أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأحد، 6 نوفمبر 2016

نتائج مسابقتي تأليف النص المسرحي الموجه للأطفال و الموجه للكبار عام 2016

مجلة الفنون المسرحية

ـ ثلاثمئة و ثمانية نصوص تنافست في نسخة 2016 من المسابقة.
ـ تراتبية الفوز تحسم في ندوة مُحَكَمَةٍ تعقد ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي بحضور المتنافسين و لجنة التحكيم و النقاد و الجمهور.

نظمت الهيئة العربية للمسرح مطلع شهر فبراير 2016 ضمن برنامج عملها السنوي الثابت، مسابقة تأليف النص المسرحي بشقيها، النص الوجه للأطفال و النص الموجه للكبار للعام 2016، ضمن حزمة من الضوابط التي تضمنها الإعلان، و قد تلقت الهيئة عدداً كبيراً من المشاركات، تأهل منها مائة و سبعة و خمسون نصاً في مسابقة التأليف الموجه للأطفال، فيما تأهل مائة و واحد و خمسون نصاً في مسابقة تأليف النص الموجه للكبار.
النصوص التي انطبقت عليها شروط المشاركة كانت محط تقويم و تحكيم بين يدي لجنتين تم تشكيلهما لهذه المهمة، حيث يعمل كل عضو بمعزل عن العضوين الآخرين و دون معرفتهما أيضاً، ضماناً لحرية كل عضو في وضع تقييماته دون التأثر أو التأثير، و تقوم الأمانة العامة باستخراج معدلات التحكيم و إعلان النتائج بناء عليها.
هذا وكانت الهيئة العربية للمسرح قد أعلنت قائمة الأعمال التي احتلت المراكز العشرين الأفضل يوم 22 أكتوبر 2016، و ها هي اليوم تعلن عن النصوص التي احتلت المراتب الثلاث الأفضل في المسابقتين منوهة إلى أن الحسم في ترتيب الأفضليات لمعرفة تراتبية النص الأول و الثاني و الثالث سيكون خلال ندوة محكمة تنظم ضمن أعمال المؤتمر الفكري للدورة التاسعة من مهرجان المسرح العربي – دورة عز الدين مجوبي- التي تعقد في الجزائر من 10 إلى 19 يناير 2017، بحضور كتاب النصوص وأعضاء لجنتي التحكيم المسابقين و جمهرة من النقاد و المسرحيين العرب، و تشكل هذه الخطوة خطوة غير مسبوقة في مجال المسابقات العربية، سعياً من الهيئة إلى مزيد من الشفافية و العدالة.
تسجل الهيئة العربية للمسرح في هذا البيان احترامها لكافة المتسابقين و اهتمامها بعدد من النصوص التي تأهلت في قائمة العشرين و بعض من النصوص التي لم تتأهل في تلك القائمة ساعية إلى إيجاد سبل لنشر هذه النصوص التي تدرك أهميتها لإثراء المكتبة العربية، كما تسجل الهيئة اعتزازها بتجاور الأسماء الجديدة الشابة مع الأسماء المخضرمة في التنافس و الفوز، مؤكدة أن مؤشرات المستوى و المحتوى لنصوص المشاركين في المسابقة تدل على وعي فكري و فني و جمالي لافت.
من جانب آخر تشير الهيئة أن ترتيب النصوص المعلن عنه هنا لا يتبع تقييمها التراتبي بل يتبع ترتيبها الأبجدي، حيث سيكون قول الفصل في تراتبيتها خلال الندوة المحكمة التي أشرنا إليها.
مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للأطفال.
احتلت أربع نصوص المراتب الثلاث الأفضل، و هذه النصوص هي :
النصالمؤلفالدولة
جحا ديجيتالكـــــنـزة مباركي
1983، صحفية و شاعرة
الجزائر
دَارِيْن تبْحَثُ عَنْ وطَند. مصطفى محمد عبد الفتاح.
1972، طبيب أسنان.
سوريا
صفر واحددحو فروج.
1982، مسؤول الإنفوغرافيا و السمعي البصري بمسرح جهوي معسكر.
الجزائر
صورة سيلفيمحمد محمد أحمد مستجاب.
1974، مسؤول النشاط الثقافي، قصر ثقافة السادس من أكتوبر.
مصر
مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للكبار.
احتلت خمس نصوص المراتب الثلاث الأفضل، و هذه النصوص هي:
اسم النصالمؤلفالدولة
أريد رأسيسعيد حامد شحاته.
1979، شاعر، أخصائي ثقافي في الهيئة العامة لقصور الثقافة
مصر
آلهة العربالبوصيري عبدالله.
1946، كاتب و مخرج مسرحي.
ليبيا
زمن اليبابهزاع ضامن البراري.
1971، كاتب روائي و مسرحي، مستشار بوزارة الثقافة.
الأردن
غائب لا يعودمحمود محمد القليني.
1955 كاتب قصة قصيرة و مسرحي.
مصر
مصرايمأسامة عبدالفتاح نور الدين
1964، كاتب مسرحي و تلفزيوني
مصر
الأمين العام اسماعيل عبد الله، يوجه في هذا المقام التحية إلى أعضاء لجنتي التحكيم الذين قدموا تقارير تقويمية وافية، كما يهنئ  الفائزين على ما أنجزوه و مؤكداً ان الهيئة التي تعمل بدعم ورؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، ستبقى على موعد متجدد مع الكتاب المسرحيين من أجل حضور يليق بهم و بإبداعتهم، كما ترحب الهيئة بوجود الكتاب التسعة المعلن عنهم في هذا البيان ليكونوا فاعلين و متفاعلين في الدورة التاسعة من مهرجان المسرح العربي – دورة عز الدين مجوبي.

عرض ناجح ل(مكاشفات) في ختام مهرجان بجاية الدولي الثامن للمسرح

مجلة الفنون المسرحية

تقدم عرضها الخاص بالجزائر العاصمة 
عرض ناجح ل(مكاشفات) في ختام مهرجان بجاية الدولي الثامن للمسرح 

الجزائر – عبد العليم البناء

شهد المسرح البلدي في بجاية الجزائرية عرضا ناجحا ومميزا للعرض المسرحي العراقي الكبير  (مكاشفات) للفرقة الوطنية للتمثيل في دائرة السينما والمسرح بوزارة الثقافة والاثار والسياحة والذي كان بحق ليلة للابداع المسرحي العراقي حيث كان مسك ختام مهرجان بجاية الدولي الثامن للمسرح الذي أقيم مساء الجمعة الرابع من تشرين الثاني الحالي وكان حصيلة جهد متواصل لفريق (مكاشفات) الذي بذل مجهودات كبيرة ومتنوعة من اجل تقديم عرض مكتمل شكلا ومضمونا وبما يعكس مكانة ورسالة المسرح العراقي .
لقد تبارى فريق العرض بقيادة المخرج المثير للجدل المبدع غانم حميد في تقديم عرض رائع وجميل وممتع يرتقي بالخطاب المسرحي العراقي ويجسد الابعاد والقيم الجمالية والفكرية والابداعية لهذا العرض الذي حظي بإعجاب وتقدير وثناء المعنيين بالمسرح فنانين ونقادا والفرق المشاركة فضلا عن الجمهور الجزائري الذي تابع العرض بشغف كبير ومتابعة دقيقة لحيثياته لاسيما أن المخرج عمل على إدخال بعض المفردات والحوارات باللهجة الجزائرية مما خلق تناغما وتواصلا غير مسبوق قياسا للعروض العربية الاخرى حيث وقف الجمهور لمدة طويلة وهو يصفق لفريق العرض الذي تقاطر عليه  ممثلو وسائل الاعلام المرئية والمسوعة والمقرؤة لاجراء الحوارات واللقاءات التي التي أضاءت جوانب مختلفة منه .
لقد قدم ابطال العرض الفنانة القديرة الدكتورة شذى سالم والفنان القدير عزيز خيون والفنان المثابر فاضل عباس أفضل ما لديهم من أداء مبهر ومدهش عكس القدرات والطاقات الابداعية والاحترافية العالية لدى كل واحد منهم بتناغم تام مع الخطة والمعالجة الاخراجية للفنان المبدع غانم حميد الذي صاغ سيناريو العرض والاخراج وفق رؤية ومعالجة إخراجية محسوبة بدقة متناهية وهو الذي عرف بتجاربه الابداعية المهمة التي كانت ومازالت من العلامات الفارقة في تأريخ المسرح العراقي لاسيما أن هذا العرض قدم في إطار مهرجان إنطو على تجارب مختلفة من حيث الشكل والمضمون وشهد منافسة ابداعية لمسارح قادمة من دول عربية واجنبية بلغ عددها سبعة عشر بلدا وعروض جاوزت أكثر من سبعة وثلاثين عرضا وكان عرض (مكاشفات) يكرس الوجه الاكثر إشراقا للمسرح العراقي العريق عامة وللفرقة الام الفرقة الوطنية للتمثيل خاصة .
وفي إطار لوجستيات العرض فإن إدارة المهرجان وفرت جميع احتياجات العرض على صعيد الديكور والاكسوارات والاضاءة والصوت أسهمت جميعها في تذليل الكثير من الصعوبات والمعوقات وسهلت على المخرج وفريق عمله الذي عمل بروح الفريق الواحد المنسجم والمتناغم الذي ضم الفنانين المبدعين: مساعد المخرج ومدير المسرح إحسان هاني ومدير الانتاج زياد الهلالي والموسيقى والصوت أمير فاضل والكرافيك والداتشو هشام كاظم والاضاءة سنان محسن العزاوي والازياء والاكسسوار سنان كامل ومن خلال حيويتهم واحترافيتهم العالية في تجاوز أية مفاجآت أو نواقص وتذليل أية معوقات أو صعوبات تحصل هنا أو هناك الامور لاسيما أن المسرح قد تم استلامه قبل ليلة العرض التي تواصلت فيها التحضيرات والتدريبات الى صباح اليوم التالي وحتى آخر لحظة قبل بداية العرض  ولذلك كله كانت مسرحية مكاشفات فعلا مسك ختام المهرجان الذي شهد توزيع دروع المهرجان على الفرق المشاركة وسط حضور مميز لمسؤولي ولاية بجاية وقد قام محافظ المهرجان الفنان عمر فطموش بتقديم درع المهرجان لرئيس  الوفد المسرحي العراقي الفنان غانم حميد ولمخرج مسرحية (توبيخ ) رئيس فرقة المسرح المستحيل المخرج أنس عبد الصمد . والجدير بالذكر أن مسرحية (توبيخ) قد حققت أيضا حضورها المتألق في المهرجان بشكل واضح ومؤثر وبردود أفعال ايجابية وإضافة لعرضها المهم في بجاية قدمت عرضا ناجحا آخر في مدينة جيجل الجزائرية شهد اهتمام كبيرا من لدن جمهورها وحقق حضورا مهما للمسرح العراقي في هذه المدينة الساحلية الجميلة .
عرض خاص في المسرح الوطني الجزائري 
 وفي إطار نصر ابداعي مسرحي عراقي جديد لفريق مسرحية ( مكاشفات) وبدعوة خاصة من المجلس الوطني للثقافة الجزائري تقدم عرضا خاصا للمسرحية  في أهم وأبرز مسارح العاصمة الجزائرية (المسرح الوطني) الساعة السادسة مساء الاحد السادس من الشهر الحالي بعد انتهاء مشاركتها في مهرجان بجاية الدولي الثامن للمسرح حيث تم اختيارها من بين سبعة وعشرين عرضا عربيا واجنبيا  مشاركا في المهرجان لكي تقدم عرضها الخاص هذا الذي يمثل العرض العربي الثالث ل(مكاشفات) بعد مشاركتها وعروضها الناجحة في كل من مهرجان المسرح الاردني ومهرجان المسرح العربي في الكويت ومهرجان بجاية الدولي الثامن للمسرح في الجزائر فضلا عن عرضها في المسرح الوطني في بغداد .
ويجيء هذا العرض الخاص والاستثنائي ل( مكاشفات)في الجزائر العاصمة بجهود حثيثة ومشكورة من لدن سعادة السفير العراقي السيد عبد الرحمن حامد الحسيني الذي واكب حركة الوفد العراقي وسعى بشكل جاد ومثمر من أجل تحقيق هذا النصر الابداعي الجديد الذي يتعاضد مع دعم واسناد السيد وزير الثقافة فرياد رواندزي المتزامن مع الانتصارات المتواصلة لقواتنا المسلحة والامنية بمختلف صنوفها وتشكيلاتها من جيش وشرطة وحشد شعبي وعشائري ضد الارهاب الداعشي الاسود حيث ستكون النخبة المثقفة فضلا عن المسؤولين الجزائريين رفيعي المستوى والهيئات الدبلوماسية على موعد مع هذا العرض العراقي المهم والكبير بدلالته الفكرية والجمالية والابداعية .


السبت، 5 نوفمبر 2016

المسرح ونفسية الطفل العراقي

مجلة الفنون المسرحية

المسرح ونفسية الطفل العراقي 

د.عزيز جبر الساعدي 

((علينا ان نقدم مسرحا جيدا للكبار هذا حسن ولكن علينا ان نقدم مسرحا افضل للاطفال)).
هكذا يريد غوركي ان يقول، وهذا ما عملت عليه المسارح لدى الدول المتقدمة منذ عشرات السنين حتى صارت التجربة في (الاتحاد السوفيتي)سابقا مثالا يحتذى به في تجنيد كل الطاقات والمواهب التربوية والنفسية لدى المختصين في عالم الطفولة ،ذلك لان تربية النشئ جماليا وفكريا من الاسس التي تبني مجتمعاً متقدما يعي اهمية بناء المجتمع والاحساس بالوطنية وغرس كل ما من شأنه ان ينمي مفاهيم وافكار بالحريه والسلام والمحبة بين افراد المجتمع،وبالفعل تحققت قاعده عريضه من ذوي المواهب الخلاقة التي اسهمت وبشكل فعال في تحقيق الاهداف الكبيرة في التطور والتقدم الحضاري.
وعلى الرغم من البدايات المتعثرة في العراق في ضرورة التوجه الى الطفل منذ بداية السبعينات الا انه برع الكثير من الفنانين المخلصين لرسالة المسرح وحاولوا الاسهام بشكل واخر في دفع حركة مسرح الطفل للامام،وللاسف الشديد لم يكن هنالك برنامج وتخطيط لما يقدم ذلك لغياب فريق عمل متخصص في هذا الاتجاةوابتعاد الغالبية عن الفهم الدقيق لسايكولوجية الطفل، ناهيك عدم اهتمام الدولة الجدي بابعاد واهداف رسالة مسرح الطفل بارسال متخصيص لدراسة مسرح الطفل وتقديم الجوائز والمكافأت المالية والدعم لكتاب المسرح وتخصيص قاعات خاصة بمسرح الطفل تتوفر فيها اجواء تعين الطفل على الالتصاق بما يقدم له خصيصاَ وكذلك عدم ايجاد فرص للعاملين باخذ محاضرات في التربية وعلم النفس ،بل نجد ان معظم ما قدم من مسرحيات ليومنا هذا يجمع بين المراحل العمرية المختلفة وهذا مايعطي انعكاسا سلبيا للمتلقي لان اختلاف المراحل العمرية يؤثر في الاستجابة الحسية والفكرية لكل مرحله من مراحل الطفولة كما يؤكد ذلك علماء النفس.
والطفل العراقي المحروم من ابسط قواعد حقوقه وجد نفسه منذ الصباح الباكر يسمع ازيز الرصاص (في رفعة العلم) الصباحي في المدارس ،وارتداء المعلمين الملابس العسكرية، يعود الى منزلة ليشاهد التلفزيون فيجد صور من المعركة وهكذا خلقنا له اجواء عسكرية مقيتة، ناهيك عن اللعب الموجودة في الاسواق التي تفرز من هذا التوجه، فبات لايعرف سوى لغة العنف والقتل والتحدي، فغياب التوجه العلمي لمعرفة افرازات اهم شريحة بالمجتمع كان سببا عمليا لما يحدث الان، من تشرد شريحة كبيرة من الاطفال في الشوارع والاعمال المتدنية التي يعملون بها، اضافة الى الكبت الذي تولد لديهم من خلال الشحنات التي كان يتلقاها دون علمه ودون علم مخططي الاعلام الامر الذي جعل متنفسا في غياب الامن واضطراب الاوضاع الاقتصادية ليعبروا بطريقة واخرى الى نوع من انواع الجريمة واحيانا القتل والخروج عن الاعراف والتقاليد في المجتمع، في ظل هكذا ظروف يحاول المعنيين بشؤن الطفل، سواء جمعيات حقوق الانسان او وزارة الثقافة ان يعبروا عن الظلم الذي لحق بالطفولة العراقية ولكن هذه المرة بطريقة ارتجالية بعيدة ايضا عن وضع الاسس والمعايير التي تقوي وتنتشل الطفل العراقي من هذا المازق.والسؤال الكبير الذي نطرحه ؟ ماذا نقدم للاطفال في هذه المرحلة ؟ كيف نكتب لهم، كيف نقدم لهم عروضا مسرحية تشبع غرائزهم وتنمي احساسهم وتغذي عقولهم تربويا ونفسيا وجماليا ؟ كل هذه المعاناة تحتاج الى ارضية للمناقشة لاستيعاب ماذا يجب ان نفعله كي لا يذهب عملنا هباء مثلما كان سابقا.. اليوم ومن حسن حظ الجميع ,,وجود العشرات من الدراسات النفسية والبحوث والكتب العربية والعالمية وحتى العراقية التي تناولت جوانب كثيرة من حياة الطفل وعلى المسرحيين يقع العبء الاكبر كون المسرح اهم وسيطة نقل معرفية وترفيهية تداعب الخيال وتحرك الاحساس والوجدان وتنمي مدارك المتلقي لاسيما اذا كانت العروض موجهة للطفل تمتلك المقومات الصحيحة في دراسة كل فئة عمرية واحتياجاتها وطريقة الخطاب التعليمي المسرحي الموجهة لها وكيفية استغلال خشبة المسرح تقنيا، ودراسة العرض نقديا وطريقة تقديم العرض اخراجا وتمثيلا ودراسة النص المقدم الى لجنة فحص النصوص مع مراعات من يقدم العرض (مخرجا، ممثلا) وهل له دراية بسلوك الطفل وحالته النفسية، لكي يحقق لنا عرضا فيه قيمة جمالية وفكرية يستقبلها الطفل الذي يعيش عصر التكنولوجية والتطور العلمي، وحتى لاننسى ان ذكاء الطفل الان من المستحيل تمرير معلومة ساذجة علية. هذا يعني ايضا ان يكون لدى المعنيين نظرة جديدة في التعامل مع الطفل الجديد بعقل مفتوح وذهنيه ترتقي الى تعميق الشعور باهمية هذا الصغير الذي سيصبح رجل المستقبل.ورغم ان هناك تجارب هنا وهناك الا انها للاسف لن ترتقي الى مانطمح اليه .

انطلاق مهرجان المعاهد المسرحية بالمغرب بمشاركة ألمانية

مجلة الفنون المسرحية

انطلاق مهرجان المعاهد المسرحية بالمغرب بمشاركة ألمانية

انطلقت بالرباط فعاليات المهرجان الدولي للمعاهد المسرحية بمشاركة ستة دول منها ألمانيا المهرجان يحتفي هذه السنة بشخصيتين طبعتا ببصمتيهما التكوين المسرحي الأكاديمي بالمغرب ويتعلق الأمر بمولاي أحمد بدري وجمال الدين الدخيسي.
بدعم من السفارة الألمانية بالمغرب ومعهد غوته بالرباط بدأت بالعاصمة المغربية فعاليات الدورة الثانية من المهرجان الدولي للمعاهد المسرحية التي تنظمها جمعية إيسيل ووزارة الثقافة المغربية بتعاون مع دار الأوبرا بسلطنة عمان. المهرجان انطلق في الثلاثين من شهر أكتوبر/ الأول ويمتد لغاية الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني 2016.
وبهذا الصدد قال هاري فورمان معهد إرنست بوش للتمثيل في برلين في تصريح لـ DW: "أعتبر أنه من المهم جداً، في هذه المرحلة بالضبط، أن يحصل التلاقي الفني بين الناس من الغرب والعالم العربي". واستطرد موضحاً: "فوق خشبة المسرح نبني العالم ونظهر قابليته للتغيير، نتمثل الواقع ونبدع مُثله. إن الفنانين المغاربة يقدمون انجازات كبيرة في هذا المهرجان".  
احتفاء ببدري والدخيسي
من اللحظات المؤثرة في دورة هذا العام تكريم كل من مولاي أحمد بدري المدير المؤسس للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي وأستاذ التشخيص في نفس المعهد جمال الدين الدخيسي، المدير السابق لمسرح محمد الخامس.
بدري يعتبر بلا منازع المؤسس الروحي للتكوين الأكاديمي المسرحي بمعناه الحديث في المغرب، شخصية تنظر إليها أجيال من المسرحيين بتقدير يقترب من القدسية، وتعتبره ومضة وضعت الأسس العلمية للتكوين المسرحي بالمغرب. كان ذلك عام 1986 حين كلفه وزير الثقافة الأسبق محمد بنعيسى بإدارة وتأسيس معهد خلق من لاشيء وبإمكانية ضئيلة في ظرفية تاريخية دقيقة من تاريخ المغرب. قوة بدري تمثلت في إيمانه بقيم الجد والنزاهة المصحوبة بفهم عميق ودراية واسعة بآليات العمل المسرحي في أبعادها الأدبية وإكراهاتها العملية. 
أما جمال الدين الدخيسي الذي درس المسرح في روسيا، فيعود له الفضل في تعميم وتبسيط منهج كونستانتين ستانيسلافكي في التمثيل، والذي حوله من "إلهام" ضبابي غامض إلى علم له قوانينه وأصوله.جمال الدين الدخيسي أثر في أجيال من الممثلين المغاربة الذين علمهم أسلوباً جديداً لبناء الدور المسرحي، أسلوب يعتمد على دقة مراقبة الواقع يليه جهد لاستبطانه السيكولوجي بشكل يجعل التمثيل أداء طبيعي وتلقائي بعيداً عن أي تكلف.
من جهته أكد سعيد آيت باجا، رئيس جمعية جمعية إيسيل المنظمة للمهرجان أن تكريم، مولاي أحمد بدري، جاء لكونه "أكاديمياً متفرداً في المجال المسرحي أشرف على مسيرة أجيال (..) وعرفاناً منا ومن كل من يسهم في هذا المهرجان لما قدمه مولاي أحمد بدري لهذا المجال طيلة سنوات عطائه".
التكوين في قلب أولويات المهرجان
وسيتم في اختتام الدورة توزيع الجوائز الخاصة بالمسابقة الرسمية للمهرجان. كما برمجت إدارة المهرجان محترفات (ورشات عمل) في فن التشخيص والارتجال وتقنيات المونولوج والعديد من التخصصات المرتبطة بالمسرح والفنون الدرامية يشرف عليها مختصون من بينهم عبد الرحيم أوالمصطاف خريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي الذي واصل مشواره المهني في ألمانيا.
كما تُنظم ندوات دولية يُشرف عليها كل من المخرج المسرحي العالمي لويس باسكوال مدير مسرح ليور ببرشلونة ونقيب المسرحيين المغاربة مسعود بوحسين، تتمحور حول الإخراج، إضافة إلى ممثلين عن إدارة دار الأوبرا السلطانية، راضية الزجالي، وناصر الطائي الذي سيحاضر في ندوة حول تجربة أوبرا مسقط المتفردة، تحت عنوان "تجربة دار الأوبرا السلطانية مسقط في التواصل المجتمعي".
---------------------------------------------------
المصدر :حسن زنيند/ DW

"ألف ليلة وليلة": سباق المترجمين الإسبان

مجلة الفنون المسرحية
من "ألف ليلة وليلة" على المسرح لـ تيم سابل

"ألف ليلة وليلة": سباق المترجمين الإسبان


لن يكف "ألف ليلة وليلة" عن اجتذاب الكتّاب للاقتباس منه، والسينمائيين للاشتغال عليه، والمسرحيين لتقديمه على الخشبة (كانت آخرها للمسرحي البريطاني تيم سابل) وكذلك هم المترجمون الذين يعيدون تقديم الكتاب إلى لغاتهم، وتظلّ هناك مبادرات ومحاولات منهم لإعادة ترجمته من جديد.
آخر هذه المحاولات هي ترجمة المستعرب الإسباني سالبادور بِنْيا مارتين التي صدرت حديثاً عن دار "بيربوم"، رغم أن العمل ترجم أول مرة إلى الإسبانية سنة 1916 من قبل الكاتب والصحافي الإسباني بيثينتي بلاسكو إبانييث وكان ذلك عن ترجمة فرنسية لجوزيف شارل ماردوس.
بعد الترجمة الأولى بسنوات، ظهرت أول ترجمة من العربية مباشرة وحملت توقيع رفائيل كانسينوس أسينس سنة 1955، ورغم أنها اعتبرت من قبل كاتب مثل خورخي لويس بورخيس "أحسن ترجمة للكتاب"؛ إلا أنها نعتت من قبل باحثين آخرين بأنها ترجمة حرفية.
في 1964، نشرت دار "بلانيتا" ترجمة المستعرب الإسباني خوان بيرنيت والتي تعتبر الأدق من وجهة نظر العديد من الباحثين وقد أنجزها صاحبها انطلاقاً من طبعة كلكتا الثانية (1942) وطبعة بولاق (1935).
بعدها نشرت دار "أرغوس بيرغارا" نسخة جديدة أنجزها المستعربان خوان أنطونيو غوتييريث لارايا وليونور مارتينيث سنة 1965 وأعادت نشرها "منشورات أتلانتا" سنة 2014. إضافة إلى نسخ أخرى ترجمت عن الفرنسية.
الأمر يعني أننا أمام المحاولة الخامسة لترجمة العمل، والذي صدر في أربعة مجلدات أرفقها المترجم بدراسة وشروح وحملت عنوان Mil y una noches، من خلال العنوان المعدّل، يظهر أن مارتين أدخل عليه تغييراً بسيطاً تمثّل في حذف أداة التعريف من العنوان الذي كان متداولاً لدى المترجمين السابقين.
تجاوز عدد صفحات كل مجلد من مجلدات الترجمة الجديدة خمسمئة صفحة، وبعيداً عن أي تقييم للترجمة فإن عملاً بهذا الحجم استحق جهداً كبيراً لإنجازه. فعوضاً عن عناء نقل هذا النص التراثي الصعب، أرفق مارتين عمله بدراسة مطوّلة عن الكتاب، إلى جانب شروحات لتسهيل القراءة على القارئ الإسباني.
لكن وجود الترجمات السابقة التي تعتبر جيدة من قبل الباحثين والمستعربين الإسبان بمن فيهم مترجم النسخة الجديدة يجعلنا نتساءل عن جدوى هذه الترجمة والهدف منها.
لكن الشاعر والكاتب الإسباني وعضو "معهد لغات وثقافات المتوسط والشرق الأدنى" لويس ألبيرتو دي كوينكا يقول في المقدمة التي وضعها للكتاب، إن هذه الترجمة "ستكون بدون شك الترجمة النهائية لـ"ألف ليلة وليلة" إلى الإسبانية فهي الأدق والأكثر وفاءً".
سبق للمترجم والباحث الإسباني سالبادور بِنْيا مارتين ترجمة أعمال أدبية أخرى عن العربية نذكر منها "الوجه الآخر" لفؤاد التكرلي (1987) و"بيضة النعامة" لرؤوف مسعد (1997) و"عزيزي السيد كواباتا" لرشيد الضعيف (1998) و"في الطفولة" لعبد المجيد بنجلون (1999) و"السيرتان" لسليم بركات (2000) وديوان "سقط الزند" لأبي العلاء المعري (2016).

------------------------------------------------------
المصدر : إبراهيم اليعيشي - العربي الجديد 

عبد الرحمن بدوي: ترجمة المسرح بإزميل الفلسفة

مجلة الفنون المسرحية

عادت ترجمات الأعمال المسرحية للألماني برتولت بريشت (1898 - 1956) للواجهة من جديد، عبر طبعتين لمختارات من أعماله؛ شملت المختارات الأولى "طبول في الحرب" و"حياة جالليو"، ومؤخراً "الأم شجاعة" و"السيد بنتيلا وخادمه ماتي"، وكان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الجهة التي تكفلت بإعادة الطبع، ضمن سلسلة "من المسرح العالمي"، العدد الأخير، وبترجمة عبدالرحمن بدويّ (1917 - 2002).
ومع صدور الطبعة الجديدة من هذه الترجمات، تعود إشكالية ترجمة بدوي للمسرح الألماني، والتي شملت أعمال شيلر، غوته، وبريشت، حيث أثير حول هذه الترجمات، وخاصة أعمال "بريشت" من الإشادة بنفس القدر الذي أثير حولها من النقد من قبل مترجمين لا يقلون دربة وحرفة عن بدوي.
في مسرحية "السيد بنتيلا وخادمه ماتي"، التي أعيد طبعها مؤخراً، يقول بريشت إنها "مسرحية شعبية تستمد شكلها الملحمي من مغامرات الملاحم القديمة"، ويُقال إن بريشت كتبها متأثراً بدور "شارلي شابلن" الذي لعب دور المليونير في فيلم "أضواء المدينة".

اتُّهم بأنَّ أسلوبه في الترجمة الأدبية جاف ومقعر وغير مسرحي

وبسبب حساسية هذا العمل اضطر مترجم آخر للعمل، هو المصري عبد الغفار مكاوي إلى إيراد عشرات التوجيهات إلى من يريد تمثيل العمل في العربيّة، منها: "ينبغي أن يصون نفسه من أسلوب الأداء التقليدي... ولغته يجب أن تكون ذات إيقاع موسيقي لطيف".
ترجم بدوي العمل للمرة الأولى سنة 1978، وسيقع العمل بيد المترجم والمختص بالمسرح السوري نبيل حفار(1945)، ومع السمعة الطيبة لبدوي كمترجم موسوعي يتصدى لأعمال كبيرة إلّا أن حفّار يجد أنَّ أسلوبه في العربية "جاف مقعر وغير مسرحيّ، يترجم غوته كما يترجم بريشت، بالأسلوب نفسه، كما أن لغة شخصيات النص في ترجماته تنطق جميعها بمستوى واحد، دون أن يأخذ بعين الاعتبار الانتماءات الاجتماعية والثقافية للشخصيات خلال تبادلها للحوار"، بسبب ذلك كلّه يرى حفّار "أنَّ أيّاً من هذه الترجمات - التي قام بها بدوي - لم يرَ النور على خشبات المسارح العربيّة".
ليس هذا العمل (السيد بنتيلا وخادمه ماتي) وحسب، إذ فكّر المخرج التونسي، المنصف الصايم، مرة بإخراج "حياة غاليلو غالييه" كنموذج من المسرح الجدلي لبريشت، لكن بعد طول نظر في ترجمة بدوي صرف النظر نهائياً عنها، وترجم النص لعرضه عن الفرنسية". والرواية هنا ما زالت لحفّار.
ترجم بدوي نحو عشرين عملاً مسرحياً عن الألمانية، شكلت ترجماته حاجزاً للمخرجين، وعلامات استفهام عند مترجمين آخرين، أخذوا عليه "لغته المقعرة"، وفي أحيان أخرى إيراده للمعاني على ما لم تكن عليه في الألمانيّة، وكانت هذه الأعمال تحمل السخرية، التي لم تتناسب وطريقة عمل بدوي في الترجمة.
في 1968 أراد المسرح القومي في القاهرة تقديم مسرحية بريشت "دائرة الطباشير القوقازية" بالتعاون إخراجياً بين سعد أردش، وكورت فيت من مسرح "البرلينر إنسامبل" اعتماداً على ترجمة عبد الرحمن بدوي.
لكن، بعد مرور فترة على البروفات لاحظ كلاهما أن نص بدوي لا يُمكّن الممثلين من تجسيد الحالات المطلوبة منهم، بالإضافة إلى أن بنية الجملة تربكهم عند النطق في كثير من الحالات". طلبا المساعدة من الشاعر صلاح جاهين الذي وجد نفسه مضطراً لتقديم ترجمة جديدة، ولكن عن الترجمة الإنجليزية، هذه الحادثة أيضاً برواية حفّار.
من الجهة الأخرى، لا يبدو الأمر مقتصراً على الترجمة في مسرحيات بريشت، بل لعل له نصيباً في لغة المسرحيات نفسها، فالفرقة التي أسسها بريشت "برلينر إنسامبل" كانت تصرّ على أداء الأعمال باللغة الألمانية في باريس مع توفير بعض الترجمات، ربما لأن الموضوع لا يتعلق بالترجمة بقدر ما يتعلق باللغة الألمانية وبشعرية اللغة المسرحية عند بريشت.

-------------------------------------------------
المصدر :عمّار أحمد الشقيري - العربي الجديد 

الجمعة، 4 نوفمبر 2016

مسرح نسائي.. مسرح نسوي / *عواد علي

مجلة الفنون المسرحية


مسرح نسائي.. مسرح نسوي / *عواد علي
 
يستخدم العديد من النقاد والباحثين العرب مصطلح “المسرح النسائي” بمعنى “المسرح النسوي”، في حين أن ثمة فرقا واضحا بينهما تؤكده التجارب والمعاجم المسرحية في العالم، فالأول يشير إلى النشاط المسرحي الذي تقوم به النساء أو فرق مسرحية تديرها النساء، حتى وإن كان تكوينها وجمهورها خليطا من الجنسين، وتغلب على إنتاجاتها العروض التي تؤلفها وتخرجها كاتبات ومخرجات متمرسات.

ويستند هذا التحديد إلى منهج تلك الفرق المسرحية في العمل والإدارة، أي إلى ما يحدث وراء خشبة المسرح، لا إلى ما يُقدَّم عليها.

وفي هذا السياق نشير إلى مهرجان “مرا” للمسرح النسائي في تونس، الذي نُظمت منه ثلاث دورات حتى الآن، والتجارب المسرحية التي تخرجها وتمثلها النساء في السعودية، وتنشط عادة في المهرجانات الموسمية والأعياد، وتعود إلى سباتها طوال السنة، وهي تجارب جمهورها من النساء فقط، وتقوم على مقاربات مسطحة وتقليدية لقضايا الأسرة، وشؤون المرأة ومشكلاتها المتمثلة في تأخّر الزواج، وانتظار العريس، والخوف من تعدّد الزوجات.

أما المصطلح الثاني فإنه يشير إلى التّجارب المسرحية التي تحمل وجهات نظر نسائية بحتة، أو تنطلق من النظرية النسوية (أو مبادئ الحركة النسائية المنظّمة التي تسعى إلى نصرة المرأة في جميع المجالات، والقضاء على أشكال القهر المتّصل بالنوع الجنسي)، وتشكّل محاولات لتحدّي المواضعات المسرحية “الذكورية”، التي تسعى إلى قولبة صورة المرأة، وتعكس الأبنية الاجتماعية التي تحصرها في الأدوار الثانوية والتابعة، أو تروّج لها بوصفها “قطعة تزيينية” أو “شيئا جميلا”.

وفي معظم الحالات تكون هذه النتاجات المناهضة لقهر المرأة من إبداع نساء خرجن من معطف الحركة النسائية، لكن في بعض الحالات يقف وراء هذه الحالات رجال مناصرون للنظرية النّسوية. ومن الواضح أن تحديد هذا المصطلح يستند إلى ما يحدث على خشبة المسرح، أو ما يُقدَّم عليها من خطاب مسرحي ذي طابع نسوي.

لذلك أطلق بعضهم على المسرح الذي يشير إليه هذا المصطلح “مسرح نصرة المرأة”. ويعود انتشار المصطلح إلى سبعينات القرن الماضي، حين ظهر إلى الوجود تأثرا بالنظرية النسوية التي تمحورت حول عمل المرأة في مجالات مختلفة، تتضمن الأنثروبولوجيا، علم الاجتماع، الاقتصاد، النقد الأدبي، تاريخ الفن، التحليل النفسي، والفلسفة لمواجهة التمييز العنصري، والنمطية، والتشيّؤ (خاصة التشيّؤ الجنسي)، والقمع، والاضطهاد، والسلطة الذكورية.

في إطار هذا التمييز يمكن تحديد نوعين من التجارب المسرحية: تجارب مسرحية “نسائية”، أي تلك التي أنتجتها كاتبات ومخرجات مسرحيات، وتجارب مسرحية “نسوية”، أي تلك التي تحمل وجهات نظر نسائية بحتة (سواء أنتجتها نساء أو أنتجها رجال).

وثمة نماذج مسرحية عربية عديدة ظهرت خلال العقدين الأخيرين تمثّل النوع الثاني، وتشتغل معظمها على موضوعة الجسد الأنثوي، إما مقهورا وإما صانعا للجمال، منها “ثلاث نساء فارعات” (عام 2000)، التي اقتبستها اللبنانية رندا الأسمر عن نص لإدوارد ألبي، وأخرجتها نضال الأشقر، وهي تصوّر رحلة حياة امرأة تتوزع على ثلاث مراحل (الماضي، الحاضر، والمستقبل)، منذ لحظات تفتّحها الأولى على الحياة، وعلى جسدها، لتكشف عن مدى الأسى الذي تحمله المرأة، خاصة حينما تعيش حياة منفتحة.

والمثال الثاني هو “حكي نسوان” (عام 2006)، للكاتبة والمخرجة المسرحية اللبنانية لينا خوري، من خلال أداء أربع ممثلات يقدمن اثنتي عشرة قصة لواقع الأنثى في المجتمع اللبناني، عبر مونولوجات جريئة تصل إلى حد القسوة على الذات وعلى المشاهد، وكأنها تحاول أن تضع مرآة مكبّرة على الخشبة لتري المتلقين من خلالها ما تعدّه عورات للمجتمع في تعامله مع المرأة.

والنموذج الثالث بعنوان “كلام في سرّي”، (عام 2007)، الذي اقتبسته الكاتبة المصرية عز درويش عن “حكي نسوان”، وأخرجته ريهام عبدالرازق، تبرز مقاربة لمشكلات المرأة المصرية، والهموم التي تحملها في رحلة حياتها منذ الطفولة إلى الممات من خلال وجهة نظر المرأة ذاتها، في سرد إيقاعات أحداث حياة ثلاث نساء، وما يتعرضن له من إجحاف وتهميش متعمّدات، عن طريق الكلام والحركة الإيمائية.


*كاتب من العراق

أزمة في دورالعرض المسرحية في قطر

مجلة الفنون المسرحية

كشفت أزمة دور العرض المسرحيّة وجهاً آخر للحقيقة الغائبة لدى المسرحيين والقائمين والمهتمّين بالحركة المسرحيّة، إذ تشكل عائقاً جوهرياً أمام إبداعاتهم وتواجدهم الفني، كما أن تقليص عدد المسارح وإطفاء بعض أنوار الخشبات الموجودة يمثل تجاهلاً آخر لإبداعات هؤلاء الفنانين الذين وهبوا حياتهم وجهدهم للمسرح، واجتهدوا لتقديم أعمال تخلّد مشوارهم الفني، إلا أنهم دائماً ما يواجهون تلك العقبات التي تقف حائلاً أمام أنشطتهم، فضلاً عن انسحاب المنتجين للعروض المسرحية أيضاً، وطالب الكثيرون بأن تحدّد مسارح خاصّة للعروض المسرحيّة فقط وأن توفر لهم بالمجان وأن تقدّم لهم أيادي الدعم، فيما اعتبر تشكيليون أن إغلاق مركز الإبداع وقاعات التشكيل ودمج بعض المؤسسات وعدم وجود صالات كبرى للعرض سبب أزمة العروض التشكيلية خاصة لدى الشباب من المُبدعين الذين ما زالوا يتحسسون طريق الشهرة والأضواء، وغلق تلك المنافذ أمامهم هو بمثابة قتل لموهبة في بداية الطريق، وطالبوا بأن يقام بينالي عالمي كبير خاصة بعد تقدّم الفن التشكيلي في قطر ووصوله للساحات العالميّة والاحتفاء به عربياً ودولياً، مطالب كثيرة للمسرحيين والتشكيليين رصدتها الراية  في هذا التحقيق.

علي سلطان: تعدد المسارح يساهم في ازدهار الحركة الفنية

قال الفنان علي سلطان إن الحركة المسرحيّة لن تزدهر بدون وجود دور عرض متعدّدة في كل الأماكن بدولة قطر، وقال إنهم قديماً كانوا يحرصون على أن يقدّموا أعمالهم المسرحية في جميع المسارح حيث كان هناك أكثر من دار عرض مثل الدوحة بلايرز، ومسرح شل، ومسرح النجمة وغيرها فضلاً عن أنهم كانوا يقدّمون أعمالهم في مدن خارج الدوحة، وأوضح سلطان أن الحركة المسرحيّة تشهد تذبذباً في الأداء حيث تنشط أحياناً وتفتر أحياناً أخرى، كما أكد أن هناك محاولات جادّة من الفنانين والمسؤولين للنهوض بالحركة المسرحيّة فضلاً عن إرادة الدولة لتعزيز الفنون وهو ما وضح من خلال إنشاء مسارح في كتارا وفي سوق واقف. وطالب الفنان علي سلطان بضرورة منح الأولوية في استخدام هذه المسارح للأنشطة الفنيّة خصوصاً المسرحية حيث إن المسرح هو أبو الفنون وهو الذي يفتح الباب أمام ازدهار ونشاط الحركة الفنيّة بشكل عام.

موسى عبدالرحمن: عدم استمرار العروض لقلة دور العرض

يقول الفنان موسى عبدالرحمن إنه يتمنّى أن تشمل النهضة الكبرى التي تشهدها قطر كافة المستويات ومن بينها البنية التحتية الثقافية، ومن أبرز الأمور التي يحتاج إليها الفنان هي خشبة المسرح أو دار العرض التي يقدّم عليها إبداعاته، مؤكداً أنهم كان لديهم العديد من خشبات المسارح في الدوحة من قبل، كما قام هو وزملاؤه ببناء مسرح خاص لتقديم أعمالهم عليه عُرف وقتها باسم مسرح موسى عبد الرحمن، ولكنه للأسف لم يعد موجوداً، وكان هناك العديد من المسارح الأخرى لذلك كانت الحركة المسرحية مزدهرة.

وتابع: أعتقد أن عدم استمرار العروض على مدار العام قد يعود لعدم توافر دور للعرض أمام الفرق طوال العام، وهو الأمر الذي يجعلهم يحجمون عن الإنتاج ولا يقومون بالدور المفترض بهم أن يقوموا به وهو الإنتاج المسرحي، ولذلك نشاهد مقرّات الفرق وقد تحوّلت إلى أماكن للسمر، وبات المسرح مهجوراً وابتعد عنه الجمهور ولم يعد هناك وعي مسرحي وذائقة لدى الناس وحب المسرح، وعدم وجود خشبات مسرح متعدّد يجعل الجمهور غير معتاد على مشاهدة المسرح أو ارتياده، فإذا نظرنا إلى السابق سنجد أن إنتاجنا المسرحي كان غزيراً وكانت الأعمال المسرحية تقدّم لفترات زمنية طويلة وليست مثل الآن لمدة يوم واحد وكانت المسارح ممتلئة، لكن اليوم وبعد أن أصبح الأمر مقتصرًا على مسرح قطر الوطني فقط أو مسارح أخرى غير مجهزة بشكل كامل للعروض المسرحية اختفت ثقافة ارتياد المسرح عند كثيرين، كما اختفى كذلك المُنتجون.

خالد الزيارة: الفرق لا تجد أماكن لتقديم أعمالها

أكّد الكاتب المسرحي خالد الزيارة نائب رئيس فرقة الغد لفنون الدراما أن أزمة دور العرض تهدّد النشاط المسرحي حيث لم تعد الفرق المسرحية تجد أماكن لتقديم أعمالها بسهولة، وأوضح أن الفرقة تسعى منذ شهر رمضان الماضي لإعداد عمل مسرحي موسمي ضخم للأطفال قامت بالفعل بتجهيزه، حيث لم يكن يتبقى إلا حجز مسرح فقط لتقديمه، وقال: كنا ننوي تقديمه خلال عيد الفطر، إلا أننا لم نجد مكاناً لعرضه، وهو ما اضطرنا لتأجيله للعرض خلال عيد الأضحى والآن اضطررنا لتأجيل العمل مرة ثالثة بسبب أن مسرح قطر الوطني محجوز بالرغم من حجزنا للمسرح ولكن يبدو أن الأولويات تفرض منح المسرح لفرق أو جهات أخرى، وهو الأمر الذي اضطرنا لتأجير مسرح عبد العزيز ناصر لتقديم العمل عليه في شهر يناير، ولذلك أقول إن تخصيص مسرح للأنشطة المسرحية أو للفرق المسرحية الرسمية هو أمر ضروري ويجب أن يؤخذ بعين الاعتبار إذا ما أردنا للحركة المسرحية أن تزدهر وللفنون بشكل عام أن تنشط ويكون لدينا نتاج فني متميّز على مدار العام.

-------------------------------------------------
المصدر : الراية القطرية 

الخميس، 3 نوفمبر 2016

ثُنائية “الحياة - الموت” في نص بيرانديلّو “الرجل ذو الزهرة في فمه” بإخراج غابرييلي لافيا

مجلة الفنون المسرحية

 ثُنائية “الحياة - الموت” في نص بيرانديلّو “الرجل ذو الزهرة في فمه” بإخراج غابرييلي لافيا

يواصل المخرج والممثل الإيطالي الكبير غابرييلي لافيا بحثة المسرحي، والوجودي، في ثنائيّتي «الحياة - الموت» و «الفرد - السلطة »، ويبلغ المخرج قمّة هذا البحث عبر عمله الأخير «الرجل ذو الزهرة في فمه» المعروض في مسرح «لا بيرغولا - La Pergola » التاريخي في فلورنسا، والمُعدّ من نص نثري بنفس العنوان للويجي بيرانديلّو والمطعّم باقتباسات ومقاطع من نصوص نثرية وشعرية أخرى للكاتب ذاته، وهو الذي تعامل مع هاتين الثنائيّتين أكثر من غيره من كتّاب المسرح والقصّة الأوروبيين.
 لافيا، الذي يؤدي كعادته بطولة العرض، اعتبر النصّ الذي أعّده أبقاه بذات عنوان «الرجل ذو الزهرة في فمه»، “إختزالاً لما أسّسه بيرانديلّو كنموذج أَمْثَلْ على فقدان القدرة في التواصل مع الآخرين، والدليل على الوحدة التي تتسبّب بها سطحيات الأشياء وجزئيات الحياة التي لا معنى”، وهو “محاولة لإيضاح جوهرية بلوغ أولوية الحياة على الموت”.



ويحاول غابرييلي لاڤيا، بصحبة رفيقيه على الخشبة، ميكيلي ديماريّا وباربارا آليسّي الإمساك بالحياة لحظة واحدة قبل نهايتها. فبعد «ست شخصيات تبحث عن مؤلف» للويجي پيرانديلّو وعبوراً بـ «حياة غاليلو غاليلِي» لبرتولد بريخت، يعود غابرييلي لاڤيا إلى خزين الكاتب الصقلّي الحائز الى نوبل للآداب ( 1934 ) لويجي پيرانديلّو، الذي أثّر في مسرح زماننا وأثراه أكثر من غيره .

ما يربط بين هذه الاعمال الثلاثة هو الإنسان، المدرك تماماً لوعيه، لكن الواعي تماماً بمخاوفه والمحتاج إلى إزاحة تلك المخاوف، من خلال التمترس وراء قناع يفرضه عليه الآخرون، وينتهي به الأمر بالقبول بذلك القناع ليضمن العيش الآمن. إنه حالة «المطهر» الدانتيّة ما بين الكينونة الحقيقية و ما يطفو على السطح من شخصية الإنسان.

تدور أحداث المسرحية داخل مقهى في إحدى محطات القطارات. أحد روّاد المقهى، رجلٌ مسالم يجلس هناك. يقترب منه زبون آخر ويبدأ بالحديث معه بإلحاح متصاعد. الحديث ساخر ويائس، ويُظهر قدرة استثنائية على اقتناص أعمق التفاصيل وأدقّها، والتي تبدو في الحياة اليومية الاعتيادية غير ذات معنى.



اعتبارات هذا الرجل وآراؤه المريرة تكشف عن حقيقة رهيبة: فذلك الرجل مُقبلٌ بالفعل على الموت، وما «الزهرة في فمه» إلاّ الورم الذي أصاب شِفّته العليا. وقد أحاله اقتراب الموت منه أكثر وعياً وقدرة على البحث في كنه الحياة وأسرارها وتَغَلْغَلَ في صُلبها، أي بمعنى أن ذلك الوضع منحه نوعاً من البصيرة الرائية يتمكن من خلالها تحديد ملامح وجود الأشخاص الآخرين، الذين لا يعيشون حياتهم بذات الاستقلالية التي يواجه بها هو حياته. وفقدان تلك المزيّة يجعل من الآخرين غاضبين وغير قادرين على الإدراك. فليس الزبون المسالم، وهو اسم الشخصية الأخرى إلاّ واحداً مثل الآخرين، تضبّب ذهنه بسبب رتابة الحياة اليومية وتتابع أحداثها.

-------------------------------------------------------------------------
المصدر : عرفان رشيد -وكالة ( أٓيْ جي آي ) الإيطالية للصحافة - فلورنسا 

مهرجان نقابة الفنانين المسرحي الرابع باللاذقية

مجلة الفنون المسرحية

مهرجان نقابة الفنانين المسرحي الرابع باللاذقية

تمام العبود :

تستعد مدينة اللاذقية السورية لإحتضان فعاليات "مهرجان نقابة الفنانين المسرحي" بدورته الرابعة والذي يقيمه فرع نقابة الفنانين في مدينة اللاذقية بإشراف السيد نقيب الفنانين في اللاذقية الفنان حسين عباس وتحت رعاية وزارة الثقافة - مديرية المسارح والموسيقا في سوريا ..
ويضم المهرجان مجموعة من الفقرات وهي :

- اليوم الأول 12 نوفمبر 2016 :
حفل الإفتتاح - فقرة فنية فكرة وإخراج سوسن عطاف .

- اليوم الثاني 13 نوفمبر 2016 :
العرض "أوركسترا الوجع" يشارك به فرع نقابة الفنانين باللاذقية تأليف عدي المختار وإخراج هاشم غزال .

اليوم الثالث 14 نوفمبر 2016 :
- العرض "وجوه" يشارك به المسرح الجامعي /جامعة تشرين تأليف ديمترديموف إشراف وإخراج رغداء جديد .

- اليوم الخامس 15 نوفمبر 2016 :
العرض "جيل رابع" يشارك به فرع نقابة الفنانين بمدينة حماه تاليف علي عبد النبي الزيدي وإخراج نبيل جاكيش .

- اليوم السادس 16 نوفمبر 2016 :
العرض "كافيه سكن الليل" تقدمه /فرقة حكايا / السويداء تأليف جون بريسلي وإخراج ليال الهادي .

- اليوم السابع 17 نوفمبر 2016 :
العرض "درجة ثالثة" تقدمه فرقة أليسار المسرحية تأليف أحمد حاتم وإخراج نضال عديرة .

- اليوم الثامن والأخير 18 نوفمبر 2016 :
العرض "وجوه أحن إليها" يشارك به المسرح القومي بالحسكة تأليف وإخراج اسماعيل خلف .

☆ إعداد ومونتاج وإخراج :مجد يونس أحمد .
☆ إشراف عام : الفنان حسين عباس رئيس فرع نقابة الفنانين باللاذقية - مدير المهرجان .

وذلك إبتداء من تاريخ 2016/11/12 ويستمر لغاية 2016/11/18 على خشبة مسرح المركز الثقافي الجديد  تمام الساعة السادسة من مساء كل يوم .

الأربعاء، 2 نوفمبر 2016

ممثل المونودراما وخصوصية الأداء

مجلة الفنون المسرحية

ممثل المونودراما وخصوصية الأداء

عزيز خيون 

 ما هي العدة الابتكارية لمخرج تمكنه ارادة حنكته من ابداع دوائر من الفرضيات المتجددة ،  تفقس حياة تزخر بالتنوع والتشويق والبهجة ، ومخالفة التوقع حتى استدعاء اللحظة الأخيرة من أنفاس العرض المسرحي، دون أن يلامس غول الملل عيون الجمهور الذي يتربص بحركات وسكنات هذا الممثل الوحيد، لاسيما ان ما يشاع عن العرض المونودرامي، ضعف حظه في اجتذاب الجمهور العام، وهذا الرأي قابل للنقاش، وحتى التنفيد ، لأن الجمهورألوان وأذواق ومشارب ، كل لون يفتش ويختار ما يناسب ذوقه ومشاربه ... والأمر الآخر الذي يجب حضوره لنجاح العرض المونودرامي هي الفرقة المسرحية التي تعرض ايمانها وثقتها وأموالها، لأنه من قال إن المونودراما لا تحتاج الى سقف انتاجي جيد ، ينهض بها ، ويحقق لها شرطية الحياة ... لذا ومن أجل رسم صورة واضحة الملامح والمقاصد تعلل وتشخص حلقة الخطورة ومكامن الصعوبة بالسفر صوب فضاءات هذا الفن الامتحان ، فن المونودراما ، نقول للذي يرغب ويتقدم لأن يجرب طاقة حظه بالعوم وسط موج البحر العاصف لهذا الوسيط الجمالي، عليه أن يتحلى ويتجمل بخصلتين اثنتين :  

عندما نتحدث عن ضرورة توفر الممثل المتميز لإنجاح هذه التجربة ، نتحدث أيضا وبنفس الأهمية لعبور هذه المخاطرة المسرحية ، عن الطاقة الإخراجية الخلاقة ، عن صاحب الرؤية المفارقة ، مخرج غير هياب ، مخرج متمرس ، يخاطر ، ويقود هاته المعركة الجمالية ، القادر على تثوير الاستعدادات الضرورية للممثل الذي أسلفنا نوعه وصفاته ، بالضبط الدقيق لعموم عناصر التجربة ... ولأنه وفي حالة وجود المدونة المحكمة ، يا ترى أي قدرة أدائية ، وأي مهارة تتحلى بالهيمنة الاستثنائية والتأثير الساحر ينبغي توفرها ، بحيث تنجح في تصميم وقيادة حيوات من التلقي المتميز ، وتستحوذ على اهتمام عيون ترصدها المهارة وهذه القدرة الفذة ، تتابعها وتحاصرها في الظلام ؟

طاقة حصان ، وصبر نبي ، لأنه وبدون وجود هذا الممثل، هذا اللاعب العبقري العارف بأسرار وخبايا مهنته، لايمكن القيام  بهذه التجربة المسرحية الفذة ، ومهما توفر لها من عناصر دافعة جهة التحقيق . 
ولأننا قد جربنا المهمتين في أوقات وظروف متباينة، نعني بذلك مهمة الإخراج ومهمة التمثيل في هذا اللون المسرحي – المونودراما – لذا يحق لنا عند التعامل مع فن المونودراما ،  أن نحذرمن أن أي نظرة تبسيط وتقزيم لحجوم المهام اللازمة ، من شأنها أن تغلق بوابات الحياة على هذا اللون المسرحي المميز ، وبنفس الوقت تكون نتائج العواقب صادمة لكل من يحاول أن يقترح مشروعا في هذا المجال ، لأنه اذا كانت تضاعف التجربة الجمالية لهذا اللون المسرحي ، يمكن أن تختصر كما هو شائع ويتردد، وبهذا المنطق المسطح  : نص ومخرج وممثل واحد ينط في الفضاء المسرحي ، ترافقهم في الخدمة عدة قليلة وخفيفة ، وتدعمهم ميزانية متواضعة، اذن ما المشكلة، وأين التعقيد في أمر كهذا، ولم الخوف والقلق، لم الاضطراب والتردد، واين يكمن حاجز الصعوبة؟ 
نعم قد تبدو المهمة ومن خلال حدود هذه النظرة الضيقة ممكنة ، وهينة  بالمرة ، لكن مخاضات هذه التجربة ولمن يركب وعورة  هذا الدرب، يفاجأ بعكس ذلك تماما ، ندعم صواب رأينا بيوميات تجربتنا الفعلية تمثيلا واخراجا، وما كنا نكابده لحظة محاولتنا انتاج العرض المسرحي المونودرامي، بدأ بتأثير وتلمس الخطوات الاولى لتطويع مدونة الكاتب وتجهيزها بما يتناغم ويتساوق وتلوينات رؤيتنا الفنية، ثم الاعداد الحذر والرصد الدقيق الذي لا يتسامح مع كل لحظة من لحظات الممثل الفرد ، بما ينأى بروحه المبدعة أن تحط فوق عش المألوف  والعادي المبتذل ، روحا ، فكرا ، صوتا ، جسدا ، مشاعرا، حركة وتكوينا ... هذا الممثل الذي هو خلاصة العصور، رسول المعنى، العراف الاكبر، وسيط الجمال، حامل شعلة التنوير، وراهب المنصة، من صير المعبد في البدايات سلطة للقول والشك، ومن عربته الجوالة لاحقا وطنا للأسئلة، لانتعاش الحقيقة ، للمتعة والثقافة والجمال، عابرا لدورات الزمان، وخطوط الجغرافيا أن يكون مواطنا أسرته العالم ، وأن يحدث هذا الوجود بلسان واحد ... أطل على هذا الكون واحدا ، وبروحه الابتكارية المسكونة بالتمرد على محيطه، وما يتوصل اليه، أضحى عددا ، ... ولأن انشغالات هذا الساحر - الممثل – اللحظة الراهنة ، الان ، أفراحها وأحزانها ، لذا سارع يعبر عن تجليات هاته اللحظة ، آنيتها، لا يتخلف أو يعتذر عن تصويرها ابداعيا بتكوينات وايقاعات، تنوعت في سلالم دهشتها، تبعا لتحولات هذا الوجود الصادم ومفاجآته اللا تنتهي، وكل هذا يتجسد الا باعتماد برنامج تدريبي صارم للروح والجسد، يؤكد على ما هو داخلي وخارجي، يدعمه زمن لا يحتمله صبر أي ممثل، انما فقط ذاك الذي يعشق فنه حد الذوبان والوله، وتماهت خلايا روحه الرائية مع التجليات المحلقة لهذا الفن الساحر، عابر الدهور والعصور... فن المسرح ، وانتهاء بصياغة العناصر المسرحية الأخرى المساندة ، التي تشيد محيطا جماليا حاضنا ، فاعلا ، وخادما لحضور هذا السيد النبيل – الممثل – ينهض بها الرقم المالي المعافى ، ينجح في توفيره وعي وثقافة ومسؤولية الجهة المنتجة ، سواء أكانت هذه الجهة قطاعا خاصا أو عاما ...
طبعا نحن  هنا لا نتحدث عن الفعاليات التي قدمت ، ولا تزال تقدم باسم المونودراما ، فعاليات بضاعتها الحكي والنطنطة الفجة ، وسيادة فايروس الأفقية في الطرح والمعالجة ، مما يقترب من بساطة أحاديث الجدات والمقاهي ، انما الذي نقصده هنا هي المسرحية المونودرامية ، القائمة على سخونة المضمون وسلطة الفعل ، وجدة الحدث ، والتنوع المثير ، طلبات تحققها القراءة التحليلية المعاندة ، والرؤيا الاخراجية المفارقة ، التي تشاكس المتعارف ، وترنو صوب قمة التجديد ، بمعنى آخر أن نافذة اللون المسرحي المونودرامي مشرعة لمن يقرر أن يبحث ، يجرب ، يجدد، ويطور ، ويشك بما يتوصل ، وهو لون كبقية الالوان ، خضرة زرعه تتنفس ، وتنتعش بالجد والكدح والمثابرة ، وتطليق مبدأ القناعة ، وتحقيق حالة الاحتراق القصوى ، بما يسمح لنا أن نقدم للمتلقي وجبة من الاكتشاف ، من المتعة والسعادة ، يقودها ممثل فرد اعتاد أن يمسك بناصية الحداثة والجمال . 


قراءة نقدية في فلسفة المونودراما وتاريخها

مجلة الفنون المسرحية

قراءة نقدية في فلسفة المونودراما وتاريخها

  عباس لطيف

يتجلى جدل الحراك والتغاير في تاريخ الأجناس والانواع والتيارات والمذاهب الدرامية والأدبية والفلسفية ومجمل الفكر الأنساني في حقيقته وصيرورته عبر الأحتدام والتشابك مع وجودية الواقع التاريخي وما يحفل بهِ من متغيرات وأفرازات وتبدلات تحولية في كل مفاصل وحقول وانساق الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية الى جانب الكشوفات ونمط العلائق الفاعلة والقائمة على ميكانزم التأثر والتاثير بين العلوم والفنون والآداب وحقيقة الأفادة من المتجاوزات الأبتكارية لا سيما وقد ازداد هذا التناغم والتنافذ منذ مطلع القرن العشرين وأزدادت وتائره مع أنحسار التيارات والمذاهب التقليدية وأتجاهات انفتاح الفنون والعلوم والآداب على بعضها فأصبحت الرواية والمسرح والسينما والتشكيل تفيد كثيراً من علم النفس والبايلوجيا وعلم الاجتماع بل ان هذا التمازج تجلى بصور التماثل والأستعارة بين الفنون نفسها.
ومن أبرز الأجناس والأنواع الدرامية ما تمثله المونودراما كنوع درامي أمتلك أستثنائية وخصوصية ليس على مستوى أختزال عناصر العرض والأقتصار على ممثل واحد بل امتد هذا البعد الأستثنائي الى ما تثيره من دهشةٍ وجدل وعمق جمالي ومعرفي في شخصية غالباً ما تتسم بأشكالية وجودية وسايسولوجية وقدرتها على أقامة جدل محلق بين ثنائية الفرد ــ الجماعة ، والعزلة والأندماج والصوت والصوت الآخر والمادة والروح والأنكفاء والتوهج والماضي والحاضر والتماسك والتشظي ويمكن القول أن سحر هذا النوع الدرامي يكمن في قدرتهِ على اللعب على اكثر من مستوى وأستعارة عدد من الموجهات والأشكال الواقعية والأفتراضية والتعبيرية والفانتازيا من خلال أستثمار الصوت الأنفرادي وتوحد الذات.
والمونودراما تفرض على صانعيها أن يبتكروا الفكرة والأسلوب والحوار وتقنيات الأتصال الأخرى وفق أشتغال تجريبي ليس بسبب حداثة هذا النمط وعدم رسوخ قواعده وقوانينه بل لأنه شكل درامي لا يمكن أن تحنطه القاعدة فهو مفتوح بسبب أزمة البطولة الفردية وقابليتها للتشكل عبر تشظية بنية الصراع ومسح العوالم العمودية والأفقية للحظة وجودية صادمة. ومن البداهة أن يتعرض هذا الفن الأصعب والأبهى بين الفنون المنشطرة عن البناء التقليدي الى جدلٍ كبير وتباين في وجهات النظر ومن بين الآراء التي تنطوي على نوعٍ من التعسف والغرابة ما قاله « جان لوي بارو» عن المونودراما حين يجزم «بأنها ستبقى شئنا أم أبينا فناً درامياً ناقصاً حيث تفتقد وبشدة لعنصر الحدث الحي وتنحصر دائماً وأبداً في أشكالها السردية رغم محاولة معظم العاملين فيها لأستخدام العناصر المساعدة من أستثمار الهاتف الى أصوات مرتجلة أو حتى عرائس أو صور فوتوغرافية.  وتبين الكثير من النقاد العرب والعراقيين بما يقترب من هذا الفهم الذي يعبر الى حدٍ ما الى قصور في الرؤية وأنعدام التعمق في هذا اللون من الآداء المسرحي وربما تعود هذه العدائية والفوبيا النقدية الى نوع من الأرتكاس الناتج عن تقديس الأشكال التقليدية والنزعة المحافظة والتذوق الأستاتيكي الساكن مع أن أنطوان تشيكوف قد أصاب كثيراً حين قال : « أن الفنان مبدع أشكال وليس خالق مضامين ويؤكد هذهِ الحقيقة الناقد ووتر كير في كتابه المهم (عيوب التأليف المسرحي) : « أن كل المذاهب أو التيارات أو ما يسمى تحديداً بالقالب
وكان لا بد في مثل هذا الجدل والتباين في الرؤى أن تنهض الدراسات النقدية لدراسة فلسفة وتاريخ وجماليات فن المونودراما بأفق أكاديمي ونقدي رصين هذا ما انطوت عليه الدراسة العميقة والأستدلالية الموسومة «فلسفة المونودراما وتأريخها ــ دراسة في تحديد وتحديث المصطلح ــ للدكتور الناقد حسين علي هارف ضمن أصدارات الثقافة والأعلام ــ حكومة الشارقة.
فلقد توافرت هذهِ الدراسة على أشتراطات البحث والتتبع التاريخي الدؤوب عن الأرهاصات التاريخية والأنماط الريادية وبدايات هذا الفن وكم أدهشنا ذلك الأكتشاف من أن الجذور الحقيقية للمونودراما قد ظهرت في نهضة اليونان الريادية (فقد كانت المسرحيات الأغريقية المبكرة ذات الممثل الواحد يقدمها «ثيسبس» الذي حفظ التاريخ لنا أسمه بوصفه صاحب أنجاز فني ريادي فأليهِ يعزى فضل إيجاد الممثل الأول الذي أخذ بتبادل الحوار مع رئيس الجوقة) «2»
قسم الناقد الدكتور حسين علي هارف دراسته الأستقصائية وهي بالأصل رسالة دكتوراه الى أربعة فصول. تناول الفصل الأول تاريخ المونودراما وتضمن عدداً من التعاريف والنظريات الأجناسية مع التطرق الى تحديد المصطلح العلمي بعد المرور على عددٍ من التعاريف الأجرائي بعد فحص دقيق ونقد علمي لبعض القصور في كثير من التعاريف فيعرف أخيراً المونودراما بأنها (المسرحية التي تطرح صوتاً درامياً واحداً وتعتمد في بنائها شخصية درامية وحيدة أو مستوحدة تعاني ازمة أو عزلة أو أغتراباً نفسياً واجتماعياً يفرزُ صراعاً داخلياً وتنفرد تلك الشخصية بالجمهور وحيدة أو مستوحدة تعاني أزمة أو عزلة أو أغتراباً نفسياً وأجتماعياً يفرز صراعاً داخلياً وتنفرد تلك الشخصية بالجمهور وبمساحة الفعل الدرامي بشكلٍ طاغ لتبوح أو تسرد تجربتها الدرامية وفقاً لمنظور أوتوقراطي يعكس أحادية الصوت المونودرامي وقد تتضمن المسرحية وجود أو دخول شخص أو شخوص ثانوية ذوي دور أو وظيفة هامشية ــ تكميلية ــ أو جوقة صامتة أو ناطقة مساندة)
ويقدم المؤلف مسحاً تاريخياً لفن المونودراما وظهورها منذ اليونان وحتى العصر الحديث بدءاً من ظهور شكلها الفني على يد الممثل الألماني (برانديز) في الأعوام (1775 ــ 1780) ويؤشر أزدهارها في القرن العشرين بتأثير الدراسات السايكولوجية لاسيما مدرسة التحليل النفسي لسيجموند فرويد وظهور تكنيك تيار الوعي أو التداعي الحر في أعمال فرجينيا وولف وجيمس جويس وكونراد ويتبع الباحث تجارب المونودراما في مختلف العصور والدول وتجارب توسكانا في إيطاليا ويبدو أنها نوع من التهريج الفردي الأرتجالي وكذلك تجارب مشابهة مثل أعمال (فيللون) و(فروتولا) هدفها التسلية والأضحاك ويغوص في أستقصاء تاريخي في أشكال المونودراما في التراث العربي وما قدمه المحاكون والمقلدون والمهرجون وما يرويه الجاحظ في البيان والتبين وغيره من المصادر العربية التي تدلل على وجود هذا الآداء الأنفرادي القريب من المونودراما بصيغته البسيطة بعيداً بطبيعة الحال عن مراحل وخواص النضج والأشتراطات المتقدمة ولكن ما يسوغ هذا التناول هو السعي لأكتشاف الجذور والأرهاصات والأشكال الريادية. ويدرس بعد ذلك المونودراما عند الروسي (فرينوف) وأعمال تشيخوف المونودرامية الشهيرة مثل (أغنية التم) و (ضرر التبغ) وأظن أنهما أنضج واشهر عملين في النمط المونودرامي، ويستعرض المحاولات والنماذج الريادية العربية في أعمال عدد من الكتاب والفنانيين العرب لا سيما يوسف وهبي وأحمد زكي أبو شادي وتوفيق فياض والفريد فرج والطيب الصديقي وممدوح عدوان وجمال أبو حمدان ونبيل الحلو وعبد الكريم برشيد وعبد الخالق الزروالي ويقول المؤلف عن أول عمل مونودرامي في العراق (ثبت لدينا بأن أول عرض مونودرامي شهده المسرح العراقي هو مسرحية (مجنون يتحدى القدر) للكاتب المسرحي يوسف العاني التي قدمت على مسرح لمعهد الفنون الجميلة في 3/3/1950 وقدمتها جمعية جبر الخواطر بكلية الحقوق/ جامعة بغداد).
ويتناول الفصل الثاني : فلسفة الأغتراب في المونودراما ويستعرض بعض الآراء والتعريفات ويعقد مقارنة مهمة والفروق النوعية والدرامية والوظيفية بين فن المونودراما والسايكودراما، ويعتقد الكثير من الباحثين أن السايكودراما مصطلح من علماء النفس وليس من المسرحيين وخصوصاً الدكتور (مورينو) العالم السايكولوجي الذي أبتدع السايكودراما كشكل من أشكال العلاج الجماعي بتحديد موضوع ما لمعرفة حالة المريض ويشترك المعالج في التوجيه والتغيير ويعتمد على الأرتجال وهي عملية موازية لأسلوب التداعي الحر. ولعل من أهم كشوفات وأستقراءات الباحث ذلك الأقتران الموضوعي بين المونودراما وفلسفة الأغتراب بكل أشكاله السياسية والأجتماعية والأقتصادية فالأغتراب حالة فصام ويتسم بتعددية المنظور ولكل منظور فلسفتهِ ومسوغاته ومضامينهِ ويتوصل الناقد حسين علي هارف ويدلل بصيغه تحليلية الى ذلك الأرتباط بين المونودراما والأغتراب بكل أشكالهِ وتجلياته فمعظم (النصوص المونودرامية تتعامل بشكل أو بآخر مع الأغتراب بمختلف مفاهيمهِ وبتعدد أنواعه. وقد حفل الفصل الثالث بفيض نقدي شيق لنماذج من المونودراما العالمية والعربية والعراقية مثل ضرر التبغ لتيشخوف والأستيقاظ لداريوفو وأيدي يوريديس لبدرو بلوخ من (البرازيل) وعربياً مونودراما (الناس والحجارة) لعبد الكريم برشيد (من المغرب) وليلة دفن الممثلة جيم، لجمال أبو حمدان (من الأردن) وبرج النور لعبد الحق الزروالي (من المغرب) وبيت الجنون لتوفيق فياض (من فلسطين) وعراقياً تناول الذي يأتي لعلي عبد النبي الزيدي ويسألونك عن لعواطف نعيم ومجنون يتحدى القدر ليوسف العاني وموت البلبل لأسماعيل أكبر محمد وماري لسعدون العبيدي وتكلم يا حجر لمحي الدين زنكنة.
ويفرد مساحة عميقة وتحليلية ذات بعد تفكيكي لعناصر ومكونات الفن الموندرامي تناول فيها أشكالية الممثل الواحد بين مفهومي المصطلح الملتبس (مسرحية الممثل الواحد) أم (مسرحية الشخصية الواحدة) وهذان التعريفان يحتلان الجدل وتعدد الرؤية والفهم ويتناول المونودراما بين الملحمي والدرامي والفروق والخصائص وخاصة (الروي) التي تجمع بينهما. ويدرس نمط (الشخصية المونودرامية) من حيث الأحباط والعزلة والبوح الداخلي والأستبطان الوجودي وظاهرة (ضمير المتكلم) في بنية السرد المونودرامي، وكذلك يستغرق في دراسة (المكان المونودرامي) والتأسيس الأفتراضي للمكان المغلق الذي يوحي بحصار الشخصية وأنقطاعها مكانياً وسايكولوجياً عن محيطها وتلك هي ومضة التأسيس للصراع الدرامي بين ثنائية الداخل والخارج في شفرة الأداء المونودرامي. ثم يعمد الى دراسة الحدث وطبيعته الأستذكارية والعودة الى الماضي كملمح سايكولوجي لألتقاط الشحنة الدرامية التي تؤسس للصراع الداخلي المتأجج وخاصية المونولوج والتداعي للذات المونودرامية المأزومة.

-------------------------------------
المصدر : الصوت الآخر

مسرحية "هذيانات معطف " أعداد حسين رحيم عن قصة " همس المعاطف " لبيات محمد مرعي

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية "هذيانات معطف " أعداد حسين رحيم  عن قصة " همس المعاطف " لبيات محمد مرعي

عرض «تجليات» يحصد معظم جوائز «دبي لمسرح الشباب»

مجلة الفنون المسرحية

عرض «تجليات» يحصد معظم جوائز «دبي لمسرح الشباب»

شهد سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم مساء أمس، حفل ختام فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان دبي لمسرح الشباب الذي نظمته هيئة دبي للثقافة والفنون «دبي للثقافة».
حضر المهرجان الذي استمر 10 أيام.. خبراء المسرح والفنانون والهواة والمهتمون بالشأن الفني من الدولة والمنطقة.
كرم سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم خلال الحفل الأديب محمد أحمد المر الذي تم اختياره شخصية الدورة العاشرة للمهرجان تقديراً للمكانة الإبداعية المرموقة التي يتمتع بها على مستوى الدولة والمنطقة واعترافاً بإسهاماته في الارتقاء بالمشهد الإبداعي والفكري والثقافي، وقد تقلد المر أدواراً ومناصب عديدة في القطاعات الحكومية والأكاديمية والصحفية والثقافية وكانت مسيرته حافلة بالكثير من الإنجازات. 
كما كرم سموه ياسر علي القرقاوي وفقاً لتوصية لجنة التحكيم، إضافة إلى تكريمه لأعضاء لجنة التحكيم بمن فيهم الفنان غانم السليطي رئيس اللجنة، وأحلام حسن عضو لجنة التحكيم، والرشيد أحمد عضو ومقرر لجنة التحكيم، وكرّم سمو الشيخ منصور بن محمد الفائزين الذين تم الإعلان عنهم من قبل لجنة التحكيم التي يرأسها الفنان القطري غانم السليطي.
وفازت مسرحية «تجليات» لفرقة مسرح الشارقة الوطني بأكبر نصيب من الجوائز للدورة العاشرة من المهرجان، حيث حصدت الجائزة الذهبية لأفضل عمل مسرحي للعام، وجائزة أفضل أزياء مسرحية، وجائزة أفضل مؤثرات صوتية وموسيقية، وجائزة أفضل مكياج، وجائزة أفضل إضاءة مسرحية، وجائزة أفضل ديكور مسرحي، وجائزة أفضل عرض مسرحي باللغة العربية الفصحى، إضافة إلى جائزة أفضل إخراج لنبيل الناصفي وأحمد كريم.
كما نال كل من أحمد أبو عرادة جائزة أفضل ممثل دور أول والمهدي المنصور جائزة أفضل ممثل دور ثان عن دورهما في المسرحية نفسها. 
وحصلت عبير الجسمي على جائزة أفضل ممثلة دور ثان عن دورها في مسرحية «قلب يرى» لفرقة مسرح الفجيرة، بينما نال محمد عادل جائزة الموهبة الجديدة عن دوره في مسرحية «كان من المفروض أن تكون هناك»، فيما فاز إبراهيم القحومي بجائزة لجنة التحكيم الخاصة عن مسرحية «الليل نسى نفسى» لمسرح دبا الفجيرة.
وحجبت لجنة التحكيم جائزة أفضل ممثلة دور أول وجائزة أفضل تأليف لهذا العام. 
وأعرب سعيد محمد النابوده المدير العام لهيئة دبي للثقافة والفنون بالإنابة عن تقديره الكبير لسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم لتشريفه الحفل الختامي لمهرجان دبي لمسرح الشباب وتشجيعه للمواهب الوطنية.
وأشار إلى أن مهرجان هذا العام شهد معدل مشاركة كبيرة، مؤكداً ثقته في أن المواهب التي ظهرت خلال المهرجان سواء من الذين حصلوا على التكريم أو المواهب المتميزة الأخرى في مختلف الاختصاصات ستواصل مسيرتها وتستمر بالنمو كنجوم فنية نفتخر بها جميعاً، وهو الأمر الذي يمثل الرسالة الرئيسية من المهرجان المتعلق برعاية الشباب واحتضان مهاراتهم الفنية وتشجيعهم على الدخول إلى عالم المسرح.
وأعرب عن سعادته باختيار محمد المر شخصية الدورة العاشرة اعترافاً بإنجازاته المتميزة التي أسهم من خلالها في الارتقاء بمسرح الإمارات، لافتاً إلى أن دورة هذا العام ظهرت بمستوى متطور في العروض المسرحية التي قدمتها الفرق المشاركة.
من جهتها قالت فاطمة الجلاف رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان إن «دبي لمسرح الشباب» حقق أهدافه المنشودة وفي مقدمتها تسليط الضوء على إبداعات الفرق المسرحية المحلية وساعد على توفير منصة للشباب يعرضون من خلالها مواهبهم وإمكاناتهم من الممثلين والمخرجين والمؤلفين ومصممي الديكور والمنتجين وخبراء المكياج ومهندسي الصوت والعروض البصرية والإضاءة ومصممي الأزياء.
وشملت قائمة فعاليات المهرجان العديد من الأنشطة ومن أهمها: الملتقى الشبابي المسرحي والمسرحيات القصيرة بلغات عالمية مختلفة، إضافة إلى المعرض المصاحب للمهرجان والذي سلط الضوء على مسيرة المهرجان طوال عقد من الزمان وأبرز ما قدمه منذ تأسيسه لليوم. 
وشاركت في المهرجان 10 فرق مسرحية في فعاليات الدورة وهي: مسارح الشارقة الوطني، والفجيرة، ودبي الأهلين وفرقة جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح، ومسرح دبي الشعبي، ومسرح أبوظبي، ومسرح العين، ومسرح رأس الخيمة، والمسرح الحديث «الشارقة»، وجمعية دبا الحصن للثقافة والفنون والمسرح. 
وللمرة الأولى تضمنت دورة هذا العام 10 عروض مسرحية، هي: «مطر تصاعدي»، و«قلب يرى»، و«في أعالي الحب»، و«الليل نسى نفسه»، و«رياح الخردة»، و«الظمأ»، و«لير ملك النحاتين»، و«تجليات شمس»، و«شغل الزر»، وأخيراً «كان من المفروض 
أن تكون هناك». 
------------------------------------------
المصدر :(وام)

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2016

مهرجان دبي لمسرح الشباب «كان من المفروض أن تكون هناك» محاولة لإيقاظ المسرح

مجلة الفنون المسرحية

المهرجان يودّع عشاقه
«كان من المفروض أن تكون هناك» محاولة لإيقاظ المسرح

لم يسدل مهرجان دبي لمسرح الشباب الذي تنظمه هيئة الثقافة والفنون، ستائر دورته العاشرة من دون التطرق إلى هموم المسرحيين وخشبة أبو الفنون، ليمثل عرض «كان من المفروض أن تكون هناك» ختام مسك المهرجان الذي اختتم فعالياته، أمس، في ندوة الثقافة والعلوم بالممزر، على امل اللقاء مع تجارب جديدة في دورته المقبلة.

تجربة طلال المحمود في تأليف «كان من المفروض أن تكون هناك» بدت كأنها محاولة لإيقاظ الروح في المسرح، ففي العرض يحاول الورق أن يتحرك وأن ينطق بعد أن هجره الجميع، ذاك العمل تولاه غانم ناصر في الإخراج، فيما قدمته على الخشبة فرقة مسرح دبي الأهلي.

ورغم انقسام آراء النقاد حول العرض خلال الندوة التطبيقية التي أدارتها الفنانة بدرية أحمد، بحضور المؤلف والمخرج، إلا أن اجماعهم كان على أداء الجوقة الفنية التي صاحبت العرض، حيث رأى فيها الجميع طاقات شابة واعدة، مانحين إياها بطولة العمل بالكامل لما أبدته من انسجام واضح أثناء الأداء، لتبدو الإشكالية واضحة في طبيعة الأدوات الإخراجية التي امتلكها غانم ناصر، ورؤية طلال المحمود في النص.

رؤية وطرح

ناجي الحاي في مداخلته لم يخف إعجابه بالعمل الذي قال إن أهم ما فيه يتمثل في «الرؤية والطرح» مشيراً إلى أن النص جاء حاملاً لفكرة مفادها أن الشباب يتطلعون إلى مسرح مختلف، لا يعترف بالطرق التقليدية التي دأب عليها السابقون، وقال: «الشباب في هذا العرض عبروا عما في داخلهم، وقد لمست روح الانسجام في الأداء خاصة بالنسبة للجوقة الفنية»، ونوه إلى أنه شعر بأن العرض اتكأ على مشاهد من عروض أخرى.

وفي الوقت الذي اعتبر فيه بعض النقاد أن العرض جاء غارقاً بالمحلية، متمنين أن يذهب نحو مناطق أخرى في المسرح حتى وإن كان الاتجاه عالمي، خاصة ان المخرج اعتمد على تقنية «مسرح داخل مسرح»، وهي بحسب محمود أبو العباس تقنية ليس من السهل التعامل معها.

مبيناً أن النص تضمن اشكالية واضحة، وأنه أعطى كل ما لديه خلال الدقائق الأولى من العرض، ليبدأ بعد ذلك بلملمة نفسه، متفرعاً نحو مناطق أخرى، لم يتمكن المؤلف من السيطرة عليها. أبو العباس أشار إلى أن المؤلف بنى النص بالكامل على شكل العرض.

وقال: هذه الطريقة من شأنها أن تقلل من فكر المؤلف، رغم أن طلال المحمود يعد صاحب فكر شبابي متجدد، منذ تجاربه الأولى مع عبدالله المناعي. وأضاف: الإشكالية التي وقع بها العرض تكمن في فكرته العامة التي استندت إلى موضوع مفتوح وهو ما أحدث نوعاً من الرتابة في المشهد والكتابة، وبالتالي عدم وجود تطور يذكر في الحدث.

وتابع: اعتقد أن طلال أراد أن يشاكسنا في هذا العرض، من خلال فكرة أن الجمهور يتطلع إلى مسرح كوميدي، ولم يعد يكترث بالمسرح الجاد، مطالباً المحمود بإعادة النظر مجدداً بالنص.

حالة إبهار

الممثل أحمد رجب اثنى بدوره على أداء الجوقة الفنية التي قال إن العرض من دونها لم يكن ليكتمل، حيث بدت الجوقة منسجمة في روحها، الأمر الذي مكنها من احداث حالة إبهار على الخشبة.

ونوه إلى أن المخرج استخدم سينوغرافيا مبهرة وكان لديه «ثرثرة في الإضاءة»، الأمر الذي أحدث «تشويشاً» في تقديم فكرة العرض التي جنحت في النهاية إلى المباشرة، مفضلاً في هذا السياق، لو أن العرض جنح ناحية الرمزية.

اعتراض حسين الأنصاري كان على أصوات الممثلين، قائلاً: «من الواضح أنه لم يتم الاشتغال على أصوات الممثلين في الربع الأول من العرض، فقد بدت أصواتهم خافته، ليختلف مستواها بعد ذلك»، مبرراً أن المشكلة قد لا تكون في الممثلين أنفسهم وإنما في أنظمة الصوت الموجودة في الخشبة نفسها.

-----------------------------------------------
المصدر :  غسان خروب - البيان

-المسرح يقود .. لا ينقاد

مجلة الفنون المسرحية

-المسرح يقود .. لا ينقاد

حامد المجمعي:

- المسرح هو الواجهة الأولى للثقافة العربية، لتقبل المتلقي للفكرة عن طريق المشاهدة الواقعية في الطرح الدرامي والتراجيدي الممتع ..وهنا يأتي الدور الكبير الذي يلعبه في بناء الأفكار وغرسها في عقول المجتمع وتوجيهه بالشكل الحديث، من خلال النقد والتحليل وإعطاء الحلول ..ولا يمكن لأمة أن تلغي دور الثقافة المسرحية لأنها المنبع الوحيد لإكتمال الأدب فيه ..ففيه تجد كل معالم الأدب دون إستثناء ..ولكن هل بقى المسرح كما هو عليه من الرصانة في الطرح؟ ..لا يمكن أن يكون كذلك ..لانحرافه ضمن أطر المجتمع ..حتى أصبح المسرح العربي يطرح ما يريده الجمهور بإسفاف فكري يسوده التهريج  والرقص لكسب المال وتعليل ذلك.. الإحباط الذي أصيب به الكاتب والفنان من عدم إحتضانه من قِبل المؤسسات الثقافية والفنية التي توفر له الأمن والعيش الرغيد وحرية الطرح السليم..  الذي أرهق الكثير منهم، والتشرد الحاصل لهم، من عدم تقبل الآخر وإنعدام ثقافة الحوار وتقبل الرأي الأخر ..نعم هناك أعمال جيدة.. ولكن قياسا إلى ما يعرض تجدها لا شيء أمام موجة الأفكار الدخيلة على المجتمع العربي .. إذن واجبنا أن نحمل تلك المسؤولية بكل معاناتها وأن نبحث عن فتح شفرات رموز الإنحدار الخاص ، وأسبابه ،وأن نؤسس لعرض مسرحي يرتقي بالواقع الحالي، وأن نطرح فكرا ينبذ الخطأ أينما كان. فنحن لسنا بحاجة إلى ضحك وهز وسط .ورقابنا تقطعها الثقافات الأخرى بأسماء متعددة ...اليوم نحن بحاجة إلى أن نخرج بأعمال مسرحية ،تنمي العقل وترشدنا بنص محبوك ..ولا بأس أن تكون بحركة وسطية شرقية تواكب الحدث المتماشي مع العرض و ضحكة عريضة تقتل ملل الجمهور الذي يبحث عنها..نعم لسنا ضد المسرح التجاري ولكن علينا أن نوظفه خدمة لحركتنا الفنية .. هنا يجب علينا أن نكون مُوَجِهين لا مُوَجَهين..وأخطر ما في الثقافة أن تجير وتوجه وتجعل المجتمع  يقودها ويفرقها حسب إرادته ..لابد للمسرح  والمسرحي أن يقود هو قبل كل شيء وأن يجعل من النص المراد تجسيده، هو السيد المتبع والموجه بعيدا عن الفكر الضال والطاعن في كل شيء في ظل الصراعات الدولية القاتلة للشعوب النامية ،التي بدأت تنخرط تحت مظلتها بحجة الحرية الفكرية التي تحيد الفكر الآخر ....

قطر تشارك بمؤتمر مدراء الفنون المسرحية في طهران

مجلة الفنون المسرحية
قطر تشارك بمؤتمر مدراء الفنون المسرحية في طهران

يشارك الفنان سعد بورشيد، رئيس قسم المسرح بوزارة الثقافة والرياضة في مؤتمر مدراء الفنون المسرحية الأول الذي تستضيفه العاصمة الإيرانية طهران في الفترة من 30 أكتوبر الجاري إلى ۱ نوفمبر القادم بمشاركة ۱۲دولة إقليمية.

سيقدم بورشيد خلال المؤتمر ورقة يستعرض فيها تاريخ الحركة المسرحية في قطر وتطورها خلال الأربعين سنة الماضية من خلال مجموعة من المحاور أهمها: بدايات المسرح في قطر، والبعثات الدراسية، والفرق المسرحية، وإقبال الجمهور على العروض المسرحية، والمسرح المدرسي، والمسرح الجامعي، ومسرح الشباب وغيرها من المحاور.

في لقاء مع "الشرق" أعرب سعد بورشيد عن سعادته بهذه المشاركة التي ستجمعه بنخبة من كبار المسرحيين والمسؤولين عن قطاع المسرح في دول غرب آسيا، لافتا إلى أن استضافته في هذا المؤتمر النوعي ستتيح له الفرصة للتعرف على الحركة المسرحية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتبادل الرأي والفكر مع القائمين عليها، بالإضافة إلى فتح باب الحوار مع النخب المسرحية من المنطقة العربية وغرب آسيا، والانفتاح على التجارب المسرحية المختلفة.

وقال بورشيد إن هذه المشاركة تضاف إلى سلسلة المشاركات التي حظي بها خلال مسيرته الفنية والإدارية، متمنيا أن يمثل قطر في هذا المحفل الدولي خير تمثيل.

ويأتي انعقاد هذا المؤتمر بهدف توطيد العلاقات الثقافية، وتبادل الآراء ووجهات النظر، وتأمين الظروف الملائمة للإنتاج المشترك. ويشارك إلى جانب الفنان سعد بورشيد كل من علي قست لالايف من أذربيجان، وأحسن ثليلاني من الجزائر، وسيد منصور رحماني من أفغانستان، وناتيا سرابيتز من جورجيا، وأحمد حسن موسى الساعدي من العراق، وعلي فرحات من لبنان، وخالد الشنفري من سلطنة عمان، وسامي نصرا من تونس، وآخرون.

مذكرة تفاهم

سيتمخض عن مؤتمر مدراء الفنون المسرحية مذكرة تفاهم حول الأنشطة الفنية المشتركة في المنطقة، ستوقع من قبل المشاركين لتطوير الفن المسرحي على المستوى الإقليمي.

وسيتيح المؤتمر للمشاركين الفرصة للتعرف على أبرز المهرجانات المسرحية في إيران، نذكر من بينها: مسرح الدمى، والمسرح الملحمي والشعبي، ومسرح الأطفال والناشئة، ومسرح الشارع وغيرها، وستتضمن فعالياته عروضا مسرحية وزيارات سياحية لأماكن تاريخية مثل قصر جلستان وبيت الفنانين ومسرح المدينة.

---------------------------------------------------
المصدر : هاجر بوغانمي - الشرق

“كيبروكو” فرقة ENCG ابن زهر تحصد جوائز المسرح الجامعي بطنجة

مجلة الفنون المسرحية

“كيبروكو” فرقة ENCG ابن زهر تحصد جوائز المسرح الجامعي بطنجة

تمكنت فرقة “كيبروكو” المسرحية، التابعة للمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير (جامعة ابن زهر ـ أكادير)، من حصد عدد من جوائز مهرجان طنجة الدولي للمسرح الجامعي.
وذكر بلاغ لجامعة ابن زهر أن لجنة تحكيم المهرجان أعلنت عن فوز هذه الفرقة ب”جائزة لجنة التحكيم”، و”جائزة أفضل سينوغرافيا”، و”جائزة أحسن أداء إناث”.
وحازت على جائزة أفضل تشخيص نسائي كل من الممثلتين سلمى بن مبارك وإيمان شاكر، عن دورهما في مسرحية “رماد”، كما حازت المسرحية نفسه على جائزة لجنة التحكيم، وجائزة أحسن سينوغرافيا التي كانت من نصيب يونس رونا.
واستنادا للمصدر ذاته فإ فرقة “كيبروكو” انتزعت هذا الفوز بين فرق مسرحية متنافسة تنتمي لدول ايطاليا وفرنسا والبرتغال والبرازيل وبلجيكا وتونس والجزائر ومصر ،إضافة إلى المغرب.

-------------------------------------------
المصدر : مشاهد 

افتتاح الدورة الثانية للمهرجان الدولي للمعاهد المسرحية بالمغرب

مجلة الفنون المسرحية

افتتاح الدورة الثانية للمهرجان الدولي للمعاهد المسرحية بالمغرب

افتتحت فعاليات المهرجان الدولي للمعاهد المسرحية، في الفترة من 30 أكتوبر إلى 4 نوفمبر الجاري بالعاصمة المغربية الرباط، بالمسرح الوطني محمد الخامس، بحضور طلبة المعاهد المسرحية من الدول الستة المشاركة، بالإضافة إلى أسماء كثيرة من الوسط الفني المغربي.

شهد الافتتاح احتفاء دوليًا بكل من مولاي أحمد بدري، المدير الأول للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، إلى جانب جمال الدين الدخيسي، المدير السابق للمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط.

وتم تسليم درع تذكاري لكل من المكرمين من قبل جمعية إيسيل المنظمة، وهو ما اعتبره الدخيسي "مدعاة للسرور وتكريمًا ذا نكهة خاصة؛ لأنه يحدث داخل مسرح محمد الخامس الذي كان مديره سابقًا، ولأنه أيضًا جاء من طلبته الذين تتلمذوا على يديه ويعرفونه أكثر من غيرهم على المستوى الشخصي أو المهني، مما يجعل له قيمة أكثر".

من جهتها، عبرت عضو لجنة تحكيم الدورة الثانية من المهرجان، الفنانة مجيدة بنكيران، عن كون "هذا الحدث الثقافي مهم على مستوى الساحة المسرحية المغربية، خاصة أنه يحتفي بمسرح المعاهد العليا، وأكيد أنه سيغني الساحة بفضل الحس التنافسي الذي يسوده، وأيضًا على مستوى التجارب التي سيتم تبادلها بين المغاربة وغيرهم من الفرق الأجنبية الأجنبية المشاركة".

كما اعتبر الكاتب العام لوزارة الثقافة كون "الدورة الثانية للمهرجان الدولي للمعاهد المسرحية تعد فرصة لمعاهد الدول المشاركة، وخاصة للمعهد المغربي الخاص بالتكوين في الفنون المسرحية ISADAC، لتبادل التجارب الدولية مع معاهد من القارات الثلاثة، خاصة أنه ثمرة للتعاون بين مؤسسات متعددة، وزارة الثقافة، والجمعية المنظمة، والمعهد العالي، بالإضافة إلى دار الأوبرا السلطانية التي تعاونت معنا لإنجاز هذا المهرجان الدولي الكبير، وأعتبره إضافة مهمة للمسرح المغربي، لأنه تمكنه من حضور دولي داخل المغرب، وهي لبنة من لبنات التي ستسمح في المستقبل من أجل تطوير الثقافة المغربية".

يذكر أن فعاليات المهرجان تظل مستمرة حتى يوم الخميس المقبل، حيث سيتم اختتام الدورة بتوزيع الجوائز الخاصة بالمسابقة الرسمية للمهرجان، كما تتسم برمجة الدورة الثانية من المهرجان بغناها على المستوى الأكاديمي عبر محترفات سينشطها المتخصصين في كل من التشخيص والارتجال وفن المونولوج والعديد من الفنون المرتبطة بالمسرح والفنون الدرامية القادمين من مختلف الدول المشاركة.

وبالإضافة إلى المحترفات، حددت خلال أيام المهرجان ندوات دولية يقدمها كل من المخرج المسرحي العالمي لويس باسكوال مدير مسرح ليور ببرشلونة ونقيب المسرحيين المغاربة والمخرج المسرحي مسعود بوحسين، ستتمحور حول الإخراج، إضافة إلى ممثلين رسميين عن إدارة دار الأوبرا السلطانية، راضية الزجالي، وناصر الطائي الذي سيحاضر في ندوة حول تجربة أوبرا مسقط المتفردة، تحت عنوان "تجربة دار الأوبرا السلطانية مسقط في التواصل المجتمعي".

ويشار إلى كون المهرجان ينظم مسابقة ثانية إلى جانب مسابقته الرسمية، سيشارك فيها عشاق التصوير الفوتوغرافي، سيتم حلالها تتويج أحسن صورة في اليوم طوال مدة المهرجان، بالإضافة إلى أنه سيتم توقيع اتفاقية شراكة بين المهرجان ومهرجان الكويت الأكاديمي من أجل تعاون مستقبلي.

---------------------------------------------------
المصدر : سمير رمضان - اتفرج 
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption