا صلة باي من حديث وحوار الحكواتي اثناء عرضه للقصة..وطريقة تقديم العرض المسرحي بطريقة الحكواتي/الراوي وبخاصة عروض مسرح الطفل هي واحدة من العناصر الفعالة والتي تساهم في شد جمهور الاطفال لتسلسل الاحداث والتشويق والترقب لما سياتي بطريقة سلسة تسمح للخيال ان يتفتح في استنتاج وتوقع الاحداث.وهو ما برع فيه الفنان خالد احمد مصطفى.العرض جمع بين فنون ثلاثة مهمة تظافرت في صياغة المشاهد وابدأ باكثرها تماسا مع القصة/الحدث وهو فن العرائس والدمى .حيث كانت من تصميم وتنفيذ الفنان المبدع علي جواد الركابي .فدمى شخصيات الملحمة كلكامش وانكيدو وسيدوري و.... عكست مهارته واتقانه لهذا التخصص المهم في مسرح الطفل .بدأ من تصميم الرأس الذي لم يكن شكلا جامدا بل صاحبه تحريك لشفاه الدمى والمصاحبة بالتأكيد لحركة الممثلين اثناء اداءهم، وتصميم العقرب والثعبان او الحية التي التهمت عشبة الخلود. ان التصميم بالحجم الذي قدمت به وفر إمكانية حتى للمتلقي الطفل ان يميز بين الشخصيات بشكل جلي،وحركات الفنان علي جواد في العقرب بصوت عبد الرحمن مهدي والثعبان كان اداء مفعما بالحيوية والرشاقة وبالتأكيد لتجسيده شخصية انكيدو ايضا وباداء صوتي للفنان الرائد سامي قفطان وكذلك شخصية اورشنابي.ولكن اذا اردنا ان نؤشر نقطة على سبيل الافادة الجمالية برأي لو كانت رؤس الدمى غير محمولة باليد بل تلبس وبشكل ثابت على جسد الممثل كانت لتسهل حركة الممثلين الذين كانوا مقيدين بحملها اثناء التمثيل.العرائس او الدمى انسجمت مع حركة الممثلين المدروسة مع الاداء الصوتي الفخم مع حركة راقصي الكيروكراف وهو الفن الثاني الذي افاد منه المخرج حسين علي هارف ووظفه لخدمة الفكرة العامة وبطريقة سلسة للمتلقي.الكيروكراف والحركات التعبيرية التي صممها الفنان محمد مؤيد واداها مجموعة من الراقصين في تشكيلات تعبيرية لتجسد انتقالات الفعل وتصاعد الايقاع قدمت ايضا جوانب الحكاية سواء بتجسيد الصراع الداخلي للشخصيات او في الصراع مع خمبابا برفقة انكيدو .وكما هو معروف عن الفنان محمد مؤيد حرفيته ونشاطه في هذا الحقل الجمالي الذي قدم فيه اعملا رائعة منذ تأسيس فرقته في العام ٢٠١٠ وتقديم عرض (انا)عام ٢٠١١.وتوجهه واهتمامه بحياة الانسان في الحروب والكوارث البشرية فهو هنا كان يقترب في تشكيلاته التعبيرية وتصميم الرقصات المنسجمة مع روح الحكاية الملحمي التي ترفض سيطرة سلطة طاغية على حياة الشعوب .وعن ثالث الفنون الجميلة المساهمة في عرض كلكامش الذي رأى، هو فن خيال الظل وتداخله مع البناء الجمالي والتعبيري وبتصميم الدكتور احمد محمد عبد الامير الضليع في هذا الاختصاص والفن الصعب في صنع مشهد مسرحي معبر ودال وقادر على شد انتباه المتلقي مترافقا مع الموسيقى والرقص التعبيري والمشاهد المعروضة بالداتا شو اذ خلقت بمجملها لغة بصرية ساهمت بتكوين الجو العام ورؤيا المخرج .اما الاناشيد المصاحبة بكلمات بسيطة وعبارات واضحة قدمت المعنى والهدف والفكرة بدون حواجز لغوية ومتسقة مع حركة الممثلين والرقص التعبيري وخيال الظل في وحدة بصرية خلقت جوا معرفيا وهو غايتها الاساسية.
كلكامش الذي رائ عرض وظف فيه المخرج ومعد النص حسين علي هارف (وهيئة الإخراج كما يذكرها دليل العرض د.احمد محمد عبد الأمير ومحمد مؤيد وعلي جواد الركابي) عناصر مختلفة ليكون العرض بمكانة الملحمة واهميتها وهو نجح الى حد ما في ذلك فهناك بعض مفاصل العرض لم تكن بالمستوى المطلوب منها التحول والانتقال من العداوة الى الصداقة الحميمة بين كلكامش وانكيدو هذا التحول السريع وبطريقة غير مبررة دراميا فهي لم تاخذ مساحتها للكشف عن هذا التحول فمن حق المتلقي من الاطفال ان يفهم السبب والسر في ذلك.كما ان الايقاع كان بمشاهد معينة بخاصة مشهد كلكامش مع اوتونوبشتم وصل حدا من الرتابة حتى ان الصوت خفت ولم يفهم الحوار بصورة واضحة فضاعت تلك اللحظة المهمة التي دلته على الطريق في بحثه عن الخلود، بالإضافة الى الموسيقى التي صاحبت الرقصات التعبيرية كانت كما لو انها وصفة جاهزة نقلت من عروض سابقة . واخيرا كان من المفيد جدا لو قدمت في بداية المسرحية بعض من منجزات كلكامش في الوركاء ليتسنى التعرف على عظمة هذه الشخصية ،فالصورة الأولى ولدت انطباعا عنه كونه طاغية وهو ما يولد النفور لدى المتلقى. ولكن يبقى هذا العرض الذي قدم في مسرح كلية الفنون الجميلة /قسم المسرح، تجربة غنية ومهمة في مسرح الطفل والفتيان تحسب لكل كادرها وخطوة في المسار الصحيح لننهل من ارثنا الحضاري الزاخر تقدم لابناءنا ليتفكروا بحضارتهم وتاريخهم الأصيل.

الشيخ سلطان القاسمي يفتتح الدورة الـ 31 من أيام الشارقة المسرحية بحضور كوكبة من صناع المسرح في العالم العربي

مجلة الفنون المسرحية 
الشيخ سلطان القاسمي يفتتح الدورة الـ 31 من أيام الشارقة المسرحية بحضور كوكبة من صناع المسرح في العالم العربي 

عبد الستار ناجي - الشارقة

وسط اجواء احتفالية مقرونه بالعمق الثقافي والابداعي كان موعد اهل المسرح في العالم العربي مع افتتاح اعمال الدورة الحادية والثلاثون الايام الشارقة المسرحية حيث جاءت كلمة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة عضو المجلس الاعلي لدولة الامارات العربية المتحدة لتذهب الى مناطق تؤكد على اهمية الثقافة في انقاذ البشرية من اتون تلك الحروب الطاحنة والازمات حيث اكد سموه  أن الثقافة بكل أشكالها من مسرح وفنون وشعر وقصة ورواية وآداب، وعلوم ومعارف، تشكّل أداة راسخة لحماية المجتمعات وتحقيق الطمأنينة لها من كل ما يواجهها من تحديات مختلفة تستهدف وحدتها وهويتها وأخلاقها ودينها.
جاء ذلك في كلمة سموه التي ألقاها -  مساء أمس الخميس، بقصر الثقافة، خلال افتتاح فعاليات الدورة ال 31 من أيام الشارقة المسرحية، التي تنظمها دائرة الثقافة
وأشار سموه إلى أن عودة أيام الشارقة المسرحية بعد توقفها العام الماضي بسبب ظروف جائحة «كوفيد-19» تمثل فرحة كبيرة لكل المسرحيين بعودة المسرح الخالد كأحد أفرع شجرة الثقافة وارفة الظلال.. داعياً سموه إلى أن يستظل بها الجميع، حيث لا كراهية ولا فرقة ولا خصام .

وتفضّل  حاكم الشارقة بتكريم الفائز بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي في دورتها ال15 والتي نالها الفنان الكويتي جاسم النبهان، كما كرم سموه الفنان الإماراتي بلال عبدالله بجائزة الشخصية المحلية المكرمة .
ويأتي تكريم الفائزين تثميناً وتقديراً لجهودهما ومسيرتهما الفنية الزاخرة بالعديد من الأعمال المتميزة، وجهودهما في تطوير الحركة المسرحية .
وتم خلال الحفل إعلان أسماء لجنة التحكيم للدورة الحادية والثلاثين من أيام الشارقة المسرحية، والتي ضمت كلاً من: أسمهان توفيق من دولة الكويت، ووليد الزعابي من دولة الإمارات، ومدحت الكاشف من جمهورية مصر العربية، ومحمد الحر من المملكة المغربية، وإبراهيم نوال من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية .
وتابع صاحب السمو حاكم الشارقة، والحضور، عرضين مرئيين حكى الأول سيرة الفنان جاسم النبهان الإبداعية، وأعماله المتنوعة في المسرح الكويتي والعربي، وعرض الثاني سيرة الفنان بلال عبد الله وعطاءه الكبير في المسرح الإماراتي والخليجي كممثل ومخرج ومؤلف.
واختارت لجنة المشاهدة والاختيار لأيام الشارقة المسرحية 7 عروض تتنافس على جوائز الدورة الحادية والثلاثين، وهي: «سجن القردان» تأليف علي جمال، وإخراج عبدالرحمن الملا «كلباء للفنون الشعبية والمسرح»، و«لامع بلا ألوان» تأليف سامي إبراهيم، وإخراج إبراهيم سالم «المسرح الحديث»، و«صهيل الطين» تأليف إسماعيل عبدالله، وإخراج مهند كريم «جمعية دبا الحصن للثقافة والتراث والمسرح»، و«غرب» تأليف عبدالله صالح، وإخراج محمد سعيد السلطي «مسرح دبي الوطني»، و«أشوفك» تأليف إسماعيل عبدالله، وإخراج حسن رجب «مسرح أم القيوين الوطني»، و«شوارع خلفيّة» تأليف إسماعيل عبدالله، وإخراج إلهام محمد «مسرح خورفكان للفنون»، و«رحل النهار» تأليف إسماعيل عبدالله، وإخراج محمد العامري «مسرح الشارقة الوطني " .

كما اختارت لجنة المشاهدة والاختيار أربعة عروض لتقدم على هامش التظاهرة، والعروض هي: «الياثوم» تأليف سالم الحتاوي، وإخراج حمد عبدالرزاق «مسرح ياس»، و«حرامي الفريج» تأليف أحمد الماجد، وإخراج بلال عبدالله «مسرح دبي الأهلي»، و«طار وطاح» تأليف مرعي الحليان، وإخراج أحمد الأنصاري «مسرح رأس الخيمة الوطني»، و«جمر القلوب» تأليف محمد المهندس، وإخراج سعيد الهرش «مسرح الفجيرة" .
وتتضمن أيام الشارقة المسرحية ندوات فكرية يومية بمشاركة عدد من كبار النقاد، تناقش ما تقدمه العروض المسرحية، إلى جانب جلسات حوارية حول عدد من القضايا الفنية والفكرية الخاصة بالمسرح العربي .
كما تستضيف الأيام ندوة مخصصة لمناقشة التحديات التي تواجه تواجد المرأة العربية وتأثيرها في مجال الإخراج المسرحي 
وينطلق برنامج الملتقى الفكري المصاحب لهذه الدورة، على مدار يومين، في 19 مارس/ آذار تحت شعار «المسرح.. نافذة أمل»، بمشاركة عدد من الفنانين والباحثين والمسرحيين من دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، والمملكة المغربية، وتونس، والسودان .
وضمن برامجها لدعم الطلاب المتميزين والمواهب في الكليات والمعاهد المسرحية العربية، تستضيف أيام الشارقة المسرحية هذا العام، الدورة العاشرة من «ملتقى الشارقة لأوائل المسرح العربي»، ويشارك فيها 10 طلاب، من الكويت، ومصر، وسوريا، وتونس، والمغرب، والسودان، والجزائر، والأردن، حيث يتلقون محاضرات نظرية، وتدريبات عملية حول تقنيات وتاريخ المسرح .

الجمعة، 18 مارس 2022

براءة اختراع جديدة عن البديل الرقمي للمنظر المسرحي

مجلة الفنون المسرحية 


براءة اختراع جديدة  عن البديل الرقمي للمنظر المسرحي


حصل الاستاذ د. عماد هادي الخفاجي التدريسي في جامعة بغداد/ كلية الفنون الجميلة على براءة اختراع جديدة عن تطوير جهاز الداتا شو بروجكتر (Data Show Projector) كبديل رقمي للمنظر المسرحي والصادرة من جمهورية العراق/ وزارة التخطيط / الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية وبرقم (7176)  وبتصنيف دولي( G03B21/28) والاختراع  خلق افاق جديدة أمام المخرجين والمصممين والمؤلفين لاكتشاف سبل وادوات وامكانيات جديدة في التجسيد الابداعي والخلق الفني من أجل تطوير العرض المسرحي وتوفير مرونة كبيرة في الانتاج المسرحي على المستويات التالية:
 مستوى الكلفة حيث يخفض من مستوى الكلفة العامة للعرض المسرحي 
مستوى التصميم والتنفيذ يعطي خيارات فنية واسعة جدا للمصمم ومرونة كبيرة في التنفيذ.
ان العملية الرقمية المتحققة بجهاز البديل الرقمي للمنظر المسرحي تعطي نتائج أسرع وأوسع في تشكيل فضاء العرض المسرحي عن طريق السرعة والدقة المنتظمة في التركيب والتوليف الرقمي بين الصوت والصورة والفيديو والتعددية بالأشكال والالوان وفق برنامج البوربوينت(P.Pint) وبرامج اخرى, فضلا عن البرنامج اللوني الرقمي(RGB)

الأربعاء، 16 مارس 2022

الذاكرة المسرحيه تسير نحو خط الهامش / *زهير العروم

مجلة الفنون المسرحية



الذاكرة المسرحيه تسير نحو خط الهامش 


"لقد وصلنا إلى درجة الحمولة القصوى، صار الطريق نحو تحقيق الفكر مسدودا...
فعمل العقل هذا الذي يتطلب استيعابا بطيئا وحميما قد تمت إعاقته... صارت
التفاهة غالبة" آلان دونو " .

إننا نتساءل عن الدور الذي تقوم به الثقافة داخل دائرة المجتمعات وكذلك دور المثقف
وبالخصوص نحن المسرحيين بوصفنا من هؤلاء المتمردين الذين يعيشون هذا
التشتت الثقافي. فهل أننا فعلا أمام ثقافة تدفع نحو تحقيق رهانات جذرية تتعلق
بالممارسة الفنية بصفة عامة، أم أننا نخطو على نهج ماضٍ تحكمه نخبة قد تمعشت في
أسوارها وفي ميولاتها الهامشية؟ وهل يظنّ أهل الاختصاص أن دورهم يقتصر على كثرة
الإنتاج فقط أم لا بدّ من التفكير وتجاوز حدود الانغلاق الجمالي؟
ولذا ينبغي علينا الاعتراف بأننا أمام مجزرة تاريخية تقودها الأفكار السياسية لتدفع
الذات المسرحية إلى الانتحار مرة أخرى، فإذا أردنا أن نحلق في سماء الخلق الفني فعلينا
الاعتراف أولا بأننا نجترّ ضمن أفق جمالي مناقضٍ للواقع. كما علينا المغامرة في أحضان
الجماليات والانفتاح على العلوم الأخرى لعلنا نتجاوز الحدود المغلقة ونصل إلى أثار
فنية "مريعة " تتجاوز أفق طنطنة الجميل، فنحن اليوم في حاجة إلى شئ ما أعمق
وأكثر إثارة يولد الاحتجاج الفني فمنذ قرن من الزمن لم يعد الجميل الرهان الأساسي
للفنون، إنما صار شيئا ما يتعلق بالرائع  فلابد على الفعل الفني أن يبرز فزعته
الإبداعية ويثور على منطق الرضا الكلي بالأشياء، فالرائع والجليل والعظيم والسامي
كلها عبارات تفوق لفظ الجميل. ولكن ما يعمّم هذا الرأي هم بعض المتزلفين
الذين يحاولون التقليص من قيمة العمل الفني والحدّ من قضاياه العميقة مما يجعل
الأفكار سطحية تندثر من يوم ولادتها وبالتالي تخلق ما يسمّى "الجهل المزدوج"
حسب تعريف أفلاطون حين "نتوهم أننا نفهم في حين أننا لا نفهم "  .
وعليه فإن أغلبنا يعتقد بأننا تجاوزنا خطى المعرفة وأننا أصبحنا نجرد الأشياء
من مسمّياتها وبالتالي وقعنا في المحظور في "سفسطة الملموس في غير مكانه " ، فما
أصبح شائعا دون ريبة هو الأسلوب القصصي أو الحكائي وهذا يخصّ رجال الدين حسب
آلان دونو  Alain Deneault" فالشروع في "التفكير اليوم أصبح محدودا يحكمه الجهل

الجديد كما وصفه "تومادو كونانك" ،  Thomas de koninck والنتيجة واضحة
هي الفراغ لا غير. فراغ يعيشه المسرحي على دائرة الهامش ويتخبط في ماضيه الذي لم
يعشه ويرى أنه زمن جميل وهذا خطأ، «فلا شي أكثر تضادا إلا الدونكيشوتية الماضوية
فالقول بأن الأيام القديمة أفضل من هذه الأيام ليس حكمة.
إن الماضي الذي يعتقد البعض أنه كان زمنا جميلا ٬ ليس جميلا إلاّ أنه لم يكن زمنك »
فمسرحة الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي اليوم تستوجب رؤى بديلة للفعل
المسرحي في أحضان الجماليات المعاصرة، ولعل هيمنة الفراغ هي التي تدفع الفنان
فتولّد الشك من خلال قلة إدراك في كيفية الخروج منه ليصطدم في الأخير بجهل جديد
على ذاكرته ويصبح كأنه شخصية درامية قد كتبت منذ زمن غابر.
فالفراغ هنا ليس بمثابة الانتظار الفكري الوجودي حسب عبارة "ستراغون " في
مسرحية «في انتظار غودو En attendant " Godot بل هو نزاع تساؤل على رهاناته
ومصيره أو حول العجز الذي يفرضه النظام السلطوي على مثقفيه، ليستنجد بالسماء
وفي الأخير يجد نفسه يحاكي شبحا مثله مثل هاملت الشكسبيري ليقول «يا جحافل
السماء أيتها الأرض ماذا بعد هل أضيف جهنم » أو عن مكنونه الذاتي ليدخل في
مرحلة الريبة والشك ويصبح «عطيل » زمانه ويصيح «أنا لست أنا .»
وعليه فإن النتيجة الحاصلة هي نفور الفنان واضمحلال الذاكرة المسرحية وتعمق الأزمة
في ظلّ هذا العجز الثقافي ٬ وحسب اعتقادنا ليس العجز وحده مسؤولا بل كذلك تقلّص
دور المسرحي ونسيانه أن المسرح يجعلنا نفكر وأنه فعل جماعي بالأساس ٬ فما نلاحظه
هو عودة «النرجسية الفردية » التي يولّدها الفراغ على حدّ قول «جيل ليبوفتسكي »
 Gilles Lipovetsky لتشكل أنماطا وحشودا من العارفين دون معرفة وتتسارع أصواتهم
لتأخذ صدى داخل زاوية الفعل المسرحي، وبالتالي يندلع الصراع وتقع المأساة فالكل
يحارب السلطة ويتهمها بالعجز والكل في نزاع داخلي بلا حلول منطقية فالمحسوبية
والصداقة وتقاسم الأدوار وتبادل الغنيمة هو المنطق العملي وبعد ذلك تندلع الحرب
ويكون رهان الفعل المسرحي المتضرر الأساسي في هذه الوضعية.
وبناءً على ذلك لا نستغرب من تردي الذائقة المسرحية ولا نتساءل عن الجودة
فقد أصبحت تُقاس بالبضاعة أو السلعة حسب الطلب، يشدّد الفيلسوف " تيودور
أدورنو Adorno Theodor W" في كتابه النظرية الاستطيقية على سقوط الفن في حقل البضاعة بل على سقوط كلّ ميدان الثقافة في شكل من البضاعة المطلقة مما
يجعل الفنّ يفقد حقه في الوجود في حضارة "صنمية البضاعة ".
يرى البعض أن هذا التشبيه مجرد تعبير مجازي وتهويل للواقع الفني كما أنه ليس
إلا تعقيدا للأزمة التي يعيشها المسرحي في تونس اليوم ولكن في حقيقة الأمر الواقع
أتعس من هذا بكثير، فربما البضاعة أو السلعة تجد مستهلكيها في الوقت اللازم
ويمكن أن يستبدلها المنتج ببضاعة مشابهة حسب الترويج وحسب متطلبات العصر
ولكن عندما تغيب فرص النجاح في كيفية استقطاب المستهلك يقع في المحظور
ويتلاشى المشروع بأكمله، وها نحن الآن بصدد الخروج عن الطّريق فالأزمة الحقيقية
قد حلّت وصارت إعادة هيكلتها شيئا من المستحيل لأننا نعتبر أن الفن المسرحي فعل
يتجدّد كذلك ٬ ويطرح الأسئلة ويستشرف إن لزم الأمر ما هو آت ليجعل من المتلقي
إنسانا واعيا ومسؤولا كفرد داخل المجتمع .
فإذا غابت هذه الفكرة يصبح دور المسرحي مقتصرا على الإنتاج لا على القيمة أو الجودة
وبالتالي تتقلص فاعليته من شيء حتمي وضروري إلى منتوج يمكن الاستغناء عنه، فإذا تخيلنا يوم تغلق فيه أبواب المسارح وتصبح أسطورة أو نصا معلقا في الذاكرة. فحينها إما نقاوم أو نندثر وإما نحتج أو ننظم إلى التيار وفي كلا الحالتين يبقى السؤال المطروح ما هي حلول تجاوز الأزمة؟ وهل حان وقت
التفكير في أفق جمالي بديل؟
أهم المراجع:
1) تومادو كونانك، الجهل الجديد ومشكلة الثقافة، ترجمة، منصور القاضي، مجد
المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، بيروت، 2004 .
2)آلان دونو، نظام التفاهة، ترجمة، مشاعل عبد العزيز الهاجري، دار سؤال
للنشر، الطبعة الأولى، بيروت، 2020  .
3)جيل ليبوفتسكي، عصر الفراغ الفر دانية المعاصرة وتحولات ما بعد الحداثة،
ترجمة، حافظ ادوخرا مركز نماء للبحوث والدراسات، الطبعة الأولى، بيروت،2018  . 
4) وليام شكسبير، الماسي الكبرى، عربها وقدمها، جبرا إبراهيم جبرا، المؤسسة
العربية للدراسات والنشر، الطبعة الثانية، بيروت، 2000  .
5) أم الزين بن شيخه المسكيني، الفن يخرج عن طوره أو مفهوم الرائع في الجماليات
المعاصرة من كانط إلى دريدا، جداول للنشروالتوزيع، الطبعة الأولى، بيروت، 2011 .
6) أم الزين بن شيخه المسكيني، الفن والسياسة، طوني نيغري أنموذجا، مؤمنون
بلا حدود للدراسات والأبحاث، 2017  .

                                                                 
*باحث دكتوراه في العلوم الثقافية

الهيئة العربية للمسرح تصدر عددا جديدا مزدوجا من مجلة المسرح العربي (27 - 28)

مجلة الفنون المسرحية 

الهيئة العربية للمسرح تصدر عددا جديدا مزدوجا من مجلة المسرح العربي (27 - 28)

     صدر أخيرا عن الهيئة العربية للمسرح في الشارقة عددٌ جديد مزدوج، من مجلة المسرح العربي (27 – 28)، وقد اشتمل على العديد من المقالات والدراسات الفكرية والقراءات النقدية والنصوص المسرحية...الخ 
جاء في الكلمة الافتتاحية لهذا العدد، والتي عنونها رئيس تحرير المجلة الأستاذ إسماعيل عبد الله، بـ (ثلاث إشارات على الطريق) "هل سيعيد المسرحيون حال المسرح، بعد أن بدأ العالم يتعافى من جائحة كورونا إلى ما كان عليه الحال قبل كورونا؟ ... هل سيعود المسرحي إلى ذات الروح وذات المعاناة واقفا على أرض هشة؟... إننا بحاجة إلى روح الاستئناف التي تميز المسرح والمسرحي، بالقطيعة المعرفية مع مرحلة ما بعد كورونا، نذهب لعصر جديد، عصر يتصدى لجوائح ربما تكون كورونا أقلها صعوبة."   
استؤنفت مواد العدد الجديد بمقال "مركز حسن المنيعي للبحث المسرحي والتبادل الثقافي بالمغرب" للباحث المسرحي المغربي المختار العسري، ثم ندخل بعدها إلى محور (أصوات) والذي يحتوي على مقالتين: "عصرنة الخطاب المسرحي" بقلم المسرحي العراقي المقيم في الإمارات أ.أحمد الماجد، و"التراجيديا والمسرح الدرامي – هانس ثيس ليمان للمسرحي العراقي المقيم في فرنسا د.محمد سيف.
أما محور (كاتب مسرحي) فنجد مقالا للمسرحي سعد عزيز عبد الصاحب والموسوم "ثنائية الحقيقة والوهم في كتابات فهد ردة الحارثي". وضم محور (قراءات مسرحية) ثلاث مقالات نقدية جاءت كالتالي: "معايير الضبط الأكاديمي في خطاب مسرحية الصبخة" للدكتور رياض موسى سكران، ومقال "مسرح المهمشين في اليمن ومهمة صناعة الوعي المناهض للتمييز العنصري" للمسرحي اليمني هايل مذابي، ومقال "مسرحية شرشوح مونودراما بصبغة نراجيدية" لأحمد الحرباوي من فلسطين.
وتحت عنوان "مهرجان المسرح العربي في الميزان" اندرجت مقالتان لكل من د.نبيل بهجت من مصر ود.عزة القصابي من سلطنة عمان وهما على التوالي: "ثنائية الوعي والذات في المسرح العربي المعاصر.. دراسة نماذج مختارة من عروض مهرجان المسرح العربي في الجزائر 2017" و "صراع السلطة والمال والحب يؤطر عروض مهرجان المسرح العربي في دورته الثانية عشرة في الأردن 2020".
وفي محور "فن الممثل" كتب عباده تقلا من سوريا "مخيلة الممثل المسرحي عند ميخائيل ألكسندر تشيخوف"، وكتب د.عقا مهاوش من المغرب مقالا موسوما بـ "الممثل القديس كما نظر له جير زي جروتوفسكي"، أما د.هاني حجاج من مصر فقد عنون مقاله حول إبداع الممثلين بـ "حركات الممثلين على المسرح" وخُتم هذا المحور حول فن الممثل بحوار مهم مع المخرجة الروسية لا ريسا أفاناسييفا مديرة ومؤسسة فرقة "أوبسالا للسيرك المسرحي" بسانت بطرس بورك – روسيا، والتي تحتل مكانة محترمة في الساحة الفنية الروسية.. الحوار أجراه وترجمه المسرحي الجزائري المقيم في روسيا أمير فريك.
في محور (نصوص) مسرحية يقف القارئ عند ثلاثة نصوص جاءت كالتالي: مسرحية مونودراما "القبلة الأخيرة" للكاتبة العراقية منتهى عمران، ومسرحية كوميدية لليافعين بعنوان "ضاع ثمن الدواء" للكاتب أحمد زياد محبك من سوريا، ومسرحية مونودرامية من فصل واحد بعنوان "مكتبة من هذا الزمان" للكاتب المغربي نبيل موميد.
وكتب في محور (الكتب) الباحث والمسرحي اللبناني د.هشام زين الدين مقالا حول كتاب خالدة سعيد "الاستعارة الكبرى في شعرية المسرحية" وقد حمل المقال نفس عنوان الكتاب الذي اعتبره زين الدين يمسح الغبار عن مرآة المسرح العتيقة ويحول الذاكرة إلى تاريخ ويرسخ الحدث والمعلومة في مكانهما الطبيعي وفي سياقهما التاريخي المتراكم المنتج للوعي الثقافي العام. بعدها – وفي محور مسارح – نجد مقال معنونا بـ "الإصلاحات في عصر الميجي وأثرها على تطور عناصر العرض المسرحي في اليابان (في الفترة من 1868 إلى 1912)" للباحثة المصرية د.هادية موسى.
تختم المجلة موادها الفكرية والمعرفية بمحور أخير (ملف خاص) نجد فيه مقالا المسرحي العراقي عباس منعثر حول "مسرحية العشر دقائق"، وترجمته لنموذجين من هذا النمط من الكتابة المسرحية" "مسرحية العشر دقائق" "أزواج كلارا" و"بنك فانسي"


الاثنين، 14 مارس 2022

انطلاق ندوات مهرجان أيام المسرح للشباب بـ «المبادر المحترف»

مجلة الفنون المسرحية
محمد العلوش الناطق الرسمي  للمهرجان 


انطلاق ندوات مهرجان أيام المسرح للشباب بـ «المبادر المحترف»

قال الناطق الرسمي للهيئة العامة للشباب محمد العلوش، إن ندوة «المبادر المحترف» تأتي على هامش فعاليات مهرجان أيام المسرح للشباب، بالتزامن مع يوم الشباب الكويتي، الذي وافق أمس، موضحا أن «المبادر المحترف» مشروع أطلقته هيئة الشباب قبل عامين، بهدف تمكين الشباب الكويتي في مجال ريادة الأعمال، وهو أحد برامج السياسة الوطنية المعتمدة من مجلس الوزراء في عام 2019، والتي تضم العديد من المشروعات الداعمة لتلك الفئة، ومنها أيضا برامج صُناع العمل، والتوجيه الأكاديمي، وغيرها.

وأوضح العلوش أن مشروع المبادر المحترف يسعى إلى تمكين الشباب الكويتي في مجال ريادة الأعمال، ومساعدته على الاندماج في القطاع الخاص، واقتحام مجالات جديدة، مدعوماً بالخبرة والدراسة العملية، في عدة مجالات يتطلبها سوق العمل، منها قطاعات المشاريع متناهية الصغر، والتكنولوجيا والمعلومات، والصناعات الإبداعية، والاستزراع السمكي، والمجالات الإعلامية والحرفية وغيرها.

إقبال كبير

وتابع: «هناك إقبال كبير من الشباب على الالتحاق بالدورات، حيث جرى حتى الآن تدريب وتأهيل نحو 100 شاب، فيما نستهدف خلال السنوات الخمس المقبلة تدريب 500 شاب، ممن لديهم طموح العمل الحُر والاستثمار الخاص».

وحول شروط الالتحاق بالدورات، أوضح العلوش أن شرط استفادة الشباب الكويتي من تلك البرامج، أن يكون في الفئة العمرية من 21 إلى 34 سنة، وهو عُمر الشباب المحدد من قبل الأمم المتحدة، كما أنه من المهم أن يكون لديه شغف أو اهتمام بمجال استثماري معيَّن، حتى يتلقى فيه الدعم التأهيلي المطلوب.
الجهات المعنية

وأشار إلى أن كل القطاعات التي يشملها البرنامج تحظى بدعم وتعاون مع الجهات المعنية، لضمان أكبر استفادة للشباب، منها على سبيل المثال قطاع الاستزراع السمكي، في خطوة نحو تحقيق الأمن الغذائي، بالتعاون مع معهد الأبحاث العلمية، حيث إن الهيئة لا تعمل منفردة، بل بالشراكة مع الجهات العلمية وأجهزة ومؤسسات الدولة.

وقال العلوش إن الشباب يتلقون في الدورة 100 ساعة عمل تأهيلية وتدريبية، على مدى 3 أشهر، يتم خلالها مساعدتهم في الانخراط بسوق العمل، ودمجهم مع الجهات التمويلية والمستثمرين لدعم مشروعاتهم، كما يتم تدريبهم على تأسيس مشاريعهم منفردين، بحيث يكونوا قادرين على عمل دراسة الجدوى الخاصة بهم، ودراسة جميع مكونات المشروع بأنفسهم، من بيانات مالية وخدمات إعلامية، ليكونوا على تصور واستغراق كامل بأفكارهم الاسثمارية.

ولفت إلى أنه في نهاية كل دورة تدريبية يوجد اختبار للمتدربين، للتعرف على مدى استفادتهم من الدورة، والوقوف على أوجه القصور، لضمان تعديلها في الدورات التالية، وحتى يتعرف الشاب على مدى جاهزيته لدخول سوق العمل.

وأكد العلوش أن دور الهيئة لا يتوقف على التدريب فقط، لكنها أيضا تساعد على دمج الشباب مع الجهات التمويلية، كالبنك الصناعي وصندوق المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وكذلك المستثمرين الذين يستطيعون العمل في شراكة مع الشباب أصحاب الأفكار الاسثمارية الخلاقة.

عزة إبراهيم _ الجرييدة 

محطات في الذاكرة : مسرحية اطراف المدينة / كافي لازم

مجلة الفنون المسرحية




محطات في الذاكرة : مسرحية اطراف المدينة 

مقدمة 
بعد دخول البلاد في حالة الحصار القاسي الذي لم يحدث مثيله في تاريخ العالم المعاصر استمرت الحياة لدى العراقيين لانه شعب عريق وقوي لكن هذه المرة كان اكثر ايلاما وقسوة وهناك مشاهد تدمي القلوب.
ضغط الحصار باتجاهاته الاربعة وتخلت عنا حتى الاقدار باهمال مقصود والصالحون يتفرجون ونحن نطحن تحت حادلة ضخمة فسُويت الارض بنا فلا ينفع الرجاء ولا المناجاة ولا زيارات الاضرحة.ادركنا باننا نعيش يوما ليس له غد ولابد لنا ان نصرخ في اقل تقدير لكن حتى الصراخ كان محاصرا... نبحث عن الخبز وان كان اسودا ... كان ولدي الاصغر يلح عليّ ان اشتري له موزا مع انه ليس لديه فكرة عنه اصلا، وحدثت المعجزة وجلبت له موزا تأمله كثيرآ فأخذ يرعب به الاطفال الاخرين ظنآ منه انه قرن ثور وبعد ان اخذ درسا كيف يقشرها وليته لم يأكلها فالمصيبة اعظم لانه اخذ يلح بمضاعفه الكميه بعد ان تذوقها..
زميلنا في التعليم الثانوي جبّر بالجبس ساقه مدعيآ انها كُسرت في الحمام وبقى فترة طويلة هكذا الا اني عرفت الحقيقة لاحقا ان فردة حذاءه اليسرى لا تصلح للترقيع حتى..، واتبع هذه الطريقة لكي لا يستهزء التلاميذ بحذاءه
.اتصل المدير باحد الاثرياء ليشتري له حذاء بطريقة سرية..هناك حكايات بحجم الكون في تلك الفترة ، اذن لابد من النزول للشارع. حينها ذهبت احلام المسرح والجمال الابداعي ادراج الرياح . كذلك العمل في فرقتي الاثيرة(فرقة المسرح الفني الحديث) .
وجد لي احد الاصدقاء عملا بعد الدوام الوظيفي بأن اكون (كاشيرا) في اسواق(دجاج الفارس) الذي تغير اسمه بقرار من الدولة اذ كيف يمكن  للفارس (في رمزيته عند السلطة) ان يكون له دجاج، لذلك اصبح اسمه (خان دجاج) في منطقة الكرادة .. قبلت العمل على مضض الى ساعات متأخرة هذا يعني انني لا ارى عائلتي يوما كاملا ولا فرصة لقراءة كتاب او مشاهدة التلفزيون او حتى ترتيب شؤون مكتبتي وبهذا اُطيح بوظيفة زوجتي نتيجة ضحالة الراتب البائس الذي تتقاضاه .
بعد ان استلمت الوظيفة الجديدة ، هي تجربه ممتعه رغم ارهاصاتها وما تسببه لي من نكوص واذعان ، الناس واقفون في طابور طويل لشراء الدجاج ولا شك انهم من ميسوري الحال كونهم يشترون كميات هائلة ونوعيات ممتازة . استمر العمل هنا الى اربعة او خمسة اشهر.
 يومآ ما رأيت صديقي وزميلي في العمل المسرحي الفنان الراحل الاستاذ كاظم الزيدي واقفا في الطابور ،خرجت له لاعطيه الافضلية في الحصول على ما يريد. فتفاجئ بوجودي وادخلته الى المحل واستغرب كثيرا قال بالحرف الواحد " اكمل عملك هذا الشهر وتلتحق معي كمدير للمسرح في مسرح النجاح وفي مسرحيه(اطراف المدينه) ولك راتب افضل وتمارس عملك واختصاصك الفني" . انها البشرى التي انقذتني من الحاله التي انا بها.
حقيقة انبهرت بهذا المسرح الجديد الذي كان بالامس سينما مهملة بعد تطويرها وجعلها مسرحا من الطراز الراقي شكّل اضافة جديدة ومتطورة لعدد المسارح في البلد توفرت فيه جميع مستلزمات العمل المسرحي من بنى تحتيه وفنية.
ان التعاون المثمر بين المخرج المقتدر محسن العلي واداري المسرح المتميز كاظم الزيدي مع السيد عوني كان نموذجا فنيا رائعا لقد حرصوا هؤلاء الثلاثة على تقديم مسرح يضاهي المسارح الحكومية ليس في العراق بحسب بل في منطقة الشرق الاوسط والوطن العربي.
انا شخصيا سالت الاخوة الجزائريين برايهم عندما عرضوا مسرحيتهم(العيطة) في مهرجان المسرح العربي قالوا انه مسرح متكامل مئة في المئة. حيث تم استيراد احدث الاجهزة الفنية(first class) بكل المقاييس الحديثة وبكل تفاصيل احتياجات المسرح كما المسرح التجريبي في الطابق العلوي كأن هناك خلف هذا العمل اختصاص (professional) .
حقيقة ان هؤلاء الثلاثة الافذاذ صنعوا مجمعا فنيا ليكون صرحا عاليا من مكان كان بالامس مهملا بشراكة مفعمه بالمحبة والعمل الجاد.
استلمت ادارة مسرحية اطراف المدينه وهي من تاليف الكاتب عبد الامير شمخي واخراج المخرج المقتدر محسن العلي وتمثيل بهجت الجبوري /سعدية الزيدي/ليلى محمد/جاسم شرف/مكي عواد/سامي محمود/طه علوان /محمد صكر/خليل ابراهيم/غسان محمد مع كنعان علي(دبل كاست)/منى سلمان /طارق شاكر /بشرى اسماعيل/فلاح عبود/صلاح مونيكا/فاضل جاسم واخرون .
اما دور البطلة فقد كان من اداء ثلاث ممثلات بارزات وهن حسب التسلسل التاريخي لبدء العرض: اسيا كمال/سناء عبد الرحمن/ليلى محمد.
فحوى المسرحية تدور حول عائلة رجل متمكن ماديا وميسور الحال وله سلطة عليا في العائلة مع ان اولاده مختلفون في حياتهم خصوصا ولده الاصغر الذي وقع في حب فتاة راقصة في فرقة غجرية جوالة (كاولية) اقامت حفلا في بيتهم الى درجة ان ولده الاصغر (محمد) غادر البيت مصاحبا حبيبته وفرقتها تاركا المال والجاه والمركز الاجتماعي وترك حتى خطيبته ومضى الى نهايته المأساوية ومن خلال البحث عنه من قبل عائلته تحدث مواقف تراجيكوميدي، اجاد الممثلون جميعا بادوارهم ، لسنا هنا بصدد سرد قصة المسرحية فهي موجودة ومسجله في ملايين الفيديوات المنتشرة ليس في السوق العراقي فحسب بل في جميع دول المنطقة في مصر وسوريا وعمان ودول الخليج العربي ، ما زالت مطلوبة من قبل الجماهير وتشغل ساعات من البث في الفضائيات لاسيما في ايام العيد كذلك جميع مسرحيات المخرج محسن العلي مثل بيت وخمس بيبان ومقامات ابو سمرة ... الخ
الحقيقة كان منافسا قويا لفرقة المسرح الفني الحديث بكل ما قدمت من عروض قوية شكلا ومضموما كذلك بعدد ايام العرض فأذا كان عرض الحديث شهورا فأن عروضه لسنوات عديدة كاطراف المدينه استمرت ٤ سنوات وبقية مسرحياته فضلا عن حجم المسارح التي لا تقارن بمسرح بغداد الذي تضم ٣٠٠ مقعد فقط
● ثلاثة وعشرون عاما لم يطفئ بروجكتر عند مسرح محسن العلي ●
واهم من يظن ان محسن العلي قد اسس للمسرح التجاري والواقع انه تأثر كثيرا بعروض فرقة المسرح الفني الحديث ذات الجمهور العريض وقد تعلم كثيرا من مؤسسيها الراحلين يوسف العاني ، خليل شوقي ،قاسم محمد وسامي عبد الحميد في كيفية الوصول الى قلب الجماهير لاسيما في بدايات عروضه على مسرح بغداد كمسرحية (حسين رخيّص) التي استمرت ١١ شهرا ومسرحية(يونس السبعاوي) ، كتب يوسف العاني مقالا مطولا عن حسين رخيّص كذلك قاسم محمد . من هنا تطور الفكر الانتاجي لدى محسن العلي متزامنا مع الخزين المعرفي لديه في العملية الفنية كما انه يتميز بقدرته على معرفة انفاس الجمهور وماذا يريد .بطريقة تتناغم مع الحاله السياسية والاجتماعيه وانعكاساتها على الجمهور في ظل الخصوصية التي يعيشها العراقيين من حروب وحصارات مستمرة فهو يتعايش ويرصد الناس في الشوارع والاسواق الشعبية ، من هنا يقدم الجمال الفني الى جانب الفكاهه الجماهيريه التي لا تخلو من المرارة بخط متوازي مع رصانه النص من حيث البناء الدرامي
كما انه يرفض رفضا قاطعا الخروج عن النص الا بشرط انسجامه مع ايقاع العرض ويجب ان تكون اضافة نوعية وليس لغرض الضحك الرخيص انما يقدم (الضحك الصحي) وانا شخصيا راقبت حالة المتلقين وهم في نشوة وانطلاق عندما يشاهدون هذا الجمال المنقطع النظير . ربما المتلقي لا يعرف الجهد الكبير المبذول لتقديم هكذا اعمال كبيرة لاسيما ان محسن العلي يقود هكذا اعمال متفردا عن الاخرين فهو يقدم الموسيقى المسرحية بشكل مباشر من قبل فرقة موسيقيه كبيرة ويستعين بمدربي رقص ان استوجب ذلك اضف الى عدد هائل من المؤدين فضلا عن مكملات العرض المسرحي الاخرى كالانارة والملابس والديكور وكل شيء عنده محسوب بدقة متناهية وويل للمشتركين من الفنانين عند (الجنرال بروفة) فهو كالسيف في العمل رغم روحه المرحة ويستمر التمرين الى ساعات متاخرة من الليل . يدخل في التفاصيل الى حد الايماءة او الاشارة وعمليه دخول وخروج الممثلين والفرقة الموسيقية وتوزيع المهام على الممثلين والاداريين خلف الكواليس بمعنى انه مايسترو وكونترول وجنرال اوحد لادارة عمل كبير فهو عندما يقرأ النص يدخله(سونار) خاص للفحص ويتهيأ للتمرين بنقاط اساسية مرسومة يضيف للنص حوارات وافكار بمعنى انه (يفصخ) النص ويعده اعدادا جديدا مع الحفاظ على اس القصة المكتوبة، خذ مثلا اطراف المدينة . فأذا كان المسرح الاستعراضي عند محسن العلي ياتي متناغما مع ما يفعله المصريين كالمخرج حسين كمال في (ريا وسكينه) او جلال الشرقاوي فهو لا يخلو من البعد الفكري والجمالي وليس لغرض ربط المشاهد او التسلية المجردة فقد تفوق عليهم .
انه في هذه المسرحية قد اضاف فرقة موسيقية غجرية على المسرح وجلب عازف اصلي ومحترف في هذا النوع من العزف هذا بالاضافة الى استعانته بصوت المطربة الغجرية سورية حسين لكي يعطي المشهد رونقه في واقعية صوت وصورة.
لا ابالغ عندما اقول بأنه وصل به الحد بمنع الممثلين من المجيء الى المسرح بملابس بسيطة ولبس (النعال) وجرى هذا فعلا عندما لاحظ هذه الظاهرة نتيجة طول ايام العرض لسنوات كان يصر على ان يكون الممثل انيقا قدر الامكان لكي يكون نجما حقيقيا امام الجمهور... كل هذا وذاك فهو سخي ومنصف في توزيع رواتب مجزية لزملاءه العاملين في المسرحية وقد انقذ عوائلهم من الهلاك ايام الحصار القاسي وان الحجز المسبق للمسرحية وصل الى حد ١٥ يوم للحصول على التذكرة . هنا باشرت الضغوطات الرسميه وغير الرسمية اضافة الى الحسد والغيرة حتى ان فرقة المسرح الفني الحديث التي انتمي اليها انتجت مسرحيه (عمارة ابو سعيد) ولكنها لم تصل الى كثافة الجمهور الذي وصل اليه محسن العلي . لا احد كان ينافسه ولكن للحقيقة والتاريخ كان المخرج المقتدر مقداد مسلم سائرا بنفس الاتجاه وحقق نجاحا جيدا في مسرحية (لاصايرة ولا دايرة) و (الخيط والعصفور) الا انه توقف وغادر الوطن. غير ان محسن العلي استمر بعروضه المبهرة ذات الطابع الجماهيري حتى الصحافة لم تنصفه الى درجة ان ناقدة معروفه كتبت عن احد عروضه تحت عنوان (شاهدت العرض بعيون صديقتي) الا انه اثبت جدارته مرة اخرى في المسرح الجاد كمسرحية
 الليلة الثانيه بعد الالف/جمال ابو حمدان والتي كتب عنها الدكتور جميل نصيف نصف صفحة كاملة في جريدة الجمهورية 
مسرحية(الرأس) /عادل كاظم
مسرحيه( العودة الى باب دزدمونة) /يوسف الصائغ
مسرحية(الجنه تفتح ابوابها متاخرة)/ فلاح شاكر
مسرحية(اكتب بأسم ربك)/ فلاح شاكر
مسرحية(بقعه زيت) /محمود ابو العباس
مسرحية(جيفارا)/ معين بسيسو
مسرحية(فلسطينيات) /علي عقله عرسان
ولا تخلو عروضه من المشاكسه في ابن البلد/الباب العالي
فضلا عن دوره في المسرح التجريبي
وقد تم تكريمه من قبل لجنة عالمية كرمت ٥ مخرجين في العالم فقط على مجمل اعماله عام ٢٠١٩ .
والملاحظ ان اغلب اعماله التي استمرت فترة طويلة اشترك معه ممثلون كبار كبهجت الجبوري خمسة اعمال ومحمود ابو العباس ١١ عمل وقد تخرج الكثير من معطفه كالفنان القدير جاسم شرف الذي اسس مسرحا خاصا به هو وزميله الفنان سامي محمود كذلك الفنان مكي عواد هو ايضا عمل مسرحا خاصا به.
قدم الفنان خليل ابراهيم كوجه جديد ومهم في الساحة الفنية ... الاخرون شقوا طريقهم واصبحوا مطلوبين في الدراما التلفزيونيه والمسرح ولا يتسع المجال لذكرهم .
قُبيل بدء الحرب والاحتلال الامريكي البغيض شُكلت (لجنه تطوير المسرح) وكل ما انجزته هو مصادرة مسرح النجاح والحاقه في الدائرة ظلما وعدوانا كذلك السينما والمحلات التجارية المجاورة جاءت لجنة استلمت المسرح بما فيه من محتويات وقد مُنع محسن العلي من الدخول حتى من استلام مبلغ شخصي يعود له في الخزنة والمضحك المبكي انهم صادروا حتى مبالغ المسرحية التي لا زالت تُعرض على المسرح والاكثر ايلامآ في هذا المشهد ان هؤلاء جلهم من زملائه واصدقاءه وبينهم زاد وملح مع محسن العلي
اطراف المدينة ،،،،، مرة اخرى،،،،
استمر عرض المسرحية في تحدي مثير والجمهور بكثافته المعتادة .
يوما ما تلقت فرقة النجاح دعوة من نقابة الفنانين الاردنيين لعرض المسرحية في عمّان وتم الاتفاق على ذلك عن طريق نقابة الفنانين العراقيين وصدر امر الايفاد بشكل رسمي. عمت الفرحة الكبيرة لدى الفنانين غادر السيد المخرج الى العاصمه الاردنيه لتهيئة الامور الفنية واللوجستية واستطاع بمساعدة الفنانة الاردنية عبير عيسى والفنان الراحل محمد القباني ان يبيعوا التذاكر ويوجهوا الدعوات الى النخبة من الفنانين والحكومة الاردنية . حصلت الموافقة على العرض في المسرح الملكي الجميل وتحدد موعد السفر . عدتُ الى البيت فرحا ،تجمع اطفالي حولي فرحين وقدموا طلباتهم من الهدايا لكنهم اجمعوا بضرورة جلب مشروب الببسي ونستلة(التوتو) الاردنية التي كان لها سمعة قوية في السوق العراقية لكن سعرها غالي . اقترحت زوجتي الطيبة اقتراحا غريبا وقالت خذ بعض صناديق الببسي المركونة خلف البيت منذ سنوات وقم باملاءها من هناك..حقيقة هي فكرة على طرافتها فهي فكرة عملية .جلبت كيسا كبيرا واملأته بالقناني الفارغة وربطته ..الحقته بالشحن مع ديكور المسرحية (الجميع لا يعلم بهذه المهمة ما عدا الفنانة الكبيرة سعدية الزيدي) .حان وقت السفر (بالسيارة لعدم توفر الطيران )كذلك تحدد يوم العرض ورزمنا كافة مستلزمات العرض . وقبل ان تنطلق السيارة بساعات ،هنا المفاجئة، جاءنا شخص رسمي وبيده امرآ بأرجاع كافة النقود التي استلمناها من المصرف لغرض الايفاد بأمر الحكومة والا كما قال ستحرمون من السفر .بقينا بحيرة من امرنا انها صدمة ولا شك حتى انا سالته وقلت له ان المصرف مقفل ولا يمكن ارجاعها حيث الدوام انتهى قال كلا المصرف وُجه له امرا بأن يُفتح فورا لغرض ارجاع العملة الصعبة ويبدو انه امرا دُبر بليل من قبل اشخاص يتصيدون بالماء العكر اذعنا للامر ورجعنا جميع المبالغ والخيبة والحزن ينتابنا الا ان في الحقيقة كان موقف الفنانة الكبيرة سعدية الزيدي عظيما فهي تشد من عزيمتنا دائما ونلجأ اليها في كثير من المواقف :: سافرنا ونحن محبطون معنويا وماديا وعندما وصلنا الى (طريبيل) ونحن بانتظار ختم جوازاتنا الا انه جاء رجل امن وقال بصوت عالي من هو عبد الكافي لازم( وهذا اسمي الرسمي) قلت له خائفا :انا ، وقال يريدك الضابط مشيت مسافة وساقاي ترتجفان حيث اني كنت قبل ١٠ سنوات ممنوعا من السفر وربما لم يرفع المنع وقد اُعتقل او ارجع الى الوطن في اقل تقدير وصلت الى شباك الجوازات ولكن رجل الامن صاح بي قائلا (لا لا ليس عند الشباك تعال الضابط يريدك شخصيا اذن تأكد لي بأنني ربما سأُلاقي ضربا مبرحا ضربا ومصيري السجن) وعندما دخلت الى غرفة الضابط وانا في حالة شبه اغماء استقبلني بترحاب وحضنني وقبلني وانا امام ضبابية المشهد كدت ان يغمى عليّ سحبني بيده واجلسني على المقعد وقال ماذا جرى لك انا فلان الفلاني صديقك القديم الا تتذكرني ؟ ولم افق بسهولة الا بعد شرب الماء وتذكرته جيدآ ولنا جلسات مشتركة وقال الفرقة اليوم معزومة عندي قلت كيف؟ ونحن ثلاثون فردا قال وليكن 
قدم عشاءآ فاخرآ مع مشروب وقلنا هذا اول الغيث وصلنا عمان بعد ١٧ ساعة سفر ونحن في فندق (عمون ٤ نجوم) مفلسون تماما الا ان الفنان القدير جلال كامل جلب لنا (عشاء سفري) لكل فرد وهو موقف جميل لا ينسى وفي اليوم التالي بدء نصب الديكور بانضباط عالي كعادة المخرج محسن العلي وبدء العرض بجمهور كثيف وراقي. اسرني المخرج بأنه دبر مبلغ بمبادرة من الفنانة سعدية الزيدي حيث اوعزت لزوج بنتها بتوفير ٦٠٠٠$ بصيغة سلفة . تأسف من الموقف في بغداد وقام بواجبه بأحسن حال ونسينا الماضي القريب ومضينا في العرض ١٣ يوم . فرحون بنجاح العرض والجمهور الكبير
العرض المسرحي لا يخلو من المشاكل وخصوصا اذا كانت المدة طويلة كما يحدث ايضا للاخوة المصريين فقد انسحبت الفنانة القديرة اسيا كمال من العمل وقد تم تدارك الامر لوجود الفنانة القديرة سناء عبد الرحمن واستمرت لفترة طويلة .كذلك انسحبت ايضا واستقر الدور اخيرا للفنانة القديرة ليلى محمد وجميعهن بارعات في تجسيد الشخصية لاسيما ان الفنانه ليلى محمد تجيد الرقص ايضا . واحد المواقف المحرجة اراد الفنان خليل ابراهيم اجازة لمدة ٣ ايام لشغل رسمي ولابد ان يذهب خارج بغداد وانا من طبعي ان احفظ جميع حوارات المسرحية بعض من زملائي يطلقون عليّ (الحفيظ) بكسر الحاء اذ لا يمكن ايقاف العمل والجمهور لديه حجز وينتظر منذ ١٠ ايام اديت الدور واستمر العرض بسلاسة كذلك انسحب الفنان مكي عواد وتم تدارك الامر من قبل المخرج بتحويل الحوار واستلم الدور الفنان جاسم شرف واصبح دوره عريضا وطويلا الان انه مع مرور الايام هو ايضا اراد الانسحاب ولم تنفع معه الوساطات واخذ دوره الفنان خليل ابراهيم وعراقيل اخرى لا تقدر ولا تحصى الا ان العمل ظل ساريا بكل انسيابيه . 
والطريف عند رجوعي من السفر وجدت اعدادا من الضيوف في بيتي مع اطفالهم اذ لا يمكن اخفاء الببسي ولا التوتو وقد وُزع الببسي  عليهم والتوتو ايضا وبقت معاناة الحصار لمدة ١٣ عاما

انطلاق مهرجان أيام المسرح بروح شبابية وأفكار مبتكرة على «خشبة الدسمة» بمشاركة 5 فرق تتنافس على 13 جائزة

مجلة الفنون المسرحية

من المؤتمر الصحافي لانطلاق المهرجان
انطلاق مهرجان أيام المسرح بروح شبابية وأفكار مبتكرة
على «خشبة الدسمة» بمشاركة 5 فرق تتنافس على 13 جائزة

عزة إبراهيم

بروح شبابية ومواهب فنية واعدة، تنطلق فعاليات الدورة الـ 13 من مهرجان أيام المسرح للشباب، على خشبة مسرح الدسمة اليوم، وعلى مدى أسبوع، يرفع فيه الستار عن باقة من الأفكار الإبداعية للشباب، تتلبس روح المسرح وتتجسد في عروض تستحق المشاهدة والمشاركة في المهرجان الداعم الأول للمسرحيين الشباب على مدى سنوات؛ أفرز فيها أبرز نجوم الجيل... ليستمر العطاء من جديد.

انعقد، أمس الأول، المؤتمر الصحافي لانطلاق مهرجان أيام المسرح للشباب، في دورته الـ 13 على مسرح الدسمة، وقدم المؤتمر رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان مفرح الشمري، بحضور الوكيل المساعد ونائب المدير العام لقطاع تنمية الشباب مشعل السبيعي، ورئيس المهرجان ورئيس فرقة مسرح الشباب محمد المزعل.

وأعرب الشمري، عن سعادته بعودة المهرجان اليوم بعد عامين من الجائحة، توقفت خلالهما العديد من الفعاليات، مؤكداً أن تلك العودة أسعدت الكثير من الشباب، لأن مهرجان أيام المسرح أفرز الكثير من نجوم الساحة الفنية حالياً، بتنظيم ودعم ورعاية الهيئة العامة للشباب، منوهاً بما حظي به المهرجان من دعم كبير وجهود شبابية مبهرة واستعداد رائع.

دور المسرح

من جانبه، رحب السبيعي بالحضور الإعلامي في المؤتمر الصحافي، مؤكداً أن المهرجان يحظى بدعم ورعاية من وزير الأشغال العامة وزير الدولة لشؤون الشباب على الموسى، وأن انطلاق المهرجان اليوم، يأتي تزامناً مع يوم الشباب الكويتي، وتنتهي فعالياته 20 الجاري بتكريم العروض الفائزة، على أن تحمل الجائزة الكبرى للمهرجان اسم الفنان الراحل خالد النفيسي تقديراً لمشواره الفني.

وأكد السبيعي أهمية المسرح باعتباره وسيلة لتعزيز التواصل بين الشباب، وأداة لتمرير الثقافة بأشكال مبتكرة، كما يؤثر المسرح في تنمية الوعي المجتمعي وملكات الفرد، فالمسرح يتجاوز تجربة الفرد إلى تجربة الجماعة، ويعتبر من أقوى الأدوات المساعدة على الإبداع والتفكير، وهو حالة ذات طابع مميز، تساعد في استباق وحل مشكلات المجتمع، لذلك تتمسك هيئة الشباب بدورها في دعم الجهود الشبابية وتشجيعها، منها الجانب المسرحي والفني محلياً ودولياً.



حدث استثاني


وفي كلمته، أكد رئيس المهرجان المخرج محمد المزعل أن الدورة الجديدة من المهرجان تعتبر استثنائية لأنها الأولى بعد الجائحة، لتشهد عدة تغيرات منها عدم وجود فنانين مكرمين على هامش المهرجان كالدورات السابقة بسبب ضيق الوقت، إذ إن التكريم كان عادة ما يشمل العروض المسرحية المتميزة على مدار العام، وما حدث خلال جائحة كورونا أن توقفت العروض المسرحية.

وصرح المزعل بأن الجمهور على موعد مع عروض مميزة تم انتقاؤها بعناية من بين 11 عرضاً مقدماً، وهي أعمال تستحق المشاركة في المهرجان لما تحمله من روح إبداعية وأفكار خلاّقة، كما يتولى رئيس المهرجان إخراج عرض الافتتاح وهي فكرة مبتكرة جداً بعنوان "رسالة" كما يخرج البروتوكول المخرج علي البلوشي.

وحول الجوائز، قال المزعل إن المهرجان يمنح الجائزة الكبرى لأفضل عرض متكامل وتحمل اسم الفنان خالد النفيسي، إلى جانب جائزة أفضل عرض متناغم، وأفضل ممثل وممثلة دور أول، وأفضل ممثل وممثلة دور ثانٍ، وأفضل مخرج إلى جانب جوائز أفضل مكياج وموسيقى وإضاءة.

برنامج المهرجان

وأوضح أن المهرجان سينطلق اليوم بشكر وتقدير اللجنة الفنية التي تم اختيارها من اللجنة العليا، ثم إعلان أسماء لجنة التحكيم، التي تتحمل بكل مسؤولية اختيار العروض الفائزة وعددها 5 فرق بعد استبعاد عرض سادس لم يستوف شروط المشاركة، على أن يبلغ عدد جوائز المهرجان 13 جائزة، وسيتم بث العروض مباشرة عبر موقع "يوتيوب" وحساب الهيئة على "إنستغرام".

وأضاف أن المهرجان ينظم العديد من الورش والندوات التي تهم الشباب بشكل يومي على هامش العروض المسرحية، بمشاركات شبابية، مع عرض لتجاربهم الخاصة في محاكاة لأعمالهم ومبادراتهم المميزة، احتفاءً بيوم الشباب الكويتي 13 مارس، الذي تم اختيار انطلاق المهرجان في تاريخه لأن المهرجان على مدى 13 عاماً ودورة ناجحة كان وسيظل أداة تمكين ودعم وتشجيع للشباب الكويتي فنياً ومسرحياً وإبداعياً.

ولفت المزعل إلى أن المهرجان يحتفي أيضاً بمرور 40 عاماً على تأسيس مسرح الشباب، الذي يحظى بإشادة وتقدير الوسط الفني بالكويت وبالخارج على جهود الفرقة، كما ينظم المهرجان حلقات نقاشية للعروض المشاركة يومياً يعد كل عرض وذلك بطابع مختلف على خطى المهرجانات الكبرى بهدف تشجيع الشباب في تجاربهم الأولى وتصحيح مسارهم فيما يتعلق بنقد الأعمال.

محمد المزعل: الجمهور على موعد مع 5 عروض مميزة تم انتقاؤها بعناية من بين 11 عرضاً

مشعل السبيعي: المسرح وسيلة لتعزيز التواصل بين الشباب وأداة لتمرير الثقافة بأشكال مبتكرة

----------------------------------------------------
المصدر : الجريدة 

الجمعة، 11 مارس 2022

فنون الفرجه وأشكال العرب والمسرح في العصور القديمة / د. علي خليفة

مجلة الفنون المسرحية 

فنون الفرجه وأشكال العرب والمسرح في العصور القديمة 
(1)
بداية نقر أن شكل المسرح الذي توصل إليه الإغريق هو الشكل المسرحي الأشهر والأكثر رسوخًا وانتشارًا في العالم، ولكن هذا
لا يمنع من وجود أشكال مسرحية أخرى ظهرت وتطورت في بلاد أخرى خاصة في بلاد الشرق الأقصى، كاليابان والصين والهند، وأن هذه الأشكال من المسرح اعتمد بعضها على الرقصات والغناء أكثر من الاعتماد على الكلام، ومن ذلك مسرح النو ومسرح الكابوكي اليابانيين، وقد تأثر بعض كتاب المسرح الغربيين في العصر الحديث بهذه الأشكال من المسرح، ومزجوها بتجاربهم المسرحية الجديدة، كما نرى هذا في المسرح الملحمي لبريشت.
(2)
وقضية عدم توصل العرب لشكل مسرحي في العصر الجاهلي يتشابه مع شكل المسرح الغربي المتوارث عن الإغريق أو لشكل آخر يتناسب معهم في العصر الجاهلي - طُرِحَتْ كثيرًا، ولا يوجد ما يمنع من إعادة طرحها، وليس هدفنا من إعادة طرحها أن نغالي في شعورنا بآداب العرب القديمة، ونقول: إنهم كانوا في غنى عن التوصل لأي شكل من أشكال المسرح، وكذلك لا نقصد من إعادة النظر في هذه القضية أن نُصَدِّقَ أقوال بعض المستشرقين المغرضين - كرينان الفرنسي -الذين رأوْا أن عرقهم الآري هو وحده الذي يمتلك القدرة على الخيال والابتكار؛ ولهذا استطاعوا التوصل لشكل المسرح منذ أيام الإغريق، في حين اتهم هؤلاء المستشرقون الشعوب الأخرى السامية والحامية، بأنها تفتقر للخيال، وللقدرة على الابتكار، فلم يستطيعوا - حسب ادعائهم - ابتكار أي شكل للمسرح عندهم قديمًا، حتى نقلوه عن الغرب في العصر الحديث.
وسأبدأ نقاشي لهذه القضية بعرض وجهة نظر لي قد تكون صادمة وغريبة، وهي أننا لا نستطيع أن نجزم بأن العرب قد جهلوا أي شكل من أشكال المسرح في العصر الجاهلي؛ وذلك لأننا لا نستطيع التعرف على أحوال العرب في الجاهلية الأولى، وهي التي تمتد في التاريخ القديم إلى قبل ظهور الإسلام بمائتي عام، وهي فترة طويلة في التاريخ عاش فيها العرب داخل جزيرة العرب شبه منقطعين عما يجري في العالم خارج بلادهم، وكان عدم توصلهم لطريقة كتابة خاصة بهم في هذه القرون الممتدة في الزمن من أسباب عدم وصول تاريخ مدون لهم خاصة في قلب الجزيرة العربية، ومن المعروف أن العرب توصلوا لطريقة الكتابة التي يكتبون بها مع نهاية القرن الخامس الميلادي، وكانت طريقة الكتابة عندهم متأثرة بشكل واضح بالكتابة النبطية.
وفي هذا المقام أذكر أن علماء العربية ومؤرخي الأدب يصرحون بأنهم لا يعرفون المراحل التي مر بها الشعر العربي حتى استوى في صورة القصائد التي نراها لشعراء جاهليين، فبدايات الشعر الجاهلي مجهولة، وكل ما يقال في هذا الأمر نوع من التكهن.
وأغلب الظن عندي أن بدايات الشعر الجاهلي كانت متصلة بعقيدة العرب الوثنية، وربما كانت بدايات قصائدهم القديمة فيها ذكر لهذه الآلهة وتمجيد لها، وطلب العون منها، ولكننا لا نكاد نرى 
في شعر العرب الذي وصلنا إلا إشارات قليلة لآلهتهم الوثنية، وهذا ليس بسبب أن شعرهم الذي وصلنا منحول عليهم، ولكن سبب ذلك يعود - في رأيي- إلى تطور نظرة العرب لعقيدتهم الوثنية قبيل ظهور الإسلام، فقد قلت حماستهم - أو حماسة أكثرهم - نحوها، وعبروا عن ذلك بقولهم -كما جاء في القرآن الكريم -:  مَا نَعْبُدُهُمْ 
إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ.
وإذا كنّا كما نرى نجهل بدايات الشعر الجاهلي وتطوره حتى استوى في شكل القصيدة التي كان الشعراء يكتبونها بطريقة تتعدد فيها بعض الموضوعات، وتساق تقريبًا هذه الموضوعات بترتيب موحد فيها - ولا ندري كيف اتفقوا على وضع هذه الموضوعات وترتيبها داخل القصيدة - فإننا أيضًا لا نستطيع أن نجزم بأن العرب في الجاهلية - التي تمتد قبل الإسلام بعدة قرون، وكان العرب في شبه عزلة عن العالم من حولهم فيها - لم يتوصلوا لأي شكل من أشكال المسرح يتناسب مع عقيدة الوثنية التي كان يُؤْمِن بها أكثر الناس في قلب جزيرة العرب.
وعلى الرغم مما قلته من جهلنا بما يمكن أن يكون عند العرب من فنون وآداب في تلك القرون التي تسبق ظهور الإسلام - فإنني 
لا أعتقد أنهم قد عرفوا شكلًا ناضجًا من المسرح فيها؛ لأننا لا نجد في النقوش القديمة التي تم العثور عليها في قلب جزيرتهم ما يدل على ذلك، وأغلب الظن أن أسلوب حياتهم الذي يقوم على التنقل والترحال بحثًا عن سبل الحياة - خاصة الماء والعشب والزرع داخل جزيرتهم - كان من أهم الأسباب في عدم توصلهم لشكل مسرحي ناضج كالذي توصل إليه الإغريق قديمًا، فالمسرح يحتاج إلى الاستقرار في المدن، وبناء المعابد الضخمة التي تؤدى طقوس العبادة فيها، وتتحول فيها بعض هذه الطقوس لما يشبه التمثيل، وقد تتحول لتمثيل بعد ذلك.
إذًا فسرعة تنقل العربي في الجاهلية داخل جزيرته، وافتقاده للاستقرار - وقد انعكس هذا التنقل على شعرهم، فرأينا القصيدة الواحدة يتنقل فيها الشاعر في موضوعات عدة، إلا قصائد قليلة لهم شمل كل واحدة منها موضوع واحد - كان السبب الأساسي في عدم وجودشكل مسرحي ناضج لديهم.
ويضاف لهذا أن شعور العربي قبيل الإسلام بالعقيدة الوثنية كان ضعيفًا، ونحن نعرف أن كل أشكال المسرح التي عرفها الناس في كل بلاد العالم قديمًا كانت مرتبطة بعقائدهم، وما دام شعور العربي بعقيدته الوثنية كان قبيل ظهور الإسلام ضعيفًا فإنه كان من المستبعد أن يتوصل لشكل ناضج من المسرح.
ولا شك أن الإسلام حين جاء عارض كل قيم الجاهلية المنحرفة، ونهى عن رواية الشعر الجاهلي الذي فيه ذكر للأصنام وعادات العرب السيئة، ولكن هذا النهي لم يمنع رواة العرب مع نهاية القرن الهجري الأول وفي القرنين التاليين من جمع ذلك الشعر أو ما بقي مرويًّا منه، كما فعل هذا ابن الكلبي في كتاب "الأصنام".
وهذا الشعر القليل الذي وصلنا عن الجاهلية لا نرى حرارة قوية فيه فيما يخص عقيدتهم الوثنية؛ مما يدل بالفعل على أن العربي كان قبيل ظهور الإسلام ضعيف الإيمان بهذه الآلهة الوثنية، وأن أكثر من يؤمنون بها يجارون أسلافهم في الإيمان بها، فهم يعبدونها؛ لأنهم وجدوا أسلافهم لها عابدين، ولكنهم - أو كثيرًامنهم- لا يشعرون بقداسة كبيرة نحوها، وكما قلت: إن هذا انعكس على شعرهم الذي وصلنا - وكان أكثره قد قيل قبيل ظهور الإسلام بسنوات قليلة - فلسنا نرى فيه حرارة إيمانهم بعقيدتهم الوثنية، أو وجود طقوس وعبادات مهمة يؤدونها فيها.
(3)
أما السبب الأساسي الذي حال دون نقل العرب شكل المسرح 
في أثناء توهج حضارتهم في العصر العباسي الأول - فهو أن المسرح كان تقريبًا قد اندثرت عروضه عند الرومان الذين لم يكونوا يهتمون بغير المصارعات الدموية، وكان بعض كتاب الكوميديا - مثل: بلوتوس وتيرانس – يقومون أحيانًا بتقديم بعض الملاهي خلال ذلك، وكانوا يجدون صعوبة كبيرة في استرضاء الجمهور الذي يشاهد مسرحياتهم الكوميدية، وكان هذا الجمهوريستحثّهم والممثلين الذين يمثلون مسرحياتهم على سرعة إنهاء عروضهم؛ ليشاهد المصارعات الدموية التي كان يعشقها.
أما مسرحيات سينيكا التراجيدية في العصر الروماني فلا يوجد أي دليل على أنها قد عُرِضَتْ في ذلك العصر، وأغلب الظن أن سينيكا كتبها لتقرأ لا لتعرض في مسارح في ذلك العصر.
وإذًا فلم يَرَ العرب خلال انفتاحهم مع الأمم المجاورة لهم في العصر العباسي مسرحيات يمكنهم محاكاتها.
ولأن المسرح الإغريقي مرتبط بعقيدة الإغريق ذات الميثولوجيا التي يصعب فهمها فإن المترجمين العرب لم يعرفوا مقصود أرسطو للتراجيديا والكوميديا في كتاب"فن الشعر"؛ ولهذا ترجمهما بعض المترجمين العرب على أن المقصود بهما المديح والهجاء.
ولعل السبب الأهم الذي منع العرب من ترجمة آداب اليونان إلى جانب غموضها عليهم، وارتباطها بأساطيرهم وعقيدتهم الوثنية التي استغلق عليهم معرفتها - أن حركة الترجمة النشطة عند العرب التي كانت في القرنين الثاني والثالث الهجريين كانت في الوقت نفسه الذي اشتد الصراع فيه بين العرب والشعوبيين؛ وهم بعض أبناء الشعوب التي فتحها العرب، كبلاد فارس وبلاد الشام، وكانوا يباهون بحضاراتهم وآدابهم القديمة العرب، ويرون أنهم أعلى منهم قدرًا.
وبسبب نشاط الصراع الشعوبي العربي في ذلك العصر فقد كان هناك توجه - وربما توجيه أيضًا من بعض الخلفاء العباسيين - بعدم ترجمة آداب الأمم الأخرى؛ حتى لا يدخل الأدب العربي في منافسات معها في ذلك الوقت الذي اشتدت فيه الخصومة بين أنصار العرب، وهؤلاء الشعوبيين.
ولا نستغرب في ظل هذه الأجواء الملتهبة بهذا الصراع أن نرى الجاحظ المعتز بعروبته والذي كان من أشد المواجهين للشعوبيين في عدة كتب له يقول: والشعر مقصور على العرب، وعلى من تكلم بلسان العرب.
ومستبعد أن يكون الجاحظ صاحب الثقافة العميقة بعلوم العرب وآدابهم وعلوم الأمم الأخرى - التي اتصل بهم العرب - وآدابها يجهل أن يكون لهذه الأمم شعر فيه موسيقى هو أيضًا، ولكنها تختلف عن موسيقى الشعر العربي، ولكن الجاحظ تجاهل هذا الأمر في سبيل مواجهته للشعوبيين المحقرين لتراث العرب خاصة في الجاهلية.
ويضاف لما قلته من أسباب صرفت العرب عن ترجمة المسرحيات الإغريقية - التي لا شك أن بعض المترجمين العرب قرأوها مكتوبة باليونانية أو السريانية - أن العرب كانوا يرون أن شعرهم فنهم الأرقى الذي لا مثيل له، وكانوا منذ القدم يرونه ديوان حياتهم، وينظرون إلى الشاعر بينهم على أنه شخص عظيم القدر رفيع المكانة؛ لأنه يمجد بشعره مناقبهم، ويهاجم أعداءهم، وهذه النظرة من التقدير الكبيرة من العرب لشعرهم في تلك العصور القديمة هونت عندهم من قيمة آداب الأمم الأخرى، ولا شك أن الخسارة كانت كبيرة في ذلك؛ لأن هذا الأمر حال دون اطلاع العرب على آداب الأمم الأخرى خاصة الإغريق ومسرحهم.
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption