«ريا وسكينة»... تختتم مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي ..المسرحية حظيت بإشادة النقاد والجمهور
مجلة الفنون المسرحية
«ريا وسكينة»... تختتم مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي ..المسرحية حظيت بإشادة النقاد والجمهور
حمود العنزي - الرأي
أسدل الستار، على عروض مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي من على خشبة مسرح الدسمة، حيث كانت مسرحية «ريا وسكينة» لفرقة مسرح الشباب آخر عروض المهرجان.
المسرحية من تأليف وإخراج أحمد العوضي، وتمثيل كل من علي الحسيني، سما العجمي، نوف السلطان، خالد السيجاري وحسين الحداد، إضافة إلى جمع من الفنانين الشباب.
تدور أحداث المسرحية حول أشهر قاتلتين في التاريخ المصري، وهما «ريا وسكينة». وبالرغم من تناول هذه القصة في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية والمسرحية، فضلاً عن الروايات الأدبية، لاسيما رواية الأديب المصري الكبير نجيب محفوظ، إلا أن المخرج العوضي كانت لديه رؤيته الخاصة، حيث أضاف لهذه القصة الحقيقية التي تداولتها الأجيال بعض الأسماء والشخصيات من باب التغيير الدرامي، والخروج عن المألوف الفني، على غرار شخصية يوسف «ابن ريا»، وهو لم يكن موجوداً في القصة الأساسية، لكنه كان حاضراً من خلال هذا العرض، بل ويمثل عنصر الخير الذي يعاني من زمن غادر، وهو غير راضٍ على ما تقوم به أسرته من جرائم بحق ضحاياها.
ومن الأشياء التي عمل على تغييرها العوضي أيضاً، مشاركة ضابط الشرطة في القتل إلى جانب «ريا وسكينة»، مقابل مبلغ مادي، غير أنه ومع كل التغييرات التي أجراها فإن المؤلف لم يهمل القصة الأساسية.
وكما عرفنا سابقاً، فقد كابدت كل من الشقيقتين القادمتين من صعيد مصر «ريا وسكينة» الفقر والبؤس وشظف العيش في بداية حياتهما، حتى أصبحتا منبوذتين من المجتمع المصري وقتذاك، ولم تحظيا بالعطف أو المحبة من الناس قط، لذلك فكرتا بالانتقام منهم على طريقتهما الخاصة، عبر استدراج ضحاياهما من النساء الثريات بحجة قراءة الفنجان وفك السحر، قبل الانقضاض عليهن ومن ثم قتلهن بطريقة وحشية.
العرض بمجمله كان رائعاً أداءً ومضموناً، كما أن الإضاءة والموسيقى والأزياء جاءت مكملة للعرض، وعبرت جميعها عن الكيان الداخلي للشخصيات، ويُحسب للمخرج أحمد العوضي أنه اكتفى بديكور واحد فقط لمنزل ريا وسكينة ولمركز الشرطة وللشارع، وأماكن أخرى ضمن الأحداث. ويمكننا القول بشكل عام إن المؤلف والمخرج أحمد العوضي استطاع أن يوصل الفكرة ببساطة ومن دون تعقيدات.
أعقبت العرض ندوة تطبيقية، أدارها الدكتور حسن الرشيد، وعقب عليها الدكتور جمال ياقوت.
بعد الترحيب بضيوفه، قال الرشيد: «إننا ومنذ زمن بعيد أسلمنا القيادة للكويت في مجالات الفنون المختلفة، وأنا سعيد بأن يحتضن هذا البلد الطيب هذه الفعاليات، التي أتاحت الفرصة للشباب للتعبير عما يجيش في صدورهم».
بدوره، عقب الدكتور جمال ياقوت على العرض فقال: «اعتبرت بصراحة أن اختياري للتعقيب على هذا العرض بمثابة الفخ بالنسبة إليّ، لكن المخرج أحمد العوضي سهّل عليّ الأمر، حينما قدم عرضاً يتسم بالبنيان، ونجح في تقديم بنية درامية خاصة به، تتمحور حول قضية المهمشين والذين هم بلا هوية»، مكملاً: «أعجبتني فكرة الانضباط، وأبهرني تزامن الفعل المسرحي، الحركة، الموسيقى، الإضاءة والتنقل من لحظة درامية إلى أخرى وكانت حلول المخرج البسيطة والجميلة لافتة، الإضاءة أيضاً كانت مدهشة، بل بمثابة درس في كيفية تزامن التنفيذ مع التصميم».
أما مداخلات الحضور، فقد كانت مشجعة وأثنت على ما قدمته الفرقة، والمشاركون في المداخلات هم الزميل عبدالمحسن الشمري والدكتور أيمن الخشاب والكاتبة تغريد الداود والفنان والمخرج محمد الحملي والدكتور جبار صبري والناقد محمد عبدالرسول.
0 التعليقات:
إرسال تعليق