أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الاثنين، 14 يوليو 2014

المسارح في روسيا

مدونة مجلة الفنون المسرحية
تعتبر روسيا موطنا لعدد كبير من المسارح. ويرجع ذلك إلى ما تميزت به من فنون مسرحية وموسيقية، ومن بينها مسارح الموسيقى، والدراما، والمسارح الكوميدية، ومسارح الأطفال:


مسرح الباليه الروسي
تأسس مسرح الباليه الروسي، في البداية، في القصر. وكانت العروض الأولى تقدم بين فترة وأخرى منذ أواخر القرن السابع عشر في بلاط القيصر ألكسي ميخايلوفيتش. وازداد انتشارها في أيام القيصر بطرس الأكبر، وبالأخص في عهد يليزافيتا بتروفنا.
وفي عام 1738 افتتحت مدرسة باليه بطرسبورغ، كما افتتح فرع للباليه بموسكو في دار التربية عام 1773 أصبح فيما بعد كلية الرقص بموسكو.
نشأ الباليه في روسيا تحت تأثير اتجاهين عظيمين على حد سواء هما: تقاليد الرقص الغربية التي جاء بها مخرجو الرقص الأجانب الذين عملوا في روسيا منذ القرن الثامن عشر ، والرقص الفولكلوري الروسي. وفي الثلث الأول من القرن التاسع عشر تشكل فن الباليه الروسي باعتباره مدرسة وطنية مستقلة.
وفي مطلع القرن العشرين ذاع صيت مخرجي الباليه من أمثال ميخائيل فوكين، ألكسندر غورسكي، كاسيان غوليزوفسكي، فيودور لوبوخوف الذين جددوا الباليه الروسي من حيث الشكل والمضمون. كما برز عدد من أشهر نجوم الباليه الروس على مستوى عالمي مثل غالينا اولانوفا، مايا بليسيتسكايا، نينا أنانياشفيلي، إيلزا لييبا، أندريه أوفاروف، نيكولاي تسيسكاريدزه وآخرين.
 

مسرح البلشوي



يعتبر من أهم وأعرق المسارح في روسيا. وتنبع أهميته ليس فقط من شهرته العالمية في تقديم عروض الباليه والأوبرا، بل ومن طرازه المعماري الفريد. أسست بناية هذا المسرح القديمة في عام 1776 . أما البناية التي يشغلها حاليا فقد أسست عام 1825.
http://www.bolshoi.ru/en
 
 
 
 

مسرح موسكو الفني (تشيخوف)



قدم مسرح موسكو الفني (تشيخوف) الذي أنشئ عام 1898 عروضا مسرحية لمؤسسى مدرسة المسرح الروسي ستانسلافسكي ونيميروفيتش دانتشينكو، إضافة إلى عروض المسرح الكلاسيكي الحديث، والعديد من مسرحيات الكاتب الروسي أنطون تشيخوف الذي أخذ هذا المسرح اسمه فيما بعد.
http://en.wikipedia.org
 
 
 

مسرح الكرملين للباليه



يقع هذا المسرح في منطقة الكرملين في موسكو. أسسه الفنان الروسي أندريه بتروف عام 1990. ويهتم بتقديم عروض الباليه الروسية الكلاسيكية. ويزوره متفرجون من مختلف أنحاء العالم. للاطلاع على الموقع:
http://www.kremlin-gkd.ru/eu/index.htm
 
 
 

مسرح مارينسكي



افتتح هذا المسرح في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية في عام 1860 بعرض أوبرا غلينكا التي تدور أحداثها حول حياة القيصر. وسمي بمسرح ماريانسكي تيمنا بزوجة الإمبراطور ألكسندر الثاني ماريا. ووفقا لآراء المختصين المعاصرين يعد هذا المسرح أفضل مدارس أوروبا في الباليه والأوبرا. للمزيد على الموقع التالي:
http://www.mariinsky.ru/en
 
 
 

مسرح ألكساندرينسكي



جاءت تسمية بمسرح ألكسندرانسكي حيث صادف هذا التاريخ ذكرى القديس ألكسندرنيفسكي. ويعرف أيضا بالمسرح الدرامي للأكاديمية الوطنية الروسية. ويعتبر أقدم مسرح وطني في روسيا. أسسته الإمبراطورة الروسية اليزابيث ابنة القيصر الروسي بطرس الأكبر. وذلك في 30 أغسطس (آب) عام 1756 . ويعد هذا المسرح أب المسارح الروسية، ولهذا فقد أعتبر تاريخ تأسيسه بمثابة ولادة العروض المسرحية الروسية. إضافة إلى أن هذا التاريخ حدد السياسة الروسية فيما يتعلق بالفنون المسرحية.
http://en.alexandrinsky.ru
 
 
 

مسرح " المالي"



تعني كلمة "مالي" بالروسية صغير. وأطلق على المسرح اسم مالي بسبب كونه يقع بالقرب من مسرح "البلشوي" او الكبير.
ويعتبر مسرح " المالي" من أقدم المسارح الروسية. فقد أسست فرقته في عام 1756 لدى جامعة موسكو، بناءً على مرسوم صادر عن الامبراطورة الروسية يليزابيت بيتروفنا. ومن شأن ذلك ان يعتبر رمزا لولادة المسرح المحترف في روسيا. وفي عام 1824 بدأ المهندس المعماري الروسي أوسيب بوفي بتجسيد فكرة إنشاء مركز مسرحي في وسط موسكو. وبفضل إنجاز هذا المشروع تلقت فرقة موسكو التي انضم اليها ممثلو المسرح الجامعي بناية خاصة بها واقعة في ساحة " بيتروفسكايا" أو "تياترالنايا" في الوقت الحاضر. كما تلقت الفرقة تسمية جديدة وهي مسرح " المالي".
وكان تأثير هذا المسرح على الثقافة والرأي العام الروسيين كبيرا في كل الاوقات. ويعتبر مسرح " المالي" منذ تأسيسه من اهم مراكز الحياة الثقافية في روسيا. ويضم ريبرتوار المسرح في الوقت الراهن، في اغلب الاحيان، مسرحيات ألفها الكتاب الروس الكلاسيكيون.
 
 
 

مسرح اوبرازتسوف المركزي للدمى



يعتبر مسرح اوبرازتسوف المركزي للدمى من أكبر مسارح الدمى في العالم، وهو فريد من نوعه ، علما بانه ادرج في كل الموسوعات المعروفة في العالم، بما فيها كتاب غينيس للارقام القياسية .
وقد أسس مسرح اوبرازتسوف المركزي الاكاديمي للدمى في عام 1931. وترأسه من اليوم الاول سيرغي فلاديميروفيتش اوبرازتسوف، الفنان والممثل والمخرج الكاتب البارز. وانتقل المسرح في عام 1970 الى بناية جديدة واقعة في شارع سادوفوي كولتسو، وهي مجمع المعمارى يعتبر نموذجا لكافة مسارح الدمى الثابتة في العالم. وتزين واجهة بناية المسرح ساعة حائط موسيقية، تتحرك فيها على رأس كل ساعة هياكل لحيوانات مختلفة. و قد غدت ساعة الحائط هذه رمزا للمسرح.
وقد تم في متحف المسرح جمع باقة من الدمى الفريدة من نوعها، تمثل حقبا تاريخية مختلفة في العالم باسره.
ويضم ريبرتوار المسرح مسرحيات للاطفال وكذلك للكبار. وقد زار المسرح خلال 7 عقود ملايين من الاطفال والكبار وعشرات من رؤساء الدول والحكومات ومئات من المشاهير في مجال الفن والثقافة والعلم.
 
 
 

مسرح فولكوف الدرامي في مدينة ياروسلافل



يعتبر مسرح فولكوف الاكاديمي الروسي للدراما في مدينة ياروسلافل اول مسرح محترف في روسيا. وأسسه في عام 1750 فيودر فولكوف الفنان الروسي المشهور. واطلق عليه اسم فولكوف في عام 1992. ويعتبر المسرح احد الرموز لزيارة المدينة . ويعيش حياة ثقافية نشيطة مليئة بالعروض والمهرجانات. وتقدم فرقة المسرح عروضا كثيرة على خشبات المسارح الروسية الاخرى. ويضم ريبرتوار المسرح 26 مسرحية لكتب كلاسيكيين، روس والاجانب.
 
 
 

مسرح نوفوسيببيرسك للدراما والاوبرا والبالي

 
يعد هذا المسرح أكبر مسرح في مدينة نوفوسيببيرسك وعموم سيبيريا، وواحدا من أهم المسارح الروسية. وتقع بنايته، وهي من اضخم البنايات المسرحية في روسيا، في ساحة لينين، وسط المدينة. ويعتبر المسرح رمزا لمدينة نوفوسيبيرسك. وتحول بعد اعادة ترميمه في عام 2005 الى أحدث مسارح روسيا. وقد تم افتتاح المسرح في عام 1945 بعرض اوبرا "ايفان سوسانين" للموسيقار الروسي ميخائيل غلينكا. وتعد فرقته من اقوى الفرق الفنية في روسيا. وقد حازت المسرحيات التي كان يقدمها المسرح على جوائز روسية واجنبية .
 
 

السيرك الكبير في بطرسبورغ

 
يعد سيرك بطرسبورغ العام الكبير في منطقة فونتانكا أول سيرك ثابت في روسيا. وتم افتتاحه في 26 ديسمبر/كانون الاول عام 1877 . ويعتبر مبنى السيرك منشأة فنية فريدة من نوعها قائمة على اساس الفكر الهنسي المتقدم آنذاك. وانه يوصف حاليا بانه من أجمل مسارح السيرك في اوروبا.
انتهى عشية موسم 2003-2004 العمل على اعادة بناء واجهة مبنى السيرك الذي استعاد بذلك فخامته المعمارية.
وتقدم هنا عروضها اشهر الاسر الفنية المتعاملة مع الحيوانات المروضة مثل عائلات دوروف وفيلاتوف وزاباشني . وقد شهد السيرك الكبير في بطرسبورغ ايضا عروضا لمشاهير المهرجين، وضمنهم يوري نيكولين واوليغ بوبوف ويوري كوكلاتشوف والفنانون البهلوانيون برئاسة فلاديمير غاراموف وغيرهم من اساتذة الحلبة .
احتفل السيرك العام الكبير في بطرسبورغ في عام 2007 بذكرى مرور 130 سنة على تأسيسه. وقدم بهذه المناسبة العرض " الكرنفال بفونتانكا" ويمكن المرء ان يشاهد هنا أفضل الفنانين الروس الذين يمجدون فن السيرك الوطني في العالم باسره، كما يقدم هنا عروضهم الضيوف من فرق السيرك الوافدة من مختلف بلاد وقارات العالم.
 
 

مسرح الحيوانات

 
"ركن جد دوروف و"بلاد العجائب لجد دوروف" و"ومسرح حيوانات دوروف" .. باتت هذه التسميات معروفة ليس لأهالي موسكو وغيرها من المدن الروسية فحسب بل ولكثير من الضيوف الاجانب. بالفعل فان هذا المسرح يعد مسرحا غير عاد لا نظير له في العالم إطلاقا، إذ ان الممثلين هنا ليسوا أناسا بل حيوانات وطيور.
فلاديمير دوروف ممثل السيرك المشهور والمهرج والمروض والكاتب والعالم في سيكولوجيا الحيوانات هو الذي افتتح "ركنا" لحيواناته في 8 يناير/كانون الثاني عام 1912 .واخترع دوروف اسلوب ترويض خاص به حيث تخلى عن الاستعانة بعصاء وسوط باعتبارهما أداتين تهينان حيوانات. واعتقد دوروف ان اللطافة والطيبة لدى معاملة الحيوانات خير من القساوة.
ويضم المسرح "بلاد العجائب لجد دوروف" اليوم الخشبتين الكبيرة والصغيرة والعرض " السكة الحديد للفئران" الى جانب متحف المسرح. ويتعجب الصغار والكبار الزائرون هذا المكان الفريد من نوعه بما قد يجلب التعاون مع الحيوانات من المسرة والرضاء .
 
 

مسرح موسكو الفني (غوركي)

 
تأسس هذا المسرح في عام 1987 بعد تقسيم فرقة مسرح موسكو الفني الى فرقتين تحمل احداهما اسم تشيخوف والاخرى اسم غوركي (كان المسرح سابقا ومنذ عام 1932 يحمل اسم غوركي). وتم ذلك بطلب من كبير المخرجين اوليج يفريموف بحجة ان الفرقة اصبحت كبيرة الحجم جدا وتعمل في بنايتين منفصلتين مما يؤثر سلبا على العمل الابداعي للمسرح . وتولت الادارة الفنية لمسرح موسكو الفني (غوركي) الواقع في بوليفار تفيرسكوي بموسكو الممثلة المعروفة تاتيانا دارونينا التي عملت على المحافظة على تقاليد مسرح موسكو الفني القديم الذي اسسه قسطنطين ستانيسلافسكي وفلاديمير بأعتباره يمضي في مسيرة المسرح الاصلي. لهذا واصلت تقديم عروض المسرح السابقة مثل " الحضيض" لغوركي و"الحرس الابيض" لبولغاكوف و" جوردان المخبول" لموليير و" بستان الكرز" لتشيخوف و"فاسا جيليزنوفا" لغوركي و" الطائر الازرق" لميترلينك وغيرها.وفي الفترة الاخيرة دعت دارونينا للعمل في المسرح فاليري بولياكوفيتش احد المخرجين الموهوبين الجدد الذي اخرج بطريقة مبتكرة جديرة بالاعجاب "المعلم ومرجريتا" لميخائيل بولجاكوف و" روميو وجوليت" لشكسبير، وذلك بهدف ضخ دم جديد في ربرتوار المسرح واساليبه الفنية.
وتقول تاتيانا دارونينا :" نحن نحاول ان نعطي الممثلين الشباب الذين انضموا الى فرقتنا افضل ما علمنا اياه اساتذتنا العظام.تقاليد المسرح الروسي – الواقعية والحقيقة و" الكلمة" باسم مجد الانسان .والكمال الروحي والسعي الى ابراز ما يسمى ب" الضمير" .لأن الضمير وحده يعتبر مقياس الاستقامة والطيبة ونكران الذات لدى البشر. ان وجود الضمير لدى كل واحد منا يقرر فيما " اذا كان انسانا ام حيوانا حقيرا" ، ووطنيا في بلاده ام عدوا لها يمارس الربا والرشوة ويهدم ويخرب الارض التي ولد فيها. وهذا الامر يعتبر الاساس الذي نحتاج اليه جدا اليوم حين تستشري الجريمة وتضيع القيم الاخلاقية. اننا نعيدها. ونحن ماضون في هذا الدرب".
 
 

مسرح "لينكوم" في مالايا ديمتروفكا

 
يعرف جميع هواة المسرح في العاصمة الروسية وضيوفها " معبد الفن" هذا لكونه من مسارح الطليعة التي تقدم دوما شيئا جديدا الى المشاهدين. ويقع المسرح في شارع مالايا ديمتروفكا في مبنى نادي التجار سابقا الذي شيد في عام 1907. وتأسس المسرح في عام 1927 بمبادرة من منظمة الكمسمول السوفيتية بأسم " مسرح العمال الشباب". وعمل فيه آنذاك الكاتب ميخائيل بولجاكوف واشرف على الفرقة كبار فناني مسرح موسكو الفني مثل نقولاي باتالوف وخميليوف وجريبوف وستانيتسين بهدف اعطاء خبرتهم الى الفنانين الشباب.وقدمت على خشبة المسرح الاعمال الكلاسيكية مثل مسرحيات اوستروفسكي وغوركي واعمال بوشكين الممسرحة . وفي عام 1938 تم تغيير اسم المسرح الى "مسرح الكمسمول اللينيني"(لينكوم) واحتفظ المسرح بمختصر التسمية المذكورة حتى اليوم . وكان ربرتوار المسرح عموما يتصف بسمة دعائية من منطلق ان " المسرح خطيب وداعية ومكان للجدل". وفي عام 1938 تولى الادارة الفنية للمسرح ايفان بيرسينيف الذي انتقل من مسرح موسكو الفني – 2 الى هناك مع فريق من الممثلين الشباب فيه. وواصل العمل فيه حتى عام 1952.
وتولى مارك زخاروف كبير المخرجين في المسرح اليوم مهام الادارة الفنية للمسرح في عام 1973 . ومنذ ذلك الحين اصبح كل عرض جديد فيه حدثا فنيا كبيرا في العاصمة الروسية. وما زالت بعض العروض مثل " يونونا و افوس" و" البهلول بالاكليريف" و" قتل التنين" و"بير غونت" تعتبر من خيرة عروض المسرح الروسي.
 
 

مسرح "موسوفيت"

 
احد اقدم مسارح موسكو .وقد أسسه في عام 1923 الاديب والمخرج المسرحي س . بروكوفييف بأعتباره مسرح نقابات محافظة موسكو. وفي فترة 1925 – 1940 تولى ادارته الممثل والمخرج المعروف يفغيني لوبيموف- لانسكوي. وتولى ادارة المسرح في فترة 1940 – 1977 يوري زافادسكي الممثل والمخرج الكبير احد تلامذة ستانيسلافسكي ونيمروفيتش- دانشينكو ويفغيني فاختانغوف ، الذي جذب للعمل فيه كوكبة من النجوم اللامعة في المسرح مثل فيرا ماريتسكايا ونقولاي موردفينوف وفايينا رانيفسكايا ولوبوف اورلوفا وروستيسلاف بليات وغيرهم. وبفضل ذلك حظي المسرح بشعبية كبيرة لدى الجمهور المسرحي. وفي عام 1964 منح المسرح وضع " مسرح اكاديمي" .وفي السبعينيات تولى الادارة الفنية فيه المخرج المعروف بافل خومسكي الذي اصبح في عام 1985 كبير مخرجي المسرح. وقد حافظ المسرح على تقاليده وهو يواصل البحث عن طرائق واشكال جديدة في التعبير. ولهذا الغرض تأسس مسرح تجريبي تابع له في عام 1978 باسم " مسرح البهو " (او الخشبة الصغرى) . وبدأ في عام 1990 نشاط خشبة المسرح هذه " تحت السقف " بأخراج مسرحية " كاليجولا" من قبل المخرج المجدد بيوتر فومينكو. وتقدم على خشبة المسرح "الرئيسية"(1100 مقعد) و" تحت السقف "(120 مقعدا) العروض المسرحية للكتاب الروس والعالميين وكذلك الكتاب الشباب بأداء ممثلين معروفين مثل مرجريتا تيريخوفا وسيرغي يورسكي وغيورغي تاراتوركين والكسندر فيليبينكو واولجا كابو وغيرهم.
وتقوم فرقة المسرح بجولات مستمرة في انحاء روسيا وفي بلدان رابطة الدول المستقلة والولايات المتحدة وبولندا وبلغاريا وفرنسا وفنلندا كما تشارك في المهرجانات المسرحية العالمية. ويتضمن ربرتوار المسرح حاليا حوالي 25 مسرحية بينها مسرحيات للأطفال.
 
 

مسرح "تاجانكا"

 
يتصدر هذا المسرح المسارح الطليعية الروسية منذ تأسيسه في 23 ابريل/نيسان عام 1964 من قبل الممثل والمخرج يوري لوبيموف على قاعدة مسرح الدراما والكوميديا بموسكو. وبدأ المسرح نشاطه حين قدم لوبيموف عرض مسرحية برتولت بريخت " الرجل الطيب من سيتشوان" بمشاركة طلابه في معهد شوكين المسرحي بموسكو. وكان هذا العرض حدثا بارزا في الحياة المسرحية بالعاصمة وكان من الصعب شراء تذاكر لمشاهدة هذا العرض انذاك. وبرز فيه فنانون مثل فلاديمير فيسوتسكي الممثل والشاعر والمغني وفاليري زولوتوخين وزويا سافينا ونقولاي جوبينكو وألا ديميدوفا وليونيد فيلاتوف وغيرهم. ولم يستخدم المخرج في هذا المسرح الستار والديكورات ابدا في عروضه. وتسود في العرض مشاهد التمثيل الصامت " البانتوميم" ومسرح الظل والموسيقي باعتبارها عنصرا رئيسيا في العرض المسرحي. وقد ابدت السلطات السوفيتية عدم ارتياحها من عروض هذا المسرح وحتى منعت الرقابة بعضها.وفي عام 1980 غادر لوبيموف البلاد للعمل في المسارح الاوروبية. وتفككت فرقته المسرحية ثم انقسمت الى مسرحين في عام 1992 احدهما بقيادة نقولاي جوبينكو بأسم " مسرح رابطة الممثلين في تاجانكا" التي شغلت المبنى الجديد للمسرح ، بينما بقي الاخر في المبنى القديم بقيادة لوبيموف لدى عودته من الخارج بعد زوال الاتحاد السوفيتي. ويواصل لوبيموف العمل في المسرح بالرغم من انه بلغ من العمر ارذله ولا تزال عروضه المسرحية تجذب الشباب بصورة خاصة.
 
 

مسرح "فاختانغوف"

 
تعود منابت هذا المسرح الى عام 1913 حين قرر فريق من الطلاب بموسكو تأسيس ( الاستديو الدرامي الطلابي) بهدف ممارسة الفن المسرحي حسب "طريقة ستانيسلافسكي".ووافق الممثل والمخرج يفغيني فاختانغوف في مسرح موسكو الفني على تقديم الدروس لهم بعد ان ذاع صيته بكون خيرة المدرسين العارفين ب" الطريقة". ولم تكن لدى الاستديو مبنى مسرح ولهذا كانت التمارين المسرحية تجري في اماكن متفرقة وفي البيوت احيانا. لكن الطلاب عملوا بحماس وقدموا اول عرض لهم في 26 مارس/آذار في نادي الصيد وهي مسرحية " عزبة لانين " للكاتب بوريس زايتسيف. وبما ان الاستديو لم يملك المال لصنع الديكورات والازياء فقد استخدم في صنعها قماش الاكياس الرخيص بعد صبغه بلون رمادي واخضر ووضع عدة اصص ازهار لاظهار مشهد شرفة في الحديقة. لكن العرض كان فاشلا بسبب قلة خبرة الممثلين الذين احتفلوا مع هذا في احد المطاعم بتقديم العرض الاول. وبعد هذا الفشل الذريع منعت ادارة مسرح موسكو الفني فاختانغوف من ممارسة اي عمل خارجه. ولهذا قرر الاستديو الانتقال للعمل سرا " في السراديب".واتخذ مقرا له في احدى الشقق في زقاق منصوروف بموسكو وواصل فاختانغوف العلاقات مع طلابه الذين اكتسبوا المعارف والخبرة في العمل المسرحي. وفي عام 1917 تحول الاستديو الى مدرسة مسرحية باسم " استديو فاختانغوف الدرامي بموسكو " وانضم اليه عدد من الطلاب الذين اصبحوا لاحقا من المشاهير مثل روبين سيمونوف وبوريس شوكين وغيرهم.
واخرج فاختانغوف في الاستديو عدة مسرحيات ناجحة مثل " معجزة القديس انطونيو" و" حفلة زفاف " لتشيخوف. وعند ذاك انضم الاستديو الى اسرة مسرح موسكو الفني بأسم الاستديوم رقم 3 .وفي عام 1921 حصل الاستديو على بناية مسرح في شارع اربات يشغله مسرح فاختانغوف الآن . وقدم المسرح عرضا طريفا اصبح رمزا له هو " الاميرة توراندوت " في عام 1922 وتوفي فاختانغوف لدى تقديم البروفة الاخيرة للمسرحية. واطلق اسمه على هذا المسرح. وقد تولى ادارة الفرقة لا حقا احد تلاميذه الموهوبين وهو روبين سيمونوف . ويعتبر اليوم احد ابرز المسارح الاكاديمية بموسكو وعمل فيه فنانون كبار مثل ميخائيل اوليانوف ويوليا بوريسوفا ويوري ياكوفليف وفاسيلي لانوفوي ونقولاي غريتسينكو وغيرهم.
 
 

مسرح "ساتيرا"

 
يقع هذا المسرح في مبنى سيرك الاخوان نيكيتين سابقا في العهد القيصري . لكن المسرح اغلق في فترة الحرب الاهلية في العشرينيات من القرن الماضي بسبب عدم توفر الطعام للحيوانات . فشغل المبنى مسرح موزيك-هول الذي تحول الى مسرح الاوبريت ومن ثم الى مسرح ساتيرا.وقد بدأ المسرح نشاطه في عام 1924 بتقديم مشاهد تمثيلية هزلية (وليست مسرحيات) وغايتها التسلية والتوعية والدعاية الاجتماعية مثل عروض " موسكو .. وجهة نظر" و" تأميم النساء" و" الورقة اللازمة" و" اوروبا كما يجب " وغيرها. وقد تخصص المسرح في فترة الخمسنيات والستينيات بتقديم العروض المسرحية الهزلية الساخرة للشاعر الروسي فلاديمير ماياكوفسكي مثل " الحمامات " و" البقة" و"ميستيريا بوف" بالاضافة الى كوميديات موليير وشكسبير.
تولى الادارة الفنية للمسرح الكسي اليكسييف في فترة 1924 – 1928 واعقبه نقولاي بتروف. وفي فترة 1955 – 2000 اصبح فالنتين بلوتشيك مديرا فنيا للمسرح وكبير المخرجين فيه. وفي عام 2000 حل محله الممثل الكسندر شيرفندت احد الممثلين البارزين فيه.
 
 

مسرح "سوفريمينيك"

 
تأسس المسرح في عام 1956 من قبل مجموعة ابداعية من الممثلين الشباب الذين جمعت ما بينهم وحدة الرأي حول حاضر الفن المسرحي ومستقبله في روسيا بعد فترة زوال عبادة الفرد الستالينية والانفتاح على الثقافة العالمية. وكان بين مؤسسي المسرح اوليج يفريموف وجالينا فولتشيك وايجور كفاشا وليديا تولماتشوفا واوليج توباكوف ويفجيني يفستيغنييف وغيرهم. وجميعهم تخرجوا في حينه من مدرسة – استديو مسرح موسكو الفني. لقد ولد "سوفريمينيك" في فترة بدا فيها ان المسرح قد ابتعد عن واقع الحياة اليومية ، بينما اصاب الجمود تراث ستانيسلافسكي ونيميروفتش-دانشنكو دون ان يجد من يطوره لكي يناسب الوضع الجديد في البلاد. وكان لا بد في الظروف الجديدة من تطوير وما يسمى " طريقة ستانيسلافسكي" واثبات ان " المسرح السايكولوجي " الذي اقيمت عليه هذه الطريقة قادر على البقاء.
واعتبر مؤسسو المسرح الجديد ان ابداع مجموعة الممثلين المتناسقة والتوغل في اعمال عالم الابطال وسيكولوجية الانسان بصورة اساسية هو الاساس الذي يجب ان يعتمد من اجل اعادة الانسان الحي الى خشبة المسرح . ورفضوا تحويل الممثل الى دمية بأيدي المخرج. وقد وجد الجمهور في ابطال عروض المسرحيات شخصيات حقيقية من واقع الحياة بما لديهم من مشاكل يومية وهموم وآمال. وسعى المسرح في عروضه الى التحدث مع ابناء العصر بلغة العصر لكي يكون مفهوما لدى الجمهور. وسرعان ما اصبح "سوفريمينيك" خشبة المسرح المفضلة لدى الشباب والانتلجنسيا. ونجح لحد كبير في تقديم عروض معاصرة حقا واصبح يجذب الجمهور حتى في العواصم الاوروربية التي زارها. وقد تولى يفريموف منصب كبير المخرجين في المسرح حتى عام 1970 حيث انتقل لادارة مسرح موسكو الفني ومن ثم اعقبته الممثلة والمخرجة جالينا فولتشيك. ويتضمن ربرتوار مسرح " سوفريمينيك" مسرحيات الكتاب المعاصرين الروس والعالميين وكذلك الاعمال الكلاسيكية لجوجول وتشيخوف وغريبيدوف.
 
 

مسرح مايكوفسكي

 
احد اقدم مسارح موسكو وشيد في عام 1886 من اجل الفرق المسرحية الزائرة. وقد شهدت خشبته ابداع سارة برنار واليانورا ديوز وارنستو باسارت وموكه-سيولي وكوكليه الاب وكوكليه الابن وغيرهم . وعلى تخوم القرنين التاسع عشر والعشرين اطلقت عليه تسمية " المسرح الاممي" لتنوع قوميات الفنانين العاملين فيه. وتغير وضع المسرح بعد ثورة اكتوبر الاشتراكية في عام 1917 حيث افتتح فيه مسرح الساتيرا اي المسرحية الساخرة الثورية(تيريفسات) في عام 1920 ، وفي عام 1922 تغير اسمه الى مسرح الثورة بإدارة المخرج الكبير فسيفولود مييرخولد. وقد عمل فيه فترة عامين وانتقل بعده الى تأسيس مسرحه الخاص وفق اساليبه المسرحية المعروفة ب" البيوميكانيك".وتولى ادارة المسرح بعده المخرج البارز اندريه بوبوف في عام 1931 . وفي عهده اخرجت عروض متميزة منها " قصيدة حول الفأس" و" صديقي" و" روميو وجوليت" و" تانيا" و" فتاة بدون بائنة" و" ماريا ستيورات" وغيرها من العروض التي تعتبر من الاعمال المسرحية الكلاسيكية الروسية. وفي عام 1943 تولى ادارة المسرح نقولاي اوخلوبكوف الذي عمل على جعل المسرح قبلة انظار الجماهير بأخراجه مسرحيات"العاصفة الرعدية" و" هاملت" و" البقة" و" ارستقراطيون" و قصة من اركوتسك" و" الام كوراج وابناؤها" و" ميديا" و" موت تاريلكين". وكان كل عرض من هذه العروض يثير ضجة في الاوساط المسرحية التي تجد فيها عناصر الجدة والابداع التي لم يعرفها حتى مسرح موسكو الفني.
وفي عام 1968 تولى ادارة المسرح المخرج والمربي المسرحي اندريه غونتشاروف (درس تحت اشرافه في معهد " غيتنيس" العديد من المخرجين المسرحيين العرب). وقد واصل مسيرة سلفه اخلوبكوف في جعل المسرح مدرسة للتجديد والابتكار حتى وفاته في عام 2001 . وقد اخرج غونتشاروف العديد من العروض المتميزة لمسرحيات الكتاب الروس والاوروبيين مثل "مواهب ومعجبون" و" ابناء فانيوشين" و" الهزيمة" و" عجلة اسمها الرغبة" و" رجل من لامانتش" و" احاديث مع سقراط" و" الهروب" و" النورس" و" ثمار المعرفة" و" نابليون الاول" و" بيت الدمية " وغيرها.
وقد اتبع المخرج س. ارتسيباشيف الذي جاء بعده في عام 2002 نهج تقديم الاعمال الكلاسيكية مثل " الزاوج " و" الانفس الميتة" لجوجول و" الاخوة كارامازوف" لدوستويفسكي وغيرها التي حققت نجاحا كبيرا لدى الجمهور. وفي عام 2011 ترك ارتسيباشيف المسرح بسبب الخلافات مع الممثلين ولمرضه الشديد.
 
 

المسرح الكوميدي في بطرسبورغ

 
بدأ هذا المسرح نشاطه في عام 1929 في مبنى التاجر يليسيييف صاحب المتاجر المعروفة باسمه في موسكو وبطرسبورغ من اجل تقديم عروض الممثلة الهزلية يلينا غرانوفسكايا التي ذاع صيتها في تقديم مسرحيات الفودفيل. ومن ثم اطلقلت عليه تسمية " مسرح الساتيرا والكوميديا في لينينغراد". لكن في عام 1935 جرى تغيير التسمية الى "المسرح الكوميدي" باشراف المخرج المسرحي والرسام المعروف نيقولاي اكيموف الذي كان يصمم بنفسه ديكورات العروض وملصقات الدعاية لها بأسلوبه المتميز الذي كان يجذب الجمهور. ومنذ تلك اللحظة بدأت مرحلة ازدهار المسرح حيث اعتبر بعروضه " لا لي ولا لغيري" للوب دي فيجا و" ارملة من فالينسا" لشريدان و" المنعطف الخطر " لبريتسلي و"الليلة الثانية عشرة" لشكسبير و" الظل " و" التنين" لشفارتس و" القضية" لسوخوفو- كوبيلين وغيرها من افضل مسارح المدينة. واحتفظ المسرح حتى بعد وفاة اكيموف بأسلوبه في تقديم المسرحيات الكوميدية الساخرة الروسية والاجنبية . وعمل فيه مخرجون مبدعون مثل بيوتر فومينكو ويوري اكسيونوف وتاتيانا كازاكوفا. ولا يزال المسرح يجذب اهتمام الجمهور بعروضه التي يقدمها ممثلون موهوبون حصل العديد منهم على الجوائز في المهرجانات المسرحية. ويقدم " المسرح الكوميدي" عروضه الى ذوي الاذواق المتباينة والحاجات المختلفة ومنهم الاطفال.
 
 

مسرح ميخايلوف للاوبرا والباليه

 
يقع مبنى المسرح التأريخي هذا في ميدان الفنون في سانكت بطرسبورغ ويعتبر في الوقت الحاضر من خيرة مسارح الاوبرا والباليه في روسيا بل حتى ينافس مسرحي مارينسكي والبولشوي في جودة العروض المقدمة فيه. وقد تأسس في عام 1833 بإسم مسرح ميخايلوف الامبراطوري. وتنسب تسميته الى الامير المعظم ميخائيل النجل الاصغر للامبراطور بافل الاول حيث كان مقرا له واستخدم مسرحه كمسرح جيب تتم فيه تسلية افراد الاسرة الامراطورية والضيوف الكبار. وفيما بعد اصبحت خشبته مخصصة للفرق الاجنبية الزائرة لبطرسبورغ وصعد عليها مشاهير الموسيقيين والفنانين مثل يوهان شتراوس ولوسيان غيتري وماتيلدا كاشينسكايا وكذلك شاليابين وفرقة سارة برنار. وزار المسرح بوشكين وجوكوفسكي وليف تولستوي وبيوتر تشايكوفسكي.
وبعد عام 1918 اصبحت للمسرح فرقة ثابتة عمل فيها المشاهير مثل المخرجون المسرحيون مييرهولد وزون وسموليتس وفنانو الباليه لوبوخوف وبالانتشين وغريغوروفيتش. وقد تغيرت تسمية المسرح عدة مرات من مسرح مالي للأوبرا والباليه الى مسرح موسورغسكي وفي عام استعاد تسميته التأريخي – مسرح ميخايلوف. وفي عام 2009 ترأس مخرجي فرقة الباليه ميخائيل ميسيرير والادارة الموسيقية بيتر فرانتس. وفي عام 2010 اصبح الراقص الاسباني ناتشو دواتو رئيسا لفرقة الباليه. وفي عام 2011 حصل المسرح على جائزة "القناع الذهبي" . ويمر المسرح اليوم في افضل فترات نشاطه الفني ويضعه الجمهور في طليعة مسارح الاوبرا والباليه في روسيا.
 
 

المسرح الدرامي الكبير(توفستونوغوف)

 
تأسس هذا المسرح في سانكت بطرسبورغ (والذي يحمل منذ عام 1992 اسم توفستونوغوف كبير مخرجيه) في 15 فبراير/شباط عام 1919 حين قدم تراجيديا شيللر "دون كارلوس" في استديو الاوبرا التابع لكونسرفتوار بطرسبورغ. وشكل الفرقة في حينه الممثل المعروف نيقولاي موناخوف وتولى منصب الادارة الفنية فيه الشاعر الكسندر بلوك. وتولى الكاتب الروسي الشهير مكسيم غوركي مهمة الاشراف على ربرتوار المسرح بأعتباره مسرحا من طراز جديد وشعاره " الشعب البطل يحتاج الى مسرح بطل". وقدمت على خشبته اعمال شكسبير وشيللر وهوجو التي تكرس افكار النبل والشرف والكرامة الانسانية في مواجهة الفوضى والقسوة السائدة في العالم المحيط بالانسان. وعمل في تصميم الديكورات للمسرح فنانون من نادي " عالم الفن" الشهير مثل بينوا ودوبوجينسكي والمعمار شوكو الذين اثروا كثيرا في اساليب التعبير المسرحي. لكن المسرح واجه نكسة في عام 1921 حين توفي بلوك وغادرت البلاد الممثلة ماريا اندرييفا والكاتب مكسيم غوركي.
وتوالى العمل في المسرح فريق من الفنانين والمخرجين وتغير اتجاه الربتروار حيث صار يجري التأكيد على المسرحيات المعاصرة وليست كلاسيكية. ويمكن القول انها فترة ركود فني في عمل المسرح حتى تولى المخرج الفذ غيورغي توفستونوغوف منصب كبير المخرجين فيه. وشكل توفستونوغوف فرقة مسرحية جديدة تصدرت جميع الفرق المسرحية في الاتحاد السوفيتي على مدى عقود السنين. وقدمت فيه عروض تعتبر من اعمال الاخراج الكلاسيكية التي تدرس للطلاب في المعاهد المسرحية مثل " الابله" لدوستويفسكي و" البرابرة" لغوركي و"المفتش العام" لجوجول و" الاخوات الثلاث" لتشيخوف" و" قصة حصان" لتولستوي و" خانم" للكاتب الجورجي تساغاريلي وغيرها. وبعد وفاة توفستونوغوف في عام 1989 تولى الادارة الفنية للمسرح الممثل القدير كيريل لافروف. وتواصل فرقة المسرح النهج الذي رسمه لها توفستونوغوف وتقاليد المسرح في الجمع بين الربرتوار الكلاسيكي والمعاصر
 

المصدر :روسيا اليوم 
أعداد : محسن النصار

الثلاثاء، 8 يوليو 2014

"شباب مخرجون" : د.عقيل مهدي يوسف

مدونة مجلة الفنون المسرحية
"شباب مخرجون"  -3-
تمتاز عروض التخرج في كلية الفنون الجميلة بصفات خاصة تتعلق بالمستقبل المهني الإبداعي للمتخرجين وهي بمثابة العتبة الحاسمة في فرز من اعد للفن المسرحي، بموهبتهِ وتحصيله العلمي ومثابرته الحقيقية في تقديم مهارة ادائية واضحة غير ملتبسة، ترشحه لان يكون من بين فناني المستقبل الثقاةـ خلافاً لسواهم، ممن لم يحوزوا على ثقة الجمهور، وتكاد تكون قدراتهم بالمستوى الأدنى، وغير المقنع وعدم تمتعهم بكارزما القيادة الفنية ، والوعي الحاذق، والانفعال الوجداني، وعجزهم عن ابتكار عوالم من خلال صور فنية متماسكة تمثل مادة ابداعية حقيقية غير زائفة، في أساليبهم الشكلية الصانعة لخطاب مسرحي مؤثر ومحدث.
في مهرجان المسرح لهذا العام ، تباينت مستويات الإخراج في استقطاب عناصر العرض المسرحي المتكامل وجاءت العروض على الشكل الاتي :-
عرض "عبث"
للمخرج شوقي فريد
اقترح علينا العرض ان نواجه جدران مسرحية ( بارتشنات ) حافلة برسوم وتخطيطات لأجزاء بشرية من رؤوس , وسيقان , وأيدٍ حين تنفتح هذه الجدران الى الجوانب , نكون في قبالة خلفية سوداء (السايك ) يخرج من أسفلها ضوء أحمر , عبر ممر يجوزه الممثل ليصل الى تمثالين , احدهما لشكسبير حيث يمثله ( هاملت ) والآخر لسوفوكلس ويمثله ( اوديب ) , ويخوض الممثلان معركة لتهشيم الغلاف الجبسي , وينهالان بالعصي على الشخص القابع خلف كل تمثال منهما اي : شكسبير الحي , وسوفوكلس الحي ايضاً وهو تصعيد لمشاعر الشباب في التمرد على البطرياركية " الأبوية " التي تحكمت بإرادة الأبناء , وصنعت قدراً مهيمنا طاغيا يخنق حرية الصنيع من قبل صانعه , كان العرض يبحث عن لغته الفنية بمحاولة لا ينقصها الإقناع.
"عرض الذاكرة" الفيض صباح
في لعبة شفافة يلعب اثنان كرة الطائرة بالبالون تتوسطها شبكة , وكرة بيضاء مرسومة على قماش الخلفية الأسود , وتنثال الحوارات بين اللاعبين , ويتصارعان لاختلاف وجهات النظر فيما يخص الذاكرة , والعيش الآني والتدمير الذي سببته عسكرة المجتمع والغربة والاعتقال والإذلال الروحي والجسدي وهما يرتكسان في الحنين الى الطفولة , وحضن الأم , الرحم الاول الذي دشّنا فيه الأمن والاطمئنان بعد ان افقدتهم السلطة الجائرة في زمن الحروب مثل هذا الهدوء والسلام . يرقصان تارة , ويغني احدهما تارة اخرى , ولتعميق الجانب البصري تنزلق كرات زجاجية صغيرة من أكياس يحملونها والآخر يركب دراجة هوائية , والجو العام مشبع باللون البنفسجي , ثمة مصابيح ثلاثة متراصة , يليها مصباحان باللون البنفسجي نفسه , ثيمة العرض تدور عن صراع الجسد والذاكرة , وصبوات يكابدها البطلان ينسف شعريتها احياناً الصراخ المضاد للياقة الجسدية المرنة والناعمة.
في انتظار غودو
أمجاد يونس العمل معد عن بكيت من قبل (مثال غازي ) , يجلس احدهم قبالة الجمهور , ويدير مقود سيارة وهميا , ثم يقتحم هذه السيارة الوهمية المفترضة رجل غريب بشعر كث وجسم ممتلئ, يهذيان بحوارات لاهثة متقطعة , ينزلان من السيارة بأسلوب إيمائي ( بسيط ) ثم يذهب بهم الهوى الى خلق مطاردة وهمية – ايضاً – بينهما , واحدهما يزاحم الآخر في خلفية المشهد السوداء , تظهر أوراق ملصقة محروقة , هل هي كل ما تبقى في خزين الذاكرة ؟! هل هي كناية عن انسلاخ الزمن عن الكينونات البشرية الغارقة في اللا معقول والعبث وسخف العالم ؟ كائنان بلا وحده شخصية بل من نتف وأشلاء في نسق ممزق , لا تعرف فيه بداية الفعل البشري من نهايته في وجود عدواني .
خلق المخرج هذه الأجواء بقدرات واعدة .
"النهاية" مصطفى احمد مكي
مثل قلعة سوداء يحتل الخلفية عمود قائم , هيكل عظمي يتدلى وآخر على الارض يخرج من اسفل العمود ( لير ) الملك زاحفاً بملابس سوداء , ثم تدخل ممثلة دور دزدمونة , ليظهر العملاق ( عطيل ) وهو يتشمم عطر منديل دزدمونة , ثم يطارد الممثلة , حتى يصل بهم الدوار الى هاملت الباحث عن الخلاص مثلهم لكنهم لا يجدون ملاذهم سوى بالتنكر , تحت اغطية بيضاء التي ينزعونها لتظهر ملابسهم السوداء , مع رهط من ممثلات شقراوات , يتحوطن البطل ويتمسحن بملابسه هنا يقوم التساؤل حول مغزى الجمع بين جنون لير وغيرة عطيل , ودور هاملت وتدليل المنديل ,وما تمثله الهواجس الذاتية المجنونة لكل منهما في البحث عن جواب خائب , لأسئلة مريضة تتعلق بالنزوات البشرية , ونرجسية الذات المضطربة بين عطيل الغيور , ولير الخرف الباحث عن مديح زائف من بناته اللاتي نجحن في استغفاله ,فأثاب الكاذب , وجار على ابنته كورديليا , الأكثر صدقا وإخلاصا لأبيها .
برزت قدرة المخرج في توزيع محاور حركة الممثل , والضوء .
ومع كل ذلك الاكتفاء بالمفردات التي تشكل العرض المسرحي المابعد حداثي إلا أن (نك كاي) يخلص إلى " أن أي تعريف لمابعد الحداثة لايمكن ان يقوم على رصد مجموعة من الصور والأشكال المحددة الخاصة بها، وذلك لان مابعد الحداثة لاتتواجد إلا كنشاط هدام يسعى إلى خلخلة وتقويض نفس الشروط والمبادئ التي نتوهم انها تنهض عليها " ، ويشير (ليوتار) في معرض حديثه عن الحداثة بوصفها " خطابا شارحا يمثل إطاره المرجعي، أي من خلال الاستناد إلى نظرية عامة مثل نظرية جدلية الروح ، أو هرمانيوطيقا المعنى، أو تحرير الذات العاقلة أو الفاعلة ، أو قصة خلود الثروة ".

"النهاية" مصطفى احمد مكي
مثل قلعة سوداء يحتل الخلفية عمود قائم , هيكل عظمي يتدلى وآخر على الارض يخرج من اسفل العمود ( لير ) الملك زاحفاً بملابس سود , ثم تدخل ممثلة دور دزدمونة , ليظهر العملاق ( عطيل ) وهو يتشمم عطر منديل دزدمونة , ثم يطارد الممثلة , حتى يصل بهم الدوار الى هاملت الباحث عن الخلاص مثلهم لكنهم لا يجدون ملاذهم سوى بالتنكر , تحت أغطية بيض التي ينزعونها لتظهر ملابسهم السود , مع رهط من ممثلات شقراوات , يتحوطن البطل ويتمسحن بملابسه . هنا يقوم التساؤل حول مغزى الجمع بين جنون لير وغيرة عطيل , ودور هاملت وتدليل المنديل ,وما تمثله الهواجس الذاتية المجنونة لكل منهما في البحث عن جواب خائب , لأسئلة مريضة تتعلق بالنزوات البشرية , ونرجسية الذات المضطربة بين عطيل الغيور , ولير الخرف الباحث عن مديح زائف من بناته اللاتي نجحن في استغفاله ,فأثاب الكاذب , وجار على ابنته كورديليا , الأكثر صدقا وإخلاصا لأبيها .
برزت قدرة المخرج في توزيع محاور حركة الممثل , والضوء .
"المحاكاة الساخرة"
مروان حبيب ظاهر
وتسمى بالمصطلح المسرحي ( باروديا ) , أعدها ( ضمد ) . يقترح المخرج علينا سلالم ثلاثة , احدها صغير , وفي اعلى المسرح يحيلنا الى منطقة حرام , كالتي نجدها عقب اقتراف جريمة , يزرعها الشرطة بأشرطة تسوّر منطقة محدودة , او نجدها في المطارات قرب شباك الجوازات مثلا
فتاتان ترتديان ملابس مدنية , وعسكرية , ثم نتعرف على قصة حبيب واحدة منهن الذي مات بانفجار , وهو يعود شاخصاً أمامها ويحاورها , ثم يتفاقم الصراع ليتخذ طابعا أزليا بين منازلة الملاك للشيطان .
تظهر في العرض قدرات الممثلة ( ليلى ) وهي تتحلى بجرأة فنية ولياقة ودافعية مسرحية مبهرة , مع زميلاتها الرقيقات .
يوزع المخرج عناصر العرض بدراية واضحة موظفاً المؤثرات والموسيقى والاضاءة لإنشاء ثيمة العرض التي تذهب احيانا , وتتشتت بفعل أدوات ظهرت لم تفعّل موضوعيا في العرض .
"لعبة" محمد كمال ابراهيم
ينام ممثلان على الأرض وهما مغطيان بقماش ابيض في الخلفية البيضاء الصغيرة , ينعكس ظل أسود لكائن يرقص , على جانب المسرح منضدة عليها كرة أرضية , في اعلى وسط المسرح قنان كحولية , وأقداح , تدور حركات الممثلين بتوترات ايقاعية متصاعدة واظهر ( حيدر جبار ) موهبة في إجادة حركاته الراقصة , ولم نصل مع العرض الى قوة تحكّم اخراجي في ارشادنا – مثلاً – الى انتقال بؤرة العرض المركزية من هوامشها , في العرض تقشف وخفة , ومهارة الممثل الادائية , وابتعاد عن التركيب المشهدي المتكامل .
"الملك يموت"
عباس قاسم كاظم
عربة كناسة , مع رجلين بملابس منظفي النفايات , يقع في خلف المشهد , مكعب , يمثل نردا كبيرا , في مواجهة الجمهور يظهر وجه المكعب بنقاط ( ست ) , اما الوجه الثاني نصف المرئي فتظهر نقاط ( ثلاث ) وهي ملونة بالابيض على خلفية سوداء ثم يدخل الحاكم الذي يتشبث على عرشه وفي فترة استراحته يمارس بملابس رياضية الترشيق على كرسي الرشاقة , ثم يدخل تابعه الطويل ( العملاق ) ناصحاً مولاه بان يغادر منطقة الكرسي الملتهبة المهددة من قبل منافسيه على السلطة , لكنه يصر على تشبثه به , ويلبث على كرسيه لا يلوى على شيء في مشهد عبثي تظهر شخصية جامدة مخبولة , مكشرة وهي تدفع عربة الكناسة عبر المسرح الى الخارج .
"انفرادي" بديع نادر
يوزع المخرج بمهارة محسوسة علامات ضوئية : (4) زرقاء , و (3) حمراء .
تتكدس في الأرضية مستويات متداخلة , متراكمة , منحدرة , ومرتفعة , فيها مطبات , وانزياحات ليظهر وجه كاريكاتوري ضخم من الفلين , على شكل قناع بشري مشوه لجسد ينفصل فيها الرأس هذا عن البطن .. والأقدام .. واليدين , وتتوزع ملابس معلقة برؤوس من البالونات تمثل الفترة السياسية لحكم العراق من زمن الملك , الى جمهورية عبد الكريم قاسم , الى صدام حسين , وتتداخل حكايا تضم مثقفا , وعاملا , وجنديا , ويشعر كل منهم بانتزاعه من أرضيته , فلا يدري هل هو في مستشفى ام في معمل للأحذية , وهم في غمرة هذا التوهم يدلفون في ممر طويل مظلم ومرعب يبتلعهم بالدخان والضياع والتكرار .
أدوات المخرج كانت معبرة , بأسلوب مبتكر مثير , ومتميز.
"الأقوى" آمنة خالد
في حكاية أسرية , تتصارع امرأتان على زوج غائب يرتدين تنورة وردية , على ملابس سوداء , تنحشر إحداهن في اطار على الجدار بوضعية جانبية , والأخرى تنهمك بين علاقة ملابس مكتظة , ومائدة عامرة بالكيك والشموع , وتتباهى إحداهن بامتلاكها طفلا , ودمى , تحت ظلال من أضواء زرقاء , وبنفسجية يتبادلن المواقع لينتهي العرض بانتصار إرادة إحداهن على الاخرى وهي تأمرها بالخروج من اللعبة الى خارج منصة المسرح البيتي الصغير , الى اللعب على منصة المسرح الكبير .
أداء الممثلتين امتاز بالرشاقة , والحيوية , وخفة الظل , وحسن الحركة , والإلقاء البسيط.
"بيت الدمية" فاطمة سمير
حولت مسرحية ابسن الشهيرة تحت هذا العنوان الى بيئة سجن، يحجب فيها الممثل عن الجمهور ، بحاجز ثقيل يتلصص الجمهور من خلال فتحاته على حيوات الممثلين ، وهما يخوضان صراعات تخص الحياة الزوجية ، والتورط في تزوير صك ، لإنقاذ الأسرة من الضياع تقوم به الزوجة ببراءة ومحبة ، دون ان يخطر ببالها انها تقترف جريمة يعاقب عليها القانون .
تنزل من الأعلى خيوط وكأنها قضبان سجن مثقلة بقفل كبير ، استخدمت المخرجة تقنية سينمائية يظهر فيها الزوج والزوجة في لقطات تختصر حياتهما المشتركة منذ مرحلة الحب الاولى وبعدها من خطوبة وزواج وهو على كرسي المعاقين ثم لقطة للمرأة وهي على ماكنة الخياطة وثمة باب حديدية ولوحات زهور مقفلة بأقفال صغيرة ، تحطمها المرأة في النهاية وتترك بيت زوجها " هلمر" المنافق لتعيش حريتها المفتقدة في مثل هذا البيت ، السجن.
اقترب العرض من المعالجة المسرحية التربوية المقنعة في تطبيق مبادئ الاخراج.

الأربعاء، 2 يوليو 2014

جاك ليكوك وشعرية الجسد

مدونة مجلة الفنون المسرحية




د. جميل حمداوي

يعتبر جاك ليكوك Jacques Lecoq من أهم المخرجين المعاصرين الذين أرسوا الإخراج المسرحي على أساس الواقعية الجسدية وشعرية الحركة، ويعني هذا أن جاك ليكوك من المخرجين الذين اهتموا كثيرا بفن الجسد وبلاغة الحركة ومسرح الألعاب البدنية والرياضية. ومن ثم، يتميز مسرحه بالديناميكية الأدائية ودراسة الإشارات اللفظية والإيماءات الصامتة والكوريغرافيا البصرية والتجريد الميمي.
وقد استطاع جاك ليكوك بكل مهارة ودراية احترافية أن يجعل من الركح المسرحي حلبة للصراع العضلي وفضاء للتعبير الديناميكي الذي ينصب على إظهار مقومات الجسد بمافيه الوجه واليدين وباقي أعضاء الجسم كله، كما ركز كثيرا على سيميولوجية الحركة والإشارة داخل العرض السينوغرافي من أجل خلق مشاهد فنية وجمالية رائعة ومثيرة تشد بلب المتفرج وتسحر بصره وتأخذ بوجدانه.
والجديد الذي أتى به جاك ليكوك هو أنه أدخل الرياضة البدنية والألعاب العضلية في عالم المسرح، وأعطى الدور الكبير للصمت والحركة والقناع على حساب اللفظ من أجل تغيير المسرح الأوربي الذي كان مرتبطا أيما ارتباط بالكلمة الحوارية، و تشبه ثورة جاك ليكوك التجديدية ما قام به كل من جاك كوبوه وأنطونان أرطو حينما رفضا المسرح الغربي ودعيا إلى مسرح حركي بديل.
1- من هو جاك ليكوك؟
ولد الفرنسي جاك ليكوك  Jacques Lecoq بباريس في 15 دجنبر 1921م وتوفي في19 يناير 1999م، ويعرف جاك ليكوك بكونه ممثلا ومخرجا ورياضيا وكوريغرافيا وبيداغوجيا.
ويعد أيضا من كبار الأساتذة المعاصرين الذين اهتموا بتدريب الممثل في القرن العشرين في مجال الميم المسرحي والشقلبة البهلوانية والأقنعة والكوميديا الهزلية وتشغيل الراوي في المسرحيات المنصبة حول التراجيديات القديمة.
بدأ جاك ليكوك حياته المهنية أستاذا للرياضة والتربية البدنية ، وعرف بحبه للعدو الريفي والسباحة،، وتعلم التمثيل في فرقة جان داستيه Jean Dasté، واستفاد كثير من الكوميديا الإيطالية ” دي لارتي ” على مستوى الجسدي والحركي.
واهتم جاك ليكوك كثيرا بفلسفة القناع ودوره السيميائي في المجال المسرحي والسينوغرافي، وتوصل مع صديقه النحات الإيطالي أمليتو سارتوري Amleto Sartori إلى إبداع ما يسمى بالقناع المحايد .
هذا، وقد وجهه صديقه داريو فو Dario Foإلى الاهتمام بالكوريغرافيا وشعرية الحركة والجسد؛ مما أهله هذا الأمر لإخراج مجموعة من التراجيديا اليونانية على ضوء الكوليغرافيا المعاصرة و بلاغة الجسد والتعبير الحركي.
وقد أسس جاك ليكوك سنة 1956م بباريس المدرسة العالمية للمسرح والميم، وقد تولى فيها التدريس وتدريب الطلبة وهواة الدراما والكوليغرافيا.
وفي سنة 1977م، أنشأ ليكوك مختبره LEM لدراسة حركات الجسد ، والبحث عن علاقات  الإيقاع  والفضاء المشهدي بالسينوغرفيا الركحية.
2- مدرسة جاك ليكوك:
تخرج من مدرسة جاك ليكوك كثير من عشاق المسرح وهواة الدراما والكوريغرافيا، ومن بين هؤلاء أريان منوشكين Ariane Mnouchkine التي اقترن اسمها بمسرح الشمس، وفيليب أفرون Philippe Avron ، ولوك بوندي Luc Bondy، وكريستوف مارتالير Christoph Marthaler ، وياسمينة رضا، ومومن شانزMummenschanz …واليهودي عميرام أتياس وآخرين…
وتضم مدرسة ليكوك كل من يرغب في معرفة شعرية الجسد، ويريد تعلم تقنيات التمثيل والتشخيص والإخراج المسرحي والتعرف على نظريات المسرح وطرائق الإخراج والكتابة الدرامية وبناء السينوغرافيا وتأثيث الركح.
ويقول الدكتور شاكر عبد الحميد عن هذه المدرسة:” أنشأ ليكوك مدرسته الخاصة لتدريب الممثلين عام 1956م في باريس، وقد كان ليكوك يقول: إن الممثل يكتب بجسده في الفضاء المسرحي، مثلما يكتب المؤلف المسرحي بقلمه على صفحة بيضاء، وربما لأنه بدأ حياته لاعبا رياضيا، فإنه كان مهتما بالقدرات الخاصة للجسد الإنساني. ومن ثم، فإنه خلال اهتمامه بالمسرح وتطويره لأساليبه المسرحية كان يشير كثيرا إلى أن أي حركة تقوم بها تحمل معنى ما، سواء كنا نقصد ذلك أو لانقصده، وكذلك أن الدافع الجسمي، دافع الحركة والتعبير الحركي، هو من الأمور الملازمة على نحو أصيل لتفكيرنا وانفعالاتنا وأداءاتنا بشكل عام”.1
ويدرس الطلبة في مدرسة ليكوك سنتين متتابعتين: ففي السنة الأولى يتم التركيز على ملاحظة حركات الناس ودراسة سيكولوجيا الشخصية. أما الدروس فتنصب حول استكشاف عالم الأقنعة والألعاب البهلوانية والشقلبات السيركية وفنون الصراع وتحليل الحركات وتحديد دلالاتها السيميائية والرمزية.
كما يتم الاهتمام بالميم والألعاب العضلية والفرجوية، وتمثيل الحياة عن طريق المحاكاة والتقليد واللعب ، ودراسة القناع من خلال ثلاث خاصيات أساسية وهي: الصمت والهدوء والتوازن، علاوة على دراسة الطبيعة في علاقتها الجدلية بالشخصية من خلال التركيز على العناصر و المواد ، والإضاءة والألوان، والنباتات والحيوان.
وتركز الدراسات النظرية على  الأقنعة وأدوارها الأيقونية والتعبيرية والوظيفية والبدائية.
كما يتم الاهتمام بتدريب الشخصيات على المواقف الدرامية ودراسة تصرفاتها ورغباتها وأهوائها.
ويدرس الطالب أيضا على ضوء رؤية ديناميكية الفنون الجميلة كالشعر والرسم والموسيقى في علاقة هرمونية بمسرح الأشياء وتحولاته الزمانية والمكانية.
وعلى مستوى التعلم الذاتي، يطلب من التلاميذ كل أسبوع توظيف خيالهم من أجل تحقيق إبداعاتهم داخل الجماعة، وتعرض أعمالهم في نهاية الأسبوع أمام مجموعة من الأستذة الذين يخضعون إنتاجاتهم للمناقشة والتقويم.
ويطلب منهم أيضا إنجاز أبحاث ميدانية حول عادات الناس وتصرفاتهم في الأماكن الآهلة والمزدحمة بالبشر استعدادا لتشخيصها فوق خشبة المسرح لإثارة الجمهور واستفزازه.
وتخصص السنة الثانية للإنتاج الإبداعي من خلال استثمار ما درسه الطالب في السنة الأولى في مجال  المونودراما، والكوميديا الهزلية، والتراجيديا ، والتهريج البهلواني، والكوميديا الإنسانية…
ويدرس الطلبة كذلك لغة الحركات، والبانتوميم، والحكايات الميمية، وتشخيص المشاعر على ضوء التمسرح الميلودرامي ، والتدريب على الكوميديا الإنسانية المقنعة والكوميديا الهزلية المجتمعية والفانطاستيكية  والكروتيسكية، والتمثيل في شكل جماعات وفرق ، ودراسة تراجيديا الراوي والبطل،وتمثل تقنيات المهرج والبهلوان السيركي والمسرحي مع استيعاب قواعد الكوميك.
ولا ننسى أيضا التعمق في دراسة النصوص المسرحية الكلاسيكية والمعاصرة مع التركيز على الكتابة المسرحية ومقومات الدراماتورجيا الدرامية.


مشهد مسرحي جماعي
وعلى المستوى الإنجاز الشخصي، يعرض الطلبة أعمالهم على المدرسين في نهاية كل أسبوع، كما تعرض أعمال الطلبة المنجزة أيضا على الجمهور كل ثلاثة أشهر.
وفي نهاية السنة الدراسية، يقدم الطلبة عرضا مسرحيا محددا من حيث الموضوع والوقت لمعرفة قدراتهم الكفائية في مجال المسرح والدراما .
وعليه، فمدرسة جاك ليكوك تستعمل بشكل بارز تقنية التكنيك الأكروباتيكي من خلال الجمع بين أسلوب إتيان دوكرو وأسلوب جان داست.
ومن ثم، تتميز المدرسة الليكوكية ببلاغة الجسم وديناميكية العضلات ، وتنطلق من شعرية الجسد وبلاغة الحركة و التركيز على الشعار الحيوي: ” فلنتحرك جميعا” فوق خشبة المسرح.


مدرسة جاك لكوك

أقنعة ليكوك
تدريب الممثلين حركيا
3- مؤلفات جاك لكوك:
من المعروف أن لجاك ليكوك مجموعة من الدراسات النظرية والتطبيقية التي تعرف بمدرسته المسرحية والإخراجية بله عن دروسه التي كان يقدمها لطلبته حول شعرية الجسم وبلاغة الجسد والحركة.
ومن أهم مؤلفات جاك ليكوك البارزة كتابه:” مسرح الميم والحركة” الذي ترجم إلى عدة لغات ومنها: اللغة الإنجليزية.
كما ألف كتابا آخر بعنوان:” شعرية الجسد le corps poétique” يشرح فيه نظريته المسرحية وتصوره الميزانسيني القائم على بلاغة الجسد والواقعية الجسمية والحركية.
وكان ليكوك ينتقل من بلد إلى آخر ليلقي مجموعة من دروسه النظرية والتطبيقية حول شعرية الجسد والحركة الديناميكية.
4- مصادر مسرح جاك ليكوك:
تأثر جاك ليكوك بالميم (التمثيل الصامت) المعروف قديما وحديثا، فطوره على ضوء أساليب تقنية معاصرة استوحى فيها نظريات أساتذته المبدعين كجاك كبوه Copeau، وفرانسوا ديل سارتو Francois Del Sarto (1811-1871م)، وإتيان دوكرو Etienne Decroux، وإليان غويو Eliane Guyon ، وجان داست Jean Daste، وماريا هيلين داست Marie Helene Daste  ، وهوراتسيو كوستا، وغابرييل كوزانGabriel Cousin.
ويلاحظ أيضا أنه تأثر كثيرا بمارسيل مارسو الذي قال:” إن الحركة الإيمائيةMime هي جوهر المسرح، كما أن مارسو هذا سيؤسس عام 1978- في باريس- ما سماه ” مدرسة الميمودراما” أو مدرسة الدراما الإيمائية”، وقد خصصها للتعلم والتدريب المناسبين في هذا المجال “.2
كما تأثر جاك ليكوك بالفارس والسيرك الغربي وبفن كوميديا ” دي لارتي” وطريقتها الارتجالية والكوميدية والحركية، كما استوعب مقومات المسرح الأنتروبولوجي الأفريقي والآسيوي والأمريكي.
5- مفهوم جاك ليكوك للممثل:
من المعروف أن هناك ثلاثة نصوص أساسية في مجال المسرح: نص المؤلف ونص المخرج ونص المتلقي، بيد أن جاك ليكوك يتحدث عن نص جديد وهو نص الممثل؛ لأنه يكتب نصه عن طريق الحركة والجسد مستعملا في ذلك طاقته التشخيصية الذاتية وذكاءه الفردي الخاص، وعبقريته  الحدسية في توليد الحركات الإبداعية المناسبة لسياقات التمثيل والتشخيص الدرامي.
تشخيص حركي
ومن هنا، فالممثل الحقيقي حسب ليكوك هو الذي يشغل جسده بطريقة رياضية وأكروباتيكية ، ويحسن الصراع الجسدي، ويتحكم في إيقاع بدنه في تناغم مع الفضاء السينوغرافي. كما أن هذا الممثل مطالب بمعرفة الميم والاشتغال الجيد على الأقنعة و الكوميديا الهزلية والتهريج ، وهو مطالب أيضا بإتقان فن المحاكاة والسخرية والباروديا والألعاب السركية والشقلبة المسرحية واللعب البهلواني.
ويشترط فيه كذلك حسن التموقع الفردي والتموقع الجماعي على خشبة الركح. ويعني هذا أن الممثل عند ليكوك قد أصبح لاعبا رياضيا ومصارعا بدنيا يوظف جسمه ولياقته بطريقة درامية لإقناع الجمهور والتأثير عليه.3
ويبدو لنا من كل هذا أن طرائق تدريب الممثل كما طورها جاك ليكوك على امتداد ثلاثين سنة أو يزيد عبارة عن أساليب :” غير مألوفة وجديدة في تشجيع الممثل على اكتشاف أسلوبه الخاص، بدلا من فرض أسلوب معين في الأداء عليه. وقد طور ليكوك أساليبه هذه في ظل أفكار تنامت في فرنسا في بداية سبعينيات القرن العشرين ، فحواها أنه من المهم التركيز على العملية المسرحية أكثر من الاهتمام بالناتج فقط، أي ضرورة الاهتمام بالعملية التي يتطور من خلالها النص المسرحي وليس المنتج النهائي الذي يؤدي أمام الجمهور. وقد تطلب ذلك أن يعاد تعريف مفهوم النص في المسرح فقيل: إن ذلك التعارض الثنائي القديم الذي يميز بين نص الكاتب وأداء الممثل لم يعد تمييزا مقبولا، وإن الممثل نفسه يقوم بتوليد نصه الخاص، وإن هذا النص، خاصة عندما يفهم جيدا، وعندما يندمج مع الكلمات والحركة والإيماءة والرقص والموسيقى والإضاءة وغيرها من المكونات المسرحية سيكون له تأثيره البالغ والمهم في الجمهور4.
ويقصد بهذا أن أهم نص مسرحي ليس هو نص المؤلف الذي يمكن الاستغناء عنه، بل هو نص الممثل الذي يحوله عن طريق الحركة الحية إلى عرض سينوغرافي ساحر ورائع.
إذا، فبمجرد:” بداية الأداء قد يكتب نص جديد، وإن الارتجال والإيماءات الحرة أو الموجهة، قد تكتب نصا خاصا، يؤدي، تكون ولادته الأولى والوحيدة مع بداية الأداء، من دون نص مكتوب سابق، وقد تكون له ولادته الثابتة إذا كان هناك نص مكتوب يمثل نقطة الانطلاق لهذه الولادة الثانية على خشبة المسرح.”5
يستند تدريب جاك ليكوك للممثل إلى الحركة والإيماءة كأساس للعمل، وينتقل الممثل من الدراما الميمية إلى الكلام الحواري، ويستلزم تدريبه الميمي أن يراقب جيدا الطبيعة التي تحيط به ويلاحظ أيضا الحياة الاجتماعية للناس عن طريق الجسد الذي يستعمله الملاحظ في الاحتكاك بالآخرين والاتصال بالطبيعة.
ومن هنا، يتحدث ليكوك عن الميم الديناميكي والجيودراماتيك، وتدريب الممثل على أداء التراجيديات القديمة والكوميديا دي لارتي والبانتوميم والميلودراما.
ويركز ليكوك في تدريب ممثله على التجمهر ولعبة القناع  والتهريج الدرامي وتوظيف عضلات الجسم وشعرية الجسد في حركة متناسقة وهرمونية منسجمة مع إيقاعات السينوغرافيا المسرحية وأنغام الموسيقى الموحية.

التشخيص البهلواني
5- التصور الميزانسيني عند جاك ليكوك:
يستند التصور الميزانسيني ” الإخراجي” عند جاك ليكوك على الاهتمام بشعرية الجسد في مجال المسرح من خلال التركيز على الميم والبانتوميم والكوريغرافيا وحركة التهريج والشقلبة السيركية وتوظيف الأقنعة الموحية ودراسة الراوي علاوة على البحث في الحركات الدرامية وتشريحها بدقة دلالية وسيميائية وأيقونية.
كما ركز جاك ليكوك على الفضاء الركحي والإيقاع الدرامي والحركي في علاقتهما بالسينوغرافيا الجسدية أوسينوغرافيا الكتل البشرية. ومن هنا، تتحول السينوغرافيا المشهدية عند ليكوك إلى فيلم حركي وفضاء للمبارزة والمصارعة القتالية وملعب للرياضة البدنية ومجال لفنون القتال ومرقص للجسد المتحرك بحيوية ديناميكية على أمواج الموسيقى الموحية والإضاءة الخافتة والمتوهجة فنا وجمالا.
ويهتم جاك ليكوك بدراسة الوجه واليدين وحركات العضلات الجسمية وتقنيات التحرك والمشي وتموقع الرجلين مع التركيز على النظرات والحركات الأيقونية والإشارات الميمية واللغات الجسدية ومختلف الألعاب البهلوانية والسيركية والتهريجية والتجمهر الجماعي والتشخيص الكوميكي الفكاهي.
كما يهتم أيضا بالمحاكاة الصادقة العميقة الجذور التي تمتد إلى :”ماوراء التشابه البسيط في الجسم أو الصوت، تمتد إلى ماوراء التشابه الخاص في الشكل الخارجي، إلى المحاكاة الخاصة العميقة للمعنى، وهي محاكاة تمتد من أشكالها البسيطة التي تتمثل في سلوك الطفل التلقائي إلى المحاكاة العميقة التي نجدها لدى الممثل أو في الفن عموما، المحاكاة هنا ليست هي المحاكاة السطحية المرآوية الساذجة، بل المحاكاة التي تقوم على أساس الخيال وعلى أساس القرب من عمق الشخص الذي تتم محاكاته ومن جوهر انفعالاته وأفكاره أيضا، جوهره الذي قد لايكون واضحا ظاهرا من خلال شكله الظاهري وأدائه الواضح، بل من خلال ما قد يكون كامنا وراء السطح وخلف المظهر.هنا نقترب أكثر من مفهوم المحاكاة الإيمائية المحاكاة والمحاكاة التنافسية أي المحاكاة بقصد الإتقان والإضافة والتفوق”.6
شعرية الجسد
وعلى أي حال، فهذه الطريقة التي ابتدعها جاك ليكوك مخالفة لطريقة قسطنطين ستانسلافسكي وأستوديو الممثل لكونها تركز بشكل أساسي على طاقات الممثل الجسمية وشعرية جسده وحركاته الذاتية ومقوماته العضلية والبدنية،” فمع تزايد اهتمام المخرجين المؤدين والجمهور بالإبداع الخاص بالممثل، تزايد الشعور بالحاجة إلى استكشاف أساليب مختلفة في التدريب للممثلين. وقد شعر البعض أن أسلوب ستانسلافسكي لن يكون مفيدا بدرجة كبيرة بالنسبة إلى الممثلين الذين يحاولون خلق ( إبداع ) مادتهم الخاصة، أسلوبهم الخاص، بدلا من البداية من نص مكتوب. هنا، كانت أفكار ليكوك أكثر إلهاما. هنا، اكتشفوا قدرا كبيرا من الإيماءات والتعبيرات الجسدية التي تمثل تراثا ثريا يعود إلى أساليب متنوعة خاصة بالبانتومايم (التمثيل الصامت) والكوميديا الارتجالية (كوميديا دي لارتي)، وفن المايم وفناني المايم الحديثين في فرنسا خاصة في بداية القرن العشرين، إضافة إلى عالم الأكروبات والمهرجين ومسرح الأقنعة القديم والحديث والكوميديا بأنواعها، وغيرها من الأساليب التي تعتمد على الحركة.”7
وينبني الإخراج المسرحي عند ليكوك على تعديل نص المؤلف ليتلاءم مع شعرية الجسد وتفاصيل الكوريغرافيا الهرمونية. وبعد ذلك، ينتقل إلى كتابة الممثل الجسدية من خلال تدريبه على قوانين الحركة واللعب والشكل والفضاء. ويعني هذا أن النص الدرامي ينبغي أن يكون نصا جسديا ميميا ومقنعا يقوم على اللعب الأكروباتيكي وتوظيف تقنيات الصراع والمبارزة واللعب البهلواني واستعمال السخرية والباروديا والتهريج والفكاهة الهازلة. وتساهم السينوغرافيا الإيقاعية والضوئية والفضائية في إثراء السياقات الجسدية للممثل وتشكيلها فنيا وجماليا ودراميا.
وقد كان ليكوك في تصوره الإخراجي يستكشف:” قوانين الحركة في المسرح، وفي الحياة بشكل عام،  حركة الجسم المرتبطة بانفعالاته ومشاعره المتنوعة وعلى أساس مجموعة من التجارب وعمليات التجريب بالجسد ، وقد كان يسعى دوما باحثا عن طرائق لاكتشاف الأبعاد الخيالية والشعرية للحركة، إضافة إلى أبعاد هذه الحركة الجسمية وطرائقها المتنوعة في التعبير أيضا، حيث كانت الإيماءة هي أساس الأداء والخيال المسرحي لدى ليكوك.
هكذا ، فإنه بينما كان ستانسلافسكي يؤكد ” الواقعية النفسية” للأداء، فإن ليكوك يؤكد الواقعية الجسمية والحركية له،أي قدرة الحركة على التعبير حتى لو كانت صامتة، فاللغة هنا لغة الإيماءة التي تقوم على أساس التحرير للخيال الجسدي للمثل كما أشارت أريان منوشكين، وقد كانت شديدة التأثر في مسرحها بأفكار ليكوك”.8
التدريب الحركي
يشغل جاك ليكوك ديناميكية الجسد في العمل المسرحي باعتبار أن الجسد هو العنصر الحي الأساسي في الإنسان، فيتم  نقل كل مايتحرك إلى المسرح عبر الجسد ومكوناته الرئيسة، كما يطبق جاك لكوك القوانين العالمية للحركة الجسدية في ميدان المسرح وتدريب الممثل.
وتستفيد منهجية جاك ليكوك من جميع التقنيات والتصورات الإخراجية المسرحية قديما وحديثا ، ويحاول ليكوك تجديدها وعصرنتها وقراءتها على ضوء الحاضر باستغلال شعرية الجسد وبلاغة الحركة وتقنيات الكوليغرافيا. كما تمثل ليكوك التكنيك الكروباتيكي وفن الميم الذي قال عنه:” ليس هناك شكل آخر للميم، فالميم هو كل شيء و قبل كل شيء في المسرح”.
ويمكن اختزال التصور الميزانسيني لدى جاك ليكوك في الخطوات الموالية:
* الانطلاق من نص مكتوب أو مرتجل أو حركي؛ لأن ليكوك لايستغني عن اللغة المكتوبة؛
* إخضاع النص المنتقى لدراماتورجية الجسد والكوريغرافيا التعبيرية؛
* تدريب الممثلين على الأداء الإيمائي والعضلي والرياضي؛
* الانطلاق من الواقعية الجسدية لتجريب طاقات الممثل الحيوية والديناميكية؛
* اكتشاف  الأبعاد الخيالية والشعرية للحركة؛
* تحرير الخيال الجسدي للممثل؛
* ربط الأداء الحركي بالمحاكاة والخيال والارتجال؛
* المزاوجة بين اللغة اللفظية واللغة الصامتة، بيد أن اللغة المتلفظة قاصرة وعاجزة عن الأداء مقارنة مع لغة الجسد وشعرية الحركة؛
* الاستعانة بالخيال الجسدي لتطوير قدرات الممثل على التمسرح والفعل الدرامي؛
* ملاحظة الممثلين لحياة الناس ومعايشتها بصدق في كل ثرائها وتجلياتها؛
* دراسة الحركة الجسدية تحليلا وتشخيصا؛
* تطويع الحركية الجسدية مع سينوغرافيا الركح؛
* التركيز على السينوغرافيا الجسدية والحركية؛
* الاهتمام بفن المقاتلة والصراع والتهريج والكوميك والميم والشقلبة السيركية؛
* توظيف الرياضة البدنية والأقنعة المحايدة في العروض المسرحية؛
* فهم العالم وتفسيره عن طريق الجسد والحركة.

توظيف الرياضة البدنية في المسرح
6- مكانة جان لكوك المسرحية:
من المعلوم أن لجاك ليكوك مكانة هامة في تاريخ الإخراج المعاصر، والدليل على ذلك أنه استدعي مرات عدة من قبل الكثير من دول العالم ليقدم محاضرات حول نظريته المسرحية التي تسمى بشعرية الجسد أو بلاغة الحركة أو الواقعية الجسدية أو مسرح الإيماءة أو مسرح القناع.
و يعد أيضا من مؤسسي بيداغوجيا المسرح التي أرسي دعائمها على التكنيك الأكروباتيكي وفن الميم والارتجال والرياضة البدنية.
وتتجلى مكانته الكبرى في تأسيس السينوغرافيا العضلية والمشهدية البصرية الكوريغرافية على أسس علمية وفنية جديدة تنفتح على السيرك والرقص والباليه والسينما والتنشيط والمسرح والرياضة البدنية وفنون القتال والمصارعة.
ومن الآثار الدالة على قيمة جاك ليكوك ومكانته الهامة في المسرح الغربي أنه حاول أن يخلص المسرح العالمي من إسار الكلمة اللفظية والحوارات اللغوية واستبدال كل ذلك بالصمت والميم والبانتوميم والألعاب الرياضية وفنون المقاتلة والمبارزة. علاوة على كونه  ساهم في تكوين مجموعة من الأطر المسرحية من ممثلين ومخرجين ومنشطين ومدربين ومدرسين في مجال المسرح وأخص بالذكر المخرجة آريان منوشكين صاحبة مسرح الشمس بباريس.
لقطة مشهدية عضلية
7- تقويم تجربته المسرحية:
من أهم الملاحظات التي يمكن الخروج منها بعد تأملنا في تجربة جاك ليكوك  التنظيرية والتطبيقية أنه حول المسرح إلى كوريغرافيا عضلية ورياضة بدنية ومصارعات قتالية وصمت حركي ميمودرامي ، بيد أن المسرح تعبير لغوي أكثر مما هو تعبير جسدي، وحوار لفظي أكثر مما هو كوريغرافيا ولعب جسمي وعضلي.
وعلى الرغم من هذه الملاحظات الهينة، فإن جاك ليكوك أتى بنظرية درامية جديدة ويمكن حصرها في بلاغة الجسد أو شعرية الحركة أو الواقعية الجسدية.
خاتمــــة:
وخلاصة القول: يعتبر  جاك ليكوك مخرجا فرنسيا متميزا في تاريخ الإخراج العالمي بما قدمه من نظريات وتطبيقات ميزانسينية توحي بالتجديد والإبداع والحداثة وبالضبط حينما ربط تشخيص الممثل بالتربية البدنية واللعب الفيزيائي العضلي. وبالتالي، يرتبط جاك ليكوك أيما ارتباط ببلاغة الحركة وشعرية الجسد.
وإذا كان المخرج الروسي قسطنطين ستانسلافسكي قد بلور ما يسمى بالواقعية النفسية، فإن جاك ليكوك قد أوجد نظرية جسدية تسمى بالواقعية الجسدية التي تستند إلى تطويع الجسد بطريقة ديناميكية لينسجم مع إيقاعات الموسيقى وجماليات السينوغرافيا المشهدية.
ومن هنا، يمكن القول بأن جاك ليكوك سيبقى خالدا في أرشيف المسرح الغربي بسبب تأسيسه لبلاغة الجسد وشعرية الحركة ولعبة الميم والبانتوميم.
المصادر والمراجع:
1- د. شاكر عبد الحميد: الخيال من الكهف إلى الواقع الافتراضي، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، عدد:360، فبراير 2009م؛
2-A Regarder. Lecoq.J.: Theatre of Mime and gesture. Translated by Dvlid Bradly et.al.London: Routledge, 2006.

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

أستشاهد الفنانة السورية الشابة سوزي سلمان

مدونة مجلة الفنون المسرحية
الفنانة الشهيدة سوزي سلمان 

استشهدت الفنانة السورية الشابة سوزي سلمان اليوم في دمشق وذلك نتيجة نزول قذيفة بجانب بيتها في منطقة باب توما .
وكانت الممثلة السورية الشابة في زيارة في بيت صديقتها وجارتها حيث نزلت أولى القذائف أمام بيت صديقتها لتهرع هي الى بيتها قبل ان تباغتها قذيفة أخرى في الشارع وتجعلها تفارق الحياة .
وكتبت الفنانة السورية الشابة على صفحتها على الفيس بوك وهي في بيت صديقتها (قبل استشهادها بحوالي ربع ساعة ) عند نزول القذيفة الأولى ” يا رب سترك كنت اذكر الله منذ قليل لا أدري لماذا ..نزلت قذيفة قدام بيتي يا رب سترك القذيقة ع بيت المصياتي….”.
وتناقل أصدقاء الممثلة الشابة صورتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبدؤوا بنعيها بكلمات حزينة جدا ، حيث أثار استشهادها حالة حزن كبيرة في الوسط الفني والإعلامي .
الجدير ذكره أن الممثلة سوزان سلمان تبغ من العمر 31 عام ، و هي خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية ، ولها العديد من الأعمال المسرحية وكانت اخر مشاركاتها الخارجية في مهرجان المسرح العربي في الشارقة 2014 في مسرحية "ليل داخلي " كمساعد مخرج وكانت المسرحية من اخراج سامر اسماعيل وتمثيا روبين عيسى.
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption