أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الجمعة، 23 نوفمبر 2018

ما جاء في باب جـوقة الإحتفالية

مجلة الفنون المسرحية

  ما جاء في  باب جـوقة الإحتفالية

 نـجيب طــلال

مــــقــام الـرســت:

من خلال الجدل  الذي يساهم ويـفـرض الاختلاف؛ طبعا اختلاف مخالف عن الحساسيات أو النوايا المبيتة ؛ أو ثنائية الجلاد والضحية أو الغالب والمغلوب بيني وبين صاحب ( الإحتفالية) جدل ليس وليد اليوم؛ بل له عقدين من الزمن ونيف؛ وليس صراعا أو حربا أو مشادة؛ كما فسرتها بعْـض الأفواه والأقلام ؛ بل هُـو تأكيد جـدل مفعم بين ما هـو معرفي تارة كُـلُّـه وفي جُـلِّـه تفكهي هـادف تارة أخرى تجاه ( الاحتفالية) التي احتار في تفسيرها الركبان من أهل الفن والفكر؛ ربما من كثرة (بياناتها) كأننا في حرب ضروس؟ أم في(جماعـتها ) التي سميناها( جوقة) هنا: فالفقيه ( الإهتبالي) انفعَـل وتوثر؛ لأن (الصفة) لم تعجبه ! فبدل أن يرتقي بنا لمدارج الفـهم والإفهام، فـفي لحظة حمقاء وعمياء . قال: بكل وثـوقيـة :(وكيف تعَرِّف (جوقة) الاحتفاليين وهم نخبة النخبة مغربيا وعربيا، فيها وزيرة واساتذة جامعيون ومؤلفون ومخرجون واعلاميون وشعراء وزجالون ومؤرخون ونقاد ومنظرون وفلاسفة وممثلون...) (1) فلماذا لم يكن المنظر- ع الكريم برشيد- صاحب مقام الرست؟ أي يكون المستقيم الحقيقي؛ حسب سـلم/ مقام أهل الجوقة الموسيقية ؛ بدل أن يخـتبئ في ردوده في جدارية غـيره ؛ هُـنا لا يمارس جدلية الظهور والاختفاء طبقا لمفهوم الوجود المعاصر الـذي هو وجود متستر، ولكنه يحمل فكرا تعدديا بأكثر من معنى. بدل الاعتباطية الإبستيمولوجية ؛ التي نهجها في ردوده !! فـلو كان عكس ذلك فلماذا لم يطرحها في جداريته؟ وفي نفس اللحظة يرسلها لجداريتنا؛ حتى يتبين للقراء منهم الافـتراضيين ومن هم الزملاء والأصدقاء ؛ مـن ذا الذي يمارس الجدل الحقيقي والحق؛ ومن يمارس الهرطـقات والمواربة؛ والهروب للأمام وعـدم المواجهة لجملة من الأسئلة ؛ ليتمكن فيما بعْـد من بناء فلسفته وطريقته الخاصة في الأداء والعمل بالمقام بلمساته الخاصة. التي ساهمتْ فـيها بكل صدق مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي وخاصة ( الفايس بوك) بحيث هـذا الكائن الذي أمسى جزء من كينونتنا وحضارتنا ؛ فرض يقينيا إما تعديلا أو تغييرا لجملة من الثوابـت التي كان عليها الفكر والتفكير؛ والغريب نجد هذا وارد في [العـقد الاجتماعـي] بحيث روسو يعلن ما قوله: إن مفاهيم العلوم الاجتماعـية والإنسانية تتصف بعدم الثبات؛ لأنها تتصل بالسلوك الإنساني الذي  يتـسم بالتحول والتغـير. فرغم أن الأخ – برشيد- إلتهم ونـهل ما فيه الكفاية من أفكار [ جان جاك روسو] ومارس أحقيته في التناص والاختراق و التجاوز، لأنه راهن على الثوابت والأساسيات التي انطلق منها – روسو-  والتي تتلاءم أوهـي التوجه الليبرالي الذي أمسى يتشكل بـقوة وانتظام في المغرب أواسط السبعينيات من القرن الماضي؛ وذلك انطلاقا من تأسيس أحزاب في سياق المنظور الليبرالي؛ وذلك لمواجهة المد الاشتراكي سياسيا (أنذاك) واستنزاف أو استقطاب الطاقة الشبابية والطلابية ثقافيا واجتماعيا(وقتئذ) كالحرية والتحرر، وعلى الإنسان والإنسانية، وعلى المدينة والمدنية، وعلى الحياة والحيوية، وعلى الجمال والجمالية، وعلى الحق في الفرح والاحتفال ؛ والتي يقر ببعـض منها؛ فهاته الثوابت والأساسيات [الروسوية] وحدها الكفيلة بكشف الخيوط الناظمة للنظرية ( الإحتفالية) التي هي حسب معجم المعاني الجامع مصدر صناعيّ من احتفال / الاحتفال : (اسم): مصدر احتفل واِحتفاليّ: (اسم) منسوب إلى احتفال/ مهرجانيّ ، مميِّز أو ملائم لاحتفال وحفل ضخم تقيمه هيئة رسميّة أو مؤسَّسة حكوميَّة ، وقـد يكون لتكريم شخص  أو عمل أو مناسبة وطنيَّة أو غير ذلك ؛ ويتفق هـذا مع أغلب المعاجم؛ إلا أن معجم الوسيط يضيف شيئا ومفاده:ِ احـتـفاليـة [ ح ف ل ] ( مصدر صناعي ).: اِتِّجاه مسْرحي شَعْبِيٌّ يعْتمد الفرْجَة وكلَّ أَنوَاع التعْبِير المختَلِفة ؛ شعراً وغـناءً ورَقصاً وإيماءً وأقـنِعة وأزْياء فـي فَضاء مَفتوح (2) وهو عند جان جاك روسو صراع ضد كل ما هو ساكن وما هو جامد. إنه تقويم لما هو عادي لإظهاره على حقيقـته ، إذاً فلنظهـرالفرح ؛ وبالتالي (فالاحتفالية/ le carnavalisme ) لا تـعَـد تـيارا/مذهـبا أدبيا وفلسفيا . كالرومانسية /الرمزية /السوريالية/.../ لكي تعبر عن تجارب وإنجازات أدبية وفلسفية ؛ من خلال الحفل / الاحتفال. والأوضح من كل هـذا فالاحتفالية على أي أنقاض مذهب/ تيار برزت [ مثل ] الواقعـية التي ظهرت بعـدما ضعف المذهب الرومانسي ؟ 
وبناء عليه؛ فأي جملة تستقيم في سياق كلامنا هل: [ تبدّدت { الوجودية } الأجواء بسبب ما يتعرض له الوطن العربي من أحداث] ؟ (أم) [ تبدّدت الأجواء { الاحتفاليَّة } بسبب ما يتعرض له الوطن العـربي من أحـداث] ؟؟ (3) فبداهة الجملة الأخيرة هي الاصوب ورغم ذلك لن نكون شوفينيين ونذكي بأن الاحتفالية؛ تعتبر نفسها  مذهَـبا / تيارا حسب بياناتها التي لم يعُـد أحد يهتم بها أويناقشها حتى؛ ولهذا : تبقى ثقافة التيارات، بلا منازع ثقافة الوصل والاتصال، هذا الوصل والربط لا على المستوى الإبستيمولوجي والاجتماعي وحدهما، وإنما أيضا على المستوى التاريخي. ذلك أن هذه الثقافة هي في الأساس ثقافة التقليد والذاكرة. إنها ثقافة ترسخ الأفكار وتحفظ المعاني وتنقل المعارف. وثقافة من هذا النوع لا يمكنها أن تستوعب الحداثة؛إنـها تواجه الحداثة ببنية تتنافى مع الحداثة (4) وفي سياق جدلنا الذي يفرض الاختلاف ؛ فمن الصعـب أن يمارس منظر( الإحتفالية) مقام الرست ؛ وهذا ليس تحديا أو محاولة لنسف تاريخه المسرحي؛ بالعكس نـظرا لـتراكم سلبيات وهـنات وملفات تجاهها وتجاه (صاحبها) الذي لم يستطع أن يتطور مع الحداثة ؛ وقبل أن يرد علينا بأنه ليس حـداثيا أقر بذلك  بـقوله: لا أومن بالحـداثة.. كيف؟ أنا أومن بالأصيل، وما هو أصيل هو حقيقي، وما هو حقيقي هو عابر للأزمان والأمكنة وللثقافات واللغات والحضارات (5) ومدارة لأهـل الشرق وخليجـه؛ الذين لا يعـرفون إلا خطاب (الإحتفالية) و( نصوصه) وهذا ليس عـيبا؛ لأن طبيعة البعد المكاني والجغرافي ؛ يساهم إلى أبعد الحدود في عدم تأطير فلان (عن) فلان؛ في خانة (ما) بناء على مسلكيات وسلوكات ؛ غـير مرئية وملموسة ، لمن تجمعه في لحظة معـينة محصورة في زمانية اللقاء 

 اســـتـهــلال:

إذن ؛ لنعـد لمسألة الجوقة : فلماذا لم يـذكر من ضمن [ الجوقة / la chorale ] طالبا أو سمسارا أو ميكانيكيا أوخياطا أو مياومـا أو صعـلوكا أو نجارا أوعـاطلا أو عاملا أو طباخا أوكـيَّاسا... ؟ فهؤلاء هم صناع المسرح المغربي حقيقة ؛ والذي لم ينتبه إليه من يتكلم أو يتمشدق بالمسرح !! وبالتالي فهؤلاء عنده نماذج للركوب عليها في نصوصه المسرحية ؛ وعليها كما يـشير: أسست أفكارا في هذا المسرح، نطقت بها شخصيات من التاريخ ومن الحكاية ومن الخرافة ومن الأسطورة ومن الواقع اليومي، ولقد حاولت دائما أن أكون صادقا مع نفسي ومع مسرحي ومع زمن الناس ومع الحياة ومع التاريخ، وأن أظل وفيا لفلسفتي التي ارتضيتها في مسرح حياتي وفي حياة مسرحي(6) تلك حقيقة أين إنسانية الإنسان هنا ؟ المشكل في ( الأنا) الغالبة والنرجسية المفرطة التي ؛ ساهمت في إلغاء من هم كادحون؛ والمسرح الحقيقي والإنساني؛ في أصله يقاوم من أجل أوضاعهم ووجودهم؛ ولكن ليسوا كما أنت بقولك: ولقد كنت دائما ليبراليا متحررا، ولم يسجل علي يوما أنني كنت اشتراكيا أو ماركسيا، فأنا لا أومن بالطبقية، ولا بالصراع الطبقي(7) فبماذا يؤمن؟ يؤمن بالأصالة ؛ وهذا حق مشروع ولكن: أن هذه المسألة ليست مسألة اختيار واع إرادوي، وإنما هي مسألة واقع موضوعي مفروض فرضاً على الأمة العربية. لكن هذا التبصر المادي سرعان ما يتعكر صفوه بما يضج فيه الجابري من فيض ما اسميه (أيديولوجية النماذج)(8)هنا نتذكرما أشار إليه (أدونيس):الثقافة العربية السائدة على مستوى النظام والمؤسسة؛ إنما هي الثقافة التقليدية والأجهزة الإيديولوجية السائدة، هي التي تحَوِّل التراث إلى قوة إيديولوجية. تضمن استمرارية الماضي؛ ورسوخ النظام وتحُول دون نشوء إمكانات جديدة لثقافة جديدة (9)إذن ؛هـو مسرح / تنظير يشبه لا شيء ؛ فحتى مفهوم الفـن للفـن لا يستقـيم تأطيره فـيه ؛ ما دمْت تنفي قـضية الصراع الذي هو أصـل الوجود؛ وأصـل المسرح الذي يناقض مفهومك: المهرجاني/ العيدي, الإحتفالي, المرحي .لأن في ( الاحتفال/ Festive ) فالمرء كيفما كان مستواه ودرجته في النسيج الاجتماعي. هـذا في زمن (مـا) كان [ العـيد :عـيدا / احتفالا/ بهجة] حقيقة . يساهم بخلق إحساس بالزمن هو الذي يجعل من مفهوم الاحتفال مفهوما تاريخيا صرفا ، يرتبط بظروفه الزمانية والمكانية ويتجدد بتجددها مما يترك ويلغي مؤقتا همومه ومشاكله وصراعاته اليومية مع طبيعة المدينة/ القرية / العمل / لقمة عـيش  وبالتالي أقـول : بأن هذا الخوف المرضي، من الكلمة أو الصـفة ( جوقة ) يكشف عن أسرار أصل المنهل الذي تتلاعب به وفي ظله تمارس المقابسات ؛ بإدخال وتعْـديل إنجازات وأفكار الآخرين؛ منهم المسرح الملحمي؛ الذي ألصق به – برشيد- الصفة ( الإحتفالية) لأنـه يعي جيدا الفرق بين مفهوم (الجماعة) ومفهوم ( الجوقة / الكورس) هاته الأخيرة ذات جـذور تاريخية ومتجـذرة في التـراث بناء على طبيعة  التجمع الإنساني الذي فرض نفـسه  كحاجة اجتماعية  ولأداء الطقوس الدينية، في بداية عـهد التجمعات البشرية ؛ فأخذت تؤديها بشكل احتفال جماعي؛ فتبلورت تدريجيا ( تلك) الطقوس بتطـور التجمعات . حتى أطلق عليها فيما بعد اسم (الجوقة / الكورس/ chorus/ la chorale) وهنا: يمكن اعتبار الرقص هو جذر فن المسرح، ويقول التاريخ إن الاحتفالات كان تقام في الطرقات، حيث يتجمع العامة حول العروض الراقصة، وهؤلاء العامة يمكن أن نطلق عليهم (الجوقة) والراقصون يمكن أن نطلق عليهم الممثلين، وعادة ما يتم ارتداء الأقنعة في تلك العروض والتي كانت تستخدم أيضاً في الطقوس الدينية (10) وهـذا ما استخلصه الفيلسوف - نيتـشه - : عن أصول الدراما الحقيقية؛ بشكل مقـتضب وواضح في قوله: إنّ التّراجيديا لم تكن في الأصل سوى جوقة، ولا شيء غيرها؛ وإن الجوقة هي أصل الدراما الحقيقي (11) هنا لم يقل الجماعة ( le croupe) وذلك باعتبارها وحدة اجتماعـية تتكون من مجموعة من الأفراد بينهم تفاعل اجتماعي متبادل وعلاقة صريحة تشكل تصورا مشتركا عن وحدتهم ؛ من أجل إشباع حاجات أعضائها كـهدف وفائدة تعـود عليهم بالـنفـع . وهذا ما يجعل الفنان ينضم لعـضوية نقابة الفنانين؛ لكي تدافع عنه وتحقق له مطالبه ورغباته؛ وتسعى للحفاظ على حقوقه؛ وبالتالي فهي تندرج ضمن الجماعة الثانوية؛ التي تفسرها الإحتفالية بدهاء ( النحـن) التي ربما يتوهمها المهتم والممارس المسرحي بأنها ضمير يدل على أكثر من 'واحد' وهنا نؤكد بأن الكاتب – برشيد- متمكن من أسرار اللغة وبلاغتها ومن خلالها يحرك زئبقيتها ، بخياله وقـدراته التعبيرية .

مـــقــــام الصـــبا

 مسألة (النحـن ) لقد طرحها العـديد من الفلاسفة الذين اشتغلوا على '' التراث/ الهوية'' سنناقشها في باب آخـر. هنا [(الاحتفالية / le carnavalisme )] تجد نفسها في مقام الصبا. مقام/ سلم ؛ يسعى 
إلى الإستقراروالـدوام؛ باعتبارأن قرار مقامه  لا يماثل جوابه ، وهـذا ما يجعله متفرداً معزولاً، كما هو إحساس الإحتفالية ، ليست منشقـة عـن مقام، ولا ينشق مقام منهـا. وبالتالي فالمسرحي – برشيد - يرفض ( الجوقة) وله حساسية منها؛ لأنها تكشف مستويين إما تابعا في الجوقة ( أو ) رئيسها. علما أن (الجوقة) لم تكـن منفصلة عن حياة الدولة/ المدينة ؛ دورها الأساس تـقـديم الرقصات والاناشيد والاغاني...أثناء الطقوس؛ تمجيداً للإله (ديونيسيوس) كبير الالهة. وذلك تحت إشراف حاكم المدينة. وذلك: لمحاولة لاحتواء المسرح ليكون في صالحها وتحت سيطرتها، خاصّة أن رجال السياسة غالبًا ما كانوا... يموّلون هذه المؤسّسة لينالوا شعبيّة لدى المواطنين (12) سيبدو للقارئ أن كل هـذا القول: هرطقات وجنوحا فكريا ؟ ولكن بالعودة إلى السياق التاريخي لظهور أول بيان احتفالي سنة 1976 في إبانه تمظهـر حزب سياسي [ ذو] نزوع ليبرالي؛ وبإيعاز من النظام؛ كما أشرنا سلفا؛ لخلق توازن سياسي ؛ حزب أغلب أفكاره ومفاهيمه وشعاراته ؛ تتقاطع وأدبيات الإحتفالية: كالحرية/ المدنية / القيم الإنسانية / التأصيل/ التجمع / اقتصاد السوق/  الانفتاح والتعـدد/...../ فليس مصادفة أن تكون هنالك روابط وعلامات بارزة بين( الإحتفالية/ الحزب الليبرالي) وإن كان التوجه الأيديولوجي: يشيرأنه ضمن أحزاب الوسط .وهويته أنه حداثي، ويعتبرمظاهر التقدم البشري ملكا مشتركا بين كافة الشعوب، ساهمت في مراكمتها كل الحضارات الإنسانية بما فيها الحضارة المغربية. علما أنه اعتمد ويعتمد على الأغنياء والأعيان المحليين وكبار الموظفين ورجال الأعمال. وبالتالي: التيارات الثقافية مهما كان القناع الذي تتسر خلفة هي دوما تيارات مؤسسة. إنها تؤسس عائلات فكرية؛ عائلات تنضوي تحت لواء أب روحي(13) الإشكالية هاهنا أن الأب الروحي للإحتفالية الرحل الطيب الصديقي ؛ تخلى عنها ربما لأسباب سياسية ؛ وليست فكرية أو فنية ؟ وهذا من ضمن المسكوت عنه في مسارالرجل؛ وفي مسار(الإحتفالية) بحيث الأب الروحي؛ كان عضوا فعالا في الحزب/ الليبرالي؛ وتقلد منصب مدير الديوان لوزارة السياحة؛ ووزيرها أنذاك- الراحل مولاي أحمد العلوي؛ الذي كان قياديا بدوره في الحزب؛ إذ الصديقي رفقة الوزيرأسس عدة مهرجانات فلكلورية كمهرجان الصويرة/ مراكش/.../ ومحاولة إحياء مواسم الأضرحة وبعض الزوايا... وفي نفس الوقـت ترشح باسم (الحزب/ الليبرالي):سبق أن رشحتُ نفسي للانتخابات، وكنت أعلم اني لن أفوز، لأن ادريس البصري (وزير الداخلية السابق) كان يكرهني، وهل أنا محتاج لأكون في البرلمان؟ ماذا سأفعل هناك؟(14) هـذا وجه الحقيقة ؛ وإذا أخذنا – برشيد- الذي أمسى رئيس الجوقة فيما بعـد ؟ ومدى علائقه بوازرة الثقافة؛ فالموضوع يطول شرحه ؛ ولكن نختصره أنه لا يمكن لوزير(متحزب) أن يختار ممثليه ( مناديب/مدراء) عبرالأقاليم والجهات؛ من خارج الفصيل السياسي/ الحزبي .وتلك قاعدة سياسية ؛ ولكن الأخ برشيد ! في ردوده علينا: يعتبرهـذا اغتيابا ونميمة وعملا مخابراتيا؛ وخارج سياق الجدل !! سبحان الله. ولكن حينما نناقش العلاقة الحزبية وتقلبات السياسية ( مثلا) لبرتولت بريشت أومايرهولد أو أغستوبوال.... يكون الموضوع علميا ومعرفيا( هكـذا تركيبة الذهنية العربية) !!
إذن الأجواق إبان ظهورها أو تأسيسها : كانت الدولة في تلك الحقبة تكلف أحد الممولين لرعاية الجوقة، وكان لكل جوقة ممول يتحمل كافة المصروفات، من أجور تدريب الكورس وتوفير الأعضاء للجوقة ؛ وبنوع من المطابقة : أذكر أنه لما بدأنا نزاول بالمسرح، لاحظت أن المسرح المغربي لا يتكلم عن المغرب وتاريخه، ومن تم قمت بإدخال التاريخ إلى المسرح، أو لنقل إنني أدخلت المسرح إلى تاريخ المغرب عبر الملحمة، خاصة أنه كانت لدي الإمكانيات لإخراج ملحمة تضم 600 شخص، من مغنين وفنانين وراقصين وممثلين.. وعموما، من فنانين مختلفين. وهكذا تم لي إدخال الملاحم إلى تاريخ المسرح...... أنا مكلف بكل شيء إلا الفْلوس(15) فمن هذا المنطلق نفهم أن( الإحتفالي) يلح على مفهوم ( الجماعة/ Le groupe) بـدل ( الجوقة / chorus) لإخفاء الأنا في مفهوم الجماعة؛ 
وإخفاء الخيوط المتناسلة التي أفرزت ( الإحتفالية) التي أُ نْشئـت من أجل ( المسرح الاحترافي) ولكـن انقذفت لرحاب ( المسرح الهاوي) بشكل مقصود؛ محتمية في الجماعة؛ علما أنها لم تكن جماعة  من منظور دينامية الجماعة أو تخضع لتفسيرات علم النفس الاجتماعي؛ لأن الجماعة عبارة عن نسق اجتماعي يتكون من مجموعة من الأفـراد بينهم تفاعل اجتماعي متبادل وثابت ومنظم له نتائجه بالنسبة إلى أعضاء الجماعة ؛ على أساس وجود علاقة صريحة أوضمنية بالتوحد والارتباط ، طبقا لأدوارهم ومكانتهم الاجتماعية ؛ دونما إغفال الخاصية المميزة للجماعة المتشكلة ؛ في التجاور المكاني .وهذا لم يكن متوفرا شكلا أو مضمونا لما يسمى ( جماعة الاحتفاليين) لسبب بسيط؛ فالتوقـيعات على البيانات لا تعني انوجاد (جماعة ) بل تعني انوجاد (جوقة) فرض عليها التوقيع لأسباب متعـددة؛ من لدن الأب الروحي الذي تخلى عنهم ؛ وظلت (الجوقة) تمارس في: توضيح الأحداث والتّعليق عليها، وكذلك التّخفيف من حدّة التّوتر الّذي يحس به المشاهدون، من جرّاء تتابع المواقف التّراجيديّة العنيفة. وينبغي أن تكون الكلمات التي تعلق بها الجوقة على الأحداث مرتبطة بالموقـف الدرامي...دون افتعال أو سفسطة أو تفلسف ظاهر، بحيث تكون أناشيد الجوقة مكمّلة للمشاهد التّمثيليّة، ومرتبطة بما جاء فيها ارتباطًا طبيعيًّا ؛ إن الجوقة في التراجيديا تمنح المشاهدين لحظات الإثارة الهادئة (16) هـنا فالجوقة بمنظورعصرها؛ هي محاكاة لسياقات الواقع بكل مكوناته لجوقة (الإحتفالية / le carnavalisme) فرئيسها هو الذي: يكتب/ ينظر/ يحاضر/ يحاور/ يرد/ يجادل/ يسافر/ هنا فما دور( الجماعة) إن كانت أصلا ؟ فالذي عاش حمى البيانات في فضاء مسرح الهواة؛ سيستشف المعنى المقصود من هاته السطورالتي تبدو محصورة في الجوقة الإغريقية ؛ لكن (الإحتفالية) عاشت سنوات في عوالم التراجيديا؛ جراء المواجهات والكتابات التي نسفت عمقها؛ بحيث بكل أسف لم يتم تجميع تلك الأبحاث والدراسات؛ لأنها متفرقة هنا وهناك ؛ وبعض من تلك الأقلام انساقت وراء المغريات والسفريات فانبطحت بشكل كليِّ؛ وبعضها تم تدجينـه من لدن الإحتفالية ؛ حينما كانت تصول وتجول في فضاءات ومجالات وزارة الشؤون الثقافية (أنذاك) فهاته حقائق معروفة عند من عايش فترة الثمانينيات ومنتصف التسعينيات من القرن الماضي. وبالتالي كل من أصبح  ضمن الجوقة ( الميلودرامية) كان مسلوب الإرادة لأن كُـنه وجوهـر: الجوقة لا تملك إرادة التغيير، وليس هـذا قصورا منها بقـدرما هو نتيجة لطبيعة دورها ؛ فهي لـيست صانعا للأحداث بل مجرد مُـشاهد لها. والجوقة لا تقرأ الغيب كي تحـذرمنه ؛ بل تعلق فقط على ما يحدث أمامها؛ وتبدي فيه وجهة نظرها (17) ولماذا أشرت للجوقة ( الميلودرامية) لأن برشيد يصرح بقوله : لا أؤمن بالكوميديا ولا بالتراجيديا اؤمن فقط بالمسرح وبالاحتفال المسرحي (18) ولكـن الاحتفال المسرحي؛ ألم يأت من الطقوس والاحتفالات الشعبية التي كانت الجوقة تشارك فيها ؟ أليس هنالك عطبا؟ أليس مقام الصبا حاضر بقوة هاهنا ؟ لأن هذا المقام فريد من نوعه ؛ من بين المقامات ، لأنه في الحـقـيقة ناقص علمياً. ولربما هـذا ما انتبه إليه ؛ ممن عاشوا سكرات ( الإحتفالية) مما نلاحظ انسحـاب البعض عن عوالم ( الإحتفالية) والبعض التزم الصمت المطلق؛ وبعض من بعض ارتكـن لزاوية النسيان أو البحـث عن مسار مغاير؛ علما أننا طرحنا سؤالا عريضا في ( مدوناتنا) مفاده: هل من كانوا في جوقة ( الاحتفالية) يستطيعـون التصريح والكشف عن أسباب انسحابهم منها ؟ 
فمن الطبيعي أن الصمت كان ؛ وممكن أن نقول اللامبالاة كانت وانطلت على السؤال: لأن هؤلاء يجـدون إن ماكان بالنسبة إليهم حياة ومخاضا فكريا، قـد تحول إلى أفكار جاهزة . ماكان سؤالا واستمرارا في السؤال ، قـد تحول إلى أجوبة ميتة ؛ ماكان انفصالا وغربة قد تحول إلى شيء مألوف . ما كان حصيلة تفاعل مع الواقع ،تحول إلى أمر واقع . ماكان أداة انفلات من القهر قد تحول إلى سلطة تشدهم إلى توابث بعينها (19) ولاغُـروَ؛ أن العالم العربي يعيش مرحلة مخاض عسيرة؛ سواء على التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية ؛ فالسؤال الإشكالي : فأي دور ستضطلع به (الإحتفالية المتجددة) على ضوء(جوقة جديدة ) إن كانت هنالك فعلا (جوقة) في ظل هاته الوضعية الجديدة ؟ نتمنى أن يجيب غيرك من أعضائها؛ ويذكي أنه من الجماعة المنبثقة من إحـدى [العواصم الاحتفالية ]  وليس من  الجوقة المطابقة للنص الاغريقي.

الإحـــــالات :
(1) رد برشيد علينا حول الجماعة والجوقة بتاريخ 16/10/2018 عـبرجـدارية الفنان جناح التهامي
2) انظر باب الحاء - في المعجم الوسيط: مجموعة من المؤلفين ط 4/ 2004  الناشر: مجمع  اللغة العربية – 
     مكتبة الشروق الدولية
 3) الجملة منقولة -  في باب الحاء: احتفاليَّة = اسم مؤنَّث منسوب إلى احتفال - عن المعجم  الغني- لصاحبه عبدالغني أبو العزم- سنة/1431 ه
4) الفكر في عـصر التقنية: لعـبد السلام بنعبد العالي ص 94 منشورات إفريقيا الشرق –   المغرب - ط 1 / 2000
5) حوار مع برشيد في صحيفة المدى عدد3918 بتاريخ 05/08/2017 حاوره فاضل محسن
6) المسرح فتح لي باب الغيب وباب التاريخ : حوار مع برشيد أجراه مصطفى رمضاني(؟؟) فـي مجلة الهيئة العربية للمسرح بتاريخ- 24/07/2012/
7) نفـس المجلة والمُـحــاور(؟؟)
8) نحن والآخر.. جدلية التطويع والمجابهة : بقـلم وليد خالد أحمد حسن – ص45- مجلة النبأ عدد83  في  
    تموز2006
9) زمن الشعـر لأدونيس ص55 دار الساقي ط 6/2005
10) مصطلحات مسرحـية. الجـوقة - صحيفـة الثورة بتاريخ- 18-7-2012 تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة 
      و الطباعة و النشر
11)  مولد التراجيديا :لنيتشه -  ترجمة: شاهر حسن عبيد ص  178 دار الحوار للنشر والتوزيع – سورية- ط.1/ 2008
12) معجم المصطلحات المسرحيّة : لحنان قصاب و ماري إلياس ص 164 ﻁ 1/ 1997 مكتبة  ﻟﺒﻨﺎﻥ
13) الفكر في عـصر التقنية: ص92
14) قطعـت علاقتي بشيمعون بيريز: حوار مع الطيب الصديقي حاورته لطيفة العـروسني في  صحيفة «الشرق  
      الأوسط»: ع 8620 /5 يوليو 2002
15) حوار مع  الصديقي:« أعيش من التشكيل وأنا من أسستُ مهرجان الصويرة ورفضت منصب مدير التلفزة كي أبقى حرا» موقع : هبة بريس يوم 15 - 03 - 2012
16) نظرية الدراما عند الإغريق لمحمد حمدي إبراهيم ص 68–  ط1/ 1994   الشركة المصرية العالمية 
      للنشر- لونجمان
17) نـــفـــسه :ص 69
18) حوا رمع برشيد: في صحيفة البيان الإماراتية- حاوره  رضا الاعرجي بتاريخ 03 أبريل  1999
19) الفكر في عـصر التقنية: لعـبد السلام بنعبد العالي ص 93



فيصل دراج : الناقد الروائي الكبير و مثقف الاغتراب المزدوج .

مجلة الفنون المسرحية
فيصل دراج 


 فيصل دراج : الناقد الروائي الكبير و مثقف الاغتراب المزدوج  

 *انغير بوبكر

بصم المفكر الكبير فيصل دراج الساحة الفكرية والثقافية بكتابات  تحليلية كثيرة وغزيرة  تناولت مجالات مختلفة يجمع بينها الالتزام الثقافي والفكري بقضايا العقلانية والتقدم والحرية ونشدان النماء والتطور والتقدم لمجتمعاتنا الرازحة تحت نير الاستعباد و التخلف والاستبداد ، فالدكتور فيصل دراج من نخبة المفكرين المتنورين الذين بذلوا عمرهم و جهدهم من اجل استقلالية المفكر والتزامه بقضايا الحرية والديموقراطية في زمن صعب ان تجد مثقفا ومفكرا يقول ما يفكر به بدون وجل ولا دوران. عاش المفكر الفلسطيني فيصل دراج مغتربا مبكرا  عن وطنه بفعل الاحتلال فانتقل مكرها الى لبنان حيث اشتغل في الفكر والاعلام واشرف على مجلة شؤون فلسطينية وعمل الى جانب الفلسطيني المرموق محمود درويش  ، وهذه الفترة البيروتية اثرت فيه التاثير الكبير حيث كانت لبنان في هذه المرحلة تعيش فورة وثورة فكرية وثقافية متميزة  خصوصا وانه التقى مع رعيل من المفكرين اليساريين الذين استفادوا من  وجود هامش من  الحرية المتوفر بلبنان في غياب دولة مؤسساتية قامعة ، فنسج فيصل دراج علاقات وصداقات متينة مع  المفكرين الكبار امثال حسين مروة الذي تأثر فيصل دراج بتواضعه و حبه للخير وتفانيه في خدمة الفكر المستنير، كما تعرف على المفكر اللبناني الماركسي مهدي عامل الذي تساجل معه في عدة قضايا فكرية وسياسية وخصوصا نقده لكتابه بحث في اسباب  الحرب الاهلية اللبنانية   كما تعرف على يمنى العيد و محمد دكروب  الذي كان المسؤول عن مجلة الطريق البيروتية الذائعة الصيت وغيرهم من رواد الكلمة التي يمكن خندقتهم في خانة اليسار الفكري والثقافي .  في خضم العلاقات الانسانية والنضالية التي نسجها في الساحة البروتية ، جاء الاجتياح الاسرائيلي للبنان سنة 1982 ليجبر ويرغم المفكر فيصل دراج  على ترك بيروت ويغترب اغتراب متجدد،  حيث غادرها متوجها الى دمشق التي احتضنته وتعلم فيها ودرس في جامعاتها  الى ان اضطر الى الاغتراب مرة اخرى والرحيل  مضطرا بعد الربيع السوري وما تلاه من احداث تراجيدية بعد 2011 . حصل الدكتور فيصل دراج على درجة الدكتوراة في الفلسفة  من احدى  الجامعات الفرنسية وتحديدا من جامعة تولوز  سنة  1974  وتقدم  باطروحة حول الاغتراب والتمزق الهوياتي  الذي عانى منه المفكر طيلة حياته كفلسطيني  حيث عانى من ويلات التهجير والنفي القسري واجبر على مغادرته قريته الفلسطينية وهو في سن الخامسة . قام المفكر الفلسطيني فيصل دراج بعدة مراجعات نقدية للفكر لليسار العربي  الذي اعتبره حركة   شعبوية اكثر منه تيار يحمل مشروع مجتمعي تغييري . كما انه انتقد ادوار المثقفين في مجتمعاتنا ووصفهم بالمهزومين والمستكينين والمفصولين عن هموم واقعهم ،   في عدة مواقع من كتاباته الكثيرة والغزيرة ، كما انه لم يعد يستسيغ تسمية المفكرين بهذا الوصف باعتبار ان المثقفين الملتزمين نادرو الوجود على حد قوله ، حيث الاحرى تسمية المثقفين  بممتهني الكتابة اوبالكتاب ولا يحبذ استعمال كلمة المثقف التي لها دلالات قوية من حيث الالتزام والحمولة الاخلاقية العالية. اتجه الفيلسوف دراج نحو الرواية والنقد الروائي معتبرا الرواية هي الفضاء الثقافي الذي يسمح بقول الحقيقة عن الاوضاع المعاشة او المعيشة في قالب روائي جمالي اي انها الجنس الادبي الذي يستطيع الانفلات النسبي من رقابة السلطات الدينية والسياسية   ، لذلك يتجه المفكر دراج الى الثناء على اعمال روائية معتبرا اياها اعمالا ادبية حداثية  استطاعت فضح الواقع المشخص بطريقة سليمة وامنينة مثل روايات جمال الغيطاني : "يدخل جمال غيطاني في 'الزيني بركات' الى جوهر الراهن العربي ،فيكشف قتامه في شكل ادبي اصيل ،ويخبر  عن معناه في مقاربة روائية رائدة .يهاجر الراوي الى الماضي ويكتب بلغة حقيقة الماضي ، او يهاجر الى الماضي  كي يجد فيه المساحة الضرورية لكتابة الحاضر، لنقل انها هجرة ناقصة او رحيل واش فرضهما  منطق الواقع والكتابة" و يشيد باعمال نجيب محفوظ خاصة روايته اولاد حارتنا التي استطاعت ان تحرك البرك الاسنة داخل الفكر الديني وان تسمح بتساؤلات في دائرة المقدس ورواية ثرثرة فوق النيل التي قال عنها فيصل دراج   :"نموذج الكتابة العضوية التي تعيش تاريخها، وتبتعد عن هذا التاريخ وتلتقي به ، كي تقرأ فيه شكل النهاية قبل قدومها، وتكتب فيه ظلام المستقبل الذي ينعقد في ارجاء الحاضر. ومن اجل بناء المستقبل في الحاضر ، يركن الراوي الى فنه،وينتج المعادل الفني للحاضر ،ويكتب رواية بلا نهاية ،لان التاريخ سيكتب قتام النهاية عوضا عن الراوي."  وله تقدير كبير لطه حسين ومحاولاته التجديدية في سبيل بناء  الفكر التنويري وله تقدير معتبر لجبرا ابراهيم جبرا ورواياته ذات النفس التجديدي كما اشاد بروايات ادوارد الخراط وغيرهم من رواد الرواية الذين سعوا الى تطوير المنحى الروائي التجديدي في سبيل بناء حداثة فعلية  . رغم ان فيصل دراج يقر بوجود روائيين جادين و ممتازين الا انه لا يقر بوجود ظاهرة روائية جادة في الثقافة العربية   اي ان المحاولات التجديدية التحديثية داخل الرواية هي اجتهادات فردية معزولة لا تعبر عن وجود اتجاه روائي تجديدي داخل المجتمع وكل روادها من خريجي الغرب والمتشبعين بثقافته  . 
في سبيل الختم :
اثرى المفكر الفلسطيني فيصل دراج الخزانة العربية بكتابات وترجمات قيمة متأثرا بكتابات الغربيين المرموقين كبول فاليري و جورج لوكاتش وتولتستوي    كذلك   كما ان مقالاته في المجلة الادبية الرائعة الكرمل التي كان يديرها الشاعر الفلسطيني محمود درويش  كانت شاهدة على موسوعية الرجل وعمق فكره و شغفه بالبحث التاريخي والفلسفي والانساني  وعندما نتحدث عن كتابات فيصل دراج فلا بد ان نذكر كتبه التالية :  ذاكرة المغلوبين، دلالات العلاقة الروائية، الرواية وتأويل التاريخ، نظرية الرواية والرواية العربيّة، الحداثة المتقهقرة. بؤس الثقافة في المؤسسة الفلسطينيّة. ويدعو الدكتور فيصل دراج في معظم  كتاباته الى الانعتاق من اسر الماضي والانبهار به و التخلص من اليقينات والمسلمات والايمانيات الارثدوكسية   التي حكمت الفكر الماركسي والقومي والديني... و دعا الى ضرورة البحث عن افق انساني رحب يؤمن بالعقلانية والتسامح والنسبية  لذلك دعا الى تدشين ما بدأه طه حسين في كتابه في مستقبل الثقافة في مصر خصوصا  من دعوته ضرورة الجمع بين التعليم والديموقراطية في افق خلق مجتمع المعرفة الذي يقطع مع الاستبداد بكل انواعه واشكاله وتمظهراته ولنتعرف اكثر على نبل الدكتور فيصل دراج واحترامه لذكرى اصدقائه ما قاله عن الشهيد مهدي عامل على صفحات احدى اعداد الطريق: " في زيارة الى دمشق ، وبصحبة رفيق العمر  والاحلام محمد دكروب ، دخل مهدي الى مطعم ،وكان بيده "فلة" يحملها بحرص شديد ، ويشملها بين الفينة والاخرى قائلا "مااجمل رائحة هذه الفلة" ويعرض جمالها ،مفتونا على الاخرين  .قال بلهجة حاسمة ومغتبطة :" هذه الفلة لازم ما تذبل " 
 . نقول مع مهدي عامل و فيصل دراج  نحن كذلك ان هذا النموذج من المثقفين لازم كتاباتهم وافكارهم ان تنقل الى الاجيال المقبلة وان لا تذبل مع صيحات الظلام الطويل الذي يغشى الثقافة والفكر الانساني المتنور امام انتشار الارهاب والتطرف والاستبداد والاستقواء الراسمالي  الاستهلاكي على ثقافة وفكر الشعوب.




*انغير بوبكر
المنسق الوطني للعصبة الامازيغية لحقوق الانسان بالمغرب
باحث في قضايا الديموقراطية والتعدد الثقافي وحقوق الانسان
حاصل على دبلوم السلك العالي للمدرسة الوطنية للادارة بالرباط
خريج المدرسة المواطنة للدراسات السياسية 
دبلوم المعهد الدولي لحقوق الانسان بستراسبورغ 

الخميس، 22 نوفمبر 2018

قنص الأحلام "تسجيل دخول" مسرحية الحياة الافتراضية والواقع المفقود

مسرحبة "ذئب البوادي " تأليف حازم كمال الدين

مجلة الفنون المسرحية
 المؤلف حازم كمال الدين


مسرحبة "ذئب البوادي  " تأليف حازم كمال الدين

الغرباوي يفوز بالمركز الثاني فى القصة القصيرة على مستوى شركات جمهورية مصر العربية

مجلة الفنون المسرحية

الغرباوي يفوز بالمركز الثاني فى القصة القصيرة على مستوى شركات جمهورية مصر العربية 
  
أعلنت وزارة القوى العاملة والهجرة المصرية عن نتائج المسابقة الرسمية السنوية لعام  2018م؛ التى تنظمها على مستوى شركات جمهورية مصر العربية فى المجال الثقافي ( القصة القصيرة، وفاز الكاتب والأديب أحمد الغرباوى بالمركز الثاني على مستوى جميع شركات جمهورية مصر العربية فى المسابقة الثقافية فرع القصة القصيرة، وذلك بقصته (يوم من حُبّي)؛ والتى تحتوى على أربعة أجزاء ؛ وستضمها مجموعته القصصية الثانية، التى ستصدر قريباً بنفس الإسم..

وتجدر الإشارة إلى أن الغرباوى سبق ونشرت له 7 اصدرات؛ تضمّ بين دفتيها العديد من النصوص الأدبية في مجالات الإبداع الأدبي المختلفة، منها (سائق الموتى) و(السقوط إلى أعلى) و(المتحزمون) مسرح، ومجموعته القصصية الأولى ( حب حتى أطراف الأصابع)، وفي مجال النثريات الوجدانية؛ وفن الإبداع الأدبى الخالص أصدر و( وجع العشق والبعاد) و( شيء ما يعني.. ربما يكون الحب؟) و(اللهم لست أدرى)..

وخلال فترة عمله بالسعودية؛ نشر العديد من الكتب الإعلامية والثقافية منها (كلمات فى حب الوطن فى ذكرى توحيده) و( مؤتمر الأقليات الإسلامية .. الدعوة والاصداء) و(استجواب غازى القصيبى) و(مركز الامير سلمان الإجتماعى للمسنين.. العوة والأصداء)..  وغيرها من الكتب الإعلامية..

كما حصل على العديد من الجوائز الثقافية والأدبية أشهرها المركز الأول العام الماضي في المسابقة الثقافية للقصة القصيرة من وزارة القوى العاملة والهجرة المصرية، والمركز التاسع في المسرح من تليفزيون الشرق الأوسط بروما، وتنشر أعماله بالعديد من المواقع الالكترونية المتخصصة والعامة؛ المصرية والعربية والعالمية، منها فيتو واليوم السابع ودار المعارف...؛ ومجلة فيحاء اللبنانية وطنجة الأدبية المغربية وديوان العرب؛ وصحيفة الفكر؛ وشبكة المدونون العرب... ، وشبكة الإعلام بالدانمرك..والقافلة السعودية ومجلة الدعوة بالرياض.. وصحيفة الفكر...  وغيرها

والغرباوي مؤلف وعضو اتحاد الكتاب  حاصل على ـ بكالوريوس اعلام – قسم صحافة – جامعة القاهرة مايو 1985م، وعمل بجريدة الوفد 86 – 88 ـ وعضو النقابة العامة للصحافة والإعلام، وعمل محرراً صحفى بالشركة العربية لخدمات المعلومات الرياض 1989 – 1991 م، ومدير القسم الصحفى – الملف رقم واحد ( دار البيان للدعاية والإعلان ) الرياض 1991 – 1993 م و مجلة (الدعوة ) الأسبوعية بالرياض، ومسؤول الإعلام ( دار طوايق للخدمات الإعلامية والنشر والتوزيع ) الرياض 1991 – 1993 م، ومدير التحريرمجلة ( بتروبل )؛ ومدير عام مساعد الإعلام سابقاً، وحالياً مدير عام بالإدارة العامة للشئون الإدارية ببتروبل  (شركة بترول بلاعيم ) .



الأربعاء، 21 نوفمبر 2018

الأسماء المرشحة للفوز بـ (جوائز السيدة زَيْزَفْ للإبداع)

مجلة الفنون المسرحية

الأسماء المرشحة للفوز بـ (جوائز السيدة زَيْزَفْ للإبداع)

نحمد الله حمدًا كثيرًا ـ باديء ذي بدء ـ على نجاح المسابقة ـ بفضل الله وتوفيقه ـ وعلى حجم الإقبال غير المتوقع ـ بصراحة شديدة ـ على الجائزة ـ في دورتها الأولى ـ إذ بلغت المشاركات (437 مشاركة) من مختلف أقطار الوطن العربي ومن مبدعين ـ ومبدعات ـ عرب يقيمون بدول أوربية مثل ألمانيا وأوكرانيا وغيرهما وفي ذلك يجدر بنا أن نسجل شكرنا العميق للمواقع الإلكترونية التي تفاعلت بإيجابية ومحبة كبيرة مع الإعلان الرسمي للجوائز ونشرته على مدى واسع حقق إنتشارًا كبيرًا، كما أشكر شكرًا كبيرًا أعضاء (لجنة القراءة الأولى) لما بذلوه من جهد كبير (بدون أي مقابل) فقد رفضوا ـ ثلاثتهم ـ المخصصات المالية لهم .. 
وقد عملت اللجنة منذ اليوم الأول من الإعلان الرسمي عن الجوائز على تصفية الأعمال المقدَّمة الى (عشرة أعمال) في كل مجال حيث إستبعدت ما لم يلتزم بالشرط الرئيسي للجوائز ألا وهو (الأم محور جميع المشاركات) أو ما شرع مؤلفوها في نشرها، أو ما هو دون المستوى، ونتج عن ذلك (حجب جائزة الرواية) رغم مشاركة عدة روايات شديدة الجودة أشادت بها اللجنة وفي طليعتها الرواية المتفرِّدة (العاصفة لا تقتلع الجذور) للمبدعة الرائعة ( د. منى برهان غزال الرفاعي / البحرين ) ولكن أكثر هذه الروايات ـ رغم رقي مستواها ـ لم تلتزم بموضوع (الأم) كمحور رئيسي للجوائز ـ جميعها ـ فرأت اللجنة حجب الجائزة في هذا المجال، وأجدني أعتذر بشدة للمبدعين ـ والمبدعات ـ الذين شاركوا في مجال الرواية فأنا ـ بموضوعية وضمير مستريح ـ لم أتدخل في عمل اللجنة مطلقا ..
ولقد قامت اللجنة بتحديد الأسماء المرشحة للفوز في المجالات الثلاثة الأخرى وتم إرسالها إلى (لجنة تحديد الفائزين) المكونة من (ثلاث محكمات) أكاديميات مبدعات عربيات (محكمة واحدة لكل فرع من الفروع الثلاثة) ليتم الإعلان عن الفائز في كل مجال يوم (عيد الأم) 21 مارس 2019م وقد جاءت الأسماء المرشحة على النحو التالي :

أولاً : أفضل نص مسرحي :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نص "إمرأة رائعة" تأليف : محسن النصار ـ بغداد ـ العراق
(2) نص "مغامرة الأم الأخيرة" تأليف : ربيع فريد مرشد ـ سوريا
(3) نص "قبل طلوع الروح" تأليف : مودة محمد عمر بكر ـ السودان
(4) نص "أجنحة للسماء" تأليف : د. مورين يونان صليبة ـ سورية تقيم بأوكرانيا
(5) نص "الأم البديلة" تأليف : عائشة يحيى محمد بدر الدين ـ صنعاء ـ اليمن
(6) نص " أورام" تأليف : حمدي محمود عمر القاضي ـ الإسكندرية ـ مصر 
(7) نص "قلوب خضراء" تأليف : رنيم خليل مؤيد عبد الله ـ بنغازي ـ ليبيا 
(8) نص "عندما كانت" تأليف : خضير محمد عباس جاسم ـ الأنبار ـ العراق 
(9) نص "الأم الفداء" تأليف : عمار محمود تفنكجي ـ سوري مولود بفرنسا
(10) نص "دفتر كشكول" تأليف : ماهر محمود حسين داود ـ حي الأمل ـ خان يونس ـ قطاع غزة ـ فلسطين

ثانيا : أفضل قصيدة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قصيدة "قلب أم" للشاعرة نارين عمر سيف الدين محمد ـ سورية مقيمة بألمانيا
(2) قصيدة "الثريا" للشاعر قيس الصديق أحمد محمد شحاتة ـ شرق الجزيرة ـ السودان
(3) قصيدة "برحيلك مضى أوان الراحة" للشاعرة د. عواطف يونس عباس حسانين ـ حلوان ـ مصر
(4) قصيدة "في رحاب الكوثر" للشاعر حاتم حيدر حمود الفالح ـ الناصرية ـ العراق
(5) قصيدة "أصداء من قبر أمي" للشاعر أحمد غراب ـ القاهرة ـ مصر 
(6) قصيدة "طواحين" للشاعرة بلقيس محمد بن عبدالله الملحم ـ الدمام ـ السعودية
(7) قصيدة " من ذكرياتها" للشاعر أحمد اللاوندي ـ كفرالشيخ ـ مصر
(8) قصيدة "أمي وغزوة الجفاف" للشاعرة فدوى صقر صالح ـ سوريا
(9) قصيدة "عطر أمي" للشاعر أحمد جارالله ياسين ـ الموصل ـ العراق
(10) قصيدة "عزف على سلم الحنين" للشاعر كريم دزيري ـ ولاية خنشلة ـ الجزائر

ثالثا : أفضل قصة قصيرة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قصة "ميلاد الموت" للقاصة زينب بنت سليمان بن عبدالله القزارية ـ مسقط ـ سلطنة عمان
(2) قصة "أزهار بودلير" للقاصة مشلين جورج بطرس ـ سورية مقيمة بلبنان
(3) قصة "الخالة فاطمة" للقاص عبدالمجيد صرودي ـ قصر أزفور ـ المغرب
(4) قصة "الخطيئة" للقاصة رولا عبدالرؤوف طالب حسينات ـ عمان ـ الأردن
(5) قصة "فقدان أبيض" للقاصة أساور بنت على صخر الخليف ـ المنامة ـ البحرين
(6) قصة "أم البنات" للقاصة نسمة عطا عياد حنا ـ الفيوم ـ مصر
(7) قصة " مقاطع من سيرة أمي" للقاص أشرف محمد قاسم ـ البحيرة ـ مصر
(8) قصة "رحيق الفردوس" للقاصة وصال محمد صالح ـ ديالى ـ العراق
(9) قصة "لا تحرق كبدي مرتين" للقاصة مسعودة علي واعر ـ الأغواط ـ الجزائر
(10) قصة "الحلم المسافر" للقاصة جمانا يوسف العامود ـ طرطوس ـ سوريا
....... مع تمنياتنا للجميع بالتوفيق .. والله الموفق ...

أداء المرأة في المسرح العربي: ملتقى "مسارح عربية" في جامعة بوردو مونتين الفرنسية

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2018

في فلسفة التجاذب بين المسرح والتراث (1)

مجلة الفنون المسرحية

في فلسفة التجاذب بين المسرح والتراث (1)

عبيد لبروزيين

التجاذب المستمر بين المسرح والتراث، هو في حقيقة الأمر، انعكاس لجدلية مؤرقة في الفكر العربيّ الحديث والمعاصر، إنها جدلية الحاضر والماضي، القائم وما كان قائما، بكل حمولتهما الثقافية والسياسية والاجتماعية والإيديولوجية، إحياء التراث أحيانا، أو الوعي بالتراث أحيانا أخرى، جاء نتيجة هموم النهضة القومية التي سعت إلى تجاوز عصر الانحطاط، والخروج من دوّامة الهزائم والانكسارات المتتالية، التي أحدثت شرخا كبيرا في الهوية العربية، فكان إحياء القديم/الأمجاد، الماضي المشع في الذاكرة، وبهذا هيمن الماضي وأرخى بظلاله على الحاضر، وأصبح مرادفا للهوية والأصل، وملاذا للاختباء من كل جديد، لاسيما بعد هيمنة الرؤية السلفية في قراءة التراث. 
أضحى التراث بهذا المعنى، غاية لتحقيق الأصالة، والحفاظ على الهوية في ظل الاتجاه نحو العولمة، وهو ما أدى إلى إلغاء الزمن والتطور، وأصبح التراث يشكل معالم الحاضر والمستقبل في استراتيجية من العقل العربي للهروب من وقع الهزائم، وإذا كان التيار السلفيّ ينظر إلى التراث نظرة تقديسية منغلقة، فإن التيارات اللبرالية قرأته بمناهج غربية، أدت، حسب محمد عابد الجابري، إلى نفس النتائج تقريبا، بينما دعا المغالون من هذا التيار إلى إحداث قطيعة إبستمولوجية معه، وهذا نقاش سيأخذنا بعيدا عن عوالم الفرجة، غير أنه لا بد من استحضاره لوضع هذه الإشكالية في سياقها الفكري العام.
لا تستقل علاقة المسرح بالتراث عن الأطروحات الفكرية التي تسعى إلى إحياء الماضي، أو قراءته قراءة نقدية موضوعية جديدة، غير أننا نجد أنفسنا في الدراسات المسرحية، نستعمل كلمة التراث، ليس للدلالة على الماضي فقط، بل للدلالة أيضا على الثقافة الشعبية، مقابل الثقافة العالمة أو الرسمية، التي لا تصبح تراثا إلا في احتكاكها بالتاريخ، لذلك نعت هذا النوع من التراث، بقصد أو عن غير قصد، بمصطلح قدحي تم تجاوزه لاحقا، وهو الأشكال ما قبل مسرحية. 
وفلسفة التجاذب بين المسرح والموروث الثقافي، يعود بنا إلى ما قبل ظهور المسرح في بلاد اليونان، حيث كان في البدء فرجة تراثية، مقترنة بالإنسان منذ التجمعات البشرية الأولى، منها ما هو طقسي (الاحتفالات الديونيزوسية) وشعائري (الاحتفالات الشيعية في العراق) واحتفالي (الأهازيج والاحتفالات في الأعراس). 
هكذا يؤرخ ظهور الفن المسرحي لعلاقة التجاذب بين التراثي والمسرحي في الفعل الفرجوي الإنساني، إنها علاقة تجاذب مستمر عبر التاريخ، غير أن المرحلة الأولى من تاريخ المسرح، وهنا أقصد الشعرية الأرسطية التي امتدت ردحا طويلا من الزمن، لم يتناول فيها الدارسون علاقة المسرح بالتراث، وأقصد هنا الأشكال الفرجوية الشعبية واستلهام التاريخ، لأن الإرث الثقافي المسرحي فيما بعد، تحول بكامله إلى تراث، وهو ما لم يكن متوافرا في المرحلة الأولى. والمرحلة الثانية، وأقصد بها شعرية ما بعد أرسطو، كان فيها التجاذب بين المسرح والموروث الثقافي قويا وعنيفا، منذ الدعوات الأولى لجون جاك روسو ومن تلاه، وانعكس هذا التفاعل القويّ في النظريات المسرحية من خلال مسرح القسوة، والمسرح الملحمي، والمسرح الاحتفالي، والحكواتي... والعروض المسرحية، أيضا، ونخص بالذكر هنا تجربة أبي الخليل القباني والطيب الصديقي والطيب لعلج وسعد الله ونوس.
وإذا كانت العودة إلى التراث، قد جاءت بعد دعوات من رموز الفكر والأدب في الغرب، فإن النهضة العربية، قامت بدورها على دعوات محمد عبدو، والأفغاني، ورفاعة الطهطاوي، وحسين مروة، وعبد الله العروي، ومحمد عابد الجابري، وعبد الكبير الخطيبي، وغالي شكري، وزكي نجيب محمود، وأدونيس، ويوسف الخال، وحسن حنفي، وهو ما أدى إلى التأثير على الفهم المسرحي للتراث، خصوصا في الشق التنظيري المرتكز على التأصيل، وبهذا قامت التجربة المسرحية العربية في مرحلة التأسيس على مفهوم التأصيل باعتباره صلة الوصل بالماضي، الذي جعل المسرح العربي، رهين دائرة مغلقة، حيث كان التراث في المسرح مرادفا للأصيل، والسبيل للانتصار للهوية الحضارية والثقافية، في مواجهة الآخر/الغرب، غير أن المتتبع للتراث في الفعل المسرحي العربي، يدرك أنه يختلف من مرحلة لأخرى، وهو ما جعل الاشتباك بالموروث الثقافي يتخذ ثلاثة أبعاد:
البعد الأول: إحياء التراث في ظل النهضة العربية (مواجهة الاستعمار).
البعد الثاني: توظيف التراث لنقد الواقع وتغييره (ما بعد الاستعمار).
البعد الثالث: توظيف التراث توظيفا جماليا من خلال التقنيات المسرحية الحديثة (الألفية الثالثة).
وفي أفق هذا التجاذب المستمر، تشكلت شعريات مسرحية ترتكز على التراث في بناء خطاباتها، مستلهمة اللهجات واللغة، والاحتفالات والأفعال الإنسانية الماضية، والأمثال والحكم، والسّير والحكايات، وفي الجانب البصري، استلهم اللباس والديكورات والرقص والموسيقى والإضاءة. 
حضور التراث في التنظيرات المسرحية، لا يمكن أن ينظر إليه بمعزل عن سياقه المسرحي والإيديولوجي، وعن السياق السوسيوثقافي للتجربة المسرحية بشكل عام، لذلك يحضر هنا من خلال هدفين، الأول معرفي، تحقيق معرفة بالتراث، واستجلاء عناصره ومكوناته، والثاني إيديولوجي، حيث لا يمكن أن تتحقق معرفة بالتراث إلا من خلال رؤية حديثة تستند إلى مرجعيات فكرية، قد تكون سلفية أو لبرالية. 
وإجمالا، إن ما نسعى إلى تقديمه، هو رصد خصائص توظيف التراث في مراحل تطور المسرح العربي، والأهداف التي يمكن تحقيقها من وراء ذلك، بينما تبقى الإشكالية التي سنحاول الإجابة عنها في المقالات المقبلة تتمحور حول أن التراث يسعى للحفاظ على الهوية الحضارية والثقافية، في حين أثبتت الدراسات الحديثة أن الهوية تتسم بالحركية والتفاعل والاستمرار، فأي هوية سنحافظ عليها؟ وهل استطاع التراث أن يحقق أهداف دعاة التأصيل المسرحي؟

عرض "موت المغني فرج" يحصد ذهبية برنامج "مسرح الفرجان" الذي نظمته "ناشئة الشارقة" و "الهيئة العربية للمسرح"

الاثنين، 19 نوفمبر 2018

أحمد شوقي وتجديد الإمارة

مجلة الفنون المسرحية

أحمد شوقي وتجديد الإمارة

بُويعَ "أحمد شوقي" الشركسي ( أو الكردي ) الأب واليوناني الأم أميراً للشعراء عام 1927 وهو ما شكّلَ حافزا" له لإثبات ملكَتهِ الشعرية في تقديم مسرحياتٍ شعريةٍ أغْنت المكتبة العربية بمضامينها وفنيّاتها وأهمها : مصرع كليوباترا (1927) قمبيز (1932) مجنون ليلى (1932) علي بك الكبير... وغيرها
وهي مسرحيات قادَت لشوقي عنان الريادة في هذا الفن الأدبي الجميل والجديد على التاريخ الأدبي عند العرب ، وهي مسرحيات أكثرها إندرج في حيّز المأساة وأقلها لصالح الملهاة كمسرحية " الست هدى " ، وهما ركيزتا الفن المسرحي الذي تولّد عن عبقريات الاغريق في عصور ما قبل الميلاد . فالعرب لم يكتبوا المسرحية الشعرية خلال تاريخهم الطويل في نظم الشعر بأنواعه وأشكاله ، كما لم يتلمّسوا طريقاً نافذاً الى ترجمة الأعمال المسرحية القديمة اسوةً بالعلوم والفنون الأخرى التي نقلوها الى العربية عن اليونان والهند وفارس ، بل عزفوا عنها لأسباب عديدة لا مجال للإبحار في حيثياتها الآن. 

وتكمن أهمية شوقي في مسألتين :

الأولى : ريادة نهضوية لهذا الشاعر الفذّ كونه الأول عربيا"في إثراء الأدب العربي بالمسرحية الشعرية الكلاسيكية الوزن والبديعة الصور والاشتقاقات اللغوية والتراكيب المؤتلفة بين اللفظة وأختها والبُنى الفنية  والإيقاع الذي يحاكي إبداعات أبو تمام او المتنبي .

الثانية : إنبعاث فكرة الشاعر المتمكّن أو " الفحل" والتي إضْمحلّت خلال عقود طويلة في التاريخ الادبي ليس آخرها عصرنا هذا اليوم الذي طغَتْ عليه " النسبية الشاملة التي لم تعُدْ تقنعُ أحداً لأنها تؤدي الى الشك القاتل وإلى فوضى القِيَم وإلى الإذعان لمقولة قديمة سقيمة
 " لا جدال في الذوق " !( رينيه ويليك / مفاهيم نقدية / عالم المعرفة . شباط 1987) .

في المسألة الأولى : نجح شوقي في تقديم نماذج مرِنَة من الانفتاح المتبادل بين الشعر والمسرح وإثبات أن مسْرَحَة الشعر تصلح لربط الجمهور برؤية الكاتب في موضوع ما من خلال الممثل المؤدي ، وكأنَّ شوقي قد تجاوز إشكالية التوأمة 
(المواءمة / التناسق) بين النص الأدبي (الشعري) والنص التمثيلي (المسرحي) بكافة مقتضياته : الممثلون والخشبة والانوار والديكور ....الخ بدليل أنه تمّ عرض مسرحياته الشعرية على خشبات المسارح المصرية دون أي تعديل ولا تغيير ولو بكلمة واحدة في النص الشعري وصياغته من قبل منتج او مخرج او سيناريست مثلاً. وعلى هذا يتبيّن للباحث أن شوقي قد عَلِمَ وأعدّ وقدّمَ نصهُ المسرحي شعراً ليكون تمثيلياً على الخشبة وليس فقط لمتعة القراءة وتذوّق الشعر .

في المسألة الثانية: إستطاعت المسرحية الشعرية الكلاسيكية على أوزان " الخليل" في بداياتها مع أحمد شوقي أن تُخرجَ إمكانات الشاعر الفنية والمعجمية اللغوية والثقافية التراكمية فضلاً عن موهبته الفذة إلى الجمهور الواسع العريض الذي ما زالت لديه الرغبة لهكذا فن أدبي ، وهي رغبة تومئ إلى أن التجديد في الشعر ليس في شكله وقالبه وإنما في تجلياته المندرجة بياناً وبديعاً ومعانيا .لذلك فإن فكرة الشاعر المُتمكُّن في نظم الشعر العامودي او الكلاسيكي على الأقل في بداياته كشاعر لا بدّ منها لإثبات قدرته الأدبية وموهبته والمثابرة في تطويرها لكي لا نقع في " الشك القاتل وفوضى القيَم" التي ذكرها " ويليك" أعلاه . 

إنَّ حظوة شوقي بلقب الإمارة على الشعر العربي وأربابه من كبار الشعراء ليس لمجموعاته الشعرية المتعددة الاغراض فحسب ، بل أيضاً لإبداعه الكبير في المسرح الذي  هو أبو الفنون على ما ورد في الأثر .

الأحد، 18 نوفمبر 2018

الفائزون بالمراتب الثلاث الأفضل في المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي (للباحثين الشباب حتى سن 35) النسخة الثالثة 2018

مجلة الفنون المسرحية

الفائزون بالمراتب الثلاث الأفضل في المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي

(للباحثين الشباب حتى سن 35) النسخة الثالثة 2018

(الاشتباك مع الموروث الثقافي لإنتاج معارف مسرحية إبداعية جديدة و متجددة)



تعلن الهيئة العربية للمسرح نتائج المرحلة ما قبل النهائية للمسابقة العربية للبحث العلمي، في نسختها الثالثة، 2018، و المخصصة للباحثين الشباب، حيث وضعت الأمانة العامة ناظماً لهذه النسخة (الاشتباك مع الموروث الثقافي لإنتاج معارف مسرحية إبداعية جديدة و متجددة).

تنبع المسابقة و تنظيمها من إدراك الهيئة العربية للمسرح لأهمية العمل على توفير مناخات الدراسات والبحث العلمي في سبيل تنمية المسرح وصولاً إلى مقاربة الشعار الرئيس الذي قامت عليه الهيئة “نحو مسرح عربي جديد ومتجدد“.

شكلت الهيئة العربية للمسرح لجنة تحكيم تكونت من :

1. د. يوسف عايدابي – السودان.
2. د. عقيل مهدي – العراق.
3. د. حسن اليوسفي – المغرب.
هذا و كان قد تقدم للهذه النسخة خمسة عشر باحثاً، عملت اللجنة على دراستها و تقويمها، بناء على الشروط المعلنة في المسابقة و التي تمثلت في :

• لا يقل البحث عن 5000 كلمة و لا يزيد عن 10000 كلمة، باللغة العربية.
• أن لا يكون البحث منشوراً.
• أن لا يكون البحث جزءاً من بحث جامعي أو رسالة ماجستير أو أطروحة دكتوراة، أو مقدماً لأغراض الترقية العلمية قبل أو أثناء زمن المسابقة.
• أن يراعي البحث المعايير االعلمية التالية:
o أن يبنى البحث انطلاقاً من التوجه العام لمسابقات العام 2018 و المحدد بـ  (الاشتباك مع الموروث الثقافي لإنتاج معارف مسرحية إبداعية جديدة و متجددة).
o جدة الموضوع وأصالته.
o الرصانة والابتكار والطرح المغاير .
o تحديد واضح للإشكالية التي يبنى عليها البحث.
o انطلاقه من مدخلات جديدة ودقيقة.
o انتهاؤه إلى مخرجات مطابقة أو مفارقة للفرضية بحيث تشكل إضافة نوعية إلى المعرفة السابقة.
o وجود إطار مرجعي يحدد توظيف المفاهيم والمصطلحات بدقة إجرائية.
o تحري الأمانة العلمية في التعامل مع المنجز الفكري الإنساني.
o اعتماد منهج واضح للبحث.
o إلمام الباحث بالمشكلة التي يتناولها من حيث معرفته بما سبق من دراسات في شأنها.
o انتهاء البحث إلى بناء أدوات إجرائية لتطبيق محصلاته على قضايا وعروض مسرحية عربية.
o التوثيق الصحيح والتام والمنظم  لبيبلوغرافيا تكون رصينة ونوعية، باللغة العربية و لغة المصدر الأصلية.
o احترام كل قواعد اللغة العربية في الكتابةوالترقيم.
o إخراج البحث في حلة متناسقة وجميلة احتراما للمتلقي والباحث العربي .
لجنة التحكيم سجلت في تقارير تقويمها للأبحاث المشاركة، العديد من الملاحظات المنهجية التي تتعلق بسلامة و أصالة البحث، و انزياح بعض الأبحاث عن الناظم العام، فيما سجلت  تقديراً لجدية و رصانة البحث لدى العديد من الباحثين، و أكدت لجنة التحكيم على أهمية استمرار  هذه المسابقة التي رفدت الساحة البحثية العربية بالأسماء الشبابية التي تأخذ موقعها كمؤثر إيجابي في ترسيخ قيم البحث العلمي في المسرح.

و بناء على نظام المسابقة المعلن في النسخة الثالثة، فإن الباحثين المتأهلين للمراتب الثلاث الأفضل، سوف يتنافسون على الفوز بتراتبية هذه المراتب خلال ندوة تحكيمية خاصةتعقد ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان المسرح العربي التي تعقد في القاهرة من 10 إلى 16 يناير 2019.

و ضمت قائمة المتأهلين للمراتب الثلاثة الأفضل :

• الباحث علي علاوي – المغرب، عن بحثه (في الحاجة إلى مجاوزة الاحتفالية لإنتاج معارف مسرحية إبداعية جديدة و متجددة).
• الباحثة فاطمة أكنفر – المغرب، عن بحثها (جماليات الهجنة في الممارسة المسرحية المغربية، من تأكيد الخصوصية إلى استيعاب النماذج الكونية).
• الباحث محمود حسن – السودان، عن بحثه (المسرح العربي من سؤال الكينونة إلى ما بعد التراث، دراسة في الأنساق الثقافية).
• الباحثة مروة وهدان – مصر، عن بحثها (تجليات أسطورة عشتار في الخطاب المسرحي النسوي دراسة نقدية لمسرحية “سيدة الأسرار عشتار” للكاتبة حياة الرايس في ضوء النقد الأسطوري).
إن الهيئة العربية للمسرح إذ تبارك للمتأهلين، فإنها تؤكد سعيها إلى تطوير المسابقة من خلال دراسة واقع الدورات الثلاث، إضافة لمقترحات المسرحيين العرب التي تتوصل بها، من أجل :

• الارتقاء بالبحث العلمي في المسرح.
• زيادة المساحة المتاحة أمام الباحثين الشباب وفتح فضاءات جديدة أمام أفكارهم ورؤاهم واكتشاف الأصوات الجديدة في البحث والدراسات المسرحية.
• إثراء المحتوى العلمي للمسرح العربي.
• تفعيل دور المؤسسات العلمية و الأكاديمية في دعم البحث العلمي المسرحي عند فئة الشباب.

مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للبالغين الكبار 2018. عشرون كاتباً احتلت نصوصهم قائمة العشرين الأفضل.

مجلة الفنون المسرحية




مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للبالغين الكبار 2018.

عشرون كاتباً احتلت نصوصهم قائمة العشرين الأفضل.

إثنان و ستون نصاً شاركت في التنافس واحد و عشرون منها من مصر.

تعلن الهيئة العربية للمسرح نتائج النصوص المتأهلة لقائمة المراتب العشرين الأفضل في مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للكبار (البالغين)، النسخة الحادية عشرة، للعام 2018.

و تأتي المسابقة في إطار البرنامج الثقافي والفني الذي وضعته الهيئة العربية للمسرح، تحفيزاً للكتّاب المسرحيين العرب من الشباب حتى سن الخامسة و الثلاثين، حيث خصصت لنصوص  (تشتبك مع الموروث الثقافي لإنتاج نصوص إبداعية جديدة و متجددة)؛ وذلك وفق شروط أعلنت عنها في حينه.

وقد تلقت الهيئة العربية للمسرح خمسة و سبعين مشاركة، استبعدت ثلاثة عشر منها لعدم مطابقتها للشروط العامة للتقديم، فيما تنافس اثنان و ستون كاتباً بنصوصهم، و جاءت المشاركات من الدول العربية على النحو التالي:

ليبيا1

تونس1

مصر21 

الجزائر8 

سوريا9 

الكويت1 

العراق3 

الأردن2 

المغرب3 

السعودية2 

عُمان5

تركيا1

اليمن2 

فلسطين2

السودان1

وقد تأهل من بينهم عشرون كاتب بنصوصهم ليحتلوا المراتب العشرين الأفضل، و هم :

(ملاحظة التريب الوارد في الجدول لا علاقة له بأي ترتيب تنافسي)

إن الأمانة العامة التي تسجل كل الاحترام لكافة المشاركين في هذه المسابقة، لتؤكد سعيها من أجل إغناء المكتبة العربية بإبداعات و مبدعين من الشبابيحققون إنجاز نصوص إبداعية جديدة و متجددة.






اسماعيل عبد الله : نعمل لتحقيق نداء صاحب السمو (لنجعل المسرح مدرسة للأخلاق و الحرية)

مجلة الفنون المسرحية


اسماعيل عبد الله : نعمل لتحقيق نداء صاحب السمو (لنجعل المسرح مدرسة للأخلاق و الحرية)



مبادرة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي و جهوده تثمر في استنهاض المسرح السوداني.

برعاية و حضور رسمي و جمهور حاشد

اسماعيل عبد الله يشهد افتتاح مهرجان السودان الوطني للمسرح

اسماعيل عبد الله : نعمل لتحقيق نداء صاحب السمو (لنجعل المسرح مدرسة للأخلاق و الحرية)

بحضور الأمين العام للهيئة العربية للمسرح اسماعيل عبد الله، تم في الخرطوم، العاصمة السودانية، افتتاح الدورة الأولى من مهرجان السودان الوطني للمسرح (دورة الفكي عبد الرحمن)، الذي يشكل خامس مهرجان وطني تنظمه الهيئة العربية للمسرح هذا العام من أصل سبعة مهرجانات، هي المرحلة الأولى من تنفيذ المبادرة التاريخية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، المبادرة التي أطلقها في الثالث و العشرين من مارس الماضي، و كلف الهيئة العربية للمسرح، بتنظيم مهرجان وطني للمسرح في الدول العربية التي لا تنظم مثل هذه المهرجانات، و قد سعت الهيئة و أنجزت سبع اتفاقيات مع سبع وزارات ثقافة عربية لتنفيذ مهرجانات وطنية فيها، و ما زال السعي جارياً لتحقيق عشرة مهرجانات خلال عام 2019، و تم تنفيذ المهرجانات هذا العام في (المغرب، الأردن، موريتانيا، فلسطين، السودان) و سينتظم مهرجانا (لبنان و اليمن) في ديسمبر القادم.

حضر افتتاح مهرجان السودان الوطني للمسرح ، وزير الدولة لشؤون الثقافة و السياحة و الآثار الدكتور مصطفى محمود، مندوباً عن النائب الأول لرئيس الجمهورية، الفريق الركن بكري حسن صالح، إضافة إلى العديد من الوزراء و كبار الموطفين في الحكومة السودانية، و لفيف من السفراء العرب و القائمين بالأعمال، إضافة إلى جمهور يربو على ألفي مشاهد.

هذا و قد ألقى الأمين العام للهيئة العربية للمسرح كلمة قوبلت بالترحاب و التصفيق الحارين، أكد فيها على عمق العلاقات الثقافية التي تربط السودان بالإمارات، و أهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لتكون هذه واحدة من فعاليات ثقافية مسرحية تكرس نداءه (لنجعل المسرح مدرسة للأخلاق و الحرية)، كما جاء في كلمته:

“إن انطلاق مهرجانكم اليوم هو  انطلاق مرحلة جديدة و متجددة في المشهد المسرحي   السوداني،  وانتقال نحو أفق واسع للخلق والإبداع. ولعل البشائر الاولى لانخراط كل الفاعلين في هذا الحدث الثقافي والفني من حكومة ومبدعين ونقاد وإعلام وجمهور لدليل قاطع على التجاوب الكبير والرغبة الجامحة لإعادة الوهج لأبي الفنون بالسودان الحبيب.

وإذا كان للرعاية الرسمية دور مهم في نجاح هذه الشراكة وتحقيق هذه المبادرة على ارض الواقع فإن الفعالية والنجاعة التي تميز بهما أعضاء اللجنة العليا وفريق العمل التنفيذي للمهرجان كان لهما الأثر الكبير في الوصول إلى هذه المحطة الهامة“.

من جانبه أكد وزير الدولة للثقافة و السياحة و الآثار د. مصطفى محمود، أن الحدث المتمثل بهذا المهرجان هو رافعة كبيرة تنهض بالمسرح السوداني، و لم يكن ذلك ليتأتى إلا بدعم الرجل الذي يستحق كل الشكر، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.

في كلمة ثالثة لوكيل وزارة الثقافة و السياحة و الآثار، رئيس اللجنة العليا للمهرجان د. جراهام عبد القادر أعلن ان حال المسرح في السودان قبل هذا الحدث غير حاله بعد المهرجان، معلنا عن جعل عام 2019، عاماً للمسرح و تنميته.

هذا و قد شهد الافتتاح تكريم الهيئة العربية للمسرح لمعالي وزير الدولة للثقافة و السياحة و الاثار، كما شهد أول عروض المسابقة التي يتنافس فيها عشرة من العروض، تم فرزها من بين أكثر من سبعين عرضاً تقدمت للمشاركة، و تتنافس هذا العروض على نيل جوائز الهيئة العربية للمسرح الخاصة لأفضل تأليف نص محلي مشارك، و أفضل ممثل و أفضل ممثلة، أفضل سينوغرافيا، أفضل تأليف موسيقى و مؤثرات، أفضل إخراج و أفضل عرض.

و من الجدير بالذكر أن الهيئة أصدرت أربعة كتب عن المسرح السوداني بهذه المناسبة، التي تشهد من ناحية أخرى ندوات نقدية تتناول العروض المشاركة.





فتح باب المشاركة في مهرجان الصرفند للافلام السينمائيه في لبنان

مجلة الفنون المسرحية

فتح باب  المشاركة في مهرجان  الصرفند للافلام السينمائيه  في لبنان 





السبت، 17 نوفمبر 2018

الهيئة العربية للمسرح تعلن الفائزين بمسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للطفل 2018

مجلة الفنون المسرحية

الهيئة العربية للمسرح تعلن الفائزين بمسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للطفل 2018

كاتبان من الجزائر و كاتبان من مصر و المغرب يفوزون بالمراتب الثلاث الأفضل


تعلن الهيئة العربية للمسرح القائمة القصيرة (الفائزين بالمراتب الثلاث الأفضل) في مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للأطفال 2018.
الهيئة العربية للمسرح التي اعلنت في وقت سابق (قائمة المراتب العشرين الأفضل) كانت قد وضعت محددين جديدين في النسخة الحادية عشرة من المسابقة إضافة للضوابط التي درجت عليها في النسخ العشر السابقة:
⦁ تخصيص المسابقة للكتاب الشباب حتى سن الخامسة والثلاثين.
⦁ تحديد الناظم العام الذي يعطي الأولوية للنصوص التي تتأسس على (الاشتباك مع الموروث الثقافي لإنتاج نصوص إبداعية جديدة ومتجددة).

وفي ظل هذه المعطيات شارك الكتاب الشباب في مسابقة تأليف النص المسرحية الموجه للأطفال بثمانين نصاً، استبعد منها ما خالف الضوابط، فيما دخل المنافسة سبعون منها جاءت من دول عربية مختلفة، و كانت على النحو التالي:
⦁ مصر 24
⦁ الجزائر 14
⦁ المغرب 07
⦁ سوريا 07
⦁ تونس 03
⦁ السعودية 03
⦁ العراق 03
⦁ ليبيا 02
⦁ اليمن 02
⦁ الأردن 02
⦁ السودان 01
⦁ عُمان 01
⦁ البحرين 01

إن الهيئة العربية للمسرح إذ تشكر كل المتسابقين، وتزجي لهم التهاني على منجزاتهم و إبداعهم، لتدعوا الكتاب الشباب إلى الاستمرار بدورهم الإبداعي و التنويري، حيث يكتسب الإبداع المسرحي أهمية خاصة في هذه الظروف، و التي تستوجب عدم تهميش القوى المبدعين الشباب و رؤاهم و مغامرتهم؛ كما تدعوهم أكثر للغوص في المعرفة و الموروث الثقافي لتحقيق رؤى مستقبلية متصلة، غير مستلبة، و تؤكد الهيئة اهتمامها بأصالة الأفكار و فرادتها و ابتكار المعالجات.

كما تشكر الهيئة العربية للمسرح، لجنة التحكيم العربية التي قدمت قراءات و ملاحظات غاية في المسؤولية و العمق، و قد سجلت اللجنة توجيهات كما سجلت اعتزازها بعديد النصوص التي امتلكت مكامن القوة من الرؤى و التقنيات في بناء النص و صياغته، و كانت اللجنة مكونة من :
⦁ أ. فاطمة المعدول مصر.
⦁ د. الزهرة ابراهيم المغرب.
⦁ د. حسين علي هارف العراق.
و ختاماً تهنئ الهيئة العربية للمسرح الفائزين بالمراتب الثلاثة الأفضل، و هم :
المرتبة الثالثة مكرر:
⦁ نص (مندور و القلم المسحور). المؤلف محمد كسبر. مصر.
⦁ نص (مدينة النانو) المؤلفة كنزة مباركي. الجزائر.
المرتبة الثانية:
⦁ نص (إبر ليست للتطريز). المؤلف هشام ديوان. المغرب.
المرتبة الأولى:
⦁ نص (قمقم مارد الكتب). المؤلف يوسف بعلوج. الجزائر.
ألف مبروك للفائزين، و أمنيات التوفيق و الإبداع لجميع المشاركين.

الهيئة العربية للمسرح
15 نوفمبر 2018


الجمعة، 16 نوفمبر 2018

تنظمه "ناشئة الشارقة" و "الهيئة العربية للمسرح" 14 فريقاً يتألقون بإبداعاتهم في برنامج مسرح الفرجان

الخميس، 15 نوفمبر 2018

الجائزة الذهبية لعرض "الرهوط" التونسي في مهرجان الأردن المسرحي الدورة الخامسة والعشرين

الأربعاء، 14 نوفمبر 2018

الهيئة العربية للمسرح تعلن أسماء المقبولين في ورشتي الإضاءة و السينوغرافيا

مجلة الفنون المسرحية

الهيئة العربية للمسرح تعلن أسماء المقبولين في ورشتي الإضاءة و السينوغرافيا



تعلن الهيئة العربية للمسرح، اسماء المقبولين في ورشتي :

الإضاءة المسرحية – التقنيات الجديدة في عالم ” الليد”.
السينوغرافيا المسرحية – تعدد الدلالات في بساطة التصميم.
الورشتان تنظمهما الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع رابطة السينوغرافيين الصينيين – ينتشوان، ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان المسرح العربي التي تنظم في القاهرة بالتعاون مع وزارة الثقافة بجمهورية مصر العربية خلال الفترة من 10 إلى 16 يناير 2019.

و تشير الهيئة العربية للمسرح، أنها تلقت خمسة عشر طلباً في ورشة الإضاءة، و أحد عشر طلباً في ورشة السينوغراف، و تمت المفاضلة و الاختيار بناءً على توفر الشروط التي وردت في الإعلان، و تم استبعاد عدد من الطلبات التي جاءت مخالفة للعمر المحدد في الإعلان، كما أنها تحتفظ بأسماء احتياطية في حال اعتذار أحد المعلن عنهم هنا.

من ناحية ثانية فإن الطلبات التي وردت من مصر، سيتم الاحتفاظ بها و وضعها بين يدي اللجنة العليا للمهرجان و وزارة الثقافة المصرية، حيث سيتم اختيار ستة متدربين من مصر لكل ورشة يعلن عنهم في وقت لاحق.

المقبولون في ورشة السينوغرافيا:

حسين التكريتي. سوريا.
سلمى الخروطي المغرب.
سناء الأيوبي تونس.
فيروز نسطاس فلسطين.
كريم عاطف الجزائر.
مرتجى الحميدي السعودية


المقبولون في ورشة الإضاءة:

أدهم سفر سوريا.
شوقي مشاقي تونس.
ماهر جريان الأردن.
محسن عفراني المغرب.
محمد عزيز موريتانيا.
محمد فروخ  فلسطين.


جمعية الفنانين الأحرار تحضر للأيام المسرحية للطفل ديسمبر المقبل

مجلة الفنون المسرحية

جمعية الفنانين الأحرار تحضر للأيام المسرحية للطفل ديسمبر المقبل

نسرين أحمد زواوي

تعكف جمعية الفنانين الأحرار بمدينة عزابة بولاية سكيكدة شرق العاصمة، والتي يترأسها الممثل طارق ناصري، على وضع اللمسات الأخيرة الخاصة بتحضيراتها لفعاليات الطبعة الأولى  للأيام المسرحية للطفل المزمع عقدها في الفترة مابين 22 و إلى 31 من شهر ديسمبر المقبل بالمسرح الجهوي لسكيكدة، وبالتنسيق مع دار الشباب بالولاية. 
كشف طارق ناصري رئيس جمعية الفنانين الأحرار للمسرح بعزابة عن تنظيم الطبعة الأولى من فعاليات الأيام المسرحية للطفل بعزابة بداية من 22 ديسمبر المقبل وإلى غاية 31 منه، بالتنسيق مع المسرح الجهوي لسكيكدة ودار الشباب، وبمشاركة عدة فرق هاوية ومحترفة من مختلف مسارح الوطن، تهدف هذه التظاهرة الثقافية التي تحمل شعار "هي بنا إلى المسرح" حسب ما أكده لنا رئيس الجمعية إلى بناء ثقافة مسرحية لدى الأطفال وغرس القيم الأخلاقية والوطنية في نفسيته من خلال العروض المقدمة له، وإعطاء حق الطفل في الترفيه، هذا إلى جانب العمل على تحريك المشهد الثقافي وبالخصوص المشهد المسرحي بالمنطقة، التي ستضاف إلى أيام عز الدين مجوبي التي تشهد تطورا ملحوظا من طبعة لأخرى.
وعلى مدار عشرة أيام سيكون حسب طارق ناصري أبناء مدينة عزابة على موعد مع العديد من العروض المسرحية الهادفة تقدمها من مختلف المسارح الجهوية بالوطن على غرار المسرح الجهوي لقالمة، والمسرح الجهوي لسوق هراس ومسرح سكيكدة، بالإضافة إلى ألعاب الخفة يقدمها الساحر بلقاسم من سكيكدة ، وألعاب بهلوانية تقدمها جمعية أصدقاء الطفل لمدينة وفرق أخرى لم يتم تحديدها بعد، وأشار في هذا الصدد رئيس الفرقة أنه يعمل رفقة اللجنة التنظيمية في هذه الفترة على ضبط القائمة النهائية لأسماء الفرق المشاركة في هذه الأيام التي تعد عرسا ثقافيا مسرحيا بامتياز خاصة وان المنطقة بحاجة إلى مثل هذه التظاهرات الثقافية، وأنها ستتزامن مع العطلة الشتوية لأطفال المدارس.


الثلاثاء، 13 نوفمبر 2018

بلاغ صحفي ندوة قانون الفنان و المهن الفنية ضمن توطين أكبار بتيزنيت

مجلة الفنون المسرحية

بلاغ صحفي:  ندوة قانون الفنان و المهن الفنية ضمن توطين أكبار بتيزنيت


تواصل جمعية أكبار للثقافة والفنون  برنامجها المسرحي  في إطار مشروع توطين الفرق بالمسارح موسم 2018 بدعم من وزارة الثقافة والاتصال  قطاع الثقافة ، وبشراكة مع المديرية الإقليمية للثقافة بتزنيت ، تواصل تنزيل برنامجها الحافل بالورشات التكوينية واللقاءات الفنية والندوات ، واهتماما منها بقضايا الفن المسرحي ومواكبة للنقاش الدائر حول قانون الفنان والمهن الفنية تنظم الجمعية ندوة فكرية حول ذات الموضوع بمشاركة فاعلين وأساتذة باحثين ، وهو اللقاء الذي تستضيف من خلاله الجمعية الدكتور عز الدين بونيت والأستاذ محسن زروال لتسليط الضوء على مختلف جوانب هذا القانون  بتنسيق مع الفرع الإقليمي للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية بأكادير وذلك الخميس 15 نونبر بالمركب الثقافي  محمد خير الدين بتزنيت ابتداء من الساعة السابعة مساء .

عن الجمعية 

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption