أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأحد، 20 يوليو 2014

من المسرح العالمي

مدونة مجلة الفنون المسرحية
صورة من عرض لرائعة المسرح العالمي الكيميائي بقلم بن جونسون على مسرح الرويال بانجلترا
الأورستيا -أجاممنون -بقلم أسخولوس عام1932على خشبة المسرح اليوناني

صورة من عرض لمسرحية زوجتان مرحتان من وندسور بقلم وليم شيكسبير -آداء فرقة شيكسبير الملكية عام1980بانجلترا

الصورة تجمع بين الشخصيات الثلاث الرئيسية فولستاف وزوجة بيج وزوجة فورد
صورة من عرض لمسرحية زوجتان مرحتان من وندسور آداء فرقة شيكسبير الملكية عام1980بانجلترا
أو .بي .هيجي في دور أندروكليز وليلي ماكرثي في دور ليفينيا في رائعة المسرح الحديث اندروكليز والأسد بقلم برنارد شو على مسرح والكس عام 1915 في نيويورك ولقد تم تقديم المسرحية أيضاً بإداء نفس الفرقة سابقاً على خشبة مسرح سان جيمس بلندن عام1913
اندروكلبيس والأسد بقلم برنارد شو حيث نرى كلير هاريس في دور ميجارا واندرو لي في دوراندروكليس وجورج كار في دور الأسد عام1934
صورة من عرض لمسرحية خطاف فينزا بقلم لوبي دي بيجا عام1912 بإسبانيا وكان ذلك بمناسبة مرور 350 عاماً على مولد لوبي دي بيجا
مسرحية كلب البستاني بقلم لوبي دي بيجا -حيث نرى في الصورة الشخصيتين الرئيستيين الكونتيسة ديانا التي رسمها دي بيجا ببراعة تعبيراً عن الحيرة بين كبريائها وغرامها بتيودور نائبها في شؤون مقاطعتها فبين الحوار الدائر في الفصول والدفع الدرامي لاينسى دي بيجا النفاذ الى أسرار النفس البشرية من تناقضات فلايمكن لنا الا ان نضع الكونتيسة ديانا بين الشخصيات الكبرى للنساء المتقنة في الرسم الانساني والنفسي في... متابعة القراءة
العرض الأول لمسرحية طائر النورس بقلم أنطون تشيخوف حيث نرى الممثل والمخرج الفذ ستانسلافسكي جالساً وهو يؤدي دور تريجورين
كاتينا بكسيانوا في دور ميديا في مسرحية ميديا بقلم يوريبيديس على خشبة المسرح القومي اليوناني عام1958

الخميس، 17 يوليو 2014

مسرحية "نساء طروادة"

مدونة مجلة الفنون المسرحية

يجب أن أسبح مع التيار في اتجاه رياح القدر

















يخاطبنا الكورس، في مسرحية "نساء طروادة"، عن الرعب الناجم عن الحرب. كلماتهن وإيماءاتهن ودموعهن، تبين لنا بكل جلاء أن الحرب شيء مدمر، مؤسف، ومأساوي.
بعد قتال استمر عشر سنوات، سقطت مدينة طروادة في قبضة الإغريق، ولم تنج من الموت سوى النساء. لقد بين لنا يوريبيديس بدون أدنى شك، أن الذين يقاسون الأمرين من ويلات الحروب أكثر من غيرهم، هم الأبرياء الذين لا حيلة لهم في الأمر.
مسرحية "نساء طروادة"، هي صوت احتجاج صارخ، رافض للحرب والقتل والعنف، بالغ الحساسية، ارتفع عاليا منذ مئات من القرون الماضية، كتبها أحد عظماء التراجيديا الإغريقية، يوريبيديس. صوت احتجاج رائع، ندر وجوده قديما أو حديثا، في أي زمان أو مكان. بالرغم من أنه إغريقي، إلا أنه كان يقف في صف ضحايا الإغريق.
كاساندرا، أصغر بنات الملكة هيكوبا، بات اسمها مرادفا لكل شخص متشائم، يتوقع الخراب والدمار، لكنه لا يؤمن به. في المسرحية، تنبأت كاساندرا، بالكوارث والمصائب التي سوف تصيب عائلة ملك الإغريق، أجاممنون.
هذه الكوارث، ظهرت أيضا في أعمال تراجيديا إغريقية أخرى. مثل تراجيديا "ثلاثية أوريستيان" لإسخيليوس، وتراجيديا "إفيجينيا" ليوريبيديس، مؤلف هذه المسرحية التي نعرضها هنا.
يوريبيديس في هذا العمل، كان شغوفا بقصة دمار طروادة، ومصير الذين نجوا من الموت والخراب بعد الحرب.
• المسرحية بأسلوب مبسط:
أبطال المسرحية"
هيكوبا، ملكة طروادة
كاساندرا، ابنة هيكوبا
أندروماكا، زوجة ابنة هيكوبا
أستياناكس، حفيد هيكوبا
تالثيبيوس، رسول الإغريق
رئيسة الكورس، إمرأة من نساء طروادة
الكورس، مكون من نساء طروادة
جنود
***
هيكوبا: ارفعي، ارفعي، أيتها النفس البائسة رأسك عاليا، ولا تنكسيها إلى الأرض. واجهي الحقيقة واعترفي أن طروادة لم يعد لها وجود، وأن أسرة طروادة الملكية، صارت منكوبة. الحظ متقلب، فتجلدي وتحلي بالشجاعة.
يجب أن أسبح مع التيار في اتجاه رياح القدر. واحسرتاه، أنا أبكي. لكن، لماذا لا أبكي في محنتي وبؤسي؟ لقد ضاع وطني. وراحت أطفالي وفقد زوجي. كيف تستطيع هذه الأرض القلقة، حمل أحمالي الثقيلة؟ آه، أيتها السفن الإغريقية. يا من عبرتم عباب المالح القرمزي، وفي خليج طروادة ألقيتم مراسيكم. حالا سوف تحملونني إلى العبودية. نعم، إمرأة عجوز مثلي. آه، يا نساء طروادة، دعونا نبكي معا.
باتت مدينة طروادة خرائب متناثرة، أبدا لن تبعث من جديد. سأقودكن، يا نساء طروادة، وأنتن ترتلن لحن الأسى والأسف. آه، كم اختلفت أغنياتي الآن عن ذي قبل. بعد أن كنت أغني للآلهة أغنيات جميلة جذلة، وأعطي شارة البدء للراقصات لتمجيدهم.
(تدخل رئيسة الكورس)
رئيسة الكورس: هيكوبا! سمعت رثاءك الحزين، يتردد عبر الخيام. الخوف من العبودية يجعل نساء طروادة ترتعد فرقا. لماذا النواح بمرارة؟ هل اقترب أجل إحدانا؟
هيكوبا: يا بنتي، مجاديف بحارة الإغريق تعكر صفو النهر.
رئيسة الكورس: واحسرتاه على نفسي! ماذا تعنين بذلك؟ هل تعنين أنه قد حان الوقت، لكي تحملني السفن بعيدا عن وطني؟
هيكوبا: لا أدري، ولكنني أتوقع الأسوأ.
رئيسة الكورس: يا نساء طروادة الحزينات، تعالين واسمعن خبر موتكن. أخرجن من الخيام. الإغريق يستعدون للإبحار والعودة إلى بلادهم.
هيكوبا: من فضلك، لا تخرجي المتوترة كاساندرا من خيمتها، حتى لا تلقى المزيد من صلف وإهانات الإغريق. من فضلك، لا تضيفي حزنا إلى حزن. يا مدينة طروادة، يا ذات الحظ العاثر، هذه هي نهايتك. حظ عاثر لمن تسبب في هزيمتك، سواء كان حيا أو ميتا.
(تدخل بنات الكورس)
الكورس: نحن، بالخوف والرعب نترك خيامنا لكي نستمع إلى ما تقولين. أيتها الملكة، هل أخذ الإغريق قرارهم وبان عزمهم؟ وهل يعني هذا موتنا، أم يعني أن الإغريق فقط يعدون مجاديفهم للعودة؟
هيكوبا: يا أولادي، أنا هنا منذ انبلاج الفجر، قلبي يتمزق وأعاني من الفزع والإغماء.
الكورس: هل جاء رسول الإغريق الآن؟
هيكوبا: ساعة توزيع الحصص تبدو أنها اقتربت.
الكورس: أيتها الملكة هيكوبا، إلى أي الجزر سيأخذوننا؟ التعساء منا هن اللاتي يرسلن بعيدا عن مدينتنا طروادة.
هيكوبا: واحسرتاه على نفسي! أي جارية تعسة سوف أمسي؟ وعلى أي أرض سوف تكدح هذه المرأة العجوز، عديمة الفائدة كالأزيز، واهنة كالخيال. هل ستقف على العتبات لكي تحرس الأبواب، أم تصير مربية ترعى الأطفال؟ ما أشقاني! أنا التي كانت طروادة تجلها وتبجلها يوما كملكة للبلاد!
الكورس: واحسرتاه! نحيبك يا له من نحيب بائس!
المرأة 1: لن أقوم بعد اليوم باستخدام نول طروادة.
المرأة 2: لآخر مرة، أقوم بزيارة قبر والدي، آخر مرة.
الكورس: أنظرن، هنا يحضر رسول من جيش الإغريق. فأي الأخبار يحمل؟ وما عساه أن يخبرنا؟ وما أهمية ذلك؟ فما نحن إلا جواري للإغريق!
(يدخل تالثيبيوس الرسول)
تالثيبيوس: هيكوبا، تعرفين أنني قمت برحلات عديدة إلى مدينة طروادة كرسول لجيش الإغريق. هذا يجعلني على دراية بموقفك. أنا تالثيبيوس، أعلن هنا آخر الأنباء.
هيكوبا: هذا يا نساء طروادة. هذا ما كنت أخشاه منذ البداية.
تالثيبيوس: توزيع الحصص قد حدث بالفعل، إذا كان هذا ما تخشينه.
هيكوبا: آه، إلى أين سنذهب؟ وإلى أي مدينة سيرسلوننا؟
تالثيبيوس: كل واحدة منكن بمفردها ستكون من نصيب سيد مختلف.
هيكوبا: إذن، من سيحصل على من؟ هل هناك حظ جيد لأي من بنات طروادة؟
تالثيبيوس: نعم، أستطيع أن أخبرك، لكنك يجب أن تعرضي أسئلتك، كل على حدة.
هيكوبا: إذن أخبرني، من سيحصل على ابنتي، المسكينة كاساندرا؟
تالثيبيوس: الملك أجاممنون أخذها كجائزة خاصة له.
هيكوبا: ماذا؟ لكي تكون جارية لزوجته، كليتيمنسترا؟ آه ما أشقاني!
تالثيبيوس: لا، لكي تكون زوجته أيضا.
















هيكوبا: آه يا ابنتي يا مسكينة! 
وماذا عن ابنتي التي أخذتها مني مؤخرا، أين هي؟
تالثيبيوس: تعنين بوليكسينا؟ عن أيهن تسألين؟
هيكوبا: عن بوليكسينا أعني. من حصل عليها؟
تالثيبيوس: لقد تقرر أن تخدم ضريح أخيل.
هيكوبا: خادمة في قبر؟ ابنتي؟ لكن ما هذه التقاليد الجديدة التي يمارسها الإغريق؟
تالثيبيوس: بارك الله في ابنتك. إنها تستريح جيدا.
هيكوبا: ما هذا الكلام؟ أخبرني، هل ترى الشمس؟
تالثيبيوس: إنها في يد القدر. انتهت متاعبها ولم تعد تشعر بالألم.
هيكوبا: ثم بخصوص زوجة هكتور، التعيسة أندروماكا، ما حظها هي الأخرى؟
تالثيبيوس: ابن أخيل أخذها هي الأخرى كجائزة خاصة.
هيكوبا: وأنا، من سأكون جاريته، هذا الجسد المتهالك الذي يحتاج إلى عكاز، حتى تقوى رجلاه على المشي؟
تالثيبيوس: ملك إيثاكا، أوديسيوس، حصل عليك جارية له.
هيكوبا: واحسرتاه على نفسي! سأكون جارية لسيد بغيض، غادر، وغد، عدو العدالة، وحش آدمي، لا يرعى حرمة أو قانونا، غير صادق اللسان، حول كل الصداقات إلى كره وعداوة. يا نساء طروادة، ابكين والطمن وجوهكن من أجلي، سأذهب إلى حتفي. وقع الخراب والشقاء من نصيبي. لقد حلت على تلال التعاسة.
رئيسة الكورس: أيتها الملكة، لقد عرفت قدرك، ولكن من سيكون سيدي أنا؟
تالثيبيوس: أيتها النساء، عليكن بالبحث عن كاساندرا وإحضارها هنا بسرعة. حتى أقوم بتسليمها للملك، ثم العودة لتسليم الأخريات. انتظرن، فأنا أشم رائحة دخان! هل نساء طروادة يقمن بحرق شيء ما؟ هل قمن بإشعال النار داخل الخيام؟ ربما يكون موتهن شئ أفضل بالنسبة لهن، لكن هذا لن يعجب الإغريق، كما أنني لا أريد أن أسبب لنفسي المتاعب.
هيكوبا: إنها ليست نارا. ليست كذلك. إنها ابنتي، المضطربة كاساندرا. ها هي تأتي على عجالة.
(تدخل كاساندرا وهي تلوح بعصا يتصاعد منها الدخان)
كاساندرا: انظرن، انظرن، انظرن كيف أضئ السماء بهذه الشعلة. سأتزوج من ملكي. أمي يا مسكينة، قضيتي وقتك كله في البكاء والنواح على أبي المقتول وعلى وطننا العزيز. لذلك، وجب على أن أحمل شعلة زواجي بنفسي. انظري إلى إشعاعها ولمعانها في كل اتجاه. ارفعي القدم عاليا وابدأي الرقص. ليكن يوم فخار، يوما من أيام أبينا الماجدة المليئة بالخير والرخاء. الجوقة الموسيقية المقدسة، يقودها فويبوس في معبده وسط أكاليل الغار. غني يا أمي، غني وارقصي، وفي حلبات الرقص دوري وادخلي واخرجي. راقصيني بقدر حبك لي. ارفعي صوتك بتحية الزفاف، أنا العروس. تمني لي السعادة بالهتاف والغناء.
رئيسة الكورس: هيكوبا، ألا تكبحين جماح ابنتك المهووسة هذه؟
هيكوبا: أيها الإله هيفاستوس، يا حامل شعلات الزواج للإنسان، لا تكن قاسيا وتشعل هذا اللهب. ما أقسى خيبة أملي في بخت ابنتي. واحسرتاه على ابنتي، المسكينة كاساندرا. لم أكن أتوقع أبدا أبدا أبدا، أن يكون زفافها وسط رماح ونبال الإغريق. أعطني الشعلة كاساندرا. أنت يا ابنتي في تعجلك وانفعالك، لا تحملين الشعلة بثبات. المصائب التي حلت بنا، لم تبق على رجاحة عقلك. يا نساء طروادة، احملن شعلتها. واجعلن دموعكن تنشد أغنية زفافها.
كاساندرا: أمي، توّجي رأسي المنتصرة. ابتهجي لخطوبتي الملكية هذه. الملك أجاممنون سيجدني بين زوجاته، أكثرهن مرارة وكرها له. سوف أقتله وأدمر بيته. سوف أنتقم لأبي ولإخوتي. لكن هذه أمور يمكنها الانتظار. لن أشترك في المناحة التي يسببها زواجي لكم، كما أنني لن أتفوه بالرغبة في قلب نظام حكم أجاممنون. إذا كان لا بد من الحرب، فإن تاج الفخار لأي مدينة، أن تهلك في سبيل غرض نبيل. الغرض غير النبيل يجلب الخزي والعار. لذلك لا تأسفي يا أمي على ما أصاب وطنك. زواجي سيكون الوسيلة لتدمير أسوأ أعدائنا، عدوي وعدوك.
تالثيبيوس: إنه لشئ مقبول أن يمزج أبوللو طلاقة لسانك بالجنون. وإلا، كلفكي الكلام عن رئيس البلاد بهذا السوء، ثمنا باهظا. ولأن بك شيئا من الخبل، سأجعل كلماتك تذهب أدراج الرياح. تعالي معي إلى السفينة، عروس مناسبة لملك عظيم. (يخاطب هيكوبا) وأنت، استعدي عندما يأتون لأخذك.
كاساندرا: نعم، دعني أطير إلى مخدع موت عريسي! أين سفينة الملك؟ أين أركب؟ ليس هناك وقت نضيعه. وداعا أمي، لا تبكي. يا وطني العزيز، آه يا إخوتي تحت الثرى، آه يا أبي، لن تنتظروني طويلا. سآتي إلى عالم الموتى، بطلة منتصرة، قامت بتحطيم عرش أجاممنون، الذي تسبب في تحطيم مملكتنا ووطننا.
(تالثيبيوس يقود كاساندرا إلى الخارج. تنهار هيكوبا)
رئيسة الكورس: أيتها الممرضات، ألا ترون سقوط هيكوبا، مكومة على الأرض فاقدة النطق؟ خذن بيدها، أم تردن ترك المرأة العجوز كي تموت؟
الكورس: ارفعنها من الأرض.
هيكوبا: اتركنني. اتركنني، يا بناتي. دعونني أرقد حيث وقعت. لدي سبب مقنع لسقوطي. أحمال ثقيلة علي أن أحملها، فوق ما أحمله من أحمال، وأخرى آتية في المستقبل القريب. آه أيتها الآلهة. إنني استنجد بمن لا يلبون النداء. لكنها العادة أن نتوجه بالدعاء إلى الآلهة حينما يجد الخطب وتحل المصائب. هذه هي أغنيتي الآخيرة. سوف أبدأ بالحمد حتى أستدر منكم العطف والشفقة لمعاناتي.
لقد كنت ملكة. تزوجت في قصر ملك. هناك، أنجبت خير الأبناء، مثلهم لم تنجب امرأة أخرى، لا في طروادة أو في غيرها، بلاد الإغريق أو بلاد البرابرة. أبنائي هؤلاء، رأيتهم يسقطون في المعركة مع الإغريق. أبوهم بريام، لم يخبرني أحد بموته، لأنني رأيته يُقتل بنفسي. لقد رأيت مدينتي وهي تنهب، بناتي وهن يؤخذن مني، ولا أمل في أن أراهن أو يرونني ثانية. ثم تاج البؤس والشقاء، أن أذهب إلى بلاد الإغريق كجارية وأنا عجوز في مثل هذه السن. سوف يجعلونني أقوم بكل الأعمال التي لا تناسب سني. قد أعمل حارسة أبواب، أنا ملكة طروادة. أو أعمل خبازة، ثم أريح ظهري المحني على الأرض الصخرية، أنا التي كنت أنام على أسرة القصر المفروشة بريش النعام. سيلبس جسدى المسكين خرق الخيش الممزقة، بعد أن كان يلبس أفخر الثياب الحريرية المعطرة.
أي امرأة تعيسة أنا؟ وأي مستقبل آمل فيه؟ أه يا ابنتي المسكينة كاساندرا! وأنت يا بوليكسينا ابنتي! أين أنتما؟ لا أحد هنا يساعد أمكما المسكينة. إذن، لماذا ترفعنني بعد سقوطي من الأرض؟ وأي أمل تبقى لي؟ خذنني إلى كهف مهجور، تكون فيه الأحجار وسادتي وفرشي. دعنني ألقي بنفسي على الأرض هناك، وأنهي بقية حياتي البائسة في النحيب والبكاء.
الكورس: نحن نندب ندبا جديدا، أقرب للنحيب والبكاء.
(تدخل أندروماكا وابنها الصغير أستياناس مع جند على جانبي كل منهما)
رئيسة الكورس: هيكوبا، أنظري! ها هي تأتي أندروماكا، زوجة ابنك المتوفي، هيكتور، ستذهب إلى بلد غريبة.
الكورس: من يمسك بقميصها هو ابنها أستياناس. أيتها المرأة، قليلة البخت، إلى أين يأخذونك؟
أندروماكا: أسيادي الإغريق يسحبونني، لا أدري إلى أين.
هيكوبا: يا لوعتي!
أندروماكا: لماذا تبكين؟ البكاء من واجبي أنا.
هيكوبا: واحسرتاه!
أندروماكا: الحزن حزني أنا.
الكورس: واحسرتاه.
أندروماكا: الشقاء شقائي أنا.
هيكوبا: يا ابنتي، وزوجة ابني، ولّى المجد وذهبت طروادة.
الكورس: ذهب وذهبت طروادة.
هيكوبا: ذهبت الروعة والثراء أدراج الرياح.
أندروماكا: آه، تعال يا زوجي أتوسل إليك.
هيكوبا: أنت تنادين من مات.
أندروماكا: تعال وانجد زوجتك.
هيكوبا: ما أقسى الحزن الذي نكابده!
أندروماكا: كم هو عظيم اشتياقك إلى المدينة التي فنيت.
الكورس: حزن على حزن يتراكم.
أندروماكا: يا زوجي الحبيب، لقد عانت طروادة من نير العبودية، هذه هي النهاية.
الكورس: أه يا وطني، يا وطني يا مسكين!
أندروماكا: أنا أودعكن بالبكاء.
الكورس: الآن ترين الأمر والأدهى.
أندروماكا: هل أتـرك وطني الذي أنجبت فيه طفلي؟
هيكوبا: يا بناتي، لقد تركتن أمّكن في مدينة خربة مهجورة. لقد تركتنني للمرارة والعويل والنحيب ونوافير الدموع التي لا تنضب. الموتى لا يذرفون الدموع، أنهم قد نسوا آلامهم.
الكورس: ما أحوج الدموع لمن أثقله الألم.
أندروماكا: آه يا هيكوبا، يا أم هيكتور، البطل المغوار الذي قتلت حرابه العديد من الأعداء، ألا تعنين ذلك؟
هيكوبا: أرى يد الآلهة. ترفع الأذلة من الناس من الحضيض إلى أعلى أبراج العليين، وآخرين تخسف بهم من عليائهم إلى أسفل سافلين.
أندروماكا: بعيدا نساق، أنا وابني، كلصوص الماشية، نبلاء وقعا في براثن العبودية.
الكورس: الضرورة لها مسالك غريبة.
هيكوبا: أندروماكا، لقد قاموا للتو بنزع كاساندرا من بين أحضاني. وأعطوها إلى الملك أجاممنون.
الكورس: أسف يزيد على أسف.
أندروماكا: هيكوبا، لعلي أزيد أحزانك.
الكورس: أسف يزيد على أسف.
أندروماكا: ابنتك، بوليكسينا، قد ماتت. لقد ذبحوها على قبر أخيل قربانا لقتلى الجنود الإغريق.
هيكوبا: هذا ما قد عناه تالثيبيوس بكلامه الذي يشبه الأحاجي السوداء.
أندروماكا: رأيتها بنفسي. لقد سترتها بردائي وغمرتها بدموعي.
هيكوبا: آه يا بوليكسينا يا مسكينة. ويا له من موت مخز!
أندروماكا: لقد ماتت بهذه الطريقة، وهي بهذا أسعد حظا مني أنا التي لازلت على قيد الحياة.
هيكوبا: الموت والحياة شيئان مختلفان يا ابنتي. الموت يعني الفناء، أما الحياة فيوجد فيها الأمل.
أندروماكا: من الأفضل أن تموت على أن تعيش في ألم. الأموات ليس لديهم من الأحزان ما يؤلمهم. في قصر هيكتور، كنت أراعى أخلاقيات الزوجة الصالحة. لم أكن أسمح أبدا بالنميمة خلف الأبواب. صنت عرضي وحفظت لساني. هذه سمعتي الطيبة التي أبقيتها مصونة. فماذا كانت مكافأتي من الآلهة؟ ها أنا أشحن كالطرد إلى بيت أخيل لكي أتزوج ابنه. كيف يتسنى لي أن أكون زوجة في نفس البيت الذي قتل فيه زوجي؟ لقد كنت لي يا زوجي الحبيب هيكتور، الزوج الذي أردته وتتمناه كل إمرأة. لقد كنت حكيما نبيلا موسرا شجاعا، لقد كنت لي زوجا عظيما حقا. الآن قد مت! وأنا أشحن أسيرة إلى براثن العبودية في بلاد الإغريق. أنا لا أعيش في وهم، يا هيكوبا، كل هذه الأشياء لا توافقني بالمرة.
الكورس: أحزانك هي أحزاننا.
هيكوبا: عزيزتي أندروماكا، لا تفكري بعد ذلك في مصير هيكتور. لن ترجعه دموعك من عالم الأموات. احترمي زوجك الجديد، ابن أخيل، وربي ابنك على أن يقوم بمساعدة طروادة. ربما يأتي يوم في المستقبل البعيد، يعود فيه نسله إلى طروادة لكي يعيشوا فيها ، فتعود طروادة مدينة عظيمة من جديد.
الكورس: أنظري هيكوبا، لقد عاد تالثيبيوس.
هيكوبا: ما الذي جعله يعود ثانية؟ وما هي القرارات الجديدة؟
(يدخل تالثيبيوس ومعه الجنود)
تالثيبيوس: أندروماكا، زوجة هيكتور، لا تكرهينني. فليس هذا اختياري أن أزف إليك هذا الخبر.
أندروماكا: ما هو؟ أخشى أن تكون قد أحضرت قصيدة طويلة، كلها أسف وشقاء.
الكورس: أسف يزيد على أسف.
تالثيبيوس: لقد قرر الإغريق أن الطفل... كيف أنطق بهذه الكلمات؟
أندروماكا: ماذا؟ ألن يكون له نفس سيدي؟
تالثيبيوس: لا، لن يكون أحد سيده.
أندروماكا: هل سيتركوه وحده هنا في طروادة؟
تالثيبيوس: لا أدري كيف أزف إليك هذه الأخبار المحزنة برفق.
الكورس: تكلم تالثيبيوس! قل كلماتك المؤسفة.
تالثيبيوس: سيقومون بقتل طفلك!
أندروماكا: واحسرتاه! آلامي لا تحتمل.
تالثيبيوس: السبب هو أن أبناء الأبطال، لا يسمح لهم بأن يكبروا.
الكورس: أسف يزيد على أسف.
تالثيبيوس: إنهم يدبرون نقله في عجالة من طروادة.
الكورس: أسف يزيد على أسف.
تالثيبيوس: أندروماكا، تحملي ألم الأحزان بشجاعة. تذكري أنك ضعيفة لا حيلة لك. لا تظننين أنك قوية. لن تجدي مساعدة في أي مكان. لقد دمرت مدينتك، ومات زوجك، وغلبت على أمرك. الإغريق يستطيعون التعامل مع امرأة وحيدة بسهولة. لذلك، لا تحاولي إثارة المتاعب. لا تحاولي فعل أي شيء أحمق يجعلك تأسفين عليه. شيء آخر، لا أريدك أن تقومي بلعن الإغريق. إن قلتِ شيئا يغضبهم، ابنك لن يدفن بطريقة مناسبة. لا تقولي شيئا أندروماكا. حاولي الاستفادة من أفضل الظروف. لعلك تجدين عطفا من الإغريق.
أندروماكا: آه يا ابني الحبيب، يا أعز ما أملك، ستترك أمك. بسالة أبيك لم تترك لك سوى الموت. فضائل والدك أزهرت لك في غير أوانها. احضن أمك لآخر مرة. أيها الإغريق، لم تعذبون غير الإغريق؟ لماذا تقتلون هذا الطفل البرئ؟
(تقوم أندروماكا بتسليم ابنها أستياناس إلى تالثيبيوس)
أندروماكا: ها هو، خذه بعيدا. هل هذا ما تريده؟
الكورس: أندروماكا. أندروماكا. ألمك عميق، عميق.
تالثيبيوس: تعال، أيها الصغير. أه أيها الإغريق، اختاروا رسولا آخر لوظيفة مثل هذه. اختاروا شخصا لا يعرف الرحمة. شخصا قلبه أقسى من قلبي.
(يخرج تالثيبيوس مع الصبي. الجنود ترافق أندروماكا إلى الخارج)
هيكوبا: آه أيا الإغريق، لماذا تخافون هذا الطفل؟ هل تخافون أنه يوما يحي طروادة بعد سقوطها. إذن أنتم جبناء بعد كل هذا. لقد أخذتم مدينتنا منا، ومع هذا تخافون طفلا، تخافون طفلا صغيرا. أنا أتعجب من خوف ليس له مبرر. أتذكر الأيام التي كان يأتيني فيها قائلا: "جدتي، لقد قطعت شعرة طويلة ملتوية من شعري، لأهديها لك" واحسرتاه على نفسي. وأي حكمة ستكتب على قبره؟ ربما ستقول: "داخل هذا القبر يرقد طفل صغير، قتله الإغريق لأنهم خائفون منه" جملة يجب أن يخجل منها كل إغريقي.
الكورس: هيكوبا، أنت تلمسين شغاف قلوبنا.
إمرأة 3: أيها الطفل، ستستقبلك الأرض.
إمرأة 4: يا له من حزن مرير.
الكورس: واحسرتاه، يا له من حزن مرير! واحسرتاه، مسكينة هيكوبا!
رئيسة الكورس: أنظرن، ها هو تالثيبيوس يعود من جديد.
(يدخل تالثيبيوس والجنود)
تالثيبيوس: لدي أمران في واحد. أنتن أيتها النساء، سرن إلى السفن الراسية، عندما تسمعن صوت النفير. وأنت أيتها العجوز هيكوبا، أتعس نساء الأرض، إذهبي إلى هذا الجندي الذي أرسله أوديسيوس لاستلامك. ستكونين جاريته. سوف يأخذك بعيدا عن طروادة.
هيكوبا: ما أشقاني! لقد جاء اليوم أخيرا. هذا اليوم هو أوج أحزاني وقمة آلامي، فيه أترك وطني. أيتها الأرجل الواهنة، دوسي على أرض طروادة بقوة قبل أن تتركيها. مدينتي الحبيبة طروادة، يا من رفعتِ رأسك عاليا بين البرابرة. حالا سيمحى اسمك وشهرتك. أيتها الآلهة. لكن، لماذا أدعوكم أيتها الآلهة، وأنتم في الماضي لم تستجيبوا لدعائي؟
تالثيبيوس: مسكينة هيكوبا: أحزانك قد أودت بتوازنك. أيها الجند، خذوها. لا تتوقفوا عند المقابر. علينا أن نقوم بتسليمها إلى أوديسيوس.
هيكوبا: آه يا برايم، يا زوجي الحبيب وملك طروادة، هل ترى كيف يسخرون منا؟
الكورس: إنه يرى. نعم هو يرى. لكن المدينة، المدينة، لم تعد مدينة تذكري هذا. لقد سقطت طروادة. طروادة الآن مدينة ميتة.
هيكوبا: واحسرتاه، واحسرتاه، آه، واحسرتاه.
الكورس: بلادنا المهزومة قد فنيت. قصورها دمرت، دمرتها الحراب وألسنة اللهب.
هيكوبا: أيتها الأرض التي عليها لعب أطفالي.
الكورس: لقد ماتت طروادة.
هيكوبا: أبنائي، اصغوا لصوت أمّكم.
الكورس: هيكوبا، أنت تنادين الأموات بالنحيب.
هيكوبا: نعم، أناديهم، كلما خطوت برجلي على الأرض، أو لمست بيدي صخورها.
الكورس: صراخك هو الحزن بعينه.
هيكوبا: نحن نساق مثل المواشي، نسحب بعيدا إلى الصالات كي نستعبد.
الكورس: بعيدا عن أوطاننا.
هيكوبا: وداعا زوجي برايم، ملك طروادة الميت، غير المدفون، الآن أتركك وحيدا.
الكورس: سنمشي حالا إلى العبودية.
هيكوبا: أيتها المعابد، يا مدينتي الحبيبة.
الكورس: حالا، سيمحى اسمك.
هيكوبا: وترابك، مثل الدخان، سينتشر في الفضاء، ليحجب عني رؤية وطني.
الكورس: سيطوي اسمك النسيان. طروادة قليلة البخت، لقد انتهيتِ.
(يسمع صوت آلة النفير)
هيكوبا: آه! يا قدمي لا ترتعشان. قوداني إلى الممر. معكما سأعيش طويلا في العبودية.
(تخرج هيكوبا في صحبة الجنود. يتبعها تالثيبيوس)
الكورس: أيتها المدينة المنكوبة، قليلة البخت، يا طروادة! وداعا! وداعا! وداعا!
(الكورس يخرج ببطء. الستار ينزل ببطء)


فيلم سينمائي عن نساء طروادة باللغة الإنجليزية.


محمد زكريا توفيق
ميدل ايست أونلاين

الاثنين، 14 يوليو 2014

المسارح في روسيا

مدونة مجلة الفنون المسرحية
تعتبر روسيا موطنا لعدد كبير من المسارح. ويرجع ذلك إلى ما تميزت به من فنون مسرحية وموسيقية، ومن بينها مسارح الموسيقى، والدراما، والمسارح الكوميدية، ومسارح الأطفال:


مسرح الباليه الروسي
تأسس مسرح الباليه الروسي، في البداية، في القصر. وكانت العروض الأولى تقدم بين فترة وأخرى منذ أواخر القرن السابع عشر في بلاط القيصر ألكسي ميخايلوفيتش. وازداد انتشارها في أيام القيصر بطرس الأكبر، وبالأخص في عهد يليزافيتا بتروفنا.
وفي عام 1738 افتتحت مدرسة باليه بطرسبورغ، كما افتتح فرع للباليه بموسكو في دار التربية عام 1773 أصبح فيما بعد كلية الرقص بموسكو.
نشأ الباليه في روسيا تحت تأثير اتجاهين عظيمين على حد سواء هما: تقاليد الرقص الغربية التي جاء بها مخرجو الرقص الأجانب الذين عملوا في روسيا منذ القرن الثامن عشر ، والرقص الفولكلوري الروسي. وفي الثلث الأول من القرن التاسع عشر تشكل فن الباليه الروسي باعتباره مدرسة وطنية مستقلة.
وفي مطلع القرن العشرين ذاع صيت مخرجي الباليه من أمثال ميخائيل فوكين، ألكسندر غورسكي، كاسيان غوليزوفسكي، فيودور لوبوخوف الذين جددوا الباليه الروسي من حيث الشكل والمضمون. كما برز عدد من أشهر نجوم الباليه الروس على مستوى عالمي مثل غالينا اولانوفا، مايا بليسيتسكايا، نينا أنانياشفيلي، إيلزا لييبا، أندريه أوفاروف، نيكولاي تسيسكاريدزه وآخرين.
 

مسرح البلشوي



يعتبر من أهم وأعرق المسارح في روسيا. وتنبع أهميته ليس فقط من شهرته العالمية في تقديم عروض الباليه والأوبرا، بل ومن طرازه المعماري الفريد. أسست بناية هذا المسرح القديمة في عام 1776 . أما البناية التي يشغلها حاليا فقد أسست عام 1825.
http://www.bolshoi.ru/en
 
 
 
 

مسرح موسكو الفني (تشيخوف)



قدم مسرح موسكو الفني (تشيخوف) الذي أنشئ عام 1898 عروضا مسرحية لمؤسسى مدرسة المسرح الروسي ستانسلافسكي ونيميروفيتش دانتشينكو، إضافة إلى عروض المسرح الكلاسيكي الحديث، والعديد من مسرحيات الكاتب الروسي أنطون تشيخوف الذي أخذ هذا المسرح اسمه فيما بعد.
http://en.wikipedia.org
 
 
 

مسرح الكرملين للباليه



يقع هذا المسرح في منطقة الكرملين في موسكو. أسسه الفنان الروسي أندريه بتروف عام 1990. ويهتم بتقديم عروض الباليه الروسية الكلاسيكية. ويزوره متفرجون من مختلف أنحاء العالم. للاطلاع على الموقع:
http://www.kremlin-gkd.ru/eu/index.htm
 
 
 

مسرح مارينسكي



افتتح هذا المسرح في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية في عام 1860 بعرض أوبرا غلينكا التي تدور أحداثها حول حياة القيصر. وسمي بمسرح ماريانسكي تيمنا بزوجة الإمبراطور ألكسندر الثاني ماريا. ووفقا لآراء المختصين المعاصرين يعد هذا المسرح أفضل مدارس أوروبا في الباليه والأوبرا. للمزيد على الموقع التالي:
http://www.mariinsky.ru/en
 
 
 

مسرح ألكساندرينسكي



جاءت تسمية بمسرح ألكسندرانسكي حيث صادف هذا التاريخ ذكرى القديس ألكسندرنيفسكي. ويعرف أيضا بالمسرح الدرامي للأكاديمية الوطنية الروسية. ويعتبر أقدم مسرح وطني في روسيا. أسسته الإمبراطورة الروسية اليزابيث ابنة القيصر الروسي بطرس الأكبر. وذلك في 30 أغسطس (آب) عام 1756 . ويعد هذا المسرح أب المسارح الروسية، ولهذا فقد أعتبر تاريخ تأسيسه بمثابة ولادة العروض المسرحية الروسية. إضافة إلى أن هذا التاريخ حدد السياسة الروسية فيما يتعلق بالفنون المسرحية.
http://en.alexandrinsky.ru
 
 
 

مسرح " المالي"



تعني كلمة "مالي" بالروسية صغير. وأطلق على المسرح اسم مالي بسبب كونه يقع بالقرب من مسرح "البلشوي" او الكبير.
ويعتبر مسرح " المالي" من أقدم المسارح الروسية. فقد أسست فرقته في عام 1756 لدى جامعة موسكو، بناءً على مرسوم صادر عن الامبراطورة الروسية يليزابيت بيتروفنا. ومن شأن ذلك ان يعتبر رمزا لولادة المسرح المحترف في روسيا. وفي عام 1824 بدأ المهندس المعماري الروسي أوسيب بوفي بتجسيد فكرة إنشاء مركز مسرحي في وسط موسكو. وبفضل إنجاز هذا المشروع تلقت فرقة موسكو التي انضم اليها ممثلو المسرح الجامعي بناية خاصة بها واقعة في ساحة " بيتروفسكايا" أو "تياترالنايا" في الوقت الحاضر. كما تلقت الفرقة تسمية جديدة وهي مسرح " المالي".
وكان تأثير هذا المسرح على الثقافة والرأي العام الروسيين كبيرا في كل الاوقات. ويعتبر مسرح " المالي" منذ تأسيسه من اهم مراكز الحياة الثقافية في روسيا. ويضم ريبرتوار المسرح في الوقت الراهن، في اغلب الاحيان، مسرحيات ألفها الكتاب الروس الكلاسيكيون.
 
 
 

مسرح اوبرازتسوف المركزي للدمى



يعتبر مسرح اوبرازتسوف المركزي للدمى من أكبر مسارح الدمى في العالم، وهو فريد من نوعه ، علما بانه ادرج في كل الموسوعات المعروفة في العالم، بما فيها كتاب غينيس للارقام القياسية .
وقد أسس مسرح اوبرازتسوف المركزي الاكاديمي للدمى في عام 1931. وترأسه من اليوم الاول سيرغي فلاديميروفيتش اوبرازتسوف، الفنان والممثل والمخرج الكاتب البارز. وانتقل المسرح في عام 1970 الى بناية جديدة واقعة في شارع سادوفوي كولتسو، وهي مجمع المعمارى يعتبر نموذجا لكافة مسارح الدمى الثابتة في العالم. وتزين واجهة بناية المسرح ساعة حائط موسيقية، تتحرك فيها على رأس كل ساعة هياكل لحيوانات مختلفة. و قد غدت ساعة الحائط هذه رمزا للمسرح.
وقد تم في متحف المسرح جمع باقة من الدمى الفريدة من نوعها، تمثل حقبا تاريخية مختلفة في العالم باسره.
ويضم ريبرتوار المسرح مسرحيات للاطفال وكذلك للكبار. وقد زار المسرح خلال 7 عقود ملايين من الاطفال والكبار وعشرات من رؤساء الدول والحكومات ومئات من المشاهير في مجال الفن والثقافة والعلم.
 
 
 

مسرح فولكوف الدرامي في مدينة ياروسلافل



يعتبر مسرح فولكوف الاكاديمي الروسي للدراما في مدينة ياروسلافل اول مسرح محترف في روسيا. وأسسه في عام 1750 فيودر فولكوف الفنان الروسي المشهور. واطلق عليه اسم فولكوف في عام 1992. ويعتبر المسرح احد الرموز لزيارة المدينة . ويعيش حياة ثقافية نشيطة مليئة بالعروض والمهرجانات. وتقدم فرقة المسرح عروضا كثيرة على خشبات المسارح الروسية الاخرى. ويضم ريبرتوار المسرح 26 مسرحية لكتب كلاسيكيين، روس والاجانب.
 
 
 

مسرح نوفوسيببيرسك للدراما والاوبرا والبالي

 
يعد هذا المسرح أكبر مسرح في مدينة نوفوسيببيرسك وعموم سيبيريا، وواحدا من أهم المسارح الروسية. وتقع بنايته، وهي من اضخم البنايات المسرحية في روسيا، في ساحة لينين، وسط المدينة. ويعتبر المسرح رمزا لمدينة نوفوسيبيرسك. وتحول بعد اعادة ترميمه في عام 2005 الى أحدث مسارح روسيا. وقد تم افتتاح المسرح في عام 1945 بعرض اوبرا "ايفان سوسانين" للموسيقار الروسي ميخائيل غلينكا. وتعد فرقته من اقوى الفرق الفنية في روسيا. وقد حازت المسرحيات التي كان يقدمها المسرح على جوائز روسية واجنبية .
 
 

السيرك الكبير في بطرسبورغ

 
يعد سيرك بطرسبورغ العام الكبير في منطقة فونتانكا أول سيرك ثابت في روسيا. وتم افتتاحه في 26 ديسمبر/كانون الاول عام 1877 . ويعتبر مبنى السيرك منشأة فنية فريدة من نوعها قائمة على اساس الفكر الهنسي المتقدم آنذاك. وانه يوصف حاليا بانه من أجمل مسارح السيرك في اوروبا.
انتهى عشية موسم 2003-2004 العمل على اعادة بناء واجهة مبنى السيرك الذي استعاد بذلك فخامته المعمارية.
وتقدم هنا عروضها اشهر الاسر الفنية المتعاملة مع الحيوانات المروضة مثل عائلات دوروف وفيلاتوف وزاباشني . وقد شهد السيرك الكبير في بطرسبورغ ايضا عروضا لمشاهير المهرجين، وضمنهم يوري نيكولين واوليغ بوبوف ويوري كوكلاتشوف والفنانون البهلوانيون برئاسة فلاديمير غاراموف وغيرهم من اساتذة الحلبة .
احتفل السيرك العام الكبير في بطرسبورغ في عام 2007 بذكرى مرور 130 سنة على تأسيسه. وقدم بهذه المناسبة العرض " الكرنفال بفونتانكا" ويمكن المرء ان يشاهد هنا أفضل الفنانين الروس الذين يمجدون فن السيرك الوطني في العالم باسره، كما يقدم هنا عروضهم الضيوف من فرق السيرك الوافدة من مختلف بلاد وقارات العالم.
 
 

مسرح الحيوانات

 
"ركن جد دوروف و"بلاد العجائب لجد دوروف" و"ومسرح حيوانات دوروف" .. باتت هذه التسميات معروفة ليس لأهالي موسكو وغيرها من المدن الروسية فحسب بل ولكثير من الضيوف الاجانب. بالفعل فان هذا المسرح يعد مسرحا غير عاد لا نظير له في العالم إطلاقا، إذ ان الممثلين هنا ليسوا أناسا بل حيوانات وطيور.
فلاديمير دوروف ممثل السيرك المشهور والمهرج والمروض والكاتب والعالم في سيكولوجيا الحيوانات هو الذي افتتح "ركنا" لحيواناته في 8 يناير/كانون الثاني عام 1912 .واخترع دوروف اسلوب ترويض خاص به حيث تخلى عن الاستعانة بعصاء وسوط باعتبارهما أداتين تهينان حيوانات. واعتقد دوروف ان اللطافة والطيبة لدى معاملة الحيوانات خير من القساوة.
ويضم المسرح "بلاد العجائب لجد دوروف" اليوم الخشبتين الكبيرة والصغيرة والعرض " السكة الحديد للفئران" الى جانب متحف المسرح. ويتعجب الصغار والكبار الزائرون هذا المكان الفريد من نوعه بما قد يجلب التعاون مع الحيوانات من المسرة والرضاء .
 
 

مسرح موسكو الفني (غوركي)

 
تأسس هذا المسرح في عام 1987 بعد تقسيم فرقة مسرح موسكو الفني الى فرقتين تحمل احداهما اسم تشيخوف والاخرى اسم غوركي (كان المسرح سابقا ومنذ عام 1932 يحمل اسم غوركي). وتم ذلك بطلب من كبير المخرجين اوليج يفريموف بحجة ان الفرقة اصبحت كبيرة الحجم جدا وتعمل في بنايتين منفصلتين مما يؤثر سلبا على العمل الابداعي للمسرح . وتولت الادارة الفنية لمسرح موسكو الفني (غوركي) الواقع في بوليفار تفيرسكوي بموسكو الممثلة المعروفة تاتيانا دارونينا التي عملت على المحافظة على تقاليد مسرح موسكو الفني القديم الذي اسسه قسطنطين ستانيسلافسكي وفلاديمير بأعتباره يمضي في مسيرة المسرح الاصلي. لهذا واصلت تقديم عروض المسرح السابقة مثل " الحضيض" لغوركي و"الحرس الابيض" لبولغاكوف و" جوردان المخبول" لموليير و" بستان الكرز" لتشيخوف و"فاسا جيليزنوفا" لغوركي و" الطائر الازرق" لميترلينك وغيرها.وفي الفترة الاخيرة دعت دارونينا للعمل في المسرح فاليري بولياكوفيتش احد المخرجين الموهوبين الجدد الذي اخرج بطريقة مبتكرة جديرة بالاعجاب "المعلم ومرجريتا" لميخائيل بولجاكوف و" روميو وجوليت" لشكسبير، وذلك بهدف ضخ دم جديد في ربرتوار المسرح واساليبه الفنية.
وتقول تاتيانا دارونينا :" نحن نحاول ان نعطي الممثلين الشباب الذين انضموا الى فرقتنا افضل ما علمنا اياه اساتذتنا العظام.تقاليد المسرح الروسي – الواقعية والحقيقة و" الكلمة" باسم مجد الانسان .والكمال الروحي والسعي الى ابراز ما يسمى ب" الضمير" .لأن الضمير وحده يعتبر مقياس الاستقامة والطيبة ونكران الذات لدى البشر. ان وجود الضمير لدى كل واحد منا يقرر فيما " اذا كان انسانا ام حيوانا حقيرا" ، ووطنيا في بلاده ام عدوا لها يمارس الربا والرشوة ويهدم ويخرب الارض التي ولد فيها. وهذا الامر يعتبر الاساس الذي نحتاج اليه جدا اليوم حين تستشري الجريمة وتضيع القيم الاخلاقية. اننا نعيدها. ونحن ماضون في هذا الدرب".
 
 

مسرح "لينكوم" في مالايا ديمتروفكا

 
يعرف جميع هواة المسرح في العاصمة الروسية وضيوفها " معبد الفن" هذا لكونه من مسارح الطليعة التي تقدم دوما شيئا جديدا الى المشاهدين. ويقع المسرح في شارع مالايا ديمتروفكا في مبنى نادي التجار سابقا الذي شيد في عام 1907. وتأسس المسرح في عام 1927 بمبادرة من منظمة الكمسمول السوفيتية بأسم " مسرح العمال الشباب". وعمل فيه آنذاك الكاتب ميخائيل بولجاكوف واشرف على الفرقة كبار فناني مسرح موسكو الفني مثل نقولاي باتالوف وخميليوف وجريبوف وستانيتسين بهدف اعطاء خبرتهم الى الفنانين الشباب.وقدمت على خشبة المسرح الاعمال الكلاسيكية مثل مسرحيات اوستروفسكي وغوركي واعمال بوشكين الممسرحة . وفي عام 1938 تم تغيير اسم المسرح الى "مسرح الكمسمول اللينيني"(لينكوم) واحتفظ المسرح بمختصر التسمية المذكورة حتى اليوم . وكان ربرتوار المسرح عموما يتصف بسمة دعائية من منطلق ان " المسرح خطيب وداعية ومكان للجدل". وفي عام 1938 تولى الادارة الفنية للمسرح ايفان بيرسينيف الذي انتقل من مسرح موسكو الفني – 2 الى هناك مع فريق من الممثلين الشباب فيه. وواصل العمل فيه حتى عام 1952.
وتولى مارك زخاروف كبير المخرجين في المسرح اليوم مهام الادارة الفنية للمسرح في عام 1973 . ومنذ ذلك الحين اصبح كل عرض جديد فيه حدثا فنيا كبيرا في العاصمة الروسية. وما زالت بعض العروض مثل " يونونا و افوس" و" البهلول بالاكليريف" و" قتل التنين" و"بير غونت" تعتبر من خيرة عروض المسرح الروسي.
 
 

مسرح "موسوفيت"

 
احد اقدم مسارح موسكو .وقد أسسه في عام 1923 الاديب والمخرج المسرحي س . بروكوفييف بأعتباره مسرح نقابات محافظة موسكو. وفي فترة 1925 – 1940 تولى ادارته الممثل والمخرج المعروف يفغيني لوبيموف- لانسكوي. وتولى ادارة المسرح في فترة 1940 – 1977 يوري زافادسكي الممثل والمخرج الكبير احد تلامذة ستانيسلافسكي ونيمروفيتش- دانشينكو ويفغيني فاختانغوف ، الذي جذب للعمل فيه كوكبة من النجوم اللامعة في المسرح مثل فيرا ماريتسكايا ونقولاي موردفينوف وفايينا رانيفسكايا ولوبوف اورلوفا وروستيسلاف بليات وغيرهم. وبفضل ذلك حظي المسرح بشعبية كبيرة لدى الجمهور المسرحي. وفي عام 1964 منح المسرح وضع " مسرح اكاديمي" .وفي السبعينيات تولى الادارة الفنية فيه المخرج المعروف بافل خومسكي الذي اصبح في عام 1985 كبير مخرجي المسرح. وقد حافظ المسرح على تقاليده وهو يواصل البحث عن طرائق واشكال جديدة في التعبير. ولهذا الغرض تأسس مسرح تجريبي تابع له في عام 1978 باسم " مسرح البهو " (او الخشبة الصغرى) . وبدأ في عام 1990 نشاط خشبة المسرح هذه " تحت السقف " بأخراج مسرحية " كاليجولا" من قبل المخرج المجدد بيوتر فومينكو. وتقدم على خشبة المسرح "الرئيسية"(1100 مقعد) و" تحت السقف "(120 مقعدا) العروض المسرحية للكتاب الروس والعالميين وكذلك الكتاب الشباب بأداء ممثلين معروفين مثل مرجريتا تيريخوفا وسيرغي يورسكي وغيورغي تاراتوركين والكسندر فيليبينكو واولجا كابو وغيرهم.
وتقوم فرقة المسرح بجولات مستمرة في انحاء روسيا وفي بلدان رابطة الدول المستقلة والولايات المتحدة وبولندا وبلغاريا وفرنسا وفنلندا كما تشارك في المهرجانات المسرحية العالمية. ويتضمن ربرتوار المسرح حاليا حوالي 25 مسرحية بينها مسرحيات للأطفال.
 
 

مسرح "تاجانكا"

 
يتصدر هذا المسرح المسارح الطليعية الروسية منذ تأسيسه في 23 ابريل/نيسان عام 1964 من قبل الممثل والمخرج يوري لوبيموف على قاعدة مسرح الدراما والكوميديا بموسكو. وبدأ المسرح نشاطه حين قدم لوبيموف عرض مسرحية برتولت بريخت " الرجل الطيب من سيتشوان" بمشاركة طلابه في معهد شوكين المسرحي بموسكو. وكان هذا العرض حدثا بارزا في الحياة المسرحية بالعاصمة وكان من الصعب شراء تذاكر لمشاهدة هذا العرض انذاك. وبرز فيه فنانون مثل فلاديمير فيسوتسكي الممثل والشاعر والمغني وفاليري زولوتوخين وزويا سافينا ونقولاي جوبينكو وألا ديميدوفا وليونيد فيلاتوف وغيرهم. ولم يستخدم المخرج في هذا المسرح الستار والديكورات ابدا في عروضه. وتسود في العرض مشاهد التمثيل الصامت " البانتوميم" ومسرح الظل والموسيقي باعتبارها عنصرا رئيسيا في العرض المسرحي. وقد ابدت السلطات السوفيتية عدم ارتياحها من عروض هذا المسرح وحتى منعت الرقابة بعضها.وفي عام 1980 غادر لوبيموف البلاد للعمل في المسارح الاوروبية. وتفككت فرقته المسرحية ثم انقسمت الى مسرحين في عام 1992 احدهما بقيادة نقولاي جوبينكو بأسم " مسرح رابطة الممثلين في تاجانكا" التي شغلت المبنى الجديد للمسرح ، بينما بقي الاخر في المبنى القديم بقيادة لوبيموف لدى عودته من الخارج بعد زوال الاتحاد السوفيتي. ويواصل لوبيموف العمل في المسرح بالرغم من انه بلغ من العمر ارذله ولا تزال عروضه المسرحية تجذب الشباب بصورة خاصة.
 
 

مسرح "فاختانغوف"

 
تعود منابت هذا المسرح الى عام 1913 حين قرر فريق من الطلاب بموسكو تأسيس ( الاستديو الدرامي الطلابي) بهدف ممارسة الفن المسرحي حسب "طريقة ستانيسلافسكي".ووافق الممثل والمخرج يفغيني فاختانغوف في مسرح موسكو الفني على تقديم الدروس لهم بعد ان ذاع صيته بكون خيرة المدرسين العارفين ب" الطريقة". ولم تكن لدى الاستديو مبنى مسرح ولهذا كانت التمارين المسرحية تجري في اماكن متفرقة وفي البيوت احيانا. لكن الطلاب عملوا بحماس وقدموا اول عرض لهم في 26 مارس/آذار في نادي الصيد وهي مسرحية " عزبة لانين " للكاتب بوريس زايتسيف. وبما ان الاستديو لم يملك المال لصنع الديكورات والازياء فقد استخدم في صنعها قماش الاكياس الرخيص بعد صبغه بلون رمادي واخضر ووضع عدة اصص ازهار لاظهار مشهد شرفة في الحديقة. لكن العرض كان فاشلا بسبب قلة خبرة الممثلين الذين احتفلوا مع هذا في احد المطاعم بتقديم العرض الاول. وبعد هذا الفشل الذريع منعت ادارة مسرح موسكو الفني فاختانغوف من ممارسة اي عمل خارجه. ولهذا قرر الاستديو الانتقال للعمل سرا " في السراديب".واتخذ مقرا له في احدى الشقق في زقاق منصوروف بموسكو وواصل فاختانغوف العلاقات مع طلابه الذين اكتسبوا المعارف والخبرة في العمل المسرحي. وفي عام 1917 تحول الاستديو الى مدرسة مسرحية باسم " استديو فاختانغوف الدرامي بموسكو " وانضم اليه عدد من الطلاب الذين اصبحوا لاحقا من المشاهير مثل روبين سيمونوف وبوريس شوكين وغيرهم.
واخرج فاختانغوف في الاستديو عدة مسرحيات ناجحة مثل " معجزة القديس انطونيو" و" حفلة زفاف " لتشيخوف. وعند ذاك انضم الاستديو الى اسرة مسرح موسكو الفني بأسم الاستديوم رقم 3 .وفي عام 1921 حصل الاستديو على بناية مسرح في شارع اربات يشغله مسرح فاختانغوف الآن . وقدم المسرح عرضا طريفا اصبح رمزا له هو " الاميرة توراندوت " في عام 1922 وتوفي فاختانغوف لدى تقديم البروفة الاخيرة للمسرحية. واطلق اسمه على هذا المسرح. وقد تولى ادارة الفرقة لا حقا احد تلاميذه الموهوبين وهو روبين سيمونوف . ويعتبر اليوم احد ابرز المسارح الاكاديمية بموسكو وعمل فيه فنانون كبار مثل ميخائيل اوليانوف ويوليا بوريسوفا ويوري ياكوفليف وفاسيلي لانوفوي ونقولاي غريتسينكو وغيرهم.
 
 

مسرح "ساتيرا"

 
يقع هذا المسرح في مبنى سيرك الاخوان نيكيتين سابقا في العهد القيصري . لكن المسرح اغلق في فترة الحرب الاهلية في العشرينيات من القرن الماضي بسبب عدم توفر الطعام للحيوانات . فشغل المبنى مسرح موزيك-هول الذي تحول الى مسرح الاوبريت ومن ثم الى مسرح ساتيرا.وقد بدأ المسرح نشاطه في عام 1924 بتقديم مشاهد تمثيلية هزلية (وليست مسرحيات) وغايتها التسلية والتوعية والدعاية الاجتماعية مثل عروض " موسكو .. وجهة نظر" و" تأميم النساء" و" الورقة اللازمة" و" اوروبا كما يجب " وغيرها. وقد تخصص المسرح في فترة الخمسنيات والستينيات بتقديم العروض المسرحية الهزلية الساخرة للشاعر الروسي فلاديمير ماياكوفسكي مثل " الحمامات " و" البقة" و"ميستيريا بوف" بالاضافة الى كوميديات موليير وشكسبير.
تولى الادارة الفنية للمسرح الكسي اليكسييف في فترة 1924 – 1928 واعقبه نقولاي بتروف. وفي فترة 1955 – 2000 اصبح فالنتين بلوتشيك مديرا فنيا للمسرح وكبير المخرجين فيه. وفي عام 2000 حل محله الممثل الكسندر شيرفندت احد الممثلين البارزين فيه.
 
 

مسرح "سوفريمينيك"

 
تأسس المسرح في عام 1956 من قبل مجموعة ابداعية من الممثلين الشباب الذين جمعت ما بينهم وحدة الرأي حول حاضر الفن المسرحي ومستقبله في روسيا بعد فترة زوال عبادة الفرد الستالينية والانفتاح على الثقافة العالمية. وكان بين مؤسسي المسرح اوليج يفريموف وجالينا فولتشيك وايجور كفاشا وليديا تولماتشوفا واوليج توباكوف ويفجيني يفستيغنييف وغيرهم. وجميعهم تخرجوا في حينه من مدرسة – استديو مسرح موسكو الفني. لقد ولد "سوفريمينيك" في فترة بدا فيها ان المسرح قد ابتعد عن واقع الحياة اليومية ، بينما اصاب الجمود تراث ستانيسلافسكي ونيميروفتش-دانشنكو دون ان يجد من يطوره لكي يناسب الوضع الجديد في البلاد. وكان لا بد في الظروف الجديدة من تطوير وما يسمى " طريقة ستانيسلافسكي" واثبات ان " المسرح السايكولوجي " الذي اقيمت عليه هذه الطريقة قادر على البقاء.
واعتبر مؤسسو المسرح الجديد ان ابداع مجموعة الممثلين المتناسقة والتوغل في اعمال عالم الابطال وسيكولوجية الانسان بصورة اساسية هو الاساس الذي يجب ان يعتمد من اجل اعادة الانسان الحي الى خشبة المسرح . ورفضوا تحويل الممثل الى دمية بأيدي المخرج. وقد وجد الجمهور في ابطال عروض المسرحيات شخصيات حقيقية من واقع الحياة بما لديهم من مشاكل يومية وهموم وآمال. وسعى المسرح في عروضه الى التحدث مع ابناء العصر بلغة العصر لكي يكون مفهوما لدى الجمهور. وسرعان ما اصبح "سوفريمينيك" خشبة المسرح المفضلة لدى الشباب والانتلجنسيا. ونجح لحد كبير في تقديم عروض معاصرة حقا واصبح يجذب الجمهور حتى في العواصم الاوروربية التي زارها. وقد تولى يفريموف منصب كبير المخرجين في المسرح حتى عام 1970 حيث انتقل لادارة مسرح موسكو الفني ومن ثم اعقبته الممثلة والمخرجة جالينا فولتشيك. ويتضمن ربرتوار مسرح " سوفريمينيك" مسرحيات الكتاب المعاصرين الروس والعالميين وكذلك الاعمال الكلاسيكية لجوجول وتشيخوف وغريبيدوف.
 
 

مسرح مايكوفسكي

 
احد اقدم مسارح موسكو وشيد في عام 1886 من اجل الفرق المسرحية الزائرة. وقد شهدت خشبته ابداع سارة برنار واليانورا ديوز وارنستو باسارت وموكه-سيولي وكوكليه الاب وكوكليه الابن وغيرهم . وعلى تخوم القرنين التاسع عشر والعشرين اطلقت عليه تسمية " المسرح الاممي" لتنوع قوميات الفنانين العاملين فيه. وتغير وضع المسرح بعد ثورة اكتوبر الاشتراكية في عام 1917 حيث افتتح فيه مسرح الساتيرا اي المسرحية الساخرة الثورية(تيريفسات) في عام 1920 ، وفي عام 1922 تغير اسمه الى مسرح الثورة بإدارة المخرج الكبير فسيفولود مييرخولد. وقد عمل فيه فترة عامين وانتقل بعده الى تأسيس مسرحه الخاص وفق اساليبه المسرحية المعروفة ب" البيوميكانيك".وتولى ادارة المسرح بعده المخرج البارز اندريه بوبوف في عام 1931 . وفي عهده اخرجت عروض متميزة منها " قصيدة حول الفأس" و" صديقي" و" روميو وجوليت" و" تانيا" و" فتاة بدون بائنة" و" ماريا ستيورات" وغيرها من العروض التي تعتبر من الاعمال المسرحية الكلاسيكية الروسية. وفي عام 1943 تولى ادارة المسرح نقولاي اوخلوبكوف الذي عمل على جعل المسرح قبلة انظار الجماهير بأخراجه مسرحيات"العاصفة الرعدية" و" هاملت" و" البقة" و" ارستقراطيون" و قصة من اركوتسك" و" الام كوراج وابناؤها" و" ميديا" و" موت تاريلكين". وكان كل عرض من هذه العروض يثير ضجة في الاوساط المسرحية التي تجد فيها عناصر الجدة والابداع التي لم يعرفها حتى مسرح موسكو الفني.
وفي عام 1968 تولى ادارة المسرح المخرج والمربي المسرحي اندريه غونتشاروف (درس تحت اشرافه في معهد " غيتنيس" العديد من المخرجين المسرحيين العرب). وقد واصل مسيرة سلفه اخلوبكوف في جعل المسرح مدرسة للتجديد والابتكار حتى وفاته في عام 2001 . وقد اخرج غونتشاروف العديد من العروض المتميزة لمسرحيات الكتاب الروس والاوروبيين مثل "مواهب ومعجبون" و" ابناء فانيوشين" و" الهزيمة" و" عجلة اسمها الرغبة" و" رجل من لامانتش" و" احاديث مع سقراط" و" الهروب" و" النورس" و" ثمار المعرفة" و" نابليون الاول" و" بيت الدمية " وغيرها.
وقد اتبع المخرج س. ارتسيباشيف الذي جاء بعده في عام 2002 نهج تقديم الاعمال الكلاسيكية مثل " الزاوج " و" الانفس الميتة" لجوجول و" الاخوة كارامازوف" لدوستويفسكي وغيرها التي حققت نجاحا كبيرا لدى الجمهور. وفي عام 2011 ترك ارتسيباشيف المسرح بسبب الخلافات مع الممثلين ولمرضه الشديد.
 
 

المسرح الكوميدي في بطرسبورغ

 
بدأ هذا المسرح نشاطه في عام 1929 في مبنى التاجر يليسيييف صاحب المتاجر المعروفة باسمه في موسكو وبطرسبورغ من اجل تقديم عروض الممثلة الهزلية يلينا غرانوفسكايا التي ذاع صيتها في تقديم مسرحيات الفودفيل. ومن ثم اطلقلت عليه تسمية " مسرح الساتيرا والكوميديا في لينينغراد". لكن في عام 1935 جرى تغيير التسمية الى "المسرح الكوميدي" باشراف المخرج المسرحي والرسام المعروف نيقولاي اكيموف الذي كان يصمم بنفسه ديكورات العروض وملصقات الدعاية لها بأسلوبه المتميز الذي كان يجذب الجمهور. ومنذ تلك اللحظة بدأت مرحلة ازدهار المسرح حيث اعتبر بعروضه " لا لي ولا لغيري" للوب دي فيجا و" ارملة من فالينسا" لشريدان و" المنعطف الخطر " لبريتسلي و"الليلة الثانية عشرة" لشكسبير و" الظل " و" التنين" لشفارتس و" القضية" لسوخوفو- كوبيلين وغيرها من افضل مسارح المدينة. واحتفظ المسرح حتى بعد وفاة اكيموف بأسلوبه في تقديم المسرحيات الكوميدية الساخرة الروسية والاجنبية . وعمل فيه مخرجون مبدعون مثل بيوتر فومينكو ويوري اكسيونوف وتاتيانا كازاكوفا. ولا يزال المسرح يجذب اهتمام الجمهور بعروضه التي يقدمها ممثلون موهوبون حصل العديد منهم على الجوائز في المهرجانات المسرحية. ويقدم " المسرح الكوميدي" عروضه الى ذوي الاذواق المتباينة والحاجات المختلفة ومنهم الاطفال.
 
 

مسرح ميخايلوف للاوبرا والباليه

 
يقع مبنى المسرح التأريخي هذا في ميدان الفنون في سانكت بطرسبورغ ويعتبر في الوقت الحاضر من خيرة مسارح الاوبرا والباليه في روسيا بل حتى ينافس مسرحي مارينسكي والبولشوي في جودة العروض المقدمة فيه. وقد تأسس في عام 1833 بإسم مسرح ميخايلوف الامبراطوري. وتنسب تسميته الى الامير المعظم ميخائيل النجل الاصغر للامبراطور بافل الاول حيث كان مقرا له واستخدم مسرحه كمسرح جيب تتم فيه تسلية افراد الاسرة الامراطورية والضيوف الكبار. وفيما بعد اصبحت خشبته مخصصة للفرق الاجنبية الزائرة لبطرسبورغ وصعد عليها مشاهير الموسيقيين والفنانين مثل يوهان شتراوس ولوسيان غيتري وماتيلدا كاشينسكايا وكذلك شاليابين وفرقة سارة برنار. وزار المسرح بوشكين وجوكوفسكي وليف تولستوي وبيوتر تشايكوفسكي.
وبعد عام 1918 اصبحت للمسرح فرقة ثابتة عمل فيها المشاهير مثل المخرجون المسرحيون مييرهولد وزون وسموليتس وفنانو الباليه لوبوخوف وبالانتشين وغريغوروفيتش. وقد تغيرت تسمية المسرح عدة مرات من مسرح مالي للأوبرا والباليه الى مسرح موسورغسكي وفي عام استعاد تسميته التأريخي – مسرح ميخايلوف. وفي عام 2009 ترأس مخرجي فرقة الباليه ميخائيل ميسيرير والادارة الموسيقية بيتر فرانتس. وفي عام 2010 اصبح الراقص الاسباني ناتشو دواتو رئيسا لفرقة الباليه. وفي عام 2011 حصل المسرح على جائزة "القناع الذهبي" . ويمر المسرح اليوم في افضل فترات نشاطه الفني ويضعه الجمهور في طليعة مسارح الاوبرا والباليه في روسيا.
 
 

المسرح الدرامي الكبير(توفستونوغوف)

 
تأسس هذا المسرح في سانكت بطرسبورغ (والذي يحمل منذ عام 1992 اسم توفستونوغوف كبير مخرجيه) في 15 فبراير/شباط عام 1919 حين قدم تراجيديا شيللر "دون كارلوس" في استديو الاوبرا التابع لكونسرفتوار بطرسبورغ. وشكل الفرقة في حينه الممثل المعروف نيقولاي موناخوف وتولى منصب الادارة الفنية فيه الشاعر الكسندر بلوك. وتولى الكاتب الروسي الشهير مكسيم غوركي مهمة الاشراف على ربرتوار المسرح بأعتباره مسرحا من طراز جديد وشعاره " الشعب البطل يحتاج الى مسرح بطل". وقدمت على خشبته اعمال شكسبير وشيللر وهوجو التي تكرس افكار النبل والشرف والكرامة الانسانية في مواجهة الفوضى والقسوة السائدة في العالم المحيط بالانسان. وعمل في تصميم الديكورات للمسرح فنانون من نادي " عالم الفن" الشهير مثل بينوا ودوبوجينسكي والمعمار شوكو الذين اثروا كثيرا في اساليب التعبير المسرحي. لكن المسرح واجه نكسة في عام 1921 حين توفي بلوك وغادرت البلاد الممثلة ماريا اندرييفا والكاتب مكسيم غوركي.
وتوالى العمل في المسرح فريق من الفنانين والمخرجين وتغير اتجاه الربتروار حيث صار يجري التأكيد على المسرحيات المعاصرة وليست كلاسيكية. ويمكن القول انها فترة ركود فني في عمل المسرح حتى تولى المخرج الفذ غيورغي توفستونوغوف منصب كبير المخرجين فيه. وشكل توفستونوغوف فرقة مسرحية جديدة تصدرت جميع الفرق المسرحية في الاتحاد السوفيتي على مدى عقود السنين. وقدمت فيه عروض تعتبر من اعمال الاخراج الكلاسيكية التي تدرس للطلاب في المعاهد المسرحية مثل " الابله" لدوستويفسكي و" البرابرة" لغوركي و"المفتش العام" لجوجول و" الاخوات الثلاث" لتشيخوف" و" قصة حصان" لتولستوي و" خانم" للكاتب الجورجي تساغاريلي وغيرها. وبعد وفاة توفستونوغوف في عام 1989 تولى الادارة الفنية للمسرح الممثل القدير كيريل لافروف. وتواصل فرقة المسرح النهج الذي رسمه لها توفستونوغوف وتقاليد المسرح في الجمع بين الربرتوار الكلاسيكي والمعاصر
 

المصدر :روسيا اليوم 
أعداد : محسن النصار

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption