أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأحد، 8 نوفمبر 2015

مهرجان دبي لمسرح الشباب – الدورة التاسعة:2015

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

«بِيضٌ صَنائِعُنا، سودٌ وقائِعُنا خِضرٌ مَرابعُنا، حُمرٌ مَواضِينا». شكلت تلك الروحية الشاعرية الجوهرية، عنوان احتفال الدورة التاسعة من مهرجان دبي لمسرح الشباب مع جمهورها وهيئة دبي للثقافة والفنون بـ«يوم العلم»، في ندوة الثقافة والعلوم في دبي، أول من أمس، واستقُبٍل المتوافدون بالأعلام التي أبدع منظمو الحفل بزينتها.. وبأغان من التراث ورقصات اليولة التي أدتها فرقة الفنون الشعبية «الحربية». وأشاعت الاحتفالية مشاعر البهجة والفرح في رحابها، حيث التقى الفنانون المسرحيون وجمهورهم والأصدقاء والأحبة بعد طول غياب في تظاهرة أشبه بالعيد، تشترك فيها 10 عروض (5 منها تتنافس في المسابقة).

كما تحتفي دورة المهرجان هذا العام بالفنان إبراهيم سالم البيرق، شخصية العام المسرحية.

معاني الولاء

وتابع الجمهور فقرات برنامج الافتتاح بتفاعل وبزخم من المشاعر جمعت بين أمة «الضاد»، خاصة بعد عزف النشيد الوطني في قاعة المسرح، لتليه كلمة مقدم الحفل الإعلامي صالح البحّار التي كان لها وقع في نفوس الحضور الذين كانوا يصفقون بين الحين والآخر بحرارة وحماس. واختزل البحّار معاني الولاء للعلم والوطن من خلال سرد قصة عاشها لدى تغطيته لمعركة خاضتها القوات الإماراتية ضمن قوات التحالف العربي في اليمن، ذلك من عدن إلى باب المندب، حيث تحقق الانتصار خلال ست ساعات فقط. وقال البّحار: «أثناء لقاءاتي الإعلامية مع القادة والجنود الإماراتيين، طلبت من أحد الجنود الذي كان يتشح بالعلم أن يعيرني إياه خلال التصوير. وفوجئت بقوله: لو طلبت قدميّ لما ترددت، لكني حلفت يميناً أن لا أفارق العلم إلا لأرفعه عالياً راية للنصر أو أعود به شهيداً».

.. إلى الجبهة الأمامية

نقل المخرج مروان عبدالله صالح من خلال عرضه المسرحي «كتيبة 190» الجمهور إلى الجبهة الأمامية للمعارك ضمن التحالف العربي باليمن، حيث يذود جيش الإمارات عن الحق في وطن شقيق. ويقترب الجمهور مع العرض، من العوالم الداخلية لأفراد الكتيبة وقائدهم ويعيشون مشاعرهم الإنسانية.

ويبدأ العرض باستعراض لتدريبات فرقة عسكرية، لينتقل المشهد التالي بمؤثرات صوتية إلى ميدان المعركة مع دخول شاحنة عسكرية ضخمة إلى وسط خشبة المسرح. وما ان تتوقف الشاحنة حتى ينتشر أفراد الكتبية 190 على خشبة المسرح ويشرعون في مسح للمكان. ولنعرف من خلال حوارات القائد مع جنوده أنهم محاصرون من قبل العدو، وعليهم التوقف بمكانهم قبل انكشاف موقعهم للعدو، ويتجلى الصراع في هذا المشهد بين نداء الواجب وتوصيل الإمدادات لزملائهم في كتيبة أخرى، وبين ضبط النفس والتفكير بموضوعية وحكمة.

تداعيات النجوم

ونعيش مع جنود الكتيبة لحظاتهم العصيبة بين تداعيات الحنين إلى الماضي، عبر الحوارات بين الجنديين: عارف وحسن، اللذين يحاكيان النجوم. كما نتعرف على شخصية قائدهم بدر، الذي شارك في العديد من الحروب الخارجية، التي أكسبته خبرة وجعلته يدرك النعيم الذي يعيش فيه داخل وطنه محمياً بالأمن والأمان. وبعد طول انتظار، تشتعل المعركة الحاسمة التي تنتصر فيها الكتيبة، لكن فرحة النصر تضرجت بدماء شهيدهم خالد الذي لفوه بالعلم، لينتهي العرض بأداء قسم الولاء الذي شارك فيه جميع من في الصالة وقوفاً.

خصوصية العرض

نجح العرض في الاستئثار بانتباه الجمهور من اللحظة الأولى، والذي تفاعل مع الكثير من المشاهد، سواء بالتصفيق أو بالضحك في العديد من المواقف الطريفة. كما تميز الحوار الذي دار بين عارف وحسن خلال سهرهما ليلاً، ليقول عارف انه يحكي مع جدته عبر النجمة التي على اليسار. فيرد عليه حسن، أما أنا فأناجي والدي لكن نجمته تمكث بعيدة على اليمين. وتميز الإخراج ببساطة أدواته وتقنيات الإضاءة البعيدة عن الاستعراض، وبكسر إيقاع التوجس الذي يعيشه الجنود مع الجمهور ببعض الحوارات الكوميدية. كما استوقف الجمهور وأثار إعجابه دخول سيارة واقعية على خشبة المسرح، مما عزز من الإيقاع الدرامي للأحداث.

متطوعات: عشق الإمارات حفزنا على المشاركة

تستوقف الزائر للمهرجان ومضات تحكي حالة العشق التي تربط بين المقيمين وأرض الإمارات التي يعيشون في كنفها، ويتجلى هذا في تطوع كثيرات للعمل بتنظيم المهرجان. ويكشف لقاء «البيان» مع المتطوعة المغربية سارة شكري، المقيمة في أم القيوين، نموذجا لذلك. إذ تقول: «منذ عام 2011 وأنا أتطوع في مختلف الفعاليات ضمن الإمارات. وما إن تنتهي ساعات عملي في الساعة الرابعة، حتى ألتحق بعملي التطوعي. وفي مثل هذه المبادرات الثقافية والإنسانية والخيرية، أكتشف الكثير عبر تفاعلي مع الحياة».

وتقول مريم آل علي، التي تشارك للمرة الاولى في عمل تطوعي عبر دورة المهرجان التاسعة: «لم يسمح لي الوقت في السابق، بالمشاركة نظراً لانشغالي في دراسة الحقوق، وحين علمت أن توقيت المشاركة في المهرجان مسائي، لم أتردد. وأنا سعيدة بكسر روتين الحياة ومعايشة نبض مجتمعنا».


ويأتي مهرجان دبي لمسرح الشباب  في نسخته التاسعة بمضامين وحلة متجددة ، يهدف المهرجان إلى تسليط الضوء على إبداعات الفرق المسرحية الأهلية ومشاركة من المؤسسات الأكاديمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، لتوفير منصة لإكتشاف المواهب الوطنية والمقيمة وإبراز إمكانياتهم وتطويرها لمواصلة المسيرة الفنية في هذا المجال، كما إن المهرجان يهدف إلى تطوير المنتج االثقافي والفني وتعزيزه للأجيال القادمة والإرتقاء بالجوائز الثقافية والفنية في إمارة دبي .
 
تشمل فعاليات وأنشطة مهرجان دبي لمسرح الشباب على العديد من الأنشطة والفعاليات المصاحبة المتميزة،  من أهمها ورشة التمثيل المسرحي للمبتدئين، و ورشة التصوير الضوئي للعرض المسرحي ، حيث جاءت هذه الورشة لحاجة القطاع المسرحي إلى دماء شبابية جديدة في القطاع المسرحي.
 
كما يكرم المهرجان المتميزين من الشباب المشاركين والأساتذة المحاضرين من خلال مجموعة من الجوائز المختلفة من خلال لجنة تحكيم تختار الأكثر تميزا والأكثر إبداعا ، حيث تم تخصيص أكثر من خمسة عشر جائزة متخصصة في المجال المسرحي.

اللجنة المنظمة للدورة التاسعة  :

الاسمالمهام
ياسر علي القرقاوي رئيس اللجنة
فاطمة خلفان الجلافنائب الرئيس
العنود الشيخعضوا
وليد موسيعضوا
سعيد مرعيعضوا
هنادي المرمومعضوا
مدية الصياحعضوا ومقررا

نبذة عن المسرحيات المشاركة : 
مسرحية الجلسة :
عبارة عن شخص ذات اصل (حميد) تمرد على اهله وسلك طريق الفن الذي اودى به الى مصحة الامراض العقلية وظل يستحضر بذاكرته صديقة وخادمه الامين (عبيد ) الذي عاش معه السنوات الاخيرة قبل وفاته واخذ حميد يتنقل بذاكرته الايام التي جمعته مع صديقة ومراحل عشقه ،، حتى تحولت الى جلسة ليست طربية ولكن جلسة كهربائية لتمسح باقي الذكريات .
 
مسرحية مساء الموت :
عبارة عن شخصيتين هما اصدقاء الاول غني(مبارك)  والاخر فقير(غانم)  تربطهما علاقة صداقة ويعملان في البحر تزوج غانم اجمل فتيات المنطقة مما احدث غيره وحقد في قلب مبارك على صديقة غانم  ، فيكيد له بايهامه بخيانة زوجته مع ابن عمها بدر من اجل تفريقهما عن بعض ، كانت النهاية ان يرجع غانم من البحر إلى أن جاءت المفاجاة ان يطعن غانم زوجته ليتفاجا بذلك مبارك لانه توقع تطليقها ومن بعد ذلك يتزوجها .
 
مسرحية الرصاصة :
عبارة عن احداث تدور بين زوجين يحبان بعضهما البعض  بطريقة مبالغ فيها ، وفجاه دخول فتاة مجنونة  على الزوجين وتحمل مسدساً ، فانقلب الحال من الحب الى الفرار وذلك من أجل البقاء .
 
مسرحية مسالة وقت :
عبارة عن مصنع لصناعة الساعات ، تحدث مشكلة في احدى الساعات  ليبدا بعدها الصراع بين الشخصيات وانكشاف خبايا النفوس التي قد تهدد بخراب المصنع .
 
مسرحية  لعبة حياة :
تدور الاحداث حول شاب فقير يبحث عن عمل ويحب فتاة ولا يستطيع الزواج منهت بسبب ظروفه القاهرة  ثم يجد وظيفة في شركة وهمية لبيع الادوية ويقوم المدير بادخاله في متاهات لا يستطيع الخروج منها .

جدول عروض مهرجان دبي لمسرح الشباب 2015:



اليوم والتاريخإسم المسرحيةالجهة المنتجةتأليفإخراج
الثلاثاء 3 نوفمبرعرض الافتتاحالجهة المنظمةاحتفالية خاصة .. حفل فني يحتفي بيوم العلم لدولة الإمارات العربية المتحدة
الأربعاء 4 نوفمبرمساء للموتمسرح خورفكان للفنونباسمة محمد يونسإبراهيم القحومي
الخميس 5 نوفمبرالجلسةمسرح دبي الشعبيعبدالله صالحغانم ناصر
الجمعه 6 نوفمبرجلسة خاصة لشخصية العام المسرحية
مجموعة مسرحيات قصيرة / Short & Sweet
مهرجان المسرحيات القصيرة
(Short & Sweet )
مجموعة عروض مسرحية قصيرة لمجموعة مخرجين 
السبت 7 نوفمبرالرصاصةمسرح عيال زايد
تأليف / توفيق الحكيم
وإعداد / محمد رفعت يونس
سعيد الزعابي
الأحد 8 نوفمبرلعبة الحياةمسرح الشباب للفنونسعيد الزعابيأحمد الشامسي
الأثنين 9 نوفمبرمسألة وقتمسرح دبي الأهليأحمد الماجدحسن يوسف
الثلاثاء 10 نوفمبربدرانهمسرح أم القيوين الوطنيغنام غنامجاسم طحنون
الأربعاء 11 نوفمبرالحفل الختاميحفل توزيع جوائز المهرجان​​

دبي للثقافة 
]


متولي حامد: سعيد بالفوز بجائزة «كاتب ياسين الذهبية»

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

عبر الكاتب المصري متولي حامد عن سعادته بفوزه بجائزة كاتب ياسين الذهبية، وهي جائزة عالمية في المسرح والتي تنظمها الهيئة العالمية للمسرح بدولة الجزائر الشقيقة.
وقال الكاتب متولي حامد في تصريح له :إن المسابقة كانت حامية بمشاركات مصرية وعربية لكتاب متميزين، وهو ما أسعده بالفوز بها وسط تلك المنافسة القوية، ودعا الكتاب المصريين للمشاركة بالمسابقة، خاصة وإن المسرحية سوف تطبع على مستوى العالم من خلال الهيئة العالمية للمسرح بالجزائر كما سيتم تقديمها بفرقة جزائرية لتعرض على خشبات المسرح كما ستقدم لطلبة معهد الدراما لتدريسها.

وأضاف الكاتب المسرحي متولي حامد:" فزت بالجائزة عن نص الحاجز والذي يتصدى بإنسانية شديدة وجديدة لواقعنا العربى المهترئ ولكن بطرح جديد، ويحكي عن حاحز يفصل بين أهل قرية واحدة ويسود بينهم الحب والتعاون على قلب رحل واحد من خلف الحاجز، ثم يأتى سيل ليهدم الحاجز فجأة ويتقابل أهل القرية ﻻول مرة وجها لوجه، ليسود بينهم القتل والمشاحنات وتحدث الفرقة، وكأن الحاجز هو الذي كان يجمعهم وهكذا يكون الصراع".

وكانت أمانة الجائزة قيمت 51 نصا مسرحيا من عدة دول، وتم تأهيل 41 نصا منها وتم تسلميها للجنة الاستشارية التحكيمية الدولية المناط لها اختيار النص الأنسب والأحق بهذه الجائزة، ثم أفرزت اللجنة القائمة القصيرة والتي تنافست المسرحيات المصرية «السيف الأعمى» لأحمد سراج، «الحاجز» لمتولي حامد، و«لعبة دراكولا»، لمحمد سالم عبادة، و«عبده الكاتب أو ساحر الدراما»، لمحمد عبد المنعم زهران.

ومن ضمن المسرحيات التي دخلت المنافسة «القبعة» لمحمود كحيلة، بالإضافة للنصوص العربية«السقوط» لوجدي الأهدل – اليمن، « فرشاة في الشمس» لمصطفى عطية جمعة – الكويت، و«للمؤلف مسرحية أخرى»، لسمير عبد الفتاح – اليمن، و«امرأة تتقن إعداد القهوة» لأحمد السبياع – المملكة المغربية، و«الملائكة تحمل العرش» لمروان دواخة – الجزائر، و«بطولة مطلقة» لنوزاد جعدان – سوريا، و«الرزايا» لهاجر لعريبي – الجزائر، و«محاكمة الاسم»، لسناء شعلان – المملكة الهاشمية.


فيتو

السبت، 7 نوفمبر 2015

عادل البطوسى يطلق أول مونودراما شعرية (مركَّبة) في تاريخ المسرح ..

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

في سياق محاولاته التجريبيَّة الطامحة لتحديث الإطار المونودرامي وقوالبه التطبيقيَّة وبعد إصداره (ياراجويا) أول مونودراما شعرية (مزدوجة) و(دزديموليا) أول مونودراما (ثلاثية) يطلق عادل البطوسى أول مونودراما شعرية (مركبة) في تاريخ المسرح ..

كتب البطوسى قائلاً  : 
ـ حين أرسلت نصِّي "ياراجويا" أول "مونودراما مزدوجة" في تاريخ المسرح للفنانة الأنيقة والإنسانة الرقيقة "شادية زيتون" نقيب الفنانين المحترفين بلبنان لتتكرَّم بكتابة تقديم له أزيِّن به النص مطبوعاً إقترحت عليَّ عنايتها بتاريخ 8/11/2014م أن أسمِّيه كمصطلح جديد "مونودراما مركَّبة" ولمَّا كنت قد وثَّقت وسجَّلت "المصطلح" وجلبت للنص رقم الإيداع المحلي: 17246 في التاسع من الشهر التاسع للعام 2014م والترقيم الدولي :976 – 977 – 90 – 2060 – 0 تحت مسمَّى"مونودراما مزدوجة" إحتفظت في ذاكرتي بهذا المصطلح "المونودراما المركَّبة" الذي طرحته أستاذتنا الكريمة (وسوف أنسبه لعنايتها عبر إيماءة في الصفحة الثالثة من النص مطبوعا) طامحاً لكتابة نص يندرج تحت هذا المسمَّى (كإطار مصطلحيٍّ) يواكبه دراميَّا (كمحور تطبيقيٍّ) وحين شرعت في طرح مصطلح "المونودراما الثلاثية" والتطبيق النصي له "دزديموليا" (رقم الإيداع :  17246  ـ 9 /9  / 2014م الترقيم الدولي : 976 – 977 – 90 – 2060 – 0 ) ..كان مصطلح "المونودراما المركَّبة" الذي إقترحته مبدعتنا القديرة "شادية زيتون" يلح عليَّ إلى أن وفَّقني الله ووجدتني أجد فكرة نصيَّة يمكنني الإشتغال عليها لتكون (أول "مونودراما مركَّبة" في تاريخ المسرح) ليس هذا وحسب بل هي الأولى ـ حسب معلوماتي ـ في (منحى آخر) ألا وهو أنها موجهة للأطفال أيضا ـ إحدى البطلتين في النص طفلة 14سنة ـ (وعبرهما أعرض لقضايا إنسانية مجتمعية مختلفة) ـ وبالمناسبة هما لا يلتقيان على خشبة المسرح مطلقا وإلا صارت ديودراما وليست مونودراما كما لا يخفى على حضراتكم بالتأكيد ــ وهذه المونودراما الشعرية (المركَّبة) رغم كونها تقوم على أربع مونودرامات في مونودراما واحدة ذات قضية محورية واحدة وسياق واحد فإني لم أستطع أن أسمِّيها "مونودراما رباعيَّة" ـ كما هو متوقَّع بعد "الثلاثية" التي أطلقتها قبلها ـ لعدة أسباب أهمها أن النص لا يعتمد على أربع شخصيات ليصير"رباعياً" بل يعتمد على شخصيَّتين ولكن عبر أربع مونودرامات (قِصَار جدا) في مونودراما واحدة مكتوبة وتعرض بشكل متواصل ـ دون فواصل ـ إلا ما هو أرشيفي أو سينمائي أو موسيقي ـ حيث تظهر الشخصية (1) بمفردها وتنتهي تماما من الآداء لتظهر الشخصية (2) وحدها وما أن تنتهي حتى تعاود (1) الظهور ثم تنتهي لتظهر (2) وتنهي العرض المونودرامي كله بشكل متماه مع ما أسمته السيدة "شادية زيتون" (مونودراما مركبة) من خلال نص لا تتمثل حداثته التجريبيَّة في كونه أول "مونودراما مركبة" وحسب بل في كونه الأول في (منحى آخر) ألا وهو أنها أول "مونودراما بطلتها طفلة" ـ حسب معلوماتي ـ (وهذا مازلت أبحث فيه للتأكد) وهذا ـ كما لا يخفى أيضاً ـ يجعله مختلفا عن (المونودراما المزدوجة) "ياراجويا" و(الثلاثية) "دزديموليا" ـ وإن كان مكملا لهما في التجربة التجريبية ـ بالإضافة إلى تكرار ظهور الشخصيتين (الأم ـ طفلتها) على المسرح، هذا، وينبغي أن أقر ـ بكل صدق وصراحة وموضوعيَّة ـ أن هذه هي أول مرَّة أعلن فيها عن نص لي (لم أستقر له على عنوان) ـ رغم أني أعكف حاليا على مراجعته المراجعة النهائية ـ ولكني قصدت من ذلك التوثيق بإشهاره، وأن تكون هناك مساحة لمناقشة المصطلح بمعزل عن مناقشة حداثة النص المونودرامي التجريبي المكتوب قبل الدفع به للمطبعة إن شاء الله، والله الموفق ..

الجمعة، 6 نوفمبر 2015

تحية لمهرجان المسرح العربي بالرباط‪:‬ "المسرح المغربي.. جدلية التأسيس‪..‬ لمحمد أديب السلاوي" / د. هشام بن الهاشمي

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

يندرج كتاب “المسرح المغربي جدلية التأسيس” للأستاذ محمد أديب السلاوي، ضمن إستراتيجية أساسها تعميق التفكير في طروحات وأفكار سبق أن قاربها الناقد في كتابه: “المسرح المغربي: البداية والامتداد”. ولا يؤرخ الناقد للحركة المسرحية المغربية، وإنما يضيء بعض تجاربها وانجازاتها. وهو ما يتوافق مع اختياره لمصطلح الإضاءة بدل الفصل. فالكتاب في جوهره إشارات خاطفة هدفها تسليط الضوء على أبرز محطات المسرح المغربي، ويعي الناقد هذا الأمر، إذ يقول في المقدمة: “بين دفتي هذا الكتاب…توقفات سريعة عند أهم “المحطات” و”الأشكال” التي يعول عليها لأن تكون قاعدة انطلاق نحو المستقبل”.(1)
يشتمل الكتاب على خمس إضاءات. ففي الإضاءة الأولى المعنونة بـ”الأشكال ما قبل المسرحية، في التراث الشعبي المغربي”، هدف الناقد إلى تبيان البذور الفنية والإرهاصات الدرامية التي تختزنها الأشكال ما قبل المسرحية. وهو ما يشهد على حركية السياق الثقافي المغربي وحيويته، ويدحض الادعاءات الواصفة له بالخمول والهمود والكسل.
وحتى تتسم هذه الإضاءة بطابع الكلية وسمة الشمولية، فقد عمل الناقد على استنطاق عدد وافر من الأشكال ما قبل المسرحية، سواء تعلق الأمر بتلك التي تتضمن خاصية التمسرح أم بتلك التي تتميز بحضور المقدس إلى جانب العناصر الدرامية. علاوة على المزج بين ما ينتمي إلى الثقافة العربية مثل الحلقة، والبساط، وعبيدات الرما… وما تنحدر أصوله من الثقافة الأمازيغية الخصبة مثل: أحواش ، وبوجلود، وأحيدوس… مما يؤكد تلاحم الهوية المغربية وتماسكها. فقد انصهرت كل الروافد الفنية لتأسيس هوية مشتركة، ساهم فيها كل المغاربة باختلاف انتمائهم العرقي.
تلتقي مجمل هذه التقاليد الفنية- التي شكلت مجال عمل وميدان اشتغال الناقد- مع الفن المسرحي. فهي” أكثر التصاقا بفن التمثيل، وتقوم على قوة التعبير والحركة والأداء، ترتبط بالرقص/لغة الجسد، بالشعر /سيد اللغة”.(2)
ونشير بخصوص هذه الإضاءة إلى ثلاث ملاحظات أساسية :
1 - لقد تجاوزت الأنثروبولوجيا الثقافية تسمية الأشكال ما قبل المسرحية منذ زمن بعيد، وآثرت عوضها الأشكال الفرجوية. فالمسرح فرجة وليس كل فرجة مسرح. كما أن تسمية ما قبل المسرحية تنم عن تراتبية فنية، قد تتضمن مركزية غربية.
2 - لا يكمل الناقد التحليل إلى نهايته. فإذا كانت هذه الطقوس الاحتفالية “تتوافق في جملتها مع طبيعة الفن المسرحي، لأنها تختزن في طياتها عناصر التمسرح ومواصفات الفرجة الشعبية”(3) فلماذا حُكِمَ عليها بالثبات والسكونية؟ لماذا لم تخضع لناموس التطور وقانون الارتقاء الذي تخضع له كافة الأجناس الأدبية والفنية؟.
3 - نلمس تضاربا في مواقف الناقد أحيانا، بخصوص طبيعة التعابير الفنية المغربية. فالأشكال ما قبل المسرحية حينا تقترب من المسرح، لما تتضمنه من عناصر درامية وتقنيات فنية مارسها المغربي بكل عفوية وتلقائية، وحينا آخر”مسرحا طلائعيا” (4).
وفي الإضاءة الثانية المعنونة بـ: “المسرح المغربي وإرهاصات التأسيس” يَعتبر الناقد أن الحمالة الاستعمارية على المغرب لم تكن سوى ملامسة عنيفة، إذ ساد العنف، والقمع، والدمار. ويستحيل في ظل هذا الجو المشحون بالرعب الحديث عن مثاقفة فنية بين الفرنسيين والمغاربة. وهذا لا يعني نفي الناقد روح التواصل والتفاعل بين الحضارات والثقافات. بل إن ذلك يستلزم ظروفا سلمية. وهو ما تحقق مع فرقة محمد عز الدين المصرية، فبواسطتها تعرف المغاربة على المسرح الغربي عبر الوسيط الشرقي.
ولم يكن من باب الصدفة أن تُقدم الفرقة مسرحية صلاح الدين الأيوبي، بل عملا مبرمجا هدف إلى بعث حماسة المغاربة ووصل مسرحهم بعجلة الأحداث السياسية… يقول الناقد”اندمج المسرحيون المغاربة في أتون النضال الوطني، واتخذوا من فن المسرح أداة للتوعية والتحريض، وربطوا الخشبة بوظيفتها التاريخية، وجوهرها الحقيقي، حيث سيسوا الخطاب المسرحي”(5)
وللتدليل على ارتباط المسرح المغربي بالنضال الجماهيري -بوصفه صوتا ثقافيا وليس مجرد شكل جمالي معزول عن هموم الناس وقضاياهم- استعرض الناقد أعمال كل من مجمد القري، ومجمد الحداد، وعبد اللطيف الطريس. ورغم التباين في الكتابة الدرامية وصيغ التعامل مع الواقع. فقد حدد الناقد القاسم المشترك بينهم في المواجهة الصريحة للاستعمار.
فقد تحول محمد القري من “فقيه شاعر الى مؤلف مسرحي، ومنظر في المجال الثقافي، يحمل لواء الدعوة الى تأسيس الفرق المسرحية، وتوجيه شباب المدارس والمعاهد والجامعات الأصلية الى التمثيل”.[6] وبعد أن تتبع الناقد مختلف المتابعات الإعلامية التي واكبت عروضه ضمن جمعية “الجوق الفاسي”، وقف مليا عند ملمحين:
الأول سياسي: الغاية منه بعث همم المغاربة، وإثارة حماسهم، والثاني اجتماعي: تجسد في التركيز على الظلم، والفقر، والانحلال الأخلاقي.
وفي نفس السياق، سار ممد الحداد إذ اقتبس الغزوات، والمعارك، والأحداث، والشخصيات وعمل على مسرحتها، لإبراز النضال العربي والإسلامي كما في مسرحية “الوليد بن عبد الملك”. أما عبد الخالق طريس، فقد اتخذ من المسرح واجهة سياسية. وهو ما جسدته مسرحية “انتصار الحق بالباطل” التي تُعتبر أول نص مسرحي أُلف وطُبع ومُثل بشمال المغرب.
ولا نلمس في هذه الإضاءة تعالقا عضويا بين مضمونها ودلالات عنوان الكتاب: “المسرح المغربي وجدلية التأسيس”، لما يفترضه الجدل من عرض للمواقف ووجهات النظر المتباينة، مع ترجيح بعضها أو إحداها استنادا على مسوغات موضوعية واعتبارات منطقية مبنية على حقائق أو أدلة.
عموما، انخرط المغاربة في الفعل المسرحي، لأنهم مهيئين لتقبله بفضل الأشكال الفرجوية الشعبية الموشومة في الذاكرة الجمعية والراسخة في الوجدان الثقافي. وإذا كان المغاربة تبنوا المسرح الغربي عبر الوسيط الشرقي، فلأنه ممارسة تشخيصية جديدة قادرة على تحديث أنماط التعبير الفني والثقافي.
وقد اتضحت معالم هذا التحديث في الإضاءة الثالثة الموسومة بـ: “المسرح المغربي في أفق التحديث”. فقد اعتبر الناقد مسرح الهواة الوريث الشرعي لجيل التأسيس. ولأنه انبجس في فترة اتسمت بألقها الفكري وهيجانها الأيديولوجي، فقد طغى مفهوم الالتزام، دون أن يتحول الفن المسرحي على أطروحة تقريرية جافة، غذ طفح بنسغ جمالي وحركية فنية. فأعمال رواده منفتحة على “آفاق البحث في الأشكال والأفكار والنظريات والتيارات الحديثة، تطل منها طلائع شباب المغرب الجديد على العالم…وعلى ثقافاته المتداخلة”(7)
فإذا كانت أعمال جيل الرواد التأسيس، اتصفت بالبساطة الفنية، فإن رواد مسرح الهواة حققوا إنجازات فنية هامة على مستوى آليات الكتابة الدرامية والتقنيات المسرحية. وهكذا رصد الناقد أبرز الأسماء المؤثرة في حركة مسرح الهواة. ويتعلق الأمر بمحمد الكغاط، ومحمد تيمود، وأحمد العراقي، ومحمد شهرمان، ويوسف فاضل، ومجمد مسكين.

فقد أوجد الكغاط خطا مغايرا لخطابه الفني قوامه الاشتغال على النص والعرض بخلفيات مختلفة وترسانة نقدية ثرية، وفق منهج واضح المعالم. فهو لا يختصر قراءته على النص المسرحي ، ولا ينظر إليه من زاوية واحدة دون الالتفات إلى المستويات الأخرى المتعددة، لأنه أدرك طبيعة المسرح المركبة. لقد انزاح الكغاط عن منطق التكرار، ومبدأ الاجترار ليعانق الخلق والإبداع والابتكار. لذلك جاءت أعماله “في معظمها فتوحات وإشراقات، تتطلع الى آفاق جديدة وتنزع الى خلق الممكن والمحتمل بدل تكرار الكائن”(8)
واصل محمد تيمود طريق التجريب، فابتعد عن الوسائل التقنية التي اهترأت من كثرة التداول، وآثر أخرى جديدة من قبيل : التغريب وتكسير الجدار الرابع، والتباعد لدفع الجمهور إلى نقل الخبرة الفنية المتحققة في العرض المسرحي إلى الواقع الاجتماعي، دون تفجير العلبة الايطالية والاكتفاء بتغيير قوانينها. فقد مزج بين المحلي وأحدث النقلات الفنية الغربية”بطريقة الفنان الذي يعرف كيف يخلق تركيبا كيميائيا بين معطيات ذاكرته الشعبية، وإيحاءات فكره وثقافته المعاصرة ومتطلبات لحظته التاريخية”[9]. فمسرحه محاورة بين أصالة يجسدها التراث ومعاصرة يضمنها الغرب.
ومع بداية السبعينيات، بزغ اسم أحمد العراقي الذي انخرط بدوره في مسار التجريب، وظل هاجس “الالتزام” حاضرا بقوة في أعماله. كما هو الشأن في مسرحيته الأولى”لحوم المزاد”، إذ تواترت المفاهيم ذات الشحنة السياسية التي تتوافق مع المناخ الثقافي السبعيني من قبيل: الصراع الطبقي، والنضال، والفعل الثوري، وأزمة الوعي السياسي. كما عانق العراقي القضايا القومية في مسرحيته: “حزيران شهادة ميلاد” التي عرض من خلالها القضية العربية الفلسطينية.
أما يوسف فاضل فتشكل مسرحياته نقلة نوعية وإضافة هامة في جدارية مسرح الهواة. فلم يحصُر اهتمامه الإبداعي بقضية الالتزام التي اتخذت أحيانا طابعا انقلابيا، لأنه تجاوز الصراع الطبقي والتطاحن الفئوي الى الصراع الداخلي الذي تحضر فيه نفحات صمويل بكيت وعوالمه الغرائبية، وسخرية فرديناند آربال الحادة. ولذلك فلا غرابة إن شكلت مسرحيات يوسف فاضل “النواة لمسرح مستقل ينطلق مما هو محلي الى ما هو إنساني”(10)
ولأن محمد مسكين ينتمي بدوره إلى الجيل السبعيني الثائر، فقد وجد نفسه في قلب الصراع الفكري المغربي التواق الى إبراز الهوية الثقافية الخاصة، بروح تجريبية ترفض القوالب الجاهزة. فالكتابة المسرحية عنده ذات بعدين هامين: بعد معرفي، وآخر جمالي.
أما في الإضاءة الرابعة المعنونة بـ: “المسرح المغربي في أفق مسرح الممثل الواحد”، فيؤكد الناقد أن مسرح الموندراما صوت احتجاجي يُنشد التحرر والانعتاق من الخط المرسوم له من قبل المؤسسة المهيمنة . لذلك فهو يُقدم نفسه بوصفه مشروعا بديلا للعمل المسرحي الجماعي بنفس تجريبي تتضح معالمه في مسرحيات كل من: محمد تيمد، ومحمد الكغاط، وحوري الحسين، ونبيل لحلو، من السميحي، وعبد الحق الزروالي….
والملاحظ أن النفس التجريبي الذي ميز مسرح الموندراما هو ذاته الذي أثث أعمال رواد المسرح الجماعي . وهنا نُسائل الناقد: أليس هذا التوافق الذي يصل حد التطابق دليل انسداد آفاق التجريب في المسرح المغربي؟. وما دامت أعظم الأعمال المسرحية الطلائعية، لم تتجاوز سلطة التراث وسطوة بريشت، فإننا نتساءل: هل همد المسرحيون المغاربة ال قراءة التراث بآليات غربية وافدة؟ أم أنهم قرأوا الانجازات الغربية من خلال التراث؟ أي هل شكلت الآليات الوافدة السراج لمنير الذي مكن من إضاءة عتمة التراث وفتح مغاليقه واستكشاف تقنياته؟ أم أن التراث يتعالق في الكثير من تقنياته مع الانجازات الفنية الغربية؟.
عموما، وقف الناقد وقفة متأنية وفاحصة عند مسرح الموندراما وملامحه الأساسية، فمادام رواده ينتمون إلى الجيل السبعيني الذي عاش انكسارات وهزائم، فإن ذلك يسمح بإمكانية النظر إلى “الفردية” بوصفها عودة إلى الذات بمفهومها القومي الشامل. فالفردية في مسرح المونودراما تجسد النزعة الإنسانية، دون أن تعكس فلسفتها، فهي وسيلة تقنية، هدفها إشراك الجمهور لإبداء مواقفه إزاء قضايا عديدة ليختفي الصوت الواحد وتتوارى الموندرامية ويحضر التعدد النبري والتنوع الصوتي.
أما بواعث ظاهرة الموندراما بالمغرب، فيحددها الناقد في:
-الباعث الفني : من خلال العودة إلى النبع المسرحي العربي الذي يتمثل في رجل الحلقة. وهو ما يتفاعل في الآن نفسه مع التراث الغربي.
-الباعث الاقتصادي : فليست ظاهرة مسرح الموندراما اقتناعا فنيا واختيارا جماليا، وإنما نتاج الأزمة المادية التي عاشها مسرح الهواة بشكل عام، وانعكست تجلياتها على الأدوات الفنية.
-الباعث السياسي : يتمثل في مسايرة الخيارات السياسية بالمغرب، والهادفة إلى إذكاء روح الفردية والمبادرة الخاصة.
وفي الإضاءة الخامسة المعنونة بـ: “في البحث عن هوية مسرحية أصيلة”، توقف الناقد عند تجربة كل من أحمد الطيب العلج، والطيب الصديقي، وعبد الكريم برشيد بوصفهم مبدعين شكل التراث محور اشتغالهم.
فقد عمل أحمد الطيب العلج على نقل النصوص المولييرية من السياق الثقافي الغربي إلى السياق الثقافي المغربي الحاضن، في إطار موجة الاقتباسات التي طالت الحركة المسرحية المغربية، بدءا من الخمسينيات. مع ما يتطلبُه هذا النقل من تغييرات جوهرية مست الشخصية، والحدث، واللغة…وتلك من منظور الناقد إحدى سمات عبقرية أحمد الطيب العلج وعلو حرفيته المسرحية.
بيد أن الناقد لا يقدم تفسيرا أو توضيحا لموجة الاقتباسات، واكتفى بالتساؤل: “فلا أحد يدري أهو ميول إلى السهولة واليسر، أم هو العجز عن خلق أعمال مسرحية أصيلة وليدة ثقافة المغرب، وحضارته، وقضاياه، خلال تلك الفترة”.(11)
والواقع أن اقتباس أحمد الطيب العلج ، يندرج في سياق تلك الإستراتيجية المحكمة لمركز معمورة الذي كان من أبرز مهامه نزع طابع المقاومة وسمة التحريض التي وسمت المسرح المغربي في بداياته. وهو ما تحقق جزئيا مع ذيوع كوميديا موليير. وقد تنبه العلج نفسه – بدءا من الستينيات- إلى ابتعاد تلك الكوميديات عن الوجدان الشعبي المغربي، فاستمد “موضوعاته من الخرافات الشعبية والحكايات والقصص التي تنتمي للمأثور الشعبي”.[12] إلا أن ظلال موليير ظلت حاضرة بشكل لافت . وهو ما يعكس من وجهة نظر الناقد أزمة إبداعية في مسرح العلج. ولم يحقق العلج التحرر من عوالم موليير والانفلات من حصاره إلا بدءا من مسرحية “شجرة التفاح”.
وتقترب تجربة الطيب العلج من تجربة الطيب الصديقي، الذي عرض الناقد مختلف مساراته الفنية، محددا قيمته الإبداعية في قدرته على المزج بين “الأدوات الاجراجية الغربية وتقنيات إنتاج الفرجة الشعبية في الساحات العمومية”.[13] مستفيدا من تمكنه الواسع من أدوات صناعة الفرجة وإلمامه بأسرار الركح. فالصديقي مقتنع اقتناعا عميقا بأن تأصيل المسرح لا يعني الانكفاء على الذات ووضع الأسوار الفولاذية بين الثقافات، لأن الفن بشكل عام والمسرح بشكل خاص لا يعيش الا في إطار التفاعل الثقافي والحوار الفني، وأي تصور انطوائي سيحكم عليه بالموت والانتحار البطيء.
وحين يصرح الناقد بأن الصديقي لم يكتف “بإعطاء هذا التراث في أصوله بل أعطى موقفه منه ونظرته إليه، إذ كان تعامله مع الحكاية والخرافة والأمثولة والقصة والحلقة والبساط وسيد الكتفي وسلطان الطلبة وعبيدات الرما والمداحين والمنشدين، تعاملا مع المنطق الفكري…”.[14] فإننا نسائل الناقد: أين تبرز تجليات وتمظهرات الموقف النقدي والمنطق الفكري في مسرحيات الصديقي؟.
ويكتسب هذا التساؤل شرعيته لسببين:
الأول: إن مسرحيات الصديقي شكلانية بحثة، فالتأصيل عنده يقف عند حدود الإطار الجمالي ولا يتعداه إلى التأثير الفكري والمعرفي. لذلك تطغى على مسرحياته الملابس التقليدية والأناشيد الصوفية والملحون والموشحات والرقص الشعبي وكأننا في عوالم ألف ليلة وليلة وأجوائها المخملية.
ثانيا: إن الموقف الفكري في مسرحيات الصديقي مهربة ومغيبة. وهو ما يفسر السماح له بتقديم عروضه المسرحية في الفضاء العام، لأنه يتمتع بحسن السيرة والسلوك والقبول من قبل الجهاز الرسمي.
وانسجاما مع هدف الناقد والمتجسد في تقديم إضاءات خاطفة ووقفات سريعة للتجارب المسرحية المغربية، اكتفى بتحديد مفاهيم احتفالية برشيد في تحدي الزمان والمكان واللغة والرمز والإدهاش الذي يحرر الإرادة من سحر العادة لخلق واقع مسرحي مغاير تطبعه الغرابة والاحتفال بحثا عن تواصل إنساني قوامه العفوية والتلقائية. وهو ما أوضحه الناقد في تحليلاته لأعمال برشيد المسرحية من قبيل: موال البناديق، وعنترة في المرايا المكسرة، وعرس الأطلس، ولعبة الوجوه والأقنعة أو منديل الأمان، وعطيل والخيل والبارود، وقراقوش، وفاوست والأميرة الصلعاء، وابن الرومي مستخلصا أن ما يميز التجربة الإبداعية لعبد الكريم برشيد هو أنه “تنطلق من تجميع التراث المختلفة، لتضع ما هو بصري إلى ما هو نفسي، ولتربط الواقعي بالأسطوري والوهمي والتاريخي بالميتافيزيقي، تستقطب البعد السيكولوجي/الاجتماعي/الأسطوري إلى جانب إسقاط بها لأبعاد الواقع العربي/ الإنساني المركب”(15).

- محمد أديب السلاوي” المسرح المغربي جدلية التأسيس”، منشورات مرسم، مطبعة بورقراق، 2010، ص: 19(1)
- نفسه،ص: 48(2)
- نفسه، ص: 49(3)
- نفسه، ص: 50(4)
- نفسه، ص: 60(5)
- نفسه، ص: 61(6)
- نفسه، ص: 84(7)
- نفسه، ص: 87(8)
- نفسه، ص: 91(9)
- نفسه، ص: 99(10)
- نفسه، ص: 146(11)
- نفسه، ص: 147(12)
- نفسه، ص: 160(13)
- نفسه، ص: 165(14)
- نفسه، ص: 189(15)


العلم 

الخميس، 5 نوفمبر 2015

كلمة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح اسماعيل عبد الله في ختام الملتقى العربي لفنون الدمى الدورة الثالثة القاهرة2015

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

كلمة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح
اسماعيل عبد الله
في ختام الملتقى العربي لفنون الدمى
الدورة الثالثة
القاهرة
29 أكتوبر إلى 4 نوفمبر 2015
سعادة الفنان خالد جلال رئيس قطاع شؤون الإنتاج.
سعادة الفنان فتوح أحمد رئيس البيت الفني.
سعادة الدكتور مصطفى سليم رئيس المركز القومي للمسرح.
سعادة الأستاذ محمد نور الدين مدير مسرح العرائس
الزملاء من المشاركين الباحثين و العرائسيين من مختلف الدول العربية
السيدات و السادة الحضور 
إنه السبوع.. قبل سبعة أيام ولد هذا الملتقى، قبل سبعة أيام دشنا فضاءات جدية، قبل سبعة أيام انضم لعائلة العرائسيين العرب عرائسيون جدد، قبل سبعة أيام أعلنا برنامج الملتقى المتعدد الجوانب و الثري بتكويناته و بمشاركيه، و اليوم في ختام هذا "السبوع" نطلق فرحنا عالياً بنجاح كل ما تفاصيله التي سجلتموها بإبداعاتكم على صفحات تاريخ الفنون المسرحية العربية عامة و فنون العرائس و الفرجة الشعبية خاصة، كل ما وعدتم به أوفيتموه، لذا يحق لنا أن نقول لهذا الملتقى
برجلاتك برجلاتك حلقة دهب بوداناتك.
يحق لنا أن نرش الملح سبع مرات
و أن نضيء له كل الشمعات.
سيداتي سادتي .. باسم الهيئة العربية للمسرح، بيتكم .. هيئتكم أتوجه بالشكر الكبير للكبيرة مصر، التي كانت على الموعد و في تمامه، و قدمت من حلو قصبها و نغمها و أرواح فنانيها كل ما جعل هذا الملتقى منعطفاً و مساحة ترسخت فيها الأفكار، و ولدت فيها أحلام جديدة ، أنتم صانعوها و أنتم من سيحققها.
كان الجسد العربي الواحد يسبح في أركان مصر، يسكب الإنسانية في عرائس و عرائسيين من كل الأجيال و من مختلف الأعمار و المذاهب الفنية و الرؤى، فكان المعرض المدهش الذي شارك فيها ما يزيد على اثنين و ثلاثين فناناً، و لا أجمل من ذلك اللقاء الذي يتم بهذا الحجم للمرة الأولى إلا دهشة الجماهير الغفيرة التي أمته.
و كانت القامات الكبيرة التي توزعت على منصات الإبداع و الندوات التطبيقية و الفكرية تلعب دور الرواسي التي تحفظ هذه الأرض من أن تميد بأبنائها، نثروا الحكمة قولاً و فعلاً، قربوا المسافات و كشفوا أسرار جمالهم حباً و شغفاً و تواضعاً.
و كانت الورش مصانع فجر جديد.. ستترك في أرض مصر أثرها و في المشاركين سرها و رسالتها لتنتشر في الأرض العربية رسالة سلام و محبة و ووحدة تتحقق بين أبناء هذه الأمة في حب الجمال الذي تبثه هذه الفنون في حنايا الأفئدة.
علوم و منشورات و معارف و عروض و أفراح و تجليات و حكايات و ارتجالات عمرت فضاء الهناجر و المجلس الأعلى للثقافة و بيت السحيمي و الحديقة الثقافية و مسرح القاهرة للعرائس، مناخات من المحبة و الجمال.. جعلت هذه أيام الملتقى التي كانت تبدأ في الثامنة صباحاً حتى العاشرة ليلاً أيام مولد للعرائس.
كنا قبل أسبوع نقول بأنها الخطوة الثالثة، في الدورة الثالثة و اسميناها ليلة كبيرة، سبع ليالٍكل ليلة فيها بعمر، إزدهت بروح مصر المبدعة و تتوج بتكريم قامتين لفنانين التصقا بحب هذه الفنون و حب الشعب من مصر شيخ الأراجوز (عم صابر المصري) و من فلسطين أبو العجب (عادل الترتير).
و إن كنا قدمنا الشكر في بداية الملتقى للشركاء الذين سخروا كل الإمكانات من أجل إنطلاق الملتقى بنجاح فإننا في الختام نجدد الشكر لقطاع الإنتاج لرئيسه المبدع خالد جلال، و البيت الفني للمسرح ورئيسه المبدع فتوح أحمد ، و المركز القومي للمسرح ورئيسه المتفاني في العمل د. مصطفى سليم، و إلى المؤسسة العربية الرائدة، مسرح القاهرة للعرائس و مديره محمد نور الدين، إن احترامنا قد تنامى لهذه النماذج التي عملت متطوعة وقدمت كل جهدها طوعاً و ندرك أنها بذلت ما هو أكثر من الجهد، لقد بذلت ما بذلت حباً في فن العرائس و الوحدة العربية و إخلاصاً و دفاعاً عن صورة مصر.. فقدموا أنموذجاً للفنان الذي يعطي و يصنع الفارقة طوعاً و حباً و الشكر كل الشكرإلى كافة العاملين بمعية هذه القيادات الجادة.
كما لا يفوتني أن أتقدم بالشكر لإدارات المجلس الأعلى للثقافة و مسرح الهناجر و الحديقة الثقافية (الحوض المرصود)، و بيت السحيمي و كافة العاملين في هذه المواقع.
و يظل الشكر غير تامٍ إذا لم يزجى لمعالي الوزير المثقف حلمي النمنم الذي رعى و حضر افتتاح الملتقى و سخر كل إمكانات الوزارة من أجل إنجاحه إدراكاً منه لأهمية هذا الفعل.
و أنتم أيها العرائسيون من كافة أنحاء الوطن العربي .. سواء كنتم باحثين أو مدربين أو متدربين، مكرمين أو محتفى بكم على منصات الإبداع، أنجزتم و أبدعتم فانطلقوا راشدين و رددوا ما قال الإمام الشافعي :
رأيتُ خيالَ الظلِ أعظمَ عبرةٍ لمن كان في علمِ الحقائق راقي 
شخوصاً وأصواتاً يخالف بعضها لبعضٍ وأشكالاً بغير وفاقِ
تجيء وتمضي بابةٌ بعد بابةٍ وتفنى جميعا والمحرك باقي.

الأربعاء، 4 نوفمبر 2015

: في ندوة عن كتابه «مغامرة التأصيل في مسرح الطيب الصديقي»: الناقد رشيد بناني ينبش في حفريات المسرح المغربي

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

احتضن المركب الثقافي يوم الخميس 29 أكتوبر/تشرين الأول، لقاء مع الناقد والباحث رشيد بناني لتقديم كتابه الذي هو في الأصل رسالته الأكاديمية التي أعدها في فرنسا، حول «مغامرة التأصيل في مسرح الطيب الصديقي». 
الباحث رشيد بناني الذي وسمه المسرحي عبدالكريم برشيد برجل المسرح بامتياز، الناقد والباحث والمؤرخ، الذي بحث في المسرح المغربي قبل الاستقلال ونبش في حفرياته، الحامل لوعي نقدي يؤطر به جل كتاباته. كتاب رشيد بناني، يشير عبدالكريم برشيد، كبير في رؤيته لقامة من قامات المسرح المغربي والعربي، لرجل مسرح صاحب رؤية، ومن باحث وناقد عرف بهدوئه ورزانته في البحث. 
«مغامرة التأصيل في مسرح الطيب الصديقي»، بحث في مسارات تجربة الصديقي، انطلاقا من النشأة وصولا إلى مرحلة الارتقاء لرجل جعل تجربته كل المسرح العالمي. من المسرح القديم إلى مسرح موليير وصولا إلى مرحلة التأسيس والتراث مع سلطان الطلبة، إلى أن فاجأ العالم العربي بمسرحية مقامات بديع الزمان الهمداني، التي أحدثت رجة في المسرح العربي. الصديقي الذي حمل روح التأسيس وآمن بالمسرح لغة وإبداعا، استطاع أن «يمغرب» المسرح من خلال الأشكال الفرجوية التي وظفها كـ»الحلقة».
ولعل هذا الكتاب، يؤكد المسرحي برشيد يجيب على سؤال حاجة المسرح المغربي إلى حفريات تنبش في تجاربه، مادام الإبداع المسرحي انتظم واستطاع أن يواصل تألقه. ويعتبر الصديقي أول المنظرين في المسرح المغربي، فهو أدخل فرجات جامع الفنا الشعبية والتراثية، وكان عاشقا للمجدوب وعاش حالة من جنون الإبداع. كما آمن بضرورة أن يذهب المسرح إلى الناس، لذلك قدم عروضه خارج البناية وله تجارب في هذا الباب في كل من مكناس والصويرة ومدن أخرى.
واعتبر الناقد رشيد بناني أنه لا يمكن الاحتفاء بمئوية المسرح المغربي، من خلال العروض فقط، بل يجب النظر إلى الوراء، ومحاولة الجواب على سؤال ماهي خصوصيات الإنجازات التي مر بها المسرح المغربي، ومسرح الطيب الصديقي محطة رائعة في هذا الباب. وللتعبير عن مكانة هذا الرجل المسرحي الاستثنائي، يرى الناقد بناني، ضرورة إبراز منجزاته والقيمة المضافة التي شكلتها بالنسبة للمسرح المغربي والوجدان الإنساني. الكتاب في الأصل رسالة أكاديمية قدمت في فرنسا باللغة الفرنسية، وتم إعادة ترجمتها إلى العربية. ولا يتوقف الكتاب عند المرحلة التي عرف بها الصديقي، أي مسرح البساط ومرحلة الصعود في الخمسينيات من القرن الماضي لتنتشر تجربته في الشرق، بل الكتاب يرصد المرحلة التأسيسية مع «فوزان» و»فيلار» ومرحلة إيمانه بأن المسرح الشعبي قادر على تقريب الثقافة من المواطنين البسطاء.
لقد تشبع الطيب الصديقي بالمسرح فنا ومضمونا، كفن تنويري للرقي بالإنسان، ومن حسن حظ الصديقي أن عاصر مراحل سياسية مهمة أعقبت الحرب العالمية الثانية ومرحلة مخاض الاستقلال، في مرحلة بدأ العديد من الدول يتخلص من أدران المستعمر ويبحث عن هويته الوطنية. عاصر الصديقي هذا التحول السياسي، واستطاع أن يستثمر ماهو موجود في هذه الثقافة الوطنية، حتى تصبح هي بدورها مزودا للوجدان العالمي بثقافات لم تكن معروفة من قبل. هذه المرحلة التي عرفت ظهور تيارات سياسية، كل تيار يدافع عن اختياراته الايديولوجية، وهو ما أعطى ثراء للمسرح.
يشير الناقد رشيد بناني إلى أن الطيب الصديقي، إلى جانب أنه وجه ثقافي لامع، كان تقنيا بارعا جدا في المسرح ومتمكنا من أدواته التقنية على الخشبة، بل طور العديد من العناصر المرتبطة بالجانب التقني في المسرح المغربي من الملابس إلى الديكور، ما جعله يترجم هذه المعرفة إلى صيغ تطبيقية على الخشبة. وهذه الصيغ بهرت الذين تابعوا تجربة الصديقي في المسرح، جمهورا وهيئات ومنظمات دولية، فمن «سلطان الطلبة» التي كانت سابقة في وقتها، إلى «الرباعيات»، إلى «سيدي عبدالرحمن المجدوب». وينبه الناقد رشيد بناني إلى أن مسرح الصديقي أرضى جميع الخطابات، من الخطاب اليساري المعارض للدولة «الأكباش يتمرنون، السفود…»، إلى الخطاب المهادن «سيدي عبدالرحمن المجدوب»، إلى خطاب السلطة «من خلال الملاحم الوطنية».

الطيب الصديقي: مسار حياة

ولد الطيب الصديقي عام 1937 في مدينة الصويرة في المغرب، في بيت علم. وتلقى تعليمه الابتدائي في مدينة الصويرة، وحصل على شهادة البكلوريا (الثانوية العامة) في مدينة الدار البيضاء، وسافر إلى فرنسا لاستكمال الدراسة، فحصل على البكالوريوس في شعبة الآداب، وتلقى دورات تكوينية مسرحية قبل أن يعود إلى المغرب لاستئناف نشاطه الفني. اشتغل الصديقي ممثلا مسرحيا وسينمائيا، وشكل عدة فرق مسرحية. تولى منصب مدير فني للمسرح الوطني محمد الخامس في الرباط، ثم منصب مدير للمسرح البلدي في الدار البيضاء (1965-1977). بدأ الطيب الصديقي ممثلا في فرقة التمثيل المغربي، سميت بعد ذلك «فرقة المركز المغربي لـلأبحاث المسرحية»، بعد عودته من فرنسا طلبت منه نقابة «الاتحاد المغربي للشغل» تكوين فرقة «المسرح العمالي» سنة 1957 في مدينة الدار البيضاء، حيث قدمت في موسمها الأول مسرحية «الوارث» عام 1957. قدمت مسرحية «بين يوم وليلة» لتوفيق الحكيم، فمسرحية «المفتش» عام 1958، وفي سنة 1959 قدم مسرحية «الجنس اللطيف» المقتبسة عن أريستو فان.
أثناء انشغال الطيب الصديقي بالمسرح العمالي، استمر بشكل عرضي، داخل «فرقة التمثيل المغربي»، حيث شارك في مسرحية «مريض خاطرو» التي مثلت المغرب رسميا في مهرجان الأمم في باريس عام 1958. في بداية موسم 1960-1961، طلب منه مدير المسرح البلدي في الدار البيضاء، روجي سيليسي إنشاء فرقة تتخذ من المسرح البلدي مقرا لها، أصبحت تحمل اسم «فرقة المسرح البلدي»، قدمت في موسمها الأول مسرحية «الحسناء» التي اقتبسها الصديقي عن «أسطورة ليدي كوديفا» لجان كانول، ثم «رحلة شونغ لي» لساشا كيتري، و»مولاة الفندق» المقتبسة عن»اللوكانديرة» لكولدوني.
أعادت الفرقة أداء مسرحية «الوارث» التي قدمها المسرح العمالي، قبل أن يضع حدا لنشاطه في المسرح البلدي في مارس/آذار 1962، وينشئ فرقة تحمل اسمه في العام الموالي. استقر في إحدى القاعات السينمائيـة (سينما الكواكب) في أحد الأحياء الشعبية في الدار البيضاء، وفيها قام بإخراج مسرحية مقتبسة عن «لعبة الحب والمصادفة» للكاتب الفرنسي ماريفو.
ألف عام 1966 أول مسرحية «في الطريق» التي سيحولها هو نفسه إلى فيلم سينمائي بعنوان «الزفت»، وهي مسرحية اجتماعية، تعالج ظاهرة الأولياء (الأضرحة)، وفي الموسم نفسه، قدم مسرحية «مدينة النحاس»، انتقل بعدها إلى المسرح العالمي والعربي، من خلال الاقتباسات التي قدمها، وأظهر من خلالها فهمه العميق لحركة المسرح الكلاسيكي والطلائعي الجديد في العالم، وقدرته على التواصل مع أفكاره وخطابه، حيث تعامل في المرحلة اللاحقة مع التاريخ في فترات متقطعة، قبل أن يغوص في التراث الذي ركز اهتمامه عليه.
وقع على أعمال مهمة مستلهمة من التراث المغربي والعربي والإسلامي، وواكب الحركة المسرحية الحديثة في المغرب، منذ انطلاقتها بعد الاستقلال، وعايشها عن قرب عبر كل تحولاتها وازدهارها وانتكاساتها. ترجم الطيب الصديقي واقتبس أكثر من ثلاثين عملا دراميا، وكتب أكثر من ثلاثين نصا مسرحيا باللغتين العربية والفرنسية، وأخرج العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية والأشرطة الوثائقية، ومثّل في عدد من الأفلام الأوروبية والعالمية، منها فيلم «الرسالة». اهتم بالفن التشكيلي، وساهم في تأليف كتاب حول الفنون التقليدية في الهندسة المعمارية الإسلامية. اشتهر بأعمال مسرحية مثل «مقامات بديع الزمان الهمداني»، و»سلطان الطلبة» و»ديوان سيدي عبد الرحمن المجذوب»، ومسرحية «مولاي إدريس»، ومسرحية «عزيزي» التي كانت آخر عمل درامي قدمه عام 2005 قبل أن يقعده المرض.

عبدالحق ميفراني
القدس العربي 

مسرحية نايضة تحصد مجموعة من الجوائر في الدورة 17 من مهرجان الوطني للمسرح المنظم بتطوان

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني


أسدل الستار مساء الثلاثاء 03 نونبر 2015 على نهاية الدورة 17 للمهرجان الوطني للمسرح بالمسرح السينما اسبانيول تطوان بفوز مسرحية نايضة بعدة جوائز.
وعرفت هذه الدورة مشاركة 12 عرضا مسرحا للمسابقة و18 عرضا أخر خارج المسابقة بمدن الفنيدق والمضيق ومرتيل .
في حين تم تكريم ثلاثة رموز المسرح ويتعلق الأمر بالفنانة الشعيبة العذراوي والكاتب المسرحي المسكيني الصغير وابن مدينة تطوان الكاتب والباحث الأستاذ رضوان احدادو.
وقد تتبع اعضاء لجنة التحكيم العروض المسرحة داخل المسابقة وهم السادة عبد الكريم برشيد وأعضاء اخرون " محمد مفتاح ـ ادريس الروخ ـ فتحية وتلي ـ رضوان احدادو ـ مصطفى رمضاني ـ نورالدين زيوال ـ بدر سعود الحساني وابراهيم وردة.
وقد عبرت هذه اللجنة الاجواء التي ميزت هذه الدورة وهو الاقبال الكبير للجماهير الذين تابعوا كل المسرحيات مما كان له بليغ الاثر على المسرحات المشاركة سواء الرسمية وغير الرسمية . كما لاحظت لجنة التحكيم المجهودات التي قدمتها السلطات في مختلف مدن الجهة من اجل إنجاح هذه الدورة .
تحويل المهرجان إلى محفل للرقي الفكري والمعرفي والجمالي والفني وفضاء الاحتفال والاعتراف بالأخر ومجال للرأي الحر الهادف والبناء .
وقد ركزت لجنة التحكيم في هذه الدورة على بعض المميزات الهامة التي عكست المناخ لمسار الفعل المسرحي ومنها تنوع واختلاف وتعدد الاختيارات الفنية والجمالية تطبعها الاحترافية والمهنية بشكل لافة خصوصا على المستوى التمثيل والتشخيص والأداء لذا الممثلين والممثلات بشكل خاص ، تطور الكتابة الدرامية والتاليف المسرحي .ظهور بارز لتخصص على المستوى التأليف الموسيقي المسرحي .
كما اصدر عن انتباه لجنة التحكيم انطلاقا من معاينة المشاريع الفنية التي تمت ترجمتها عمليا من خلال العروض المسرحية تخلف لذا اللجنة إحساس عام ومشترك يهم بعض العروض المسرحية التي لم تأخذ حقها من الاشتغال أثناء التداريب مما شكل عائقا حقيقيا إمامها ولم تتمكن من إسعاف الممثلين ومساعدة المخرجين على التحكم بكافة عناصر العرض المسرحي بحيث كان بامكانهم تقديم عروض أجود وأفضل مما تم تقديمه .
وقد أوصت اللجنة بإضافة جائزة خاصة بالتأليف الموسيقى والتأليف المسرحي المعانية المباشرة للعروض المسرحية بدل معاينتها في الأقراص المدمجة. اقتراح التوثيق لهذه الدورة عبر اصدارات وزارة الثقافة في كتاب توثيقي خاص .
ونالت الجائزة الكبرى المسرحية نايضة للمخرج أمين ناسور. 
وكان نصيب باقي الجوائز كالتالي :
جائزة الامل مناصفة لكل من اميمة بلاح وعثمان السلامي 
جائزة الملابس : نور اسماعيل 
جائزة التشخيص إناث كانت بالمناصفة مع وسيلة صابحي وهاجر الشركي 
جائزة التشخيص الذكور:كانت مناصفة مع زهير ايت بنجدي و سعيد ايت باجا.
جائزة التأليف كانت من نصيب :للأستاذ عبد جلال.
جائزة الاخراج كانت من نصيب المخرج أمين ناسور 


أحداث مسرحية نايضة

وتدور أحداث مسرحية نايضة حول انشغال عائلة على بيومه الاول في منصبه المهم ، وفي خضم هذا الانشغال تظهر مجموعة من المواقف الا معقولة التي تدور حول كل شيء الا ما هو منطقي .. الجد والجدة والاب والام سيعشون يوما استثنائيا بالنسبة لنا وطبيعي بالنسبة لهم. حيث يعيشون في عالمهم الخاص عالم بالحكم والمنطق علاقتهم تتميز بالغرابة .يتحدثون في كل الامور وقد لا يقولون شيء ..شخصيات المسرحية تعاني من الزهيمر .


نورالدين الجعبان

تطوان

الثلاثاء، 3 نوفمبر 2015

مسرح جامعة جازان يحقق جائزة «حقوق الإنسان» بمهرجان طنجة الدولي‎

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

حقق نادي المسرح بجامعة جازان جائزتان هما جائزة أفضل ممثل لفئة الذكور وحصل عليها طالب امتياز طب الأسنان أحمد يعقوب والجائزة الثانية هي جائزة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لكون مسرحية «ثلاثة اثنان» أفضل مسرحية أثارت قضايا حقوق الإنسان إثارة جمالية وفنية من بين المسرحيات المشاركة بالدورة التاسعة بمهرجان طنجة الدولي للمسرح الجامعي.

وأوضح عميد شؤون الطلاب، المشرف العام على نادي المسرح، ورئيس الوفد المشارك الدكتور محمد حبيبي، أن أهم مكاسب هذه المشاركة والفوز والتتويج المستحق في ظل وجود ست فرق مسرحية أوربية وخمس فرق مسرحية مغربية؛ هو الإسهام في تغيير الصورة النمطية عن الوطن السعودي لدى الكثير من الوفود الأجنبية وخاصة بهذا الوقت الذي تثار فيه الحملات المغرضة الإعلامية على السعودية؛ وما يحدث من استغلال لبعض حوادث التفجير الإرهابية بأن المملكة تصدر التشدد والإرهاب؛ فمثل هذه المشاركة تنبع أهميتها بأنها تقدم صورة مختلفة عن الوطن المتسامح والمتعايش وأنه يصدر الفن والثقافة والإبداع والمسرح ويعنى بحقوق الإنسان.

إلى جانب ما تعكسه المشاركة عن أخلاقيات وسلوك الشباب السعودي المتحضر والمثقف الذي يقدم صورا إبداعية مشرقة سلوكا وإبداعا. وما يستفيده شباب نادي المسرح من تبادل الخبرات المسرحية، والاطلاع على تجارب المسارح الأخرى، والتقاء الطلاب بزملائهم من طلاب أندية المسرح في الجامعات العربية، والأجنبية. لافتاً إلى أن المسرحية من تأليف وتمثيل الطالب أحمد يعقوب وشاركه في التمثيل الحسين خواجي وإخراج الطالب احمد كاملي.

يذكر أن مسرح جامعة جازان هو الممثل العربي الوحيد للمسرح العربي من خارج البلد المستضيف المغرب وجاءت جوائز المهرجان الأخرى على النحو التالي حيث فازت إيطاليا بجائزة أفضل عرض متكامل؛ وفازت ألمانيا بجائزتي لجنة التحكيم الخاصة وجائزة أفضل إخراج ليما فازت روسيا بجائزة أفضل سنوغرافيا؛ وفازت ليتوانيا بجائزة أفضل كوليجراف. وفازت المغرب بجائزة أفضل ممثلة لفئة الإناث.

جدير بالذكر أن سبق له تحقيق 15 جائزة محلية وعربية ودولية، وبهاتين الجائزتين يكون نادي مسرح جامعة جازان قد حقق 10 جوائز دولية باسم المسرح الجامعي السعودي.


أنباء / جازان :

الاثنين، 2 نوفمبر 2015

في ختام الدورة الثانية لمهرجان كيميت 20 للمسرحيات القصيرة: الشباب يستولي على المسرح والكبار يتجاهلون العروض

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

 للعام الثاني على التوالي يواصل المخرج المسرحي أحمد السيد المشوار الذي بدأه منذ اكثر من عام عقب توليه إدارة مسرح اوبرا ملك بوسط القاهرة، والذي شهد نشاطا ملحوظا منذ إعادة افتتاحه خاصة فيما يتعلق بتنمية قدرات الشباب واكتشاف المواهب في كل مجالات العرض المسرحي، أو كما يطلق عليها السيد، اكتشاف الطاقات الفنية المهدورة. الورش أو المهرجانات الفنية التي تقام في هذه القاعة التي تعد الأصغر مساحة بين قاعات البيت الفني للمسرح، أعطت لهذا الجيل الذي يفقتر إلى الاهتمام به مساحة من الحرية ليقدم ما يحلم به ولا يستطيع تحمل تكاليف إنتاجه. ويجدد السيد في كل مناسبة دعوته إلى الشباب خاصة من هم تحت سن العشرين عاماً، للمشاركة في الورش الفنية التي تقام بانتظام لتعليم فنون العرض المسرحي، أو للمشاركة في سلسلة مهرجانات كيميت التي تعقد شهرياً، فهذه القاعة الصغيرة متاحه لجميع الفرق أو الهواة التي لا تجد مكانا تقيم عليه تجاربها، والتي عرفت الطريق تدريجياً إلى هذا المسرح خاصة مع المهرجان الذي اقيم العام الماضي تحت عنوان «فرق بلا مكان» واستضاف عددا كبيرا من هذه الفرق المسرحية المستقلة الشابة، ان كانت وزارة الثقافة تعنى بتبني الشباب بالفعل عليها احتضان هذه التجربة وتعميمها في محافظات مصر والأماكن المحرومة فنياً وثقافياً.
تكتمل هذه المبادرة مع انطلاق الدورة الثانية من مهرجان كيميت 20 للعروض المسرحية القصيرة الذي اختتمت فعالياته الاسبوع الماضي، بمشاركة خمسة عشر عرضاً مسرحياً لا يزيد مدة كل منها عن عشرين دقيقة، وعلى مدار خمسة أيام امتلأت فيها قاعة المسرح بجمهور تضاعف عدده مع كل عرض حتى ان الكثير منهم اصروا على مشاهدة العروض وهم واقفون على جانبي المسرح، وبعضهم قضى أكثر من ساعتين جالسين على الأرض دون ان يتذمروا. ومع هذه الكثافة من اقبال جمهور الشباب على العروض تجاهلت الأجيال الأكبر سناً وجود هذا الحدث المسرحي، وانصرفوا عن متابعته ربما عن عمد أو لتجاهل الصحافة والإعلام الترويج له لأنه يخلو من تواجد النجوم.
ورغم ان المهرجان صبغته شبابية بداية من المنظمين والإداريين والعروض المشاركة وحتى الجمهور، إلا ان بعض موضوعات العروض لم تتناسق مع أجواء المهرجان. الأفكار التي اعيد صياغتها كلاسيكية تآكلت في عروض سابقة سواء مسرحية أو سينمائية، الدماء الجديدة التي غلفت العروض لم تصل إلى الموضوع أو الفكرة، فالعرض الافتتاحي للمهرجان والذي جاء بعنوان «أغنية على الممر» هو مشهد مأخوذ عن الفيلم الشهير الذي يحمل الاسم نفسه، والذي يروي قصة بعض الجنود المحاصرين على خط النار وقت الحرب، أما العرض المسرحي «شكاوى على جدران الزمن» وهو عرض صامت اعتمد فقط على الدراما الحركية، يؤكد ان الإنسان المصري تشكلت طبيعته من رحم الظلم والاضطهاد الذي لم يفارقه منذ عصر الفراعنه، وهو إعادة صياغة لقصة الفلاح الفصيح الذي قدمه المخرج الراحل شادي عبد السلام في فيلم قصير، حيث يعاني أحد الفلاحين من طغيان رجال السلطة الذين سرقوا محصوله وماله وعندما لجأ إلى ممثلي العدل والحاكم لم يجد من ينصفه، الفلاح الذي يرجو العدل لا يجد الا المزيد من الظلم. ويأتي عرضان آخران هما «ماذا بعد» و «أبناء الدولة» ليستكملا الرواية ولكن في الزمن الحاضر، وكأنها ملحمة تاريخية متسلسلة نشاهدها دفعة واحدة في ثلاثة عروض متتالية.
عرض «ماذا بعد» الذي قدمته فرقة مسرحنا يعترف اننا أصبحنا مجتمعا يمارس كل أنواع الاضهاد، بداية من اضهاد الإنسان للإنسان ثم اضهاد النوع، خاصة الأنثى التي تتعرض لكافة أنواع الاضهاد والتعصب الجنسي والديني والفكري والاجتماعي. ويشير العرض إلى اننا أصبحنا نعيش هذا التعصب داخل منازلنا ونمارس التعصب الكروي والديني والسياسي. العرض الذي بدأ بالأداء الصامت وتوظيف فن المايم لتوصيل المضمون، سقط في فخ المباشرة عند استبدال فن المايم بالحوار المباشر الذي لم يستطع مخرج العرض محمود حسين تحويله إلى اداء حركي، وكأنه عجز في لحظة ما عن استكمال ما قدمه في الجزء الأول من العرض، فعوض عنه بالحوار.
وننتقل إلى الضلع الأخير للحكاية الذي يشير إلى تاريخ المصريين في صراعهم مع الحاكم، وذلك في العرض المسرحي الختامي «ابناء الدولة» الذي يقدم قصة معاصرة عما حدث في الشارع المصري خلال السنوات القليلة الماضية، الإنسان المصلوب الذي اعتقل أو مات غرقاً وهو يحاول بلوغ الأمل في مكان آخر، أو الذي مات بسبب الاهمال، اخماد أصوات المعارضة واغتيال الإعلام والصحف الخاصة، والموت المجاني الذي يطال الجميع، وتسرب الأمل من بين يدي الأجيال الجديدة في الحصول على مستقبل في ظل حالة التردي السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي. العرض شهد ارتفاع نبرة الاحتجاج التي وصلت إلى وصف الدولة بالعاهرة، هو الأمر الذي لا يتكرر كثيراً خاصة في العروض المسرحية التي تقام على مسارح تمتلكها الدولة، لكن ابطال العرض الختامي اختلسوا مساحة الحرية التي يمنحها لهم الفن للتعبير عن حقيقة يشعرون بها، لكن استخدام الممثلين للغة الفصحى عوضاً عن العامية كان نغمة نشاز اطلقت في عرض يعبر عن أحداث معاصرة، وتميزت العروض جميعها بعفوية الأداء التمثيلي الذي كان الأبرز والأنضج بين عناصر العرض المسرحي الأخرى.

رانيا يوسف
القدس العربي 

الأحد، 1 نوفمبر 2015

مهرجان مسرح الشباب موعد للمتعة رفيعة المستوى

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني


كشف مدير عام هيئة دبي للثقافة والفنون بالإنابة، سعيد النابودة، أن مهرجان دبي لمسرح الشباب في دورته المقبلة، سوف ينطلق بعرض أدائي خاص يواكب احتفاء الدولة بـ«يوم العلم»، مؤكداً أن الدورة الجديدة سوف تتضمن عروضاً فنية رفيعة المستوى.
قضية «المبدع»
http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/10/8ae6c6c5502ee51c0150a507146419a4.jpg
قال مدير عام هيئة دبي للثقافة والفنون بالإنابة، سعيد النابودة، إن «دبي للثقافة» تسعى إلى تفعيل سياستها المنضوية تحت مظلة الاستراتيجية العامة للدولة ذات الصلة بالشأن الثقافي، وفي مقدمتها تعزيز الهوية الوطنية، ودعم حضور «العربية»، فضلاً عن تهيئة الأجواء النموذجية للإبداع .
وأكد النابودة أنه في ظل الدعم المتواتر في هذا الاتجاه، فإن ساحة الإبداع تشرع في كل فعالية من الفعاليات التي تقوم برعايتها «دبي للثقافة» مزيداً من الأبواب والنوافذ، من أجل مزيد من الانفتاح على المبدع المحلي، الذي يتسنى له تقديم اوراق اعتماده بيسر وسهولة إلى رواد تلك الأنشطة والفعاليات المختلفة.
وأشاد النابودة بالتجربة الجديدة لمهرجان طيران الإمارات للآداب، على وجه الخصوص، والتي تمتد فترة إقامته للمرة الأولى إلى 12 يوماً متتالية، يستوعب في جانب كبير منها نماذج من نتاج المشهد الثقافي والأدبي المحلي الثري.
ورأى النابودة ان الدورة المقبلة للمهرجان سوف تتضمن آفاقاً أكبر للمبدع المحلي ليتواجد ضمن هذه المنصة العالمية التي فرضت نفسها على أجندة أهم الفعاليات الثقافية المحلية، مشيراً إلى ضرورة التمييز بين خصوصية المهرجانات والفعاليات العالمية، وسعيها لاستقطاب أعمال تعكس تنوع الآداب والثقافات العالمية المختلفة، بما فيها الأدب ذو البعدين العربي والمحلي، وبين سواها من الفعاليات المحلية المحضة.
 وتابع: «هناك حالة نضج متصاعدة في مواهب الشباب، وتواتر إقامة مهرجان دبي لمسرح الشباب يصاحب على الدوام بنضج فني وترسيخ ثقافة الإبداع، في مختلف فنون المسرح، وهو ما يؤدي إلى تجديد الخشبات المسرحية الشابة بالمواهب الشابة الواعدة».

وأشار النابودة إلى أن تقارير اللجنة التي أعدتها الهيئة لمتابعة العروض التي تم ترشيحها من قبل الفرق المسرحية المختلفة أكدت بالفعل ارتفاع السوية الفنية للعروض، مقارنة بالمواسم السابقة.وجدد النابودة الدعوة للجمهور لمتابعة عروض المهرجان الذي سينطلق اعتباراً من الثلاثاء المقبل، على خشبة مسرح ندوة الثقافة والعلوم، ويمتد لتسعة ايام متواصلة، يتخللها العديد من الندوات المختلفة، واستقطاب نخبة من المواهب الشابة التي تراهن عليها الفرق المسرحية المختلفة المشاركة في المهرجان. وأضاف: «الحضور الجماهيري يبقى بمثابة دعم حقيقي لأصحاب تلك المواهب في المقام الأول، كما أنه يبقى بمثابة موعد للاستمتاع بعروض مسرحية رفيعة المستوى ذات شروط فنية جيدة، لاسيما أن تلك العروض هي نتاج ترشيح فرق مسرحية عريقة تراهن على الإبداع المسرحي الشاب».
وأكد النابودة أن الهيئة في خياراتها تسعى إلى تنشيط وتحفيز فعاليات تنسجم والاستراتيجيات العامة للدولة، وفي مقدمتها تعزيز الهوية الوطنية، ودعم حضور اللغة العربية، وتعزيز الإبداع لدى قطاعات المجتمع عموماً، وفئة الشباب بصفة خاصة، وهو ما انعكس عملياً على أكثر من صعيد، منه اعتماد العربية الفصحى لغة إبداع وحيدة للأعمال المشاركة في مهرجان دبي لمسرح الشباب.
وفي ما يتعلق بمهرجان طيران الإمارات للآداب، الذي من المقرر أن تنطلق فعاليات دورته الثامنة خلال الفترة من الأول من مارس المقبل وحتى الثاني عشر من الشهر ذاته، أكد النابودة أن هناك تطوراً نوعياً غير مسبوق في فعاليات هذا المهرجان، الذي يجسد أنموذجاً للشراكة بين القطاع الرسمي الحكومي المعني بشؤون الثقافة وبين المؤسسات الأخرى، وعلى رأسها المؤسسات الاقتصادية المختلفة. وأشار المدير العام لهيئة دبي للثقافة والفنون بالإنابة الى إن مهرجان طيران الإمارات الدولي للآداب، تمكن عبر دوراته السابقة، ووصولاً إلى دورته الثامنة، الذي تقدم له هيئة دبي للثقافة والفنون كامل الرعاية، من أن يصوغ رؤية شديدة الخصوصية للمهرجانات التي تعنى بالثقافة والآداب، قوامها إذابة الفواصل الوهمية بين الحضارات المختلفة، وصولاً إلى بناء جسور حقيقية قوامها لغة الإبداع الأدبي والثقافي، والتي تظل واحدة وإن اختلفت حروفها.
وتابع: «بخلاف الشراكة النموذجية بين القطاعات الرسمية المهتمة بالثقافة، والقطاعات الاقتصادية، وهو ما نعتبر المهرجان أنموذجاً له في هذا المجال، فإن الانسجام مع الاستراتيجيات العامة للدولة، في مجال تعزيز الهوية الوطنية، ممثلة في تعزيز حضور (العربية)، يبقى واحداً من أهم ملامح الدورة الجديدة، التي تفتح مزيداً من الآفاق في هذا الاتجاه، سواء بالنسبة للمبدع أو المتلقي».

محمد عبدالمقصود ـــ دبي
الأمارات اليوم 
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption