أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الثلاثاء، 20 فبراير 2018

عبد الكريم برشيد: المسرحي ضمير المجتمع

مجلة الفنون المسرحية


عبد الكريم برشيد: المسرحي ضمير المجتمع

حاورته: سناء القويطي - الجزيرة

في منتصف عقده السابع، لا يزال الناقد والمسرحي المغربي عبد الكريم برشيد غارقا في هموم المسرح ومنحازا للإبداع وللسؤال المسرحي والفكري.

برشيد -المسكون بهاجس البحث والتنظير- أمضى عقودا في خدمة الركح، فألف حوالي ستين كتابا توزعت بين نصوص مسرحية وكتابات نقدية أغنت خزانة المسرح العربي، وتجاوزت الحدود العربية بعد ترجمتها إلى لغات أجنبية.

يرى عبد الكريم برشيد في حوار مع الجزيرة نت أن المسرح العربي الجاد كان دائما ضد الظلم والقهر، وضد تجار السياسة، وفي صف المنبوذين والمسحوقين، لافتا إلى ضعف السؤال الفكري والسياسي في مسرح اليوم بسبب انقضاء زمن الحرب الباردة وضعف القضية السياسية.

 بعد عقود من المسرح تأليفا وتنظيرا وإخراجا، كيف يرى عبد الكريم برشيد مسرح اليوم مغربيا وعربيا؟

بالتأكيد فإن مسرح اليوم ليس هو مسرح الأمس، لأن مغرب هذا اليوم هو غير ذلك المغرب الذي كان. لكن روح هذا المسرح وعموده الفقري ومساره الوجودي واحد، ومن المنطقي جدا أن يغير هذا المسرح المتغيرات، وأن يوسع المضامين، وأن يجدد التقنيات، وأن يعمق أسئلته ومسائله الفكرية والجمالية أكثر، وأن يستعير بعض المنهجيات، وأن ينفتح على كل مسارح العالم، وأن يتم كل ذلك في الحدود التي لا تخرجه من هويته، ومن غير أن يخون نفسه، أو أن يكون مسرح غيره.

في مسرح اليوم تيارات مسرحية متعددة، بعضها تراثي أصولي، وبعضها الآخر حداثي تجريبي، وبعضها الآخر تجاري ينتج الفرجة الخام لمن يريدها، وبعضها الآخر يمارس المهنة المسرحية بغير قلق وبغير سؤال مسرحي أو فكري.

وبالتأكيد فإن هذا المسرح قد ازداد اليوم غنى، وأصبحت المهنية فيه أقوى، ولكن روح الإبداع فيه أقل، والسؤال الفكري والسياسي فيه لم يعد بتلك القوة التي كان عليها من قبل، وهذا شيء طبيعي، فنحن لم نعد نحيا زمن الحرب الباردة، ولم نعد نحيا القضية السياسية بنفس تلك القوة التي كانت، والتي أعطت مسرحا ملتزما ومناضلا ومفكرا وحارا حرارة السياق التاريخي التي ساقته.

 أنتم من المنظرين للمسرح الاحتفالي، فما موقع هذا النمط المسرحي اليوم ضمن باقي الأنماط المسرحية الأخرى؟

ما يميز المسرح الاحتفالي هو أنه عرف نفسه وأدرك حدوده، وعرف أنه ليس منهجيات وتقنيات فقط، وأنه ليس بنيات مسرحية خالصة، وأنه ليس كتابات وفرجات مشهدية فقط، ولكنه أساسا نظام للعيش، وهو بهذا رؤية قبل كل شيء، وهو موقف فكري فلسفي أيضا. ونحن احتفاليون في عالم احتفالي، قبل أن يكون مسرحنا احتفاليا، ويهمنا أن نبدع فنا يشبهنا، وأن نكون صادقين في هذا المسرح، وأن نقول فيه وبه كل الذي ينبغي أن يقال.

ولقد آمنا بأن الاحتفال هو الأصل، وأكدنا دائما على أن الاحتفال الشعبي هو روح المسرح وهو أبوه أيضا، وأنه لا يمكن أن نحتفل نفس الاحتفال في لحظتين مختلفتين أو في مكانين مختلفين أو في عمرين مختلفين، وأكدنا على حيوية الفعل الاحتفالي وعلى راهنيته ولحظيته، وعلى أن لكل لحظة احتفالية حالاتها ومقاماتها وإيقاعها، ولها معجمها ومفرداتها التعبيرية المختلفة، ولها طقسها ومناخها الخاص.


وبهذا يكون هذا المسرح -في حقيقته- نظاما وجوديا واجتماعيا شاملا ومتكاملا، وفي هذا المسرح لا نريد أن نكون أكثر طبيعية من الطبيعة، أو أن نكون فيه أكثر واقعية من الواقع، ونؤكد في بياناتنا وفي كل أدبياتنا على أن فعل الاحتفال هو مجرد حجة.. حجة الإنسان الحي للتحرر من اليومي ومن إكراهات اليومي، وذلك من أجل أن يحيا أحسن، وأن يرى أحسن، وأن يتواصل ويتفاهم أحسن. ولأننا في هذا المسرح نكلم الناس الأحياء، فقد أكدنا على حيوية اللغة المسرحية وعلى حيوية التلاقي المسرحي، وبهذا فقد كان هذا المسرح الاحتفالي مختلفا ومخالفا، وكان أقرب إلى الناس، كان أقرب إلى إنسانية الإنسان وإلى حيوية الحياة وإلى مدنية المدينة.

ولولا كل هذا، فهل كان ممكنا لهذا المسرح أن يشع إشعاعه في كل العالم العربي، وأن يكون أصدق تجربة، وأن ترقى هذه التجربة لتصبح نظاما مسرحيا كاملا ومتكاملا.

 تستدعي في مسرحياتك شخوصا من التراث والتاريخ العربي مثل ابن الرومي وعنترة وعطيل وامرئ القيس، لماذا العودة إلى الماضي في كتاباتك المسرحية؟

أنا لا أعود في كتاباتي المسرحية للتاريخ، ولكن هذا التاريخ هو الذي يعود إلي، أو يعود إلينا جميعا، لدرجة أنه يسكن معنا ونحن لا ندري، أو أنه يقيم داخلنا من غير أن نشعر بذلك، فنحن مخلوقات تاريخية، وهذا التاريخ هو ذاكرتنا الجماعية التي نقتسمها، ولا أحد يبدع إلا انطلاقا من الصور التي تختزنها هذه الذاكرة الحية، ويخطئ من يظن أن التاريخ هو الماضي، وأن ذلك الذي نسميه الماضي يمكن أن يمضي، إلى أين، وكل شيء يدور مع هذا الزمن الدوار؟

وأنا في حياتي وفي حياة مسرحي وفكري لا أميز بين الماضي والحاضر، وكل الأبعاد الزمنية تلتقي عندي في هذه اللحظة الحية التي نسميها "الآن"، ومن شرفات هذا "الآن" أطل على ذلك الذي كان، وأطل على ذلك الذي سوف يكون، ولولا هذه الرؤية الواسعة والرحبة لكنت مجرد كاتب تقارير، أو مجرد إعلامي أو اخباري فقط.

 شهد العالم العربي في السنوات الأخيرة تحولات عميقة. أين المسرح العربي في هذه التحولات؟ وهل قدم جوابا عن الأسئلة التي تطرحها المرحلة؟

في التحولات التي شهدها العالم العربي هناك أشياء ملموسة ومحسوسة يمكن أن تراها العين المجردة، وقد عبرت عنها الصحافة ونقلها الإعلام المرئي والمسموع في حينها، وليست هذه من مهام المسرح في شيء.

المسرحي ليس مؤرخا، وليس إخباريا، وليس صحفيا، وليس سياسيا محترفا، ولكنه العين السحرية التي ترى الغائب والبعيد، وترى الوقائع قبل أن تقع، وهو المرصد الذي يرصد التقلبات النفسية والذهنية والوجدانية الخفية في المجتمع.

"
المسرحي ليس مؤرخا وليس إخباريا وليس صحفيا وليس سياسيا محترفا، ولكنه العين السحرية التي ترى الغائب والبعيد، وترى الوقائع قبل أن تقع
"
لهذا فهو لا ينقل الأحداث والوقائع التي وقعت، وليس من مهامه أن يعلق على تلك الوقائع، لأن الأساس هو أن يحسها أولا، وأن يعيها قبل أن تقع، وأن يكون قد تنبأ بها من قبل، وأن يكون بذلك ضمير مجتمعه وضمير لحظته التاريخية، وأن يكشف في إبداعه عن البعيد والغائب وعن الغامض والخفي، وأن يسلط الضوء على الجوانب المظلمة في الصور وفي المشاهد وفي المواقف الملتبسة، وأن يحرك الساكن، وأن يكلم الصامت، وأن يعبر عن المسكوت عنه، وأن يخوض في الممنوع والمحرم بجرأة العالم والفنان والصوفي والمناضل الوجودي، وأن يكون كل ذلك لفائدة الحق والحقيقة، ولحساب الآتي الممكن.

وأعتقد أن المسرح العربي الجاد في العقود الأخيرة قد قام بهذه المهمة أحسن قيام، وكان دائما ضد الظلم والقهر، وضد تجار السياسة، وضد المقامرة والمغامرة بأمن البلاد والعباد، وكان في صف المنبوذين والمسحوقين، ومنحازا إلى الجمال والكمال.

ولأن هذه الحقيقة قد تغيب عن كثير من الأذهان، فإنني أدعو المسرحيين اليوم إلى إعادة قراءة ما كتبه كتاب المسرح من قبل، وما أبدعه كبار المخرجين في مصر وسوريا والعراق ولبنان والمغرب والجزائر وتونس والسودان.. وسيجدون أن عين زرقاء اليمامة قد رأت من قبل كل شيء، وأنها قد استشعرت عن بعد كل هذا الذي نعيشه ونحياه اليوم، وأنها قد تكلمت ولم تصمت. ولكن، هل سمعها أولو الأمر؟ هل استوعبوا رؤيتها التنبئية؟ ذلك هو السؤال الذي ينبغي طرحه وإعادة طرحه في كل لحظة تاريخية.

 تخصص عدد من الدول العربية -من بينها المغرب- دعما ماليا للأعمال المسرحية، هل هذا الدعم في نظركم يخدم هذا الفن أم يفسده ويكبله؟

 دعم المسرح، كما دعم كل الفنون والآداب في كل المجتمعات الحية، هو جزء من مسؤوليات الدول والحكومات، لأن من أهداف المال العام أن يكون في خدمة المصلحة العامة.

وهذا المسرح -في معناه الحقيقي- ليس لهوا ولا مجرد تسلية، ولكنه شكل من أشكال التعليم والتربية ومن حفظ الصحة العقلية والنفسية في المجتمع، ونعرف أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، وأن الغذاء الوجداني والفكري والروحي لا يقل خطورة عن الغذاء المادي، وأن التعليم في المدارس وحده لا يكفي لبناء مجتمع سليم، ولبناء مواطن سليم.

لقد كنت أول من دعا إلى دعم الإبداع المسرحي، وكان ذلك في تلك الورقة التي أعددتها للمناظرة الوطنية للمسرح الاحترافي بمدينة الدار البيضاء في أوائل السبعينيات، ولقد أكدت دائما على أن هذا الدعم حق، وليس منحة ولا هبة ولا صدقة، وأنه أيضا ليس شكلا من أشكال الرقابة الخفية التي تتوخى التحكم في خارطة الإبداع المسرحي، بحيث يحجب هذا الدعم عن الضالين والمضلين، ويعطى لمن لا يقول من الكلام غير "آمين".

"
كنت أول من دعا إلى دعم الإبداع المسرحي، وكان ذلك في تلك الورقة التي أعددتها للمناظرة الوطنية للمسرح الاحترافي بمدينة الدار البيضاء في أوائل السبعينيات
"
وهذا ما عشناه مغربيا في العشرين سنة الماضية، بحيث أصبح منح هذا الدعم تزكية وجزاء للتابعين ولتابعي التابعين وللمقربين في الأسرة وفي الصحبة وفي الحزب، وأصبح عقابا للفوضويين وللمهمشين وللمنبوذين ولكل الذين أجبرهم روح الفن الصادق أن يكونوا أحرارا وأن يسبحوا ضد التيار الجارف.

وإلى حدود هذا اليوم، فإن المبالغ المهولة التي صرفت على هذا الدعم ليس لها ما يبررها منطقيا، ولا ما يمكن أن يوازيها من إبداع كبير وخطير، لقد كنا أمام طواحين مسرحية تدور وتدور، ولكنها لا تطحن إلا الهواء.

وقد عرف هذا الدعم كثيرا من التسيب ومن البذخ ومن الإسراف في الصرف المالي، وذلك في عهد الوزير الأسبق، والذي غادر الوزارة -غير مأسوف عليه- وترك صندوقها فارغا، الشيء الذي اضطر الوزير الحالي إلى أن يوقف مؤقتا هذا التسيب، على الأقل حتى تتضح الصورة.

وأعتقد أن من واجب هذا الوزير اليوم -ومن واجب أي وزير يأتي بعده- أن يسأل نفسه الأسئلة التالية: هل يصرف هذا الدعم للجهة التي تستحقه فعلا؟ وهل توظفه في الإبداع الحق أو في الإبداع أو فيما يشبه الإبداع، أو فيما هو خارج الإبداع الجمالي والفكري؟ وهل يخدم هذا الدعم المالي الحركة المسرحية المغربية حقا، أم أنه يذهب لبعض الجيوب فقط؟

إن الأساس في هذا الدعم أن يذهب للمشاريع المسرحية الكبرى، والتي لها رؤيتها الواضحة، ولها مخططاتها المضبوطة، ولها أهدافها المرسومة، ولها أسسها النظرية والفكرية والجمالية، والتي تتجمع داخل ورشات أو داخل مجموعات مسرحية للبحث والتجريب، وهذا مع الأسف ما ليس له وجود، لأن الدعم يعطى لشخص من الأشخاص، وليس لمسرح يتحلق حوله كتاب ومخرجون وممثلون وتقنيون من أجل الوصول إلى هدف من الأهداف.

 سؤال الفن والأخلاق يطرح نفسه بشدة، وهو موضوع سجال بين المشتغلين في المجال الفني، كيف تنظرون لهذه الثنائية؟

الفن أساسا جمال، وكل الفنون جميلة بالضرورة، وليس اعتباطا أن أطلق عليها اسم "الفنون الجميلة"، وليس الفنون القبيحة.

نعرف أن الأخلاق جمال أيضا، وهي جمال نفسي وذهني وروحي بكل تأكيد، وما يقوم به الفنان دائما هو أنه يعطي الناس ما عنده، فمن كان غنيا في داخله انعكس هذا الغنى على شعره وعلى مسرحه وعلى لوحته التشكيلة، أما من كان فقيرا أو كان بداخله قبح وعطب وفراغ وخواء، فإن فنه لن يعكس إلا هذا الخواء ولا شيء غيره.

أعتقد أن هذه القضية هي أساسا قضية مغلوطة، ويثيرها دائما الإعلام وليس أهل الفن والإبداع، والمهم هو أن يكون الفنان حرا، وأن يكون مسؤولا في حريته، وأن يطرح الأسئلة الحقيقية حول الموضوع الحقيقي في التوقيت الحقيقي، وأن يعرف أن المبدع الحق لا يتوخى الإثارة المجانية، وأن وهم كسر التابوهات وقتل الأب وتدمير البنيات الأخلاقية القديمة والتشكيك المجاني في البديهيات وفي المسلمات وفي كل شيء، كلها كلام إعلام وليس كلام فن وفكر وثقافة.

 أنتم من الذين يؤمنون بأن المسرح رسالة، هل ما زالت هناك رسالة؟

ليس الفن وحده هو الرسالة الوحيدة في هذا الوجود، ذلك لأن كل ما في الطبيعة وفي الوجود وفي هذه الحياة يبدع الرسائل ويبعثها ويتلقاها، وماذا نسمي الرياح والعواصف والبرق والرعد وزقزقات الطيور أليست رسائل أيضا؟ ولماذا أوجد الإنسان اللغة، أليس من أجل أن يبعث الرسائل؟ وماذا يمكن أن يكون الرقص، أليس رسالة بالجسد؟

ولهذا فإنني لا أومن بأن يكون الاحتفال المسرحي تجمعا بشريا بلا معنى، أو أن يكون ما يقوله الشاعر والمغني بلا معنى، وأن تكون كل هذه الحياة بلا معنى. وبالرجوع إلى كبار الكتاب المسرحيين في التاريخ سنجد أنهم كانوا دائما أصحاب رسائل ذات معنى، وفي كتابي الأخير "الرحلة البرشيدية" فصل يحمل عنوان "حوارية الرسول والرسالة"، وفيه أطرح مسألة رسالية الفن، بين من يبعث هذه الرسائل ومن يتلقاها، وبين من يريد أن يمنعها، وبين من يقدر قيمتها الحقيقية، وبين من لا يعرف خطورتها الجمالية والوجدانية والفكرية.

"
تعودت أن أقول دائما في كتاباتي إنني كاتب عمومي، وإنني أنصت لنبض الناس ولنبض الحياة وأكتب، وإنني أحدث الناس عن همومهم وقضاياهم
"
ولقد تعودت أن أقول دائما في كتاباتي إنني كاتب عمومي، وإنني أنصت لنبض الناس ولنبض الحياة وأكتب، وإنني أحدث الناس عن همومهم وقضاياهم.

من واجب الفنان أن يدبج الرسائل الجميلة والمفيدة والممتعة، وإلا فما معنى أن يكتب؟ وفي المقابل فإنه ليس من حق أية جهة أن تفرض على هذا الفنان مضمونا معينا ورأيا معينا وموقفا معينا، وقديما قال العرب "لا تقل للمغني غنِّ"، نعم، ولا تقل للكاتب ماذا يكتب، أو ماذا عليه أن يكتب.

 هل نجح المسرح العربي في خلق هوية خاصة به أم أنه غارق في النقل والتقليد؟

هذه الهوية موجودة فعلا، ولقد كانت دائما موجودة، وهي تحصيل حاصل ولا تحتاج لكل هذه الضجة الكبرى، وبالتأكيد فإن ما ينتجه المسرحي هو مسرح بالضرورة، وإن ما يبدعه المسرحي العربي هو مسرح عربي أيضا، ولا أحد يمكن أن يعطي عطاء فنيا جديدا إلا بما لديه، وبما في شخصيته، وبما في ذاكرته، وبما في ثقافته، وبما في تاريخه ولغته وفنونه.

وبالرجوع إلى هذا المسرح فإننا سنجد فيه القضايا العربية والأسئلة العربية، ونجد فيه روح الإنسان وروح المكان وروح الزمان. وهذه الحقيقة -على بساطتها- قد يغفل عنها بعض المسرحيين العرب، ويذهبون للبحث عن مسرحهم خارج شروط هذا المسرح، والتي هي شروط ذاتية وموضوعية في نفس الوقت.

هذه الحقيقة هي التي أدركها الكاتب المسرحي النيجيري وولي سوينكا، وعبر عنها في مقولته "النمر الأفريقي الذي استعاد نمريته"، والذي اعتقد -لزمن ما- أنه من الممكن أن يكون غيره، وأن يصبح دبا روسيا مثلا، ونفس هذه الفكرة هي التي بنى عليها المثقفان الأفريقيان ليوبولد سيدار سنغور وإيمي سيزير تيار "الزنوجية" وفاء لزنوجيتهما التي هي المنطلق الأساس في عالمهما الفكري والإبداعي.

ويمكن أن نشير إلى أن أكبر مشروع مسرحي وأصدقه وأخطره في العالم العربي هو المشروع النهضوي الكبير الذي بدأ مع مارون النقاش، واستمر مع أحمد شوقي وصلاح عبد الصبور في المسرحية الشعرية، ووصل إلى التيار التأصيلي مع يوسف إدريس وعلي الراعي والطيب الصديقي والمنصف السويسي ويوسف العاني، ووصل إلى التيار الاحتفالي في أواسط السبعينيات من القرن الماضي مع جماعة المسرح الاحتفالي في المغرب وإلى مسرح الحكواتي في لبنان وفلسطين.


الاثنين، 19 فبراير 2018

"صابر عياشي" يمتع الجمهور العزاب بمونودراما "العساس" يقدم خارج إطار المنافسة

مسرحية "الاغتراب" ألم الروح ..والهجرة داخل الوطن

الإحتفاء بالمخرجة المغربية إيزة جنيني في مهرجان الرشيدية السينمائي في دورته العاشرة

مجلة الفنون المسرحية

الإحتفاء بالمخرجة المغربية إيزة جنيني في مهرجان الرشيدية السينمائي في دورته العاشرة 


يحتفي مهرجان الرشيدية السينمائي في دورته العاشرة ما بين 18 و 22 أبريل 2018 بالمخرجة المغربية إيزة جنيني. 
وسيتم خلال أيام المهرجان عرض ومناقشة مجموعة من أفلام المخرجة، و تنظيم ندوة علمية وطنية حول تجربتها السينمائية بمشاركة عدة أساتذة جامعيين و نقاد سينمائين. إضافة إلى عرض مجموعة من الأفلام التي تميزت على الساحة الوطنية مؤخرا وذلك بحضور مخرجين وممثلين مرموقين على الساحة السينمائة.
كما سيتم خلال أيام المهرجان تنظيم مجموعة من الورشات التكوينية واللقاءات المفتوحة مع ضيوف الدورة وكذا مسابقتين رسميتن في الفيلم الروائي القصير والفيلم الوثائقي. 
وتتميز هذه الدورة بتنظيم لقاء على السينما العراقية - ضيف هذه الدورة - مع عرض مجموعة من الأفلام العراقية القصيرة المتميزة.

انتهاء اعمال المشاهدة والفرز للأفلام في مهرجان " ٣دقائق في ٣ أيام السينمائي"

مسرحية «نصف ساعة حلم» أبهرت الحضور وحصدت الجوائز

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية «نصف ساعة حلم» أبهرت الحضور وحصدت الجوائز

المنامة – بدور المالكي  - سيدتي نت 


ثلاثة فنانين بحرينيين من ذوي الإعاقة، استطاعوا أن يقدموا نصاً مسرحياً مبدعاً «نصف ساعة حلم»، من تأليف وإخراج جاسم طلاق، وتمثيل محمد الحمري، وليد بشير، ومصطفى القرمزي، أبهر الحضور وشد انتباههم وجعلهم يحصون الأنفاس، ويخيم الصمت على المسرح انبهاراً بروعة الأداء، لتحصد المسرحية، جائزة أفضل ممثل من الأشخاص ذوي الإعاقة كانت من نصيب وليد بشير، وجائزة الموسيقى والمؤثرات الصوتية لفني الموسيقى علي العلوي، وذلك خلال فعاليات المهرجان المسرحي الرابع للأشخاص ذوي الإعاقة لدول مجلس التعاون الخليجي، والذي تقيمه وزارات التنمية في كل دول مجلس التعاون الخليجي على أرض سلطنة عمان.
المسرحية التي قدمها فنانون من ذوي الاحتياجات الخاصة من مركز الحراك الدولي، وبدعم من جمعية الصداقة للمكفوفين، تناولت الجانب الفكري، ومثلت أسلوباً جديد بالمسرح في هذا المهرجان، جسد العرض تمثيلاً الفنانون محمد صالح، ووليد بشير، ومصطفى القرمزي، وبمشاركة عازف الكمان الرائع الفنان علي العلوي، والفنان سالم الجارح في المؤثرات الموسيقية، والفنان وليد الدوسري في متابعة التدريبات والإنتاج، وأشرف على التدريبات فاتن كمال، وشريفة المالكي، وقد أبهر الممثل وليد بشير الحضور بسطوة إحساسه المتدفق وروحه المرحة، وعمق استيعابه للشخصية التي جسدها على المسرح.
المسرحية والتي كان لها مشاركة في مهرجان مسرح الريف في البحرين، تم عرضها بحضور سفيرة النوايا الحسنة منيرة بنت هندي، بعد حضور الفريق من سلطنة عمان في عرض جماهيري حافل في صالة مركز سلمان الثقافي، وشهدت إقبالاً واسعاً.






مسرحية "خواطر شبحة" تنعش المسرح النسائي في السعودية

الأحد، 18 فبراير 2018

صدور كتاب " محمود مراد رائد المسرح المدرسي " تأليف أ.د.سيد علي اسماعيل

الفنان د. جبار جودي العُبُودي يقرر الترشيح رسمياً لإنتخابات نقابة الفنانين العراقيين - منصب النقيب لنقابة الفنانين العراقيين 2018

مجلة الفنون المسرحية

الفنان د. جبار جودي العُبُودي يقرر  الترشيح  رسمياً لإنتخابات نقابة الفنانين العراقيين - منصب النقيب لنقابة الفنانين العراقيين 2018


وقد أكد الفنان الفنان د. جبار جودي العُبُودي انه من أجل النهوض بهذه المؤسسة العريقة ولكي تمارس مهامها وعملها وانتاجها بشكل صحيح ومستمر ومحتدم وفاعل ومؤثر إرتأينا أن يكون البرنامج الإنتخابي كخطة عمل من ثلاث مراحل قابلة للتنفيذ وليست حبراّ على ورق :
• أولاً : الأولويات .. ويتم إنجازها خلال الستة أشهر الأولى من تسنّم المهام .
• ثانياً : المدى القريب وهي خلال السنة الأولى وتمتد الى النصف الأول من السنة الثانية من تسنّم المهام .
• ثالثاً : المدى المتوسط والبعيد : الخطة المتوسطة تمتد من سنتين الى ثلاث سنوات والخطة البعيدة المدى من ثلاث سنوات الى ستة سنوات .
أولاً : الأولويات :
1- يدخل في بابها بشكل بديهي التنظيم المتكامل لآليات عمل النقابة وتفعيل مهامها الحاسمة في صيانة حقوق الفنان وأن تكون واجهة نفخر بالإنتماء لها كفنانين أعضاء .
2- السعي الحثيث لدى مجلس النواب ورئاسة والوزراء ورئاسة الجمهورية لغرض استصدار قوانين وتشريعات تصب في مصلحة الفنان أولاً وأخيراً لغرض صيانة حقوقه الإنسانية والفنية وإعلاء شأن الفنان في كل المحافل الإجتماعية والسياسية والإقتصادية لأن الفنان هو الشمعة التي تنير ظلام الجهل والتخلف ، وهذه الأولويات تحتاج الى تكاتف من جميع الفنانين في الإلتفاف حول ادارة النقابة الجديدة لغرض الدخول في سجالات عريضة لنيل الحقوق ونحن قادرين على ذلك إنشاءالله .
3- العمل الإحترافي الرقمي للنقابة عن طريق موقع الكتروني محترم وصفحات تواصل اجتماعية متنوعة تكون فاعلة في تحقيق التواصل اليومي والفاعل بين الداخل والخارج أفراداً ومجاميع .
4- الغاء الرسوم المالية لكافة معاملات الفنان في نقابته والإكتفاء بوصولات قبض رسمية بمبالغ رمزية جداً لإدامة عمل الإدارة .
5- إنشاء صندوق مالي ذو سقفٍ عالٍ لرعاية الفنان العراقي في كافة ظروفه .
6- إعفاء الفنانين الرواد من كافة رسوم تجديد الهوية الخاصة بالنقابة ويكون التجديد لهم تلقائياً كل سنة ويتم تحديد ذلك بضوابط يضعها المجلس المركزي المنتخب الجديد للنقابة .
7- التنسيق التام بين المركز وفروع النقابة في إحتضان العمل الفني للمجاميع والأفراد وبدعم تام من المركز .
ثانياً : المدى القريب :
بالتعاون التام مابين المجلس المركزي والشعب الفنية المختلفة والفروع في المحافظات يتم وضع برنامج متكامل يتم عرضه على الهيئة العامة لغرض مناقشته وإبداء الرأي فيه وهذا البرنامج يتضمن آليات متعددة منها :
1- الإيرادات المتحققة للنقابة من أموال وكيفية تحصيلها والجهات المانحة للعمل النقابي والتأثير عليها وإيجاد طرق جديدة للتمويل .
2- تفعيل دور النقابة في تعزيز الإنتاج الفني لمختلف التخصصات أفراداً ومجاميع .
3- تقوم الشعب الفنية وفروع النقابة في المحافظات بوضع خطة عمل سنوية طموحة لتفعيل التخصص ويكون باب النقابة مفتوحاً على مصراعيه لجميع الفنانين الفاعلين في الداخل والخارج .
4- إيجاد تفصيلات إدارية من خلال المجلس المركزي والشعب المتخصصة لفناني المهجر وكيفية التنسيق لتكون النقابة حاضرة معهم ومؤثرة لهم وتعزيز دورهم الفني داخل وخارج العراق .
5- تأخذ النقابة على عاتقها إقامة مجموعة من التفاهمات والتوافقات مع مختلف الفعاليات والمهرجانات الثقافية والفنية داخل العراق وخارجه لأجل دعم الحضور العراقي في كافة المجالات الفنية المتنوعة .
6- تتبنى النقابة إقامة مهرجانات سنوية بشكل دوري لكافة التخصصات الفنية بشكل عملي ومدروس لأجل تفعيل الحركة الفنية العراقية محلياً ودولياً .
7- السعي الجاد الحثيث لأجل تكريم الفنانين في حياتهم عن طريق الحصول على قطع أراضي ورواتب ثابتة للرواد وجيل الوسط والشباب الفاعل .

ثالثاً : الخطة المتوسطة والبعيدة المدى :
1- العمل على تنويع مصادر الدخل المالي للنقابة عن طريق إيجاد أرضية استثمارية تضمن عائدات مالية جيدة لتسيير عمل النقابة ونشاطاتها .
2- إرساء وتعميق الوعي الجمعي العام بضرورة الفن في الحياة الإجتماعية عن طريق النشاط الفني والثقافي والتوعية المستمرة .
3- المبادرة الى تثقيف المجتمع فنياً عن طريق توسيع دائرة النشاطات الفنية الفعلية لتمتد الى القرى والأرياف والقصبات والمدارس بشراكة تامة بين المركز وفروع النقابة في المحافظات كافة .
4- تثبيت العمل الإداري وترسيخه ليكون قاعدة محترمة في ديمومة عمل النقابة المستقبلي في جميع النواحي .
5- إيجاد سبل كفيلة بإنشاء مجمعات سكنية للفنانين تتوافر على مواصفات عالمية مع تفعيل انشاء مدينة فنية متكاملة وضخمة بمواصفات ممتازة .
6- السعي بشكل جاد ومدروس لأجل إنشاء مرافق فنية متكاملة لديمومة عمل التخصصات كافة من مسرح وسينما وفنون تشكيلية  .

الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع المسرح القومي السوداني تختتم ورشة تصميم الإضاءة المسرحية

مجلة الفنون المسرحية


الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع المسرح القومي السوداني تختتم ورشة تصميم الإضاءة المسرحية 


نظمت الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع المسرح القومي السوداني ورشة تصميم الإضاءة المسرحية  في الفترة من 8-18فبراير الجاري بإشراف مصمم وخبير الإضاءة الفنان محمد المراشدة والمهندس علي سعادة وبعد وصولهم فجرالأربعاء 7فبراير وكان في استقبالهم الأستاذ محمد شاطر صادق مدير المسرح القومي بمطار الخرطوم ومن ثم إلي فندق الزهرة الجديدة _الخرطوم .

صبيحة الخميس 8فبراير افتتحت ورشة الإضاءة المسرحية بكلمة الأستاذ عبدالله حسب الرسول مدير مدير الإدارة العامة للفنون المسرحية مرحبا ب الاخوة الخبراء وشاكراً الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الأستاذ إسماعيل عبدالله والأستاذ غنام غنام مسؤل الاتصال والإعلام بالهيئة ومتفائلا بالشراكة مع الهيئة .. وايضا أكد المخرج حاتم محمد علي منسق الورشة علي اهمية هذه الشراكة والدور الذي تقدمه الهيئة في كافة مناحي الحياة المسرحية ومؤكدا علي نوعية التدريب المتخصص لعناصر العرض المسرحي .

ثم عبرالأستاذ محمد المراشدة عن سعادته ووجوده بين أهله في السودان مقدما الطريقة المنهجية في التدريب .

يجدر ذكره أن إفتتاح الورشة بدأبعدد 36 إلا أنه تضاعف في اليوم الثاني رأت الادارة انها مؤشر إيجابي للبداية  وحافز لاستفادة اقصي عدد من المتدربين .

استطاع مصمم الإضاءةالمراشدة والمهندس علي سعادة تجاوز ضعف أجهزة الإضاءة علي خشبة المسرح القومي ام درمان وحرارة الطقس أثناء ساعات التدريب يكثير من العطاء وتفاعل المتدربين. نظمت إدارة الورشة زيارة يوم الثلاثاء 6 فبراير  لمسرح قاعة الصداقة بالخرطوم وذلك للتعرف علي مزيد من التقنيات في المسارح المختلفة .

احتقي المتدربون وفي يوم مختلف بخبراء الورشة حيث نظموا رحلة ترفيهية يوم الجمعة 16فبراير لمنطقة الشجرة بالخرطوم.

اختتمت الورشة أعمالها يوم السبت 17فبراير بيوم عملي تطبيقي لتقنيات وتصميم الإضاءة حيث قدمت 6 مشاهد مسرحية عبر عنها محمد المراشدة بانه شاهد مهرجان وليس مشاهد وأنها كانت مدهشة وغاية في الجمال .. وفي ختام اليوم جدد الأستاذ محمد شاطر الشكر للهيئة العربية للمسرح والخبراء مؤكدا علي نجاح الورشة والدليل علي ذلك ان المشاركين بلغ عددهم 54 متدرباً وهذا يؤكد علي جاذبية التدريب متمنيا  استمرار التعاون والشراكة.ثم تكريم الخبراء وختاما ً تم  توزيع الشهادات للمشاركين في الورشة بتوقيع الأستاذ إسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة  العربية للمسرح .

المخرج المسرحي وخلفيته الثقافية

مجلة الفنون المسرحية

المخرج المسرحي وخلفيته الثقافية

سامي عبد الحميد - المدى 

لاحظت في الأونة الأخيرة أن عدداً من المخرجين المسرحيين الجدد في بلدنا وفي البلدان الأخرى تنقصهم الثقافة العامة والثقافة الفنية ويعتمدون في عملهم الأخراجي بالدرجة الأولى على مخيلتهم ومعرفتهم المبتسرة التي حصلوا عليها من خلال عملهم مع مخرجين آخرين أو من خلال قراءاتهم القليلة.

صحيح أن للموهبة والخيال الواسع اهميتهما في عملية الأخراج المسرحي إلا أن التزود بالمعرفة العامة وبالمعرفة الخاصة اهميتها الأعظم. وصحيح أيضاً أن هناك عدداً من الكتب المختصة في الأخراج المسرحي قد وصلتنا مترجمة عن الانكليزية وعن الروسية إلا أن هناك عدداً أكبر لم يصل إلينا لحد الآن وإن هناك عدداً آخر قد وصلنا إلا أن العديد من المخرجين الجدد لم يطلعوا عليها أو لم يدرسوها دراسة وافية. وهنا سأتعرض إلى أربعة من تلك الكتب التي أراها ضرورية ليتعلم من الأخراج المسرحي وحرفياته.
أول الكتب الأربعة هو (العناصر الاساسية لأخراج المسرحية) للمنّظر الكبير (الكساندر دين) والذي ترجمته بنفسي وترجمته أحدى الاكاديميات المصريات بعنوان (أسس الأخراج المسرحي) واعتقد أن أي مخرج لم يقرأ الكتاب لا يمكن أن يكون مقتدراً بما فيه الكفاية. ويركز الكتاب في عناصر الإخراج الخمسة (التكوين، والتفسير الصوري، والحركة، والايقاع، والتعبير الصامت) على الجانب البصري في العرض المسرحي ويقدم لنا (دين) في كتابه تفاصيل وتمارين عن كل عنصر من تلك العناصر. ومن تلك التفاصيل ما يتعلق بالتوازن وبالتتابع وبالتأكيد وبالتنويع. 
الكتاب الثاني المهم في تعليم حرفية الأخراج المسرحي هو (المخرج فنان، الأخراج المسرحي المعاصر) لمؤلفيه (أر. أج. أونيل) و(أن. أم. بورتر) والذي ترجمته هو الآخر بنفسي وصدر عن (مكتب الفتح) ببغداد. وفي هذا الكتاب يتطرق المؤلفان إلى أحدى عشرة مهمة يقوم بها المخرج المسرحي في انتاج العرض المسرحي، وهي على التوالي: 1) أن يكون ممسرحاً، أي أن يكون على معرفة بحرفيات العمل المسرحي وتقنياته. 2) أن يكون ناقداً، أي أن يكون قادراً على تقييم النص المسرحي ومدى صلاحيته للعرض وللتأثير في الجمهور. 3) أن يكون محللاً، أي أن يكون قادراً على تحليل معاني النص المسرحي الظاهرة والخفية واكتشاف دلالات العناصر السمعية والمرئية والحركية. (4) أن يكون مفسِراً لما حلل بواسطة أرواق المسرحية وهي الممثل والزي والمنظر والاضاءة والمؤثرات الأخرى. (5) أن يكون مؤرخاً، أي أن يكون عارفاً بتاريخ الأمم وحضاراتها بصورة عامة حيث يحتاج تلك المعرفة عندما يتصدى لإخراج مسرحية تاريخية. (6) أن يكون مصمماً، أي أن يكون على معرفة بعناصر التصميم للمنظر وللزي وللأضاءة ومتطلباتها وحرفياتها. (7) أن يكون ممثلاً، أي أن يتحلى بموهبة المحاكاة وتبني أبعاد الشخصيات الدرامية ويكون عارفاً بأساليب التمثيل المختلفة ونظرياتها. (8) أن يكون مدرباً، أي أن يمتلك القدرة على توجيه الممثلين في مجالات الأداء الصوتي والجسماني ووسائل التعبير عن الأفكار والمشاعر. (9) أن يكون منظِماً، أي له القدرة على تنظيم طاقم العمل المسرحي وواجبات كل فرد فيه بحيث يتعاون كل منهم في دعم رؤيته. (10) أن يكون متفرجاً، أي أن يضع نفسه في موقع المتفرج وينظر إلى عمله على وفق المسافة الجمالية لكي يتفادى الوقوع في الأخطاء. (11) أن يكون مديراً، أن يكون قادراً على إدارة العمل المسرحي من بدايته حتى نهايته، أي من اختيار النص والممثلين والمصممين والبناية، الى التمارين وتنظيمها والدعاية للعمل والترويج له وإدارة أنتاجه.
الكتاب الثالث الذي اقترح على المخرجين دراسته فهو المعنون (الأخراج المسرحي) لمؤلفه (هتج نيلمز) ومترجمه (امين سلامة) والصادر عن (مكتبة الانجلو المصرية) فيحتوي الموضوعات التالية: 
(1) التنظيم ويقصد به توزيع مهام العمل المسرحي ابتداءً من إدارة الانتاج ومروراً بإدارة المسرح وانتهاءً بالعرض المسرحي. (2) المسرح، ويقصد به مكان التمثيل والعرض ومكوناته ومتطلباته وجغرافيته. (3) النص ويقصد به كيفية اختيار النص المسرحي الصالح للعرض واعداده للعمل (4) ترجمة المسرحية ويقصد بها إبراز القيم العقلية والعاطفية والجمالية الصرفة وكيفية اكتشافها والتأكيد عليها وما يتعلق بالفكرة الرئيسية للمسرحية. (5) المبادئ والوسائل ويقصد بها – التنوع والابتكار والدوافع والتسويق. (6) توزيع الأدوار ويقصد به كيفية اختيار الممثلين على وفق تناسبهم مع الشخصيات الدرامية و(التشكيلات ويقصد به خلق التكوينات المعبرة على وفق مناطق المسرح وأهميتها وعلى وفق مبدأ التأكيد على المهم والأهم. (7) الحركة ويقصد بها حركة الممثلين وأنواعها واشكالها وقيمها وتسري على الايماءة والشغل المسرحي الذي يخلق الصفات الحياتية في العرض المسرحي (8) الالقاء ويقصد به تلفظ الكلمات واظهار معانيها ما يتعلق بمخارج الحروف وتنغيم الجمل وإيقاعها وتنويعاته وعلاقة ذلك بالمعنى. (9) خلق الشخصية وتحويل صفات الممثل إلى صفاتها. (10) الاداء في الكوميديا. وتقنيات الإضحاك. (11) تصميم المنظر ووظيفته وقيّمه وكيفية بناءه وتركيبه ورسمه وتكوينه. (12) الملحقات – الاكسسوار وانواعه. (13) الأزياء وعلاقتها بالشخصية الدرامية وأنواعها. (14) الماكياج وعلاقته بالشخصية وعلاقة ألوانه بألوان الأضاءة. (15) الأضاءة وأنواعها واجهزتها ووظائفها. (16) الخطة الأخراجية وكيفية تنفيذها والتمارين وتطورهما.
الكتاب الرابع الذي أنصح بدراسة محتوياته بتمعن فهو (الأخراج في مسرح ما بعد الحداثة) لمؤلفه (جون وايتمور) والذي هو الآخر قمت بترجمته وصدرت الترجمة عن دار المصادر ببغداد. وتكمن أهمية هذا الكتاب المتخصص في تعرضه لتشكيل الدلالات في العرض المسرحي وكيفية استخدام المخرج لعلم الدلالة ونظم العلاقة المسرحية البصرية والسمعية والحركية. ويتعرض الكتاب إلى أعمال أبرز مخرجي مسرح ما بعد الحداثة أمثال (روبرت ويلسون) و(ريجارد فورمان) و(مارتا كلارك) و(بيتر بروك) ويتطرق الكتاب إلى النظم الدلالية لدى الجمهور ولدى الممثل اضافة إلى النظم البصرية والسمعية المختلفة.
هناك عدد آخر من الكتب المتخصصة في فن الأخرج لمؤلفين عرب وعراقيين وأخرى لمؤلفين أجانب ولكن لم يصلنا من هذه الأخرى ترجمات وأذكر منها كتاب (فن انتاج المسرحية) لمؤلفه (جون دولمان) وتكمن أهميته في تعرضه لمبدأ التعاطف ومبدأ المسافة الجمالية في الفن الجميل عموماً وفي الفن المسرحي بوجه خاص. أما موضوعاته الأخرى فلا تختلف عن تلك المذكورة في الكتب المشار إليها سلفاً. وهناك كتاب بعنوان (مسرح جديد لمسرح قديم) لمؤلفه (موردخاي كوريليك) وفيه يذكر مؤلفه إن الكثير من تقنيات الأخراج المسرحي في المسرح الجديد تقتبس من تقنيات المسرح القديم. ويتعرض إلى نوعين من الانتاج المسرحي هما الأنتاج الايهامي الذي تقترب عناصره من الواقع والانتاج اللاايهامي الذي يعتمد على مبدأ (التمسرح) ويبتعد عن مبدأ الأيهام بالواقع. وهناك كتاب مهم بعنوان (الأبداع المسرحي) لمؤلفه (اوغست سنتاوب) الذي يتعرض فيه إلى أوجه ثلاث للعرض المسرحي هي (المسرح البصري) الذي يشمل كل ما يرى في الصورة المسرحية، و(المسرح السمعي) الذي يشمل كل ما يُسمع في العرض المسرحي : و(المسرح الحركي) الذي يشمل كل ما يتحرك من العرض المسرحي – الممثل والمنظر والاضاءة. واشير أيضأً إلى كتاب بعنوان (فن وحرفة الانتاج المسرحي) لمؤلفه (بيرنارد هيوبت) ويتعرض المؤلف فيه إلى أنواع المسرحيات من الناحية الجمالية وأنواعها من الناحية الأدبية وأنواعها من الناحية البنائية وكيفية معالجة كل نوع إخراجياً. وأخيراً وليس آخراً هناك كتاب بعنوان (الأخراج المسرحي) لمؤلفيه (ديفيد سيفرز) و(هاري ستيفر) و(ستانلي كاهان)، ففي الفصلين الأول والثاني من الكتاب يتعرض المؤلفون إلى ظروف الانتاج المسرحي وتحديات الأخراج وكيفية اختيار النص المسرحي. ويكرس الفصل الثالث لموضوعة تفسير المخرج للنص المسرحي ويكرس الفصل الرابع للوجه البصري في العرض المسرحي. ويتعرض الفصل الخامس إلى الحركة على المسرح وغرضها وأنواعها، ويتعرض الفصل السادس من الكتاب إلى تقنيات الإخراج في المسارح الأخرى غير مسرح العلبة، ويتعرض الفصل السابع إلى استخدام الصوت في العرض المسرحي، ويتعرض الفصل الثامن إلى التشخيص ، أي صفات الشخصية وابعادها واهدافها وفي الفصل التاسع يتعرض المؤلفون إلى الأيقاع وتصاعده نحو الذروة. وفي الفصل العاشر والأخير يشرح المؤلفون تفاصيل اختيار الممثلين وإجراءات التمارين. ويبدو لي أن المؤلفين قد اعتمدوا كثيراً على كتاب الكساندر دين المشهور ومن هذا الاستعراض لعدد من الكتب المتخصصة في الأخراج المسرحي أبغي تذكير المخرجين المسرحيين ومن أية مرتبة كانوا ومن أي جيل بأن التزود بالمعرفة الفنية والحرفية هي التي تؤهلهم لتصدي عملية وفن الأخراج المسرحي وتساعدهم على تحقيق النجاح في عملهم وإن الاكتفاء بالموهبة والرغبة الذاتية لا يساعدانهم في قيادة فريق العمل المسرحي نحو تقديم ما هو أفضل.





السبت، 17 فبراير 2018

هيثم عبدالرزاق:الاكاديمية دائما تُخرّج أجيالاً موهوبة.. والبيئة تتحكم بوجودهم ضمن المشهد الفني

مجلة الفنون المسرحية

هيثم عبدالرزاق:الاكاديمية دائما تُخرّج أجيالاً موهوبة.. والبيئة تتحكم بوجودهم ضمن المشهد الفني

حاورته: زينب المشاط  - المدى



التخيّل الطريق الأول الذي قاده نحوّ الفن، حيث كانت مُخيلته وروحه باحثة مُستشرفة للمستقبل، وقد يكون عمله في مجال المسرح وإحترافه لهذا الفن يعود الى فضوله الباحث عن الغد، ذلك أن مجال المسرح لا يعرف العودة للماضي أو استعادته بل التهيئة للمستقبل واستكشافه، مشاهدة التلفزيون في طفولته كانت واحدة من أسباب إثارته وشغفه الفني، ليجد بعدها نوعاً من الاستجابة بين التلفزيون والمخيلة وإشباع الفضول..
دخل كلية الفنون الجميلة بشكل قدري، لتقوده الصدفة بعد الأقدار لدخول قسم المسرح رغم أنه كان ينوي أن ينضم الى قسم الفنون التشكيلية ولكن للصدف دورها الفاعل وهو رجلٌ مؤمن بلعبة الصدفة، في كلية الفنون اختاره عميد المسرح سامي عبد الحميد لتجسيد دور في مسرحية كلكامش واستطاع أن يُثبت امكانياته المسرحية ضمن حدود الاكاديمية...

أولى انطلاقاته المسرحية المعروفة في مسرحية "حكاية صديقين" إخراج سامي عبد الحميد ايضا لفرقة الفن الحديث وكان هذا العمل الخطوة الاولى نحو الاحتراف، لتتوالى بعدها الاعمال المسرحية، حتى عام 2004 حين قدم العمل المسرحي الاقرب الى قلبه "اعتذر استاذي لم اقصد ذلك" وهو عمل مسرحي شعبي قدمه في مهرجان القاهرة الدولي وحصد من خلاله جائزة المهرجان، شارك أيضاً في أعمال درامية كثيرة أخرها البنفسج الأحمر، إلا ان العمل الدرامي "مها" كان الأقرب اليه ذلك أن شخصيته انطبعت في ذاكرة المشاهد العراقي من خلاله، مؤخراً شارك الفنان والمخرج المسرحي هيثم عبد الرزاق فيلماً سينمائياً وللمرة الاولى بعنوان "بغداد في خيالي" ، مسيرته الفنية طويلة غنية بالتجارب والاحداث التي حاولت المدى ان تستعيدها من خلال حوار لنا مع الفنان:

• عملت مع مخرجين كثر ولكن المخرج ناجي عبد الأمير أكثر من استطاع إظهار امكاناتك؟
- ولماذا لا نقول العكس؟ في الواقع حين يلتقي شباب مع بعضهم بحيث يكونون متكافئين فكرياً وثقافياً وأدائيا سينجحون فيما يقدموه، ناجي عبد الأمير من العقول الممتازة وانا أيضاً أعدّ من الجيدين في وقتي، وقد التقينا لقاء المتكفائين وهذا سبب نجاح اي مشروع أعني "التكافؤ"، لقد كُنا مجموعة حالمين إلتقت احلامهم مع بعض من خلال مجاميع من الأفراد ضمن جيل متقارب بأفكاره وصنعنا او حاولنا صناعة حلم مشترك وكنا متحمسين ومندفعين لذلك وتحركنا بالشكل الصحيح من خلال الانتماء للمستقبل، إلا أن ما يُعانيه الفن اليوم هو مشكلة عدم وجود تكافؤ بين ممثل أو مخرج وأحياناً يكون الممثل أكثر وعياً وأرقى من المخرج أو العكس.

• ألا تعتقد إن مهمة المخرج تكمن أيضاً في كيفية إظهار امكانيات الممثل؟
- أنتِ تتحدثين عن الواقع وطلبتي مني الحديث عن الواقع ولم تطلبي مني الحديث عمّا يفترض ان يكون دائما، لو تحدثنا عن المفروض فهو يجب ان يختار المخرج الممثل وأن يعرف المكان المناسب لوضعه به وإبراز امكاناته، يحب أن تكون للمخرج ستراتيجية عمل لخدمة المشروع الاخراجي بأكمله، ولكن حين يضع المخرج الممثل في مكان ليس ضمن الخارطة سيؤدي الى انهيار الممثل والعمل.

• أغلب نجوم السينما انطلقوا من المسرح، قدمت أعمال للتلفزيون وبعض الافلام السينمائية القصيرة وأعمال مسرحية، إضافة الى التجربة الاخيرة السينمائية بوصفك عملت بعض الافلام كيف يصف الفنان المسرحي عمله السينمائي؟
- الدراسة الاكاديمية هنا مهمة جداً وتلعب دوراً كبيرا للتمييز بين الاداء السينمائي والمسرحي والتلفزيوني، على سبيل المثال أن اي حركة اضافية في السينما تعدّ في غير محلها اذا كانت زائدة، لأن الشاشة كبيرة وتظهر الحركة بشكل اكبر الراحل ابراهيم جلال كان يقول دائما " حين تقومون بحركة صغيرة في السينما تظهر بقدر الدنيا لأن الشاشة السينمائية كبيرة جداً" أي التعبير عن الحزن في السينما يمكن أن يظهر بحركة بسيطة في ملامح الوجه بينما الانفعال المسرحي يكون أكبر بكثير لإظهار مدى الحزن على سبيل المثال، في المسرح الحركة أكثر حرية وأكبر وإذا عجز الممثل عن التمييز بين الحركة المسرحية والسينمائية فلن يستطيع أن يؤدي الفنان المسرحي دوراً سينمائياً، على سبيل المثال "بيتر أوتول" مسرحي كبير إلا انه حين شارك في فيلم لورنس العرب سنجد أ• كيف يستطيع الفنان أن ينتقل بين الاداء المسرحي والسينمائي والدرامي دون الوقوع في شباك الخطأ واللبس بما إننا تحدثنا في السؤال السابق عن هذا الموضوع بعض الشيء؟ 
ان أداءه المسرحي واضح في عمله السينمائي، وحين انتقلت من المسرح للتفلزيون وعملت مع الفنانة هند كامل اذكر انها نبهتني أن أحذر من أن يأخذني الاداء المسرحي في أدائي التلفزيوني ذلك أن آلية المسرح كانت باقية في جسدي ، أما الآن حين تقارنين عمل البنفسج الاحمر ستلاحظين الفرق الكبير بين الاداء التلفزيوني سابقاً والآن وهذا أيضاً يعود لنضج تجربة الفنان .

- الاحترافية طبعا والمهارة التي تأتي من خلال التمرين والتدريب، فالمهارة هي نتاج لمجموعة تمارين كثيفة، الجسم والعقل كمغناطيس يكتسب المهارة لتتحول الى آلية حُفظت ضمن منظومة الفنان الخاصة لهذا أعصاب الفنان في السينما والمسرح لها نظام خاص وكل هذا يأتي من خلال المهارة الناتجة عن التمرين.

• بما إننا اشرنا إلى الاحترافية، واهمية الدراسة الاكاديمية والمهارة في الاداء، نتساءل، هل مازالت كلية الفنون تعتمد على تنشئة فنانين جدد يعوّل عليهم فنياً وعلى وجه الخصوص الفنانات النساء؟
الكلية دائماً تخرج أجيالاً موهوبة، إلا إن البيئة تتحكم بوجودهم ضمن المشهد الفني فإما أن تبتلعهم البيئة أو تبرزهم ضمن المشهد، في وقتنا كانت البيئة مُساعدة اضافة الى مجموعة من الاساتذة هم مَن يبرزوا إمكانياتنا ولو وِجدنا في بيئة غير التي وجدنا بها لما برزنا، ولهذا البيئة الثقافية حالياً خالية مما يعرف بالاحتراف حالياً بعض الشيء، حيث مازال الاحتراف خارج اطار المشروع الفني او الثقافي بشكل عام كما لايوجد مشروع ثقافي ليتم من خلاله وضع الموهوب في المكان المناسب، كما يجب أن نُشير إلى أن إرادة الخريجين الموهوبين اليوم تلعب دوراً مهماً في ظهورهم كفنانين وفرض وجودهم ففي حال عدم امتلاكهم اصرار وإرادة عالية ستبتلعهم البيئة .

• لم يظهر فنان استثنائي اسماء تعلّق في ذاكرة الجمهور كما علقتم أنتم وأعمالكم حتى اليوم في ذاكرة الجمهور العراقي؟
- سنعود مرة أخرى للحديث عن البيئة، هنالك بيئتان إحداها حامية والاخرى طاردة أو مهمشة، لدينا مواهب ممتازة ولكن المشكلة بكيفية تسويقها ووضعها في أماكن مناسبة، اضافة الى دخول بعض الطارئين اليوم للوسط ومحاولتهم تسقيط الشخصيات الجيدة لذلك نحن بحاجة الى الاستقرار لتبرز هذه المواهب بشكل صحيح، ولنخلق بيئة داعمة لهذه المواهب، أزمة الحروب والمشاكل التي مررنا بها خلقت لنا خزيناً من الاعمال المهمة جداً فنحن اليوم فقط بحاجة الى استقرار لتقدم أعمال مهمة وكبيرة، وأتوقع في الفترة القادمة ستنتج مجموعة أعمال مهمة بسبب خزين عذابات انسانية مرت بحياتنا لا تحتاج سوى لاستقرار وتأمل لتُنتج كأعمال ضخمة.

• بما أننا تحدثنا عن الشباب والمواهب الجديدة وكيفية دعمها وتوفير بيئة مناسبة لتقديم نتاجها، هل الاساتذة في المجال الاكاديمي اليوم يقدمون دعماً للشباب أم أن هنالك فجوة بين الجيلين ؟
- الموضوع لا ينحسر بالدعم فحسب، الغيرة في أي مجال مشروعة ولكنها حين تتجاوز الحد المسموح تصبح أمر غير طبيعي وتسبب مشاكل كثيرة، سابقاً كان لدينا اساتذة لهم قدرة استيعاب رهيبة وجميلة للجيل الجديد رغم وجود شيء من الغيرة او عدم التقبل لبعض الاشياء أحيانا، أما اليوم فهناك طلبة بارزون في كلية الفنون يعانون أكثر مما عانيناه نحن لعدم وجود اساتذة بارزين اليوم في الكلية، استاذ التمثيل لا يمثل والاخراج لا يخرج والنقد لم يكتب أي مقال نقدي بهذا الحال الطالب الذي يبرز ضمن الاكاديمية اليوم يحاولون ان يضيقوا عليه المجال وهنا بالطبع أشير للبعض لا الكل.

• في العقدين الاخيرين تراجعت المشاركات المسرحية العراقية في المهرجانات الدولية فنحن لا نشارك ضمن المنافسات التي تقيمها المهرجانات وان شاركنا فلم نعد نحصد الجوائز كالسابق؟
- أنصح المخرجين بعدم التفكير بالمنافسات عليهم تقديم العمل الجيد والذي يتضمن امكانيات متميزة دون التفكير في دخول منافسة أو الفوز أو الخسارة، ذلك إن المنافسات اليوم اصبحت أمزجة ولجان التحكيم ايضا اصبحت أمزجة، فعلى سبيل المثال اذا كانت لجنة التحكيم في مهرجان ما مُتألفة من مجموعة من الرواد لهم قناعات بأداء معين كلاسيكي ودخل المنافسة شباب قدموا عملاً حداثياً لن تقتنع هذه اللجنة بأدائهم والعكس صحيح، لذلك لم تعد المنافسات في المهرجانات معياراً رئيسياً لمدى أهمية العمل...
وبالنسبة للمسرح العراقي فهو مسرح متفوق دائماً لأنه وليد مجتمع دراماتيكي يعمل على العواطف والانفعال العاطفي السريع انه مجتمع شاعر والدراما تطورت من الشعر، مجتمع افراده سريعوا الانفعال سواء الغضب أو السعادة او الثوران وهذا النوع من الانفعالات يناسب المسرح تماماً.




المرجعيــات المعرفيــــــة للمخيلة الاخراجية ونمذجة اداء الممثل المسرحــــــــي

مجلة الفنون المسرحية

المرجعيــات المعرفيــــــة للمخيلة الاخراجية ونمذجة اداء الممثل المسرحــــــــي

 سهى طه سالم   - رحمن عبدالحسين فاضل   - مجلة الأكاديمي

تحدد هذا البحث بدراسة ( المرجعيات المعرفية للمخيلة الاخراجية ونمذجة اداء الممثل المسرحي  ) متناولاً نموذج مسرحي عراقي ، إذ أنطلق البحث من الأهمية البالغة للمخيلة الاخراجية بوصفها المنطلق الاساس لبلورة الرؤية الاخراجية على وفق مرجعياتها المعرفية في خلق نموذج ادائي رصين مبني على الاسس الجمالية والفكرية والتقنية ، كما يساهم في تشكيل العرض المسرحي بوصفه اطارا فنيا يقدم العرض في نسيج واحد موحد   .
إذ أراد البحث من أن يصل عبر مشكلة البحث الذي تمثل في السؤال عن : ماهية نمذجة الاداء التمثيلي المسرحي على وفق المرجعيات المعرفية لمخيلة المخرج المسرحي وهل كانت ذات ارتباط بالمناهج والاتجاهات والاساليب العلمية ام انها كانت ذات مرجعيات عشوائية ذاتية ؟ ولهذا صيغ البحث تحت عنوان ( المرجعيات المعرفية للمخيلة الاخراجية ونمذجة اداء الممثل)
و قد تضمن هذا البحث:-
على الإطار المنهجي الذي تضمن مشكلة البحث وأهمية البحث والحاجة اليه وهدف البحث وحدوده وتحديد المصطلحات، إذ برزت أهمية البحث وتركزت في كونه يمثل صياغة فنية تفيد المخرجين والممثلين المسرحيين على حد سواء كما تفيد الدارسين في حقل الفنون المسرحية من كليات ومعاهد الفنون الجميلة ولكون البحث في هذا المضمار يشكل دراسة منهجية وعلمية ، لذا لازالت الحاجة قائمة اليه كون الممثل والمخرج عاملين اساسيين في اظهار المنجز الابداعي المسرحي ..  كما انه يفيد الدارسين والعاملين في حقول الفن بشكل عام و المسرحيين بشكل خاص ويمكن تعميمها في المناهج الدراسية الحديثة مستقبلا .
     كما حدد الباحث حدود بحثه بالحدود الزمانية وهي عرض مسرحي عراقي قدم عام 2016 ، اما الحدود المكانية : فكانت مسارح بغداد ، وحدود الموضوع :هي البحث عن المرجعيات المعرفية للمخيلة الاخراجية ونمذجة اداء الممثل المسرحي  .
أما الإطار النظري والدراسات السابقة والذي أشتمل على مبحثين وعلى النحو الآتي:- 
المبحث الأول: ــ المرجعيات المعرفية للمخيلة الاخراجية . 
المبحث الثاني: ــ النمذجة والتعميم في أساليب الممثل المسرحي .
كما أشتمل هذا الفصل على أهم المؤشرات التي أسفر عنها الإطار النظري والدراسات السابقة  .
و تضمنت إجراءات البحث الذي أحتوى على مجتمع البحث وعينة البحث ومنهج وأداة البحث فضلاً عن تحليل العينة. 

ثم النتائج، إذ خلص الباحث إلى بعض النتائج التي أسفر عنها التحليل ومنها:- 
1 ـ شكلت المرجعية المعرفية للمخيلة الاخراجية مرتكزا تنطلق عبره جميع الاشتغالات السمعية والبصرية لبناء اداء نموذجي يخلو من الارتجال نحو تقنين عمل الممثل على وفق فرضيات العرض المسرحي ( يارب ) .
2 ـ اتسم اداء الممثلين بإيقاع متباطئ مشحون باشتغالات سمعية وبصرية كما في المشهد الاول / المستوى الاول (الام ) ،  وفي مشاهد الممرضة / موسى ، ومشاهد العصا / موسى .
3 ـ ان النمذجة والتعميم يظهران بنسب متفاوتة في الاداء التمثيلي للشخصيات ، غير ان النمذجة هي السمة الغالبة في اداء الممثلة / الام ، على عكس الممثل / موسى ، الذي اظهر تعميما في اداءه للمستوى الاول .
كما أحتوى هذا الفصل على الاستنتاجات  والمقترحات والتوصيات ثم قائمة بالمصادر والمراجع


" جماليات التجربة الإخراجية في العرض المسرحي العراقي " في اطروحة دكتوراه

" ثنائية الجميل والقبيح في أداء الممثل المسرحي العراقي-عروض المسرح الأكاديمي أنموذجاً " في أطروحة دكتوراه

افتتاح "يوتيرن" على مسرح الطليعة

مجلة الفنون المسرحية

 افتتاح "يوتيرن" على مسرح الطليعة

نقاد ومسرحيون عرب يناقشون فضاءات المسرح العربي بالشارقة

مجلة الفنون المسرحية

نقاد ومسرحيون عرب يناقشون فضاءات المسرح العربي بالشارقة



العرب 

تنظيم الملتقى في إطار للدورة الثالثة من مهرجان المسرح الثنائي يجسر المسافة بين التنظير والممارسة ويوسع من دائرة التواصل والتفاعل بين المشاركين والجمهور في التظاهرتين.
تنطلق في 23 فبراير الجاري وبمشاركة أحد عشر باحثاً من الإمارات وبعض الدول العربية، دورة جديدة من ملتقى الشارقة للمسرح العربي، الذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة في الشارقة تحت شعار “الفضاء المسرحي: التوجهات الجديدة وآفاقها”.

ويعنى الملتقى بقراءة ومقاربة ومناقشة مستجدات الساحة المسرحية العربية والعالمية، عبر منصة حوارية مفتوحة، وبمشاركة نخبة من الفاعلين في المشهد المسرحي الممثلين لأجيال عدة وحساسيات فنية مختلفة، كما يستعرض الملتقى التجارب المسرحية التي انتقلت بعروضها من الفضاء المسرحي التقليدي الذي تمثله “العلبة الإيطالية ـ المنصة والصالة”، إلى فضاءات جديدة، في مواقع وأماكن مفتوحة، كـ”المقهى” و”الشارع” و”السوق” و”الساحات العامة” و”الصحراء”… إلخ.

وتجيء الدورة الجديدة من الملتقى مصاحبة للدورة الثالثة من مهرجان للمسرح الثنائي، الذي يحتضنه المركز الثقافي لمدينة دبا الحصن في الفترة من 22 إلى 26 فبراير بمشاركة خمس فرق مسرحية من الإمارات والمغرب وسلطنة عمان ومصر والأردن.

وقال أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بالدائرة إن “تنظيم الملتقى في إطار المهرجان يجسر المسافة بين التنظير والممارسة ويوسع من دائرة التواصل والتفاعل بين المشاركين والجمهور في التظاهرتين”.

ويشارك في الملتقى كل من مرعي الحليان وعبدالله راشد من الإمارات، وفراس الريموني من الأردن، وعلية الخالدي من لبنان، والمصريَّيْن أحمد عبدالرزاق أبوالعلا وأحمد الحناوي، وعياد شريف زياني من الجزائر، ومن تونس يشارك عماد المي، كما يحضر المغربي رشيد منتصر وباسم الأعسم من العراق وإبراهيم أمجن من موريتانيا.

ويهدف ملتقى الشارقة للمسرح العربي، الذي يصدر جميع أبحاثه في كتاب خاص به، إلى إثراء المجال بالرؤى النظرية التي تدفع بالحراك المسرحي وبالمزيد من الأسماء البحثية الجديدة والشابة، وقد ناقش في دوراته السابقة العديد من الموضوعات التي تربط المسرح بالمجالات الاجتماعية والعلمية والثقافية، كـ”المسرح والشباب” و”المسرح والهوية” و”المسرح والعلوم”، وغيرها من ثيمات بحثية تساهم في إغناء النقاش والجدل حول المسرح العربي في محاولة دائمة لخلق روح التجدد فيه كفن حي.


الــمــبـــدع والــمخـــابرات - 3-

مجلة الفنون المسرحية

   الــمــبـــدع والــمخـــابرات - 3-


نـجيـب طـــلآل


– 3-

قـرينـــة الـتجـنيد

فـمن الطبيعي أن يندهـش المرء ويضطرب أمام ما يسمعـه في شأن العملاء والجواسيس؛ لأنه في عقد السبعينيات من القرن الماضي؛ بعْـد اشتداد الصراع وقتئذ بين{ اليمين/ اليسار} كانت التهمة الرخيصة في صفوفنا تجاه كل معارض لأفكارنا أو تصوراتنا بأنه{ مخابراتي} وتلك لعمري؛ كانت تهمة لها مفعولها؛ حينما نعيد أشرطة الماضي ووضع مقاربة أو قرينة بما ينشر الآن من معْـطيات وتسريبات جـد خطيرة كوثائق (ويكـليكس) و( كريس كـولمان) وعَـلى ذكر هـذا الأخير لقد سـرب وثائق في حق العديد من الصحفيين المغاربة؛ وهي حقـا مثيرة للغاية : إن الواقع الملموس؛ المسنود بالصور(..)هـو أن أغلب الوثائق المسربة؛ ممـضاة من طـرف شخص واحـد معـروف أو موجهة إلى نـفـس الشخص؛ وهو صحفي نعـرفه رئيسا لمجلس إدارة جـريدة يومية؛ كانت لسان حـزب كبير؛ وهو الذي اشـتـرى مجلة أسبوعية وهـو المحَـررالدائم في قناة إلكترونية لمواضيع تدعـو إلى الإخـلاص الـوطني والإصلاح السياسي... فـمـن سَـرَّبَـها للمسمَـى كـريس كـولمان ؟ ثـم إن الوثائق التي تحمل اسـم هـذا الصحـفي(..) كـلها ذات أهـداف انتهازية؛ شخـصية تنطـق سطـورها بالرغـبة للحـصول على الأمـوال التي لـَيست موجهة للصحفيين الأجانب وحـدهـم ...(1) فـفي هـذا السياق فالصحفي يمارس فن القـول (أي) يظل مبدعـا سواء في صياغة الخبر أو استجلابه للقراء/المستمعين/المشاهـدين؛ وإذا عدنا للردود وردود الفعل بين( صلاح نصر/ مصطفى أمين وأخيه) المعروفين كصحفيين في صحيفة ( الأخبار) فمصطفى : كان سندا لمذكـرات (اعتماد خورشيد) وعلى ضوئها تم إنـتاج العـديد من الكتابات والأفلام  المرعـبة عـن المخابرات: وهكذا قضية العميل مصطفى أمين؛ لم يكن مصطفى أمين هـو الهدف؛ ولم نتتبـعه إلا بعد أن تيقن لرجال مكافحة التجسس أنه عميل من عملاء" بروست أوديل تايلور" ولا أستطيع أن أذكر لك تفاصيل لتتبعنا لنشاط بروس وغيره من عملائه (2)هـنا يتضح بأن المخابرات لها علائق وطيدة بالإعلام والصحافة؛ وهاته الأخيرة من طبيعة مهامها لها علائق بالفن والابداع؛ ولاسيما أن الوسط الفني ؛ يعتبره العـديد بأنـه نسيج من الرذيلة والانحلال، والاسفاف السلوكي والفكري ! لأن الأسئلة دائما تتناسل (مثل) كيف بلغ – فلان- النجاح والشهـرة والمجـد وفـنه هابط ولا قـيمة له من الناحية الجمالية ولا الفكرية حتى ؟

ومفتاح الجـواب ( هنا ) يمكـن تصديق سقـوط جملة مـن المبدعين في أحـضان الجهاز. فحينما يصرح الممثل إيهاب نافع في مذكـراته بأنه : طـیار ورجل مخابرات اقتحم عالم التمثيل للتخـفي، ھكـذا عـرف الفنان الراحـل إیھاب نافع، والذي وصف نـفسھ بأنھ "عمیل مـزودج للقاھـرة وإسرائیل"، وعمل منتجًـا بالتلیفزیون، ومثّـل كذلك في عـدد من الأفلام خارج مصر، ومن بینھا فـیلم " طریـق بـلا نھایة " و" في طریقي رجـل" وغیره (3) ألا يمكن تصديق مثل هـذا. وبالتالي فاتهام المخـرج والممثل المسرحي السوري همام حوت:: بأنه يعمل لصالح الأجهزة الأمنية وأنه يسـوّق لها عن "طريق التنفيس" الذي يمارسه في مسرحه، كما اتهمتـه بذلك وسائل إعلام غـربية.إلا أن هـذه الاتهامات ليست غريبة على الفن السوري، فـقـد وجهت من قبل لدريد لحام وياسر العظمة الذين بدا للصحافة الغربية ومراقبين غربيين "أنهم يتمتعون بقدر عال من الحرية في نقـد الأوضاع الداخلية السورية في بلد تسيطر فيه الدولة على كل وسائل الإعلام وتحظر فيه الأنشطة السياسية المعارضة ويخاف فيه الناس من نقد الحكومة والحـزب في أحاديثهم العامة(4) ولكن الفنان [همام حـوت] حاول أن يدافع بشدة عـن مسرحياته في وجه "اتهامات" التي وجهت له ؛ بما فيها تعامله مع المخابرات؛ مؤكِـدا بأنه انتقـد المخابرات في أعماله المسرحية، كـَما انتقـد أدق تـفاصيل الوضع الداخـلي الســــــوري.



الـســــؤال الــمـحـيــر: ؟



كيف يشعـر المرء  وهـو يدافع عـن الاتهامات الموجهـة إليه من لدن أصدقاء وزملاء و أفـراد أو صحف؛ وهـو أساسا يـدرك أنه فعـلا متـواطئ ومتورط بشكل أو آخـر في معمعان الجهاز المـخـابراتي؟

كهمام الحـوت الذي قام [الأسد ]بعد ذلك بتـقـديم الدعم لـه ؛ ليعرض مسرحيته في دمشق تحت رعاية “وزارة الدفاع” وبعدها أمسى يجمع الملايين...وكـشف أحـد أعضاء الفرقة المسرحية عن موقف مخجل تعرض له الفنان جهاد سعد، أحد أعمدة المسرح السوري، عندما فرض عليه “الحوت” إيقاف أحـد عروضه، ليبدأ هو بعروضه، وعندما هم “سعد” بطرده، رفع “الحوت” هاتفه الخليوي وأجرى اتّصالاً حل الموضوع، وتم بعدها إيقاف عروض الفنان جهاد سعــد(5) يبدو أن الصورة واضحة؛ من خلال لقطاتها المتعددة؛ تجاه هـذا الفنان؛ والذي يذكي تعامله أوتجنيده في صفوف المخابرات السورية؛ وإن حاول تبرئة علائقه؛ لأن كل المعطيات التي قيلت في حقه والمنشورة هنا وهنالك؛ لكافية رغم انخراطه في صفوف الممانعة حسب ما يُروج لنفسه؛ لأن المسرحي – دريد لحام- يبدو لنا أنه في خط الممانعة ؛ وحقيقة المعـطيات تشير عكس ذلك؛بعْـدمـا إكتشف السوريون وبعض العرب مقالب (غـوارالطوشة) الشيعـي الـذي تـآمر مع النظام ضد الشعب السوري  ! فـأحد الكتاب المغتربين وعـضو في رابطة كتاب الثورة السورية. أشار في موقعـه الشخصي: تناقلت بعض وسائل الاعلام قبل أيام تصريحاً للمثل السوري (دريد لحام) في مقابلة له على إحدى الفضائيات اللبنانية بأنه (سيتخلى عن جنسيته السورية في حال أن   سقط الأسد) من جهتي، فلم أكلف نفسي حتى مشقة البحث عن هذه المقابلة لأنها لم تفاجئني أصلاً، فالرجل ومنذ بداية الثورة وقف مع النظام القاتل وبصراحة لا تقـبل التأويل ضد الشعْـب المنكـوب. وهو بذلك إنما يكون قـد سقط مرتين، مرة فنياً ومرة إنسانياً وتلك هي القصة(6) ممكن أن نؤول كلامه؛ بأن هنالك تحاملا سياسيا؛ وصراعا بين النظام السوري والثـوارفي الداخل والخارج؛ يفرض لعبة الاتهامات وتسريب الإشاعات؛ باعتبارها نوعا من أنواع الحرب النفسية. ولكن هناك العـديـد مـن الفنانين والمبدعين والمثقفين؛ تم اعتقالهم في سجون النظام السوري (ك)الكاتب سامررضوان/الفنانة مي سكاف/ الفنان جلال الطويل/السيناريست محمد أوسـو/ الكاتب عدنان زراعي/ المنتج السينمائي عروة نيربية / المسرحي زكي كورديللو وابنه الفنان مهيار/ الفنانة ليلى عـوض هاته الأخيرة : صدَّقت الفنانة ليلى عوض على ما يبدو دعوة الفنان دريد لحام في الدخول إلى سوريا بعـد أن نشر دعوته القائلة بأنه سيكون مستقبلاً لجميع الفنانين المعارضين على الحدود … لكن على ما يبدو أناب عنه من يفي بالواجب، فاستضيفت في بلدها خير استضافة في محكمة الإرهاب ولم يحرك ساكناً (7) فطبيعي أنه كلما كانت السلطة أقل شرعية، تكون بالضرورة أكْـثر بطشـا و استبدادا، وتعسفها على المبدع أكبر وقعا وأشد أثرا. ولكن حينما تجـد في صفها أو خدمتها عملاء وجـواسيس !وهـذا الإقرار؛ الذي أدلت به الفنانة – ليلى عَـوض - لواضح بأن - دريد لحام – لمـجند في الجهاز المخابراتي ؛ وهو الذي تقلد منصب( سفير الـنـوايا الحـسنة) ويبدو لي أن هـذا( المنصب) يحتاج لنقاش أعمق(أي) لكشف ماهي الشروط الضمنية والسرية التي تسمح للفنان أن يتـولاه ؟ وبالتالي ما كان ينجزه – دريد لحام- أنه إبداع طليعي؛ ماهـو إلا تنفيس عما يعيشه المواطن من تجويع وظلم و تخويف و قمع، كاستراتيجية للحفاظ على السلطة وتكريسها، وهذا مبدأ السلطة التي تستعين دائما بالشريحة الفنية والثقافية لتتبنى ثقافة السلطة وتقوم على بـغية نشرها وتعميمها في مفاصل المجتمع. كما أكد العديد من المهتمين والنشطاء و النقاد والفنانين السوريين مؤخرا؛ بأنه ومن خـلال أعماله [السياسية] كان يدعـو إلى عكس مانـَراه منه اليوم، وبالتالي فممارسته الفنية ؛ لم تختلف عن الفنان (عادل إمام) الذي بدوره قدم أعمالا مسرحية/ سينمائية/ ضـد القهروالظلم وتحاربه ؛ مطالبة بذلك بالحرية والعَـدالة ! فـإذا به وقف وقـفة عناد وصلابة، ضد الثورة المصرية ومـؤيدا جهرا وبكل طاقته نظام (حسني مبارك) فمن خلال هاته الحقائق؛ يتبين أن جـل المبـدعـين(العرب) يعيشون في كنف المخابرات التي هي عـين السلطة بدون منازع ؟

فإذا عُـدنا للمخابَـرات المصرية التي كشفت تقاريرها ومذكرات بعضهم؛ بتجنيد الفنانين في صفوفها؛ فكيف لا يتم تصديق ما كشفت عـنه: التحقيقات التي قـام بها جهاز “الكسب غير المشروع”، التابع إلى وزارة العدل المصرية. أن صفوت الشريف؛ رئيس مجلس الشورى الأسبق، وأحـد ضباط المخابرات المصرية في فترة الستينيات، يملك 4 قصور في منتج “الميراج” في القاهرة الجديدة. أحـد هـذه القصور حصلت عليه الفنانة المغربية سميرة سعـيد... حيث تـقـدم محامي صفوت الشريف بمستندات تفيد أن القصر رقم 132 تم تسليمها إلى سميرة سعيد، ما جعل التساؤلات تحوم حول وقـوعها وانضمامها إلى قائمة الفنانات المجندات على يد صفوت(8) وهذا ليس غـريبا عن المخابرات المصرية ؛ لأن نفس الإهـداء قام به صلاح نصر: وكانت الراقصة ( أ . س ) التي فـشلت في الفـن؛ فاستخدمها الشيطان في أوامر السيطرة واشترى لـها فيلا في العجوزة ...والممثلة ( أ. ز ) التي جندها لحسابه في بيروت؛ وغيرهـن من كبار الفنانات.. وأنصاف المشهورات.. والكـومبارس (9)من هنا ندرك الفرق بين الإبداع الذي تريده السلطة؛ والابداع المتميز والفاعل ؛ ذاك الذي يولد من رحِـم المعاناة والإكراهات والحاجه، فهذه فالظروف المأساوية التي يعيشها المبدع الذي هـو جزء من الكيان الاجتماعي؛ تعطيه دفعة قـوية لاستخـدام للفكر و الخيال ؛ لينتج ابداعـا له من الخصوصية الحياتية ما يميزه؛ باعتبار أن الإبداع في عـموميته مخاض بين الذات والواقع والفكرة؛ لكي يحمل في أعماقه تجربة فـكرية وجمالية تضاف إلى تجارب الآخرين. كمحصلة لتفاعـل الذوات المبدعة بالواقع المعاش، وهـذا الإبداع هو المستهدف عـند السلطة بالمفهوم الواسع ؛ وتسعى لتـدجنـه وترويضه ؛  لتعـزز انـوجادها وتكريس ذاتها كمؤسسة ناظمة لمنظوم المجتمع وبنياته ؛ فمن هـذا التصور تسعـى المخابرات أن تخترق المبدعين والفنانين؛ لكي يكونوا طوع منظوم السلطة؛ بحيث عيونها في كل الفنون؛ ولكن الآن تمركزت على السينما كإحدى وسائل التواصل الأكثر تأثيرا وقـوة الحضور في عقلية ووجدان الجماهير؛ مما أضحت بعض التـد وينات تكـشف عـن هاته العـلاقة ك: ضابط مخابرات له صلة عميقة بخالد صلاح (رئيس تحرير صحيفة اليوم السابع) ويظهر دائما في الصور معه بجانب صديقه المقرب رجل الأعمال أحمد أبوهَـشيمة، الـذي وصفه بالممول لأنشطة  المخابرات الإعلامية...(من هـذا الضابط؟): هو ياسر سليم ضابط المخابرات العامة السابق، أو جنرال المخابرات حـسبما تطلق عـليه وسائل إعلام مصرية، شخصية ظهرت فجأة وتغلغلت في الوسط الإعـلامي والفني في مصر، ويشارك الآن في إدارة المشهد الإعلامي والفني عبر شركة تدعـى "بلاك أند وايت" للإنتاج الـفني والتي يشغل رئيس مجلس إدارتها(10) وهـذا ليس غـريبا؛ لأن المجال السينمائي مجال استثماري؛ وباستطاعـة السلـطة اختـراقه من باب وضع رجـل أعمال[ صوري] تـوظفه لأغـراضها؛ لأن المؤسسات في الـوطن العَـربي ، تدرك جـيدا ما لـقـوة السينما / المسرح كأسلحة زئبقية تستطيع بأفـكارها ورؤاها اختـراق عقلية ووجْـدان الجماهير؛ بحكـم عـملهما الجمعَـوي وباعتبارهِـما أسلحـة تواصلية بشكـل مباشر؛ وبالتالي فالمبدع كينونة موصلة بحياكة خطاب مُشوش وملـغـوم وإنتاج معرفة مشوهة  وتعميمها، حتى تترسخ مفاهيم ساذجة وتصورات سطحية ؛ متباعـدة جـدا عـن سؤال الفهم والقبض على جـوهر الحقائق أو العـكس (أي) تفعيل ثـقافـة معارضة وإبداع مـلتزم بقضايا الشعْـب وهمومه ومعاناته ، ففي هـذا الإطار يكون المبدع واضعا خطـا مفصليا بينه وبين السلطة ؛مما يحـدث ذلك التجاذب والعـناد بينهما ؛ فـإن لم يسقـط ( ذاك) المـبدع فـي فـخ الاستقـطاب أو الانبـطاح ؛ تتمظهر آلية التهميش والإقـصاء ؟ ولكن الغـريب في هاته الآليـة يمارسها المبدعـون فـيما بينهـم خاصة في التظاهـرات واللـقاءات –

لــــــــــمــــــاذا ؟؟

                                                                                                                              هـنا لـن نمارس الإسقاط؛ أو أحكام قيمة ؛ على هاته الممارسة الإقصائية ؛ وحتى إن حاولنا تفكيك السؤال؛ فربما فيه إحــراج لجـهـة ( مـا ) مـمكن أن تكـون مجنـدة أو مُـسيـسـة أو انـتهازيـة . فـفي كـل الأحـوال ؛ ليس سـهلا القبض عـن كـُنه الإشكـال؛ وفي نفس الموضوع يصعـب على أغـلبية المجـنـدين أو المتـواطئين مع قـطاع ثقافي/ فني/  إبـداعي/ البـوح بـذلك والكـشف عن حقيقة الوجه الثاني؛ لكـن ما أثارني بشكـل مستفـز تصريح فنان سوداني [ جمال فرفـور] في برنامج منتدى (حكايات) الاجتماعي الفني : نعَـم، انتمى لجهاز الامن والمخابرات الوطني وافتخـر بهذا الشرف والانتماء، فأنا ضابط بقـسم الشؤون القانونية (11) وهـذا جاء بناء على سؤال محمد الاقـرع من صحيفة (الوفاق): هل فرفور مُنتمي لجهاز الامن والمخابرات الوطني؟ فهل تصريحـه غـباء أم مباهاة أم جنون العظمة أم تخـويف لمنافسه في الميدان؟ فهاته التـساؤلات نـجـد بأن أحـد المبدعين المسرحيين رد عليه بقـوله: ...لـقـد ظـلت الـعـلاقة بيـن الـفنان والسلـطة علاقـة يشوبها الحـذر والتعـقيد والتناقض واختـلاف منطلقات كـُل منها عـن الآخـر...... وأنت تـقـر وتفتخر بانتمائـك لجهاز سلطـة الدولة؛  فإنها لمناسبه لهـذا التـداعي من التحاور والتأمل والاستـدراك. لقـد كان لـزملائـك ضباط جهاز الأمـن والمخابرات دورا كبيرا في إعاقــة وتعطيل مسيرة الفـنون والثـقافة في بـلادنـا  سـواء أن كان ذلك في عهد الحكومة الحالية أو سابقاتها. فالأمنيـون بطبعهـم ميالون لأن يكـون الأمـن مستتبا ..... أما الفنون والتي تعـد أنت أحـد الناشطين فيها ؛ فإن فيها من الحـيويـة والحِـراك ما يجعـلنا نبتعـد بها قـلـيلا من المقابر. حين نـود إطــلاق شـرارتها لـتـشعـل الحياة بالحـيوية والحـراك والفعل الجمالي و الإيجابي.... لقـد ظلت الـعلاقـة بين رجل الأمـن ورجل الفن عـلاقـة يشوبها الشك والطبيعـة المتباينة. كثير من أهل الأمـن في العالم الثالث ينـظرون إلـى الفنون كـضجيج وفعـل يستـلزم الرقابة (12) فهـذا الـرد يكشف عـن خطابين متنافرين بين الولاء  للسلطة ومعارضتها أو الابتعاد عنها قـدر الإمكان؛ فبالأحْـرى الانخـراط فيها والعمل في صفوفها مبدع يدعي أنه ( فنان محترف) وبالتالي فالرسالة أوالـرد يعـد بمثابة مدخل أساس لتـعميق النقاش والتفكير بين مفهوم الفـن والإبداع ومفهوم الأمـن والمراقبة في عـصرنا الحالي؟ لكن في المجتمع العـربي فالسلطة هي مركز السياسات الإبداعية والثقافية؛ فلولاهاته الحقيقـة لما كان للمخابرات اليـد الطولي في كل تحركات ! وبالتالي ففي سياق هذا فالمبدع / المثقف/ غير الموالي ؛  يعتبر عـدوا استراتيجيا للسلطة وللبورجوازية التي تملك وسائل الإنتاج ؛ التي تساهم بدورها في استقطابه بالمال والجاه ؛ الـذي يكـون مدخلا أساسيا للانخراط في شبكة السلطة؛ والتوغل في كـنهها . ولاسيما أن كُـنـْـه  السلطة وتناقضاتها بين العطاء المالي ومنـح الجاه والصولة في الميدان وغيره وشراستها وعـنف ممارستها؛ فـهي اساسـا لا تـعـرف صديقا ولا مريدا ولا خـدومـا؛ حينما تنقضي أغـراضها منـه ؛ أوتجاوز الخطـوط الحمـراء؟                                                               إذ كـيف استجـلب مبدع ( ما ) أمـوال سهـراته الخاصة؛ تقريبا بشكل يومي، في أبهى الحانات وأرقاها في فنادق فاخرة؟ تـلـك حقيقة لا يمكِـن استغـفالها أو مجادلتها؛ لأن هنالك تصريحات في هـذا الباب: ...وإن الجميع يعمل في مجال جمع المعلومات وتبليغها وكان المتعاملون مع الجهاز يجمعون من سهراتـهم في الفنادق الخمسة نجوم المحدودة في القاهرة في ذلك الوقت كـفـندق الهيلتون أوفنادق الأربعة نجـوم كشبر وسميراميس الـقـديم.. حيث كان يسهر المثقـفون والكتاب وكبار الاعلاميين من مصر والعالم العربي وكانوا يجمعون المعلومات ويبلغونها الى مكتب فتحي الديب  نائب رئيس جهاز المخابرات (13) يبدو أن المشهد فيه مبالغة ؛ ولكن نزيد تأكيدا بأنها الحـقيقـة؛ لأن العَـديد من الفنانين والمثقفين والمبدعين؛ انتهت حياتهم نهايـة تـراجيدية؛ منهم من  تـوفـي فقـيرا ومعـدمـا ومنهم من لم يجد حتى مصاريف الأدوية والعلاج :(مثال) / أمل طه /عـدنان شلاش / فاضل جاسم /طالب القره غولي ( الـعـراق)/ العربي اليعقوبي/ عائد مـوهوب(المغرب) سعد الله ونوس/ نضال سيجري(سوريا) عبد الهادي القلة (تونس) أمين الهنيدى / عبد السلام النابلسى/ أحمد شحاتة / فاطمة رشدى/ عبد الفتاح القصرى / زينات صدقـى عبد العزيز مكـيوي / محمود مصطفى العقاد( مصر) وعلى ذكر العقاد؛ المثقف والمفكرالذي يعد نار على علم ؛ عاش فقيرا ومات معدما؛ فكان في أغلب الأيام، لا يجد ما يأكله. مما اضُطر إلى بيع مكتبته مرتين، لكي يأكل فـقط. ولاسيما أنه كان يرفـض الاحسان من أصدقائه وتلامذته. لأنه كان ذا مواقف واضحـة وخاصة مسألة الثورة المصرية؛ لأنه كان غير راضٍ عن خطابها السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي وبالتالي أصبح من خصومها؛ مـبتعدا عن نشاطه السياسي الصاخب الذي قام به قبل العام 1952، واقتصر نشاطه على العمل الصحافي في الأدب والثقافة من خلال يومياته في جريدة "الأخبار" القاهرية (14) تلك ليست حالة نادرة بل مثله العـديد من المبدعـين والمثقفين من العالم العربي عـاشوا حياة الضنك والحاجة ولازالـوا؟                                           

عــلى سبيــل الــخــتـــم  

وحتى لا نـظل نلعـب باللغـة (هـؤلاء) وغيرهم لم يكـونوا بوقـا أو في أحضان السلطة وخـدامـها؛ فلـو كانوا كذلك ؛ لما انتهـوا بهـذا الشكـل الفـظيع والمـفـجع أليس كـذلك؟     مقابل هـذا إن كان البعـض منهم في أحـضانها؛ وانتهى بهاته النهاية أوتلـك ك(سعاد حسني ) التي قـتلـت وهى لا تملك سوى بضـعة جُـنيهات إسترلينيه للعلاج ولنفقات المعـيشة، بعد أن منعت الدولة عنها الإعانة المخصصة لها ولعـلاجها. لأنها تجاوزت الخطوط الحمراء بسبب إعـلانها عـن نـشر كـتاب كانت تعـدّ له يكشف خفايا وعلاقات مع المخابرات المصرية ؟ يبقى قتلها لـغزا كمـقـتل /سيد درويش / اسمهان/ يوسف السباعي/ميمي شكيب/ مصطفى نيازي/..../ ولكن جملة من الأقوال والملابسات والأحداث المركبة؛ تشير لحضور المخابرات في عملية القتل ؛ ولدينا تصريح للفنان الكوميدي التونسي لطفي العبدلي، يؤكد بالقول علنا: إنه تلقى تهديدات  بعْـد انتقاده للإمارات وحكامها، موضحا بأن شخص تونسي يعمل لدى المخابرات الإماراتية حـذره مـن ذكراسـم الشيخ زايد(15) هـذا مارس السخـرية؛ كـنوع من الكوميديا؛ في حق دولة ليست دولته وتلقى تهديدا بالقتل؛ فمـا بـالنا من أفشـى أسـرارالجهاز متجاوزا عـن قــصـد أو بـــدونــه الخـطوط الـحــمراء ؟؟؟

الإحـــــالات:

1) قــراءة في الوثائق المقرصنة عن المخابرات المغربية : ركن الحقيقة الضائعة لمصطفى العلوي بصحيفة الأسبوع الصحفي في 17/11/2014

2) صلاح نصر يتذكر: الثورة - المخابرات – النكـسة  لعبد الله إمـــام  ص 149  دار الخيال القاهرة/1999 

3) الـوجـھ الآخـر..ل« إیھاب نافع » عن جـريدة التحـرير الإخباري في 01/09/2017

4)مخرج مسرحي معروف يتحدث عن عـلاقة أعماله بالمخابرات السورية دبي- العـربية. نـت  في - 10 أبريل 2007

5) هـمام حوت .. قصة متسلّق من أحضان الأسد إلى أحضان جبهة النصرة: بقلم البيرق

   نايمز- لموقع تـويت بوك  - في22 –  مارس- 2016 -

6)كلمة حق في دريد لحام، وماهـي قصة سقوطه مرتين؟ لطريف يـوسف آغـا- في   1/04/2013

7) الفنانة ليلى عوض صدَّقت دعـوة دريد لحام بالرجوع فاعتقلتها المخابرات: بقلم جورج الشامي(دمشق) جريدة - صوت الإمارات–في 18/ 12/2013

8) نقـلا عن الصحف المصرية :هـل كانت الفنانة المغربية سميرة سعيد “ضحية” المخابرات المصرية؟ جريدة اليوم 24- في 19/04/2015                     

9)مـذكرات اعتماد خـورشيد شاهـدة عـلى انحرافات صلاح نصر:ص 114- ط 3/1988        مؤسسة أمون الحـديثة – القاهـرة -

10)المخابرات والسيطرة على صناعة السينما في مصر: من مـدونة الجزيرة لأحمد عبد القـوي- في 18/11/2017

11)جمال فـرفور : أنا ضابط بجهازالأمـن والمخابرات الوطني- صحيفة الراكــوبة 

      (أخبارالسودان) بتاريخ – 29/06/2014

12)أخي جمال فرفور: تمهل قليلا قـبل أن تفـتخـر: بقلم طارق الأمين – صحيفة   الراكـوبة ( السودان ) في  - 07/06/ 2014

13) خلف الكواليس : مذكرات الفنانة المجهولة: موقع السينما المصرية نقلا عن مجلة الشاهـد الكويتية في-28 يناير2016

14) لنتصفـح كتاب العقاد بين اليمين واليسار- لرجاء النقاش (و) في ديوان العقاد- لأنيس منصور

15) المخابرات الإماراتية تهـدد فنان تونسي بسبب سخريته من أبوظبي-  جـريدة الشعب 

     نقـلا عـن  قـــناة حـنبعل  في  9/01/2018



تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption