العدد الأكبر من المهرجانات يتم في موسكو (50 مهرجانا) وسان بطرسبورغ (31). علما بأن الحياة الثقافية في المدن الروسية الأصغر لا تراوح مكانها بل تشهد نشاطا ملموسا، فالمهرجانات المسرحية تقام في فولوغدا (10 مهرجانات) وأومسك (10) وفي يكاتيرينبورغ (9 مهرجانات) ومثلها في نوفوسيبيريسك، و(8) في كل من كراسنويارسك ونوفغورود، و(7) في كل من بيرم وسمارا وياكوتسك. 
تنتشر المهرجانات المسرحية على كامل الجغرافيا الروسية: من أقصى الغرب في كالينينغراد (مهرجان فنون "قلادة العنبر" الدولي)، إلى فلاديفوستوك في أقصى الشرق (مهرجان بريسياجنوك الإقليمي لأفضل أعمال الممثلين في الموسم المسرحي)، إلى سوتشي، في الجنوب (مهرجان"سحرية المسرح" العالمي لمسارح الأطفال للهواة)، إلى مورمانسك في الشمال (مهرجان "نجمة القطب" الدولي للفنون المسرحية).
المهرجان المسرحي الأهم والأعظم مكانة في روسيا، هو مهرجان المسرح القومي الروسي "القناع الذهبي"، وهو يقام سنويا في موسكو منذ العام 1995. يتم تنظيم هذا المهرجان من قبل الوكالة الفيدرالية للثقافة والإنتاج السينمائي التابعة لحكومة موسكو بالتعاون مع منظمة "القناع الذهبي" غير الربحية. ويرعى هذا المهرجان بدءا من العام 2002، مصرف الإدخار الروسي "سبيربانك روسيا".
يترأس غيورغي تاراتوركين، فنان الشعب الروسي، مهرجان "القناع الذهبي". والأخير يجمع على خشباته أهم عروض البلاد في الدراما، والأوبرا، والباليه، وأوبيريتا-الرقص المعاصر، ومسرح الدمى. علما بأن جوائز هذا المهرجان في دورته الأخيرة (2013)، لم تقتصر على مسارح العاصمة، بل تقلدتها مسارح من ياروسلافل (دراما "بلا اسم" من مسرح ف. فولكوف)، ومن بيرم (" مسرح ميديا متريال" للأوبرا والباليه)، ومن يكاتيرينبورغ ( مسرح " غراف أوري" للأوبرا والباليه)، ومن بيتروزافودسك (مسرح"زولوشكا" الموسيقي بجمهورية كاريليا).
يتميز مهرجان "نجوم الليالي البيضاء" الموسيقي بين المهرجانات التي تقام في سان بطرسبورغ ، وهو اليوم واحد من أهم 10 مهرجانات مسرحية في العالم. وكان المدير الفني لمسرح مارينسكي، فاليري غيرغيف، قد بادر إلى تأسيسه في العام 1993.
وعلى مدى عشرين سنة من إقامته بانتظام، توسعت فعالياته، من عروض تقدم خلال 10 أيام إلى عروض تغطي ثلاثة أشهر. وهو زمن المهرجان في دوراته الأخيرة. فهنا، تقدم ضمن البرنامج الرسمي أفضل أعمال الأوبرا والباليه واللوحات السيمفونية وروائع موسيقى الحجرة إضافة إلى العروض المسرحية الحديثة. 
وأمّا في قازان، عاصمة تتارستان، فيقام مهرجان "النوروز". تنظّمه، منذ العام 1998، الإدارة الثقافية الفيدرالية ووزارة الثقافة بجمهورية تتارستان والمنظمة العالمية للتطوير المشترك للثقافة والفن التركيين، واتحاد المسرحيين الروس، واتحاد مسرحيي تتارستان.
تمت هذا العام (2013)، الدورة 11 لمهرجان "النوروز"، وقد استضاف حوالي 500 مسرحيا وضيفا.

شاركت فيه فرق من روسيا وتركيا وأذربيجان وقيرغيزيا وتركمنستان وكازاخستان وبلدان أخرى.
إضافة إلى ما سبق، هناك حوالي 20 مهرجانا لمسارح الدمى، تقام سنويا في روسيا في مدن مختلفة (آباكان، أستراخان، فولغوغراد،بيلغورود، يكاتيرينبورغ، إيفانوفو، كراسنويارسك، موسكو، سمارا، أومسك، بينزا، وغيرها)، وجميع هذه المهرجانات تقريبا دولية. 
وهكذا، يجري مهرجان "رادوغا" الدولي لمسارح الدمى القومية في مدينة سمارا مرة كل عامين. وقد تمت إقامة هذا المهرجان للمرة الأولى في العام 2005، من قبل مسرح سمارا للعرائس. وفي هذه السنة، تمت إقامته للمرة الخامسة. جرت العروض على خمس خشبات:" مسرح سمارا للعرائس"، و"بيت الممثل"، و"قصر عمال السكك الحديد"، و"مسرح غوركي الأكاديمي"، ومعرض "الفضاء الجديد". وقد استقبلت سمارا فرقا مسرحية من 19 بلدا: ألمانيا وبلغاريا والسويد وهولاندا وبريطانيا وتشيكيا وبيلاروسيا. كما شاركت في المهرجان مسارح روسية من إينغوشيا وموردوفا وأودمورتي. 
إلى جانب المهرجانات التي تعنى بالمسارح المحترفة، تقام في روسيا مهرجانات لمسارح الهواة والمسارح الطلابية. أحد أهم هذه المهرجانات، هو المهرجان-المختبر "الرامبا السيبيرية" الدولي لعشاق المسرح، والمركز المسرحي الصيفي الدولي "أولخون" الذي يقام على جزيرة أولخون في بحيرة البايكال في نهاية يوليو/تموز.
المسرح- المختبر الفريد من نوعه، يقام سنويا منذ العام 2000، ضمن برنامجين: واحد لمسارح الهواة للأطفال، وآخر لمسارح يلعب الأدوار فيها أطفال وكبار. وقد شاركت فيه هذه السنة 14 فرقة مسرحية، قدمت 18 عرضا مسرحيا معاصرا وتقليديا. تم افتتاح المهرجان بمسرحية "لينا" المأخوذة عن قصة لهانز كريستيان أندرسون، قدمها فرقة "الناس الجدد" من أنغارا، في فسحة في الغابة مباشرة. المهرجان الذي يقام في جزيرة أولخا ينتمي إلى "مهرجانات التضاريس" أو لنقل الأرض الطبيعية، التي تزداد انتشارا في الفترة الأخيرة. وقد تضمن برنامج المهرجان ورشات عمل للممثلين المحترفين والشباب.
يحديد موضوعات هذه الورشات ويديرها كبار أساتذة معاهد المسرح الموسكوفية إلى جانب مخرجي مسارح الهواة. وقد تم في أثناء المهرجان تنفيذ 51 ورشة عمل. 
قام بتنظيم هذا المهرجان في دورته الأخيرة، اتحاد مسرحيي روسيا الاتحادية، مع منظمة "ورشات المسرح الإبداعية" المدينية الاجتماعية، ومسرح "الشعلة" الشعبي بأنغارسك، والمنظمة غير الربحية "معاصر"، ومديرية الثقافة والأرشفة في منطقة إركوتسك، وبيت الإبداع الشعبي في منطقة إركوتسك.    

 منذر بدر حلوم,
 روسيا ما وراء العناوين