أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 14 سبتمبر 2017

ظافر غريسة.. موسيقى مع السجناء

مجلة الفنون المسرحية

ظافر غريسة.. موسيقى مع السجناء 

تونس - العربي الجديد

كان آخر أعمال المسرحي التونسي ظافر غريسة بعنوان "المتاهة" (أوّل عرض في آذار/ مارس 2017)، وفيه تطرّق إلى ثيمة السجن والسجناء. في سهرة الليلة ضمن "مهرجان بنزرت الدولي"، يقدّم غريسة عرضاً جديداً، موسيقياً بالأساس، يتطرّق إلى نفس الثيمة، هذه المرّة مؤدّوه من سجناء "برج الرومي".
لا يزال اسم هذا السجن مرتبطاً في المخيال الجمعي بشهادات حول قسوة ظروفه، من زمن الاستعمار إلى ممارسات الدكتاتورية ضدّ المعارضين، رغم أن الوضع تغيّر إلى حدّ كبير، لكن يبقى السجين موضوعاً إشكالياً يريد صاحب "فوضى" العودة إليه مجدّداً.
يقول المخرج التونسي في حديث لـ "العربي الجديد": "أتت فكرته من خلال زيارات لمختلف السجون التونسية، باعتباري منتمياً إلى "المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب". كثيراً ما سمعت غناء السجناء في مقابل نقص في الأنشطة الثقافية. من هنا حاولت إقناع المشرفين على السجن بإنشاء نشاط موسيقي داخله، ثم طرحت فكرة تقديم عرض خارج أسواره، وقد وجدت تعاوناً من الإدارة".
عن إعداد العرض، يقول "تمّ الاتفاق على تمكين هؤلاء الفنانين السجناء كما أسميهم من تقديم العرض، ومنذ شهرين شرعنا في التمارين داخل السجن بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع حسب الظروف".
ويضيف "اختيار المساجين لتقديم عرض ضمن مهرجان دولي هو عمل إنساني بالأساس، كما أن له بعداً مواطنياً، إذ إنني أؤمن بنظرية المواطن السجين، أي أن السجين يظلّ مواطناً حتى وهو مسلوب الحرية، وأعتقد أن إخراج فرقة كاملة تحتوي على 11 سجيناً لتأثيث عرض موسيقي خارج أسوار السجن تعبير عن ذلك، وهي بادرة لم تحدث من قبل".
يشير غريسة إلى أن هذا العرض "هو استمرارية لطرح كان مضمّناً في مسرحية "المتاهة"، من خلال التأكيد على ضرورة مراجعة المنظومة السجنية وتوعية المواطن الحر بقضية المواطن السجين"، ويختم بالقول "هي محاولات متتالية تارة بالمسرح وطوراً بالموسيقى أو بالسينما لتغيير نظرة مجتمع يرفض إعادة إدماج السجناء داخله، فيعودون إلى انحرافهم ونظلّ جميعاً في نفس الدائرة المفرغة".

"القاهرة للمسرح التجريبي": تركيز على الورشة

"المونديال المغاربي للمونودراما": محاولة أولى طرابلس - العربي الجديد

مسرحية نعش تنعش الإبداع المسرحي في سوق عكاظ

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية نعش تنعش الإبداع المسرحي في سوق عكاظ

فالح القثامي - صحيفة مكة 

لم تتسع قاعة مسابقة عكاظ للإبداع المسرحي لحضور عرض مسرحية «نعش» التي قدمها النادي المسرحي بجامعة الطائف، وهي من تأليف إبراهيم الحارثي وإخراج مساعد الزهراني، حيث شهدت حضورا كثيفا من محبي المسرح الذين ظل بعضهم واقفين طيلة العرض.

وتدور أحداث المسرحية حول مجموعة من الأشخاص الذين تجمعهم هوية الموت، وتتداخل قصصهم في قالب لشرح تفاصيل انتقالهم إلى محطتهم الأخيرة، مع مناقشة عدد من القضايا، وبحثوا في كل مكان عن من يدفنهم، فتصل بهم الأزمة إلى قرارهم بأن يدفنوا أنفسهم.

ويتمثل العرض في أصوات الشخصيات التي تحكي انصهارهم في وجع الوقت، وكيفية استطاعتهم في التخلص من كل قبحهم ووجعهم وانطلاقهم إلى محطة أخيرة، إلا أن الموت تحول إلى سراب لأنهم لم يجدوا من يدفنهم، فيقرروا بعد ذلك العودة للحياة مجددا.

وفي الندوة التطبيقية التي تلت العرض، وأدارها الكاتب عبدالعزيز الصقعبي قال الفنان راشد الورثان «الليلة مميزة بعرض مميز، ونص المسرحية من النصوص المستفزة، فكرته رائعة وتنامت مع وجود مخرج رائع، الكاتب اختلف مع نص الكاتب الأمريكي أروين شو في ثورة الموتى، ويتقاطع مع نص مسرحية القصة الأخيرة للكاتب سعدالله ونوس، في كلا النصين كانوا لا يريدون الحياة، وفي هذا النص كانوا يريدون الحياة، موتى يبحثون عن الخلاص، ينتظرون من يدفنهم، ومع طول الانتظار يريدون دفن أوجاعهم».

وتابع «في هذا العرض استطعنا وللمرة الأولى أن نرى خشبة المسرح كاملة، والفضاء المسرحي بكل أبعاده، واستطاع مخرج العرض أن يقول لنا أين سنكون من خلال المؤثرات الصوتية، وأن يمسك بزمام الأمور من البداية إلى النهاية، ويقرأ ما بين السطور، الملابس كانت مناسبة جدا، الممثلون رائعون ومخارج الحروف والنطق سليمان».

فيما أشاد المخرج المسرحي التونسي يوسف البحري بالمسرحية وقال «هذه ليست مجرد مسرحية، هي سابقة في المسرح السعودي أن تسهم الجامعة في نجاحها»، مشيرا إلى أن هذه المسرحية نموذجية، وهو ما يحمل جامعة الطائف مسؤولية كبرى في نقل تجربتها إلى بقية الجامعات السعودية.

فردوس عبد الحميد: أتمنى إعادة عرض مسرحية "محمد"

الأربعاء، 13 سبتمبر 2017

انطلاق الدورة السادسة من مهرجان مشكال المسرحي في بيروت

مجلة الفنون المسرحية


انطلاق الدورة السادسة من مهرجان مشكال المسرحي في بيروت

متابعة –AFNS  

  انطلقت الدورة السادسة من مهرجان مشكال الفني المسرحي من شارع بليس في قلب بيروت، على صوت موسيقى القرب لفرقة أطفال الصمود بمسيرة موسيقية وفنية جابت مساء بيروت، حيث قطعت المزيد من الاحياء، لينضم اليها الكثير من المارة، باتجاه  شارع الحمرا، حتى وصلوا إلى مسرح المدينة حيث تقام احتفاليات افتتاح  هذا الملتقى. وواصلت فرق العزف اداءها حتى بلوغهم خشبة المسرح ، حيث استقبلهم وشكرهم منسق المهرجان عوض عوض وشكر جميع العاملين في المسرح وخاصة نضال الأشقر التي ترعى المهرجان وتشرف على برامجه المتنوعة.

وكان ان افتتحت العروض  بمسرحية طائر النورس إخراج عوض عوض مع عرض موسيقي حي،  اذ تناولت فكرة هجرة الشباب. والمسرحية مستوحاة من أمام باب السفارة لنضال الأشقر.

ثم افتتح معرض الفن التشكيلي في قاعة نهى الراضي، وضم ما يزيد عن ثلاثين لوحة وعملا فنيا.

ويوجه هذا الحدث الفني تحية إلى المخرج اللبناني الراحل جان شمعون (1944 ــ 2017) بعد قرابة  شهر على رحيله.

ويعرف جان خليل شمعون كمخرج سينمائي لبناني ملتزم.  

ينتمي إلى الجيل المؤسس للسينما اللبنانية الجديدة، أي جيل برهان علوية ومارون بغدادي . اخرج جان شمعون وأنتج مع زوجته السينمائية مي المصري مجموعة من الأفلام التي نالت الكثير من الجوائز العالمية وعرضت في أكثر من مئة بلد في العالم.

وقد نال جان شمعون جائزة “لوكينو فيسكونتي” الإيطالية عن مجمل أعماله.

ويستعيد الملتقى هذا العام أربعة من أفلامه، منها تلك التي أنجزها مع مي المصري مثل أحلام معلّقة (1992) طيف المدينة (2000)، وبيروت، جيل الحرب (1989)، وأرض النساء (2004). كما يؤمن مشكال أيضاً فرصة للتعرف إلى آخر إنتاجات الشباب وطلاب الجامعات اللبنانية، من خلال عروض لـ 13 فيلماً قصيرا، إلى جانب 6 أعمال مسرحية وأدائية من لبنان وسوريا هي طيور النورس (مساء اليوم)، وسير سورية (6/9)، وThe Sundayers Present ،(9/7 والشباك (8/9)، والسرير الطابقي» (8/9) والزير سالم (9/9).

كما يتضمن المنهاج  ورش عمل متنوعة في الفلامنكو مع رمزي إدلبي (6/9)، والمسرح الوثائقي والتواصل المسجل مع سحر عساف (7/9)، وفي الرقص الشرقي مع زي خولي (8/9)، وورشة غنائية بعنوان الصوت (9/9) مع السوبرانو اللبنانية غادة غانم.

يحتضن مسرح المدينة أيضاً، مواعيد موسيقية مع(Fadi & the band)، وفرقة ن، إلى جانب فرقة الصعاليك التي تختتم بها فعاليات المهرجان.

مختبر السرديات الأردني يحتفي بغنام غنام كاتبًا ومسرحيًا

مجلة الفنون المسرحية

مختبر السرديات الأردني يحتفي بغنام غنام كاتبًا ومسرحيًا

اقام مختبر السرديات الأردني ندوةً احتفت بتجربة الكاتب والمسرحي غنام غنام، شارك فيها كلّ من د.مخلد الزيودي ود.صبحة علقم ونصر الزعبي، وأدارها رئيس المختبر مفلح العدوان.
وعاينت علقم حضور السرد في مسرحيات غنام، موضحةً أن هذا الكاتب والفنان يعدّ من أبرز المسرحيين العرب الذين تضمنت نصوصهم المسرحية مظاهر سردية متنوعة، كالحكي عبر استرجاع وقائع وأحداث ماضية أو بصيغ استباقية، أو المناجاة، أو البوح والاعتراف.
وتوقفت علقم عند نصَّين لغنام هما “سأموت في المنفى” و”صفير في الرأس”، موضحةً أنهما يندرجان ضمن “مسرح المقاومة”، وينطويان على “نوستالجيا” عالية.
ورأت أن نص “سأموت في المنفى” أقرب إلى المونودراما، لكن ليس بمعنى دراما الشخصية الواحدة، وذلك لوجود شخصيات وأصوات عديدة فيه يؤديها ممثل واحد على الخشبة، مشيرة إلى أن غنام تولى في هذا العرض بثلاث وظائف: الكاتب، والراوي، والبطل. ولهذا فإن ما يسرده ويؤديه إنما يكون من منظوره أو وجهة نظره، فهو العالم بكل شيء عن الشخصيات التي تدير الأحداث، واصفة هذا النوع من التجارب المسرحية بـ “السيرة الدرامية” على غرار ما يُعرف بـ”السيرة الروائية”.
واستعرضت علقم المظاهر السردية في هذا النص؛ والتي جاءت في أربعة أنواع: السرد الاستهلالي، والسرد الاسترجاعي، والسرد المناجاتي (بما فيه البوح والاعتراف)، والسرد الاستباقي.
أما نص “صفير في الرأس” فرأت علقم أن أول مظاهر السرد فيه يتمثل بمناجاة شخصية البطل للذات الإلهية، مكررًا إياها بصيغ مختلفة في طريقه إلى القدس بعد أن أدى صلاته، تأكيدًا لمكانة القدس ورمزيتها لدى الشعب الفلسطيني. وبينت أن الكاتب مزج في هذا النص بين السردَين الاستباقي والاسترجاعي، وأن الحوارات فيه تندرج ضمن مستويات تتراوح بين الفصيحة، والدارجة الفلسطينية، مع استعمال بعض المفردات بالعبرية، ومقطع باللغة الفرنسية للضرورة الدرامية.
ووضحت علقم في ورقتها أن حضور السرد في البناء الدرامي لهذين النصَّين يسمح بالتوقف عند الأحداث والتعليق عليها، إضافة إلى تقديم الأحداث ضمن امتداد زمني، مع تبيان أنها جرت في الماضي، وذلك على غرار ما يتيحه السرد في المسرح الملحمي.
وقالت إن ما يجمع بين المظاهر السردية في النصَّين هو أنها غير متسلسلة، أيْ لا تقوم على نظام خطّي واضح ضمن تصور الزمن، أو التدرج في وقوع الأحداث، بل إنها متقطعة، وتعتمد على الاسترجاع والتلخيص والحذف. وإن الكاتب غنام كثيرًا ما يقطع الحكي بحوارات مع شخصيات أخرى، وبإلقاء الشعر والغناء. ولأنه ذو خبرة وتجربة ثرية في الممارسة المسرحية، إخراجًا وتمثيلًا، فقد اتسمت معظم المقاطع السردية بطابع ديناميكي، واضطلعت بوظيفة تكثيفية، وأسهمت في تشكيل وعي المتلقي.
من جهته، قال الناقد والمخرج المسرحي د.مخلد الزيودي في ورقته التي حملت عنوان “الحائك الماهر” إن من يريد أن يعرف سيرة غنام الذاتية، مدعوّ لمشاهدة تجربته المسرحية الأخيرة “سأموت في المنفى”، وهي عرض يختزل عبثية الحياة وقسوتها، ويحمل في طياته نبوءة سوداوية يمكن التعامل معها بوصفها كابوسًا داهم غنام ذات ليلة ليُلقي بجثته في المقبرة، ويجري بنفسه مراسيمَ دفنه وتلقينه، إلى جوار قبر شقيقه وجوار آلاف الشواهد التي تحمل أسماء مدن فلسطين وقراها.
ووضح الزيودي أن المسرح كما يراه غنام هو “فن من ابتكار فرد واحد”، ليتتبّع بذلك خُطى سوفوكليس، وشكسبير، وموليير، وبريخت، ومارون النقاش، وأبو خليل القباني. وأشار إلى أن الفرد المبدع يحتاج ليحقق مشروعه، الحضور الفعّال والمؤازرة الخلاّقة لمجموعة من الأفراد يتوحّد فيها الجميع وصولًا إلى اللحظة التي يتحول فيها المتفرج (الفرد المتعدد) من حشد إلى جمهور يكون متوحّدًا بافتراض مسبق مع كل ما يتطلبه ذلك من حِيَل ليصبح المسرح أداة بإمكانها توحيد التناقضات.
وقال الزيودي إن الفن الذي يبتكره فرد واحد تجلّت نزعته عند غنام في اتجاهين، يتمثل الاتجاه الأول بعروض المجموعة الخلّاقة التي يَظهر غنام “الفرد” من بينها كاتبًا أو ممثلًا أو مخرجًا أو راويًا أو منشدًا، أو صاحب دور يتكون من أدوار عدة. أما الاتجاه الثاني فيتمثل في عروض المونودراما التي قدمها غنام معلنًا استقلاله المؤقت عن المجموعة، لا ليختبر قدرته كفرد خارجها، بل ليختلي مع نفسه بوصفه صانعَ عرض ليجرّب في “غير المُجرَّب” وليتحمّل وحده مسؤولية التجرّبة/ العرض.
وتوقف الزيودي عند سمات منهج وأسلوب غنام في توظيفه لعناصر العرض المسرحي، موضحًا أن غنام تخلى عن نص المؤلف الجاهز، لصالح نص العرض كما يراه المخرج وفريقه المسرحي كمتتالية بصرية مكتملة العناصر بألوانها وشخوصها وإيقاعاتها والإرشادات المسرحية التفصيلية. ولذلك كتب غنام -بوصفه مخرجًا- نصَّ العرض الذي يريده هو لا ما يريده سواه، رغم اعتماده نظام الورشة لفريق العمل وصولًا إلى التوافق على المسوّدة الأولى للعرض.
وأضاف أن انخراط غنام في مشروع البحث عن صيغ جديدة للمسرح العربي الخالص شكلًا ومضمونًا، جعله يكتب نصه المسرحي الجاهز للتنفيذ (نص العرض) منطلقًا من أصل الحكاية مهما ابتعد بلعبته في الإطار العام للنص مستفيدًا من طريقة “المونتاج” في الانتقال من موقع لآخر. وقد تجلّى ذلك بوضوح في نص “الزير سالم” ونص “كأنك يا أبو زيد”، وكذلك في عروض المونودراما التي قدمها غنام لاحقًا.
وأكد أن غنام يقدم مسرحًا ينحّي المؤلف جانبًا لصالح المخرج، ويرفض أن يكون المسرح مجرد انعكاس مادي للنص، منطلقًا من أن الإخراج هو التجسيد المرئي التشكيلي للكلمة، بوصفه لغة كل ما يمكن أن يُقال.
ورأى أن نص العرض عند غنام جاء متأثرًا بالتجارب المسرحية العالمية التي جاءت رد فعل على الفوضى التي اجتاحت أوروبا في مطلع القرن العشرين وكان أبرزها تجارب بريخت (المسرح الملحمي)، وتجارب مسرح “آرتو” التي سبقت ذلك وقامت على فكرة “نسف النص وتحطيمه” استجابةً للرغبة الملحّة في العودة بالمسرح إلى منابعه الأصيلة والاحتفالات الطقسية القديمة، والتحرر من الكلمة التي أثقلت كاهله؛ والتركيز على الحركة ولغة الجسد.
وبيّن أن غنام غالبًا ما يوظّف أدوات سردية وليست درامية، مثل الروايات والأشعار والنصوص غير المبنية على أسس درامية، لذلك يعتمد على دور السارد كمسؤول عن إخبار الجمهور شارحًا الأحداث مباشرة. وقد تجلى ذلك في معظم العروض، وخصوصًا تلك التي اتكأت على الموروث والقصص الشعبي والمونودراما. وهذا ما يفسر حضور الموسيقى كعنصر أساسي في أعمال غنام الذي أَول التأليف الموسيقي أهمية كبيرة وفق مفهوم “المجموعة الخلّاقة”، بدءًا من كتابة الكلمات مرورًا بالتأليف والتلحين وانتهاء بالأداء الحي المباشر على خشبة المسرح وتوظيف الكورال والرقصات، وبالاعتماد على قوالب لحنية وثيمات تراثية جاهزة وأغانٍ معاصرة تم توظيفها للضرورة الدرامية بعيدًا عن الارتجال أو المجانية.
ولفت الزيودي إلى أن غنام تنبّه إلى ضرورة إيجاد فضاءات بديلة لتقديم العرض المسرحي لسببين؛ يرتبط الأول بالبنية التحتية لدور العرض؛ فيما يرتبط الثاني بمفهوم رسالة المسرح بوصفه فنا يجب أن يذهب للناس لا ان يأتي الناس إليه. لذلك وظّف غنام سيكولوجية الحشود/ الجمهور وطريقة ومناسبة حضورها وتجمّعها في بيئتها وثقافتها مطوّعًا بيئة العرض لتنسجم وتتوافق مع بيئة هذا الجمهور وطبيعته، فيصبح الجمهور في عروض غنام محاطًا بالفعل والتجربة المسرحية بحيث يكون غير قادر على التمييز بين الواقع والوهم، ويبدو أن هذه الطريقة هي الوحيدة التي يرى غنام أن المسرح يحقق من خلالها أثره التطهيري المطلوب.
وأكد الزيودي أن الممثل عنصر أساسي في العرض المسرحي عند غنام، إذ يعوّل عليه لترجمة الأفكار والرؤى التي يحملها العرض في ظل استغناء غنام عن معظم عناصر العرض الأخرى، لذلك يلعب الممثل الواحد أدوارًا متعددة ومركبة في العرض الواحد، جامعًا بين العازف والمغني والراقص والتقني الذي يبدل مفردات الديكور والإكسسوار حتى غدا الممثل ولعبة التمثيل مصدر غواية بالنسبة لغنام، حفزته ليستأثر بالعرض المسرحي كاملًا من خلال المونودراما.
وبشأن موضوعات المونودراما عند غنام، رأى الزيودي أنها مأساوية الطابع، ناتجة عن تجربة ذاتية مريرة، ولهذا يطرح من خلالها الأسئلة المصيرية والوجودية. أما الزمن عنده فمتعدد المستويات، وللزمن الحاضر النصيب الأكبر بوصفة نتيجة للزمن الماضي، ويمكن أن تختلط المستويات دون تسلسل منطقي، بالنظر إلى أن الشخصية عنده تستحضر الأمكنة وملامحها خلال عملية التداعيات والاسترجاع، ولذلك تميل لغة الحوار في نصوصه إلى السرد من خلال توظيف صيغة الفعل الماضي، لأنها مفتاح مهم بالنسبة له لتداعي الأفكار من أجل ضمان استمرارية الحدث الدرامي وتناميه لتأجيج الصراع.
وخلص الزيودي إلى أن غنام حقق شرط “الفنان الشامل” واستحق لقب “رجل المسرح”، واصفًا إياه بـ”حائك ماهر يعمل بيده؛ يستخدم الإبرة والخيط رغم تطوّر أدوات الحياكة المعاصرة وتوفرها”.
وشارك في الندوة أيضًا، المؤلف والباحث الموسيقي نصر الزعبي، الذي قدم مقطوعات غنائية وموسيقية بمصاحبة آلة العود أُعدّت لعروض مسرحية مختلفة، كما قدم غنام غنام مشاهدَ من عرضه الشهير “سأموت في المنفى”.

المصدر : الوطن

عروض مسرحية عن منطقة سنجار أبطالها أطفال أيزيديون

مجلة الفنون المسرحية

 عروض مسرحية  عن منطقة سنجار أبطالها أطفال أيزيديون


راديو سوا :

قدم أطفال أيزيديون عروضا مسرحية وفنية في مخيم شاريا جنوب محافظة دهوك، لتجسيد واقع الأطفال في مناطق سنجار، بعدما اجتاحه مسلحو داعش صيف عام 2014.

وقد خضع الأطفال النازحون الذين قدموا عروضا مسرحية ومعارض تشكيلية وأعمالا يدوية لدورات فنية وثقافية أقامتها مؤسسة سنجار للتنمية البشرية في المخيم. 

رسمت الطفلة النازحة نادية لوحات فنية لتثقيف الأطفال في المخيمات، أما كاترينا فقد خاطت ملابس للأطفال وأنجزت أعمالا يدوية أخرى. 

وكان حوالي 500 ألف أيزيدي يعيشون في سنجار قبل آب/أغسطس 2014، يعمل غالبيتهم في الزراعة، لكن داعش تسبب في نزوح حوالي 360 ألفا إلى إقليم كردستان العراق، بينما هاجر نحو 90 ألفا إلى الخارج. 

وارتكب داعش فظائع بحق السكان وغالبيتهم من الطائفة الأيزيدية، إلى جانب قيامه بتفجير غالبية مباني المدينة. ومارس سياسة التنكيل والسبي بحق النساء والفتيات الصغيرات اللواتي كن أكثر المتضررات. 

وقد اعادت العروض المسرحية البهجة والفرح في نفوس الأطفال .

مهرجان (ليالي مسرحية كوميدية) يستذكر أعمال المبدعين الراحلين عبدالرضا والرشود

مجلة الفنون المسرحية

مهرجان (ليالي مسرحية كوميدية) يستذكر أعمال المبدعين الراحلين عبدالرضا والرشود 

الكويت - كونا

مستذكرا إبداعات المسرح الكوميدي الكويتي على خشبة (أبي الفنون) أبرز مهرجان (ليالي مسرحية كوميدية) في نسخته الثانية مساء أمس الاثنين أعمال الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا والكاتب الراحل محمد الرشود اللذين تركا بصمتيهما الواضحة في كوميديا المسرح والفن.
فعلى خشبة مسرح الدسمة قدمت مساء أمس فرقة مسرح الخليج العربي مقتطفات من الأعمال المسرحية الكوميدية للكاتب الرشود مثل (الكرة مدورة) و(لولاكي) و(انتخبوا أم علي) و(يا معيريس) و(حب في الفلوجة) وذلك من خلال عرض مسرحي بعنوان (جاري العرض) قدمته الفرقة برئاسة المخرج ميثم بدر.
ولم يغفل المهرجان عن الدور الكبير للفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا حيث استذكره كذلك بوقفة حداد خلال الافتتاح ومن خلال كتيب المهرجان.
وقال الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الدكتور بدر الدويش في كلمته خلال الافتتاح إن المهرجان اختار الفنان الكوميدي طارق العلي (شخصية المهرجان) هذا العام تقديرا لمسيرته الفنية الزاخرة في مجال الكوميديا.
وأضاف الدويش أن مهرجان هذا العام يهدف إلى تقديم العروض الكوميدية الخفيفة التي يمكن من خلالها التوجه إلى القطاع العريض من الجمهور الذي يميل ويقبل على هذه النوعية من العروض ويعتبرها أساسية في المسرح.
وأوضح أن المجلس الوطني يمثل الحاضنة الأساسية للابداع الفني والثقافي والأدبي والمسرحي حيث تحرص إدارة المسرح على مجموعة من المواعيد المسرحية التي باتت محطة حقيقية ذات حضور دائم عربيا وخليجيا ومحليا مثل مهرجان الكويت المسرحي الذي بات من أهم مهرجانات المسرح في العالم العربي.
من جانبه أشاد الفنان طارق العلي في كلمته بجهود المجلس الوطني للثقافة والآداب وكل من ساهم وعمل على إنجاح هذا المهرجان المميز معربا عن سعادته باختياره شخصية المهرجان لهذا العام وبهذا التكريم.
واستذكر العلي فضل ومحبة جمهوره على مدى أعوام مؤكدا على مواصلة مسيرة من "سبقونا في مجال الكوميديا وتقديم جزء مما قدمه من كانوا قبلنا مثل عملاق الكوميديا الفنان عبدالحسين عبدالرضا والكاتب في مجال الكوميديا محمد الرشود".
بدوره قال مدير المهرجان عبدالكريم الهاجري في تصريح صحافي بهذه المناسبة إن مهرجان هذا العام يقدم إبداعات المسرح الكوميدي الكويتي من خلال استضافة أربع فرق مسرحية ستقدم الكوميديا الهادفة وستكون هناك مادة ثقافية تضاهي مثيلاتها من المسرح العالمي.
وأضاف الهاجري أن هناك خمسة عروض بدأت بعرض الافتتاح أمس بعنوان (جاري العرض) لفرقة مسرح الخليج العربي وبعده العرض المسرحي (القرينية) لفرقة المسرح الشعبي وكذلك العرض المسرحي (الشاليه) لشركة مايندز للانتاج الفني والعرض الرابع مسرحية (نهيق الأسود) للمسرح الكويتي وأخيرا العرض المسرحي (فرحة ما تمت) لمؤسسة (باك ستيج غروب) للانتاج الفني.
ويستمر المهرجان حتى 19 سبتمبر الجاري ويقام برعاية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الإعلام بالوكالة رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح. 

الورش الإبداعية بديلة أم منافسة لمعاهد الفنون

مجلة الفنون المسرحية

الورش الإبداعية بديلة أم منافسة لمعاهد الفنون

محمد أحمد حسين - العرب 

هل أنت شخص موهوب حقا؟ وإن كنت موهوبا هل هناك مَن يساعدك ولديه القدرة على صقل موهبتك وتطويرها لتصبح محترفا؟ وأين ستجد المساحة الكافية لإظهار هذه الموهبة؟ الكثير ممن يمتلكون الموهبة في مصر تراودهم هذه الأسئلة، التي قد تمثل للبعض منهم سدودا وعوائق في طريق تحقيق أحلامهم، وفي مجال التمثيل خاصة قد يجد أغلب من يتلمسون خطواتهم الأولى صعوبة في ذلك، ما يدفع بعضهم إلى التخلي عن أحلامهم ومواهبهم.

في العقود الماضية لم يكن أمام الأشخاص ذوي الموهبة في مجال التمثيل في مصر سوى مسرح الجامعة أو معهد الفنون المسرحية، اللذين أخرجا عددا كبيرا من النجوم التي استحقت أن تحتل مكانة مميزة بين الصفوف الأولى في عالم التمثيل مثل أحمد السقا، ومحمد سعد، وإلهام شاهين، وشريف سلامة وغيرهم، ولكن في الآونة الأخيرة ظهر على الساحة عدد من ورش إعداد الممثل، التي أثبتت وجودها بشكل ملحوظ وفتحت المجال للعديد من الموهوبين في مجال التمثيل ليطلقوا العنان لموهبتهم، ويظهروها إلى النور.


جدارة الموهبة

تسعى ورش التمثيل إلى اكتشاف وصقل المهارات الإبداعية، من خلال تدريبات مكثفة تقوم بتعليم المشتركين في الورشة قواعد ومهارات التمثيل والارتجال المسرحي، وهذه الورش غير مقتصرة على التمثيل فقط إنما تقوم بتعليم الإخراج المسرحي والتصوير الفوتوغرافي والتأليف المسرحي أيضا، إلى أن أصبحت هذه الورش قبلة للموهوبين في الفترة الأخيرة، وقد أثمرت هذه الورش فنانين استطاعوا أن ينجحوا في عالم الاحتراف، ومنهم مثلا نضال الشافعي، وسامح حسين، وإيمان السيد، وياسر الطوبجي، ومحمد فراج، وأحمد سعد ميشو وغيرهم. وذلك من خلال ظهورهم في مسرحيات قدمتها هذه الورش، التي قام المخرجون والمنتجون بحضور عروضها واكتشافهم، وإتاحة الفرص لهم للمشاركة في أعمال أخرى.

ومن أبرز المسرحيات التي أنتجتها ورش التمثيل مسرحية “قهوة سادة” التي نجحت نجاحا لافتا، وأشاد بها الكثير من النقاد والجمهور، ولكن مع تزايد عدد هذه الورش التي التزم البعض منها بإخراج مواهب حقيقية وممثلين جادين، هناك البعض الآخر الذي لا يتعامل مع الأمر بالجدية اللازمة ولا يولي القيمة الفنية أهمية.

يوضح خالد جلال، المخرج والمؤلف المسرحي، والمسؤول عن ورشة إعداد الممثل في مركز الإبداع في الأوبرا قائلا “إن الشباب يتجهون إلى ورش إعداد الممثل، لأنهم رأوا فيها بوابة يستطيعون من خلالها جني ثمار موهبتهم، وأيضا لأن القبول في هذه الورش يعتمد على مدى جدارة الموهبة، دون النظر إلى الوسائط أو ما شابه، وبذلك يتمكن الموهوبون الذين تم قبولهم في الورشة من تعلم فن الارتجال والغناء والرقص وفن الإلقاء والكثير من المهارات والتقنيات الأخرى الخاصة بفن التمثيل”.

يتابع جلال “بعد مجهود كبير تقوم به في الورشة خلال الدراسة تتم عملية تسويقية كاملة عن طريق دعوة المخرجين والمنتجين والفنانين الكبار حتى يشاهدوا المواهب الصاعدة وهم يقدمون موهبتهم، وبذلك يتم تواصل هؤلاء الموهوبين مع المجتمع الفني. ويوجد الآن الكثير من الورش الناجحة على الساحة مثل ورشة الأستاذ محمد عبدالهادي، وورشة الأستاذة مروة جبريل والأستاذ أكرم فريد وغيرهم. وهذا لا يمنع من وجود بعض الورش في القطاع الخاص التي اتخذت ورش إعداد الممثل وسيلة تجارية، بعضها يتاجر بعقول ومواهب الشباب، ولا ينظر سوى إلى الربح المادي”.

وينصح خالد جلال الشباب بأن يتجهوا إلى الأماكن الرسمية، ليستطيعوا أن ينمّوا مواهبهم ويطوروها، إلى أن تظهر بالشكل السليم.

ورش التمثيل تسعى إلى اكتشاف وصقل المهارات الإبداعية، من خلال تدريبات مكثفة تعلم المشتركين قواعد ومهارات التمثيل

الورشة أو المعهد

يقول الفنان الشاب محمد علي، أحد خريجي ورش إعداد الممثل وأحد أبطال مسرحية “قهوة سادة”، والذي ظهر على الساحة الفنية من خلال هذه المسرحية، “بدأت في كلية الآداب قسم مسرح بجامعة حلوان، ولكنها كانت تجربة منقوصة، لم تفدني بشكل كبير على أرض الواقع، فذهبت إلى ورشة الأستاذ خالد جلال في مركز الإبداع، وفعلا تعلمت الكثير من المهارات، فقد أتقنت مع التدريبات فن الإلقاء على المسرح وكيفية أداء الأغاني بشكل سليم، كما تعلمت الرقص والصوت والارتجال وانفتاح الخيال. هذه الورشة جعلت مني فنانا شاملا قادرا على أداء أي نوع من الأدوار”.

ويرى محمد علي أن سبب إقبال الموهوبين في مجال التمثيل على ورش إعداد الممثل أكثر من إقبالهم على معهد الفنون المسرحية هو أن المعهد لا يستقبل إلا أعدادا قليلة للغاية من الراغبين في تعلم التمثيل، فمن الممكن أن يتقدم أكثر من 1000 شخص للمعهد، ويتم قبول 25 فقط، كما أن المعهد، كما يقول، غير قادر على تسويق المواهب بالشكل الكافي لتظهر على الساحة الفنية، كما كان يفعل قبل ذلك.

ولكن في ورش إعداد الممثل يتم تقديم عرض كبير يأتي إليه كبار المخرجين والمنتجين والفنانين والإعلاميين ليكتشفوا المواهب الجديدة، ويستشهد محمد علي هنا بحضور الكثير من المنتجين والفنانين إلى ورشة التمثيل التي اشترك بها ومنهم شريف عرفة وأحمد مكي واختيارهم لعدد من المواهب لأعمالهم القادمة، كما أن المخرج عمرو عرفة قام باختياره هو شخصيا من خلال مشاهدته لعرض مسرحية “قهوة سادة”، علاوة على ذلك تقدم الورش جولات عربية تمكن من إثراء تجربة الفنان.

تقول دينا جمال، إحدى المتدربات في ورش إعداد الممثل “عانيت كثيرا حتى أتمكن من أن أُظهر موهبتي للمخرجين والمنتجين، وخلال سعيي إلى ذلك حاولت الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، لكنهم لم يختاروا سوى عدد قليل جدا من المتقدمين، ويقول البعض إنه تم قبول أغلبهم بناء على الواسطة والمحسوبية، وبعد أن تم رفض التحاقي بالمعهد، ذهبت إلى التقديم في ورشة إعداد الممثل لأن بها من المزايا ما هو غير متوافر في أماكن أخرى، فهي تعطي للممثل مجالا أكبر ومساحة أوسع للظهور، وبعد إتمام عملية الدراسة والتأهيل الكامل للممثل داخل الورشة، تتم عملية تسويق للفنان، وهذا من أهم الأهداف التي يسعى إليها أي شخص موهوب في مجال التمثيل وهو في بداية حياته العملية”.

معهد الفنون المسرحية لدارسي التمثيل أكثر منهجة وتنظيما في تقديم المادة العلمية، ولا يتوافر ذلك في الورش الخارجية
لكن من جانب آخر تخالف منى صادق، أستاذة في معهد الفنون المسرحية بالقاهرة، هذه الآراء قائلة “مازال المعهد هو القبلة الأولى والأخيرة للموهوبين، فهو يقوم على إعداد الممثل على أساس أكاديمي، ولست بذلك أنفي الدور الذي تقوم به الورش حاليا، ولكن يظل معهد الفنون المسرحية أكثر منهجَةً وتنظيما في تقديم المادة العلمية، ولا يتوافر ذلك في الورش الخارجية، وأنا أرى أن الكثير من ورش إعداد الممثل يتخذون الموضوع ‘سبوبة‘، فنسمع بأن البعض منهم ليسوا مختصين وهناك أسماء لا نعرف عنها شيئا، ولكن من يقومون بالتدريس في المعهد أسماء كبيرة ولها ثقلها مثل جلال الشرقاوي، وسناء شافع، وسميرة محسن، وأشرف ذكي، ومدحت الكاشف وغيرهم”.

أما عن قلة أعداد المقبولين في الدفعة الواحدة، فهذا يرجع، كما تلفت منى صادق، إلى اللائحة التي توصي بقبول حد أقصى لا يستطيع المعهد أن يتجاوزه، وترى صادق أن هذا في صالح الطالب فبذلك يستطيع أن يستفيد أكثر، كما أن المعهد لا يبخل على الطالب من الناحية التسويقية ففي نهاية العام تُقام حفلة التخرج، وهي بمثابة مهرجان تحضره نخبة كثيرة من المهتمين بالفن ومن خلالها تتاح للطالب فرصة للعمل والاحتراف.

ومن جهة أخرى يقول محمد أشرف، أحد أعضاء فريق مسرح كلية الحقوق، إن العمل في مجال التمثيل يحتاج إلى “كارنيه النقابة”، وهذا يوفره معهد الفنون المسرحية، أما ورش التمثيل فهي لا تقدم تصريح العمل أو كارنيه النقابة، باستثناء ورشة مركز الإبداع فقط، لأنها تابعة لوزارة الثقافة، أما خريجو الورش الأخرى فيعانون كثيرا لحصولهم على الكارنيه باستثناء المطلوبين على الساحة بشكل كبير.

ويقول فادي القاضي أحد طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية “لجأت إلى معهد الفنون المسرحية حتى أستطيع أن أتأسس بشكل سليم، ولكني أرى أن الموهوبين فى مجال التمثيل يلجأون إلى ورش إعداد الممثل فى الفترة الأخيرة لأن الناحية التسويقية للممثل هناك أفضل”.

'حياة من ورق' أول عرض مسرحي سوري بدمى الطاولة

مجلة الفنون المسرحية

'حياة من ورق' أول عرض مسرحي سوري بدمى الطاولة

نضال قوشحة - العرب

في عهد دولة الوحدة في عام 1960 بين سوريا ومصر (الجمهورية العربية المتحدة)، كانت الخطوة الأولى في إيجاد فن العرائس المسرحي في سوريا، حيث استقدمت وزارة الثقافة حينها خبراء أوروبيين لكي يؤسسوا بشكل ممنهج لمسرح العرائس في سوريا، بعد أن كان فن العرائس موجودا بصيغ شعبية في التراث الشعبي السوري قبلا من خلال شخصيتي “كراكوز” و”عواظ” اللتين بدأتا من أواخر القرن التاسع عشر بحالة خيال الظل، ثم صارتا شخصيتين حقيقيتين، تقدم من خلالهما العديد من المسرحيات في مقاهي المدن الكبرى خاصة دمشق، هذا قديما، فماذا عن هذا الفن الآن؟

 أسس خبراء أوروبيون سنة 1960 مسرح العرائس في وزارة الثقافة السورية، وكان أول مدير له فنان الشعب عبداللطيف فتحي الشهير بشخصية “أبوكلبشة” في مسلسلات دريد ونهاد مثل “صح النوم” وغيره، وهو ثاني فنان سوري يحترف المسرح في سوريا ويؤسس له، بعد أبوخليل القباني.

ولم يتقدم فن العرائس في سوريا كثيرا، وانزوى في ركن بعيد عن الاهتمام، حيث تعاقبت على إدارته والعمل فيه مجموعة من الطاقات الفنية التي لم تمكنها مبالغ التمويل التي قدمت لها من إنتاج مسرحيات هامة، رغم جهود بعض الفنانين الصادقة التي بقيت محافظة على إصرارها على تقديم أعمال في مسرح العرائس، رغم الفقر المالي الشديد وحالة عدم الاهتمام التي كان يعيشها.

من الجهود التي قدمت حديثا في مديرية المسارح والموسيقى، في وزارة الثقافة السورية، كانت الورشة التي تخصصت في تصنيع دمى الطاولة “ورشة تصنيع دمى الطاولة وتحريكها”، ثم تقديم عرض مسرحي للمشاركين.

وانطلقت الورشة بإشراف هنادة الصباغ، في 15 يوليو الماضي، واختتمت مؤخرا بتقديم عرض مسرحي في صالة القباني بقلب العاصمة دمشق، لمدة أربعة أيام متتالية.

وتقول المشرفة على أعمال الورشة، هنادة الصباغ، وهي التي سبق أن درست هذا الفن في روسيا “تقدم للورشة ثمانية عشر شخصا، ذكورا وإناثا، ومن فئات عمرية مختلفة، وجهات مهنية عديدة، قدمنا لهم معلومات عن كيفية تصنيع الدمى، أو العرائس المسرحية، ومن ثم الاعتماد عليها في تقديم عرض مسرحي متكامل، وهذا النوع من المسرح غير معروف في سوريا سابقا، وهذه الورشة وهذا العرض هما المؤسسان لدخوله إلى سوريا، كانت التجربة غريبة وصعبة في البداية، لكن الإصرار على متابعة الجهد ومحبته أوصلنا إلى إنجاح التجربة”.

عنصر الدهشة الذي يقدمه العرض لا يكمن في نصه، بل في شكلانية العرض واستخدام الدمى التي صنعها المشاركون
وعن المساحة الجماهيرية التي يتوجه لها هذا المسرح، بحيث يمكن أن تشمل الكبار وليس الصغار فحسب، بينت هنادة “هذا المسرح ليس موجها للأطفال فقط، بل يمكن استثماره بتقديم عروض مسرحية للكبار، من خلال معالجات خاصة لبعض الأفكار، ومسرحية ‘حياة من ورق’ التي قدمناها مؤخرا موجهة للكبار والصغار معا، بمعنى مسرح العائلة، ودليل ذلك الجمهور الذي حضر المسرحية وتابعها باهتمام أيام عرضها، ولا يزال يتابعها، فالكثير منه كان من الكبار”.

وعن الجديد في هذا النوع من المسرح واختلافه عن الصيغ القديمة، تقول “هذا النوع من العمل المسرحي يتطلب حالة فيزيائية جديدة ومغايرة، وهي ظهور الممثل على الخشبة، وهو يحرك دمية، وغالبا مع ممثل آخر أو اثنين، فربما يحرك الدمية الواحدة ثلاثة ممثلين، وهذا يتطلب مهارات خاصة في تأمين انسيابية الحركة أمام الجمهور، وكذلك قدرة الممثل على فصل كامل إدراكه الواقعي في الصالة بعد التخفي عن أنظار الجمهور بواسطة الإضاءة، ثم تقديم إبداعه في تحريك الدمية حسب مقولات النص وبالحركة المصممة لها، إنها عملية غاية في الصعوبة والمتعة في آن واحد”.

وعن العلوم المسرحية التي قدمتها الورشة بينت المشرفة أنها “كانت في ناحيتين أساسيتين، الأولى تعنى بالناحية التقنية، أي الحركة والشكل، والثانية تعنى بتقديم أسلوب أداء مسرحي موضوعي مناسب لكل موضوع، بحيث يستطيع الممثل أن يؤدي أي مهمة في العرض”.

وتضيف الصباغ “لا بطولة فردية في دمى مسرح الطاولة، بل البطولة جماعية، والورشة تجمع بين شباب مسرح العرائس القدامى الذين لديهم خبرة في مسرح العرائس، وشباب جدد شغوفين بهذا العمل، ولديهم تجارب مسرحية ومنهم خرّيجو فنون جميلة وخرّيجو سينوغرافيا، وتقريبا عدد المشاركين في العمل يبلغ 18 شخصا”.

في نهاية الدورة، وبعد مرور الفترة الزمنية المخصصة لها، قدم المشاركون في الورشة عملا مسرحيا متكاملا، قاربت مدته نصف الساعة، لم يقدم فيها جديدا من حيث سردية الحكاية التي ظهرت، وهي قصة حب تنشأ بين شاب وفتاة، يقدم لها وردة الحب من خلال شباك بيتها، ثم زواجهما، فولادة طفل لهما، ثم دخوله لاحقا في عوالم الحب والصراعات التي يعاني منها في حياته، لكن عنصر الدهشة الكبير والجميل الذي وجد في العرض كان من خلال شكلانية العرض، واستخدام الدمى التي صنعها المشاركون في الورشة على امتداد زمنها.

وحظي “حياة من ورق” بمتابعة جماهيرية مكثفة لم يسبق لعرض مسرحي للعرائس أن حققها منذ ما يزيد عن ثلاثين عاما.

'ليالي مسرحية' في الكويت

مجلة الفنون المسرحية

'ليالي مسرحية' في الكويت 

الكويت - العرب 

فعاليات الدورة الثانية من مهرجان 'ليالي مسرحية كوميدية' تنطلق على مسرح الدسمة بالعاصمة الكويتية وتستمر حتى التاسع عشر من سبتمبر الجاري.

انطلقت الإثنين الحادي عشر من سبتمبر بالكويت فعاليات مهرجان “ليالي مسرحية كوميدية” في دورته الثانية على مسرح الدسمة بالعاصمة.

وقال الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت بدر الدويش في كلمة له خلال مراسم الافتتاح، إن “الليالي المسرحية تمثل واحدا من الفضاءات التي يقدمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ضمن الاهتمام الدائم بدعم الحركة المسرحية والفرق الأهلية والخاصة ومخرجاتها وكوادرها”.

ودشنت مسرحية “جاري العرض” المهرجان الذي يستمر حتى التاسع عشر من سبتمبر الجاري، بمشاركة 4 عروض أخرى هي “القرينية” للمسرح الشعبي، و”الشاليه” لشركة مايندز، و”نهيق الأسود” للمسرح الكويتي، و”فرحة ما تمت” لباك ستيج غروب، وجميعها لفرق محلية.

وتتناول مسرحية “جاري العرض”، من إخراج ميثم البدر وتأليف نادية القناعي الأعمال المسرحية التي أنتجها وألفها الكاتب محمد الرشود، الذي اختير شخصية المهرجان تكريما لعطائه ومكانته وإسهاماته في الحركة الفنية.

من جهته، قال مدير المهرجان عبدالكريم الهاجري إن المهرجان يخاطب من خلال العروض التي يقدمها الجمهور الكويتي، إذ يسعى من خلال العروض التي يطرحها إلى إثراء للفن المسرحي الكوميدي، مبينا أن الافتتاح نجح في تقديم رؤية فنية عن الكاتب المسرحي الكبير محمد الرشود.

وأقيمت النسخة الأولى من المهرجان -أول مهرجان مسرحي كوميدي في الكويت- خلال الفترة من 20 إلى 28 سبتمبر 2016.

الثلاثاء، 12 سبتمبر 2017

«حلم يوسف» يمثِّل مصر بمهرجان مونتريال الدولى للمسرح

مجلة الفنون المسرحية

«حلم يوسف» يمثِّل مصر بمهرجان مونتريال الدولى للمسرح

بوابة الشروق  :

 تسافر  الفرقة المسرحية إلى كندا، حيث تمثل مصر فى مهرجان مونتريال الدولى للمسرح بعرضها «حلم يوسف».
وقال د. هشام مراد رئيس العلاقات الخارجية بوزارة الثقافة ان موافقة الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة على مشاركة فرقة كريشندو المستقلة فى مهرجان دولى بمونتريال يأتى من أجل دعم فرق المسرح المستقل والحر لوجود حقيقى وفاعل لشباب الفنانين فى المحافل الدولية.
واشار إلى ان مهرجان مونتريال الذى انطلقت عروضه الاربعاء الماضى يستمر حتى يوم 14 سبتمبر الحالى.


أنييس فاردا... أوّل مخرجة تحصل على أوسكار فخري

مجلة الفنون المسرحية

أنييس فاردا... أوّل مخرجة تحصل على أوسكار فخري

أصبحت المخرجة البلجيكية أنييس فاردا (89 عاماً ــ الصورة) أوّل امرأة تحصل على جائزة الأوسكار الفخرية. وكانت فاردا أحد وجوه «الموجة الجديدة» في السينما الفرنسية في ستينيات القرن الماضي، ومن الأفلام التي أخرجتها «كليو»، و«السعادة»، و«مخلوقات».

وستكون فاردا بين أربعة أشخاص يحصلون على جائزة أوسكار فخرية ضمن الاحتفال الذي يجري في 4 آذار (مارس) 2018 ، إذ تضم اللائحة أيضاً الكاتب والمخرج تشارلز برونيت، والممثل دونالد سوذرلاند، والمصوّر السينمائي أوين روزمان. علماً بأنّه في تاريخ الجائزة التي تقدّمها سنوياً «أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة» وتحتفل هذه المرّة بعامها التسعين، لم تحصل سوى امرأة واحدة على أوسكار أفضل مخرجة، وهي كاثرين بيغلو التي فازت بالجائزة عن فيلم «ذا هارت لوكر»، وفق ما ذكر موقع «هيئة الإذاعة البريطانية». أما بالنسبة لجوائز الأوسكار الفخرية، فقد حصل عليها في الماضي 16 مخرجاً.
أخرجت فاردا أفلاماً مهمّة طوال مسيرتها المهنية، منها «المشرّد» (1985)، و«مئة ليلة وليلة» و«شواطئ أنييس» في عام 2008. وثمّة اعتقاد بأنّها ستنال ترشيحاً عن فئة «أفضل فيلم وثائقي» عن فيلمها «وجوه وأمكنة»، الذي رُشّح لجائزة «أفضل فيلم وثائقي» في «مهرجان كان السينمائي الدولي» في شهر أيار (مايو) الماضي.
في سياق متصل، نال تشارلز برونيت إشادة عن أسلوبه في «تصوير حياة الأمريكيين السود»، فيما أنجز فيلمين مهمين، هما: «قاتل الغنم»، و«النوم في حالة غضب». ويعرف دونالد سوذرلاند بدوره في فيلم «الإثنا عشر القذرون»، وسلسلة أفلام «مباريات الجوع».
أما أوين رويزمان، فقد حصل على خمسة ترشيحات لأعماله، منها «الصلة الفرنسية» و«طارد الأرواح» و«الشبكة».

----------------------------------------------
المصدر: الأخبار

الاثنين، 11 سبتمبر 2017

مهرجان القاهرة للمسرح المعاصر: «التنوّع» شعار العام

مجلة الفنون المسرحية

مهرجان القاهرة للمسرح المعاصر: «التنوّع» شعار العام


ينطلق «مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي» في دورته الرابعة والعشرين الأسبوع المقبل بمشاركة 27 عرضاً من 14 دولة عربية وأجنبية، تحت شعار «التنوّع».
البداية ستكون في 19 أيلول (سبتمبر) على المسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية بعرض «الشقيقات الثلاثة» من جورجيا، فيما يقام الاحتفال الختامي في 29 أيلول على مسرح الجمهورية بالعرض المصري «التجربة» لفرقة مكتبة الإسكندرية.

وبين هذين التاريخين، تتنقل العروض بين مسارح «الغد» و«الطليعة» و«العرائس» و«متروبول» و«ميامي» و«السلام» و«البالون» و«الهناجر» و«مركز الإبداع الفني».
قال رئيس المهرجان سامح مهران في مؤتمر صحافي أمس الأحد إنّ المهرجان «يحمل فكرة عامة أو تيمة محددة لكنه يرفع شعار التنوع والانفتاح على الثقافات الأخرى».
تشارك في هذه الدورة سبعة عروض عربية من العراق والأردن وتونس والمغرب، و12 عرضاً أجنبياً من بلجيكا والسويد وأرمينيا وجورجيا وكينيا والصين وتشيلي والمكسيك والولايات المتحدة، إضافة إلى عرض مسرحي من روسيا لم تتلق إدارة المهرجان بعد تأكيداً لمشاركته، حسب ما ذكرت وكالة «رويترز».
ومن أبرز العروض العربية المشاركة «خريف» من المغرب الفائز بجائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي من «مهرجان المسرح العربي». ومن مصر، تشارك سبعة عروض من بينها العرضان الفائزان في «المهرجان القومي للمسرح المصري»، وهما: «يوم أن قتلوا الغناء» لـ «مسرح الطليعة»، و«الجسر» لفرقة مسرح الجامعة الألمانية في القاهرة».
في هذا السياق، أكد المنسّق العام للمهرجان المخرج ناصر عبد المنعم في المؤتمر الصحافي أنّه «تلقينا نحو 200 طلب للمشاركة في دورة هذا العام وتشكلت لجان فنية للمشاهدة واختيار العروض المشاركة»، مضيفاً: «اعتمدت لجنة المشاهدة ثلاثة معايير في اختيار العروض وهي الجودة، والجدة. بمعنى أن يُقدم العرض جديداً فلا يكون تكراراً لسابقة، والتنوّع. إضافة إلى الحرص على الابتعاد عن فكرة التمثيل السياسي، فكنا نحرص على إشراك الأفضل دون النظر إلى جنسية العرض لذلك نجد بعض الدول لها أكثر من عرض مشارك فيما تغيب بعض الدول».
ويكرّم الحدث في هذه الدورة اسم السيناريست المصري محفوظ عبد الرحمن (1941 ــ 2017/ الصورة) الذي توفي في آب (أغسطس) الماضي، إضافة إلى الناقد المغربي حسن المنيعي، والأكاديمية الألمانية إريكا فيشر، والأكاديمي الأميركي مارفن كارلسون، والمخرج الصيني مينغ جين خوي.
وإلى جانب العروض المسرحية، يقدّم المهرجان ندوات فكرية، وورشات عمل فنية يقدمها أكاديميون ومسرحيون من ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وبولندا وسويسرا ولبنان والعراق والمغرب ونيجيريا والصين ومصر.
تجدر الإشارة إلى أنّ «مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي» انطلق في عام 1988 واستمر حتى 2010 بصفة تنافسية، إذ كان يشمل مسابقة رسمية وجوائز مالية، لكنّه توقف لست سنوات قبل أن يعود في 2016 بصفة غير تنافسية.

------------------------------------------
المصدر : الأخبار 

التجريدية الدلالية في العرض المسرحي "خريف"

رهين الأسوار… بين تجربة الديودرام ، والبحث عن الذات

مجلة الفنون المسرحية

رهين الأسوار… بين تجربة الديودرام ، والبحث عن الذات

منـــاضــل التميمي


على هامش المهرجان الدولي للأبداع العربي للشعر في القيروان التونسية بدورته الثانية ، أتحفنا المخرج المسرحي القيرواني المبدع صدوق صدام بعرضه المسرحي النخبوي ( رهين الأسوار) بتجربته الجديدة التي أسماها ب(الديودرام) وهي تجربة فريدة ومتفردة تنتمي لأروقة المسرح المونودرامي العراقي حسب ماأدلى به لنا قبل بداية العرض ،فكان عرضاً يسردُ قصة شاب غائص بالوعي والقراءات ويتعرضُ للأنتهاك والقمع والتعذيب خلال أحداث الثورة التونسية ، ويحتدم بجملٍ من أسئلة الضياع والجنون العقلي والدهشة ، وفي بقعة ضوء أخرى نشاهد أمه التي أصابها العمى والضرر والحسرة وهي تقاسم أبنها تلك الأوجاع جراء البحث المضني عن ولدها الضائع في النار والحديد ،
فالعرض المسرحي كان بلا شك ظاهرة تستوقف بالدقة الدارين والمختصين في المسرح ، فضلاً عن المتلقين النخبة من المثقفين والأدباء والاعلاميين ، والأهم في الفرجة كان في تقنيات الممثل عبد الجليل طالبي في شخصية الشاب عبد الكريم الذي شغل مساحات شاسعة من النص المؤدى ، حوارياً ، وحسياً ، وحركياً على صحراء الخشبة بغض النظر عن الأستعانة بالتقنيات الأخرى، وهنا لابد أن نثني بنجاح هذة التجربة بأجتهادات مخرج المسرحية الفنان صدوق صدام الذي أضفى لنجاح العرض لمسات تجربته الديودرامية وكحلها بنكهات وجماليات ومنولوجات درامية أستقاها من تعاريف ومصطلحات وخيال خصب ورصين بخلطة ألوان فردية مميزة أتاحت لهُ الهروب من الأشكال والقوالب المستهلكة والمتنوعة لمسرح المونودراما ليستقر بمعطف أنجازه وأبتكاره المشذب الرشيق طامحاً في تخليص عرضه المثابر من قواعد الدراما التقليدية دون الأخلال بثوابت الشكل العام لمسرح المونودراما ،هذا بالأضافة الى أن العرض المسرحي في (رهين الاسوار) مرانا على مشاهدة وفرجة الكثير من اللوحات التشكيلية المكثفة ، أي بمعنى أن العرض كان متخماً بالصور وبكل عناصر النص المسرحي والتقنيات الأخراجية المتكاملة ، حتى حدت بنا الفرجة لدرجة التركيز العالية بالوصول الى المعنى الترميزي ، فكان العرض عبارة عن بوستر سياسي حقق فيه ماأراد أن يقولهُ بمنتهى الدقة والأبداع ، ومثل تلك العروض المسرحية الحديثة تحتاج أكثر من وقفة كونها عروضاً خرجت عن المألوف السائد المتراكم، كعروض نصوص الممثل الواحد، ولعل المنطق العام ، والدراية بجماليات العرض المسرحي يدعونا للتقصي عن هذا التوجه خاصةً وأن التحولات الفكرية والفلسفية والنفسية في المجتمعات العربية التي احتدمت بما يسمى (بربيع الثورات الاخيرة) أتاح للكثير من الكتاب والمخرجين وحتى الممثليين أن يغوصوا بعيداً عن الموضوعات المتكررة ، وأن يجتهدوا بأبتكار وصناعة بدائل تعصف وتتخطى حتى المسارح المحترفة في أسباغ تعاريف وتجارب وخلق بنى مسرحية جديدة ، وتقديم الواناً وتعابيراً تفضي بالساكن الى ماهو متحرك ومجدي ويبتعد عن العروض السابقة بأجمل وكثير في الجودة اللغوية والأفعال الادائية ، كتشكل أدبي ،ودرامي مسرحي جديد ، ليتخذ المسرح شكلاً أخراً بعيداً عن الشكل التقليدي كما ذكرنا أنفاً ، وهذا ماكنا نطمحُ اليه

في عرض مسرحية (رهين الأسوار) المتنامي في السرد ، والصراع ،والأداء ، والحبكة ، والتجربة ، وبقي أن أقول يحتاج هذا التوجه الى ورشٍ وتطبيقاتٍ عملية لدعم تجاربه ، وفي كتابة نصوصاً خاصة (بالديودرام)، ومن ثم التنفيذ والأعلان عنه أعلامياً وترسيخه وتطبيقه ليؤسس مساراً جمالياً وأبداعياً خاصاً ….


رائعة سترافنسكي 'حكاية الجندي' في ثوب جديد

مجلة الفنون المسرحية

رائعة سترافنسكي 'حكاية الجندي' في ثوب جديد

ابو بكر العيادي - العرب 

من العروض الممتعة هذا الصيف “حكاية الجندي”، وهي في الأصل ميمودراما اشترك في تأليفها الكاتب السويسري راموز والموسيقار الروسي سترافنسكي عام 1917، وحولها المخرج ستيفان دروييه إلى عمل مسرحي موسيقي مذهل عرض مؤخرا في مسرح “الجيب” بباريس، ونال إعجاب النقاد والمتفرجين.

“حكاية الجندي” هي في الأصل ميمودراما، وهي نوع من الميلودراما يقع الجمع فيها بين الإيماء والموسيقى، صاغ موسيقاها المؤلف الموسيقي الروسي الشهير إيغور سترافنسكي (1882-1971) عام 1917 عندما لجأ إلى سويسرا بعد قيام الثورة البلشفية، وعهد بتأليف كلماتها للكاتب السويسري شارل فردينان راموز (1878-1947)، وإن تمّ التوزيع الموسيقي بعدها بعامين عقب لجوئه إلى بيت الفنان ألبير موري في مدينة لنس الفرنسية.

هذا العمل -الذي عقب أعمال باليه ناجحة كـ”الطير الناري” و”بتروشكا” و”تقديس الربيع″، وسبق مرحلته الكلاسيكية الجديدة، ومؤلفاته المتميزة كـ”حفل الزفاف”، و”الملك أوديب”، و”قبلة الجنية” و”سيمفونية المزامير- استقاه من الموروث الشفوي الروسي، وإن بدا التأثر جليا بفاوست، أهم أبطال الحكايات الشعبية الألمانية، وفاوست هذا هو خيميائي يدعى يوهان جورج فاوست، لم يكن راضيا عن حياته رغم ما حققه من نجاح، فأبرم صفقة مع الشيطان سلمه بمقتضاها روحه مقابل حصوله على المعرفة المطلقة وكافة ملذات الدنيا.

هنا أيضا يبيع جندي بائس روحه للشيطان، ممثلة في كمان، مقابل كتاب يسمح له بقراءة الغيب، وبعد أن فسّر للشيطان كيف يستعمل الكمان، عاد الجندي إلى قريته، ولكن بدل أن يقيم مع الشيطان أياما ثلاثة، دامت الإقامة ثلاثة أعوام، ولم يعد أحد في القرية يعرفه، حتى أمه وخطيبته التي تزوجت رجلا غيره.

استعمل الجندي كتابه السحري كي يصبح واسع الثراء، ولكن ثروته لم تجلب له السعادة، فراح يراهن الشيطان في لعبة قمار: ماله مقابل استرجاع الكمان، فكسب الشيطان الرهان، ولكن سكره بالمغانم أفقده الكمان، فأتيحت بذلك فرصة أمام الجندي كي يعالج الأميرة ويتزوجها لا سيما أن أباها الملك وعد بتزويجها لمن يشفيها من علتها، وبما أنه لم يعد يَقنع بشيء، حتى السعادة، أقنع زوجته بمغادرة المملكة برفقته، رغم تحذير الشيطان، فكان الجحيم نهايته. وبذلك انتصر الشيطان.

في الحكاية يبدو الجندي ضحية، والشيطان رمزا لجيش العدو، والكتاب الذي يرى المستقبل رمزا للمادية والكسب الجشع
هذا العمل غالبا ما جرى تقديمه في صيغة كونشيرتو، ومن النادر أن قدّم في صيغة “مسرح موسيقي”، رغم أنه لم يكن يحتوي في البداية سوى على راو وأميرة راقصة إضافة إلى الجندي والشيطان، وكان غرض راموز وسترافنسكي آنذاك خلق مسرح متنقل يجوب الأرياف خلال الحرب العالمية الأولى للترويح عن الأنفس المكلومة.

وقد اختار المخرج ستيفان دروييه أن يقدم قراءة جديدة لهذا العمل، من خلال التخلي عن الإيماء، والاكتفاء بالإشارة الموحية، لا سيما أن مسرح الجيب صغير، وجمهوره قريب من الخشبة، وإنطاق الشخوص ولو بمقدار، وتجسيد الراوي في هيئة مؤلف جلس يكتب “حكاية الجندي” ويشهد تمثيلها في الوقت نفسه، فتجري الأحداث أمام المتفرج بشكل مباشر، وإن كان أغلب ما يكتبه، وينطق به على الخشبة، قد ورد في الأصل على شكل ممسرحيات (أي التوجيهات التي يكتبها المؤلف ليتقيد بها المخرج والممثلون)، لا سيما أن سترافنسكي كان قد صرّح أن “حكاية الجندي” هي عمله الركحي الوحيد الذي يحمل إيحاء معاصرا.

تولى دروييه الإخراج، بعد أن تهيب سنين طويلة الإقبال على هذا الأثر الفني الشهير، وعهد للفنان جان لوك تانغو بإدارة فرقة أوستيناتو، تلك الفرقة التي شكل دخولها لحظة ساحرة، قبل وقوفها أمام لوحة فنية للورانس بوست في عمق الخشبة، في أزياء عسكرية يعود عهدها إلى الحرب العالمية الأولى، لتؤدي أنغاما استوحاها سترافنسكي من الموسيقى التي بدأت تظهر في عصره كالجاز والراغتايم بوجه خاص، على آلات الكمان، والكنترباس، والزَّمْخر، والشِّياع، والترمبون، والكلارينات، وآلة النقر والإيقاع، لتساهم مجتمعة أو منفردة في التعبير عن لحظات العنف والهدوء، الصخب والسكينة، مثلما ساهمت الأميرة/الراقصة في تكامل عناصر هذا العمل الممتع.

وكان من حرص الفريق كله على حسن الأداء أن توزع العازفون إلى فرقتين، تولى لويك أوليفييه تسييرهما بالتناوب، فكانت النتيجة فاتنة، أخاذة، في لحظة امتزج فيها التمثيل بالنغم الراقي.

في هذه الحكاية يبدو الجندي ضحية، والشيطان رمزا لجيش العدو، والكتاب الذي يضمن لمن يحوزه التنبؤ بالمستقبل وتحقيق الثراء رمزا للمادية والكسب الجشع، ولكننا يمكن أن نتأوّلها من زاوية أخرى في هذا العصر الذي يشهد تطورا علميا مذهلا، وهو أن الكتاب السحري هنا، كرمز للمعرفة، يمكن أن يقود المرء إلى الدمار، فبفضله استطاع الجندي الاطلاع على المستقبل، واستطاع أيضا كسب مال وفير، ولكن ذلك المال سيكون سببا في ضياعه.

يقول الجندي “السعادة هي كل ألوان السعادة، وإن كانت مزدوجة فكأنها لم توجد قطّ”، ويقول في مقام آخر “أملك كل شيء، كل شيء ولا أملك أيّ شيء”، وفي ذلك كناية عن الجشع المفرط الذي يستبد بكل من لا يقنع، فيظل يَنشد المزيد مهما راكم من خيرات، وكلما حاز شيئا أحس بأن ثمة شيئا لا يزال يعوزه.

العروض العربية في مهرجان المسرح المعاصر والتجريبي

مجلة الفنون المسرحية

 العروض العربية في مهرجان المسرح المعاصر والتجريبي


أعلن منسق عام مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي، المخرج ناصر عبدالمنعم، عن مشاركة 7 عروض عربية، ضمن الدورة الـ 24 من المهرجان. 
وكشف عبدالمنعم، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد ظهر اليوم، أسماء  العروض العربية  :

من المغرب، عرض "بلاسمية" (فرقة دها وسا) من تأليف وإخراج أحمد حمود، وملخص المسرحية، هو مشروع ممارسة الفنون المعاصرة المتعددة التخصصات، والتي يقوم فيها الجمهور بالاكتشاف والتفاعل مع الأسرار التي دامت لسبعة أشهر من البحث بين المدن المغربية الصويرة والرباط: السفر، صخب من الممثلين، والموسيقى الإلكترونية الحية، في رحلة سمعية وبصرية.

وعرض "خريف" (مسرح أنفاس) من تأليف فاطمة هواري، وإخراج أسماء هوري، وتتناول المسرحية قصة امرأة تعاني من مرض السرطان، هذه المرأة لا تحمل اسما، تبدأ بالكلام عن نفسها لتتحول وتنشطر بسرعة لشخصيتين، ثم تتضاعف إلى ما لا نهاية لكي تحكي الحياة، حياة مصابة بموات هذا المرض العضال، وأيضا بسوء الفهم وبالإهمال.

من الأردن، عرض "ظلال أنثى" (فرقة المسرح الحر) من تأليف هزاع البراري، وإخراج إياد الشطناوي، وتدورأحداثها عن ثلاث نساء جمعتهن الصدفة في محطة قطار مهجورة بانتظار قطار لن يأتي، كل واحدة منهن تحمل حقيبة سفرها التي تمتلئ بذكرياتها الأليمة.. مضطهدات ومهزومات من ظلم الناس والمجتمع والأهل والزوج والحبيب.

ومن العراق، عرض "انفرادي" (فرقة عشتار الفنية) من تأليف حيدر جمعة عاصي، وإخراج بديع نادر خلف، وتتناول المسرحية ثلاث شخصيات مختلفة من المجتمع العراقي، تدخلها الحروب في متاهة فوق أرض غير ثابته من المفاهيم الفئوية والأيدلوجية لا خروج منها، ويبقي الإنسان في صراعه حول الهوية الضيقة متغافلاً عن هويته الوطنية والإنسانية.

وعرض "عَربَانة" (الفرقة الوطنية للتمثيل) من تأليف محمد حامد المالكي، وإخراج عماد محمد، وتحكي المسرحية قصة مواطن بسيط يدعى "حنون"، لا يمتلك غير "العربانة"، فهي مصدر رزقه اليومي، وهو مهووس بمتابعة القنوات الإخبارية التي جعلته يعيش ليل نهار مفارقات ساخرة، بدءا بحلمه بالعيش الكريم، وانتهاء بعلاقته مع زوجته، ثم تدور عجلة الزمن سريعا لتحدثنا عن ذكريات ومحطات حدثت في حياته سابقا.

وأخيرًا من تونس، عرض "ليلة خريف" (فرقة م-س-أرت) من تأليف وإخراج سيرين أشقر، وتحكي المسرحية قصة امرأة حبست في مستشفى الأمراض العقلية محاولة التحرر من شغف حب لم يعد، العزلة أودت ببطلة المسرحية لرحلة داخلية تتمرجح خلالها بين ذكريات قصة حب، ذكريات الطفولة ومحاولات للإحساس من جديد بحب الحياة ورغبة العيش. ستحاول بطلة المسرحية، عبر عودتها لأرض الوطن الذي هجرته أن تشعر بنبض الحياة ورغبة العيش من جديد.

وعرض "نساء في الحب والمقاومة" (فرقة مسرح البديل) من تأليف مريم العكاري، وإخراج فتحي العكاري، والمسرحية هي تعبير على ضرورة النّظر في سير إفلاس المعرفة، وكذلك تأمّل في معيشنا الحاضر ورهاناته، وهي محاورة لأطروحات من يحكمنا ومرجعياته، وهي أيضا مساءلة لكيف يحكمنا..

كما كشف عبدالمنعم، عن استضافة 12 دار عرض لفعاليات المهرجان، وهي:

مسرح الغد / العجوزة، ومسرح الطليعة (قاعة زكي طليمات- العتبة)، ومسرح العرائس(العتبة)، ومسرح متروبول ( شارع 26 يوليو بوسط البلد)، ومسرح ميامي (شارع طلعت حرب بوسط البلد)، ومسرح السلام (شارع القصر العيني)، ومسرح البالون(العجوزة)، وقاعة صلاح جاهين (العجوزة)، ومركز الهناجر للفنون، ومركز الإبداع الفني، (وكلاهما بأرض دار الأوبرا بالجزيرة)، والمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية المستضيف لحفل الافتتاح، وأخيرًا مسرح الجمهورية المستضيف لحفل الختام.

ومن المقرر، أن تقام فعاليات المهرجان خلال الفترة من 19-29 سبتمبر الحالي، والدخول مجاناً للجماهير

جماليات الرفض في مسرح محفوظ عبد الرحمن

مجلة الفنون المسرحية

جماليات الرفض في مسرح محفوظ عبد الرحمن


القاهرة - الخليج 

تلح النظرة الثقافية على أن كل الدراما والمسرح والفن والثقافة عموماً هي «سياسية»، فكل نظريات ما بعد البنيوية في الفن، والنظريات الماركسية في المجال الإيديولوجي والتفكيكية والنقد الثقافي، تجعل الجميع منشغلاً بالتعرف إلى الشخصية السياسية الثقافية، من هنا يشير عبد الغني داود في كتابه «الأداء السياسي في مسرح محفوظ عبد الرحمن» إلى أن أعمال الراحل محفوظ عبد الرحمن المسرحية تؤكد تسييس المضمون، وهي ليست بمعزل عن الواقع، وأنها تسعى إلى توضيح علاقاتها بالواقع المحيط بها، لكن بشكل غير مباشر، اختارته لنفسها، فمادة مسرحياته ذات طابع سياسي، وتقدم نوعاً مختلفاً من العلاقة مع شيء مختلف عن السياسة، إذ ربما يكون المسرح سياسياً دون أن يكون كذلك، بمعنى أن المسرحية ربما تقدم مسائل سياسية أو تبرزها، بنفس الطريقة بالضبط، وكأنها مسرحية تقدم موضوعا عن الحب أو الفقر أو الجنون.
يشير داود إلى أن المسرح السياسي ليس بالضرورة مرادفا للمسرح اليساري، لكن مسرح محفوظ الذي جاء في أواخر السبعينيات هو مسرح الرفض، ويحمل جماليات هذا الرفض، من خلال ملامح الشخصيات والسخرية ولغة الإشارة والإيماءات، وهو ليس المسرح السياسي الذي يعنيه «غروين بسكاتور» في كتابه «المسرح السياسي» الذي يعلن فيه عن أصول المسرح الجديد المسمى بالملحمي، والأساليب الملحمية في المسرح.يوضح داود أن السياسة في مسرح محفوظ عبد الرحمن لا تأخذ أشكال المسرح السياسي أو التسجيلي في المسرح الغربي وإنما القضية الأساسية في مسرحه، وموضع الرعاية في فنه، هي قضايا إنسانية، قضايا العدل والوعي والضمير، والبحث عن مكامن القوة والمقاومة لدى المقهورين، والفساد الذي يطيح بالحضارات والشعوب ويهدم الكيانات، وهو من أشد الكتاب إخلاصاً لهذه القضايا، وقد حاول في مسرحياته، أن يثبت صلابة لافتة في وجه تقلبات الزمن، خاصة تقلباته السياسية، لأنه تناول قضايا جوهرية تظل تواجه الإنسان العربي، وتؤرقه، كشفاً للحقيقة وبحثاً عن تسمية الأشياء بأسمائها، ومن هنا وطد علاقته بالماضي والتاريخ والأسطورة، خاصة أنه لم يكن يكتب الدراما التاريخية بالمعنى الحرفي بل أعمل خياله كيفما يشاء، في وقائع الحياة، أياً كان التاريخ أو التراث، لينسج نسيجاً خاصاً لعالمه الدرامي الخاص به، مستلهماً مفردات التراث العربي بما ينطوي عليه من إسقاطات سياسية ذات رؤية عصرية.

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption