أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الجمعة، 31 مارس 2017

تأجيل مهرجان الدوحة المسرحي خطوة على الطريق الصحيح

مجلة الفنون المسرحية

تأجيل مهرجان الدوحة المسرحي خطوة على الطريق الصحيح

أكد صلاح الملا مدير مركز شؤون المسرح أن تأجيل مهرجان الدوحة المسرحي خطوة على الطريق الصحيح، مشيرا في تصريح  له : إلى أن التأجيل جاء نتاج اجتماع سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة مع رؤساء الفرق المسرحية الأهلية ومديري الشركات الفنية الذين طلبوا التأجيل إلى نوفمبر، ونوه بأن المسرحيين أكدوا على حاجتهم لهذه الفترة لتطوير أعمالهم والوصول بها إلى مرحلة تجذب الجمهور بمستوى متميز، وأضاف :التأجيل جاء لرغبة المسرحيين واحساسهم بتحمل المسؤولية لتقديم أعمال أفضل تتماشى مع رؤية وزارة الثقافة والرياضة.. وأعتقد أن لديهم خطة عمل لتقديم أعمال مميزة في هذه النسخة من المهرجان، والدليل على ذلك حرصهم الكبير على أن تخرج هذه الأعمال مميزة ورائعة في صورتها النهائية .

وعن وجود أي تغييرات في المهرجان، يقول الملا :الصورة واضحة تماما للمهرجان، وخلال الشهرين المقبلين سيقدم مركز شؤون المسرح ورشا في الكتابة المسرحية وتقنية الكتابة للمسرح والتمثيل والإخراج، وهو دور هام يقوم به المركز يستهدف من خلاله الإرتقاء بالنصوص والعروض بشكل عام،ودعم الممثل القطري وتطويره، وزيادة خبرات المخرجين واطلاعهم على أحدث التقنيات الحديثة في الإخراج المسرحي.. وطبعا الورش الفنية يهتم بحضورها كبار المخرجين ويلتحقون بها، وأعتقد أنها ستكون فائدتها مضاعفة في الفترة قبل المهرجان حيث ستحقق الفائدة المرجوة بشكل مكثف، حيث سيتم الاستعانة بخبرات عربية لها باع كبير في المجال المسرحي، والدعوة بالتأكيد تكون موجهة لكل مبدع في المجال المسرحي يريد الاستفادة من خلال هذه الدورات المميزة، والجميل أن الفنان الذي يسعى لتطوير نفسه والإطلاع على الجديد في عالم المسرح يجد موقعا يدعمه ويجلب له أهم الخبرات في المجال المسرحي، وهو دور يقوم به المركز دائما وسيستمر المركز في تقديم هذا الدور دائما .
وعن نوعية هذه الورش، يقول الملا :هذه الورش ستتنوع وتغطي مجالات مسرحية مختلفة، ومن بينها ورشة للعرائس وأخرى للكتابة المسرحية ويليها ورش للتمثيل والإخراج، وكما ذكرت الجميل أن يهتم كل مبدع في مجال المسرح أن يحضر هذه الورش للاستفادة منها التي سيقدمها كوكبة من المبدعين في المجال المسرحي، هذه الورش تزيد من خبرات المسرحيين، وتعرفهم على الجديد في عالم المسرح، وتضع بين أيديهم أفكارا جديدة تساهم في تطوير أعمالهم التي يقدمونها بشكل مستمر، فالفنان لايستطيع أن ينعزل عن الفن ومبدعيه، حيث أن التعرف على التجارب العالمية في المسرح أمر مهم لإكتساب الخبرات وتقديم الأفضل دوما، وهو أمر يقوم به المركز الآن في هذه الورش.

--------------------------------
المصدر : الوطن 

ترامب بطل مسرحية "ملك البرجر" من تأليف الفريدى يلينك الكاتبة الحائزة على "نوبل"

الأربعاء، 29 مارس 2017

المسرح التونسي: أوهام الحرية.. والقمع أيضاً

مجلة الفنون المسرحية

المسرح التونسي: أوهام الحرية.. والقمع أيضاً

 شوقي بن حسن


"هل غيّر هذا الوضع (ما بعد 2001) من النمط الفكري والفنّي للمسرح التونسي أم أن الرقابة الذاتية على الفكر تمادت برغم الشعارات المرفوعة أمام التهديدات المعلنة أو الضمنية التي تمارسها فئات من المجتمع بفكرها المتعصّب دينياً أو أيديولوجياً؟". هكذا تضعنا ورقة عمل ندوة "أوهام الحرية في واقع منفصم ورقابة متخفية" في الإشكالية التي تداول على مقاربتها مجموعة من المتحدّثين من زوايا مختلفة ضمن فعاليات "لقاء العرض الأول" في قاعة "مربّع الفن" في تونس العاصمة الخميس الماضي.
كانت المداخلة الأولى نصاً ساخراً للكاتبة المسرحية زهرة الزموري، وبعدها حاضر المخرج منجي بن إبراهيم عن علاقة المسرح بالتوترات السياسية، ليتطرّق إلى انعكاسات "ممارسة الديمقراطية المشوّهة" أو "الحرية السياسية الاعتباطية" على الفن، معتبراً أن "الديمقراطية هي الجانب الآخر من ديكتاتوريةٍ على النفس". يشبّه بن إبراهيم الحريات في المرحلة الأخيرة بانتشار الباعة المتجوّلين حيث يمكن أن تكون الحرية مُربحة ولكنها مُضرّة مثل بضائع السوق السوداء.

لم تجر مراجعة الترسانة القانونية للتضييق على الفن

في المداخلة الثانية، تحدّث الناشط السياسي محمد الخنيسي عن الفضاء العمومي الذي جرى تحريره بعد الثورة ما أفسح المجال أمام الفنانين للتعبير بحرية، وأتاح خروج المسرح والفن عموماً إلى الشارع وهو ما تبعه إنشاء فضاءات جديدة كالمقاهي الثقافية أو فنون الشارع، ولكن ذلك تزامن أيضاً مع هيمنة محتويات فنية ذات جودة سيئة فرضتها البرامج التلفزيونية.
ثمة مفارقة يرصدها الخنيسي، وهي أنه رغم هذا الانفتاح "لم نجد مسرحاً واحداً يُبعث بعد الثورة". يشير إلى أدوار كثيرة ساهمت في ذلك منها نُخب الفن القديمة والتي عليها أن تعترف بأنها في سياق الثورة التونسية قد أخذت القطار وهو يسير، وأن الثورة أفرزت هي الأخرى عوامل هيمنة جديدة (الحجم السياسي للقوى المحافظة)، وأن التجربة أتاحت للبعض أن يكتشف أن "ثمة خوفاً من الحرية ونحن نمارسها" وضمن كل ذلك لم يجر مراجعة الترسانة القانونية للتضييق على الفن.

من جهته، يتساءل الناشط الثقافي الطاهر العجرودي، هل كان "التحرّر مطلباً شعبياً أم نخبوياً؟" مستشهداً بعبارة عالم الاجتماع التونسي الطاهر لبيب بأننا عشنا "غلافاً براقاً من الحريات" وهذا الوضع وضع الفنانين أمام حقيقة مهاراتهم الإبداعية.
يلفت العجرودي إلى أن الكثير من المناطق في تونس شبه محرّمة فنياً، لأسباب متعلقة بالفقر والتعطيلات الإدارية وترسّبات اجتماعية وعقائدية، معتبراً أن عدم الاقتراب من بعض المناطق (بالمعنى الجغرافي والفني) هو "الخيار الأسلم لأكثر القطيع الفني"، وفي غياب هذه الخطوة سيظل التحرّر في هذه البلاد موهوماً؛ أي إنه ليس سوى "وهمٍ نسوقه لنرتاح قليلاً".
في كلمة لاحقة، تحدّث الكاتب محمد الطاهر الضيفاوي منطلقاً من إشارة إلى كتاب "كلاب الحراسة" لـ بول نيزان والذي يفضّل ترجمته بالعامية التونسية "كلاب العسّة"، وهو الدور الذي لعبته وزارة الثقافة في تونس، والتي أُنشئت في رأيه للحدّ من سلطة المضادين للسلطة. بناء على هذه المقاربة، يفسّر الضيفاوي أن المسرح التونسي استفاد أساساً من بعض التجارب الخاصة التي نأت بنفسها عن سياسات الدولة الثقافية وأوجدت هامشاً للحريات، وهو ما يعبّر عنه بالقول "المبدع يظلّ فخوراً بيُتمه".
فضّل الفنان المسرحي توفيق الجبالي أن تكون كلمته مجموعة من الشهادات المتفرّقة. وانطلاقاً من فكرة متغيّرات الرقابة المنظمة، تحدّث عن الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة الذي أظهر علاقة تماهٍ مع المسرح، بسبب ممارسته والذي يظهر في خطاب معروف له، جرى تجسيده لاحقاً في "لجنة التوجيه المسرحي".
تتضمّن اللجنة 15 عضواً من منظمات هيئات مختلفة مثل وزارة الثقافة ووزارة الشؤون الاجتماعية والشؤون الدينية ووزارة الداخلية. يلفت الجبالي هنا إلى مفارقة وهي أن أكثر أعضاء هذه اللجنة انفتاحاً كانوا ممثّلي وزارة الداخلية وأكثرهم تشدّداً ممثّلو وزارة الثقافة.

لا تزال الكثير من المناطق في تونس شبه محرّمة فنياً

يعتبر صاحب "كلام الليل" أن قصص المنع لم تكن متعلقة بأفكار كبرى وإنما بتخوّفات المسؤولين من عبارات متفرّقة في النصوص، أي إنها كانت من التفاهة بمكان، وانتهى الأمر بأن أصبح المسرحيون ينجحون في تمرير مضامينهم مع مراعاة متطلّبات اللجنة، وهي حوادث يرى الجبالي أنه يمكن استرجاعها اليوم من زاوية "نكتوية"، مقدّماً أمثلة من قبيل رفض اللجنة نصاً جاء فيه "رائحة فمك كالخرا"، ثم قبلته حين جرى تحويره إلى "رائحة فمك أبخرا"، أو رفض استعمال كلمة "القصبة" حتى بمعناها الحَرفي لأن مكاتب الحكومة تقع في "القصبة" في مدينة تونس.
هذه التفاهات كانت جوهر العلاقة بين المسرح والرقابة في تونس بحسب الجبالي، وبالتالي فهي بالنسبة إليه "رقابة مُمتعة" و"ليست أكثر من رقابة تقارير بوليسية". يتابع المسرحي التونسي شهادته بالحديث عن نهاية حكم ورقيبة، فمع صعود بن علي في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 1987 جرى الإعلان بأن "لجنة التوجيه المسرحي" قد ألغيت.
رحّب معظم المسرحيين بذلك، لكن الجبالي اعترض ما جلب له تهماً كثيرة وقتها. يبرّر صاحب "هنا تونس" بأنه اعتبر أن تفاهماً ضمنياً قد تحقّق بين الرقباء والفنانين، وأن اللجنة كانت في الأخير تسلّم العروض وثيقة فتفتح لها أبواب العرض في مسارح البلاد، وبإلغاء هذه الوثيقة أصبح أصغر مسؤول في الجهات الداخلية يمكنه وقف عرض، ما يفتح الطريق أمام رقابة أخطر، ومن ورائها رقابات أخرى.
ضمن الحوار المفتوح الذي تلا المداخلات، تفاعل الناقد المسرحي عبد الحليم المسعودي مع شهادة الجبالي، واعتبر أنه يمكن قلب عنوان الندوة من "أوهام الحرية" إلى "أوهام القمع"، إذ لم تكن هناك رقابة حقيقية، ليحصر المسعودي الخلل بأن هذه الرقابة قد اختلقها عدم القدرة على الإبداع فلما باتت الحريات مبذولة لم يجد المسرح نفسه فاعلاً ضمن السياق الجديد، ليشير إلى أنه بات يخشى من أن يكون حرصنا على المسرح سبباً في الدفاع على أكذوبة تقول بازدهاره.
الحوار المفتوح تضمّن أيضاً إشارات أخرى إلى مسألة الرقابة كما في شهادة المخرجة سميرة بوعمود التي لفتت الانتباه إلى رقابة يمارسها الفنانون ضدّ بعضهم، ومنها رقابة الممثلين على النص ورؤية المخرج.
وأشارت الإعلامية عواطف المزوغي إلى أننا في تونس فقدنا لذة الاستمتاع بالجرأة، ولذة فك الرسائل المشفرة التي تتضمّنها المسرحيات كما كان الحال قبل الثورة، وعاد الخنيسي بإشارة إلى "رقابة التشاؤم" التي تهيمن اليوم في الحياة الثقافية التونسية، أو استعمال وسائل أخرى مثل منظومة التمويل أو "المواطن الرقيب" كما في حديث المخرج أيوب الجوادي.

---------------------------------------
المصدر : العربي الجديد 

محمود ابو العباس يفوز بجائزة " أفضل فنان عربي متميز " بمهرجان أيام الشارقة المسرحية الدورة 27

في وداع ناهدة الرمّاح..غربتك بالمنفى.. كانت أكبر من عمر رماد النجوم

مجلة الفنون المسرحية

في وداع ناهدة الرمّاح..غربتك بالمنفى.. كانت أكبر من عمر رماد النجوم

صلاح القصب 

مسيرتك كانت إشعاعاً وشروقاً لمشهد فرح أبدي، أنوار تضيء في نغمة صافية، ضوء المسرح الذي عشقك كعشق الغيوم للمطر، مصابيح المسرح، كانت تحيط بك، وأعمالك كانت أناشيد تتشوّق لسماعها.  

الرجل الذي صار كلباً، الضمير المتكلم، المفتاح، النخلة والجيران، فكنت فيتوس الروح الصافية. رحيلك أمطرنا بدموع الألم السخية، وعربتك الذهبية التي يسجّى فوقها تاريخ يعلو مثل البروق من قبة السماء. ناهدة، أن الذاكرة تسقط مغشيّاً عليها، عندما ترى صورتك ماثلة أمامنا، لم تذبل ولم تتلاشى، طيفك مرّ، حملته الريح التي تحمل اعمالك المسرحية، والتي عادت إليّ الذاكرة ومضات استنفذت كل طاقتي، ناهدة، ماذا أقول لك يا جوهرة شمس كل العصور، التي عبرت ظلالها كل مسارات الزمن. 
في لحظات ذلك المكان – فرقة المسرح الحديث – كانت هناك لحظات ذهول ودهشة رسمها يوسف العاني، إبراهيم جلال، سامي عبد الحميد، قاسم محمد، عبد الواحد طه، خليل شوقي، زينب، روميو يوسف، يوسف سلمان، فاضل خليل، عقيل مهدي، جواد الأسدي، صلاح القصب، ولحظات آخرى مرّت، وعندما نستذكرها، تملأ روحنا بالدفء مثلما منحنا مسرح بغداد أجنحة الحب وسلاماً أبدياً.
شاهدناك في مسرحية المفتاح والنخلة والجيران والشريعة، كنت كأغانٍ مبتسمة، أداؤك كان كفضاءات سقطت عليها أشعة الشمس. 
أيّ جمال كان يحرّك روحك؟
التي تدفعنا إلى ارتعاشات جمال جارفة، أداؤك كان شعلة حب، اشغلت كل مصابيح مسرح بغداد، صفق لك الجمهور، حاملين لك الورود البيض، منحتيهم طيراناً من المتعة التي لا تتوقف.
ناهدة أيتها الزهرة الكبيرة، يا ذهب الوردة المزهرة ابداً. عرشك كان قاعة مسرح بغداد، وهويتك كانت فرقة المسرح الحديث، ومعلمك كان الشعب. 
سامي عبد الحميد، كان يراقبك، وانت تؤدّين دور أميرة في مسرحية، المفتاح شهق، لأدائك. أداؤك كان أضواء مصابيح متداخلة، شكّلت هالة جمال، جعلته يصفّق لك، لأنك كنت كل الأشياء التي تبحث عن رؤى كمخرج.
رحيلك يا أبنة النهر السخي، كان وجعاً لعيون بكتك، وصوتك في النخلة والجيران، مع صوت زينب وزكية الزيدي، يسمو ويرتفع كضياء يجري في النهر، كيف نودعك بقصائد، بشموع، بزهور، فجأة انقطع الضوء، ولكن العيون مازالت تلتقط طيفك كربيع مزهر. رحلتها مع الألم كانت طويلة، أتعبها المنفى ومطارات العالم ومحطات القطارات والمقاهي، التي لا نشم منها غير رائحة القهوة، ودخان السكائر، المنفى ووجدانية الغربة ووحشتها، كانت ممرات لزمن طويل، وفي رحلتها كانت تحمل معها اغاني حسين نعمة وكوكب حمزة وسعدون جابر ويوسف عمر وزهور حسين، أحبّت بغداد كحب الغيوم للمطر، الدهانة، العويتة الحيدرخانه، شارع الرشيد، مطعم تاجران ، مقهى حسن عجمي، قصائد مظفر النواب، اجواء غائب طعمة فرمان، فؤاد التكرلي، عبد الستار ناصر، كلها كانت أنغاماً لذكريات عذبة ملئت بها حقائب سفرها.
في منفاها كانت تردد اغنية لميعة توفيق 
يا الماشية بليل الهلج 
حولي عدنه الليلة 
ابعيد الدرب شيوصلج 
إهواية المسافة أطويله
كان الليل طويلاً والمسافات بعيدة وموحشة، عبرتها وكانت تنتظر الشمس، ترى حتى يظهر الشقق ويشتعل الفجر، التفتت الى تضاريس الذكريات، وهناك أبعد من مرمى النظر، سحبت ستارة المسرح كي ترى امواج الشوق لبغداد، رأت روحها تطفو فوق نواقيس نحاسية وسفوح دجلة تلوح لها بالبقاء كي تنهي رحلة الغربة التي عبرتها بلا رفيق. رحلتها عبرت بين النيران والأسوار العالية، عبرت كل تلك المسافات، حملت روحها العظيمة صورة مسرح بغداد وهوية فرقة المسرح الحديث واليوميات صور وذكريات شارع الرشيد ونهارات دجلة الخالدة.
ناهدة يا جوهرة كل العصور، يا ابنة الماء، كيف سأجمع أوراقي المتناثرة بعد رحيلك، رأيتك في حلمي أمس، تسيرين فوق الماء نحو نهايات المنحدر. ثم اختفى الحلم فجأة، حلمي كان فيضاً من الدموع كنت شعاعاً من الأمل لا ينحني لهبوب الريح، ارادت للأمل أن يعلو مرة ثانية، بعد العصف ليرتفع بقوة، أرادت أن تدخلنا الى حقول خضراء لضياء شامل مزهر. مسيرتها الفنية ملئت رحاب العالم مصابيح متوهجة تلمع كوهج البروق، أرادت أن تمنح الإنسان ضفافاً آمنة، يحتمي بداخلها من الخوف والدمار. كانت تحدّق في تلك المناطق التي تحتضن الشمس في منفاك ووحشة الوحدة، الثلوج لا تكف عن نقر ذكرياتك وغربتك.
كانت ابراج نحاسية، تدقّ، وبكل اللحظات، ورحلتك في المنفى، كانت تترك غباراً على منضدة المطارات والموانئ أوراقاً وذكريات والبومات صور، تحمل كل تلك المسافات الشاسعة، وكانت ازهار الشتاء، تقدم لك أجمل الأغاني، غريبة الروح لحسين نعمة، وعند الفجر، تستيقظ روحك فوق المسافات وبعدها تذوب في حلم بغداد ومسارحها، واغنية يا طيور الطايرة، ولمعان مصابيح تطير تبحث عن تلك الليالي، تبحث عن الشوارع والجدران والنوافذ، وعربات البريد راكدة في أحلامك التي تشعّ من خلال الضباب ظلالاً .
القطارات والموانئ والمقاهي المزدحمة بوجوه الغرباء، بكت في تلك الليالي الباردة، بكت معك، ودموعها كانت كضوء المطر،  غربتك بالمنفى يا ناهدة .. كانت اكبر من عمر رماد النجوم ناراً تمسُّ النار وباستمرار .
عند رحيلك.. شعرت يا ناهدة، بالزمن بارداً يجري في عروقي، ويسير خارج الحلم ويزحف نحو حدود العزلة، وبكائي لم يتوقف طوال الليل. بكتك الغيوم والمطر والسحب والأشجار، وقاعة مسرح بغداد، الا أن ضوءك بقي مشعّاً خلف زجاج نوافذ المسرح مثل تواريخ الأعياد.

-----------------------------------------
المصدر : جريدة المدى 

تأثيرات المسرح السويسري على المسرح المصري

مجلة الفنون المسرحية

تأثيرات المسرح السويسري على المسرح المصري

 د.أحمد سخسوخ

منذ ستينيات القرن الماضي وحتى الآن، والمشهد المسرحي السويسري يمارس تأثيراته الإيجابية على المسرحين المصري والعربي، بدأ هذا التأثير بترجمات رواد المسرح السويسري، من الألمانية إلى العربية، على يد كثير من المترجمين المصريين، من أمثال مصطفى ماهر، وأنيس منصور، وعبد الغفار مكاوي، ويسري خميس، وباهر الجوهري، وآخرين..

في هذا المقال نتتبع بعضا من آثار وتأثيرات الكتابة المسرحية السويسرية، على المشهد المسرحي المصري المعاصر، خاصة في حقبته المزدهرة المتوهجة في الستينيات من القرن الماضي. لقد بدأت هذه الترجمات بأعمال فريدريش دورينمات Friedrich Dürrenmat وماكس فريش Max Frisch – باعتبارهما قد تصدرا المشهد المسرحي السويسري بعد الحرب العالمية الثانية.

وفي الواقع كان انتشار ترجمات وتقديم أعمال دورينمات على المسرح المصري، يفوق كثيرا ترجمات وتقديم ماكس فريش، ربما نتيجة لدرجة القبول الكبيرة لدورينمات على المسرح المصري، بشكل يفوق فريش، بسبب طبيعة المزاج المصري وقربه من أعمال دورينمات المسرحية.

ولم يقتصر التعريف بالكاتبين – بشكل أساسي – على ترجمات أعمالهما، أو تحليلها أو نقدها على خشبة المسرح وفي المجلات المتخصصة، وإنما قد تجاوز الأمر ذلك إلى دراسة وتحليل وتقييم هذه الأعمال في أصلها الألماني بأقسام اللغة الألمانية بالجامعات المصرية.

ويعود اهتمام المشهد المسرحي المصري منذ ستينيات القرن الماضي بالمشهد المسرحي السويسري بشكل عام، إلى طبيعة الدراما السويسرية، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، وتتميز أعمال هذين الكاتبين بالجنوح الشديد نحو تقليد الاتجاهات المسرحية الشعرية والعبثية للمسرح، كما عبرا عن رؤاهم السياسية في أعمالهما الأدبية.

أما فريدريش دورينمات فهو القطب الثاني بعد ماكس فريش في سويسرا، ولكنه الأكثر حظا والأوفر تقديما على خشبات المسرح المصري، وهو الأكثر ترجمة وتحليلا لأعماله ودراساته في المشهد المسرحي المصري، (منطقي أن يكون التركيز على أعماله بالدرجة الأولى). دورينمات واحد من أهم كتاب الدراما السويسرية في العصر الحديث، وقد كتب الكوميديا والتراجيديا، والتراجي كوميدي، وكتب الروايات البوليسية، والتمثيليات الإذاعية.

أما ماكس فريش، فقد بدأ الدخول إلى عالم الكتابة مبكرا عن دورينمات بأكثر من عشرين عاما، كتب أعمالا درامية وقصصية، سافر مرتين إلى روسيا، ومرتين إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

”دورينمات“ و”فريش“.. في المشهد المسرحي المصري

لم يكن ممكنا أن ينفصل المشهد المسرحي المصري، عما يحدث في المسرح العالمي، خاصة مع نشاط حركة الترجمة في مصر نهاية الخمسينيات وفترة الستينيات، وقد لعبت مجلة ”المسرح“ التي كانت تصدر من مسرح الحكيم دورا كبيرا في هذا المجال، بالإضافة إلى حركة النشر والبعثات الخارجية إلى أوروبا وأمريكا.

احتل اسما ”دورينمات“ و”فريش“ مكانة متميزة في الترجمات والدراسات النقدية والتحليلية في المشهد المسرحي المصري ترجمة عن الألمانية، وقد ترجم مصطفى ماهر أعمال المسرح السويسري/الألماني منذ عام 1960، وتركزت ترجماته بشكل أساسي حول ”دورينمات“ و”فريش“، باعتبارهما يمثلان الأدب السويسري بعد الحرب العالمية الثانية، فترجم لدورينمات «زيارة السيدة العجوز» و«رومولوس العظيم» و«النيزك» و«فرانك الخامس» و«الشهاب» و«المكتوب».. وغيرها، كما ترجم لفريش «قصة حياة» و«بيدرمان» و«مشعلو الحرائق» وغيرها، وتوالت الترجمات، فترجم أنيس منصور لدورينمات صورة كوكب ورومولوس العظيم – وقد أصبحت هناك أكثر من ترجمة للعمل الواحد – وزواج السيد ميسيسيبي والشهاب وهبط الملاك في بابل.

وفي عام 1966 وحده، قدمت على خشبة المسرح المصري أعمال ثلاثة لدورينمات وحده، مما استفز أحد كبار النقاد، وهو جلال العشري الذي كتب مستفزا ومعترضا على تقديم ثلاثة أعمال مسرحية متتالية لكاتب واحد في موسم واحد، وكانت الزيارة هي العمل الثالث بعد تقديم عرض علماء الطبيعة ورومولوس العظيم.

وبالطبع أن دل هذا على شيء، يدل على الاحتفاء الشديد الذي أحاط بترجمات ودراسات وعروض الكاتب المسرحي السويسري دورينمات، ومعه ماكس فريش أيضا.

”دورينمات“ على خشبة المسرح المصري..

(موسم 1966 نموذجًا)

في موسم 1966 قدمت أعمال ثلاثة على خشبة المسرح المصري لدورينمات، وكان أول عمل هو «علماء الطبيعة» التي ترجمها عبد الرحمن بدوي، وكانت المسرحية من إخراج فاروق الدمرداش، وبطولة عمر الحريري ومحمد الطوخي وأحمد توفيق، قدمت المسرحية فرقة المسرح العالمي، والمسرحية تعنى باستخدام طاقات العلم لصالح الإنسانية دون تعريض البشرية للدمار، بوضع نتائج العلم في أيدي الساسة، و”دورينمات“ يعرض هذه المشكلة بمزيج من السخرية والمأساة في الوقت نفسه.

المسرحية الثانية التي قدمت له هي «رومولوس العظيم»، من إخراج سمير العصفوري، لفرقة المسرح العالمي، وقدمت على مسرح الأوبرا، بطولة زوزو نبيل وصلاح منصور ومحمد منصور ورشدي المهدي ومجدي مجاهد وإبراهيم سكر ورشاد عثمان وإنعام سالوسة وآخرين.

في هذه المسرحية اختار دورينمات هيكلا ليتستر وراءه، في محاولة لتصوير رؤيته المعاصرة على يد رومولوس في تصفية هذه الإمبراطورية، حفاظا على النوع البشري. وتعليقا على هذا العرض، يكتب كمال الملاخ (تخيل سطر للإمبراطورية وهي تنهار في أواخر القرن الخامس الميلادي، أن الذي أنشأها هو رومولوس الأول، ومنه اشتق اسم روما، فلماذا لايكون حتفها على يد رومولوس آخر، فالتاريخ يعيد نفسه، ولكن بقيم أخرى، والإمبراطور المنهار مشغول بعالم آخر، بعالم عشش الفراخ الذي يطلق على كل منها اسم إمبراطور سابق، وبيضها يأكل منه مايعجبه ولا يأكل ما يكرهه، والأمبراطورية تنهار، وهو يفلسف جوه الخاص، وكأنه في برج من اليأس، فاليأس إحدي الراحتين، والحرب قادمة إليه مع جحافل الجرمان، وبينما هو ينتظر الموت، إذ المفاجأة أن حاكم الجرمان المنتصر يطلب منه أن يعلمه فلسفته).

وفي المقال ذاته يؤكد كمال الملاخ عالم دورينمات، وهو العالم الذي وجد صدى كبيرا لدى المتفرج المصري وقبولا، حيث يقول (في رأس دورينمات عقدة واحدة، هي مآساة الحرب نتيجة القوة الباطشة، المال الذي بيبع ويشتري القيم، فيروح في رواياته الثلاث – يقصد المسرحيات الثلاث التي قدمت على المسرح المصري في موسم 1966 – يدور ويلف من حوله لعله يجد حلا سعيدا للعالم، وأن كانت النتيجة السلبية هي حوار هذا الحل في رأسه).

أما المسرحية الثالثة التي قدمت في موسم 1966 لدورينمات فهي مسرحية «زيارة السيدة العجوز»، من ترجمة مصطفى ماهر، وإذا كان سمير العصفوري قدم هذه المسرحية في هذا الموسم بطولة عبد الله غيث وصلاح منصور وزوز نبيل وحسن البارودي، بفرقة المسرح العالمي على مسرح الأوبرا، فإنه أعاد تقديمها بشكل استعراضي غنائي على المسرح الخاص، بعدما يقرب من ربع قرن تقريبا، وكانت المسرحية بعنوان «الزيارة انتهت»، بطولة شويكار ومحمود ياسين ومحمود شكوكو وعبدالله فرغلي.

وهي المسرحية ذاتها التي أخرجها محمد صبحي في تسعينيات القرن الماضي على مسرح الأوبرا، بطولة سناء جميل، وهي المسرحية ذاتها أيضا التي قدمها مراد منير في القطاع الخاص في التسعينيات من القرن الماضي، هذا بالإضافة إلى فرق الهواة والثقافة الجماهيرية والجامعات في تقديم هذه المسرحية في فترات مختلفة منذ ترجمتها في ستينيات القرن الماضي، وحتى اليوم.

وفي مقال للناقد أحمد عبد الحميد بجريدة الجمهورية، وفي تحليله لعرض زيارة السيدة العجوز لسمير العصفوري، وفي تقاطع ومقارنة بما يقدم في المسرح الأوروبي، يقول (إنه عمل فني ضخم قدم في الخارج بإمكانيات خيالية على مسارح دوارة، وبإمكانيات السينما وبإخصائيين في الإضاءة وفي ميكانيكية المسرح وبمخرج خاص لتحريك المجاميع، بخلاف مخرج المسرحية.. وفي مصر أخرجها مخرج شاب طموح هو سمير العصفوري، والمخرجون الشبان عادة يعتمدون على استعراض العضلات والاقتداء ببعض المخرجين اللامعين، من المغرمين بالتعقيد والزخارف والإبهار، حتى يوهموا المتفرج بأن المسرح مزيج من الكهنوتية والطلاسم والألغاز، بيد أنني فوجئت بإخراج مختلف تماما عن كل ما توقعته، إخراج نظيف يعتمد على البساطة المطلقة والاعتماد على طاقة الممثل كفرد وعلى طاقة الممثلين كمجموع، وعلى المؤثرات الإنسانية التي يزخر بها النص لدورينمات، ديكور مختصر موحي له شكل واقعي، لكن مدلوله أشمل وأعمق، مجاميع من الممثلين، 40 ممثلا، ولكن الكومبارس 60 كومبارسا، يجسدون النص ويبرزون معانية وأفكاره بسلاسه ووضوح، تصل كل مستوياتها الدرامية والفلسفية والسياسية التي تلامس الجلاليب، كما تصل إلى ذوي الياقات المنشاة).

وقد كتب بهاء طاهر في مجلة (الكاتب) يونيو 1966 يصف العرض بأنه أحسن عروض الموسم وأكثرها تحقيقا للإيرادات، وعن المدينة التي يدور فيها الحدث، يصفها بأنها (المدينة التي تفقد فضائلها)، وهو يصف العرض بأنه (ينطوي على دراسة متعمقة للنص وتنجح فكرته بوضوح لجمهور المشاهدين، أمام تهديدات الحروب والعنف والتمييز العنصري والقنبلة الذرية، فلا تجد إلا أصواتا خافته ومتناثرة تحتج وأصواتا أكثر عددا بكثير توافق وتستسلم وتبرد، لقد تخلى المثقف عن دوره باعتباره ضمير المجتمع، واكتفى بدور المهرج أو المسلي وأحيانا بدور المزيف، وهذا هو ما يقوله دورينمات).

«هبط الملاك في بابل»..

إذا كان المسرح المصري قد قدم في موسم واحد هو موسم 1966 ثلاثة أعمال لدورينمات، منهما عرضان للمخرج سمير العصفوري، فإنه بدأ في أوائل سبعينيات القرن الماضي بتقديم مسرحية «هبط الملاك في بابل» لدورينمات، بعد أن ترجمها أنيس منصور، وبعد أن صاغها أحمد عفيفي بالعامية، وكان سمير العصفوري قد عاد لتوه من بعثته بفرنسا، ولم يقدم سوى مسرحية واحدة هي «عيلة ضبش»، وقد حول اسم المسرحية إلى «سلطان زمانه»، وقدمت على مسرح الحكيم، ولعب البطولة مجموعة من النجوم المسرحيين والسينمائيين أمثال حسن البارودي وعبد المنعم إبراهيم وعبدالله غيث وحسن حسني وحسن عابدين وسعد الغزاوي وعبد الحفيظ التطاوي ومحيي الدين عبد المحسن وفؤاد أحمد ونادية رشاد ومشيرة اسماعيل، وقد أسعدني الحظ أن أمثل في هذه المسرحية – قبل دخولي معهد التمثيل – دور أحد الشعراء بالمسرحية.

”دورينمات“.. في ميزان النقد المسرحي المصري

قوبل عرض «سلطان زمانه» بالترحيب النقدي بشكل عام، ولكن لا يمكن تجاهل موقف أحد النقاد الكبار الذي استفزه عرض مسرحيات ثلاث لكاتب واحد، وكان ما استفزه أيضا ماكتبه المخرج سمير العصفوري في كلمته المنشورة – من قبل – عن مسرحية زيارة السيدة العجوز، واصفا المسرحية بأنها (أحسن مسرحية في القرن العشرين)، وهذا ما استفزه ليصف كلمة المخرج عن المسرحية، بأنه (حكم دوجماطيقي قاطع يطعن فيه ببساطه، أن القرن العشرين لم ينته بعد، حتى تختار أحسن مسرحية فيه، هذا على فرض أن هناك ما يمكن تسميته بمسرحية القرن).

ورغم هذا فإن جلال العشري يصل في النهاية إلى قراءة بليغة له عن المسرحية بقوله (فهذه المسرحية هي ورقة النعي التي يقذف بها دورينمات في وجه الحضارة الأمريكية، وعريضة الاتهام التي يدين بها مبدأ الديمقراطية في العصر الحديث، ثم هي بعد هذا كله، نواح على الحياة في القرن العشرين، الحياة التي أصبحت رخيصة رخص التراب، وأصبح من السهل شراؤها، لا أقول بالمال، ولكن بالموت).

ويحيل جلال العشري اتجاه المخرج في إخراج المسرحية إلى الاتجاه التعبيري، إلا أنه يرى أن التوفيق قد جانب المخرج في اختياره للمذهب التعبيري، ويخالفه في التنفيذ على خشبة المسرح، إذ يصفه باللا تجانس، فضلا عن اللا تكامل بين الجهات الأصلية للعمل المسرحي على المسرح.

ويرى الناقد أن الديكور لم يكن مقبولا لأنه بمعزل عن سياق المسرحية، وبذلك فإن المسافة بين الديكور وبين رؤية المخرج، كانت ”مسافة كبيرة“ من وجهة نظره، وفي الوقت نفسه يرى جلال العشري أن الحس التشكيلي لدى المخرج أقوى منه لدى مهندسة الديكور ”نهى برادة“، وكان هذا واضحا في تشكيلات المجاميع، وفي اللوحات التعبيرية بأجساد الممثلين على خشبة المسرح.

وارتأى الناقد في التمثيل أنه لا يرتفع عن بقية الأبعاد الأخرى، حيث سوء توزيع الأدوار، مستثنيا في ذلك دور حسن البارودي في دور المعلم، وصلاح منصور في دور العمدة، بتركيزهما على بؤر الإحساس التراجيدي للمعلم وبؤر الإحساس الكوميدي للعمدة، فكانا وجهين لعملة واحدة.

ويري عبدالله غيث في دور الفريد إيل وزوز نبيل في دور كلير، كانا في منطقة الظل المسرحي، حيث لم تفهم زوزو نبيل حقيقة شخصية كلير بتعاملها مع الشخصية من المستوى الواقعي، ولم تقدمها كما قال المؤلف باعتبارها (ظاهرة أدبية)، وهو يصف عبد الله غيث بأنه هو الآخر لم يفهم حقيقة شخصية ألفريد إيل، فقد أداه على المستوى الواقعي المباشر، فأفقده الكثير من شحونته الفكرية وخلفيته الميتافيزيقية.

وينهي الناقد مقالته بقوله (عموما أن مجرد التفكير في تقديم مسرحية من طراز زيارة السيدة العجوز، هو في حد ذاته مغامرة درامية كبيرة، وعمل بطولي يستحق كل التقدير، ومن الواضح أن العمل لم يتيسر له الإمكانيات التي تتكافأ وحجمه الأدبي من ناحية وكثافته المادية من ناحية أخرى، ولو هيئ لهذا العمل المناخ الفني الملائم لظهر في ثوب أفضل من ذلك بكثير).

لكن رفيق الصبان يؤكد على قيمة الرفض في المسرحية منذ أن قالت انتيجونا (لا) الشهيرة، والرفض يمثل قلب كل دراما تستحق هذا الوصف، وهو يتناول الأصوات المعترضة في النص وما يطرحه ذلك من أسئلة لأنفسنا، هذا الدمار الذي سقط على بابل، ألا تستحقه، وكيف تحيا الإنسانية جاهلة لاتعرف قيمة الرفض، مؤكدا أن دورينمات يرفض العالم ويهينه من خلال المسرحيات الكثيرة التي كتبها منذ زواج ميسيسيبي، حيث لا توجد سوى قيمة واحدة يضحي الناس من أجلها، وهي ”المال“.

بينما يصف الناقد نبيل بدران عرض هبط الملاك في باب أو سلطان زمانه في مقال له بعنوان (كيف الوصول إلى الناس)، بأنه عرض شعبي يصل إلى الناس بسهولة إلى أكبر قطاع من الناس، ويصفها بأنها كوميديا إنسانية مشحونة بالضحكات البعيدة عن الابتذال.

وأخيرا فإن القضايا التي اهتم بها الكتاب السويسريون المعاصرون، هي القضايا التي تهم الإنسان، ليس في سويسرا فقط، وإنما في العالم كله، وقد خاطبت هذه القضايا وجدان الانسان المصري، فتأثر بها وأصبح ”دورينمات“ بشكل خاص هو الكاتب المحبب للمتفرج المصري على خشبة المسرح، والكاتب المغري للدراسات والتحليلات والترجمات من الألمانية إلى العربية، وهو الكاتب الذي تصدر المشهد المسرحي المصري وأثر تكنيكه المسرحي على كثير من الكتاب المصريين والعرب.

--------------------------------------
المصدر : تقاطعات 

استضافة مهرجان دي كاف للفنون المعاصرة والمقام بالقاهرة والمستمر حتي ٨ ابريل الحالي لمسرح " هورا " السويسري

تونس ضيف شرف مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي في اوائل شهر ابريل الحالي بالاشتراك مع ١٥ دولة اخري لتقديم اكثر من ١٨ عرضا مسرحيا

مجلة الفنون المسرحية

تونس ضيف شرف مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي في اوائل شهر ابريل الحالي بالاشتراك مع ١٥ دولة اخري لتقديم اكثر من ١٨ عرضا مسرحيا  


كتبت / علا احمد حلمي 

يأتي الربيع بكل ماهو جديد ومبدع 

اوائل ابريل تبدأ فاعليات مهرجان  شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي بمشاركة ١٥ دولة وتقديم ١٨ عرضا مسرحيا  والذي يدعمه  وزارة الثقافة ووزارةالشباب والرياضة بالاشتراك مع وزارة السياحة  ومحافظة جنوب سيناء  وقد عبر المسرحيون بسعادتهم البالغة  لعودة  جمعية نادي المسرح  المصري للثقافة والفنون للظهور علي الساحة  برئاسة الفنانة القديرة سميحة ايوب  وتبني الجمعية لتنظيم المهرجان ورعايته  والتي ستكون فيه الفنانة سميحة ايوب 

الرئيس الشرفي  للمهرجان 

وقد تم اختيار دولة تونس  لتكون ضيف الشرف لدورة هذا العام  ٢٠١٧  بينما تشارك ٣٠ دولة عربية واجنبية بالاضافة الي مصر  وقد تم استحداث جوائز جديدة  وهي جائزة لجنة النقاد الشباب  وجائزة التأليف المسرحي  وجائزة جمهور المسرح الشبابي  وجائزة افضل مقال نقدي  وجائزة افضل شخصية صحفية  شابة   وقيمتها ١٥ ألف جنيه   وشهادة تقدير مقدمة من وزارة الشباب والرياضة  

وسوف يحي حفل الافتتاح الفنان لطفي بوشناق  بمصاحبة اوركسترا وزارة الشباب والرياضة  

وكشفت لنا الاستاذة وفاء الحكيم  مدير المهرجان عن الاسماء التي سوف يتم تكريمها  وهم 

المخرج جلال الشرقاوي. والكاتب محفوظ عبد الرحمن  والفنان نضال الشافعي  والفنان سامح حسين  ومن الشباب 

الكاتبان شاذلي فرح ومحمود جمال  والفنانة شاكرة رماح من " تونس  "وراندا اسمر من  "لبنان  "والكاتب مارفن كارلسون من  "امريكا " 

وقد تقدم للمهرجان اكثر من ٥٥٠ عرضا  من اكثر من ٨٣. دولة عربية  واجنبية  اختير منها  ١٨ عرضا مسرحيا تمثل ١٥ دولة 



فلسفة الفن و علاقتها بميلاد الجمالية

مجلة الفنون المسرحية

فلسفة الفن و علاقتها بميلاد الجمالية

الصديق الصادقي العماري

الجمال أحد الأسس الثلاثة التي قامت عليها منظومة القيم الخالدة؛ وهي الحق والخير والجمال، والإنسان دائما يسعى بفطرته إلى إشباع رغبته في التذوق الجمالي في كل شيء، فهو دائم البحث عن الجميل، وإذا وجده انتقل إلى ما هو أجمل منه في سلم الجمال، وليس للأمر حدود. فالإنسان دائما يحرص على أن يرى الأشياء الجميلة، ويسمع الأصوات الجميلة، ويلمس كل جميل ويحسه و يتذوقه، كما يحاول أن يظهر بالمظهر الجميل، وهو لهذا يقف أمام المرآة زمنا طويلا يصلح من شعره، ويتأمل وجهه وهندامه، كما يبحث عن الجمال في السكن والأكل والشرب، حيث يزين بيته، ويتفنن في عرض طعامه وشرابه. نستطيع أن نقول إن الإنسان يميل بطبعه إلى الجمال.
والجمالية لم تنشأ نتيجة اتفاق معين، أو إجماع محدد، و إنما جاءت نتيجة مسار طويل وتراكمات عديدة، من خلال محطات تاريخية غنية، وفي كل محطة تتولد و تنضج أفكار وقناعات معينة لدى الباحثين والمفكرين و الفلاسفة على وجه الخصوص، لها علاقة بالأوضاع الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية و الثقافية وغيرها، والتي تدخل بشكل مباشر في بناء الفن و العمل الفني و تمظهراته الجمالية.
فمنذ العصر اليوناني وصولا إلى العصر الحديث، مرورا بالعصور الوسطى وعصر النهضة، عرفت الجمالية مجموعة من التحولات و التلوينات منها من يختفي، ومنها من يتولد، ومنها من يظهر من جديد. و حتى بعد ولادتها، أي الجمالية، في منتصف القرن الثامن عشر استمر الجدل والنقاش حول المفاهيم التي تؤسس لها و التي لها علاقة بالمحسوس و الذوق والمخيلة....، حيث بدلت جهود كبير من أجل تجاوز ما كان سائدا من قبل حول السيطرة التامة للعقل في جميع المجالات.
 لكن لكي نكون منصفين، لم يقتصر الفن والجمال على الموضوعات الفلسفة بالمعنى الحصري والمنهجي للكلمة، بالرغم من أن الفلسفة اعتبرت أم العلوم منذ نشأتها، حيث كان الأدب حاضرا بشكل كبير في اهتمامات الفلاسفة، وقد كان الفيلسوف شاعرا و فنانا وموسيقيا وكاتبا وقصاصا...وبالتالي يظل الفن و الجمال في علاقة وطيدة مع الأدب من خلال ما تعكسه النصوص الشعرية و النثرية و القصصية...، من حيث اللغة، و الفكرة أو الموضوع، و أسلوب الكاتب أو السارد، و الرسالة الفنية بكل جمالياتها.
مما يدفعنا لطرح مجموعة من الأسئلة نذكر من بينها: ما معنى الجمالية؟ وما علاقة الفن بالجمال؟ وهل هناك إمكانية لنحدد بدقة العناصر الجمالية في العمل الفني؟ هل يمكن فصل الموضوع الفني عن السياق الثقافي؟ وهل يمكن أن نفكر في الإنتاج الفني الإبداعي انطلاقا من وظيفته التأثيرية فقط؟ هل بمقدورة العمل الفني أن يطرح قضايا نظرية تتجاوز التفكير في غايته الإنتاجية، إلى تدارس ومناقشة إشكالات لها علاقة بهذا العمل و محدداته؟
إن الحديث عن الجمالية يدفعنا أولا إلى الحديث عن الفن، على اعتبار أن الجمالية تستمد جذورها التاريخية من سيرورة الفن والعمل الفني، ذلك لأن ″الجمالية بقيت في الغالب متكتمة حيال الفن الذي هو في طور التشكيل، و متحفظة أمام الأعمال الجديدة، ميالة في الغالب إلى الاهتمام بالأعمال الإبداع الفني المعترف بها، والمقر بوصفها من الأعمال الخالدة، بدل أن تتحدث عن قيمة الأشياء الجديدة،....يعود هذا الحذر، واقعا، إلى بدايات الجمالية الفلسفية″[1].
فقد عرف موضوع الفن والعمل الفني والجمال، منذ البدايات الأولى، جدلا كبيرا منذ الفترة اليونانية، حيث ارتبط لفض الفن art بالأعمال اليدوية و المعمار والشعر و الموسيقى والنحت والتصوير وغيرها، وتعددت الأفكار والاتجاهات حول الفن وطبيعته وموقعه ونوعية رسالته من خلال نظرية محاكاة الطبيعة، وهو الأمر الذي أكده ″مارك جيمينيز″ في كتابه ⁽ما الجمالية؟⁾ بقوله : أن لفظ الفن (art)-الوارث منذ القرن الحادي عشر لأصله اللاتيني (ars)، والدال على : نشاط ومهارة- لا يعين في الغرب، حتى القرن الخامس عشر، سوى مجموعة الأنشطة الموصولة بالتقنية، والمهنة، والخبرات، أي بمهام يدوية في صورة أساسية.[2]
 فمن الفلاسفة من اعتبر الفن ومنه الشعر وهم وزيف و تشويه، لأن الفنان يقلد الطبيعة، العالم الحسي المتغير الخالي من الحقيقة، في مقابل عالم المثل، عالم المعقولات، المجرد الثابت الذي يغير و لا يتغير، هو أفلاطون الذي طرد الفن، ومنه الشعر، من جمهوريته إلا الشعر التمثيلي لأنه، في نظره، يمجد بطولات الآلهة ويغرس القيم و المبادئ ويعبر عن الحقيقة. فبالنسبة له الفن يبعد عن عالم المثل بمقدار درجتين، أي محاكاة الطبيعة التي هي محاكاة لعالم المثل.
أما أرسطو، صاحب كتاب ″فن الشعر″، انتقد أفكار أفلاطون مشيرا إلي افتقارها إلي الواقعية و يرى أن التناسق و الانسجام و الوضوح هي أهم الخصائص التي تميز الفن الجميل،  وهي خصائص موضوعية يمكن تلمسها في الأشياء و الموجودات من خلال نسبها و أحجامها و تناسقها. كما يري أن هناك جمالا حقيقيا في العالم، وهو مصدر وعينا الجمالي و اعمالنا الفنية، والفن في رأيه محاكاة تنشأ عن ميل الإنسان الفطري إلى التقليد و ميله إلي تحقيق الإيقاع بما يبعثه من متعة.
و في العصور الوسطى تمثل الجمال الفني في كل ما يوحي بالحقيقة الروحية، حيث كان الفن خاضعا لسيطرة الكنيسة منذ انقسام الإمبراطورية الرومانية حتى عصر النهضة، ولما كانت الطبيعة تكشف عن العناية الإلهية فقد وجد فلاسفة العصور الوسطى سواء عند القديس ″أوغسطين″ و القديس ″توما الأكويني″ أو غيرهما على التوحيد بين الجمال و التناسب و النظام الذي يرضي الحس و العقل ويوحي بالتأمل في عظمة الخالق. فمظاهر العمل الفني عند المبدعين المسيحيين، تجلت بصورة عامة في الارتباط الروحي بالحياة الأخرة. ومن أهم الفنون التي ازدهرت خلال هذه الفترة نذكر : الفن البيزنطي والفن الرومانسكي و الفن القوطي و الفن القبطي...الخ. و قد ˝عرف القديس ⁽توما الأكويني⁾ الجميل على أنه «ذلك الذي لدى رؤيته يسر»، وأكد  ⁽أوغسطين⁾ قبله أهمية تناسق الأجزاء وتناسب الألوان في الأشياء الجميلة˝.[3]
وكان لزاما على الفن والفنان انتظار عصر النهضة وهو العصر الذهبي والفتح العظيم على الإنسانية جمعاء في جميع مناحي الحياة. ففي هذا العصر تعددت الفنون وتشعبت و أصبحت للفنان قيمة اعتبارية اجتماعية، حيث أصبح التركيز ليس على الطلبيات الفنية و كثرتها بقدر ما التركيز على كفاءة و مهارة الفنان الإبداعية، و مدى قدرته على إنتاج عمل فني بشكل جمالي. وقد بلغ الفن في هذا العصر ذروته مقارنة مع ما كان عليه من قبل، ″لقد سادت نظرية المحاكات التفكير الجمالي و النقدي، خلال عصر النهضة، بفضل التأثير الذي أحدثه كتاب″الشعر˝ عندما ترجم عن اليونانية عام 1498م، وكشف فيه أرسطو عن وظيفة الفن، على اعتبار أنه تقليد للطبيعة في تسامي، فليست مهمة الفنان، ومن هذا المنطلق، تقف عند حد نقل المظهر الحسي للأشياء، والموضوعات كما هي عليه في الواقع، بل يتعدى ذلك ليصل إلى خلق صورة أو نموذج يخضع للقوانين الطبيعية″.[4]
فعصر النهضة هو العصر الذي تحول فيه الفنان من دور الرمزية الميتافيزيقية إلى تصوير العالم التجريبي بطريقة أكثر وعيا، وبهذا كانت الآراء العلمية عن الطبيعة والإنسان قد وجدت طريقها إلى محتوى الفنون، حيث أصبحت المعرفة عقلية وتجريبية، و أصبح الموضوع الجمالي بمثابة كشف عن ملامح الواقع، وقد اتحد تركيبه مع محتواه. ˝إذا كان الفن في العصور الوسطى انعكاسا لتعاليم الكنيسة، وتعبيرا عن ذوق الطبقة الإقطاعية، نجد فن عصر النهضة متشبعا بالمفاهيم التي تدور حول الإنسان والقيم الإنسانية˝، وبالتالي أصبح للفنان في هذا العصر مكانة متميزة، حيث أبدع في صنع الفن والجمال، و أصبحت صورته أكثر تعقيدا بل متعددة الجوانب، و أصبحت حياة الإنسان الروحية أكثر اكتمالا.
وقد ارتبط ظهور الجماليةAesthetica ، في القرن الثامن عشر، بإصدار كتاب ″اليكسندر بومغارتن˝ بعنوان ″الجمالية‟ عام  1750م، الذي حاول من خلاله وضع أسس علم الجمال كعلم جديد، عين له موضوعا داخل مجموعة العلوم الفلسفية، في تجاوز لما كان يعرف من قبل بفلسفة الفن أو فلسفة الجمال. علم الجمال أو الاستاطيقا علم حديث النشأة انبثق بعد تاريخ طويل عتيق من الفكر الفلسفي التأملي حول الفن والجمال، وبهذا المعنى يعد علما قديما وحديثا في والوقت نفسه. و ″أصبح هدف هذا العلم محاولة وصف وفهم وتفسير الظواهر الجمالية والخبرة الجمالية″[5]. فاليونانيون لم تكن لديهم معرفة في ذاته ولذاته، ولكن كانت اهتماماتهم بالفن من حيث علاقته بالخير أو دلالته على الحقيقة. فان مجال الاستيطقي the Aesthetic هو منطقة من البحث كانت ممتعة وخصبة عند اليونان، ليس لأنهم لم يعرفوا هذه الكلمة وإنما أيضا لأنهم لم تكن لديهم كلمة مرادفة لمفهوم الفن الجميل.
توصل بومغارتن بواسطة الفكر، أن هناك نوعا خاصا من النظام و الإتقان لا يخضع بشكل كلي للإدراك العقلي. فإذا كان العقل يدرك ويفسر الموجودات تفسيرا منطقيا و مجردا، فهناك في المقابل ظواهر أخرى مؤثرة في النفس البشرية يصعب تفسيرها، لكنها، مع ذلك، تستحق اهتمام وتقدير الفلاسفة. فإدراك الجمال يعتمد على الأحاسيس الفردية و الذاتية التي يصعب أن نصوغ حولها أحكاما عامة ومتفق عليها، لكنها مع ذلك تستحق أن تتم دراستها في فرع أو تخصص فلسفي ”علم” يهتم بدراسة الطرائق التي نرتبط بها بالواقع بواسطة الحواس على غرار ارتباطنا به منطقيا من خلال العقل.
 ″هذه هي طريقة بومغارتن، عندما اعتبر أن الملكة الجمالية تنتسب إلى نظام المعارف، وهي ملكة متدنية من المعارف،.....وهو ما أطلق عليه هذا التعريف: ≤ملكة منطقية متدنية من الإدراك المعرفي≥. إنها فلسفة الجمالات و الحوريات، ولا تقوى على منافسة العقل، غير أنها توفر معرفة مماثلة لمعرفة العقل. إنها علم المعارف و التمثيل الحسيين، ما يتعين من الآن وصاعدا تحت تسمية :الجمالية.″[6]
عادت أفكار النسبة والتناسب والتوازن والاعتدال إلى الظهور مرة أخرى خلال عصر النهضة الأوروبية، ثم كانت الرومانتيكية بعد ذلك بنزلة رد الفعل الحساس المضاد تجاه هذا الاعتماد الصارم على العقل ومن ثم انطلقت قوى الخيال والعاطفة من قيودها. فقد ظهر العديد من الفلاسفة الذين حاولوا مواجهة الاتجاهات التي تتأسس على العقل وحده في تفسير وفهم الفن و الجمال، فقد حاول إيمانويل كانط أن يبلور نموذجا نقديا متميزا من خلال دراسة وتحليل النماذج السابقة، ″وقد تمثلت الخطوة العظيمة لكانط مقارنة بالسابقين عليه أو المعاصرين له في أنه ذهب إلى ما وراء التحليل الإمبيريقي للإحساس الجمالي متجها نحو التحديد الخاص لعلم الجمال باعتباره مجالا خاصا للخبرة الإنسانية يماثل في أهميته وتكامله المجالين الخاصين بالعقل النظري والعقل العملي (أي المجال  المعرفي و المجال الأخلاقي)″.[7] و بالتالي التأكيد على أن التجربة الحسية هي منطلق أي معرفة إنسانية، أي اتصال حواسنا بالأشياء التي لن نعرف منها إلا ظاهرها. وهو يؤكد بذلك على أن التجربة الحسية وحدها غير كافية، لأن الإحساسات التي نتحصل عليها من التجربة لا يكون لها معنى إلا من خلال قدرات قبلية في العقل، هي أولا الحدوس الحسية القبلية التي تضع الإحساسات القادمة من التجربة في سياق بشري متصور، ثم تنتقل هذه الإحساسات المتصورة في سياق زمني و ومكاني إلى الفهم أو العقل الفعال المكون من مقولات الكم و الكيف والعلاقة والجهة التي تعطينا القدرة على صياغة الأحكام.
″طرح كانط أسئلة جوهرية حول طبيعة الفن. وأنكر أن الفن يقع ضمن مفاهيم الضرورة أو الحرية، وأنكر كذلك أن الفن هو شكل من أشكال الفهم العقلي أو السلوك الأخلاقي.″[8] وبالتالي إضافة حجة قوية على تفرد الفن واستقلاليته، من خلال نفيه أن الحكم الجمالي والذوق الجمالي من الأمور المتسمة بالموضوعية. ورغم إقراره بأن الأحكام على الجمال أحكام ذاتية، فإنها  في رأيه أيضا أحكام عامة يشارك فيها كل فرد يمتلك ذوقا جيدا.  ولذلك اقترح كانط فيما يتعلق بالجمال ميدانا للذوق لا تتحكم فيه المفاهيم العقلية. اقترح كانط وقدم أيضا نظرية حول»الجليل «حيث يتجلى»اللانهائي «الذي يتجاوز المفاهيم العقلية المحددة في الفن، ومن خلال»العبقرية «تلك القدرة على الإنتاج بمعزل عن القواعد والقوانين.[9] تركت هذه الأفكار حول العبقرية في المدرسة الرومانتيكية في الفن والأدب، وكانت آراؤه حول »الجليل «مهمة بالنسبة ل ”هيجل‟، و ”فريدريك نيتشه‟ الذي ”بدا له الفن مثل زينة الوجود ‹الرخيصة›، مثل زخرفة بسيطة مرشحة لجلب شيء من الفتنة في حياة مستبعدة من قبل ما هو وظيفي‟[10]،  كما أنها أثرت بشكل عام في عدد من الكتابات التالية له في أوروبا بشكل العام.
غير أن أفكار ”إمانويل كانط‟ لقيت معارضة شديدة من طرف الاتجاه الرومانسي مع هيغل الذي رأى أن تصور كانط (الشيئ لذاته و الشيئ في ذاته) ميكانيكيا وآليا مما أفقده المعنى والدلالة.
وفيما يتعلق بمصطلح الإستطيقا  Aesthetic ويعني علم الجمال، فقد تتبعه ”عز الدين إسماعيل‟ في كتابه "الأسس الجمالية في النقد العربي"، فقال إن معناها في البداية كان علم المدركات الحسية، ثم تطور إلى علم المعرفة الحسية، ثم إلى علم المعرفة الحسية الغامضة، وأخيراً إلى علم الجميل أو علم الجمال.[11] ولم يستقر أمر علم الجمال وتعريفه بعد لأن أمر الجمال نفسه لم يستقر، فكل فيلسوف ومفكر وناقد له نظرته للجمال ينطلق فيها من بيئته وخلفيته العلمية والثقافية والعقدية وما إلى ذلك. ونظريات الجمال لا تزال غامضة يصعب تحديدها، فالقانون الأوحد للجمال أنه ليس للجمال قانون. وذلك لأن الجمال من القيم المطلقة التي لا يمكن تحديدها أو حصرها، ولهذا يأتي تعريف كل ناقد أو فيلسوف مختلفا عن تعريفات الآخرين، لأن كل واحد منهم ينظر إلى الجمال من زاوية لا يراه منها الآخرون، وبالتالي يعبر كل واحد منهم على قدر ما يتجلى له الجمال في الأشياء، غير أن هذا لا يمنع من أن نتطرق لبعض التعاريف ونحاول صياغة تعريف يمكن أن يشتمل على بعض محددات الجمال.
 لذلك، الإجاب عن السؤال: ما الجمالية؟ صعبة ومعقدة لتداخل التعارف وتعددها وتشعبها. وعلم الجمال الحديث، كما نعرفه اليوم، فيمكن أن نتتبعه بدءا من القرن الثامن عشر عندما ابتكرت هذه الكلمة لأول مرة من خلال الفيلسوف جوتليب بومجارتن. ومن حيث فقه اللغة فإن الجماليات كانت تعني دراسة الإدراك الحسي،  لكن ولع بومجارتن بالشعر خاصة والفنون عامة جعله يعيد تعريف حدود هذا الموضوع على أنه «نظرية الفنون العملية أو علم المعرفة الحسية [12]« وقد سار على هذا الدرب لأنه كان يعتقد أن اكتمال الوعي الحسي يمكن أن يوجد في أنقى حالاته خلال الإدراك الفائق للجمال.
كانت أجنحة من يدركون الجمال تتحرك ذهابا وإيابا بين الأرض والسماء، بين  الجمال  المادي والجمال المعنوي، كما أصبحت كلمة «الجمال « لدى البعض أيضا غير ضرورية، لكن هذه الكلمة ظلت تستخدم، كما ظلت أنواع خاصة من المشاعر مرتبطة بها، نشعر بها عندما تقال هذه الكلمة أو عندما نسمعها أو نقرأها، كما أنها تظل معنا عندما نقرأ أو نشاهد عملا فنيا. إن الجمال يرتبط لدى الكثيرين المشاعر الحسية المتميزة التي يستثيرها بداخلنا الموضوع الجميل.
إن الإحساس الجمالي كما يستشعره المشاهدون هو إحساس سار أو ممتع، وقد يكون بصريا في الأساس أو سمعيا، ثم يمتد ليشمل جسد الفرد كله. والجمال ليس متعلقا بالشكل المنفصل أو المنعزل عن مضمونه، لكنه يتعلق بالتركيب الخاص للمستويات المتنوعة من المعنى والتأثير الشامل والإحساس الشامل بالحياة في تألقها وتدفقها الدائم. كما أن الجمال يمكن إدراكه وتذوقه في مجالات و أشكال وموضوعات مختلفة ومتنوعة، فهو عابر للتخصصات و الفضاءات و المظاهر، يستقر حيث يوجد مواصفاته و أنواعه و مميزاته. «إن الجمالية وفق معناها الحالي، و أيا كانت الخصوصية أو التنوع المميزين لها منذ بومغارتن، لا يمكن أن تختصر بأي من العلوم المحددة التي لجأت إليها أحيانا، مثل علم النفس، وعلم التحليل النفسي، وعلم الاجتماع، والإناسة، والسيميولوجيا أو اللسانية»[13].

v  بيبليوغرافيا
مارك جيمينيز، ما الجمالية؟، ترجمة د. شربل داغر، المنظمة العربية للترجمة، بيروت-لبنان، ط1، 2009م
شاكر عبد الحميد، التفضيل الجمالي (دراسة في سيكولوجية التذوق الفني)، عالم المعرفة العدد 267، مارس 2001م
محسن محمد عطيه، الفن و الجمال في عصر النهضة، عالم الكتب-القاهرة، 2002م،
إسماعيل، عز الدين. الأسس الجمالية في النقد العربي، عرض وتفسير ومقارنة، القاهرة، دار الفكر العربي-القاهرة، ط3، 1974م،



[1] مارك جيمينيز، ما الجمالية؟، ترجمة د. شربل داغر، المنظمة العربية للترجمة، بيروت-لبنان، ط1، 2009م، 21.

[2] مارك جيمينيز، ما الجمالية؟، مرجع سابق، ص 44.

[3]  شاكر عبد الحميد، التفضيل الجمالي (دراسة في سيكولوجية التذوق الفني)، عالم المعرفة العدد 267، مارس 2001م، ص8.

[4] محسن محمد عطيه، الفن و الجمال في عصر النهضة، عالم الكتب-القاهرة، 2002م، ص 14.

[5] شاكر عبد الحميد، التفضيل الجمالي ، مرجع سابق، ص 8.

[6] مارك جيمينيز، ما الجمالية؟، مرجع سابق، ص 30.

[7] شاكر عبد الحميد، التفضيل الجمالي، مرجع سابق، ص 93.

[8] شاكر عبد الحميد، المرجع نفسه، ص 94.

[9]  شاكر عبد الحميد، المرجع نفسه، ص95.

[10]مارك جيمينيز، ما الجمالية؟، مرجع سابق، ص21.

[11] إسماعيل، عز الدين. الأسس الجمالية في النقد العربي، عرض وتفسير ومقارنة، القاهرة، دار الفكر العربي-القاهرة، ط3، 1974م، ص14.

[12]شاكر عبد الحميد، التفضيل الجمالي، مرجع سابق، ص15.

[13]  مارك جيمينيز، ما الجمالية؟، مرجع سابق، ص 32.

-- 
*الصديق الصادقي العماري
باحث في المسرح وفنون الفرجة
Addkorasat1@gmail.com

212648183059+
يشتغل بمهنة التدريس
باحث في علم الاجتماع و الأنثروبولوجيا
.المسرح وفنون الفرجة بالكلية المتعددة التخصصات الرشيدية
.مهتم بقضايا التربية والتكوين و سوسيولوجيا التنمية
.مدير و رئيس تحرير مجلة كراسات تربوية-الرشيدية
.رئيس جمعية الشباب للتربية والدراسات والأبحاث الاجتماعية-أرفود
.كاتب عام المركز المغربي للتأهيل والإنصات-أرفود
.فاعل ومكون و ناشط جمعوي
.رئيس منتدى القراءة و البحث العلمي-أرفود
رئيس منتدى القراءة و البحث العلمي-الريصاني
.عضو المكتب الوطني للمنظمة المغربية للصحافة الإليكترونية-فاس
.أستاذ مرشد بالمؤسسات التعليمية-الرشيدية
مراسل صحفي، مقدم برنامج: فنون الفرجة الشعبية، بإذاعة صوت ورززات
.مؤلفاتي المتواضعة:
        -التربية والتنمية وتحديات المستقبل:مقاربة سوسيولوجية
        -البنيات الأسرية و تأثيرها على التحصيل الدراسي للتلميذ:دراسة ميدانية
        -إشكالية إدماج تلاميذ التربية غير النظامية في المدرسة الإبتدائية
        - سوسيولوجيا التمايز وأشكال التدبير المعقلن
..مواقعي..................... 
كراسات تربوية
www.korasat.com
..............
منتديات كراسات تربوية
www.korasatform.com
..................
نحن على الفايسبوك هي:
https://www.facebook.com/sadiki.amari.seddik

الثلاثاء، 28 مارس 2017

حاكم الشارقة يشهد حفل ختام أيام الشارقة المسرحية ويعلن عن تاسيس أكاديمية الشارقة للفنون

مجلة الفنون المسرحية

حاكم الشارقة يشهد حفل ختام أيام الشارقة المسرحية ويعلن عن تاسيس أكاديمية الشارقة للفنون

أعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة عن تأسيس أكاديمية الشارقة للفنون، يتم فيها تدريب وتأهيل عشاق المسرح ومريديه ليقوموا بإيصال رسالة المسرح الإنسانية بما يخدم مجتمعاتهم، مشيراً سموه إلى أنه تم الاطلاع على عدد من التجارب العالمية الرائدة في مجال اكاديميات الفنون المسرحية  للتعاون معها والاستفادة منها، سواءً في المادة الأكاديمية والتقنيات وتكوين الخشبة المسرحية وغيرها.

 جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها سموه مساء اليوم في حفل ختام الدورة ال 27 من أيام الشارقة المسرحية وذلك في قصر الثقافة بالشارقة.

 واستهل سموه  كلمته بتقديم التهاني والتبريكات للفائزين بجوائز أيام الشارقة المسرحية في دورتها 27، كما استذكر سموه المسرحيين الذين رحلوا وتركوا بصمة وأثرا ي المسرح العربي، وكان لهم إسهامات في إثراء الحركة المسرحية وتطويرها، قائلاً " أنا دائما أكرر نحن زائلون وسيبقى المسرح ما بقيت الحياة، وهذا الكلام لم يأتي جزافاً، وإنما كان لنتذكر من شاركنا هنا في دولة الإمارات على مدى سنين طويلة وغابوا عنا وتركوا لنا المسرح، ومنهم المرحوم صقر رشود وفؤاد الشطي والمنصف السويسي وغيرهم الكثيرون، أتمنى من كل منا أن يترك بصمة في المسرح بعد رحيله لتبقى الذكرى مثلما نتذكر من رحلوا عنا "/.

 وتمنى سموه أن يكون العطاء على مستوى أكبر وأن تزداد عدد الفرق المشاركة في الأيام المسرحية القادمة.

 وأثنى صاحب السمو حاكم الشارقة على جهود وسائل الاعلام في تغطية فعاليات أيام الشارقة المسرحية، وقدم سموه الشكر إلى تلفزيون الشارقة الذي نقل جميع الفعاليات التي شهدتها القاعات أو الفعاليات المصاحبة بشكل ممتاز وفعال.

 وأشار سموه إلى أهمية الملتقى الفكري المصاحب للأيام المسرحية، قائلاً "هنالك إلى جانب هذه التظاهرة ملتقى فكريا وهو من اخواننا العرب الذين لهم باع في المسرح وقد وضعوا توصيات مهمة جداً لي أنا بالذات، لأنني فعال في مسألة المسرح وسأتخذ ما كتبوه دليلاً ليوضح لي الطريق عند اتخاذ أي قرارٍ قادم بالنسبة للمسرح، هذه المعطيات التي قضوا فيها على مدى أيام الشارقة المسرحية لا تترك سدى ولابد من التوثيق وبعده النشر ليستفيد منها ليس من في الإمارات فقط وإنما على مستوى الخليج والوطن العربي وهذه دعوة للقائمين على هذه الدورة".

 وأشار سموه إلى أن التوصيات ركزت على مسرح الشباب، والمسرح في المدارس، موضحاً سموه وجود بعض العقبات التي تواجه إدخال المسرح في المدارس، مستعرضاً سموه تجربة إمارة الشارقة في تفعيل المسرح المدرسي، كما كانت تجربة إدخال المسرح المدرسي في جمهورية موريتانيا ممتازة حيث تفاعل معها المجتمع الموريتاني ووجدت صدى ايجابيا واسعا.

 وبين سموه أن إمارة الشارقة تبنت العديد من المبادرات ومنها مسرح الطفل ومسرح الشباب أو الناشئة والمسرح الجامعي، متمنياً سموه أن تتواجد المسارح في كافة أقطار العالم العربي ولمختلف الفئات والأعمار.

 بدأت مجريات الحفل بكلمة لجنة التحكيم وقراءة تقريرها العام حول المهرجان، وقدمه عبدالله يوسف عضو اللجنة عبر فيها عن ارتياح اللجنة للمستوى الذي بلغته بعض أعمال الأيام المسرحية من حيث الرؤية والعمق الفكري.


 كما قدمت اللجنة عددا من التوصيات ومنها: أهمية التنوع في استخدام اللغة المحلية والفصحى في العروض المشاركة، وضرورة تعميق التعبير الدرامي من خلال تنظيم ورش خاصة بالأداء والكتابة باللغة الفصحى، والاهتمام  بالعناصر السينوغرافية من إضاءة ومؤثرات صوتية وديكور وكواليس لخدمة العروض المقدمة.

 كما ألقى  اسماعيل عبدالله أمين عام الهيئة العربية للمسرح رئيس جمعية المسرحيين العرب، كلمة من خلال وثيقة عهد وميثاق شرف تترجم رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في كلمته التي ألقاها في حفل ختام الدورة 26 من أيام الشارقة المسرحية  حين أوجز المشهد بقول سموه "المسألة مسألة غرس وهذا الغرس الجميل  آتى أكلة، وها أنتم تصلون إلى القمة والثبات في القمة صعب، عاهدوني بأن تثبتوا عليها، عاهدوني أنكم ستكونون عند حسن ظني بكم ".

ونصت وثيقة العهد وميثاق الشرف على ما يلي " إلى سيد المسرح وسلطانه، نحن أبناؤك، نحن إخوتك، نحن أصدقاؤك، أي صفة أجمل من هذه يمكن أن ينال المسرحي في الإمارات؟ انى له أن ينال شرفها لولاك صاحبها وراعيها وباديها ومبديها، لولاك سيدها وسلطانها، لولا أياديك التي ما كانت إلا ساحها ومراحها ، راحتها ومراحها، راحها وراحتها، وسعدها ومسعفها؟ إليك والألقاب تقف بخجل دونك، إليك ومن أولى بها غيرك؟ نبادلك الحب حباً والعطاء عطاءً، والميثاق ميثاقاً وعهداً، فهذا ميثاق الشرف وعهد الوفاء الذي زرعته فينا وربيتنا عليه، ميثاق مطرز بكل القيم النبيلة التي رسختها في حياتنا.نحن المسرحيون في الإمارات نخط بمداد الروح عهدنا وميثاقنا لك، أن نبقى الأوفياء للرسالة، حملة لرايات الحياة، بناء للجمال، حماة للمسرح الذي أردته، "مدرسة للأخلاق والحرية . لك منا العهد ألا نسدل ستاره، وألا نطفئ أنواره، وألا نكله لوحشة العتمة، أن نسعى ليكون مقصد كل الناس، وأن يكون مناخاً آمناً للطفل والبالغ على حد سواء، وأن يكون حاضنة آمنة لكل موهوب، وأن يكون منبراً للحق، ومرآة للحقيقة، وجلاءً للبصيرة، وأن يكون مشرقاً كالشارقة، منيراً كسلطانها.نعاهدك عهداً بالله ولله، أن نصون ولا نخون، وأن نعطي الجهد والعمر ولا ننتظر إلا أجراً واحداً، هو تقدم مجتمعاتنا، وتطور دورها في صياغة مستقبل أفضل للإنسان على أرض إمارات الخير، وأن نكون ممن يعلمون ويعملون ويُعلمون، لسيرتك مستلهمين، ولخطاك متبعين، وعلى دربك درب النور سائرين.نحن المحظوظون لأن عشنا زمنك، وكبرنا بكنفك، وشرفنا بتوجيهك ورعايتك، فتقبل عهدنا، وبارك لنا خطانا، ولله تلهج الألسن بالدعاء، وتخفق الأفئدة للمنان بالصلاة، أن يديمك منارةً وذخراً معرفة وإيمان وثقة على مدى الزمان //.

 وتفضل بعدذلك صاحب السمو حاكم الشارقة بتكريم الفائزين بجوائز أيام الشارقة المسرحية وهي كالتالي: تصدرت  مسرحية /بين الجد والهزل/ بأفضل عرض مسرحي متكامل، كما حصدت عددا من الجوائز وهي أفضل أزياء وإكسسوار،  وأفضل مؤثرات صوتية وموسيقية، وأفضل إضاءة.

 ونالت /بدرية سعيد الحداد/ جائزة أفضل ممثلة واعدة عن دورها في مسرحية البوشية، أما عن جائزة أفضل ممثل واعد فكانت من نصيب /مبارك عبدالله الضنحاني/.

 وكانت جائزة الفنان العربي المتميز /من غير أبناء الدولة/ من نصيب الفنان محمود أبو عباس عن مسرحية غصة عبور، وهي المسرحية الفائزة بجائزة أفضل مكياج وأفضل ديكور.

 ونالت /نورة علي/ جائزة أفضل تمثيل نسائي دور ثان عن دورها في البوشية، ونال /ابراهيم سالم/ جائزة أفضل تمثيل رجالي دور ثان عن دوره في غصة عبور، كما نال /محمد العامري/ جائزة لجنة التحكيم الخاصة.

 وفازت /ميرة علي/ بجائزة أفضل تمثيل نسائي دور أول، وكانت جائزة أفضل تمثيل رجالي دور أول من نصيب الفنان جمال السميطي عن دوره في مسرحية بين الجد والهزل.

 وفاز بجائزة أفضل تأليف اسماعيل عبدالله عن مسرحية البوشية، وفاز بجائزة أفضل إخراج مسرحي للفنان حسن رجب.

 كما كرم سموه الفائزين بجائزة الشارقة للتأليف المسرحي وفاز بها  على التوالي من سلطنة عمان كل من نعيم مبروك عن نصه /ظل الذكرى/، وهيثم بن محسن الشنفري عن نصه /من ذاكرة سعدون/، وعماد بن محسن الشنفري عن نصه /الندبة/.

 حضر حفل الختام إلى جانب سموه  كل من الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ محمد بن حميد القاسمي مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، وسعادة عبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، وسعادة علي سالم المدفع رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي، وسعادة خالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي، وسعادة محمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، ونخبة من نجوم المسرح ومحبيه، وأحمد بورحيمه مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة.

-------------------------------------------
المصدر : وام 

العرض المسرحي " البوشيه " لفرقة مسرح رأس الخيمة الوطني على قاعة جمعية المسرحيين في اخر ليالي مهرجان ايام الشارقة المسرحية

لمدة خمس ايام ... يتلألأ مهرجان مسرح وجدة بالمغرب في دورته الرابعة من ٢٦ مارس الي ٣٠ مارس الحالي بدعم من وزارة الثقافة

مجلة الفنون المسرحية

لمدة خمس ايام ... يتلأ لأ مهرجان مسرح وجدة بالمغرب في دورته الرابعة من ٢٦ مارس الي ٣٠ مارس الحالي بدعم من وزارة الثقافة

علا احمد حلمي

بدأت فاعليات مهرجان  مسرح وجدة  ٢٠١٧ في دورته الرابعة   بتنظيم من جمعية بسمة للانتاج الفني  وبمناسبة اليوم العالمي للمسرح   وبتنسيق مع المديرية  الجهوية لوزارة الثقافة  بجهة الشرق بالمغرب   و بالمشاركة مع  المسرح الوطني  لمحمد الخامس  ومسرح  محمد السادس بوجدة  
وتسمي هذه الفاعلية  دورة محمد بنجدي  تحت شعار " المسرح  للجميع  ... اجي للمسرح "  بدعم من وزارة الثقافة 
 وتشترك في هذه الفاعلية  اكثر من ١٠ فرق مسرحية عربية  وطنية ومحلية  ستقدم علي مدار  خمسة ايام  ١١ عرضا مسرحيا  علي مسرح محمد السادس   ومركز شباب ابن سينا بوجدة  
وسيتم  عرض مسرحي  لفرقة المشهد المسرحي بالقينطرة بعنوان " الحكرة "   لنزيلات السجن المحلي بوجدة   وهي سابقة انسانية  تعد الاولي في نوعها للفرق المسرحية  ايضا يتضمن المهرجان  دورات تدريبية  للشباب  وورش مسرحية  
تدور حول تقنيات الصوت والاضاءة  ومسابقات في مجال الارتجال المسرحي  
كما تم تكريم الفنان القدير  محمد بنجدي  من خلال حفل افتتاح المهرجان  كما تقام  كل يوم مائدة حوار حول 
قانون الفنان والمهن الفنية  بين التنزيل والتفعيل  وذلك من خلال التواصل بين فنانين المسرح والشباب من الجمهور والمهتمين والدارسين للمسرح  
كما تشترك في هذا المهرجان سلطنة عمان بفرقة مسرح الطموح وعرض مسرحية" بيت القصيد" 
وايضا تشترك دولة السودان   وفرقتها المسرحية اهالينا الثقافية الفنية بالخرطوم  بالعرض المسرحي  
" وجع الذاكرة  "  
ووايضا تشترك دولة الجزائر  بفرقتها جمعية محفوظ الظواهري  بمليانة بالعرض المسرحي "سقوط حر "  
وتشترك مدينة فاس بفرقتها نادي المرأة للمسرح بمسرحية " ليام اليام "  
وفرقة فضاء الفنانين المبدعين بوجدة بالعرض المسرحي " بيت القصيد "  
فرقة مسرحكم الناظور  بالعرض المسرحي  " هذا ضاي ضاي "  و " وان مان شو " للفنان  حفيظ بدري  
اما العروض التي يستضيفها مركز  شباب ابن سينا  وهم ٣  عروض مسرحية  
فرقه جمعية مبادرة فاعل خير بوجدة والتي سوف تعرض لنا مسرحية " كائن يسرح في العدم "  
وفرقة جمعية التفاؤل  بوجدة  وعرضها المسرحي   " صياد النعام " 
فرقة  زيزي ابن عطية بوجدة والعرض المسرحي "  النمروود "   

الممثل نوزاد حاجى شوشة :سبل تقدم مسرح الأطفال كثيرة منها الاهتمام بالمسرح المدرسي

مجلة الفنون المسرحية

الممثل  نوزاد حاجى شوشة : سبل تقدم مسرح الأطفال كثيرة منها الاهتمام بالمسرح المدرسي  

 حاورته : جيهان شيركو 


ولد الفنان  ( نوزاد ازاد علي ) الملقب  ب(نوزاد حاجى شوشه) في مدينة  أربيل عام 1975 ، تخرج من معهد الفنون الجميلة  قسم المسرح \ أربيل في عام 1999 وكلية التربية جامعة صلاح الدين \ أربيل في عام 2016 ، و حاليا رئيس قسم المسرح في النشاط المدرسي في أربيل .

ويعد ممثل مسرح الاطفال ( نوزاد حاجى شوشة ) واحدا من المهتمين بالأطفال وببرامجهم المتنوعة من كل الفئات ، وبحكم وظيقته رئيس قسم المسرح في النشاط المدرسي في أربيل كرس كل حياته للأطفال الغناء وعروض مسرحية حية ومقدم برامج اطفال وغيره ، تراه متواجدا في جميع الاحتفالات والمناسبات مع شخصية قرقوش ونونو ومستمر في تقديم برنامج عالم نونو على قناة  جيهان ولمعرفة المزيد عن هذا الفنان قمنا بهذا الحوارالشيق وقد أجاب على اسئلتنا مشكورا  :

   استاذ نوزاد لوسمحتم  حدثنا عن بداياتك الفنية  ؟ وكيف تعلمت فن التمثيل  والممثل الذي تأثرت به  ؟

كنت احب التمثيل منذ الصغر وقد كنت اشارك  مع مجموعة من الاصدقاء في المناسبات المدرسة والاحتفالات التي كانت تقام في اعياد نوروز  والسبب الرئيسي عشقي للفن  يعود لجارنا مغني الاطفال المشهور الاستاذ صلاح محمد الملقب (عم عولا)  كان له الدور الكبيرفي تنمية مواهبي  الفنية فضلا عن كوني  متابعا شغوفا للتلفزيون وخاصتا برامج الأطفال والافلام والمسلسلات ...

 ما تأثيرمعهد الفنون الجميلة في  تطوير موهبتك ؟

  للمعهد دور كبير في تقدم هوايتي  للفن وخاصتا قسم المسرح  فقد تعلمت التمثيل  من اساتذتي  وكان لهم الدور الكبير في ذلك  وحتى الأن عندما  امثل معهم  انا اعد  تلميذا  امامهم   .  

كيف ترى مستوى مسرح الطفل في كوردستان ؟ وسبل تقدم هذا المسرح؟

وضع مسرح الطفل كمسرح الكبار ان لم يكن اسوء ضعيف جدا لأننا  لا نملك فرقة خاصا بمسرح الاطفال تشارك شهريا في عروض مسرحية  مستمرة في المسارح .
وسبل تقدم مسرح الأطفال كثيرة منها الاهتمام بالمسرح المدرسي  لتنمية موهبة  التمثيل لدى الطلاب خاصتا لوكان مدرس المادة متخصص مسرحي  ، واتمنى الاهتمام اكثر بحصة مادة الفنون في المدارس  لأننا كما نعلم في أقليم كوردستان مادة الفنون تدرس الموسيقى والرسم لا يتضمن المسرح لأنها غير مدرجة في المناهج حتى لو كانت هناك موهبة في التمثيل المدرس لا يستطيع ان يشرح طرق التمثيل او المسرح لهذا نتمنى معالجة هذة المشكلة  من قبل وزارة التربية  .

استاذ نوزاد .. ايهما تراه مؤثرا  اكثر في المسرح ان يمثل الصغار للصغار او الكبار للصغار ؟

نعم ... انواع مسرح الطفل عديدة منها  مسرح الصغار للصغار ومسرح الكبار للصغار ومسرح الكبار والصغار للصغار وانا حسب تجربتي الشخصية مع مسرح الأطفال طيلة هذه السنين أفضل مسرح الكبار والصغار للصغار لأن في هذا النوع يوجد العنصرين  كلاهما  يستطيع احدهما بتقريب المعلومة إلى ذهن الطفل  .

 وما قصة لقب حاجي شوشة   ؟

نعم .. انه اسم جدتي ام والدي رحمها الله كانت امرأة مشهورة الكل يحترمها ويقدرها  ظل اسمها  يطلق عليا منذ الصغرو انا اعتز به كثيرا .

عوضا عن مسرح الاطفال انت تعمل في التلفزيون ولديك برامج خاصة للأطفال الى اي حد  
      تهتم قنوات  التلفزيون ببرامج الاطفال ؟

نعم ... هناك اهتمام واضح كما نرى برامج متنوعة للأطفال في كل القنوات المحلية والفظائية  بل هناك قنوات مخصصة للأطفال والتي نرى تأثيرها على الأطفال بل الكبار ايضا اصبحو متابعين  .

ما هي عدد الاغاني التي قدمتها  للأطفال ؟ وهل من اهتمام بغناء الأطفال  ؟

نعم .. يوجد لدية اكثر من  عشرين أغنية للأطفال عشرة مسجلة  .. يوجد  اهتمام بالاطفال الموهوبين في الغناء وخاصتا في  النشاط المدرسي في أربيل ولاكن هذا الاهتمام ليس من مستوى وطموح الاطفال الموهوبين نتمنى الاهتمام اكثر .

 هل هناك مخرجين مسرح اطفال  ؟
   مع الاسف .. لا يوجد لدينا مخرج متخصص بمسرح الاطفال ونتمنى في القريب ان نرى مخرج مسرح أطفال .

 الاوبريتات والمسرحيات التي كتبتها للأطفال  ؟

نعم ... اشتركت في جميع المهرجانات والكرنفالات و كتبت واخرجت اكثر من 35 مسرحية و اوبريت للأطفال منها : الاطفال والعمل ، الجريدة ، نوروز ، ابن البيشمركه ، الطالب الذكي ، الخروج ، الفواكه ، فيسبوك ، غرس الشجرة ، الحاكم ، الطبيب والمريض ، حميد بك ، العصفور والوردة ...

استاذ نوزاد  في ختام حوارنا ماهي  اهم الاعمال الدرامية والمسرحية التي شاركت فيها ؟

  نعم .... لدية العديد من الأعمال الدرامية منها: ( رعب وحب ) من تأليف واخراج رفيق نوري حنا ، (اليوم السابع ) ايفان ناصرحسن ، (26 كولان ) زيلوان طاهر ، (الموت، الوصية) تأليف واخراج كريم بايز ، راشمون ( رايونوسوكي اكوتاجاوا ) .
 والعديد من الاعمال المسرحية منها : (دائرة الطباشير القوقازية ) كتابة بريخت للمخرج ارسلان درويش ،( ساحة الديمقراطية  ) كتابة ازاد حمه شريف للمخرج زيلوان طاهر ، (الحذاء ) كتابة هيرش عبدالوهاب للمخرج عبدالخالق جودت . 





"بردة البوصيري " اوبريت مسرحي غنائي مصري علي مسرح اوبرا سلطنة عمان

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption