مسرحية «موعد مع..» إشكالية الجمع بين التأليف والإخراج
مجلة الفنون المسرحية
مسرحية «موعد مع..» إشكالية الجمع بين التأليف والإخراج
عبدالمحسن الشمري - القبس
في إطار فعاليات الدورة 18 من مهرجان الكويت المسرحي، عرضت فرقة المسرح الشعبي مساء أمس على مسرح الدسمة، مسرحية «موعد مع..» تأليف وإخراج خلف العنزي، تمثيل جمال الردهان ونصار النصار ودانة حسين، يوسف مطر، فهد الرويشد، جراح مال الله، إلى جانب عدد من المجاميع، ديكور الدكتور وليد عنبر، أزياء خلود الرشيدي، إضاءة نصار النصار، موسيقى محمد الزنكوي.
تبرز في العرض المسرحي عدة أمور يمكن التوقف عندها في إطار الرؤية النقدية، وهي الجمع بين الـتأليف والإخراج، والطرح الفلسفي في النص الذهني، وكيفية حل الأمور الفنية المترتبة على ذلك من خلال التمثيل والإضاءة والديكور والأزياء وبقية التقنية الفنية، نقول ذلك بعيدا عن السرد التقليدي لحكاية المسرحية وتفاصيل الاحداث التي تقدمها، لأن المهم في هذا العمل الخوض في أمور بعيدة عن السرد والقصة.
إشكالية.. وحل
يذهب بعض المخرجين، خاصة في المسرح، لكتابة الأعمال التي يضعون لهاحلولا إخراجية معينة، وفي أغلب الأحيان يقع هؤلاء في مطب ضعف إحدى الناحيتين، أي ضعف التأليف أو الإخراج، مما يؤثر سلبا في العرض المسرحي، وبالمقابل هناك مخرجون قادرون على صياغة نص مسرحي ينسجم مع رؤيتهم الإخراجية، ويجيدون التعامل مع كل شيء على خشبة المسرح فيصلون إلى تقديم عرض مسرحي متناغم إلى درجة كبيرة.
في نص «موعد مع..» لخلف العنزي، صاحب التجارب الناجحة في السينما على وجه التحديد، هناك رؤية فلسفية وطرح يجعل المتابع يتساءل وهو في حالة من الذهول عما يريده، ولعل إشكالية الموت والحياة، والعلم والجهل، والسعادة والرفاهية كانت تشغل بال المؤلف العنزي، وقد اقتحم بابا صعبا حاول من خلاله أن يصل إلى طريق الأمان، القضية التي يتناولها النص فيها كثير من الإشكاليات، إن كان على صعيد حتمية الموت، وزهد العالم الذي يرى موعد موته في ساعة محددة، وبين البحث عن ملذات الحياة وخاصة ما تعنيه السعادة. والحل الذي قدمه المؤلف الخلف ربما كان يحتاج منه إلى المزيد من التركيز والبحث عن حلول تخلصه من الحوارات الذهنية التي لا طائل من ورائها.
رؤية إخراجية
من وجهة نظرنا المتواضعة، نرى أن المخرج خلف العنزي ركز في رؤيته الإخراجية على الأداء التمثيلي بالدرجة الأولى، إلى جانب الديكور والأزياء ولعل الاستعانة مع مهندس ديكور متخصص بالأعمال الذهنية، وهو الدكتور عنبر وليد، كانت مفتاح الحل أمامه، وكان الديكور السهل البسيط معبرا عن كل حالة، لكنه لم يكن في حالة توهج أو إبهار، وربما كانت بساطته هي الحل الذي لجأ إليه وعنبر وليد، وهو حل أتى أكله إلى درجة مفبولة.
لعل الحل الأكثر نجاحا في عرض «موعد مع..» هو الأداء التمثيلي، وكان الفنانان جمال الردهان ونصار النصار في حالة توهج وانسجام على خشبة المسرح، ولعل لجوءهما إلى الاداء الكوميدي كان الطبخة السحرية التي أوصلت المسرحية إلى بر الأمان، وكسرت حالات الجمود والرتابة والملل التي دارات حولها الفكرة الأساسية للنص.
0 التعليقات:
إرسال تعليق