أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأحد، 27 ديسمبر 2015

البيان الصحفي حول فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان المسرح العربي

مجلة الفنون المسرحية


يشهد العاشر من يناير من كل عام انطلاق أكبر مهرجان للمسرح العربي، و الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح منذ عام 2009، و قد حرصت بناءً على توجيهات رئيسها الأعلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي أن تعقد كل دورة متنقلة بين الدول العربية، مما منح المهرجان فرصتين، الأولى أن يكون المحرك الفاعل للمشهد المسرحي في البلد المضيف من خلال إضفاء البعد العربي بوجود ومشاركة كوكبة كبيرة من المسرحيين العرب، ما جعله يتحول إلى عرس وطني على امتداد التراب الوطني للدولة المضيفة، أما الثانية فهي أن يكسب المهرجان في كل دورة نكهة و إيقاع البلد المضيف و قد عقد المهرجان في :
مصر 2009
تونس 2010
لبنان 2011
الأردن 2012
قطر 2013
الشارقة 2014
المغرب 2015
أما الدورة الثامنة فسوف تعقد في الكويت تحت رعاية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
ما الذي جعل مهرجان المسرح العربي أهم مهرجان للمسرح العربي؟ 
الإعداد الجيد و التنظيم المتميز
تنوع البرامج و جديتها و انضباطها و عمقها.
الانتقاء الصارم للجيد من الأعمال المسرحية.
الشفافية في الاختيار و الشفافية في التحكيم.
التطور السنوي في أعمال المهرجان.
تقديمه لأرفع جائزة مسرح عربية (جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي).
فما الذي ستشهده  الدورة الثامنة من المهرجان؟
عدد المشاركين في هذه الدورة 415 منهم 376 يشاركون في الفعاليات المختلفة و المدرجة أدناه، و هكذا يكرس المهرجان حيوبة المشاركين و حيوية البرامج  و تحقيقها في مدة قصيرة الأمر الذي يصبغ المشاركة في المهرجان بالجدية و الصرامة و الإنجاز.
يتأسس نجاح الدورة الثامنة على التعاون المثمر بين الهيئة العربية للمسرح و المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب في الكويت، و بالحصول على رعاية صاحب السمو أمير الكويت لهذا الحدث.
كما يعقد المهرجان بالتعاون مع الجهات الفاعلة و المؤثرة في المشهد المسرحي في الكويت.
بالتعاون مع : 
نقابة الفنانين الكويتيين.
المعهد العالي للفنون المسرحية. 
الهيئة العامة للشباب و الرياضة 
وزارة الدولة لشؤون الشباب.
من أهم فعاليات المهرجان :
oاحتفالية اليوم العربي للمسرح في العاشر من يناير
oالمرحلة النهائية من التنافس على جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي (2015) النسخة الخامسة،عدد هذه العروض هو ثمانية. 
العروض التي تم اختيارها لتتنافس على جائزة القاسمي :
1.التلفة . إخراج نعيمة زيطان، فرقة أكواريوم . المغرب.
2.و زيد انزيدك . إخراج فوزي بنبراهيم. مسرح باتنة . الجزائر.
3.ك أو . إخراج نعمان حمدة . المسرح الوطني . تونس.
4.سيد الوقت . إخراج ناصر عبد المنعم، مسرح الغد . مصر.
5.مدينة في ثلاثة فصول . إخراج عروة العربي. وزارة الثقافة سوريا.
6.مكاشفات. إخراج غانم حميد. وزارة الثقافة . العراق.
7.صدى الصمت . إخراج فيصل العميري. المسرح الكويتي.
8.لا تقصص رؤياك. إخراج محمد العامري . مسرح الشارقة الوطني.


عروض المهرجان و التي يتم اختيارها من قبل لجنة عربية، عددها 7.

1.عطيل – الجزائر. إخراج مداح أحمد. جمعية النوارس.
2.ضيف الغفلة – المغرب. إخراج مسعود بوحسين. مسرح تانسيفت.
3.التابعة – تونس. إخراج توفيق الجبالي. تياترو تونس.
4.عنف – تونس. إخراج فاضل الجعايبي. المسرح الوطني . تونس.
5.ليس إلا – تونس. إخراج إتصار العيساوي.
6.برج الوصيف – تونس. إخراج الشاذلي العرفاوي. المسرح الوطني التونسي.
7.العرس – الكويت (العرض الفائز في مهرجان الكويت المسرحي ديسمبر 2015).

المؤتمر الفكري. 
و يتكون من خمس ندوات تعقد على مدار خمسة أيام بمشاركة 30 مفكراً و فناناً صاحب تجربة، تتناول هذه الندوات حقوق الفنان و المتغيرات العاصفة التي تصيب العالم و المسرح، تتناول أيديولوجيا الاستبداد و ندوة تتناول أثر التقنيات الرقمية و مجاورتها و محاورتها، و ندوة عن السينوغرافيا في المشهد المسرحي العربي كما يتضمن المؤتمر مناظرة خاصة بين المسرح التجاري و المسرح الجاد، و مواجهة مع نجوم هجروا المسرح إلى التلفزيون، (لمزيد من المعلومات يرجى الاطلاع على الجداول المرفقة)
الندوات التطبيقية.
تخصص الندوات التطبيقية للعروض المتنافسة على جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، و سوف يتولى عملية تقديم القراءة النقدية في هذه العروض مجموعة من أساتذة المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، حيث تم اختيارهم و تزويدهم بفيديو الاعمال حتى تكون القراءة النقدية عميقة و تفصيلية و تتجاوز الانطباعية التي تتكون من مشاهدة العرض للمرة الأولى على المسرح. (للتفاصيل يرجى الاطلاع على البرنامج التفصيلي).
الورش التأهيلية.
يشهد المهرجان عقد خمس ورش و هي :
1.همس الصحراء، تؤطرها الفنانة البريطانية جوليا فارلي.
2.المونولج الشخصي و الارتجال، تؤطرها الفنانة المصرية نورا أمين.
3.التمثيل الإيمائي ، يشرف عليها و يؤطرها الفنان فائق حميص من لبنان، بالإضافة إلى الفنانةعايدة صبرا من لبنان و الفنان د. نوفل عزارة من تونس (شبكة الإيمائيين العرب).
4.السينوغرافيا دراماتورجيا ركجية، يشرف عليها و يؤطرها الفنان المغربي عبد المجيد الهواس ، بالإضافة إلى الفنان عبد الحي السغروشني من المغرب، و بمشاركة الفنان التونسي د. فتحي العكاري، الفنان الجزائري د. عبد الحليم بوشراكي، الفنان البحريني يوسف الحمدان،الفنان المصري المهندس حازم شبل. الفنانة السورية آنا عكاش. (شبكة السينوغرافيين العرب)
5.الورشة الخاصة بتأهيل الموهوبين من مراكز ناشئة الشارقة ، إذ توفد هذه المراكز و ضمن تفعيل اتفاقة التعاون بينها و بن الهيئة 10 من الموهوبين و يتم تأطيرهم على يد محمجوعة من المسرحيين العرب، و في هذا العام سيعمل على التدريب ثلاثة من المخرجين الشبان الذين أثبتوا حضورهم في المسرح، أمين ناسور من المغرب، أحمد سرور من الأردن، سامي الزهراني من السعودية.
oفعاليات ثقافية و فنية متنوعة :
oمعرض لإصدارات الهيئة 130 عنوانا مسرحياً.
oعشرون من المؤتمرات الصحفية المتخصصة.
oبث مباشر للفعاليات على كافة شبكات التواصل الاجتماعي و موقع الهيئة العربية للمسرح.
oمعرض لأعمال 24 من السينوغرافيين العرب.
التكريمات: 
يشهد المهرجان تكريمات متعددة ، و هي :
oتكريم لعشرين من الشخصيات المسرحية الكويتية واد المسرح الكويتي والمرشحة من قبل المجلس الوطني  في الكويت.
oتكريم الفائزين بمسابقة التأليف للعام 2015.
oتكريم المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب بصفته الجهة التي تصدر سلسلة المسرح العالمي التي أثرت المكتبة المسرحية المترجمة إلى العربية.
إصدارات خاصة بمناسبة المهرجان و عددها 7 إصدارات.
مجلة المسرح العربي العدد 20 و يحتوي ملفاً خاصاً عن المسرح الكويتي.

خطوة جديدة في هذه الدورة :
يستضيف المهرجان :
oأعضاء لجان المشاهدة و الترشيح المحلية التي شلكتها خلال العام 2015.
oاللجنة العربية التي قامت باختيار العروض المشاركة.
oعدداً من المخرجين الذين تميزت أعمالهم لكنها لم تتأهل للمهرجان.
و سوف يكون هناك ملتقى يومي بين هذه اللجان و أصحاب الأعمال و نقاش حول تقييم هذه اللجان لهذه الأعمال.


هذه خريطة عامة للمهرجان، هذه هي الأسباب التي جعلته الحدث المسرحي الأبرز على امتداد الوطن العربي، لأنه مهرجان للمبدعين العرب و بهم.

السبت، 26 ديسمبر 2015

غدا مؤتمر صحفي يعلن فية الأمين العام للهيئة العربية للمسرح عن فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان المسرح العربي 2016

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

  بمقر الأمانة العامة للهيئة العربية للمسرح الشارقة… مؤتمر صحفي لأضخم حدث مسرحي عربي

تعلن الهيئة العربية للمسرح، أن السيد الأمين العام سيعقد غدا الأحد 27 ديسمبر 2015 على الساعة 12 ظهرا بمقر الأمانة العامة للهيئة العربية للمسرح الشارقة مؤتمراً صحفياً للإعلان عن تفاصيل برنامج أضخم مهرجان مسرحي عربي (مهرجان المسرح العربي في دورته الثامنة) و أهم جائزة مسرح عربية (جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.
حيث يشهد المهرجان المرحلة الأخيرة من التنافس لنيل هذه الجائزة بعدد سلسلة تصفيات محلية عربية شملت ما يزيد على 400 مسرحية عربية، تفاصيل هامة في هذا المهرجان الذي يشارك فيه ما يزيد على 400 فنان مسرحي من كل أنحاء الوطن العربي و المهاجر، ورش و ندوات و مناظرات و مواجهات كلها تجعل هذا المهرجان العلامة الأبرز.
تجدر الإشارة أن الدورة الثامنة ستعقد في الكويت من 10 إلى 16 يناير 2016، حيث تشكل الكويت المحطة الثامنة لهذا المهرجان الذي عقد في القاهرة و تونس و بيروت و عمان و الدوحة و الشارقة و الرباط.



غدا مؤتمر صحفي يعلن فية الأمين العام للهيئة العربية للمسرح عن فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان المسرح العربي 2016





 مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

  بمقر الأمانة العامة للهيئة العربية للمسرح الشارقة… مؤتمر صحفي لأضخم حدث مسرحي عربي

تعلن الهيئة العربية للمسرح، أن السيد الأمين العام سيعقد غدا الأحد 27 ديسمبر 2015 على الساعة 12 ظهرا بمقر الأمانة العامة للهيئة العربية للمسرح الشارقة مؤتمراً صحفياً للإعلان عن تفاصيل برنامج أضخم مهرجان مسرحي عربي (مهرجان المسرح العربي في دورته الثامنة) و أهم جائزة مسرح عربية (جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.
حيث يشهد المهرجان المرحلة الأخيرة من التنافس لنيل هذه الجائزة بعدد سلسلة تصفيات محلية عربية شملت ما يزيد على 400 مسرحية عربية، تفاصيل هامة في هذا المهرجان الذي يشارك فيه ما يزيد على 400 فنان مسرحي من كل أنحاء الوطن العربي و المهاجر، ورش و ندوات و مناظرات و مواجهات كلها تجعل هذا المهرجان العلامة الأبرز.
تجدر الإشارة أن الدورة الثامنة ستعقد في الكويت من 10 إلى 16 يناير 2016، حيث تشكل الكويت المحطة الثامنة لهذا المهرجان الذي عقد في القاهرة و تونس و بيروت و عمان و الدوحة و الشارقة و الرباط.


"ظمأ المفازات".. إصدار جديد لخمس مسرحيات

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

صدر حديثاً عن دار الشؤون الثقافية العامة وضمن سلسلة الإبداع المسرحي كتاب بعنوان "ظمأ المفازات" للكاتب شوقي كريم، واحتوى الكتاب على خمس مسرحيات، ب167 صفحة من القطع المتوسط الحجم.
بدوره ، أكدّ الكاتب شوقي كريم في تصريح خاص انّ هذا الكتاب يتضمن خمس مسرحيات قدمتها الفرقة الوطنية للتمثيل، البعض منها قُدم في المحافظات أيضاً، وإحداها قدمت في تلفزيون بغداد، وهي ضمن مفازات، وتتحدث عن العلاقة الفكرية والثقافية بين الإمام الحسين(عليه السلام) والسيدة سكينة (عليها السلام)، كتجربة جديدة في قراءة وكتابة التاريخ الإسلامي الحديث وخاصة واقعة الطف.
وأضاف كريم: "أولى هذه المسرحيات هي (سفارات)، وقد فازت بالجائزة الثانية لمسابقة دار الشؤون الثقافية لعام 2013، وهي قراءة جديدة لما حدث من هجرة الشباب، وكأني كنت أتنبأ أنه سوف تحدث مثل هذه المأساة في العراق ولهذا أسميتها (سفارات)، وهي كوميديا محزنة حدثت حقيقة أمام السفارة التركية ذات يوم، ولكني قرأت هذه الواقعة بشكل آخر، والمسرحيات الأخرى تتحدث أيضا عن إشكاليات المجتمع العراقي، ومنها مسرحية (خرابيط) التي أخرجتها الفنانة عواطف نعيم، والتي أثارت جدلاً كبيراً وقدمها الفنان عزيز خيون، والتي كانت باكورة أعمال الفرقة الوطنية، ربما شكلت حجر عثرة أمام المسرح العراقي الحديث".
وأوضح كريم: "هذه المسرحيات هي تجربة ثالثة لي، وأنا حريص بأن أصدر كتاباتي المسرحية في مجاميع؛ لكي لا تذهب كما ذهب المسرح العراقي، فالتوثيق الكتابي مهم ضمن هذا المجال، وأعتقد انّ المسرح بحاجة مهمة لمثل هذا التوثيق".


المدى 

مسرح عالمي: "حروب الورد".. حيث يندمج التاريخ والفن

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني


تظل وجهة النظر المستمرة صحيحةً بالتأكيد فيما يتعلق بمسرحيات شكسبير التاريخية نظراً لكون تصورنا الشعبي للعصور الوسطى يأتينا بشكل كامل تقريباً عبر موشور التعاقب الزمني للكاتب من ريتشارد الثاني إلى ريتشارد الثالث، كما يقول الناقد مايكل أردينتي في عرضه هذا.
ونادراً ما كان لتلك المسرحيات تأثير أعظم مما حصل حين قام بيتر هول المخرج الشاب لفرقة شكسبير الملكية، المتشوق لاستكشاف النضالات السياسية لمرحلة أوائل الستينات، بالتحول إلى أكثر سلاسل شكسبير دمويةً، ثلاثية هنري السادس وريتشارد الثالث. 
وبالرغم من كل شعبيتها مع أرضيات شكسبير، كان هول يشك في أن تفرض الثلاثية الصبر لدى جمهور مشاهدين معاصر فطلب من زميله جون بارتون تحرير المسرحيات الثلاث وجعلها اثنتين، قُدِّمتا، مع ريتشارد الثالث، باسم " حروب الورد Wars of the Roses ". 
[ وحروب الورد، تاريخياً، كما تذكر ويكيبيديا، سلسلة من الحروب الأسرية من أجل عرش إنكلترة، جرت بين مؤيدي فرعين متنافسين من بيت بلانتاجينيت الملكي، وهما أسرتا لانكستر ويورك. وقد خاضها الطرفان في حلقات متقطعة عديدة بين عامي 1455 و1487، وإن كان هناك قتال له علاقة بذلك قبل وبعد هذه الفترة. وقد نجم النزاع عن مشكلات اجتماعية ومالية أعقبت حرب المائة عام، وهي سلسلة النزاعات التي اشتعلت من عام 1337 إلى عام 1453 بين أسرة  بلانتاجينيت، حكام إنكلترا، و أسرة فالوا Valois، حكام فرنسا. ويشير اسم " حروب الورد " إلى رمزي الوردة البيضاء والوردة الحمراء لدي الأسرتين المتنازعتين، يورك ولانكستر.] 
ولقد حدد الانتاج المتغلب للعمل المسرحي أسلوب فرقة شكسبير الملكية على مدى العقود الثلاثة القادمة: تقديمات مسرحية احتياطية موصوفة على نحوٍ جميل ظهرت علاقة ما فيها بوقتنا هذا من خلال النص وليس عن طريق فرض "تصوراتها" التافهة عليه، كما هي الحال مع مخرجين أقل موهبةً. 
وقد دفع تريفور نَن Nunn ، الذي أعقب هول في فرقة شكسبير، ضريبة لمستشاريه الاثنين بامتطائه الدراجة الثلاثية في " مسرح الورد Rose Theatre"، الذي تطابق منصة العرض فيه تلك التي في مسرح الورد في بانكسايد، حيث جرى تمثيل مسرحية هنري الخامس لأول مرة. 
وإنها لبهجة غامرة تتبّع السرد الجارف حيث يتجلى انهماك شكسبير بطبيعة الملوكية ورعب الفوضى الدائم في النزاع الدامي بين أسرتَي يورك ولانكستر، وتنبعث أسماء الأماكن على نحوٍ مثير في مكائد سَفوك، نورفوك، سوميرست، بيدفورد، و أيكستر.
ولا يمكن إنكار الفقرات المملة، خاصةً في المسرحية الثانية، المعنوَنة هنا بـ " إدوارد الرابع "، حيث تفتقر الصدامات الضروس التي لا نهاية لها إلى التنوّع. والكثير من الشعر هنا بلاغي والوصف غير مشذَّب.
ويمكن القول إن تفسير دوق بورغندي لوجهه المتغير وهو يلتحق بجيش جون الأركي: " إما أنها قد سحرتني بكلماتها أو أن الطبيعة تجعلني ليّناً بشكل مفاجئ " يُظهر لامبالاة شكسبير الشاب بالحقيقة السايكولوجية.
ومع هذا فإن نَن، وهو يعمل مع مصممه لوقت طويل جون نابير، ويستخدم موسيقى غاي وولفيندن الأصلية، يوجهنا عبر عالم السياسة القروَسطية المتاهية بمهارة كاملة، إلا في مشاهد المعركة، الممسرحة مع ضوء صاعق وجليد جاف، حيث تبدو جمالية فرقته الشكسبيرية باهتة.  
ومن بين مباهج المشروع رؤية تطور الشخصيات مثل وُرويك الذي يقوم بدوره تيموثي ووكر، و كلارينس ( مايكل زافيير ) عبر المسرحيات، وتعدد مواهب الممثلين في أجزاء متنوعة، منهم أليكسندر هانسون، أندرو وودول، أليكساندرا جيلبريث، سوزان ترَيسي و روفاس هاوند.
ويتّسم تمثيل جولي ريتشاردسون هنا بالالتزام الشديد في دور الملكة مارغريت المحوري، لكن مداها الصوتي محدود وغالباً ما تُجبر على الصياح. أما الخيبة الكبيرة فهو ريتشارد الثالث ( روبرت شيهان ). إنه يتسكع هنا وهناك، كارزمياً وبلا شخصية، في البلاط، مثل مولسوَرث. و بالمقارنة معه، نجد أليكس وولدمان رائعاً تماماً بدور هنري السادس. فهو، في دوريه كملك صبي بريء و عاهل في منتصف العمر على السواء، يجلب الدفء والكوميديا اللطيفة للبلاغة الرسمية في مشاهد البلاط، ومؤثر على نحوٍ عميق في حالة عزله وموته.

 ترجمة/ عادل العامل
 عن/ Express

المدى 

الجمعة، 25 ديسمبر 2015

يوسف رقّــة : أتوقع نهضة كبيرة للمسرح العراقي بعد أن أنهكته الحروب

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني


يوسف الرقة ، كاتب مسرحي لبناني بدأ حياته  كممثل في مسرحيات شبابية ، كان يعتلي المسرح دون إعطاء علم للأهل الذين كانوا يخافون من تأثير المسرح على تحصيله الدراسي ، ثم شاءت الظروف أن يشارك في كتابة نص مسرحي يأخذ الطابع الوطني أو ” الثوري ” في ذلك الزمن ، أي زمن الاندفاع القومي ، وقام باخراج العمل في باحة المدرسة ، حيث طلب من عمال البناء إحضار بعض الأخشاب من ورشهم لبناء منصة مسرح في ملعب المدرسة .. 
ثم اختار معهد الفنون في الجامعة اللبنانية لدراسة المسرح وتخرج عام 1981، بعد ذلك، وكتب مسرحية ” الشاطر” المستوحاة عن نص لكاتب ألماني هو برتولت برشت، وأخرج هذا العمل على خشبة المركز الثقافي الألماني، وهناك اكتشف نفسه ككاتب، حين طلبت رئيسة المعهد من أحد مساعديها مقارنة ما كتبه مع النص الأصلي، فوجدت أنه شرع  إلى كتابة نص جديد مستوحى من النص الأصلي.
ثم كتب مسرحية ” 33 صلاة في جوف الحوت ” التي أخرجتها المخرجة الكندية (أليس رون فارد) وفاز بجائزة وتقدير اتحاد كتاب الدراما في مونتريال … بعد ذلك كتب ” أحلام يومية ” الذي لفت اهتمام الهيئة التحكيمية لهيئة المسرح العربي في الشارقة واختارته بين 20 نصا عربيا من أصل 140 مشاركا في مسابقة التأليف المسرحي لعام 2015.
ويؤكد الكاتب المسرحي اللبناني يوسف رقة بانّ نص مسرحيته الجديدة " أحلام يومية " ينبع من إيمان عميق بالقيم الإنسانية ولا يتعارض مع الإيمان بل هو دعوة إلى الإيمان والابتعاد عن المغالاة التي قد تؤدي إلى تفتيت المنطقة وتقسيمها إلى دويلات متناحرة باسم الدين.. "أضواء المدى" التقت  بالكاتب يوسف رقة بعد حفل توقيع نصه المسرحي في معرض بيروت الدولي للكتاب وبادرناه بالسؤال التالي :
 أولا نرحب بك استاذ يوسف ونبارك لك صدور نص مسرحيتك الجديدة " أحلام يومية "، ماذا تقول عنها ؟
- هي مسرحية مسلية، خيالية وإن كانت تستند في مكوناتها إلى رؤية مريرة لواقع المنطقة، وهي تحاول إطلاق صرخة لرفض هذا الواقع المتزمت الذي أدخلنا في حروب وويلات لا يعرف حجم بشاعتها إلا الذين خاضوا غمارها.. إنني من الذين عاشوا الحرب الداخلية اللبنانية بفصولها كاملة وأردت أن أحذر الآخرين والأجيال الصاعدة الذين يعتقدون بان الحرب نزهة ورجولة بان الحروب التي لا توجه إلى عدو خارجي محتل هي حروب خاسرة دائما وتحطم كل آمال المستقبل.. الحروب داخل الارض الواحدة والوطن الواحد والامة الواحدة في حروب عبثية لا نفع لها سوى تدمير البلاد ومحو ثقافتها وتراثها وحضارتها الانسانية.
  ما هي حكاية المسرحية ؟
-  حكاية رجل وزوجته نزحا إلى خيمة في مكان ما ينتظران نهاية الحرب، وعند ما استقرت الأوضاع قررا العودة إلى ديارهما فوجدا بان البلاد باتت تحمل اسم مذاهب وأديان وليس اسم الأوطان، وبالتالي بات عليهما الافتراق لان زواجهما كان مختلطا أي ان الزوج من مذهب والزوجة من مذهب آخر، طبعا معالجة الحكاية مسرحيا ليست بالشكل الذي نسرد به الموضوع بل تأتي عبر أحلام خيالية تسلط الضوء على كثير من الاشارات التي تقلق الكاتب، إشارات فكرية وفلسفية إضافة إلى قضايا المنطقة وإشارات إلى عدم الاكتراث الدولي لما يحدث في بلادنا وفي فلسطين أيضا.
 ماذا عن بدايتك المسرحية ؟
- مثل كل الاطفال الذين يتأثرون ببرامج التلفزة ويلعبون مع رفاقهم ويعيشون شخصيات من محض خيالهم، ولكن هناك بعض الاصدقاء وجدوا لدي مقدرة تمثيلية، وسرعان ما صدقتهم وبدات أشتري الكتب بدل شراء الكعك إلى أن عرض علي ّ التمثيل في إحدى المسرحيات حيث اصطدمت بمعارضة الاهل وخوفهم على دراستي، لكنني لم اكترث وبدات في المشاركة سرا في بعض الاعمال دون إخبارهم أو علمهم إلى أن جاءت الظروف ودعوتهم إلى عمل مسرحي كنت اشارك فيه ونلت إعجابهم..
بعد ذلك قمت بمشاركة بعض الاصدقاء بتاسيس فرقة للمسرح وبدأنا العروض والتجوال في قرى جنوب لبنان إلى أن قررت دراسة المسرح في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية ونلت دبلوم الدراسات العليا في المسرح في العام الدراسي 1980-1981.
  يبدو بان بدايتك كانت في مجال التمثيل، ما الذي أخذك إلى التأليف؟؟
 - الممثل يجسد الشخصية التي كتبها المؤلف وفق رؤية وتوجيهات الممثل، وبالتالي يجد متعة ذاتية بالخروج من شخصيته إلى الشخصية التي يلعبها على خشبة المسرح وأمام الجمهور.. أما الكاتب فهو يفرغ ما بداخله على الورق، يصرخ دون أن يسمعه أحد. ذهبت إلى الكتابة لأصرخ وأقول ما يقلقني، ربما يقرا أحدهم ما كتبته، ربما ينقل إلى الخشبة ما أريد قوله بصدق أو لا، لا اعلم، لأن الأمر يخرج عندها عن إرادتي ويصير بين أيدي المخرج، وبشكل رئيس تحت سيطرة الممثل عند فتح الستارة.. لذلك قلت في مقدمة كتابي : " أحمل قلقي وحيدا، أقرأ النص قبل النوم، أضحك قليلا، ثم أغفو".
 أنت عملت في الإخراج المسرحي وفي التأليف، أيهما أقرب إليك ولماذا ؟
  - العمل في الاخراج المسرحي متعة كبيرة لكنه مسؤولية كبيرة ايضا، مسؤولية عن الفريق الذي يعمل معك، مسؤولية عن النص وإيصال فكرة الكاتب والذي يصير وفجأة بين يدي الممثل عند العرض، حيث تفقد السيطرة على الممثل عند إعتلائه الخشبة أمام الجمهور، الاخراج رؤية بصرية للعرض.. الكتابة للمسرح رؤية فكرية وبصرية في آن، وهي الأساس أو المدماك الأول لبناء العرض المسرحي..بالنسبة لي أحب الابداع في الاخراج المسرحي لإمتاع عين المشاهد، واحب الكتابة للمسرح لامتاع فكر القارئ وإثارة الأسئلة في وعيه الثقافي والاجتماعي..
  ما هو العمل المسرحي الذي تعتقد بأنه ترك بصمة في حياتك؟
-  بدون أي تردد، هو العمل الذي قدمته في العام 1976 وحمل عنوان " برلمان " حيث طلبنا من عامل بناء في ورشة، بناء منصة خشبية في مدرسة بلدة شحور الجنوبية، وطلبنا من كل شخص إحضار كرسيه معه لمشاهدة المسرحية التي حملت الطابع الوطني، كان العمل ناجحا والأهم هو الألفة بين أعضاء الفرقة التي قدمت هذا العمل بشكل تطوعي هدفه الوحيد هو تنشيط الحركة الثقافية في تلك البلدة.
 كيف تنظر إلى الفن العراقي اليوم؟
- الفن العراقي اليوم يحاول النهوض من جديد بعد أن انهكته الحروب المتتالية وباشكالها المختلفة وأخطرها ما نراه اليوم، الفن العراقي رغم ذلك يشهد حركة فنية لافتة داخل العراق وخارجه في الغناء والشعر والثقافة.. أما المسرح فمن المعروف عن العراقيين إهتمامهم بالمسرح وبالمدارس المسرحية التي أتوقع لها نهضة كبيرة على مستوى عال، وقد بدات هذه النهضة بالظهور مؤخرا بعد أن حصد كاتبان عراقيان جائزة الهيئة العربية للمسرح في التأليف المسرحي.
 لو عاد بك الزمن إلى الوراء، هل تختار مجالا آخر غير الفن؟
  - أصلا الفن هواية، وهو كذلك الآن، ولو عاد الزمن إلى الوراء فلن اختار إلا الفن الذي صنع شخصيتي وجعلني أكثر اقترابا من المجتمع وهمومه وثورته وإنسانه.. المسرح هو من علمني أن أكون إنسانا وأن أتواصل مع الآخرين.
 كلمة أخيرة ترغب بقولها للشعب العراقي والعربي من خلال جريدة "المدى"، ماذا تقول؟
 - كلام كثير، أختصره بجملة واحدة : ابتعدوا عما يخطط له العدو منذ مئات السنين، وهو إغراقكم في مستنقع المغالاة في الدين بهدف تفتيت بلادكم وتهجيركم وجعلكم في قوقعة من الانعزال وعدم التواصل فيما بينكم كشعب واحد يحمل آمالا واحدة ومصيرا مشتركا واحدا.


بيروت/ غفران حداد 
المدى 

طلاب «طيبة» يجسدون مسرحية الأحدب فى مسرح جلال الشرقاوى

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

احتفلت مدارس طيبة المتكاملة الدوليه برئاسة د. صديق عفيفى في سهرة رائعة عن السلام بعرض مسرحية الأحدب في سكة السلامة 2 وتم عمل وقفة من فريق مسرح طيبة لنشر السلام، حيث قاموا بجعل حمام السلام تحلق فوق مسرح الفن جلال الشرقاوي منادين أعطوا السلام فرصة .
كان ذلك في حضور راعي الإبداع و المبدعين د.صديق عفيفي وحرمه، ونقيب السينمائين الأستاذ مسعد فودة، حيث تسلم جائزة الفنان الراحل صلاح منصور عن دورة الأحدب في فيلم مع الذكريات وفي حضور الفنان فتوح احمد رئيس البيت الفني للمسرح والمخرج الكبير جلال الشرقاوي والفنان صبري عبد المنعم والفنان فاروق الرشيدي والمستشار الدكتور هاني شنودة والذي اهدي فريق العمل بعض من أغاني فرقة المصريين، وفي حضور وفد التربية والتعليم وإدارة العبور التعليمية ود .سمية العزب رئيس نادي روتاري سقارة.
جدير بالذكر أن العمل تأليف أحمد شلبي واستعراضات عصمت المليجي، وتنفيذ مشاهد تامر السحيمي ورحاب محمد وديكور المهندس وليد هارون وخلفيات سهير يوسف اشعار محمد حلمي، وهذا العمل رؤية وإخراج نيرفان صادق في دعوة منها لإحياء المسرح المدرسي وتعميق الأخلاق والمواطنة ودمج الأدب العالمي والمصري.

الخميس، 24 ديسمبر 2015

"شهرزاد” في جلسة القراءة المسرحية بمكتبة الإسكندرية

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

تنظم مكتبة الإسكندرية جلستها الشهرية للقراءة المسرحية باللغة العربية يوم الأربعاء الموافق 30 ديسمبر 2015 في تمام الساعة الخامسة مساءً بمكتبة الإسكندرية، المبنى الرئيسي، قاعة شراع الدور الثالث؛ حيث سيقرأ المشاركون مسرحية «شهرزاد» للكاتب توفيق الحكيم، بعد إسناد كل شخصية من شخصيات المسرحية إلى أحد المشاركين.

تعد مسرحية «شهرزاد» من أهم الأعمال المسرحية للكاتب توفيق الحكيم وأشهرها، وتتميز بعمقها الفكري وتجولها في مكنونات النفس البشرية، وبحثها بين مضامين الأفعال والأحكام التي يقدمها الإنسان.
تنطلق المسرحية من مقصورة الملك شهريار، والذي يتنقل ما بين الأفكار الآخذة بالدوران في رأسه حول آخر خليلة اتخذها. فقد اعتاد أن يأمر بقتل زوجاته اليوم التالي للزفاف، ظلمًا وبهتانًا، وذلك لاعتقاده بأنّ النساء لا مأمن لهن، ولا يصنَّ العرض. ويرجع السبب في ذلك إلى ما تعرض له شهريار من خيانة من قبل زوجته الأولى، فقد دخل عليها وهي برفقة عشيق لها، فأمر بقتلهما معًا، ومنذ ذلك الحين، كان يتزوج النساء ويقتلهن في الصباح التالي لليلة زواجه حتى جاءت شهرزاد.
فقد وافقت شهرزاد على الزواج منه، وقررت أن تقوم بمحاولة لقيت الكثير من النجاح، وهي أن تقوم بسرد أحد قصصها على الملك كل ليلة ولا تكمل القصة؛ وبذلك تبقى هي علي قيد الحياة ويبقى هو متعلق بالقصة. وصل عدد القصص التي روتها ألف قصة في ألف ليلة وليلة، وشفي الملك من كرهه للنساء وأحب شهرزاد.
ولكن بدأت الشكوك والظنون تجتاح عقل الملك، فكيف يمكن لفتاة في العشرين من عمرها أن تكون بهذه الحكمة التي لم يعهدها أحدًا من قبل؟ كانت شهرزاد وكأنها عاشرت الحياة على الأرض منذ بدء الخليقة، أو كمن عاهد كل الأحداث، ودرس كل العلوم، وخاض كل التجارب، وجرب كل الملذات، وعرف خبايا الأمور. عجز شهريار عن أن يجد إجابة لتلك الاسئلة التي تجول في خاطره، فقرر اللجوء إلى طرق أخرى، فيا ترى ما هي تلك الطرق التي لجأ إليها؟ وهل وجد إجابة لتساؤلاته وخرج من حيرته؟


القاهرة ـ بوابة الوفد:

الأربعاء، 23 ديسمبر 2015

أسماء العروض الفائزة في "نجوم المسرح الجامعي"

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

شهد مركز الإبداع الفني بالأوبرا،  وبحضور المخرج خالد جلال ورئيس صندوق التنمية الثقافية مؤتمرا صحفيا للإعلان عن العروض المسرحية الفائزة والتي جاءت ضمن المسابقة الرسمية لمواسم نجوم المسرح الجامعي "الموسم الثاني" كالآتي: جامعة عين شمس العرض المسرحي "نهاية اللعبة" من إخراج يوسف مصطفى، جامعة القاهرة "منحنى خطر" إخراج محمد عبدالستار، جامعة حلوان "بجماليون" إخراج عمار سامح، جامعة عين شمس "اورفيوس" إخراج مصطفى السعيد، جامعة المستقبل "نزهة في أرض المعركة" إخراج كريم شهدي، جامعة عين شمس"فصيلة على طريق الموت" إخراج محمود حسن حجاج، جامعة القاهرة وحلوان"العبدة" إخراج أحمد ياسر بدوي، جامعة القاهرة "راشمون" إخراج باسم خيري، جامعة القاهرة وحلوان "هم هاملت" إخراج ياسر بدوي، جامعة عين شمس "العهد المفقود" إخراج أحمد مصطفى.
وتكونت لجنة المشاهدة من: ياسر صادق، أحمد خميس، هند سلامة، مي سليم، مقرر لجنة المشاهدة منى فضل. بينما تكونت لجنة التحكيم من: الفنان عزت العلايلي رئيسا، الفنانة سهير المرشدي، الناقدة عبلة الرويني، االدكتور الناقد عمرو عبد الله، الدكتورة الناقدة مروة عوده.


طارق سعيد أحمد
البوابة نيوز 

مهرجان المسرح المعاصر في السودان يضيء ليالي الخرطوم

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني


شهدت كلية الموسيقى والدراما في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا مهرجان المسرح المعاصر، في الفترة من 10- 15 كانون الأول/ديسمبر الحالي، وشهد المهرجان حضورا كبيرا من الجمهور والمهتمين بالدراما.
يقول فضل أحمد عبد الله، عميد كلية الموسيقى والدراما، إن فكرة المهرجان نبعت من ضرورة وجود أدوار حقيقية للكلية في الاتصال المباشر بالمجتمع، وفقا لسياسات الجامعة، خاصة أن الفنون تعتبر في قمة هرم التنمية البشرية وترقية المجتمع. ويضيف فضل الله، أن الكلية بدأت هذا الاتجاه من خلال فرقة الكورال الموسيقية التي خرجت للجمهور، وأصبحت تقدم حفلات في المسارح العامة، وتم تكوين فرقة مسرحية للغرض ذاته، ثم تم التفكير في مهرجان المسرح المعاصر، ووضع له هيكل فني وإداري، وتم الإعلان عن شروط المشاركة قبل خمسة أشهر، وتقدمت مجموعات عديدة للمشاركة وبعد جهود كبيرة من لجنة المشاهدة تم اختيار ثمانية عروض.
ويقول: وصلتنا عروض من خارج السودان منها عرضان من القاهرة، لكن اعتذرنا لهم لأن المهرجان في طور التأسيس ولا تتوفر له إمكانات كبيرة، لكن ومن العام المقبل يمكننا استقبال مشاركات من خارج السودان. 
ويقول عميد كلية الموسيقى والدراما، إن المشاركات كانت جيدة، عبر تقاليد أكاديمية، باعتبار ان المهرجان يدخل ضمن برامج ومناهج تدريب الطلاب والخريجين، لذلك شاركت فيه أكاديميات ومعاهد وكليات ذات صلة بالدراما، ومن أبرز الشروط أن يكون مخرج العمل خريج كلية الموسيقى والدراما، أو الكليات الأخرى النظيرة، سواء كانت داخل أم خارج السودان.
حفل المهرجان بمشاركة أسماء كبيرة في الوسط الفني، مثل سيد صوصل، تهاني الباشا، ربيع يوسف، أبوبكر الشيخ، وليد عبد الله وهم من الخريجين، وكذلك يوسف عمر حمزة وهو خريج جديد. ومن أساتذة الكلية شارك عادل حربي ومحمد جبريل وهو (تقني في شعبة الفنيات)، ووجدت العروض حضورا كبيرا من الجمهور العادي، خاصة فئة الشباب ومن المشتغلين في مجالات الدراما والفنون المرتبطة بها. ويقول فضل الله إن نسبة المشاركة كبيرة (1500) مشاهد في المتوسط، وإن التفاعل كان مدهشا، وتم اختبار مسرح الكلية الذي يحتاج في رأيه لبعض الإصلاحات الفنية، كما أن هذا الحضور أكد إمكانية استخدام هذا المسرح لتقديم عروض تجارية خاصة، وأنه يقع في منطقة ذات وجود فني قديم وفيها عدد من المراكز الفنية والثقافية.
لم يكتف المهرجان بالعروض المسرحية، وشهد الجانب الفكري فيه نشاطا مميزا، حيث قدمت ندوة تحت عنوان «المسرح والتحولات الاجتماعية» قدمت فيها ثلاث أوراق علمية من قبل أبو القاسم قور، الناقد عبد الحفيظ على الله والباحث راشد مصطفى بخيت، كما قدم أسامة أبوطالب المحاضر في معهد الفنون المسرحية في القاهرة، محاضرة تحت عنوان «المأثور الشعبي والمسرح». إضافة لذلك يقول عميد الكلية إن المهرجان أحدث حراكا واضحا في المشهد المسرحي، وأعطى دافعا قويا لبرمجته بشكل سنوي، وتم التأسيس لتبني أربعة عروض سنوية لفرقة الكلية المسرحية، تضاف إلى ذلك عروض التخريج السنوية، التي يقول إنها عادت من جديد بوصفها تقليدا راسخا انقطع منذ عشر سنوات وأضاف: نأمل أن تكون عروض التخريج في العام المقبل أفضل، وهي تمثل إضافة مميزة للنشاط الأكاديمي والفني بالكلية ويمكن من خلالها اكتشاف نجوم المستقبل في كافة التخصصات.

صلاح الدين مصطفى
الخرطوم- القدس العربي

الاثنين، 21 ديسمبر 2015

بث مباشر -حفل افتتاح مهرجان الامارات لمسرح الطفل الدورة الحادية عشر 2015

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
بث مباشر -حفل افتتاح مهرجان الامارات لمسرح الطفل 

الدورة الحادية عشر 2015


هل تخدم مسابقات النصوص والمهرجانات المسرحية النص الدرامي ؟ / -د.مؤيد حمزة

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

إشكالية فهم المسرح والدراما هي ما يعانيه أي كاتب مسرحي حقيقي، يكتب منطلقاً من مفهوم الدراما والمشهدية المسرحية. ويقرر أن يشارك في مسابقة.
فالدراما: حدث يؤدى بواسطة مؤدي أمام جمهور من الناس، وهنا نؤكد أننا نتحدث عن حدث يُقدَّم بصيغة المضارع، وهو فن يتم تلقيه في نفس لحظة صنعه أو أدائه، فهو فن آني. فالدرامي إذن هو الذي يكتب عن شخصيات تحيا وتتفاعل وتشعر أمام عينيه، ويحاول أن يكتب بلسان تلك الشخصيات التي يراها تحيا أمامه، ويتوقف الدرامي عندما لا تتحرك ولا تحيا تلك الشخصيات في الحيز الذي بناه بخياله. الدرامي بالوقت نفسه يستشعر بخبرته المشهدية وقع كلمات الشخصيات على الجمهور، بل ويشعر بالممثل الذي ينقلها على لسانه فلا يورط الممثل بكلمات مقعرة ليقال عنه أديب بارز مفوه، فهو (الدرامي) صلة وصل بين الخشبة والمشاهد، وليس المعبر عن الخشبة فحسب، فهو يدرك تأثير أحداث عمله الدرامي التي يبنيها على الصالة، أتحدث عن عمل درامي وليس نصاً فحسب، فهو لا يكتب نصاً أدبياً كما يصر البعض على تسميته، بل يؤسس (لحدث) يقدَّم على خشبة المسرح بواسطة (ممثل)، أمام (جمهور). 
حتى يصل الكاتب الدرامي إلى هذه المرحلة يلزمه الكثير من القراءات والمشاهدات، ويلزمه فوق ذلك استشعار طبيعة العلاقة بين (الممثل والشريك، الممثل والدور، الممثل والصالة). 
لهذا السبب كان الكاتب الأبرز في كل عصر من عصور المسرح يخرج من رحم العملية المسرحية، وتحديداً ممثل ( فكان سوفوكليس في العصر اليوناني، وشكسبير في عصر النهضة وموليير في الكلاسيكية الفرنسية، حتى هارولد بنتر في العصر الحديث، وهذه أمثلة قليلة ليست للحصر) 
ولم يكن أرستوتل أو كما يعرف بالعربية باسم أرسطو طاليس- كاتباً مسرحياً، ولا هكذا كان بوالو في عصر الكلاسيكية الفرنسية- والذي وضع قواعد للكتابة المسرحية لم يجرؤ أي كاتب على التمرد عليها- ولا أغلب النقاد في العصر الحالي. 
بعد هذه المقدمة نتساءل: 
على أي أساس يتم اختيار لجان التحكيم التي تقرر النص الفائز؟ صار العرف أن النص المسرحي هو عمل من جنس الأدب، فصار من الطبيعي أن  يُختار الأديب ليحدد الفائز بجائزة النص المسرحي. ووجدنا مسابقات كبيرة يفوز بها كتاب هم للأدب أقرب منهم للدراما. وبعد أن فازت نصوصهم بالجائزة الأولى الكبرى لم تجد مكاناً لها على خشبة المسرح، فأي مخرج سيتناولها يدرك على الفور أن النص ليس بحاجة لعملية إعداد فحسب بل ويحتاج إلى إعادة كتابة بالكامل، القصد أن النص بحاجة إلى إعادة كتابة درامية، أو صياغة درامية، كان النص يفتقد إليها ورغم ذلك حصل على جائزة، لأن لغة النص الشعرية أو الأدبية الراقية راقت للسيد/ة المحكم/ة الذي جاء من عالم الأدب وليس من عالم المسرح، ولا يعرف معنى الدراما وشروط هذا الفن. بل وصرنا نرى كتاب مسرح اشتهروا باصطياد الجوائز، ولم يعرض لهم نص مسرحي على خشبة المسرح قط. 
ونحن لا نستغرب هذا الخلط فكثيراً ما ينتشر في الصحافة والإعلام سوء فهم للدراما، فمنهم من يربط الدراما بالتلفزيون معتقداً أن الدراما هي المسلسلات التلفزيونية حصراً، حتى صرنا نسمع مصطلحا مثل فنان المسرح والدراما!! ( يقصد المسرح والمسلسلات التلفزيونية) وآخر يتحدث عن فشل ممثلي الدراما عندما يتوجهون للأداء على خشبة المسرح!!!، كما وتنتشر قنوات مثل إم بي سي دراما، وكايرو دراما وغيرها والتي تكون مخصصة لبث المسلسلات التلفزيونية حصراً، الأمر الذي رسخ الفهم الخاطئ لمفهوم الدراما وخصوصيتها. حتى وصل الأمر أن وجدنا عميد أحد المعاهد المسرحية يرد على سؤال المذيع عن رأيه بالأعمال الدرامية؟ فيقول:" لا، لا، لا .. أنا ما لي بالدراما.. أنا مسرحي "!!!!! . بعدها بفترة قصيرة ترأس لجنة تحكيم في مهرجان عربي كبير.  
طبعاً من خلال الإجابة تستطيع أن تخمن أي مسرحي هو!.
أمثال هؤلاء هم من يتصدى لتقييم النص الدرامي، ويقرروا مصير جائزة، وأحياناً يدفعوا كتاباً شباباً على تفصيل نصوص تبعاً لمقاييسهم، والتي يُعلن عنها فيما يسمونه تقرير لجنة التحكيم، مرسخين بذلك مقاييسهم الأدبية البعيدة كل البعد عن المسرح وفن المشهدية، كمقاييس مسرحية برأيهم. وهذه جريمة أخرى مضافة إلى جرائم المسابقات والمهرجانات المسرحية عندما يوكل الأمر لغير أهله. فبدلاً من أن يرتقي المهرجان أو المسابقة بالفن المسرحي يقوم بترسيخ أفكاراً سامة في قلب العملية المسرحية، وتنتج نصوصاً لا يمكن أن تصمد في أي ريبرتوار مسرحي لو كان في البلد حركة مسرحية حقيقية تعتمد على الجمهور والريبرتوار المسرحي، وليس على المهرجان والدعم الحكومي المباشر الذي يعطي الفرصة للنص الأدبي لتقديم عرض (اليوم الواحد) فقط. المخرج الدراماتورغ هو القادر على تحديد النص الدرامي الأنسب، وليس الأديب الباحث عن جمالية اللغة وبلاغتها، والذي يكون أكثر قدرة فعلاً لو كنا بصدد التحكيم لعمل أدبي.
المشكلة كبيرة وعميقة في الوعي الجمعي العربي بصراحة، فقد اعتاد رواد المسرح على التعامل مع النص المسرحي كجنس أدبي، بل واعتادوا لزمن طويل على إطلاق صفة الرواية على النص، ثم أطلقوا عليه صفة (الرواية المسرحية) إلى أن ورث مصطلح النص المسرحي تلك الصفات التي تطور عنها دون أن يتم تجريدها من تلك الرواسب الأدبية التي لازمته. ولا ننسى أن العرب أهل شعر وبلاغة، وأن السريان المستعربين عندما ترجموا كتاب أرسطو عن الترجيديا اليونانية قدموه على أنه كتاب شعر.    
عوداً إلى السؤال الذي يعنون المقالة:
هل خدمت الجوائز والمهرجانات المسرحية النص الدرامي؟ وهل تلعب المهرجانات والمسابقات في مجال النصوص دوراً مهما- كما تؤكد في بياناتها المختلفة- في تطوير حرفة الكتابة المسرحية وتقنياتها؟  
إذا كان أساتذة الدراما أحياناً لا يعرفون مغزى كلمة دراما؟ وإذا تعمدت بعض المعاهد المسرحية في الوطن العربي على الإستعانة بأساتذة أجلاء لتدريس النقد والتحليل الدرامي وهم في الأصل أساتذة أدب عربي ولم يدرسوا الدراما قط إلا من خلال مسرحيات كبار الكتاب العرب مثل توفيق الحكيم وأحمد شوقي وغيرهم ممن كتبوا نصوصاً للقراءة أكثر منها للعرض المشهدي، فيما بم يولوا أي اهتمام لدراسة نصوص الدراما العالمية لا بلغتها الأصل ولا حتى مترجمة. 
في هذا السياق أسوق مثالاً لكاتبة دراما مميزة.. (تغريد الداوود) كاتبة مسرحية كويتية. عصامية من حيث أنها علمت نفسها بنفسها، لا تكتفي بأن تكتب النص وتسلمه للمخرج، بل وتحرص على حضور البروفات وتتابع العمل وتشاهد بعينها كيف تتم العملية المسرحية، فتعلمت معنى أن تكتب لفن مشهدي، لغرض العرض لا للقراءة. فطورت من أسلوبها، وصقلته لتنتج نصوصاً درامية الطابع، بإمكانك كمخرج أن تضعها على خشبة المسرح دون أن تفكر بإعادة صياغة النص درامياً. بل- وأحياناً- دون أن تغير فيه كلمة واحدة. (تغريد) تكتب نصوصاً درامية بعيداً عن اللغة المقعرة فتستخدم كلمات خفيفة على لسان الممثل وأذن المتلقي على حد سواء.. تقرأ النص فتجد الشخصيات تحيا وتتفاعل ولا تتكلم فحسب، فلا مجال للثرثرة في نصوصها، حيث يشير الحوار إلى الفعل والمشاعر وإلى طبيعة الشخصيات ما أُعلن منها وما خفي، حوارات تُلمح ولا تُصرح، تكشف عن الفعل والحدث الذي يتطور بطريقة تشوق المشاهد إلى معرفة مآل الأحداث ونهاياتها.. 


نصوص تغريد تؤسس لعروض تحترم عقل المشاهد، فهي تترك له المجال ليؤل ما شاهد من أحداث ويسقطها على واقعه، ويفكر بما آلت إليه حاله وحال المجتمع من حوله.. نصوص تؤسس لعروض تجعل المتلقي يواصل التفكير في تأويل ما رأى وسمع وفهم حتى بعد أن يغادر المسرح.
هذا تماماً ما حدث عندما شاهدت أعمالها لأول مرة في عرض المحطة خمسين، وهذا ما رأيته في قراءتي لنصها الأخير (بلا غطاء)، والذي قدمته في مهرجان المسرح الكويتي 2015، دون أن أحضر العرض. نصوص فيها من الجدة والمرونة والحساسية للمشكلات ما يؤهلها باقتدار إلى أن تكتسب صفة النص الإبداعي، فتلك هي أهم عناصر أي عمل إبداعي. والأجمل أنك تستشعر أن هذا ما ينتج من كتابتها دون أن تفكر بذلك، أو تتقصده، أو تسعى وراءه بخطى حثيثة... فهذه العناصر تنتج بشكل عفوي كنتيجة طبيعية لفهم الكاتبة لخصوصية الكتابة للمسرح، ومن إحساسها بالفعل (الحدث) على خشبة المسرح، وحياة الشخصيات فيها. دون أن تحاول محاكاة نظرية معينة في الكتابة المسرحية أو التقيد بإشارات نظرية. فالنظرية ينبغي لها أن تتبع العمل الإبداعي وتنظر بناء عليه، لا أن تصنع قيوداً للمبدع أو هياكل للعمل الإبداعي لا يجوز الخروج عليها، وكل من حاول فعل ذلك طوال تاريخ المسرح فشل فشلاً ذريعاً ولم يذكره تاريخ المسرح إلا كمثال على الفشل. 
كاتبة كهذه تجعلك تحمد الله أنها لم تدرس في قسم النقد المسرحي لتغرق في عالم التلقين وتقبع حبيسة الصندوق الذي صممه ما صار يسمى "كشكول حمادة" والذي درس منه أساتذة النقد، ويصرون على أن يورثوه لطلبتهم.. مُقسمين على الحفاظ عليه وكأنه دستور حياتهم العملية والأكاديمية، وكل ما دونه محض هراء. 
ربما لا تغريد تحصل دائماً على جائزة، ربما بسبب أدبية الطابع للجنة، وربما لأن المنافس تمكن من تقديم نص مميز يستحق الجائزة، ولكن تبقى نصوص تغريد الداوود سابقة لعصرها، وسيفاخر أبناء الكويت في المستقبل أن بلدهم أنجب كاتبة بهذا الحجم، أذكر في ندوة المحطة خمسين أن ألمح البعض إلى أن النص (ربما كان عالمياً)!! مستكثرين أن تقوم فتاة كويتية محبة للمسرح بالكتابة بهذا المستوى العالي من الحرفية الدرامية، إلا أنني أدركت على الفور أن النص لا يمكن إلا أن يكون لها، بحساسيته لمشكلة محلية معاصرة وطرحها بطريقة ذكية، وبتوظيف مفهوم باطن النص، وخلق حالة تفاهم بين الكاتبة والمخرج المتميز (نصار النصار) وكل فريق العمل الذي كان واضحاً لعين الخبير وجود جو عام من التفاهم بينهم، وإصرار على تقديم عرض يلمح ولا يصرح، ويسعى إلى تحفيز التفكير، واتخاذ مواقف. هذا النص وإن تناول قضايا محلية، إلا أنه قدمها بطابع إنساني عالمي بحيث يمكن أن يُقدم النص في أي بلد أو مكان لينقل نفس الأفكار التي صاغتها المؤلفة، بالإضافة إلى ما يمكن لأحداث النص أن تفتح من مجالات للتأويل. 
وعلى الرغم من أنها كانت أول مرة أرى فيها الكاتبة وأسمع باسمها، إلا أنني صرحت: "بأن هذا الكاتبة ستأتي بما لم يستطعه الأوائل". وما هذه بنبوؤة بل استشعار الأكاديمي لموهبة أثبتت في كل عمل من أعمالها، أن رميتها تلك لم تكن من غير رام.. بل كانت نتيجة جهد متواصل من تعليم النفس وتطوير القدرات، وثمرة ثقافة فنية لا تكف عن النمو والتطور.  وكم من مربي في فن المسرح يستطيع أن يستشعر الموهبة في شخص لا يشعر ولا يصدق بوجودها عنده إلا بعد حين، تغريد الداوود كانت دائماً واثقة من قدرتها على الكتابة الدرامية، وواثقة من تقنياتها في تأسيس مشهدية مسرحية. ولايزال إبداعها مستمراً.  
لماذ أذكر قصة تغريد تحديداً؟
ليس لأنني أعترض على عدم حصولها على جائزة مهرجانية معينة، بل لأنه في كل مرة تفشل في الحصول على الجائزة، وتتوجه بكل تواضع (لا داعي له) لأعضاء اللجنة للإستفادة من ملاحظاتهم، يقال لها: "نصك ليس أدبياً"!!! وكأننا من جديد بحاجة إلى نشرح لهم مفهوم الدراما وخصوصية الفن المسرحي!!!


الجسرة الثقافية الإلكترونية

الأحد، 20 ديسمبر 2015

مسرحيّة بحال بحال عن معاناة المهاجرين في المغرب

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

    عرضت فرقة "مسرح المحكور" او "مسرح المقموع" مساء يوم الجمعة عرضين في كل من مدينة سلا والرباط لمسرحيتها (بحال بحال) التي تتحدث عن مشكلة ادماج الافارقة من جنوب الصحراء في المجتمع المغربي وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمهاجرين الذي صادف يوم الجمعة.
وكانت مسرحية (بحال بحال) التي تعني بالمغربية (مماثل او سواء) تعرضت للمنع في السابق. وتتحدث المسرحية عن معاناة المهاجرين من افريقيا جنوب الصحراء الذين يتوافدون على المغرب كبلد عبور وكبلد استقرار ايضا في حال فشلهم في التسلل الى اوروبا عبر المنافذ الشمالية للمملكة التي يشدد الحرس المغربي والحرس الاسباني المراقبة عليها.
ويعتمد مسرح "المحكور" المقتبس عن فكرة مؤسسه البرازيلي اوغستو بوال على تقنية العرض امام الجمهور ومشاركته وهو ما يلتقي في بعض النقاط مع فن المسرح الشعبي المغربي المسمى "بالحلقة" حيث تعرض المسرحيات في الهواء الطلق او امام جمهور من مختلف الشرائح والثقافات.
وتفاعل الجمهور المغربي في باب المريسة بسلا مع العرض وشارك برأيه في سيناريو المسرحية بل وشارك تلقائيا في التمثيل ايضا.
وعبر صور مختلفة من ديالو بالسنغال الى سيسي من الكاميرون.. قصة معاناة وصعوبة اندماج وعنصرية عاشها المهاجرون في المجتمع المغربي يحكونها بطريقة فنية في العرض المسرحي.
ويقول حسني المخلص منسق مسرح المحكور ان المسرحية "تعرض مشاكل الافارقة من جنوب الصحراء امام الجمهور هذا الاخير الذي يشترك مع الممثلين في ايجاد حلول لها."
واضاف "الشارع او الفضاء العمومي هو احسن مكان لالتقاء جمهور واسع بدون حواجز فعلى اعتبار عزوف الناس عن الذهاب الى المسارح فهذا النوع من العروض ياتي بالمسرح الى عند الجمهور."
ويشارك في المسرحية خمسة ممثلين مغاربة وخمسة ممثلين من افريقيا جنوب الصحراء من غانا والسنغال والكاميرون ومالي وساحل العاج.
وقال المهدي ازدام منسق مشاريع "جمعية جذور" المشاركة في مسرح المحكور "تفاعل الجمهور في الغالب ايجابي. نحاول ان نستغله لكي يبحث معنا عن الحلول."
واضاف لرويترز "نضع الجمهور في قلب المشكلة ونعرف منهم وجهة نظرهم حول مشاكل تقلق المجتمع المغربي ." وعن ادخال بعض التعديلات على مسرح اوغستو بوال لتتلاءم مع فن الحلقة الشعبي المغربي قال ازدام "اخذنا فكرة اوغستو بوال ومزجناها بفن الحلقة المغربية حتى يتفاعل معها الجمهور المغربي اكثر على اعتبار اهمية ’الحلقة’ في الثقافة المغربية."
وسبق لمسرح المحكور ان قدم عروضا اخرى في مدن مغربية مختلفة تاولت بالاضافة الى موضوع الهجرة مواضيع عن الحقوق والواجبات وسكان دور الصفيح او الاحياء الهامشية.
ويقول المغرب إنه وضع خطة لسياسة هجرة ناجحة في العام 2013 لادماج المهاجرين خاصة من افريقيا جنوب الصحراء. وقالت السلطات إنها حتى الان أدمجت 20 الف مهاجر افريقي بمنحهم بطاقات الاقامة في حين لا يزال المئات منهم في عدد من المدن المغربية. كما قالت إن عملية مراقبة الحدود والإدماج تكلف المغرب نحو 250 مليون دولار سنويا.


المصدر - الحياة

حاكم الشارقة يشهد انطــــلاق مهرجان المسـرح الصحراوي في دورته الأولى

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني


شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الليلة قبل الماضية، بمنطقة الكهيف، مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي في دورته الأولى، وسط أجواء فنية إبداعية تراثية خارج نطاق المألوف وفي فضاء بر الشارقة، والذي يقام بتنظيم من إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام.
حضور رسمي وفني وجماهيري
حضر انطلاق فعاليات مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، في دورته الأولى إلى جانب صاحب السمو حاكم الشارقة، كل من: الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، والشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والعميد سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة، وعبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام، والمهندس خليفة مصبح الطنيجي رئيس دائرة الإسكان، والدكتور طارق سلطان بن خادم رئيس دائرة الموارد البشرية، وسعيد مصبح الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم، وعلي سالم المدفع رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي، وخالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وعبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، وأحمد بو رحيمة مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام، وإسماعيل عبدالله أمين عام الهيئة العربية للمسرح، وجمع غفير من الفنانين والجماهير من عشاق المسرح ومتذوقي الفن، وممثلي وسائل الإعلام المختلفة.
وتابع صاحب السمو حاكم الشارقة، والسادة الحضور، أول عروض المهرجان، الملحمة المسرحية التي جاءت بعنوان «علياء وعصام»، وقد بنيت بحس درامي شيق ومنظور فكري عميق، حيث تتداخل فيها الأزمنة والأمكنة والعلاقات بين الشخصيات التي تنوعت بين حب وثأر، عبر جملة من المشاهد التي وظفت فيها التقنية الفنية والجمالية المتكاملة والمتفاعلة على خيط مشدود بين الشعر والسرد والمسرح.
ملحمة «علياء وعصام»، التي أعدها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، هي امتداد للمشروع المسرحي المبدع لسموه، أبو المسرح الإماراتي والعربي، وقائد مسيرته إلى التجديد والتطور، والعمل وبلا شك يمثل إضافة لذاكرة الثقافة المسرحية في دولة الإمارات، إلى جانب الأعمال الأخرى لسموه التي زينت مسارحنا: كعودة هولاكو والواقع صورة طبق الأصل، والقضية، والاسكندر الأكبر، والنمرود، وشمشون الجبار، وطورغوت، والحجر الأسود.
كما تابع صاحب السمو حاكم الشارقة بمعيّة حضور المهرجان، وفي الليلة ذاتها، ثاني العروض والذي جاء بعنوان «طوي بخيته»، المقتبس عن رواية بالاسم نفسه للكاتبة الإماراتية مريم الغفلي.
وجسدت المسرحية العلاقة الوثيقة، التي ربطت بين الإنسان البدوي وبيئته الصحراوية القاسية، وكيف تمكن هذا الإنسان من العيش في هذه البيئة، وتوظيف مواردها المحدودة بحياة متقشفة صعبة، فيها من المعاناة الشيء الكثير، ورغم ذلك استطاع هذا الإنسان البسيط معرفة أسرار هذه البيئة، وتعلم طرق العيش فيها معتمداً على شجاعته وفراسته وصبره، يتنقل بين كثبانها وأوديتها، سعياً وراء الماء والعشب.
ومع أن الرمال لا تحفظ آثار من سار عليها طويلاً، إلا أن ذاكرة ابن الصحراء الحاضرة ومشاعره المتقدة حفظت لنا الكثير من قصص تراث هذه الأرض، وطوي بخيتة واحدة من تلك القصص التي روت لنا صراع إنسان حُبِسَ بين ذكرياته، وبين حاجته إلى مواصلة حياته، فشاهدنا خلال فصول المسرحية الصراع المستمر بين الطرفين، وكيف أن الذكريات وغريزة البقاء طغت كل واحدة منها على الأخرى ليتحقق النصر. 
وتخللت العملين المسرحيين فقرة فنية وعزف على الربابة، تلك الآلة الوترية، التي يتميز بالعزف عليها والتغني بصوت معزوفاتها أهل البادية.
«علياء وعصام» ملحمة مسرحية بنيت بحس درامي شيق ومنظور فكري عميق، حيث تتداخل فيها الأزمنة والأمكنة والعلاقات بين الشخصيات التي تنوعت بين حب وثأر، عبر جملة من المشاهد على خيط مشدود بين الشعر والسرد والمسرح.
تجدر الإشارة إلى أن المهرجان يقام في منطقة الكهيف، وفي فضاء خارجي لا يحده صندوق المسرح التقليدي، ترجمة لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، التي دعت إلى إيصال مختلف أنواع الثقافة والفن والآداب إلى أماكن وجود الناس، وعدم انتظار قدومهم إليها، لإتاحة الفرصة أمامهم للاستمتاع بما تجود به الشارقة من فنون، ولكون هذه الفترة من العام تكثر فيها إقامة المخيمات البرية جاءت الفكرة بأن يكون المهرجان قريباً من تلك المخيمات.


المصدر : وام

    السبت، 19 ديسمبر 2015

    'لا مخرج' عرض مسرحي سوري يطرح أسئلة دون إجابات

    مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
    ترى كيف سيكون الوجود، لو ساءلنا هذا الوجود، وناقشناه في علاقته بالآخر، وعرّى هذا الآخر بدوره حقيقة هذه العلاقة أمام الجميع، ولكن ليس في العالم الأرضي، وإنما في مكان آخر يدعى الجحيم؟ هذا السؤال يطرحه العرض المسرحي السوري “لا مخرج.. الأبواب الموصدة” المقتبس عن نص للفيلسوف الفرنسي الراحل جان بول سارتر، وقد أعدّه وأخرجه علاء الدين العالم، وهو شاب مسرحي سوري واعد.



    على بطاقة العرض المسرحي السوري “لا مخرج.. الأبواب الموصدة”، الذي عرض مؤخرا بدمشق، والمقتبس عن نص للفيلسوف الفرنسي الراحل جان بول سارتر، كتب حوار مقتضب هذا نصه:
    غارسان: بالتأكيد لم أكن أتوقع هذا، أنت تعلم ما يخبروننا به في الأسفل.

    الخادم: يخبرونكم عن ماذا؟

    غارسان: عن هذا المكان.

    الخادم: حقا، سيدي كيف يمكن أن تصدق مثل هذه الترهات؟ ويخبرك بها أناس لم تطأ أقدامهم هذا المكان من قبل.

    غارسان: تماما. (يضحك الاثنان).

    الحوار وباقي فصول المسرحية من إعداد وإخراج المسرحي السوري علاء الدين العالم في تجربته الأولى، وأدّى الأدوار الأربعة في المسرحية كل من جان دحدوح، كندة حميدان، لمى بدور ومعن حمزة.

    العرض قُدم في مكان بديل، واختير له قبو بيت يهودي قديم يعود تاريخ إنشائه إلى أكثر من 500 عام، حيث جدران القبو مرصعة بالأحجار الضخمة والبارزة، وقد استخدم فيه ضمن ديكور فضاء العرض أثاث من الطراز الدمشقي القديم، عوضا عن الطراز الإمبراطوري الفخم.

    لم يُقدم العرض باللغة الفصحى، بل بالعامية السورية، والبيئة السورية لم تشمل اللغة فقط، بل العرض أيضا، إذ تم إعداد النص وتبيئته ليكون عرضا سوريا، وشخوص المسرحية “الخادم، غارسان، إستيل وإنيز” أضحوا في العرض “الخادم، سامر، رند ونورا”.

    يبدأ العرض بدخول الخادم (معن حمزة) بلباس سوري قديم (بدلة سفري)، فاتحا باب الجحيم -الذي جُعل هو الآخر حجرا من روح الجدران- مصطحبا معه سامر (جان دحدوح) الصحفي الذي أعدم بالرصاص أثناء محاولته الخروج من سوريا، تعبيرا عن رفضه لما يجري في وطنه، وعجزه في نفس الوقت عن التعبير عن موقفه بحرية وهو في الداخل.

    بعد تفقد سامر للمكان وطرح أسئلته على الخادم الذي ذهب دون أن يجيب بشكل شاف عن تلك الأسئلة، والتي استقبلها بمزيج من الجدية والسخرية، وغالبا ما يرفق إجاباته بضحكته الخاصة، يُفتح الباب مرة أخرى لتدخل منه رند (كندة حميدان)، التي ماتت جرّاء خنقها بالغاز من قبل عشيقتها سلمى.

    رند قدمت لأول مرة في المسرح السوري قضية “المثلية الجنسية” بهذه الجدية، فلم يتمّ تناولها كما جرت العادة بشكل هزلي رديء ودون إلقاء الضوء عليها بشكل مباشر، وإنما بشكل يعبر عن الحريات الشخصية وخيارات الإنسان، التي تقابل عادة بالرفض من الآخر، بسبب عدم قدرته على تحمل تلك الحرية إذا ما تمّ الإفصاح عنها.

    العرض لا يقدم إجابة محددة لما يطرحه من إثارة للتساؤلات، حتى تبقى الأسئلة وأجوبتها طليقة ومتفاوتة بين الحضور
    الشخصية الأخيرة التي تدخل الجحيم نورا (لمى بدور) وقد حملها إلى هذا المكان التهاب الكبد، فتاة حسناء كلفتها الرغبة والمتعة قتل ابنتها الصغيرة وانتحار عشيقها لأجلها، ورغم وجودها في الجحيم لم يجعلها ذلك تتخلى عن فكرة أنها جميلة وبأن الجميع في الأسفل كانوا يرغبون فيها.

    لم تتوان نورا عن إغواء سامر الذي بقي غير مهتم بها في البداية، لتجد رند عدم الاهتمام هذا هو سبيلها لاعتراض تلك الغواية، وسبيلها لتعبّر عن مدى اهتمامها بوجود نورا وجمالها.

    أمام هذه الشخصيات وسلوكاتها وخياراتها المتعارضة، وصراعاتها الداخلية التي يتمّ التعبير عنها بعد مرور فترة حوارات التعارف والمحاولات البائسة في الإحجام عن الكلام، حيث تدور جولات يعبر كل منهم عمّا يدور في باله من أفكار تشغله في مثل هذا المكان، ليحتدم النقاش بينهم، في محاولة كل منهم الدفاع عن وجهة نظره وإثبات صحتها وأحقيتها بالنسبة إلى الآخر.

    سامر لم يتوان عن القول بأن ما قام به ليس هروبا أو جبنا، وإنما صدر أو أراد له أن يصدر عن موقف رجولي وكانت كلفته حياته بأكملها، بل يصل به الحد في إصراره على إقناع رند بأن رفض الخروج من الجحيم بعد أن يُفتح بابه فجأة، إثر الصراخ والمطالبة بفتحه، ليصل في النهاية إلى مقولة “الجحيم هو الآخرون”. وهو ما كانت رند قد أجابت به عند تساؤلها عن غياب المعذب الذي يوجد عادة في مثل هذا المكان، وأجابت بأن كل واحد منهم هو المعذب للآخر. ونورا في تلك الأثناء كانت تحوم بين حوارات سامر ورند في الابتعاد عن رند ومحاولات إغواء سامر، وانتهى بها الأمر إلى قتل رند للحصول على سامر.

    رغم الإعداد الجيّد النص ومغامرة تبيئته، إلاّ أن مقولاته بقيت ذاتها، فالأفكار التي يطرحها سارتر لا تخص إنسانا أو مجتمعا محددين، بل هي وجودية وتشمل وجود كل إنسان أينما وجد، وهذا ما ساعد في تأديتها والتعبير عنها في العرض.

    تعتبر العامية والشخصيات السورية في المسرحية الممر لطرح تلك الأفكار، فما قدمه العرض -المثلية الجنسية مثلا- لا يخص فرنسا فقط، وكما حُملت مسألة الخيارات وأخذ القرار في العرض على المواقف الشخصية واتخاذ قرارات السفر في سوريا حاليا، ومناقشة الأسباب، والمقارنة بين من بقي في سوريا وما الذي يقوم به، وبين من قرر الرحيل ومصيره.

    تخللت العرض أحيانا فترات صمت خانت بعض الممثلين، وطالت بهم أكثر من وقتها المحدد، لا سيما وأن الجمهور في هذا المكان قريب من فضاء العرض، لذا فهو متابع قريب من الممثلين، وتأخذه مباشرة أي ملاحظة تلفت انتباهه.

    من المؤكد أن العرض لا يريد إجابة محددة لما يطرحه من إثارة للتساؤلات أمام الجمهور، وخاصة بعد تعرضه لأفكار فلسفية، وقضايا وجودية تخص إرادته وقراره ورغبته في هذا الوقت، والتساؤل عمّا يمتلك من السائد حوله، في وقت حُركت فيه أركان السائد، وهل يمتلك القدرة على الصمود أمام حرية مطلقة يتعامل بها الآخر معه؟ وتبقى الأسئلة وأجوبتها طليقة ومتفاوتة بين الحضور.

    وسيم السلطي - العرب



    فناء الدنمارك والعالم على مسرح باربيكان اللندني

    مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
    هاملت بريطانيا قد يختلف عن هاملت الدنمارك أو هاملت الهند وهاملت في عهد إليزابيث الأولى غريبٌ عن هاملت إليزابيث الثانية.


    هاملت: هذا العمل سيبقى خالدا عبر عصور، يتيح لكل ثقافة ان تكتشف هاملت الذي يعبر عنها

    ربما لم أكن الوحيدة التي تولاها الفضول لاكتشاف كيف سيتعامل النجم السينمائي البريطاني بينيديكت كامبرباتش، المعروف بنرجسيته وتأففه الشديد، مع تهافت “هاملت” وقلة حيلته والحرب تدق أجراسها في مسقط رأسه. على مسرح باربيكان اللندني نتفرج على كامبرباتش والممثلة الإنكليزية أنستيجيا هيل وهما يقومان ببطولة مسرحية شكسبير الشهيرة “هاملت”، والمسرحية من إخراج البريطانية لينزي تيرنر، الفائزة بجائزة لورانس أوليفيه، وإنتاج شركة سونيا فريدمان.
    تدب حوافر الخيول على أرض الدنمارك، وتحت أنين الصراعات العائلية تتفتت الجبهة الداخلية. كان أميرها هاملت مشلول النفس والقلب، هائما في تردد التائه، مرغَما عقب مقتل أبيه على أن يوقع على الجاني مثل ما جنى. ولعجزه عن القصاص يطيح به الحنق فيغيب عقله رويدا رويدا في متاهة الضياع.

    القصة لا تخفى ولا ريب على قارئ. ما الذي أضافته إذن المخرجة إلى هذا العرض تحديدا؟ فهاملت بريطانيا قد يختلف عن هاملت الدنمارك أو هاملت الهند، وهاملت في عهد إليزابيث الأولى غريبٌ عن هاملت إليزابيث الثانية. ولعالميته إنسانية الطابع، يرنو كل مسرحي، سواء كان كاتبا أو مخرجا أو ممثلا، إلى هاملت رنوة متفردة كل التفرد. وجديرٌ بأيّ امرئ أن يشكّل هاملته الخاص العصي على التعريف. يستقيه من بين ألف وخمسمئة سطر كتبها شكسبير عن الشاب الملحمي أو على لسانه.


    هل تفسد السينما المسرح؟

    إنها ليست قاعدة بأيّ حال، ولا ينبغي لها أن تسود لتصير حقيقة، ولكن قراءة الواقع تفرض علينا الاعتراف بأن نجوم الصف السينمائي الأول يفسدون ببساطة المسرح. يقال إن تذاكر هذه المسرحية كانت الأسرع نفادا في تاريخ المسرح البريطاني. ولا عجب، فالبطل ترشح لجائزة أوسكار أفضل ممثل في العام الماضي عن دوره في فيلم “لعبة المحاكاة.” والأرجح أن الهوس بالنجم لم يبلغ أشدّه حين قام ببطولة مسرحية “فرانكنشتاين” عام 2011، والتي حاز عن دوره فيها جائزة أوليفيه المرموقة.

    وكما هو متوقع، ورغم دعاية هستيرية نظمتها شركة الإنتاج، لم يحسن كامبرباتش تعرية ذاته، وجاء أداؤه في بعض المواقف متحجرا ينزع إلى الكبت، خاليا من الكثير من التلقائية. فضلا عن أنه يجسد هاملت وهو في التاسعة والثلاثين من العمر! على حين كان هاملت الأول، الإنكليزي ريتشارد بيربيدج والمختار من قبل شكسبير شخصيا، في ريعان الشباب.

    رغم دعاية هستيرية نظمتها شركة الإنتاج، لم يحسن كامبرباتش تعرية ذاته، وجاء أداؤه في بعض المواقف متحجرا ينزع إلى الكبت، خاليا من الكثير من التلقائية
    مانحون قساة

    يستهل النجم الأول على الدوام العرض بدلا من شبح الأب الشهير المتجلي في نوبة الحراسة. وإلى جانب كامبرباتش، تتضاءل أدوار الآخرين، ولا سيما الحبيبة أوفيليا التي لا تتألق إلا في مشهد عتابها لهاملت، “العطايا النفيسة تصير زهيدة لمّا يصبح المانحون قساة”.

    يلاقينا هاملت في البدء مستمعا إلى أغنية “صبي الطبيعة” من ألبوم “عالَم نات كينج كول”، منطلقة من فونوغراف، “كان هناك صبي، صبي مسحور غاية في الغرابة. يقولون إنه هام بعيدا جدا، بعيدا جدا، فوق الأراضي والبحار. يعتريه الخجل ويساور عينيه الحزن، ولكن حكمته لا مزيد عليها”.

    وهنا يبدو العرض كما لو كان مسرحية موسيقية من مسرحيات غرب لندن. إنها إيماءة مغتصَبة من السياق، تحاول بها المخرجة أن تسبغ قسرا لمسة معاصرة على المسرحية. الحق أن العرض يحوي قصا ولصقا من حقب مختلفة. حينما يصل إلى لايرتيز الخبر بأن هاملت قتل أباه، يعقد العزم مدفوعا بمرارة الانتقام، “سأذبحه ولو كان يصلي في كنيسة”. يتقاتل الاثنان بسيوف عتيقة قتالا سينمائيا خاطفا لا تشوبه شائبة غير أننا نبصر أوفيليا في مشهد تال تستخدم كاميرا حديثة. والممثلون في مشاهد أخرى يرتدون أزياء عسكرية خليقة بالحرب العالمية الثانية، ولكنهم في الوقت ذاته يلقون شعرا شكسبيريا بليغا كما ينبغي للأولين.


    هلاك الدنمارك

    يصل هوريشيو ليحيي هاملت فترتطم عيناه به يشم بأنف مشتاق رائحة تتطاير من ثياب أبيه. يتنازع الأميرَ الألمُ على زواج أمه من كلوديوس، عمه وقاتل أبيه. ولكن هذا الأمير المتلفع بالخسارة لا يتفجع على ضياع براءة الطفولة مثلما ودّ له شكسبير، بل يجول ويصول على خشبة المسرح في نوبة من التباهي الزائف، شاهرا سيفه في ثوب المقاتل ومتظاهرا بالجنون.

    هاملت الهائم بقلب عليل وجنون مزيف

    هاملت الهائم بقلب عليل وجنون مزيف
    وكما يقول النص الأصلي: ينخرط هاملت في سلسلة من المناجاة الملتاعة. وعندما يباشرها، يدنو منا ويخاطبنا العين في العين بكلمات نافذة فيما يقبع الآخرون في شبه عتمة وينقلبون أشباحا تتحرك بالتصوير البطيء. يظهر شبح الأب أخيرا، شخصية كارتونية بدهان أبيض يشوّه وجهه، فيتبدى أشبه بممثل شرير في مسرحية إيمائية.

    وبدلا من التركيز على مناجاة “أكون أو لا أكون” الشهيرة، وهي الدرك الأسفل من تراجيديا الوجود، تنحو المخرجة تيرنر منحى سياسيا، يصطبغ بشيء من الكوميديا المقحَمة هنا وهناك، تاركة نفسية هاملت المتهدمة وولولته على ذاته مسؤولة عن عروض أخرى. تُشدد على مأزق دولة لا معين لها وأميرها -قائد الصفوف الأولى كما هو مفترض- يحاور نفسه الجريحة، “تتجلى العناية الإلهية في سقوط عصفور”.

    تتناقض حالة التعالي الأولى مع حالة جنونية ثانية عندما يباغتنا الأمير في سترة بلون أحمر صارخا، وهو يتقهقر خائفا داخل دمية على شكل قلعة. اللافت أنه تزيّا بزي جندي، هل توحي المخرجة بأن جنود الدنمارك على وشك خسارة القتال الدامي جراء جبنهم وانفصالهم عن الواقع؟ وحين يقرر الأمير أخيرا الخروج من مكمنه الطفولي، يضرب بيد آلية طبول الحرب في مشهد هزلي، وعلى الأثر يزحف العساكر كالجحافل صوب أرض المعركة في مسيرة كوميدية وكأنهم بيادق.


    الخراب رغم الفداء

    لا يلبث الأمير أن يستعيد روح المقاومة والفداء “لا يسعك يا سيدي أن تسلب مني أيّ شيء لن أتخلى عنه طواعية: عدا حياتي، عدا حياتي، عدا حياتي”. ولكن الحرب نفسها تفضح هاملت وجنونه المزيف. من كان ليلتفت إلى أمير مشوش العقل والأمة في خطر؟

    "فليكن" هكذا يقول هاملت مرارا بسهولة لا تخلو من لامبالاة إنها تذكرة صغيرة من تاريخ الأدب بأن الالتفات عن كرسي الحكم وشواغله قد يودي بأمة ويطيح بجيل كامل بريء
    إن العالم بأسره على شفا هوة الخراب، والدنماركيون يتأهبون لخوض الحرب ضد النرويج، متأرجحين بين بصيص الأمل ووطأة الهزيمة المرتقبة. وخلال دقائق معدودات، تفاجئنا على المسرح ساحةُ حرب كاملة حامية الوطيس، لا تنقصها الخرائط أو آلات كاتبة تطقطق بلا هوادة.

    وهنا يبرع مصمم المسرح إس ديفلين في خلق استعارة بصرية لدمار الدنمارك. يبهرنا في البداية بخشبة مسرح فسيحة، وصالة مهيبة كصالات الرقص الفيكتورية بالبلاط الملكي، وسلالم سامقة تفضي إلى غرف مسكونة، وباب نتبادل من خلاله النظرات، مع رأس وعل محنّط، وأبواب طويلة تكاد تمرّر زرافة، وشرفة لولبية تؤدّي إلى ممرات صامتة وأسرار تأبى الستر، وثريا هائلة تهدد الواقف أسفلها بالفناء، وجدران بلون فيروزي تزدان بالسيوف، تطل منها صور الأجداد آية على زمن مهيب غابر، وتتراقص عليها أشباح قوطية ترعب الناظرين.

    ولكنه بعد كل هذه الأبهة يحيطنا في ذروة الدراما بوابل من الخَبَث وتلال من الدبش في تجلٍ باهر لمؤثرات العرض البصرية والصوتية. وحين يحضر كلوديوس ليفصح عن نيته قتل هاملت، تتفجر كل الأبواب والنوافذ في مشهد تشبّهه الناقدة الإنكليزية هيلين لويس بأفلام المخرج الأميركي كوينتن تارانتينو!

    إنه الدمار المنذر بنهاية أمة رفلت في الجلال طويلا ثم عانت من تيارات القلق ألوانا. أنجد بلدة إيلسانور تتقوض وتتهاوى أم أن قبور الجبانة المتعفنة بدأت تلتهم القلعة؟ قد تكون استعارة ثانية لما قد تخلفه العروش المزعزَعة من مكائد سياسية عندما يخطط الملوك قتل الأمراء، أو بالأحرى، عندما يخطط الحاكم قتل المعارضة. أو حين لا تعبأ المعارضة بما كان أو سيكون، “فليكن”، هكذا يقول هاملت مرارا بسهولة لا تخلو من لامبالاة. إنها تذكرة صغيرة من تاريخ الأدب بأن الالتفات عن كرسي الحكم وشواغله قد يودي بأمة ويطيح بجيل كامل بريء.


    هالة صلاح الدين - العرب
    تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption