أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 7 فبراير 2019

صراع ثلاثي مرير بين الملك والملكة والمهرّج

مجلة الفنون المسرحية 


صراع ثلاثي مرير بين الملك والملكة والمهرّج




*شريف الشافعي  - العرب
يبقى المسرح المرآة الأصدق التي تعكس نبض الناس ووجه الواقع وحركة التاريخ، فالدنيا مسرح كبير طالما بقيت الحياة الزاخمة تعج بالأحداث الدرامية والتفاصيل الإنسانية المعبّرة والمؤثرة. وهذا ما تؤكده مسرحية “اسكوريال” للكاتب البلجيكي ميشيل دي غيلدرود، التي أعيد تقديمها برؤية شبابية جديدة في القاهرة.
القاهرة - تحوّلت مسرحية “اسكوريال” للكاتب البلجيكي ميشيل دي غيلدرود إلى عرض تجريبي شبابي في القاهرة ينتمي لمسرح القسوة. ورصدت المعالجة الجديدة للنص سوداوية الأرض التي يسودها الطغيان المصنوع وتحكمها القوى المتسلطة الفارغة من المحتوى، وقدمت المسرحية القصيرة الكثير من التفاصيل والرسائل الفنية المبتكرة في الحركة والأداء الجسدي والسينوغرافيا.
من خلال صراع ثلاثي بين الملك وزوجته “الملكة” والمهرّج “المُضْحك” في “تريودراما” مختزلة مكثفة، تمكن العرض المسرحي “اسكوريال” بالقاهرة من فضح الفساد وتعرية الزيف والخديعة وتصوير هشاشة السلطة وخوائها وانهزامها أمام الغوغاء، على الرغم من انتهاجها قوانين القهر والظلم وفرضها سيادتها وقسوتها واحتمائها بعرشها وتاجها وصولجانها.

المهرج والملك

حضر المهرّج كبطل أول في العرض المسرحي ثلاثي الأضلاع “اسكوريال”، الذي شهده مسرح “الغرفة” بالقاهرة مساء 3 فبراير، لكن هذا الحضور الهزلي للبطل المُضحِك لم يمنع العرض من أن ينتمي إلى مسرح القسوة بامتياز، فلا مجال في القصر الملكي الجائر سوى للمؤامرات والقسوة والألم والزيف والموت، ولا حضور للبهجة والعشق والبراءة والضحك في زمن الطغيان والقهر.
استحقت المعالجة الشبابية الجديدة لمسرحية الكاتب ميشيل دي غيلدرود (1898-1962) أن توصف بالمغامرة التجريبية وتحصد العديد من جوائز المهرجانات المسرحية بمصر، فالعرض الذي أعده وأخرجه زياد هاني ولعب بطولته محمد عبدالله وأسامة مهنا وروان أحمد ممتلئ بالأبجديات الفنية الثرية والمتطورة في الحركة والأداء التمثيلي والجسدي والاستعراضي فضلًا عن السينوغرافيا والمقومات البصرية المُحْكَمة.
ثلاثون دقيقة فقط مدة العرض، لكنها كانت كافية لاستيعاب الفكرة وتداعيات الحبكة وشريط الذكريات والأحداث
 
ثلاثون دقيقة فقط مدة العرض، لكنها كانت كافية لاستيعاب الفكرة وتداعيات الحبكة وشريط الذكريات واسترسالات الأحداث وصولًا إلى اللحظات الفارقة في الحاضر ونبوءات المستقبل، حيث يخسر الملك الطاغية كل شيء بسبب شراهته وغبائه، ويبقى وحيدًا بعدما تنكشف حقيقته الواهية، ويموت المقربون منه من أحباء ومنافسين وأعداء.
تدور المسرحية في مشهد واحد قاتم، حيث أحد الأركان المعززة في القصر الملكي، يغمره السواد من كل جانب، ويسكنه الملك وزوجته، وبالقرب منهما على طول الخط ذلك المهرّج الذي يمثّل الغوغاء من البشر.
من المُضحك المبكي أن هذا المهّرج “كلب الملك” يتمكن من غزو قلب الملكة وامتلاك مشاعرها، وهي السيدة الأنيقة الجميلة، حتى في مرضها، التي لم يقدر الملك على أن يجعلها تحبه، بالرغم من كل ما يمتلكه من قوة وبأس وجاه.
تصوّر المسرحية القصر الملكي كمهد للمؤامرات والصراعات والخيانات، ومرتع للأشباح وطيور الموت، فالملك يرتاب في الجميع، ويظن أنهم يريدون القضاء على عرشه أو جعله يفقد عقله، ومن ثم يقيم مذبحة لأي معارض له، وحتى كلاب الحراسة، يشك فيها، ويذبحها للتخلص من نباحها الذي يصيبه بلوثة وتشنج، فلا يبقى أحد بجواره يتحدث وينبح سوى المهرّج/ الكلب، بالإضافة إلى زوجته الملكة المريضة.
في هذا القصر الموحش، عنوان مملكة العسس والعيون والسجون، لا يجرؤ أحد على الدخول، حتى الموت نفسه يتطلب مروره أخذ الإذن من الملك السادي الذي يستلذ بالتعذيب، فيما يبدو الحب دنسًا، والضحك والبهجة والطمأنينة وراحة البال فاكهة محرّمة.





تبادل أدوار

ينخرط الملك ومهرّجه فوليال في مجموعة من الألعاب والمسامرات والرقصات والاستعراضات، التي تبدو هزلية في ظاهرها بهدف محاولة إضحاك الملك، لكنها مأساوية في جوهرها، إذ تكشف طبيعة التنافس والصراع بينهما، كرمز للعلاقة بين السلطة والشعب.
ويتضح في النهاية أن المهرّج هو الحقيقة، والملك هو السراب والقوة المصنوعة من الزيف والنفخ الفارغ، فيسعى الملك إلى التخلص منه بعدما تأكد
أن هذا الكلب الغوغائي قد أسقط الملكة في حبه.

يستمد الملك جبروته من البطش والقوانين الجائرة التي يحمي بها نفسه والصوت العالي ومحاولة الاتسام بالجدية الزائفة “الملوك لا يحبون ولا يضحكون”، لكنه لا يجد سعادته سوى في التحرر من قيوده الملكية ومحاولة أن يعيش حياته كإنسان عادي يمرح ويلعب.
ولذلك يطلب من المهرج أن يشاركه ألعابه المجنونة، ومنها أن يتبادلا الأدوار لبعض الوقت، فيصير الملك مهرجًا، والمهرج ملكًا، وهنا يتعرف الملك على شخصية المهرج عن قرب، ويقرأ ذاته، ويستكشف أحلامه، ويطلع على عشقه للملكة، وعندها يأمره بأن يذبح نفسه، فيرفض المهرج، ويلجأ الملك إلى قتله، لكن الملكة تموت هي الأخرى، فلا يتبقى سوى الملك الموهوم الخاسر والموت الرابح وحده، لأن الموت دائمًا يعمل بجد.

أسئلة جوهرية تتعلق بالقيمة الحقيقية للإنسان
ساعدت أجواء المسرحية وقلة عدد شخوصها صُنّاع العرض على إنجاز تريودراما مكثفة بالغة الحساسية والإقناع، تنحاز إلى التفاصيل الإنسانية واللقطات الصغيرة المقرّبة لإبراز انعكاسات الحالة على الوجوه والملامح بمساعدة الإضاءة.
لم تتوقف الاستعراضات عند حد الحركة الإيقاعية والرقصات والاشتباك بالأيدي وتقليد صوت الكلب ومشيته ونحو ذلك من مفردات مسرح القسوة الموجع، وإنما اشتملت كذلك على القيام بحركات بهلوانية صعبة.
وجاءت الموسيقى الغربية الكلاسيكية والجادة والخفيفة متوائمة مع طبيعة الحركات والاستعراضات. ودارت الأحاديث كلها بلغة عربية فصيحة سليمة وبسيطة.
نجح العرض المسرحي “اسكوريال” في إثارة أسئلة جوهرية تتعلق بالقيمة الحقيقية للإنسان، وأين تكمن مواضع قوته وبواعث سعادته، ليصل إلى أن العرش والتاج والصولجان لا تساوي لحظة محبة حقيقية ينعم بها الحاكم أو المحكوم وهو مستيقظ، أو لحظة أمان وطمأنينة وهو نائم.

الأربعاء، 6 فبراير 2019

عندما سقط المشبك و ارتفع العرض.

مجلة الفنون المسرحية


عندما سقط المشبك و ارتفع العرض.

حمه سوار عزيز/أربيل

ضمن فعاليات مهرجان بابل للمسرح اللأكاديمى الأول، عرضت مسرحية (حين سقط المشبك) من قبل كلية الفنون الجميله/ جامعة بغداد، العرض من تأليف و اخراج (د.جبار خماط) من قصائد هدى الدغارى، تمثيل (اسراء رفعت، سيف الياس و جبار خماط)، العرض كان ضمن فسلفة العياده المسرحيه التى يعمل عليها د.جبار خماط و تهتم بتأهيل شرائح معينه من المجتمع الأنساني التى تعرضت الى الاضطهاد أو واجهت ظرفا قاسيا عن طريق المسرح و الرقي و السمو الذى يمتلكه المسرح و يأثر ايجابيا في نفسية المشاركين به و حتى المتلقين له، ولو أن هذا العرض مثل من قبل ممثلين محترفين  في السلك الأكاديمى و لم يكونوا من الشرائح التى تعمل عليها العياده المسرحيه.
أول ما شد انتباهى في العرض، هو وجود ذلك العنوان أو المانشيت المحير (حين سقط المشبك)، هذا العنوان مثل لي بذاته عرض متكامل يحتاج التنقيب و التفكيك و اعادة البناء، ماذا أراد المؤلف و المخرج حين وضع هذا العنوان على المسرحيه، مانشيت غامض و عميق يحمل كثير من الدلالات السيمولوجيه المتعدده اذا ربطناه بواقع العرض و الدلالات البصريه و الموضوعيه الموجوده بكثره في طياته، ماذا يحدث حين يسقط المشبك، وماهو وظيفة المشبك و ماذا يحدث بوقوعه، وماهى افرازات هذه الحاله التخيلييه العميقه في أذهان المتلقي و كيف نستطيع أن نربطه بالدلالات السيمولوجيه  المسموعه و  العيانيه و الحسيه داخل فضاء ذلك العرض الملئ بالصور الفنتازيه و الخياليه الايحائيه المتعددة الدلاله ، والاشكال المتولده من كل ذلك التعدد.
حين يسقط المشبك، يتعرى الحقيقه و ينكشف المستور و يزيد مساحة الرؤيا و التفكر و التأمل، فالمشبك هو المانع أو الوسيط الذى يحجب الصوره الكبيره، المشبك هو ذلك المسند الضعيف الذى قد يخيل لنا بأنه يمكن له أن نستند عليه و نختفى أو نتخفي من وراءه دون أن يرانا الأخرون كما نحن، هو ذلك الفاصل الذى يفصل بين عالمنا الخارجى و ما نخفيه من الغوامض و الأسرار الذى يتحكم بداخلنا و بكل ما مدفون في أعماق هذا الداخل المخيف، الدامس الظلام، الداخل الذى نسوقه في الخارج في صور مزيفه و مفتعله و غير متأصله، الداخل الذى طالما عشنا داخله دون أن نتمكن من فهمه و نمتلك الجرئه في بيانه أو اظهاره للعيان، فأصبحنا نتمسك بأى وسيله حتى لو كانت هشه، تبقى التعتيم  على هذا الداخل و لا يسمح للأخرين الغور فيه و أكتشاف الخبايا العميقه و المسوده فيه.
 السؤال هو ماذا يحدث عندما يسقط هذا المشبك، وتتعرى الحقيقه المجرده و البسيطه للعيان، ماذا يحدث عندما لايعود المشبك قادرا على شبك الأحاسيس و الافرازات الأنسانيه المنغلقه في داخلنا لكي نتمكن من التنفس و نوهم أنفسنا بأننا أحياء نرزق، نغني في حين حنجرتنا تملؤها البكاء و الونين،  نضحك حين قلوبنا توزع الهموم و الدموع في داخل الشرايين و تغذى به كافة خلايا الجسم، الدماغ لا يملؤها الأ صرخات الموت و أهات العجز و صور الأجساد الدمويه المشوه التى ترقد داخل برادات حفظ الجثث من دون الملامح و الهويه.
ماذا يحدث حين يسقط مشبك الاكاذيب الذى نتغذى عليه يوميا، الأكاذيب الذى يصدر الينا كحقائق و ثوابت غير قابله للنقاش، أكاذيب السلطه، أكاذيب المجتمع، أكاذيب الثقافه، أكاذيب  الاعلام، أكاذيب التحضر، أكاذيب المستقبل، أكاذيب الماضي المبجل، أكاذيب التاريخ المشوه، أكاذيب الأنسانيه ، أكاذيب الرسالات  و الفلسفات المزيفه التى نتعيش عليها و نصدرها دون أن نتظلل في ظلها، أكاذيب الأديان الذى نتمسك بصورتها الخارجيه والخشنه و المتوهمه، و نتجنب الجمال و الحب و التسامح في أعماقها.
المسرحيه تبدأ بأمراه متشعه بالسواد، أرمله تكره الطبخ، الطبخ لأنها عمليه أستهلاكيه تنتهي في بيت الأدب، بيت الأدب ليس بيت الأبداع للشعر أو القصه أو الروايه، انها التواليت أو المرافق الصحيه، لهذا أنها تكره الطبخ، أرمله تنتظر أبناءها الثلاثه الذين فقدوا في ثلاثة حروب متلاحقه، من هنا فأن المخرج يجمع بين مجموعة من ثنائيات متضاده و مختلفه، كالأمل و الأنتظار، الحرب و الحياة، الوهم و الحقيقه، الا ان تلتقي في نفس المكان برجل أخر يعرف عن نفسه بأنه ساعي البريد، ولكن ساعي بريد من نوع مختلف، الساعي الذى لم و لن يسافر، فقط رسائله تسافر، لأنه سجين بلد، الساعى الذى لايحمل أخبار المفقودين، انه هو نفسه من يبحث عن المفقودين، حتى رسائله رسائل قديمه أصحابها موجودين في الجنه و ليسوا على الأرض.
المسرحيه فكرتها المثلث الأبدى الذى عاش في ظلها الأنسان، مثلث (الرجل و المرأة و المجهول)، المجهول الذى كان شيطانا في أول وهله عندما وسوس لأدم و حواء أن يأكلوا من الشجره المحرمه و يخصف عليهما من ورق الجنه و يتعرون، فيطردون من الجنه و يسكنون الأرض، المجهول الذى كلما تغير الزمن و المكان يظهر بصوره مختلفه و متلائمه مع الظرف الجديد، فيصبح هو المتحكم و المسيطر بقدر الأنسان و توجيه مصيره، فتارة نراه في شكل السلطه و المال و المجتمع و التاريخ و العادات و الذاكره الجماعيه، تارة أخرى يطلع علينا  في فورمة القوه الغيبيه المتحكمه، و أحيانا  يلبس ثوب الغريزه و الجشع و النرجسيه التى ترسم دواخل الشخصية الأنسانيه.
امرأه تنتظر منذ ثلاثين سنه عندما أخبروها بأنها ستصلها رساله من ساعى البريد، فهي تنتظر يوميا لمدة ثلاثين سنه ذلك الساعي، في أنتظار يشبه كثيرا أنتظار فلاديمير و أستراكون  لكودو الذى لا يأتى أبدا، أنتظار العجوز و العجوزه للخطيب في مسرحية الكراسي، و عندما يأتى الخطيب نكتشف انه أخرس و لايستطيع الكلام، هذا ما يحدث بالضبط في هذه المسرحيه، المرأة تنتظر ساعي البريد، ولكن عندما يأتى ساعي البريد، نكتشف أنه هو الأخر ينتظر جثه ابنه الذى لايستطيع أن يتعرف عليه بين الجثث المتراكمه و المتراصفه المشوه، هذا هو الثنائيه الذى عمل عليها المخرج و المؤلف في هذه المسرحيه، ثنائيه الأنتظار و الوهم، الأمل و السخريه، بيت الأدب (التواليت) و الشعر و التصوف.
المسرحيه في فورمتها البصريه ممتع و جذاب، يشد المشاهد من حيث كثرة المشاهد الصوريه الفنتازيه ذات الجماليه العاليه، فنرى توظيف رائع و مبدع لجسد الممثل و خاصة شخصية ساعى البريد التى مثلها د.جبار خماط، تمكن جبار خماط من توظيف رائع لمفردات الجسم و الحركه الدراميه المنتجه لدلالات متعدده يصاحبها أناره خلاقه و بألوان معبره و مشبعه للمتلقى، خاصة في المشاهد الكروتيسكيه  التى وظفت بشكل مبدع و متناسق مع ايقاع العرض و كسر جمود الايقاع السمعي نحو ايقاع مرئي ذو حسيه عاليه، كما في مشهد (الغابه من دون دب)، حيث يرقص الشخصيه على ايقاع ذلك الصوت الذى يصدر من الشخصيه الثالثه المتحكمه بالأنسان، أدى د.جبار هذا المشهد بانسيابيه رائعه و جسم مساعد وأحساس عالى، وقد أضافت  المشاهد الكروتيسكيه كثير من الروعه و الجمال لفضاء المسرحيه الممتلئ بلفتات و لمسات ابداعيه جعلت من العرض أن تكسر ايقاع و ريتم العروض المشابهه التى تروي  ويلات الحرب و المأسي المتمتده لما بعد الحرب، بحيث تسيطر عليها نغمه بكائيه و ايقاع مشجون بالحزن و الألم.
أمتلء العرض بكثير من الدلالات السيمولوجيه أغنت العرض و جعلها في مصاف العروض التعبيريه و الرمزيه، فالهاون الذي يدق و يسيطر على الفضاء مثل صوت رأس المثلث الذى يتحكم بحياة الانسان و يتحكم بمصيره  من دون رحمه، والحيوانات التى تستمع للنفرى و تنام على كلمات هدى الدغاري، وتتحول من حيوانات مفترسه الى كائنات أليفه محبه و رقيقة القلب، فالأسد يمد يده للهدنه، والذئب ملمسه ناعم و شهيقه عذب، هذه المقاربه بين الأنسان  الذى كتب من أجله الشعر و النثر و القصائد الصوفيه، لكن لايتأثر بها و ويستمر في افتراس من حواليه بدون الرحمة و التفكير، فيبتكر و يبدع الحروب التى تكره الاجازات و تمتلئ بالجثث المشوه التى لايمكن التعرف عليها، على عكس الحيوانات التى تتأثر بالكلام العذب و المنطق الانسانى  الذى خرج من الانسان، فيتحول الحيوان المفترس الذى يتغذى على الدم و اللحم، الى كائنات أكثر أنسانيه من الانسان ، تتغلب على أنانيتها و جشعها و تتنازل عن خاصيتها الالهيه المفترسه، لكى تتحول الى كائنات عاشقه تتذوق الجمال والحب، فتلعس خدود امرأة مليئه بالحب الذى لم تحصل عليه بسبب افتراس و وحشية الانسان.
استنجاد المؤلف و المخرج بالشاعر و الكاتب الصوفي العراقي (محمد بن عبدالجبار النفرى)،  صاحب المقوله الشهيره ، (كلما توسعت الرؤيه، ضاقت العباره)، كان له مفعول ايجابي كبير على فلسفة العرض، الذى عمل عليه المخرج في هذه المسرحيه بالضبط، فلكى يوازى الرؤيه، أستنجد بكثير من المفردات  الحركيه و الحسيه و الصوريه، كالرقص و الطقوس و الحلم و الخيال المحسوس، فأصبح الرؤيه الفنيه متوازيه مع الرؤيه البصريه و الحسيه العاليه المجسده لفضاء العرض.
التمثيل و الأداء أخذت مساحه واسعه من المساحه الأبداعيه للعرض، فالأستاذ جبار خماط أظهر لنا قابليه كبيره في الأداء و التنوع و رسم الأشكال و الفورمات المختلفه لمراحل شخصية ساعي البريد، فكان جسمه متناسقا مع الوضعيات الحركيه و الطقوس الدراميه التى أداها باتقان و ابداع و كان له شخصيه مؤثره و مسيطره على فضاء العرض و تمسك بزموم المبادره و الايقاع  المبدع و الهارمونى المتجانس مع فورمة العرض و الفضاء الدرامى لكل مشهد من المشاهد العرض، ساعدته في هذا التألق الممثله المبدعه بأحساسها الرائع و المعبر، التى أمتلأت الخشبه بالحياة و الجمال و الأناقه في الأداء،  الروعه و الأنسيابيه في الحركه و الايحاء، المبدعه (اسراء رفعت)، فمثلت ثنائيه متوافقه مع الشخصيه الأخرى و ملئت الفضاء المسرحى بالأحساس العالى و البراءه و الجمال و الأصاله الخاكيه للمرأة التى تتنفس العشق و الحياة، فقد أستهلت و بجداره جائزة أفضل ممثله التى حصلت عليها.





الأحد، 3 فبراير 2019

الإعلان الرسمي للفرق المشاركة في النسخة الثانية لمهرجان ايام كربلاء الدولي للمسرح

مجلة الفنون المسرحية

 الإعلان الرسمي للفرق المشاركة في النسخة الثانية لمهرجان ايام كربلاء الدولي للمسرح


شعبةالمسرح المعاصر

                        بسم الله الرحمن الرحيم
بعد التوكل على الله وببركة خاتم الأنبياء وأهل بيته الطاهرين
تعلن شعبة المسرح المعاصر التابعة للأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة الإعلان الرسمي للفرق المشاركة في النسخة الثانية لمهرجان ايام كربلاء الدولي للمسرح
بعد انطلاق الاستمارة الإلكترونية الخاصة بإستقبال العروض الراغبة بالمشاركة في مهرجان ايام كربلاء الدولي الثاني للمسرح ووصول الاعمال المسجلة في الاستمارة إلى (57) عمل مسرحي من دول العالم ( كندا . فرنسا . تونس . المغرب . الجزائر . ليبيا . إيران . ايطاليا.  ألمانيا . مصر . هولندا . الدنمارك . الكويت . سلطنة عمان . البحرين . سوريا . فلسطين . العراق )
وبعد البدء من قبل لجنة المشاهدة والفرز لترشيح الاعمال المسرحية المؤهلة للمشاركة النهائية وفقا للضوابط والتعليمات التي أقرتها اللجنة التحضيرية العليا للمهرجان وعملت لجنة المشاهدة خلال فترة التكليف بحيادية ونظرة فنية ملتزمة ومنظمة بعيدا عن المجاملات والمحسوبيات مما جعل إختيار العروض يتم بصورة فنية ومسرحية بحتة مستندة على الرؤيا الجماعية والمناقشة الدقيقة لاختيار العروض المسرحية وقد تم اختيار العروض المشاركة على مستوى المنافسة وعلى النحو التالي :

مسرحية (صدى الصمت) دولة الكويت
مسرحية (الرهوط) دولة تونس
مسرحية (مسافر ليل) جمهورية مصر العربية
مسرحية (لقمة عيش) سلطنة عمان
مسرحية (روبنسون وكروزو) إيران
مسرحية (واقع خرافي) جمهورية العراق
مسرحية (SOS) جمهورية العراق

نبارك للفائزين بالمشاركة في مهرجان ايام كربلاء الدولي للمسرح بنسخته الثانية ونثني على جهود جميع العروض التي قدمت من اجل المنافسة الفنية فكانت اغلب الاعمال بالمستوى الفني الملتزم والجمالية المسرحية التي تواكب تطور المسرح العالمي فالف مبروك للجميع .

وستكون الجوائز المخصصة للعروض الفائزة :

1- جائزة أفضل عمل متكامل ( لا تقبل المناصفة )
2- جائزة أفضل نص مسرحي
3- جائزة أفضل إخراج
4- جائزة أفضل ممثل
5- جائزة أفضل ممثلة
6- جائزة أفضل سينوغرافيا

تنويه :
سيتم الاعلان عن موعد انطلاق المهرجان خلال الايام القليلة القادمة وجدول العروض والندوات ومايتخلله المهرجان من فعاليات مسرحية وعروض تشريفية فمن كربلاء سنعلن السلام والمحبة المتجددة .
       " والله ولي التوفيق "

اعلام المهرجان والتصميم الطباعي : امير الاسدي

مسرحية صامتة تحكي عن حال العراقيين في مهرجان فرنسي

مجلة الفنون المسرحية 


مسرحية صامتة تحكي عن حال العراقيين في مهرجان فرنسي

المخرج العراقي أنس عبدالصمد يصور في مسرحيته "نعم غودو" مدينة عراقية دمّرتها الحرب في عرض يعتمد على الإيماء للحديث عن العنف.
مخرج عراقي يشارك في “مهرجان بغداد” المقام حاليا في فرنسا بمسرحية عمل من خلالها على عرض مظاهر العنف وقمع الفن اللذين هيمنا في بلده منذ عقود، على المشاهدين الفرنسيين.
يصوّر المخرج العراقي أنس عبدالصمد في مسرحيّته "نعم غودو" التي تعرض ضمن “مهرجان بغداد” في فرنسا العنف الذي يهيمن منذ عقود على بلده، حيث يكاد العمل المسرحي، وفق قوله، يكون مستحيلا رغم أن واقع العراق اليومي مصدر كبير للإلهام.
وقال عبدالصمد “كثيرون من زملائنا في عالم المسرح ماتوا أو صاروا في المنفى، قلة منهم بقوا” في العراق.
وتشارك مسرحيته في مهرجان بغداد الذي افتتح في الرابع والعشرين من الشهر الحالي في مدينة بوزانسون شرق فرنسا، إلى جانب سبعة أفلام عراقية.
ويصوّر عبدالصمد البالغ 44 عاما في مسرحيته مدينة عراقية دمّرتها الحرب، وطيرا في قفص ومعطفا معلّقا قرب صورة للكاتب صمويل بيكيت صاحب رواية “بانتظار غودو” الشهيرة التي تتحدث عن شخصية ينتظرها الكلّ، ولا تأتي.
ويخلو العرض المسرحي من الكلام، بل يعتمد على الإيماء للحديث عن العنف الذي ينتاب العراق منذ سقوط نظام صدام حسين.
وأطلق عبدالصمد على فرقته المسرحية اسم “فرقة مسرح المستحيل”، في إشارة إلى الصعوبات التي تعرقل نموّ هذا الفنّ في العراق واستحالة التكسّب منه.
لكن رغم هذه الصعوبات، صمم مسرحيته الجديدة “نعم غودو” في بغداد، وقدّم منها ثلاثة عروض في بوزانسون.
وعلى امتداد 45 دقيقة هي مدة المسرحية، لا يُفرض شيء على الجمهور، بل “لكل واحد منهم غودو الخاص به وهو ينتظره”.
وأشار عبدالصمد إلى أنه استوحى المسرحية “من الحقبات المختلفة التي مرّت على العراق، ومن زمن صدام حسين خصوصا”، حيث شدّدت الرقابة قبضتها في ذلك الوقت على أعماله، ومنعته من اعتلاء المسارح الرسمية.
وقال “كنت أقدّم أعمالي في بيوت أو في بيتي أنا”. وبعد الإطاحة بالنظام القديم، شعر المخرج بشيء من الحرية، لكن في ظلّ “مرحلة صعبة من الفوضى الشاملة”.
أما اليوم، فما زال العمل المسرحي متأخرا جدا إذ “لا صالات للعرض ولا موازنات، والجمهور لا يرغب بدفع المال”.
رغم ذلك يرى أن الظروف السائدة مناسبة جدا للإبداع الفني والمسرحي. وهو يستمتع بأنه شاهد على عصر ويؤدي أدوارا عنه. قائلا “لقد نجونا من كل العنف” الذي مرّ على العراق في حقب متتالية.
ولا ينوي المخرج العراقي مغادرة بلده، بل يعتزم البقاء لمناصرة فكرة أن “المسرح هو شكل من أشكال الأمل، ولإظهار أن الحياة تستمر وتنتصر”.
ويرى أن شبكة الإنترنت فتحت آفاقا جديدة للمسرحيين العراقيين.
 وأوضح عبدالصمد “من ذي قبل، كنا نقدم عروضنا في إطار ضيّق ولجمهور صغير. لكن بفضل الإنترنت عرّفنا بأنفسنا في الخارج وصرنا نقدم عروضنا في كل العالم”، من القاهرة وعمان وتونس إلى إسطنبول وروما وطوكيو.
وتعرض إضافة إلى مسرحية “نعم غودو”، سبعة أفلام عراقية خلال موسم يناير الحالي من مهرجان بغداد بفرنسا، ومن المقرر أن تفتتح دورة ثالثة في مايو المقبل.

 ----------------------------------------------
المصدر :  بوزانسون (فرنسا) – العرب

السبت، 2 فبراير 2019

كنزة مباركي: كتبت «مدينة النانو» لجائزة الهيئة العربية للمسرح

مجلة الفنون المسرحية
الكاتبة كنزة مباركي

 كنزة مباركي: كتبت «مدينة النانو» لجائزة الهيئة العربية للمسرح

ياسمين عباس - مسرحنا

كنزة مباركي، صحفية، وكاتبة مسرحية، حازت على جائزة الهيئة العربية للمسرح عن نص «جحا ديجيتال» 2016، وجائزة الدكتورة هيفاء السنعوسي عن نص «امرأة بظل مكسور» 2015، وغيرها الكثير من الجوائز، وصدر لها الكثير من النصوص منها: «لايكا»، و«امرأة بظل مكسور»، و«جحا ديجيتال»، وحازت مؤخرا على المركز الثالث بجائزة الهيئة العربية للنصوص المسرحية الموجهة للطفل عن نص «مدينة النانو» لعام 2018، وكان لنا حوار معها حول كواليس كتاباتها للنص المسرحي، وعن العقبات التي تواجه مسرح الطفل في الجزائر.. وإليكم نص الحوار:
 - متى جاءتك فكرة النص؟
كتبت النص خصيصا لهذه الجائزة، لكن فكرته كانت تختمر في خاطري قبل ذلك، وهي فكرة تدخل ضمن ما يمكن أن أعتبره اشتغالا على مشروعِ كتابة موجهة للطفل. وترتكز أغلب نصوصه على هذه الثيمة بالذات؛ الاشتباك مع الموروث الثقافي لإنتاج نصوص إبداعية جديدة ومتجددة، وهذا الموضوع على وجه الخصوص يشغلني في مشروع كتابتي للطفل، وليس طارئا عليّ، فنصي «جحا ديجيتال» المتوج من قبل بالجائزة نفسها نقلت من خلاله الانشغال الإنساني بالانتماء، وتدور أجواؤه في فلك الاهتمام بالتراث ومعنى الموروث الإنساني والثقافي والحضاري للشعوب والأمم ومصيره في الصيرورة التاريخية، ونصي الثاني «لايكا مون» يدخل في صنف الخيال العلمي، يأتي بحقيقة علمية لينطلق منها ويفترض لها تكملة خيالية، وكل هذا دفع للطفل ليتعلم وليعرف ماهية الأشياء والقضايا والحقائق حوله.

- ما هي الفكرة التي طرحتها في هذا النص؟
النص يدور حول قصة فتيان عرب يحملون اختراعات نانوية متناهية الصغر في روبوتات مصغرة تحمل موروثات من بلدانهم، يلتقون في مركز النانو العربي لإطلاق هذه الاختراعات والذهاب بها إلى مدينة النانو، مدينة المستقبل التي تحمل روحا عربية وتنفتح على موروثات عالمية إنسانية مشتركة تجسدت من خلال مكعب روبيك الشهير الذي يمثل رمزا رياضيا هندسيا ولعبة شهيرة عالميا، والحلزونات رمزا لحيوان الحلزون الذي يستعمل لدى بعض الشعوب لأغراض تجميلية، بالإضافة إلى توظيف النص للحلزون رمزا للمتتاليات الرياضية والفلكية كما يستعمل خلال الحلزونات (أولر، أرخميدس وباركر).
وانطلقت في كتابة نصي هذا من إشكالية مفادها؛ هل نملك خيار معاداة التطور التكنولوجي المتسارع في عالم لا تهدأ الحياة على رتم واحد فيه؟ وهل نكابر وندعي أننا سنجبر أطفالنا على مقاطعة الأجهزة الرقمية والإنترنت والحياة تضج حولهم بكل ما هو رقمي؟ أطفال اليوم واليافعين مثلا في الفئة العمرية من 14 إلى 18 سنة، وهم من وجهت إليهم نصي المسرحي (مدينة النانو) مقبلون على العالم الرقمي بشكل كبير، والفن الموجه إليهم لا يجب أن يحمل نية المنع والتصدي لما هم مقبلون عليه، ولكنه ملتزم بضمان المتعة والفرجة والفائدة في آن واحد، والفائدة تكمن في منحهم شحنة بقيم إيجابية تدفع فيهم الرغبة لأن يكونوا انتقائيين في اختياراتهم وتفضيلاتهم الجمالية والفنية، والحياتية أيضا.

 - لماذا اخترت الكتابة للطفل؟
بدأت الانفتاح على عالم الفن والأدب بكتابة الشعر، الجسر الذي أحالني إلى ضفة الكتابة المسرحية، وقبلها إلى الحياة في معناها الجميل، وعملي في الصحافة مكنني من التعامل مع المسرح وقضاياه، إذ تابعت عروضا كثيرة للكبار والصغار، وكانت لي مشاركات كثيرة في مختلف التظاهرات الثقافية والفنية التي أتاحت لي التقرب من المنتجات الفنية ومتابعة الحراك الثقافي، من خلال هذه التجربة التي أضيفها إلى ما حاولت تكوينه من رصيد معرفي في المجال – ولا أزال - تكونت لدي فكرة عن الفروق الكثيرة بين ماهية الأشياء وواقعها بين النظري والتطبيق، بين ما هو كائن وما يجب أن يكون، وآمنت دوما بفكرة العطاء في حدود المعنى، بعيدا عن الفراغ الذي يضيع فيه كل جهد ومحاولة. سحرني المسرح الذي في مخيلتي، وبتشجيع من زوجي الذي رأى أني أستطيع الكتابة لهذا المسرح، ومع مجيء طفلي الصغير لقنتني الأمومة الكثير من الدروس التي وجدتني أبث شحناتها الجميلة والإيجابية في نصوصي لتنفذ إلى قلوب الأطفال وعقولهم.. خضت التجربة، ووجدتني أحقق متعة لطالما بحثت عنها على المستوى الذاتي، قبل أن أصل إلى مستوى استحضار الآخر، القارئ، والجمهور في ذهني وأنا أكتب، شيئا فشيئا بدأ هذا المتلقي يجلس قبالتي ويرقبني منتظرا عصفورا ملونا يخرج من الكلمات، وهنا بدأت انطلق أكثر، وأتورط أكثر حتى وجدتني أكتب نصوصا للكبار وللصغار حصلت على إعجاب من اطلعوا عليها من قراء ومتذوقين عاديين ومن نقاد متخصصين وممارسين مسرحيين.
ومنذ انخراطي في هذا المجال كاتبة في مسرح الطفل؛ وضعت نصب عيني مجموعة من الأهداف وحددت الغاية، وطبعا يمكن للأهداف أن تكون مرحلية تأتي بعدها أخرى بمجرد تحقيق السابقة ولكن الغاية ثابتة تشكل منتهى ما يرمي إليه أي مشروع. فغايتي هي تقديم مشروع كتابة في مسرح الطفل مغاير ومختلف يرفع مستوى الفن المقدم للطفل في ظل معطيات واقعية جديدة، وهذا أمر حتمي وضروري ما دام كل شيء يتغير ويتطور من حولنا، وهنا أنظر للتغير كقيمة مضافة لا على أساس كونه دعوة لتغيير الجلد والانسلاخ عن ماهية الشيء. ومن بين الأهداف منح الطفل جرعات من المعرفة والإحساس بالانتماء العربي والإنساني من خلال ما أقدمه له في نصوصي، بالإضافة إلى المتعة والفرجة اللتين يضمنهما المسرح والفن عموما. والاشتباك مع الموروث الثقافي هدف مرحلي يمكن به تحضير أرضية متينة لأجيال تعرف موروثاتها وتقرأ ماضيها من خلال الإضاءة التي توجهها أنت وغيرك من المشتغلين في المسرح الطفلي لهذه الموروثات عبر مواضيع وأفكار النصوص والعروض. تأتي بعده أهداف أخرى تقتضيها مراحل الحياة الذاهبة إلى الأمام دائما ومشروعك على قيد الاستمرارية، وهذا الانتقال طبعا لأهداف أخرى يكون بتحقيق ما سبق. أترين؟ أنا ملتزمة حقا ببناء مشروع ودراسته بشكل جدّي وجاد، لا يهمني القطاف السريع بقدر ما يهمني أن ينضج الهم الإبداعي لدي على مهل مقدما أثرا جديرا بالتناول والتلقين بالدراسة والنقد أيضا. وهنا أشير إلى النقد الذي يمثل هو الآخر مشروعا حقيقيا، فالناقد الحق هو من يعمل على إنتاج منظومة فكرية يسير وفق معطياتها ويملك مشروعا نقديا يشتغل عليه بأدوات تلك المنظومة التي لا تتكئ على مقولات جاهزة فحسب؛ ولكنها تناقش الموجود وتخلق الرؤى المتجددة والقراءات المسايرة لتطوير الأشكال الإبداعية ومضامينها الجديدة.

 - ما هي الصعوبات التي تواجهينها أثناء كتاباتك للأطفال؟
بصدق لا أحب الحديث عن الصعاب.. كل شيء صعب في هذه الحياة ومع الإصرار والإخلاص والصدق يستحيل الصعب سهلا.. أؤمن أن الكتابة للطفل محفوفة بالمتعة والجمال.. ولنبعد كلمتي الصعوبة والاستسهال اللتين استعملت لوقت طويل من قبل كثيرين استسهلوا هذا المجال ولم يتعاملوا مع الطفل بمسئولية فيما وجهوا له من كتابات، أرى أن الكاتب للطفل يجب أن يكون واعيا ملتزما بما يقوم به ويقدمه.
 - ما هي السمات التي لا بد من توافرها في كاتب الأطفال؟
أثق دائما بحاجتنا كبارا للتعلم المتواصل، عبر وسائط مختلفة من بينها الفنون والمسرح، فكيف لا نوفر ذلك للطفل ونحن منخرطون في مشروع بالغ الأهمية اسمه الكتابة للطفل؟ ثم كيف لا نتحسس مواطن يمكن من خلالها تسريب جرعات الجمال المعرفي إليهم.. للمعرفة جانبها الجميل الذي يمكن أن يتفتق في الأعمال الموجهة للطفل وبالتالي مهم جدا أن يكون كاتب مسرح الطفل مقبلا على التعلم دوما، مقتنعا بضرورة نقل الخلاصة الأجمل لما تعلمه إلى الطفل، ذواقا وانتقائيا، مسئولا وملتزما، صادقا، متواضعا وبسيطا. وفوق هذا كله؛ أن يكون مدركا أن الفن مستخلص مركز للجمال، وأن الإبداع مستخلص الدهشة.
دعيني أقول أيضا وبصدق إنني أكره أن أكتب أنا أو غيري نصين أو إن شاء الله عشرين نصا للطفل ونتوج بملايين الجوائز ثم نصدِّر أنفسنا بكوننا المتخصصون في أدب الطفل.. نحن نبني تجاربنا، ونساهم في اثراء المجال ولسنا متخصصين. التخصص تفرّغ وبحث وتركيز على شيء دون سواه، والتجربة التي تتكون تحتاج على الأقل مقومات وإشارات تحيل على بوادرِ جديةِ المشروع الذي تشتغل عليه لنعرف إن كنت حقا متخصصا أم أنك تسابق الوقت لترسخ حضورك في الساحة أكثر من حضور أعمالك في دواليب حركة التطور الفني والإبداعي. مهم جدا أن يكون الكاتب عموما راسخا في النضج متواضعا، فما بالك إذا كان كاتبا للطفل.

 - هل مسرح الطفل يأخذ حقه في تقديم عروض باستمرار؟
في الجزائر هناك توجه فعلي للاهتمام بعروض الطفل من قبل المسارح الجهوية والديوان الوطني للثقافة والإعلام، إذ تشهد أيام الجمعة والسبت صباحا وأيام العطل عروضا وتظاهرات موجهة للطفل، بمعنى؛ على مستوى التقرير العددي الكمي سنجد أن عروض الطفل تأخذ حقها فعلا، يبقى المشكل الذي يثار حول النوعية، هل كل هذه العروض ذات مضامين جيدة للطفل؟ وهل ينطبق مثلا معيار محدد للفئة العمرية عند اقتناء التذاكر أم أن ذلك لا يهم القائمين على قاعات العروض بقدر ما يهمهم أن تغص القاعات بالجمهور فحسب؟

 - ما هي العقبات التي يعاني منها مسرح الطفل؟
كثيرة هي العقبات، لكن دعيني أذكر مشكلة البساطة المبالغ فيها إلى درجة التسطيح والترفيه لعروض الطفل، والتلقين الجاف والتهريج والوعظ والإرشاد المبالغ فيهما.. هذه الأساليب تقتل الإبداع الخالص الموجه للطفل، تقتل نصوصا تحاول أن تقدم خيارات جمالية للأطفال.. كثيرا ما تأتي الفكرة والنص راقيا ومناسبا للطفل وهادفا لترقية ذائقته ثم يسقِط هذا كله في الماء مخرج يتحسس من تجسيد ما جاء في النص بحذافيره، ويقابلك بمجموعة من التبريرات من قبيل: «يجب أن تكتب من منطلق أنك تكتب للخشبة، يجب أن تحضر عددا كبيرا من البروفات الخاصة بالأعمال المسرحية لتعرف كيف تكتب النص ليكون فوق الخشبة...» وغيرها من التبريرات التي تعرفها وطبقتها ولست بحاجة لرفع تقرير مفصل للآخرين ليعلموا كيف تحركت وأين ومتى وكم عدد المسرحيات التي شاهدتها وكم عدد أصدقائك من المخرجين والممثلين والنقاد وكم كتابا ومسرحية قرأت قبل أن تكتب، ولكي يقتنع أن فكرتك ونصك مؤهل ليمنح تأشيرة عبور من شرطة الرقابة التي تسكن رأسه.. ثم إن النظر إلى مسرح الطفل على أنه مسرح من الدرجة الثانية يأتي بعد مسرح الكبار يجعل الكثيرين يستسهلونه ولا يتعاملون معه بجدية والتزام ومسئولية.
 - هل توقعت الجائزة؟
لا لم أتوقعها، ولكنني تمنيت أن يحصل نصي على التقدير الذي يكافئ تعبي وجهدي الخالص، لا سيما وأنني حاولت أن أقدم ابتكارات واختراعات نانوية متخيلة فيه بالإضافة إلى سعيي لتقديم المتعة والفرجة التي يتطلبها نص موجه ليجسد فوق الركح. ما قدمته في (مدينة النانو) يمكن اعتباره محاولة تقديم ابتكار واختراعات تقنية يحولها الخيال إلى واقع عند تجسيد النص مسرحيا. ولم لا يحوِّلها واحد ممن سيشاهدون العرض يوما ما إلى ابتكارات حقيقية؟؟ الحلم مشروع والطموح كذلك.
 - حدثيني عن استقبالك لخبر حصولك على المركز الثالث؟
استقبلت الخبر بفرحة طفلة لأجل تتويج جهد وتعب أبذلهما بصدق لأقدم تحفة تليق بالمتلقي الطفل.. كانت فرحتي وقناعتي بما أحرزته كبيرتين. وطبعا أنا فخورة جدا بهذه الجائزة التي أحملها للمرة الثانية، والتي تقدم لتجربتي قيمة مضافة لكونها من أهم الجوائز العربية المحترمة في هذا المجال.
 - ما رأيك في كتاب المسرح العرب؟
هناك حراك ونشاط على مستوى التأليف المسرحي في البلدان العربية، الكتاب المسرحيون العرب يقدمون في المجمل نصوصا جيدة بمضامين متجددة، أرى دائرة الاقتباس تضيق وتنحسر لدى الكتاب الشباب الذين يتجهون إلى الكتابة من وحي واقعهم، ومن صلب تأملاتهم وقراءاتهم لما يجري حولهم، نملك الكثير من المفردات والمفاتيح التي تمكننا من فتح صندوق حكايات قادم من المستقبل وليس من الماضي فقط. نملك نصوصا كثيرة تطلق منها فراشات وعصافير ملونة كثيرة تحكي الجمال وتصنعه بعيدا عن التقليد والاقتباس والتكرار لتجارب الآخرين.
 - هل نعيش أزمة تأليف مسرحي كعرب؟
لا أعترف بهذه الجملة المفتعلة.. ولن أخوض كثيرا في الموضوع لأن الموجود لا يبرر. سأكتفي بالقول: إن هناك كتابا ينتجون نصوصا جديدة ومتجددة، مبدعون فيما يقدمون، متجاوزون للأفكار المستهلكة أو يطرحون الأفكار المطروقة من زوايا أخرى برؤى جمالية، يكتبون نصوصا مسرحية بامتياز، وفي النهاية يصطدمون بمخرجين يتمنون لو يلغى النص أو يكتبوا هم هذا النص ويخرجونه.. لا أعرف تفسيرا حقيقيا لهذه العقدة، ولكن أعرف أن الأزمة هي أزمة اعتراف بالنص المسرحي الشبابي وليست أزمة نص.
 - ما الذي يحتاجه المسرح العربي عموما ليصبح أكثر تطورا؟
يحتاج دعما من المؤسسات الثقافية الرسمية وغير الرسمية، صدقا وإخلاصا من بناته وأبنائه، ومتابعة رصينة أمينة للحراك المسرحي من قبل النقاد.


الجمعة، 1 فبراير 2019

قراءة نقدية لنص مسرحية "المشهد الاخير لوداع المهاجرة " تأليف ابراهيم الحارثي

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب ابراهيم الحارثي


قراءة نقدية لنص مسرحية "المشهد الاخير لوداع المهاجرة " تأليف  ابراهيم الحارثي

استمارة المقترحات لمهرجان العراق الوطني للمسرح خاص بالمسرحيين العراقيين

مجلة الفنون المسرحية  

https://docs.google.com/forms/d/1TzJUpBNfRgYmYC84QnbH_cl8Wu5-YI792YCqbWFyHQM/viewform?edit_requested=true&fbclid=IwAR0oWq3XmYNkwy_hQX7yLRCOyO35fjIoH3s4vu6Iwchxd0eYbx4HTXBajDE

 استمارة المقترحات لمهرجان العراق الوطني للمسرح خاص بالمسرحيين العراقيين

في اطار التكامل مع الجهود التي تبذلها نقابة الفنانين العراقيين من اجل تنمية وتطوير الفعل الثقافي عامة والمسرحي خصوصا , وفي اطار تفعيل الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية التي اعدتها الهيئة العربية للمسرح والرامية الى تنمية وتطوير الفن المسرحي في الوطن العربي والتي اقرها مجلس وزراء الثقافة العرب بالرياض سنة 2015 تنظم الهيئة العربية للمسرح ونقابة الفنانيين العراقيين الدورة الاولى لمهرجان العراق الوطني للمسرح
وبهذا الخصوص نتوجه بهذه الاستمارة الى جميع المسرحيين العراقيين والى كافة المعنيين بالشان المسرحي العراقي لوضع مقترحاتهم التي من شأنها ان تخط خارطة طريق تضئ بها التخطيط والعمل من اجل انجاح هذه التجربة الوطنية المهمة

الأحد، 27 يناير 2019

مسرحية”هاملت بعد حين”…تمرد الفن…والتحرر من السلطة

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية”هاملت بعد حين”…تمرد الفن…والتحرر من السلطة

رسمي محاسنة – ميديا نيوز

مع افتتاح الموسم المسرحي 2019،مع عرض مسرحي ناضج” هاملت بعد حين”، تأتي عودة النجمة الاردنية – العربية “عبير عيسى” للمسرح،فكانت اطلالتها من خلال مهرجان قرطاج المسرحي، كواحد من المهرجانات العربية العريقة، ومع مخرج متميز وثقافته ورؤيته وايمانه بدور المسرح في الحياة، بكل ماتحمل هذه العودة من اهمية تواجد فنانة بحجم” عبير عيسى” على المسرح، هذا الحضور الذي حتما سيكون له انعكاسات ايجابية على الحركة المسرحية،لان وجودها يعطي مزيدا من الزخم للمسرح والمسرحيين، كما ان شخصيتها بنجوميتها الجذابة، قادرة على التأثير على الجمهور،وبالتالي كسب جمهور جديد يرتاد المسرح،

من بين آثار “شكسبير” الخالدة، تبقى مسرحية” هاملت” هي العمل الأكثر غواية للمخرجين،بما تكتنزه الشخصية من ثراء الاسئلة الوجودية،والمراوحة ما بين طلاسم السؤال، والبحث عن إجابات لها، وعن مجموعة العلاقات المتشابكة بين الشخصية وبين من حوله، من أم خائنة، وعمّ قاتل، واب قتيل، ويتعاطفون مع شخصية تراجيدية مترددة، كل هذا يجعل من “هاملت” رافعة استثنائية لطرح قضايا لها خصوصيتها في كل بلد، ولكنها في إطار دواخل ونوازع واسئلة” هاملت”.

المخرج ” زيد خليل” يقتحم الشخصية،لكنه لايعتمد النص الاساسي، ولا نص” ممدوح عدوان” ” هاملت يستيقظ متأخرا” فقط، وإنما يتداخل مع النصين، ليقدم عملا جديدا، برؤية محكومة بشخصية” زيد” وقناعاته، وكما ان العرض فيه مستويات متداخلة، فانه ايضا يذهب بعيدا في حلقات متداخلة عن الدور، والوعي، وتراكم الثقافة،فهو يرى في المسرح قدرة هائلة على التغيير والتنوير،والتحريض ، ليس ذلك فقط، إنما يرى ان من مسؤولية المسرح ان يواجه، ويقول كلمته، وفق رؤية جمالية واعية وعميقة، تلامس الوجدان، وتستفز العقل باسئلة مقلقة،تبقى عالقة – رهن الاجابة – بعد مغادرة المسرح.ونتوقف عند المشهد “المسرحي” الذي يطلبه هاملت من الفرقة لتقديمه أمام الملك الجديد، ليقرأ تعابير وجه الملك، وردة فعله على أداء الممثلين،حيث توظيف المسرح للكشف،وحسم حالة الشك والتردد بداخله حول مقتل أبيه.

“هاملت بعد حين”، لفرقة” مسرح عالخشب”، “هاملت “المؤامرة والخيانة والتردد والتبرير، والتلويح بالقوة، هي واحدة من المستويات التي يقدمها ” زيد” في العرض، وهي ثيمات صالحة ومناسبة لاسقاطها الى الراهن العربي، في مواجهة مع عدو معروف. لكن ” زيد” يجعل من المسرح الذي حمل هاملت على مر السنين، يجعل منه عنوانا للمواجهة،في اسئلة ليست بعيدة عن اسئلة” هاملت”، فالواقع العربي فيه الخيانة، وخذلان الاخ والصديق،واستخذاء البعض، و” المراوغة” باستخدام الترغيب والتهديد، والاستعلاء بالقوة، و الاصطفافات والتحالفات المريبة.

ينفذ ” زيد خليل” من الوجوه المتعددة ل” هاملت” التي تفتح على أبواب التأويل، وتعطي المخرج مساحة لتقديم رؤيته،وهنا تتداخل دوائر الصراع مع السلطة، ومع العدو، ومع المسرح، وإذا كانت الصراع الأول والثاني أصبح معروفا،ومكررة في ” هاملت”، فإن الصراع الثالث هنا هو المحور الرئيسي، في علاقات الشخصيات ببعضها البعض، سواء تلك الشخصيات الواقعية، او التي تقوم بالتشخيص على المسرح،ويطرح ” زيد” من خلال ذلك الكثير من القضايا المتعلقة بالإرادة والتردد، بالخوف والجرأة، وثنائيات يعاني منها المسرح العربي، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، من السلطة بكل مفاهيمها، بما فيها السلطة” الانتهازية” عند البعض، او ذلك الرقيب الساكن في أعماق الكثيرين المتماهي مع رغبات السلطة.
ان هذه المراوحة سواء على المسرح، او مسرح الحياة” واقعنا الراهن”، هي التي تحتاج الى ثورة تقلب الموازين، وتخرجنا من برودة المربع الأول، للانطلاق في آفاق من الإرادة والوعي.

هذا الطرح الواعي، قدمه” زيد خليل” في إطار فني متماسك، بدءا من النص،ومن لحظة رفع الستارة، يضع المتلقي في أجواء العرض،حيث خيال الظل الذي يجسد الخيل بكل عنفوانها،أو بتلك القطعة الموسيقية الثقيلة”البيانو” الذي يستحضر حقبة مهمة من التاريخ الإنساني،وعازفين يتوزعون في الثلث الأخير، في اختيار ذكي للآلات الموسيقية والعازفين، بما يحملونه من دلالات خلال العرض، الموسيقى  الحية التي أبدعها “مراد دمرجيان”،تشكل عنصرا رئيسيا من العرض، سواء بالظهور كجزء من السينوغرافيا،فهي اّلات لكل واحدة شخصيتها المستقلة،أو كأداة تعبير عن مواقف الشخصيات، و تداخل وتشابك العلاقات فيما بينها.

ويصمم الفنان”محمد السواقة” سينوغرافيا العرض بابداع، حيث المشهد البصري المشبع، وتغييب قطع الديكور،لتحضر الازياء والاكسسوارات والمكياج،بكل دلالاتها عن الموقع الاجتماعي والرسمي والطبقة التي تنتمي لها الشخصية،لتشكل مع اضاءة “عبدالله جريان”،الذكية والمعبرة عن الحالات المتبادلة بين الشخصيات،في تقاربها وتنافرها، والمستويات التي تم تقديم العمل بها، اضاءة تحدد المسارات، وتضع الشخصيات في إطار محدد،لا تستطيع تجاوزه،

وفي الأداء التمثيلي، فإن المخرج مع الممثلين يقدم مقترحات للأداء، تحافظ على الإيقاع العام، وتوزيع الممثلين على الخشبة، والتناغم وسرعة البديهة،لان الحوارات لاتتحمل اي هبوط او فراغات، في عمل يحمل الكثير من الانعطافات الحادة، سواء الايقاع الداخلي للشخصيات، او الايقاع العام للعمل، ونتوقف عند هذا الأداء والحضور للنجمة “عبير عيسى” في شخصية مركبة تتنازعها مشاعر الامومة، وغرائز الانوثة،بان تعيش بما تبقى لها قبيل غروب العمر،ومعاناتها طوال الوقت للوصول الى توليفة، او معادلة ، يعيش فيها الجميع بسلام، حتى لو كان هناك تنازلات على حساب آخرين،فكانت هذه الاضافة على شخصية الملكة في النص،مساحة أعطت فيها الممثلة فضاءات إضافيا أظهرت فيه قدرتها،وفهمها العميق للشخصية.

ويتحمل الفنان ” منذر خليل مصطفى” عبء شخصية مركبة، ما بين  هاملت “الأمير” وهاملت “المسرحي”،تحمل أسئلة العرض الشائكة،والتعامل مع كل الانهيارات حوله، و السقوط المتتالي، ووقوفه وحيدا في ميدان التنازل والخيانات، حيث كان يتصاعد اداؤه كلما تقدم العرض الى الامام.

الفنانة”نهى سمارة”، عفوية الأداء، والحيوية،وفهم الشخصية،وايقاعها المنسجم مع تحولات العرض، كل ذلك بأداء احترافي وحيويتها وفهمها للشخصية والتحولات التي تمر بها، بأداء ملفت، و”بشار نجم” صاحب الحضور الجيد، وبقية فريق التمثيل” ماري مدانات، زينة جعجع، باسم الحمصي،هيراغ مراديان، “حيث الجميع كان حاضرا ذهنيا وجسديا،حملوا رسائل العرض الظاهرة والمضمرة،ملأوا فضاء المسرح،بأدواتهم التعبيرية والحركية.

“هاملت بعد حين”… نأمل ان يكون عنوانا للموسم المسرحي الاردني 2019

نقابة الفنانين العراقيين تعقد الجلسة التشاورية للوسط المسرحي بشأن مهرجان العراق الوطني للمسرح

مجلة الفنون المسرحية

نقابة الفنانين العراقيين تعقد الجلسة التشاورية للوسط المسرحي بشأن مهرجان العراق الوطني للمسرح
  نقابة الفنانين المركز العام :

عقدت نقابة الفنانين العراقيين عصر اليوم وعلى إحدى قاعاتها الجلسة التشاورية للوسط المسرحي بشأن إقامة مهرجان العراق الوطني للمسرح وتعد هذه الخطوات باكورة لتفعيل البروتوكول الذي تم توقيعه مؤخراً في القاهرة مع الهيئة العربية للمسرح وحضر الجلسة نخبة طيبة وعدد كبير من نجوم المسرح العراقي .
وفي بداية الجلسة رحب مقدمها الفنان المسرحي حاتم عودة بالحضور الكرام من نجوم الوسط المسرحي ومبدعيه .
وفي كلمة نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي تحدث عن صيغة التعاقد وأهميته ومن منطق الشفافية بين أرقام الدعم المادي الذي ستساهم به الهيئة العربية للمسرح وأعلن عن طرح استمارة الكترونية للمقترحات يساهم فيها كل أعضاء الوسط المسرحي ومن يهمه المسرح العراقي للظهور بأبهى وأجمل الصور
وأوضح جودي بان نقابة الفنانين العراقيين نقابة ذات طابع تواصلي تعاوني مع جميع المؤسسات الحكومية والأهلية وحتى ألافراد وعلى أتم الاستعداد لفتح قنوات التواصل مع كافة الجهات ذات العلاقة للوصول إلى صورة مشرقة لتنظيم دورتين من مهرجان العراق الوطني للمسرح ثم استضافة المهرجان المسرحي العربي في العراق مطلع 2021.













السبت، 26 يناير 2019

إدارة مهرجان أيام المسرح للشباب – بنسخته 12 … بالفتره من 3 الي 13- مارس 2019

مجلة الفنون المسرحية


إدارة مهرجان أيام المسرح للشباب – بنسخته 12 … بالفتره من 3 الي 13- مارس 2019 دولة الكويت ترحب بكم أجمل ترحيب
أجتمت اللجنة الفنية للمشاهدة لمهرجان أيام المسرح للشباب،بدورته 12 مساء اليوم، وتمت مناقشة ومشاهدة العروض المسرحية التي تقدمت للمشاركة في المهرجان لاختيار العروض داخل المسابقة الرسمية، بحضور
د. عبدالله العابر … رئيس اللجنة
الفنانة سماح … عضوا
د. نورة العتال … عضوا
أ. محمد الربيعان … عضوا
الفنان عبدالله التركماني … عضوا
– ليتسني لها أعلان العروض المسرحية التي ستدخل المسابقة الرسمية للمهرجان، والجدير بالذكر بأنه قد تقدم للمشاركة بالمهرجان عدد (23) عرض مسرحي، والمهرجان ستنطلق فعالياته بالفتره من 3 الي 13 مارس 2019
يسرنا في خدمة الوت ساب للمهرجان التواصل معكم … تحياتنا …محمد عصام … المنسق العام للتواصل بالمهرحان… خدمة الوت ساب لإدارة المهرجان … 00965 ‏‭69940120

« بتانة» موزعًا لإصدارات الهيئة العربية للمسرح

مجلة الفنون المسرحية

« بتانة» موزعًا لإصدارات الهيئة العربية للمسرح

 يوسف يسرى

تعاقدت مؤسسة بتانة للنشر والتوزيع مع الهيئة العربية للمسرح ، على توزيع إصدارات الهيئة.
المعروف أن الهيئة العربية للمسرح ، التى أسسها  ويتولى رئاستها العليا الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمى ،حاكم الشارقة عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة، لها العديد من الإصدارات المتعلقة بالمسرح،سواء الدراسات العلمية النقدية ، أو النصوص المسرحية.
وكانت الهيئة أصدرت  مؤخرًا أحد عشر كتابًا  عن المسرح المصرى بمناسبة انعقاد الدورة الحادية عشرة لمهرجان المسرح العربى ، التى نظمتها الهيئة فى القاهرة بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية، وانتهت فعالياتها الأربعاء 16 يناير الجارى.

الأحد، 20 يناير 2019

مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يطلق استمارة المشاركة في دورته الـ 4

مجلة الفنون المسرحية

مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يطلق استمارة المشاركة في دورته الـ 4

أطلق مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برئاسة الفنان مازن الغرباوي استمارة المشاركة في دورته الرابعة التى ستنطلق يوم 1 أبريل وتستمر حتى يوم 7 من نفس الشهر، وحددت إدارة المهرجان يوم 15 فبراير 2019 كآخر موعد  لتلقى طلبات المشاركة لكل الفرق المسرحية من كل دول العالم ووضع المهرجان عبر موقعه الرسمى نسختين من الاستمارة الأولى باللغة العربية والأخرى باللغة الإنجليزية.
وأوضح رئيس المهرجان ومؤسسه أن الاستمارة ستطلق لمدة شهر واحد فقط لأن المهرجان يستقبل طوال العام عروضا أخري من خلال بعض المبرمجين الدوليين الذين يرشحون عروض للمهرجان ويتم اختيارها من قبل لجنة المشاهدة فالمهرجان يختار عروضه بصيغتين الأولي هي اختيار عروض عن طريق مبرمجين دوليين والأخري عن طريق طلبات المشاركة من خلال استمارة المهرجان .
ووضعت إدارة المهرجان أيضا أكثر من 14 شرطا من  شروط المشاركة فى المهرجان ومنها، أن تكون الأولوية فى اختيار العروض للمخرجين الشباب، وألا يتعدى سن المخرج 40 عاما، وأن تكون العروض المشاركة لمؤلف شاب، ولا يتعدى عمره 40 عاما، وألا يزيد مدة العرض المشارك عن ساعة ونصف .

يذكر أن مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى تترأسه شرفيا الفنانة القديرة سميحة أيوب  وتباشر حاليا اجتماعاتها مع رئيس المهرجان المخرج مازن الغرباوي لاعادة تشكيل اللجنة العليا للمهرجان وتشكيل لجان المهرجان المختلفة .

أضغط للتحميل (تحميل استمارة المشاركة )

الآن يمكنك تحميل قسيمة الاشتراك والترشح للمسابقة الرسمية ضمن فاعليات الدورة الرابعة لمهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى التى ستعقد فى 1 أبريل 2019 ,آخر موعد لقبول طلبات المشاركة 05/02/2019   وسيكون الرد خلال أسبوعين من تاريخه للفرق التي يقع عليها إختيار المشاركة فقط.ويمكنكم إرسال قسيمة الإشتراك بعد تعبئة الاستمارة وختمها من الجهة المختصة على الإيميلات التالية:
sitfy2015@gmail.com
info@sitfy-eg.com
info.sitfyeg@gmail.com


السبت، 19 يناير 2019

بحث في " دور المتلقي في العرض المسرحي العراقي المعاصر "

سلالم يعقوب والصعود إلى أسفل

مجلة الفنون المسرحية

سلالم يعقوب والصعود إلى أسفل

د.لمياء أنور  

يرتبط وجود الممثل على خشبة المسرح بالفعل والحركة من قبل جسده حتى لو كان العرض ينتمي لفئة عروص المسرح الصامت ، ولم يكن هذا حال عرضنا الحالي .
فالحركة الإيمائية على خشبة المسرح ينتفي فيها العشوائية ، ويشترط فيها القصدية والوعي ،حيث تعتمد الحركة على دافعين أساسيين وهما الدافع الدرامي والدافع النفسي.
"سلالم يعقوب" حالة من التخبط الفني ، والتشظي التقني ، وعدم ترابط العناصر الفنية بعضها ببعض ، مما أدى إلى نفور واضح من الجمهور المشاهد .
"سلالم يعقوب" هو ذلك العرض الأردني والمشارك بفاعليات مهرجان المسرح العربي بدورته الحادية عشر والمقامة بمصر ، حيث يرجع إختيار اختيار عنوان العرض بسلالم يعقوب كما ذكر المخرج من قبل في أحد لقاءاته ، ارتباط اسم الاختراع الذي يقوم به يعقوب بطل عرضه ومحاولاته في تحويل الكهرباء إلى مغناطيس ، وفي حقيقة الأمر لم أجد ثمة علاقة واضحة بين هذا وذاك ، أو بين السلالم والاختراع الوهمي والمزعوم كما جاء بالعرض .
ولا يمكن القول بأن "سلالم يعقوب" عرضاً مسرحياً أعتمد على نصاً درامياً خالصاً ، بقدر اعتماده الأساسي على الفكرة الواهية ، واستغلال مساحة الفضاء السينوغرافي بالإضاءة والتشكيل الجسدي الإيمائي تارة والصامت تارة أخرى في عما نصي حركي موازياً للفكرة ،
لا سيما طرح بعض المفاتيح ببعض الكلمات مثل (يعقوب – خلية- كهرباء- مغنطة- الوهم- الموت- الشر ...) وبهذا تتشكل لدى المشاهد بعضاً من الصور الذهنية عن طبيعة يعقوب الشخصية والعملية كونه عالماً أو مخترعاً ، وارتباط ذلك أيضاً بالجانب المضيء طيلة الوقت على معمله الكيميائي في أقصي يمين الخشبة من ناحية المشاهد ، وهنا نستطيع تلمس مدى الخلط الواضح لدي المؤلف والذي هو أيضاً مخرج العرض في فكرة الاختراع الكيميائي والاختراع الفيزيائي ، فما نجده على الخشبة هو معملاً كيميائياً ، بينما الاختراع الذي كان يخترعه يعقوب هو اختراع فيزيائي مرتبط بتحويل الكهرباء إلى مغناطيس ، فهذا التناقض قد يعتبره الجمهور استخفافاً بعقليته ، مما يؤكد عدم النضوج الكامل للعرض على مستوى المشاهده ،
وعليه فقد اعتمد العرض على الايقاع البصري ، والمرتبط بالعناصر البنائية للعمل المسرحي ، والتي تشمل الحركة واتجاهاتها والايماءة وتشكيلاتها ، والاضاءة والمساحات والفراغ والخطوط وكافة العناصر التشكيلية ،والتي تشكل جماليات السينوغرافيا بشكل يجذب بصر المشاهد ، والتي تشكل بالضرورة إما جماليات العرض أو تشوه وتقلل من قيمته الفنية ، فلقد اعتمد المخرج في الاضاءة على سبيل المثال على استخدام الخطوط الإضائية المتقاطعة تارة ، والمتتبعة للحدث والشخصيات تارة أخرى، واضعاً في عمق الخشبة من المنتصف ستار أبيض ساقطاً عليه اضاءة باللون الأزرق الحالم والذي يوحي بالحلم الذي طالما حلم وسعي في تحقيقه يعقوب ، ألا وهو اختراعه الفذ والمزعوم ، والغريب أن ظلت تلك الاضاءة الزرقاء طيلة وقت العرض ، وبالتالي جاءت في غير محلها في كثير من الأحيان مما أعطت انطباعاً مضاداً لهدف العرض الأساسي فأصبح الحلم وهم ، وهم يعيشه يعقوب وحده ، مما أدى إلى دمار العالم المحيط به .
الجسد كلغة مسرحية ...
اعتمد العرض على التجسيد والتمثيل الإيمائي والتعبير الحركي الصامت والذي اتسم بالآلية ، فعندما يلجأ المخرج إلى استخدام التمثيل الإيمائي والتعبير الحركي يكون لديه الدافعية الحقيقة في توصل ألف فكرة وكلمة بمجرد حركة واحدة ، فالهدف هنا ينصب بالأساس على فكرة التأمل من خلال إثارة الحواس والادراك الذهني والجمالي لدى المشاهد ، بينما ينقلب السحر على الساحر ، فما فعله ساحر العرض من التعبير الايمائي والحركي للممثلين أدى إلى رتابة الحدث وتكراره والتأكيد على عدم الترابط الدرامي للعرض بشكل أدى بالتبعية إلى خروج العرض عن الاطار الفكري والجمالي فأصبحت الكلمات التي تحمل أفكاراً مجرد كلمات غير مرتبة وغير موضوعه في سياقاتها الدرامية وبالتالي جاءت الحركة فاقده أيديولوجيتها وفكرها المرهون بفكرة العرض الأساسية ، فهؤلاء البشر الواقعون ضحايا لإختراع يعقوب المزعوم ، يستسلمون وبشكل غير مبرر للإنغماس في عالم الآلية ما بين الموت والاختناق ، وبالتالي يرجعنا المخرج إلى فكرة "العالم الجليل" كيف يحمل هم العالم بداخلة ، وهو أيضاً مدمر هذا العالم ، فالنوايا الحسنة وحدها لا تبني مجداً ، فعلى الرغم من أننا أمام عالماً يستخدم في اختراعاته العلم الوضعي واعمال العقل إلى أقصى درجة ، إلا أنه يتحول تماما لشخص على النقيض تماما عبر اختراعه المزعوم ، ورغبته المزعومة أيضاً في خدمة البشرية والتي تنقلب إلى رغبة للإنتقام بلا داعي ، خاصة وأن مبرر يعقوب هنا ضعيف ، وهنا نرجع للدراسة النفسية للشخصية والدوافع التي أدت بها إلي أفعال سيكولوجية معينة تؤصل للفعل الدرامي ، فالمخرج لم يجهد نفسه في رسم ملامح وأبعاد الشخصية بشكل واضح يتيح للمشاهد التفاعل والاندماج مع شخصيات عمله ، وليس النفور منهم .
فالتناقض الفكري والدرامي كانا واضحان وضوح البدر في ليلة تمامه ، فعلى الرغم من محاولة المخرج في رسم صورة بصرية لا بأس بها على الرغم من عدم خدمة الدراما ، إلا أننا نحتسب خطواته تجاه الهدف تحمل نوايا حسنة للخروج بعرض مسرحي يحمل أفكاره ومعتقداته وفلسفته الخاصة التي تعكس بالضرورة صورة العالم لهذا المخترع العبقري الذي دمر العالم وجعل كل شيء حوله آلي حتى ابنائه ، وهذا الأمر يتنافي مع الدوافع السلوكية والسيكولوجية في بناء الشخصية الدرامية هنا تحديداً وليس في العموم .
يمكن القول أخيراً أن عرض" سلالم يعقوب" قد اتخذ من الدرجات السلمية وسيلة للصعود أو الهبوط ، فلقد هبط يعقوب بالفكرة والعناصر التقنية ، وبالمعنى الحقيقي لعرض مسرحي متكامل بشكل مزعوم ، فصعد يعقوب بالسلم ولكن إلى أسفل .

-----------------------------------------------
المصدر : نشرة مهرجان المسرح العربي 11
                                                                         
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption