كلمة الأمين العام اسماعيل عبد الله في افتتاح الملتقى العلمي الأول لمنهاج المسرح المدرسي
مجلة الفنون المسرحية
كلمة الأمين العام اسماعيل عبد الله في افتتاح الملتقى العلمي الأول لمنهاج المسرح المدرسي
إسماعيل عبدالله: المسرح المدرسي يهدف إلى صقل شخصية الطالب و قدرته على التعبير عن نفسه و قبول الحوار و الانتظام و تقبل الرأي الآخر
عقد اليوم بالشارقة بمقر الهيئة العربية للمسرح الملتقى العلمي الأول لمنهاج المسرح المدرسي.
وفي كلمته في افتتاح الملتقى قال الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الأستاذ إسماعيل عبدالله
نص الكلمة:
السيدات و السادة المشاركون في الملتقى العلمي الأول لمنهاج المسرح المدرسي أهلاً و سهلاً بكم في شارقة المسرح، شارقة سلطان الثقافة، أهلاً و سهلاً بكم في بيتكم الهيئة العربية للمسرح، أهلا بكم ذواتاً و علماً و معرفة لترسموا لنا منهاج عملنا في المرحلة الثانية من استراتيجية تنمية و تطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي.
يأتي “الملتقى العلمي الأول لمنهاج المسرح المدرسي” الذي تعمرونه بمشاركتكم خطوة أولى من أجل وضع الخطط و الآليات و منهجية المحتوى الذي سيتم العمل عليها لوضع مناهج للمسرح المدرسي و لكافة المراحل (الروضة، الابتدائي، المتوسطة والثانوية) لتكون هذه المناهج جاهزة بين أيدي وزارات التربية و التعليم في الوطن العربي، و لوضع خطة إنتاج الكراريس الخاصة بالمعلم و المتعلم في المسرح المدرسي.
إن نتائج هذا الملتقى ستكون الدليل الذي ستعمل عليه فرق عربية لإنجاز هذه المناهج و الكراريس، فإدراكاً منا لأهمية هذه المناهج نتطلع إلى الاستفادة الأوسع من كافة الخبرات العربية المتوفرة و التي تتوق إلى أن تأخذ دورها في صناعة الفارقة التاريخية التي يشكلها إنجاز هذه المناهج، و التي نأمل الانتهاء من وضعها في الربع الأول من عام 2018 وهو التوقيت الذي يشهد تدشين المرحلة الثانية (الطويلة الأمد) و التي حددتها “استراتيجية تنمية و تطوير المسرح المدرسي بثماني سنوات، تنتهي بانتهاء العام الدراسي 2025/2026،
إننا و منذ انطلاق مشروع تنمية و تطوير المسرح المدرسي بمبادرة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي مطلع عام 2014، حيث كلف الهيئة العربية للمسرح بوضع التصور الذي يمكن العمل عليه من أجل تطوير المسرح المدرسي، كمدماك أساس لتنمية المسرح عامة و تمكينه من لعب دوره التنموي خدمة للمشروع النهضوي و الحضاري للأمة، قد عملنا على مدار عام و نصف العام على تنظيم الملتقيات بمشاركة مئات المختصين و العاملين في المسرح المدرسي في الوطن العربي لدراسة كل ما يحيط و يؤثر بهذا الشأن، و قد انبثقت عن تلك الملتقيات لجنة المتابعة العربية، و اسمحوا لي أن أحيي أعضاء هذه اللجنة التي أنجزت المرحلة التي شكلت من أجلها و هي المرحلة التي تعارفنا عليها بالمرحلة الأولى أو مرحلة الإسعافات الأولية، و هم
البروفيسور فائق حميصي. مسؤول الملف عضو مجلس الأمناء.
أ . د جميلة بنت مصطفى الزقاي من الجزائر.
أ . سالم اكويندي من المغرب.
أ . شريفة موسى من الإمارات.
د . محمد الشرع من الأردن.
د . محمد أبو الخير من مصر (و قد اعتذر عن حضور هذا الملتقى لأسباب خاصة).
و قد توصل المشاركون في تلك الملتقيات إلى وضع “استراتيجية لتنمية و تطوير المسرح المدرسي” تتضمن خطة عمل عشرية، و كذلك تحتوي أول دليل عربي شامل للمسرح المدرسي بكافة مراحل الدراسة، حيث قسمت الاستراتيجية العمل إلى مرحلتين الأولى قصيرة لمدة عامين و و الثانية طويلة الأمد لمدة ثمانية أعوام، خصصت المرحلة الأولى من أجل معالجة الحلقة الأضعف و هي ندرة توفر المعلمين المؤهلين، مما يؤدي إلى اختلاط المفاهيم و النتاجات، لذا نظمت الهيئة بالتعاون مع وزارات التربية و التعليم في موريتانيا و سلطنة عمان و البحرين و قطر و الإمارات و الكويت و السعودية و الأردن و فلسطين و سوريا و لبنان و مصر و السودان و تونس والجزائر و المغرب ، دورات تأهيل للمدربين و المشرفين و المعلمين، عربية و إقليمية و محلية، و كما برزت تجربة الهيئة خلال السنوات الست الأخيرة و نجحت في تحريك المشهد المسرحي في موريتانيا، فإننا نسجل لفلسطين أعلى نسبة تدريب و استجابة لمشاريع التدريب إذ يتوقع أن يصل عدد المتدربين في فلسطين وحدها حتى نهاية العام 2017 إلى ألفي مدرس و مدرسة، مما انعكس إيجاباً على مستوى نتاج المسرح المدرسي و الذي توج بتنظيم (ايام المسرح المدرسي) في كافة المحافظات، كما سنعمل حتى نهاية 2017 على عقد دورات تأهيل مدربين في معظم الدول العربية و بالتالي صار لزاما علينا أن نوفر لهؤلاء الذين تلقوا التدريبات كتباً و كراريس عملية منبثقة من الدليل العام الذي تضمنته الاستراتيجية، و ستكون هذه الكراريس موجهة للمعلم و المتعلم في آن معاً، سننتقل بعدها إلى تاهيل البيئة المدرسية لتكون حاضنة آمنة و حيوية للمسرح المدرسي الذي يمتد تأثيره إلى كل بيت و كل فرد في أسرة الطالب.
إن العمل في المسرح المدرسي يهدف إلى صقل شخصية الطالب و قدرته على التعبير عن نفسه و قبول الحوار و الانتظام و تقبل الرأي الآخر، كما سيساهم على إيجاد المناخ الملائم لتنمية مواهب الملكات الفنية المختلفة، و بالتالي خلق جمهور مسرحي واعٍ و مدرك و يعرف الغث من السمين، إنه بحق ضمانة مستقبل الثقافة المسرحية في المجتمع، و إنه المسلك الذي يؤدي إلى تحقيق ذلك النداء الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في كلمته التي ألقاها في اليوم العربي للمسرح عام 2014 ” لنجعل المسرح مدرسة للأخلاق و الحرية”.
0 التعليقات:
إرسال تعليق