أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الجمعة، 24 فبراير 2017

أمونيوم .. متعة البحث عن المعنى

مجلة الفنون المسرحية

أمونيوم .. متعة البحث عن المعنى

 
وائل الملوك

 مسرحية” امونيوم” من اخراج واداء علي دعيم، يشاركه اثير اسماعيل، مع نخبة من الشباب المساهمين في انجاز العرض من ديكور وسينوغرافيا وادارة مسرحية ومكياج، وهم” علي جبار، ومحمد خالد، وزيدون هاشم، وميادة محمد، وعبد الله خالد”، عرضت في منتدى المسرح باشراف دائرة السينما والمسرح، مساء يوم الجمعة الماضي، والتي تستمر لعدة ايام متتالية.

اسلوب مغاير
استخدم المخرج علي دعيم اسلوبا مغايرا عن عروضه الكيروكرافية السابقة بتقسيم العرض الى قسمين، مبتدئا بتوزيع الكمامات بين الحاضرين خارج القاعة، ليتم ادخالهم بعدها باسلوب تدريجي منفرد، ليتفاجأ الجمهور بمشهد استهلالي سينوغرافي لاشخاص يبحثون بين سواد الجدران واتربة وفحم ودخان غطى المكان، ليبدأ بعدها الجزء الثاني والذي يقوم باداء التكنيك الحركي فيه كل من “ علي دعيم واثير اسماعيل”، بخلق صراع واستنجاد بين شخصين حوصرا في مكان الانفجار، وكان الهدف من رسالة العمل هو” جميعنا سنكون في المحرقة ان لم نفق”.


فن الرقص
اعتذر المخرج علي دعيم خلال حديثه لـ” الصباح”، عن تقديمه اي تصريح يخص فكرة العرض، قائلا:” اترك متعة القراءة وتنوعها للجمهور”، ليحدثنا بعدها مدير المسرح علي جبار، قائلا: المسرحية تنتمي الى مدرسة فن الرقص الحديث، وان فريق العمل يحاول من خلال فكرة العمل ملامسة الواقع العراقي الاكثر قسوة، موضحا ان” أمونيوم” هي مادة كيميائية استخدمت في عدة تفجيرات والتي راح ضحيتها العديد من الابرياء.
فيما شبه الفنان حيدر جمعة العرض، بالوثيقة التي نعيشها نحن العراقيين لسنوات طوال، بين سلسلة من التفجيرات، مشيرا الى طريقة الطرح الذكية التي تناولها المخرج من خلال التاكيد على الجانب
الانساني.


ليس مسرحا
فيما رأى مدير عام دائرة الفنون التشكيلية الدكتور شفيق المهدي، أنه عرض حديث الطراز معاصر يمثل “المايم التعبيري” وهو فن مازال ناشئا في العراق، فهو ليس مسرحا بل هو عرض يقع على خشبة المسرح او اي مكان يخص العروض المسرحية، مشيرا الى ان نجاح مثل هكذا عروض لا يقع على فعل المخرج بل على مستوى المؤدين وخبرتهم في التكنيك الحركي ودقته، مؤكدا ان منتدى المسرح دائما هو المصدر الاقوى لتخريج  فنانين حقيقيين لهم انتماء للمسرح منذ منتصف الثمانينيات ولغاية الان، متمنيا من الجهات الرسمية دعم هذه النخبة من الشباب البعيدين عن الفن التجاري.


قراءات متعددة
أما د. حكمت البيضاني، فقد أبدى سعادته بالعرض رغم بساطته بحسب قوله، وأضاف: “من خلال قراءاتي وجدت باننا داخل علبة سواد الجحيم الذي لا نعلم متى سينتهي”، مبينا أن الجانب الموسيقي شد المتلقي بقوة للصورة الحركية، مشيرا الى” شجاعة الشباب وما يقدمونه من عروض مسرحية ذات بصمة وامكانية توازيان العروض العالمية”.اما المخرج علاء قحطان ، فانه يرى في عرض” امونيوم” متعة البحث عن المعنى الذي ينمو شيئا فشيئا، فهو ينتج قراءات متعددة ومعاني لا تنضب ولا تنتهي، بل تتوالد باستمرار، وربما لن يكتشف المتلقي ان لعبة العرض قد أغوته، وان الصراخ والانين والتكنيك الحركي المتكرر بين الممثلين هو الذي أسقطه في حبائله، وسيبقى الاحتفاء بهذا العرض ماثلا لزمن طويل، ومتعة القراءة ستترك اريج فعلها نافذا في مفازات
الذاكرة.

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption