مسرحية " أبواب موصدة " تأليف هشام شبر
مجلة الفنون المسرحية
مسرحية " أبواب موصدة " تأليف هشام شبر
الكاتب والفنان هشام شبر |
مسرحية " أبواب موصدة " تأليف هشام شبر
( المكان يتوسطه باب يفصله الى جانب ايمن وجانب أيسر وباب ثاني وسط يمين المكان وباب ثالث وسط يسارالمكان ومن الاعلى تتدلى مفاتيح عديدة ونوافذ عديدة وبجانب من المكان دورة مياه غربية وفي الوسط هناك تابوت وبجانبه كافور وفي الجانب الاخر هناك سبورة قربها قبر )
هو : ( يقف قرب الباب الذي في وسط المكان )
لا أدري هل هذا الباب يفضي الى الداخل أم الى الخارج وهل أنا الان داخل أم خارج فمابين داخل وخارج ضاع المكان
( يتحدث وهو يدخل الابواب الموجودة ويخرج منها و يقفز الى الاعلى محاولة منه ان يمسك بالمفاتيح)
ههههه دائما ماأرتدي ثياب نكته حتى أعبر خطوط حمراء تتدلى من باب الحدود وباب السلطة وباب الاعراف وباب الادب وباب السخرية فالخطوة اعترفت بترددها و أضاعت طريق المقبض
(يصرخ )
دائما مايردد جدي هذة المقولة لا تفتح عليك باب فالابواب الموصدة لا تعرف الرحمة الابواب الموصدة جحيم الابواب الموصدة أقرب طريق للموت الابواب الموصدة ... ولكني نسيت أن أسأل جدي هل أنا داخل المكان أم خارجه فأنا هنا و هناك ومابين هنا وهناك حرب تحاول ان تسرق مني جدي والمكان
(يردد انشودة و هو يمشي مشية عسكرية)
يس يم يس يم يس يم يس يم
لن أستكين حتى وأن جاءت جميع جيوشهم بأعدادها لن استكين
( يتخطى الباب الى الجهة الاخرى ويصعد على دورة المياه)
سأعتلي دورة المياة تلك وأجمع كل عيوبي وأرجمكم بها استنكار وشجب وسخط ورفض وتحدي... ثم صمت
( ينزل من على دورة المياة ويتحدث بحزن)
ماعادت صوتي يقوى على الوقوف في فمي
فالصوت يحتاج ثورة والثورة تحتاج غضب والغضب يحتاج يحتاج ... لا ادري مايحتاج.. ها .. تذكرت ..
(يمسك بسارية خالية ويتحرك بالمكان وهو يهتف )
الغضب الساطع آتٍ وأنا كلي ايمان الغضب الساطع آتٍ سأمر على الأحزان من كل طريق آتٍ بجياد الرهبة آتٍ آتٍ آتٍ
(يحمل البيض ويرميه واحدة تلو الاخرى وهو يتحدث بجنون)
أنا في المكان أم خارج المكان وهل المكان مكان ان لم اكن انا فيه
( يتحدث كالمعلم وهو يرتدي نظارة وبيده عصا يؤشر بها على السبورة)
عدنا الى الدجاجة والبيضة فالبيضة قبل الدجاجة لالا الدجاجة قبل البيضة البيضة قبل الدجاجة الدجاجة قبل البيضة
( يجلس على ركبتيه)
أحاول أن أتذكر لماذا أنا هنا لماذا لماذا ..أعتقد انني أنتظر شيء ماهو هذا الشيء ماهو هذا الشيء..
( ينهض وهو يصفق بفرح )
الخلاص ولكن الخلاص ممن و لماذا تلك الابواب والمفاتيح تدور حولي وادور حولها
( يجلس في التابوت وياخذ الكافور يغتسل به وهو يتحدث )
أتذكر انني كنت كالخفاش أسكن قيصرية في خاصرة وطن مريض بالحرب ضاق صدري به وتكدست خطواتي
( ينهض وهو يترنح كالثمل)
صباح الهزيمة ايها المكان الغارق بذاكرتي حد الاختناق صباح الفراق الممد على ارصفة الانتظار في كل مرة ادعوك ان تشرب معي نخب يوم جديد تتسمم بالحرب وبالخيانة والقبح وتموت وتتركني وحدي اشرب نخب هزيمتي
( يجلس على حافة قبر)
السلطة تبيع بنا وتشتري ترجمنا بالحجارة ليل نهار ليل نهار وضعت الابواب الموصدة التي سرقت مني جدي والمكان
(يضع راسه بين النوافذ المعلقة و يتحدث وفي كل نافذة يعطي تعبير بوجهه وصوته )
لم أكن غير غراب لم يعرف أن يواري سوء طالعه فأصيب باللعنة ملعون من يشحد حتفه من أجل لقمة ملعون من يرقص كالحمام في حضن شبكة صيد..
(يقف قرب الباب ويتحدث بهمس موجع)
حين أصبت بفقدان الذاكرة نسيت ان ذاكرتي لا تحمل صور الجلادين فهم يمنعون التصوير في لحظات العذاب الجميل و نسيت أيضا أن المكان يرفض أن تكون امراة زوجة لخائن لذلك أعلنت عصياني على زوجتي من أجل المكان
( يقفز كالمهرج وهو يتحدث )
هههههههههههههههه لا أدري هل هذا الباب يفضي الى الداخل أم الى الخارج وهل أنا الان داخل أم خارج فمابين داخل وخارج ضاع المكان
فمابين داخل وخارج ضاع المكان هههههههههه فمابين داخل وخارج ضاع المكان ههههههههههه
سأجمع كل عيوبي وأرجمكم بها استنكار شجب سخط رفض تحدي ههههههههههههه ملعون من يشحد حتفه ملعون من يرقص كالحمام في حضن شبكة صيد.. (يردد انشودة و هو يمشي مشية عسكرية)
لن أستكين حتى وأن جاءت جميع جيوشهم بأعدادها لن استكين
يس يم يس يم يس يم
( تتصاعد الموسيقى مع تداخل صوته )
( اظلام )
ستار
0 التعليقات:
إرسال تعليق